#_هذا_-ليس_عالمي
خيرر يا بووي مجمعنا أجده لية عاد؟
دهشان وهو كبير العائلة: لما الكل يتجمع يا سمية، الصبر شوية.
زهرا أبنة سمية وهي تتمتم بصوت منخفض: يووه مش هنخلص أجده.
دخل عليهم تميم وهو أكبر أحفاد العائلة: أسف يا چدي على تأخيري، كنت بخلص شغل مهم جوي.
رد عليه دهشان بتفهم: طيب يا ولَدي.
أقتربت أميرة زوجة تميم منه بدلال وهي تضع يدها على أكتافه لكي تلتقط منه العبائه: حمدالله على سلامتك يا حبة القلب.
نزل يدها بحده وهو يعطي لها العبائه ويقول لها بحده خفيفة: مش وجت مياصه ده يا أميرة.
-أتفضل يا بووي كل الدوار أتجمع أجده.
كانت ذلك الجملة التي هتف بها أبن دهشان الأكبر، "صالح "
جلس الجد وسطهم بكل هيبته، فمن يرى الحج دهشان يهاب منه ويعطي له كل الأحترام، فهو مثل أجدادنا الذين يجبروا من يقف أمامهم يتعاملوا معهم بكل أحترام وآدب، حتى إذا كانت شخصيتهم ع** ذلك!
-أنا مجمعكم أنهاردة عشاان أخبركم أن نور بت صالح والدي هتيجي تعيش معنا أهنه.
تلك الجملة الذي هتف بها دهشان وبما جرد أن ذُكر أسم نور خفض قلب ذلك المسكين بشدة، تمالك تميم نفسه وحاول أن يسيطر على دقات قلبه التي كانت مثل الطبول وقال بهدوء ع** ما يحدث بداخله: نور هتيجي أهنه الصعيد؟!
شهقه عالية خرجت من سمية وهي تض*ب على ص*رها بحركة شعبية :وااااه يا بووي، كيف يعني بت البندر تيجي تَعيش أهنه في الصعيد؟!!
ض*ب دهشان العصا بالأرض بحده وهو يرد عليها بحده شديدة: زي الناس يا سمية، كيف يعني بنيه في سنها ده و تعيش منغير أب ولا كبير عليها، إية هنسيب مَره تربيها طول عمرها ولا إية؟
ثم أكمل صالح والد نور: أني لما وافجت أن امها تاخدها تربيها في مصر وافجت عشان البنيه كانت لسه صغار و محتاجة لأمها لكن دلوجت بقت على وش جواز، كيف يعني أسبها أكده منغير كبير ، أسبها لحد ما تجيلي وهي شايله العار أيااك!!
ثم هدف الجد بحدة: خُلص الكلام أنا ببلغكم إنها على وصول والكل أهنه يعامل البنيه زين ، دي كانت طول عمرها بعيدة أن اهل أبوها ومتعرفش حد أهنه فَ تتعامل زين يا عيلة دهشان مفهوم..
**************
في مكان آخر، بعيد جدًا عن تلك الأحداث.
جميلة بحنان وهي تعانق أبنتها: خلي بالك من نفسكك يا نور، وخلي بالك من تصرفاتك هناك، ولو حد ضايقكك تاخدي أول قطر وتيجي على هنا على طول، ولا أقولك أتصلي بيا وأنا هجيلك في أقل من ساعة.
نور وهي تُقَبل يد والدتها: متخفيش عليا يا ست الكل بنتك بميت راجل، وبعدين طول مهما كان أهلي برضه متخفيش عليا.
أتن*دت بحزن، وهي تكمل حدثها: بيقولوا يعني أنهم أهلي.
جميله بدموع: أبوكي مش وحش يا بنتي، بس منه لله اللي كان السبب في طلقنا.
مسحت دموعها وواصلت: المهم خلي بالك من نفسك ماشي؟
قَبلت والدتها وودعتها، ورحلت لكي تركب القطار المتجهة نحو الصعيد، مسكينه تَلك الفتاة لم تعلم أن ذلك السفرية سوف تقلب حياتها رأسًا على عقب..*
**************
في منزل الحج دهشان.
كانا سمية واميرة يجلسا في غرفة المعيشة يتثامرون.
- خدي بالك يا أميرة تميم وشه جاب ألوان كيف أول ما الحچ قال أن نور جاية البلد أهنى؟
هتفت بها سمية بمكر شديد، نظرت لها أميرة بتعجب من حدثها وقالت لها: كيف يعني يا عمه؟ ومال تميم بالبت دي من أصله؟
مدت يدها تلتقط جهاز تحكم التلفاز وهي تضغط على الأزرار بعشوئية ردت على أميرة وهي تعني عدم أهتمامها بالأمر بأكمله.
- أصلي حسيت أنه فرح لما عرف أنهاوجاية.
لفت لها بكامل جسدها وقالت لها بحذر: أصل بيني وبينك البت نور دي كانت متربية على يد تميم من وهي في اللفه، ومشوفتيش أنتِ يا بتي عمل أية يوم ما أمها خدتها ومشيت.
كانت تستمع لها بأنصات شديد، والقلق بدأ يسيطر على ملامحها وقلبها أيضًا، هتفت سريعًا: عمل أية يا عمه؟
يا مُري، ده عمل عمايل محدش يعملها في سنه أبدًا يا بتي، كان بيعيط زي العيل الصغير لجدك عشان يرجعها تعيش معانا تاني، ده وصلت أنه يقول لجدك سفرني أعيش هناك وياها، لا لا يا بتي، اللي عمله تميم وقتها مكنتش تصرفات واحد متعلق ببت عمه، لاه دي كانت عمايل واحد عاشق.
نهت حدثها وهي تمسك جهاز التحكم من جديد وكأنها لم تقول شيء، بينما أميرة فتلك القبضة التي سيطرت على قلبها لم تستطع أن تخفيها، فظهرت على ملامحها بالفعل، فكرة أن فتاة كان زوجك يحبها في مراهقته قد عادت تعيش معه وأمام عينه مرة أخرى، فهي فكرة ب*عة ومرعبة أيضًا، دون حديث تركت سمية وصعدت لأعلى، لعل زوجها يطمن قلبها بأي شيء ولو بسيط، أما سمية فنظرت لأثرها وابتسمت بمكر، فهي بكل بساطة نالت مُرادها بالفعل.
***************
أما في الأعلى، وخصوصًا في غرقة زهرا أبنة سمية.
كانت تتحدث زهرا في الهاتف بنبرة حزينة مُتعبه: معاك يا حاتم.
-وااه مال صوتك يا حبة القلب؟!
-مفيش..
-لااه صوتك زعلان.
-مفيش يا حاتم بجول.
رد عليها مداعبًا لها: على حبيبك برضك! ها مالك بجى يا ست الناس؟
-مفيش حاچة، بس بت خالي جاية أنهاردة من مصر والموضوع مش مطمني.
-وااه بت خالك مين دي عاد؟!
-نور بت خالي اللي كانت عايشه في مصر.
-آه آه، مش دي اللي أمها خدتها وطفَشت بيها من زمان.
زهرا بنفي، و توضيح: لاه، دي أطلقت من خالي صالح من زمان، وعشان البت كانت لسه صغار عندها 8 سنين خالي سبها مع أمها، وهي دلوقت كبرت فَ هيرجعها تعيش معنا أهنه.
...
-وااه روحت فيين عاد؟!
-ها لاه، معاكي آها، بس هي جايه أمتى؟!
زهرا بعصبية بعض الشيء: هو في إية؟! من ساعة ما جبتلك سيرة مقصوقة الرقبة دي وأنت مش مبطل حديت عنها.
لحق سريعًا وقال لها مغازلًا لها: وااه! أنتِ بتغيري يا حبة القلب ولا أية؟ ده مفيش غيرك اللي في القلب يا بت.
مر الوقت عليهم و هم يتحدثون حتى أخيرًا جاء موعد وصول نور من القاهرة.
وها هم مُجتمعين في أنتظار نور الفتاة ذو 18 عام وهي على وشك الوصول.
سمية بزهق: هي ست الحُسن هتفضل لَطعانه أكده كتير ولا أية؟!
لحقت جُملتها مباشرةٍ دخول نور الذي صُدم الجميع، ما هذا؟! هل هي تلكَ الفتاة ذو الثامنية عشر عام! ها هي الفتاة التي يُقال عنها رمز للبراءة و الرقة!
شهقت سمية بفزع في حين دخول نور للمنزل، وهتفت وهي تض*ب على ص*رها بحركة شعبية مُعتادة: يا مُري، مين ده!؟
الجد بصدمة....
يتبع***
رحلتنا لسه بتبداء مع أبطالنا يدوب بنعرف بس الأشخاص.
يترى مالها نور وصدمت الكل ليه؟
ايه اللي مستنيها في الصعيد؟
هنعرف كل ده وأكتر في رحلتنا.
#هذا_ليس_عالمي
بقلم: نورا سعد"ضيّ"