الفصل الثاني

1800 Words
#هذا_ليس_عالمي Part 2 نور بابتسامة: أهلًا شهقت سمية بفزع أثناء دخول نور المنزل، وهتفت وهي تض*ب بيديها الاثنتين على ص*رها: يامُرّي! .. مين ده؟! نظرت لها أميرة تقييمًا، وأردفت بسخرية: واااه مجولتوش يعني إنه راجل مش حُرمة يا عمي! نظرت لهم نور بتعملي وتجاهلت حديثهم بالكامل، وقالت بسخرية: مش عارفة والله إيه ل**نكم اللي بينقط عسل ده! لاا إكرام ضيف بصحيح يعني مش هزار. تحدث صالح بحدة: اتكتمي منك ليها، سلموا على بتي نور. لوت سمية فمها و هي تصيح بسخرية: بتك و لا وَلَدك يا خوي؟! اقتربت نور من أذن سمية و قالت لها كَفحيح الأفاعي: لا بنت يا عنيا واحذري مني بقى عشان ل**ني طويل وبعُض كمان. ولكن في وسط هذه الأجواء، كانت توجد عينان تشع عشق، حب، اشتياق، وإعجاب بتلك الفتاة، فهي برغم هيئتها التي تشبه هيئة الفتيان، حيثُ بنطالها الأ**د، قميصها الأبيض، شعرها المعقوص خلفها على هيئة كعكة، ونظَّارتها الكبيرة التي ترتديها، لكنه لم يرى إلا تلك الفتاة البريئة التي كان ومازال يعشقها، فعشقهُ لها وُلد في قلبه منذ الصغر، ولكن يشاء القدر، فتختفي من أمام عينيه بسن الثامنة، ولكن ها هي تعود له مرة أخرى، تعود معشوقته وهي فتاة ناضجة ليست صغيرة كما كانت، يُداعبها ويلعب معها كابنة مدللة له، لكن مهلًا!.. لقد عادي في الوقت الخاطيء، عادت مُتأخرة، فهو الآن متزوج!.. لا يحق له أن يعشق غير زوجته فقط.. فاق من بحر ذكرياته على ذلك الصوت الذي افتقده لسنوات طويلة. نور بابتسامة: أهلًا تميم بشوق جاهد في اخفاءه: كيفك يا بت عمي؟ نور: بخير أميرة وهي تنظر بتفحص لتلك الفتاة، فهي غير مُطمئنة لها؛ لما سمعته من سمية، فاشتعلت نيران غيرتها لنظرات زوجها لتلك الفتاة، نظرت لها بكبرياء بعض الشيء وقالت: كيفك يا حبيبتي، أني أميرة مَرَت تميم. نور بابتسامة: إزيك اتشرفت بيكِ. تقدمت منها فتاة أخرى وعانقتها قائلةً: وأني زهرة بت عمتك. نور بابتسامة وهي تُبادلها العناق: شكلنا هنبقى صحاب يا معلمة ابتسمت زهرة، بينما قالت نور وهي تشير لسمية بابتسامة سمجة: أومال مين تنت؟ صالح بلوم؛ لسخرية ابنته: دي عمتك يا نور. نور وهي تُتمتم بغيظ لنفسها: آه.. تصدق فعلًا العمة حرباية أنتم مكدبتوش! كتمت ضحكتها وقالت بابتسامة سمجة: أهلًا يا عمتو لوت سمية شفتيها وسألتها بتعجب: وأنتِ مالك يا بت خوي مبهدلة في نفسك إكده؟! .. إش حال مكنتيش جاية من مصر!.. مش لابسة زي بنات البندر اللي في سنك ليه؟! أجابتها نور و1هي تنظر لها بضيق: أصلي بلبس اللي يريحني يا عمتي والله، يلا إسكيوزمي بقى، هي فين أوضتي عشان عايزة استريح؟ .. ده لو مفيش مانع يعني! رد صالح بحنان: تعالي معايا يا بتي صعدت للأعلى تحت نظرات وهمهمة الجميع. أما صالح فوقف أمام غرفة بالطابق الثاني، غرفة كبيرة بعض الشيء، بها كل ما قد تحتاج إليه. قال لها بحنان: استريحي وهبعت حد ينادي عليكِ لما الوكل يجهز. فردّت عليه بلا مبالاة: ماشي.. عن إذنك وأغلقت الباب عليها، بينما نظر صالح في أثرها بحزن، وذهب للمكتب؛ ليُنهي بعض الأعمال المتراكمة عليه.. Nora Saad.. أما بالأسفل.. سمية: هي مالها بنت البندر مش طايجة حالها إكده؟! زهرة: وأنتِ شاغلة نفسك بيها ليه بس ياما عاد! ردت عليها سمية بحسرة: بسس يا مقصوفة الرقبة أنتِ، إنتِ إش فهمك! خليكي أجده زي البهيمه مش فاهمه حاجة واصل. زهرا بحنق: وااه ياما! أديني سيبهالك وماشية خالص. تركتهم وصعدت لغرفتها بحنق شديد حتي تدخل تميم أخيرًا في الحديث، وهو يكاد أن ينفجر بسبب حديث عمته: وااه يا عمتي في أيه؟! هي البنيه شوفتي ‏​‏​منيها حاجة عفشه؟ دي لسه واصله مكملتش ساعة على بعضها. لوت شفتيها وقالت بسخرية: آه، شكل أجده اللي في ضميري هيكون صُح ولا إيه يا أبن أخوي؟ تجاهل حدثها و لم يرد عليها، تركها وذهب خارج المنزل لكي يعيد ذكرياته مع معشوقته، و يستنشق الهواء لعله يهدأ النيران التي تشتعل بداخله. بينما أميرة فتسألت بقلق: تجصدي أيه يا عمتي باللي جولتي لتميم ده؟! سميه بعدم أهتمام: مجصودش ياختي، أهي الأيام جاية وكل حاجة هتنكشف، أنا جايمه أحضر الوكل عاد. تركتها أيضًا وذهبت للمطبخ ولحقتها أميرة،. ********* أما في الأعلى في غرفة نور. كانت تجلس على فراشها وتتأمل ذلك الغرفة، خرجت من تأملها على صوت رنين هاتفها، فكانت بنت خالتها"هنا" هي من تتصل بها. -ألو، عاملة أية جاء صوتها من الجهة الأخرى: الحمد لله يكبير، وصلتِ؟ تنهيدة حارة خرجت من بين شفاتيها وهي تجيب عليها: وصلت يا هنا، وصلت ومش مرتاحة، خايفة، الناس اللي هنا دي مش سهلة، وصالح، صالح فاكر أني أول لما أشوفه هترمي في حضنه، ده..ده بصلي بستغراب لما لقاني بعامله بلا مبالاه، هو كان مستني مني أية يا هنا؟ هاا كان مستني أية؟ - ممكن تهدي، نور ده أول يوم ليكِ هناك، لازم تكوني أقوة من كده، أنتِ عرفه أن بباكِ طلب أنك تعيشي معاه عشان يقرب منك، أديله فرصة. - أنتِ أتجننتي، أدي فرصة لمين؟ أدي فرصة لواحد رمى بنته من عشر سنة، وجاي يفتكرها دلوقت. قالت ما قالته بغضب وعصبية شديدة، نهت حدثها وهي تتنفس بعنف، شعرت الأخرى أنها خطاءت عندما قالت لها ذلك فهى أكثر شخص يعرف علاقتة نور بوالدها، حبت أن تغير ذلك الحديث فسألتها بمشا**ة:المهم بس سيبك من الحوارات دي، قوليلي قابلتي مين عندك. نست نور أنها كانت غاضبة من خمس ثواني تقرييًا، ضحكت عاليًا وبدأت تقص عليها كل شيء حدث منذ أن دخلت ذلك المنزل، ظلوا يتحدثون ويضحكون حتى جاء موعد الغداء وصعدت لها زهرا لكي تأتي وتتناول الغدا، أغلقت مع هنا الخط، ونزلت لأسفل، كانا سمية و أميرة أنتهوا من أعداد الطعام، أجتمع أهل المنزل يتناولون الطعام، حيث كانوا يجلسون في بهو المنزل وهم يتبادلون الحديث والضحكات، وكانت نور قد تدخلت معهم في الحديث سريعًا، ولكن قطع تَلك الأجواء العائلية الجميلة، نور وهي تقول: صحيح أنا عايزه أتف*ج على البلد شوية. صالح بحده: كيف ده! مينفعش يا بتي الحديت ده. نور بستغراب: ليه؟! دي الساعة لسه 6 المغرب وبعدين أنا مقولتش أني هروح لوحدي. صالح: أهني مش زي مصر يا بتي مينفش تخرجي أكده وحدك وأنتِ متعرفيش البلد أهنى، و محدش من الرجاله فاضي يخرجك، كل واحد في مشاغله. نور بزهق: يووه يعني اعمل هعمل إية؟ هفضل محبوسه! صالح: يا بتي ** دهشان بمقاطعة حديث والده: خلاص يا بتي روحي يا زهرا مع بت خالك أتمشوا نواحي الغيطان أكده شوية، بس تعالوا طوالي ومتبعدوش. سمية بعتراض: ليه هي بتي فاضية ولا إيه؟ ولا هي الخدامة بتاعتها أهنى؟! أعترض صالح متجاهلًا حديث سمية وهو يقول: كيف ده يا بوي، يعني مش عايز أخرج بت لوحدها فهخرج بتين، كيف ده عاد؟ تدخلت زهرا سريعًا وهي تقول: لا لا ياخال، أنا أصلًا كنت هنزل عشان أجيب حاجات للمدرسة، ففرصة أجبها بالمرة وأمشي نور شوية، وبعدين يعني دي مش أول مرة أخرج لوحدي. أقتنع صالح بعض الشيء، فقال لهم: خلاص روحوا وخلوا بالكم من بعض ومتتأخروش. قامت نور وهي تنظر لسمية بسماجه وقالت موجهه حدثها لزهرا: طب يلا يا بيبي زهرا ببلاهه: أيه! بتقولي أيه؟! نور بزهق: يووه، خلاص مش مهم مش مهم، هبقى أعلمك زهرا: طيب طيب، أني هطلع بس أجيب حاجة من أوضتي طوالي وچايه. تركتهم وصعدت للأعلى سريعًا، وصالح والحج دهشان قاموا أيضًا لكي يباشروا عملهم، بينما نور فهتفت بسماجة: تيجي معانا يا عمتو، طب خلاص شكلك مش عايزه، يلٱ تيكير. قالت ما قالته وأنفجرت من الضحك بسبب ملامح سمية التي كادت أن تنفجر من شدة الغيظ، تقدمت جهة الدرك وقبل أن تصيح على زهرا لكي تستعجلها كانت زهرا تنزل بالفعل وتلوح لها وهي تهتف: يلاا أنا جهزت أهو. ودعت زهرا والدتها ورحلوا البنات لكي تتعرف نور على المدينة، كان ال**ت هو سيد المكان، لكن كانت فرحة نور تشبه فرحة الأطفال التي طلاما كانوا يتمنون شيء جديد وها هو أصبح بين يدهم الآن، فَهي أول مرة تسافر خارج القاهرة، وترى الأرياف، و ترتدي عبائه سوداء، وكانت تغطي شعرها بطرحه بعشوائيه شديدة حتى أصبحت جميلة عن ما قبل، ومن الرغم أن كل ملابسها تشبه الشباب كثيرًا، ولكن تلك الملابس تخفي جمال وبراءة تلك الفتاة، فَهي تمتلك عدستان من اللون البني، وعيون واسعه ورموش طويلة وكثيفة، وبشره صافيه بها القليل من النمش على خديها الذي يعطيها جمالًا من نوع خاص، وشعر بني طويل يتحول لونه للذهبي مع أشاعه الشمس، وقامة متوسطة، وجسد ممشوق، وقلب وروح يشبهون الأطفال تمامًا، ولكن وسط كل هذا فَهي تخفي كل ذلك الجمال من عيون الناس، تخفيهم لسبب ليس أحد يدرى بهِ غيرها هي فقط. -هاا نروح فين بقى؟ قالت نور كلماتها بحماس شديد، حيث أجابت عليها الأخرى بعدم تركيز: هاا؟ نور بشك: في أيه مالك، بتفكري في أيه؟! زهرا بعد تفكير لم يديم لمدة طويلة، قالت: الصراحة مش عارفه أقولك ولا لاه. نور ببسمه لكي تطمائنها: جربي ومش هتندمي. زهرا بسخرية: مفهاش ندم دي يا بت خالي، دي فيها موتي! نور بقلق: في أيه قلقتيني؟! أخذت نفسًا عميقًا وقالت: هجولك، بصي يا ستي، أني دلوجت بحب واحد. نور:طب وفيها أيه؟! - أهني الكلام ده مينفعش يا نور، عندنا الحب والكلام ده يعتبر عار للعيلة. أجابت عليها بستغراب شديد: مدام أنتِ عارفه أنه عار، ولو حد عرف هتروحي في داهية، لية بتعملي كده!؟ أجابت عليها الأخرى بعشق يفيض بيها: مهواش بكيفي يا بت خالي، أني بحبه جووي جووي. واصلت حدثها بجدية شديدة وقلق: بصي المهم، هو دلوقت عايز يشوفني، هو ممكن يعني، أخلي يجي وأشوفه وتحفظي سري؟ نور بقلق: طب مش خايفه لأحسن حد من العيله يشوفك؟ ردت سريعًا بطمئنان: لاه متقلقيش، أحنا بنتقابل في أخر البلد وسط الغيط، محدش بيشوفنا واصل. نور بقلة حيله: طيب ماشي، بس لينا كلام تاني ماشي؟ زهرا بمتنان: ماشي ماشي، بس يلاا بسرعة دلوجت. ************** دقائق حتى وصل حاتم، الذي أخذ زهرا في جانب بعيد نسبيًا عن نور، لكي يتحدث معها بآريحيه. -حاتم وحشتني جووي جووي. هتفت بها بعشق، وشوق يسيطر على مشاعرها. رد عليها حاتم بنبرة دافئة: وأنتِ كمان جووي جووي يا حبه القلب، قوليلي عامله أيه. - بقيت كويسة لما شوفتك. ننتقل عند نور حيث كانت تمشي وسط "الغيطان" الريفيه، و تنظر للأزهار التي تملى المكان بسعادة، ولكن أزعجها ذَلك الو*د وقطع تآملها و هو يقول. -أيه يا جمر واقف لوحدك ليه؟ كادت أن تتجاهله، وتذهب لزهرا لكن أوقفها صوته وهو يقول بأصرار: طب نتعرف بس يا لهطه الجشطه، طب بصي أنا أسمي زين وأنتِ أسمك أيه؟ .... طب عرفيني حتى أسمك بس. نور بزهق: بص أنا متعودش أسكت أكتر من كده، فَ غور من وشي دلوقت. نطق الشاب الذي يدعو "زين" مرة أخرى و هو يقول بحماس! -الله وكمان مصرويه، أمووت أنا في الشرس والعنيف ده. نور بحده: ولّاا غور من هنا، عشان مسويش وشك بالأسفلت اللي أنت ماشي عليه ده، غور. زين وقد ثارت غضبه بشده، فقال بغضب: أيه يا بت في أيه؟ مش كفايه بتتكلمي كيف الرجالة أكده وحد بصلك، جمانِ بتقلي أدبك! تملك الغضب منها، ولم تستطع أن تمسك زمام غضبها أكثر منها ذلك أقتربت من ذلك الرجل بعض الخطوات وهتفت بغضب: لا بقى، ده أنت اللي جبته لنفسك. وفي لحظة كانت رأس نور تنصدم في رأس ذلك الشاب بحده. وصوت صراخ الشاب يصدح في أركان المكان. وصَل صوت الصراخ لزهرا التي كانت تقف قريية من نور، صرخت برعب: يا ليله غبرا. نوررر! حاتم**** يتبع** بقلم #NORA_SAAD #هذا_ليس_عالمي تفتكروا أية اللي هيحصل تاني؟ زهرا أمرها هيتكشف بسبب اللي نور عملته؟ زين هيعمل أية في نور بعد ما مدت أيديها عليه؟ عيلة الدهشان هتعمل أية لما تعرف أن بنتهم مدت أيديها على ولد من أهل البلد، ومتنسوش أن بنت تمد أيديها على رجل في الصعيد دي ب**ة عار عندهم، تفتكروا هيقالها أية أو هيتعاملوا مع الموقف أزاي؟ لسه قصتنا بتبدأ، ولسه الأحداث بتبدأ معانا متنسوش رأيكم?
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD