الفصل الثامن

1529 Words
جلست قبالته ليبادر هو بالطلب لها وهي تتامله فقط .. حركاته وتصرفاته .. اسلوبه ساحر حتى اختلافه كان محبب ليخرجها من تاملها ( الا زلتي تعتقدين انني صيني ) لوحت بيديها بالنفي ( لا .. كل مافي الامر كنت اتسائل كم مرة سمعت هذه الكلمة ؟) استند على ظهر كرسيه مكتفا يديه امام ص*ره ( أي كلمة ) ابتسمت بمشا**ة ( انك صيني تجيد العربية ) علت ضجكة رجولية اسرتها ليجيب دون ان يغير جلسته او يتحرك ( لم اسمعها سوى منك فقط ) علت الصدمة وجهها وفتحت عينيها على وسعهما ( لم يتفاجئ احد بشكلك ويعتقد ما اعتقدت ؟) هذه المرة حرك جلسته ليسند ساعده على الطاولة يشبك اصابعه ببعضهما ويخفي فمه خلف اصابعه ( ابدا .. انت الاولى ) رفعت نظرها اليه ( مستحيل ) عادت الضحكات تعلو منه مرة اخرى ليبتلع ضحكته عند وصول الطلب للتفاجئ انه قد طلب قطعة من الشوكولا مع القهوة لتبتسم بسعادة ليتابع بعد مغادرة النادل ( كنت امزح بالطبع اتعرض لكثير من الانتقادات والصدمات بهذا الامر .. وفي بعض الاحيان تصل لدرجة التنمر والاستهزاء ) قاطعته بهمسة ( يا الهي ) ليبتسم بثقة ( هذه طبيعة مجتمعنا .. نظر بدونية للفئات الغريبة عليه .. انظريحولك كيف يتم التعامل مع الهنود او الاسيويين المتواجدين بالبلاد العربية .. بدونية وترفع كبير .. اول كلمة نرددها حين نرغب بالسخرية من احد .. انت هندي ..حتى الثقافة الأسيوية لا نتقبل وجودها واي شخص معجب بهم يرددون على مسامعه ( عمال ماك ) وكأن كلمة عامل هي اهانة .. هذه العادة ميرال .. مجتمع يدعي المثالية وهو ابعد شيء عنه المثالية ) قاطعته قائلة ( ولكنك عربي ) هز رأسه بموافقة ( بالطبع عربي احمل جنسية مثل جنسيتك ولكن جينات امي كانت الغالبة وبسبب هذه الجينات لم اكن مقبول عند الكثيريين .. الشيء الوحيد الذي ساعدني هو انني غني املك عمل مستقل .. لدي موظفين .. وهذا عزز ثقتي بنفسي قليلا .. ) عادت لتقاطعه ( لهذه الدرجة ) تمتم قليلا ليكمل ( بالطبع . . لقد حدثتك عن الجانب السيء ولكنني لا انكر انه يوجد جوانب جيدة كثيرة واصدقاء احبوني لكوني فارس فقط بغض النظر عن لوني وعرقي ومنهم نسيم ... لقد كان الشخص الوحيد الذي لم يتفاجئ حين حدثته اول مرة ولم يقل لي هييه انت صيني .. بالع** تماما لقد عاملني وكانني شخص عادي جدا وهذا ما عزز صداقتنا وجعلها متينة ) أومأت لترتشف قليلا من قهوتها ( معك حق بعيدا عن انه شخص مجنون .. يفتعل الضجة حيث يذهب ولكنه ذو عقل راجح .. تفكيره صائب .. اعماله دائما كاملة ويحقق ما يرغب ) وافق على كلامها دون كلام وهو يضع فنجانه على الطاولة ليسألها ( وأنت نسيم قال انك عاطلة عن العمل ) هزت راسها موافقة لتجيبه ( هذه الحقيقة لقد تخرجت ولم ارغب بالعمل ) سالها مستنكر ( لم ترغب ؟) اومأت له ( نعم انا من النساء التي لا تحبذ العمل .. بعد وفاة امي وابي وهما عائدين من عملهما كرهت هذه الفكرة .. درست وتخرجت لان خالي ماجد كان يشجعني يدعمني .. ولكنني داخليا لم ارغب وهكذا تخرجت واخبرته انني لن اعمل ابدا وهو وافق دون نقاش ) اخبرها موقنا ( لقد لاحظت حبه الشديد لك ) ابتسمت بسعادة ( كان ابي وامي .. رباني وجدني ملاذ له بعد ان غادرت زوجته واستقال من عمله وانا وجدت به الاب الذي اشتاق والام التي فقدت ) بادلها الابتسامة باخرى ( ليطل الله بعمره ويهنئ باله ) امنت على دعائه .. لتستأذنه وتغادر ويودعها لامل لقاء قريب بينهما وابتسامة حالمة ترتسم على شفتيه وهو يقتفي اثرها الذي غادرت به يتمم لنفسه ( هل ستكونين مثلها وأعود للبداية من جديد ؟) ............................................................................................. لقد مر أسبوع والوضع لم يتغير .. بل الحال يصبح أسوء من قبل . لقد اعتقدت ان بعد ايام من سفر نيسان ستنسى شغف الامر وتعود حياتهما طبيبعة ولكن شغف لم تنسى بل اصبحت حادة الطباع بشكل لا يطاق .. كل يوم تفتعل مشكلة .. تطالب بالعودة لوطنها .. ترغب بأن تعيش قرب صديقتها ولكن هل توافق على طلبها وتخطو بكامل قواها العقلية نحو النار .. هل تخاطر من جديد .. هي لا ترغب بالمخاطرة فعلتها مرة وندمت .. فعلتها من قبل وها هي لليوم تدفع ثمن اللعب بالنار .. لقد احرقت نفسها وليس اصابعها فقط .. اغلقت التلفاز الذي بضجر وعقلها يعود لتلك الايام .. ايام صباها وسعادتها .. حبها الذي تركته خلفها وهربت .. ( بين ريتا وعيوني بندقية ) كشرت بغضب نحوه ( ارجوك لا تذكر البنادق اشعر بالخوف ) شدها لحضنه يسند ظهرها على ص*ره يداعب خصلات شعرها ( ولماذا الخوف وانت معي.. انا مستعد لمحاربة العالم فداء لعيون ريتا العسلية ) ضحكت بسعادة ليكمل ( انت الأنثى الوحيدة التي تضحك عندما يتم التغزل بها .. ) ادارها نحوه يمسك كتفيها ( وفوقها تغني للحب والمشاعر ) ارتفعت ضحكاتها مرة اخرى لتداعب فكه بيديها ( لا اعرف ماذا ارد عليك .. ثم انت لا تترك هذه الاغنية ابدا .. في كل جملة تضع بيت منها ) قبل اطراف اصابعها مجيبا ( لانني اراك فيها يا شغفي ) سحبت يدها منه تكتفها ( وها عدنا لشغفك .. ما قصتك مع هذا التدليل ) قبل جبينها ليريح راسها عند ص*ره وعاد ليمسك يدها يداعب اصابعها ( كل انسان يملك شغف معين .. منهم من لديه شغف بالقراءة .. بعضهم بالكتابة ..واخر بالرسم او بالعمل .. وانا شغفي يكمن بك .. تمثل بك .. رغبتي هي انت .. نهاية طريقي وكل شيء قد اريده في هذه الدنيا ) ارتسم الحب والفخر على محياها لتهمس ( حتى لو رزقنا بفتاة ... لن تحبها اكثر مني ) ضحك بصوت عالي لتض*به على ص*ره بامتعاض فيمسك يدها يصد ض*باتها (تغارين من ابنتنا قبل ان تأتي او حتى ان تحملي ..يا الهي انت مشكلة ريتا ) لم تجبه بل **تت ليرفع راسها تتقابل نظراتهما ( ساحبها لانها ابنتك .. ساذوب عشقا فيها لانها ثمرة لحبنا ) قبلته على شفتيه بسرعة لتقول بنصر ( ساسميها شغف ) رفع حاجبه بتعجب صامتا دون كلام يعيدها لحضنه وهو يعود لغناء الاغنية بهمسات خفيفة . وهذا ماحدث شغف اصبحت حقيقة ولكن من دون حبه وتدليله لها لقد خذلته وخذلت نفسها وشغفهما بنفس الوقت .. قرارها دمر ثلاث قلوب .. ولكن ما من خيار اخر .. ارادت النجاة .. كانت مستعدة لفعل أي شيء في سبيل الحفاظ على شغفه ..والآن لن تعود .. وسترفض حتى لو اعترضت شغف سنين وليس ايام .. فتخا**ها .. ولتبكي .. لتكرهها ولكنها لن تعود ............... قطع وصالها مع الماضي صوت قفل الباب وهو يفتح لتطل شغفها الغاضبة .. مقتربة من والدتها بهدوء ( مسا الخير ) نظرت لها ريتا بترقب وهي تنتظر بدء جولة جديدة من الجدال لترد التحية لها .. فتقترب شغف من والدتها بحذر تجلس قربها عدة دقائق دون كلام فتبادر ريتا ( ما الامر شغف ) لم تجب شغف لثوان حتى تقول اخيرا وهي تخرج بطاقتين من حقيبتها ترميهما على الطاولة ( لقد حجزت في طائرة يوم الاربعاء .. ) ارتسم الرعب على ريتا لتتابع شغف ( لقد حجزت لي ولك ... لكن اعلمي انني سوف اسافر وحدي ان رفضتي ان تكوني معي .. الخيار متروك لك امي ) شعرت وكأن صاعقة ض*بتها .. لقد تمردت شغف بشكل كبير .. لقد خطت اخر سطر بتاريخ هروب ريتا .. شعرت بالتوتر والخوف .. لتقول بصوت متقطع ( ولكن كيف ... ثم حتى لو وافقت لا نملك وقت لبيع اغراضنا شغف ماهذا التصرف ) تن*دت شغف بصوت مسموع مجيبة ( لن نبيع شيء اترك كل شيء على حاله اعتبريها اجازة فقط ) لتقف مغادرة نحو غرفتها تاركة ورائها ريتا وهي تعاني من هول القنبلة التي فجرتها ابنتها امامها وغادرت . ............................................................................................ منذ ان عادت وهي تراه في اخر الليل فقط .. اعجبها ت**يم بيته كثيرا .. كانت شاكرة له فقد خصص غرفة خاصة لها قرب غرفته .. كما هي العادة من جرير يحترمها ويفكر بادق التفاصيل .. اعادت العيش معه بسرعة فهو انسان سهل المعشر .. يخرج لعمله ليعود ليلا يتعشى ويقضي باقي سهرته اما بالقراءة او متابعة احد الافلام .. يناقشها احيانا واحيانا اخرى ينأى بنفسه عنها .. وكانه يذكرها بالشروط القديمة عند زواجها منه .. تتذكر تلك اللحظة في كل ثانية .. وقفت امام باب المحكمة ووثيقة الزواج بيدها لتخبره بعنجهية ( لقد وافقت على الزواج ولكن دعني اخبرك بشيء انا لا اريد علاقة جسدية معك ) تتذكر صدمته حينها .. وقف وكانها رمت عليه دلو ماء بارد ليبتسم بتهكم وهو مقتربا منها وهو يقترب من اذنها يهمس ( انا لا اقترب من امرأة لا ترغب بي سيدة نيسان ) ليسير امامها وهي متجمدة دون تحرك فيتوقف مرة اخرى مستديرا نحوها ( الن تأتي ) لتركض خلفه تحاول اللحاق به وهذا ماحدث من وقتها .. لم يقترب منها ابدا .. احيان يقبلها على خدها لا اكثر او جبينها فقط .. ولكن لا يحاول لمسها او حتى التودد لها .. اخرجها من افكارها صوته ( ما بك نيسان ) نظرت بصدمة نحوه لتعود لرشدها مجيبة ( ما الامر ) جلس قربها بقلق ( ناديتك اكثر من مرة ولكنك لم تجيبي ) سعلت بحرج ( اسفة كنت افكر ولم اسمعك ) أومأ دون كلام لتقول ( ماذا كنت تريد ؟) تن*د بتعب ( كنت اريد ان اخبر كان الشركة الجديدة تقيم حفل واريدك ان ترافقيني للحفل ) ابتسمت له ( حقا ) هز راسه ( ان كنت لا تمانعي ) هزت راسها يمنيا ويسارا رافضة كلماته ( ولماذا قد امانع .. ثم انني احب الحفلات كثيرا ) بعثر شعرها بيده مبتسما ( حسنا موعدنا غدا عند الثامنة ) ليقف مغادرا وهو يتمنى لها نوم هنيئا وهي صامتة ما زالت تشعر بحركة اصابعه بين خصلات شعرها المبعثر وقلبها يدق بقوة .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD