الفصل الخامس

1460 Words
منذ أن عادا وهو ملتزم ال**ت .. يتحدث بما هو ضروري فقط .. طوال الوقت شارد .. حاولت أن تفهم ولكنه يرفض .. حاولت أن تجبره على الكلام ولكن من دون فائدة .. حتى انها افتعلت معه مشكلة ولكن لا جدوى تذكر .. نبيل التزم ال**ت فقط ولم يقل أي شيء .. وهي تكاد تموت من القلق .. تعرف انه يفكر بشأن ماحدث في امريكا فمنذ تلك اللحظة حاولت ان تناقشه بالامر وهو رفض قائلا ( دعيني افكر بالموضوع ديمة ولا تذكريه ارجوك ) وبالفعل لم تذكره منذ تلك اللحظة ولكنه بحالته هذه كل ثانية يذكره به .. رمت حاسوبها المحمول بعصبية ف**ته جعل حتى عملها يتوقف .. كلما حاولت ان تكتب شيء تتوقف الاحرف وكانها انتهت .. تافافت بضجر تحادث نفسها ( تبا لكل شيء ) على صوتها تدخل نبيل الذي دخل منذ لحظات للمنزل ولاحظ عبوسها وضجرها الواضح ( ما الامر حبيبتي ) ابتسمت ابتسامة ميتة له لتقول دون ان تنظر نحوه ( جيد انك تذكرت كلمة حبيبتي ) رسم ابتسامة ساحرة على محياه وهو يقترب منها يحتضنها من كتفها فتدلل عليه ليرفع حاجبه بمفاجأة من سلوكها ( يبدو أنني اغضبت ساكنتي كثيرا .... اشتكيني صغيرتي ) تن*دت ديمة بحزن ممزوج ببعض الدلال الانثوي الذي اعتراها فور سماعها لكلماته .. فهاهو نبيلها وكلماته المعسولة ... منذ ان ارتبطت به وهو يردد على مسامعها ( عندما تغضبين مني اشتكيني الي .. فأخذ حقك مني بكل ضراوة ) اعتدلت في جلستها ليصبح وجهها مقابل له تماما فتتأمله بوجه عابس .. نظراته مازالا يشوبها الحزن ولكن الحب يطغو على حزنه .. كتفت يديها أمام ص*رها لتسأل بشك ( هل ستأخذ حقي منك ) هز رأسه بموافقة دون تردد وهو يرفع يده بالقسم ( اقسم لك ) نفخت الهواء بغضب مصطنع قائلة ( زوجي منذ عشر ايام لم يقل لي كلمة احبك .. يعاملني كغريبة .. صامت طوال الوقت ... عطل علي كتابتي للرواية .. وفوق كل هذا يقول لي مابك ) فتح عينيه يمثل الصدمة ( زوجك رجل سيء ) هزت رأسها فورا ( أعلم ) عندها علت صدمة نبيل حقا ليردد من خلفها ليمسك يديها خلف ظهرها يشدها نحوه لتكون مقابلة لوجهه تماما يكاد انفها يحتك بانفه ( تعلمين ) اجابته دون كلام بالايجاب ليشدها اكثر الي من يديها المكبلة بيديه خلف ظهره حتى كادت ان تقع في حضنه ليقول ( لا اعتقد انك تعلمين كم انا سيء ) نظرت له بعد فهم ليبتسم بخبث وهو يشدها لحضنه يقبلها بشوق .. لقد ابتعد عنها كل تلك الايام عله يصل لحل ولكن لا فائدة فالشوق ذباح كما يقال وهذه الجنية الصغيرة تنتصر عليه في كل مرة حتى وان لم تفعل شيء وها هو اليوم يعود لها متنازل عن افكاره وقرارته ليحصل على وصالها .. حاول تقبيل رقبتها لتبتعد عنه لاهثة وهي تمسك وجهه بين يديها تتأمل الرغبة في عيونه لتقول ( قبل أن أندمج في حبك وشوقك دعني أخبرك أمرا ) تن*د باعتراض وهو يلتقط انفاسه لينطق بنفاذ صبر ( هل يمكن أن نأجله ) رفعت عينيها برفض قاطع ليستسلم لها ( هي قولي بسرعة ) ارتسمت على محياها علامات الحب وهي تتحسس ذقنه الحليقة بابهامها لتقول بصوت خافت ( اعلم انك مشوش وخائف من اتخاذ القرار ولكن هل يمكنك ان تعود لحياتنا الطبيعية وتفكر على مهل .. انا لا استعجلك وانت ايضا لا تبعدني عن محيطك .. ارجوك نبيل انا لا يمكنني تحمل **تك وضياعك .. العمر مازال امامنا دعنا نفكر بهدوء في احضان بعضنا وليس نحن مبتعدين عن بعضنا ) تاملها دون كلام ... دون رد وماذا يمكنه القول بعد ما قالت .. مازالت تاسره بارائها .. تبهره بحكمتها رغم انها شقية في بعض الاحوال .. كيف لها ان تجمع الشقاوة بالحكمة .. ابعد خصلاتها العسلية لخلف اذنها ليقول ( أتعلمين .. أحيانا أفكر كم قلب أحتاج حتى اعطيك حقك في الحب ) ابتسمت له وهي ترمي راسها على ص*ره مغمضة عينيها تشعر بانفاسه وكل نفس كانه يغازلها .. ليشدها لقلبه اقرب وكأنه يحتمي بها لاتخاذ قراره فيما بعد . ......................................................................................... اقتربت من الخادمة التي كانت خارجة من الصالة لتسالها بهمس ( هل لدينا ضيوف ) أومأت الخادمة لها بنعم لتعود فتسألها ( ومن متى ضيوفنا يجلسون في الصالة الرئيسية ) لتجيبها الخادمة ( لا أعلم ولكن السيد نسيم من أصر على ضيفه بالجلوس هنا ) هزت رأسها دون أن ترد على الخادمة لتتابع سيرها نحو الصالة تحادث نفسها ( هل يمكن أنه شخص تعرفه العائلة ) دخلت الصالة بابتسامة رسمتها على شفتيها رغم ارهاقها ولكنكما اعتادت تمسح التعب على عتبة باب البيت ... لتدلف وهي ترا خالها ماجد وابن خالها زياد مع رجل غريب وللمفاجأة الضيف لم يكن عربيا . فتحت عينيها على وسعهما لتقول دون القاء السلام ( منذ متى نستقبل ضيوف اجانب في الصالة نسيم ) علت ابتسامة خالها ماجد وعلامات الاستهزاء على شفتي نسيم والشخص الغريب يقف باحترام لها ليبادر ماجد بالقول ( هل نسيت القاء التحية صغيرتي .. ) اعتذرت بسرعة عن سهوتها ليكمل خالها ( ومن قال ان لدينا ضيف اجنبي ) رفعت اصابعها باتجاه الضيف الواقف ب**ت لتقول ( ضيف صيني ... اليست الصين تعتبر من الاجانب ) عند كلماتها علت ضحكات نسيم بالارجاء والضيف يبتسم دون كلام لترسل لنسيم نظرات انزعاج بسبب ضحكاته العالية والشاب يقترب منها وهو يمد يده لها ( فارس اسماعيل ... تشرفت بلقائك ) وقفت مجمدة في مكانها دون كلام حتى اكمل فارس كلامه ( بالمناسبة أنا لست صيني .. انا عربي مثلي مثلك ) عربي .. ولكن شكله .. رغم يتكلم العربية بطلاقة وبنفس لهجة بلدها .. كانت مشوشة دون ان تجيب او تتحرك يدها مازالت اسيرة يده لتقول بتشتت ( ها ) علت ابتسامة دبلوماسية على شفتيه ليقول ( انا عربي ولكن والدتي كورية يا أنسة ..) سعلت بحرج وضحكات نسيم المتشفية تصلها لتتوعده في سرها وتلتفت للشاب مجيبة بتوتر وصوت مهزوز ( تشرفت أنا ميرال .. اسفة ) ابتسم لها هذه المرة ابتسامة حقيقية مجيبا ( لابأس .. ردة فعلك طبيعية ) ليتدخل نسيم هذه المرة ( ميرال .. فارس صديقي من ايام المعسكر الجامعي .. وهو مدير صحيفة همسات ربما شكله مختلف ولكنه عربي مثلنا ) لينظر اتجاه فارس ( وهذه هي ابن عمتي ميرال .. مهندسة معمارية عاطلة عن العمل ) أومأ فارس لها ( تشرفت بك ) لتستأذن منهم وتخرج دون كلام مسرعة نحو غرفتها .. دخلت غرفتها لاهثة لتستند إلى الباب ( يا الهي ماذا فعلت ... سوف يقتلني خالي ) لت**ت عدة دقائق مكانها دون حراك ثم تتن*د بتعب وقلة حيلة لتتجه نحو السرير ترمي حقيبتها على السرير بإهمال تجلس بقربها وهي تحادث نفسها ( حسنا وما غلطي أنا شكله بالفعل غريب ) لتعود لل**ت لثانية لترتسم على شفتيها ابتسامة حالمة ( لكنه جذاب بشكل مبهم ) رفعت يدها لتخلع الحلق فتسكن انفها رائحة جميلة منبعثة من يديها لتقف عن خلع حلقها تقرب يدها من انفها تشتمك رائحة يده .. فهذه اليد نفسها التي كان يمسكها لدقائق .. استنشقت الرائحة باستمتاع لترفع نظراتها اتجاه طاولة زينتها فتسقط نظراتها باتجاه زجاجات العطر المرصوصة امامها فيعلو الادراك على محياها ( نعم انه عطر قوتشي ... كيف لي ان اتوه عنه ) داعبت شفتيها ابتسامة ماكرة ( يبدو ان السيد فارس حقا مثير للاهتمام ) ................................................................................................ ( هيا شغف .. أنا اعرف انك عندما تقررين ان تفعلي شيء تنجحي به ) تن*دت شغف من اقتراح نيسان الغريب .. او بالاحرى الذي لم يطرق باب افكارها من قبله .. فمنذ اقتراب تخرج نيسان من الجامعة وبداية العد التنازلي لها للعودة الى البلاد وهي لا تردد سوى اسطوانة واحد .. محاول اقناع شغف بالاقتراح على والدتها للعودة الى الوطن جميعا .. هزتها نيسان من كتفها ( هييه اين ذهبت بعقلك ) رفعت شغف كتفيها بحركة تلازمها عندما لا تجد ما تجيب عليه فتكتفي برفع كتفيها وتبرم شفتيها لتقول بعد عدة دقائق ( منذ ان كنت طفلة وانا افكر لماذا نحن هنا .. طوال ايام طفولتي وصباي وامي تصر علي لتعم العربية .. كل يوم تحشو راسي بعادات بلادنا .. تذكرني مليون مرة انني عربية ويجب ان احترم عربيتي .. ولكن ولا مرة خطر ببالي ان اقترح عليها العودة .. التعرف على بلدي .) راقبت نيسان الشرود على ملامح شغف لتقول بصوت منخفض ( بصراحة منذ ان تعرفت عليك وهذا السؤال يلازمني .. انتما هنا من غير اقارب .. من دون أي احد .. فما الفائدة من بقائكما هنا ) نظرت لها شغف والادراك يعلو محياها .. كيف لم تصر على معرفة السبب .. لماذا تبقى هنا بعيدا عن موطنها .. عن اقاربها ان كان لديها اقارب .. حتى امها مشتاقة والدليل على شوقها اغنية ريتا التي لا تغادر موسيقاها من بيتهم . امسكت يد نيسان لتشعر نيسان ببرودة اصابعها فتضغط على يديها برفق تتابع ( انا ساعود قريبا ولن اتمكن من العودة الى هنا .. وانت اقرب شخص لي .. حاول ان تفكري بالموضع واقناع امك شغف .. ستبقى سويا هناك ايضا .. يمكنك العمل على تحقيق حلمك في بلادنا .) هزت رأسها دون ان تجيب وكلمات نيسان تزيد الاصرار براسها وقرار لاح في الأفق وطريقة اقناع والدتها بدأت تتكون في عقلها . ( سيدة نيسان انه دورك ) أومأت لمصفف الشعر وهي تقف أمام شغف التي وافقت على مرافقتها اليوم ايضا لتقول لها بمشا**ة ( الن تقتنعي مني وتقومي بقص شعرك شغفي )
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD