bc

عشقت ذات الوجهين

book_age16+
40
FOLLOW
1K
READ
drama
tragedy
comedy
like
intro-logo
Blurb

تدور احداث روايتنا

حول حبيبين من الصعيد

كل منهم من عائلة مختلفه

و فى شرعهم يمنع اى من العائلتين الزواج من العائلة الاخرى

و لكنهم قرروا تحدي تلك الظروف و المحاربه امام عادات اهلهم و تزوجوا

ولكن انتهى هذا الزواج سريعا بعد انجابهم طفلتهم و بطلة احداثنا آيه، توفى الاب بعد ٥ سنوات من الزواج باب*ع الطرق

و بعده بعدة ايام تموت الزوجه حزنا عليه

و تظل الطفلة التى تربيها الايام

و التى ستتعرض للعديد من التنمر و الاهانه حتى تشد اذرها و تصبح فتاة عشرينيه

و لكن يمكث التنمر حليفها

حتى يحدث لها مفاجأة تغير حياتها بالكامل

و لكن لن تسلم ايضا من ذلك المغرور المدلل

الذي سيقتحم حياتها ليزيدها ارقا و هو بطلنا حسام

و لكنها كأى انثى، لا تتنازل عن حقها ابدا

و تقوم برد كل تلك الصفعات اليه، الصاع صاعين

اتمنى لكم المزيد من المتعه و المرح مع روايتنا عشقت ذات الوجهين

chap-preview
Free preview
الحلقة الاولى
في مكان شبه مقطوع، طريق ترابي يوجد به العديد من الاشجار الكثيفة و على الناحية الاخرى مجرى مائي كبير "ترعة" ينتشر على شطيه العديد من الحشائش الصغيرة، كان الوقت بعد غروب الشمس مائل للظلام يقف اثنين يظهرعليهم التوتر و القلق و شخص منهم يرتدي ملابس سوداء و يخفي وجهه بقماشة و يتحدث بلهجة صعيدية بصوت مرتعش من الخوف " خير يا ادريس عايز تشوفنى ليه، انا عملت المستحيل عشان اعرف اجابلك، امي محرمة علي الخروج من الدار نظر اليها ادريس في حنان و اشتياق بالغ " اتوحشتك يا نوارة، كان نفسي اشوفك، دة انا كل يوم و التانى بتخفي فى اي هدمة و اعدى من جدام داركم، لاجل المح طرف منك كانت تنظر اليه نوارة في شفقه على حالهما و ترغرت في عينيها بعض الدموع مما زادها جمالا و قالت " انا كمان اتوحشتك جوي، بس هنعمل ايه في ظروفنا، جسمتنا اكدة يا حبيبي رد عليها ادريس بانفعال و صوت عالي نسبيا محاولا الدفاع عن حب طفولته و شبابه " مينفعش نستسلم بالسهولة دي، مش عشان تجاليع فارغة يبعدونا عن بعضينا لازمن نشوف حل نظرت اليه نوارة بأسف و قلة حيله، لا تعرف ماذا تقول " للاسف يا ادريس العقدة كلياتها عند اهلى، يعنى اهلك مفيش عندهم ايتها مشكلة، لكن احنا ثم نظرت للارض بحزن و خانتها دموعها المتحجرة فحاول ادريس ان يشد اذرها و يطمئنها " متخافيش يا نن عين جلبي، هنلاجي حل و جريب جوي كمان، انتي بس روحي دلوجيت عشان متتأخريش، و حد من جماعتك يشك فيكى عاد شعرت نوارة ببعض الطمئنينة من كلام ادريس و اومأت برأسها بالموافقه "حاضر ، خلي بالك من نفسك يا حبيبي نظر اليها ادريس نظرة طويلة حتى يكتفي منها بالقليل لحين يراها مرة اخرى " متخافيش عليا يا نوارتي، مع السلامة مشيت من امامه مسرعة متجها الي طريق اخر، اما هو ظل ينظر اليها حتى اختفى اثرها ثم دمعت عينيه و قال بهمس " مع السلامة يا حبيبة الجلب" تنتمى "نوارة السيد همام" صاحبة ٢٢ عاما الى عائلة ثرية و من اكبر عائلات هوارى في مدينة قنا، و هى عائلة "همام" بينما ينتمى "ادريس محجوب حسن" ذو ٢٦ عاما الى عائلة من نفس المستوى المادي و الاجاماعي و لكن من قبائل العرب و من المعروف انه ادعائلة هواري يتزوجون من بعضهم البعض و قبائل العرب كذلك، و من المستحيل ان يتزوج احد من العائلتين من العائلة الاخرى، و هذه مشكله تعاني منها اغلب شباب و بنات الصعيد فى وقتنا الحالي بيت كبير اشبه بالقصر ،في صالة الاستقبال، يوجود صالون فخم من اللون الذهبي، و يوجد فى المنتصف كرسي كبير مزخرف بنفس ت**يم الصالون الذهبي، و لكنه اكبر في الحجم و مميز بعض الشئ، تجلس عليه سيدة كبيرة في السن، ترتدي عباءة سوداء مهندمة، يبدو علي وجها القسوة و الحزم، يديها تمتلئ بالاساور و الخواتم الذهبية، و ترتدي ايضا عقد قيم مزخرف بالاحجار الكريمة انها "صفيه همام " والدة نوارة ندت بصوت عالي ذات طابع اجش " كريمة ، انتي يا بت يا كريمة ظهرت بنت في سن السابعة عشر من عمرها، تعمل خادمة فى المنزل جاءت تهرول لترى ماذا تريد منها سيدتها " ايوة يا ست الحجة صفية قالت الاخرى بصوت خشن و بوجهه عبوس ستك نوارة فينها ظهر التوتر و الارتباك على ملامح تلك الصغيرة، و اصبحت متلجلجة فى الحديث "معرفاش يا ست الحجة، تلاجيها نايمة بترتاح شوية، هي يا حبة عينى صحيت من نومها كان راسها بيوجعها تعجبت صفية من توترها و حاولت ان تستدرجها "مالك يا بت يا كريمة، مش على بعضك ليه ولا اللى عملت عاملة و خايفة لتنكشف زاد توتر كريمة، و لكن نجحت فى ان تخفي ذلك سريعا و قلبت وجها من الخوف الى الحزن المصطنع " ايه اللى بتجوليه ده يا ست الحجة، بقى تشكي فيا بعد العمر دة كله، دة انتى اللى مربيانى على يدك نظرت اليها صفيه في خبث، فهي تعلم جيدا انها تخبئ عنها شئ فضحكت و قالت " يا بت يا كريمة، عملتى مصيبة ايه يا مضروبة جولي و متخفيش مثلت انها خائفه من العقاب و لكن نجحت هذه المرة في اقناع تلك العجوز " اصل بصراحه يا ست الحجة و انا بعمل الوكل سرحت شوية اكده ، ف ال ف ال فالوكل يعنى انحرج "اتحرق" غصب عني والله، سامحينى ونبي ابوس يدك و مش هكررها تانى و كادت تلك الشقيه ان تقبل يدها، و لكن سرعان ما سحبتها صفية و قالت " خلاص بس اياكى تكرريها تانى عاد، و يلا جهزي وكل جديد بدل اللى انحرج "اتحرق" ده و اطلعي صحي ستك نوارة و فوجيها "فوقيها" اكده و جوليلها انى عايزاتها تنفست كريمة الصعداء و هدأ روعها قالت في ارتياح " حاضر يا ستى، هعلج "هعلق" بس على الوكل قبله و اطلعلها من عنيا التنتين ثم اختفت من امامها بسرعة خوفا من ان تسالها صفية اى سؤال اخر كان الليل يسدل ستائره و هو فى طريقه الى المنزل يمشي هائما غارقا في بحور افكاره اللا متناهيه، يريد الفوز بطفلته دون ادنى خسائر، لكن واقعهم الاليم يحتم عليهم الخوض فى تلك المعركة اللعينه، التى فرضها عليهم اسلافهم من قديم الزمان، كلنا بني آدم اذا لماذا يشرع البعض التقاليد التي تستنزف طاقتنا، فى اى ديانه يحرم فيها الله الزواج من عائله اخرى مادام يعتنقون نفس الدين، سحقنا لكم ايها البشر، لو تدرون كم قلبا اعتصر ألما من حسرة الفراق بسبب تلك التحكمات الباطلة التى لا اساس لها من الدين و لا الشرع و لكنها بدعة ابتدعتوها تبعا لاهوائكم و مصالحكم، و لكنى اقسم برب هذا الكون اننى سأتزوجها رغم كل هذه القيود، فهذه القيود يجب ان يأتى اليوم الذي ستسحق فيه، و سأكون انا تلك الشرارة التى ستفجر ذلك الكبت الذي يخيم عليهم و نمحي تلك الغشاوة التى على اعينهم دخل الى منزله، و الذى كان عبارة عن فيلا كبيرة تتكون من ثلاث طوابق حين دخل رأى والده "محجوب على حسن" اكبر اعيان قبيلتهم، كان يجلس على اريكة يحتسي بعض من القهوة و يستمع الى اذاعة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، كان شيخ كبير يرتدى العبائه الصعيدية المعروفة و يتسم وجهه بالراحة و الهدوء و الطيبة تحدث محجوب في لهفة ا " كنت فين لدلوقيت يا ولدى جلجتنى عليك" اقترب ادريس منه و قام بتقبيل يده و قال في ادب "كنت في مشوار اكده يا بوي متجلجش علي، انا مبجتش صغير على الحديت دة" ابتسم محجوب ابتسامه عذباء و قال " مهما كبرت و وصلت لاعلاتها المناصب بردك هتفضل في نظري صغير" جلس ادريس بجانبه و ظهر على وجهه بعض معالم الحزن " ياريتنا نرجع صغار يا بوي، مكناش شوفنا كل الويل دة واصل" قال الاب في شفقه على حال ابنه، فهو يعلم مدى عشقه للاسيرة قلبه نواره " هون على نفسك يا ولدى محدش بياخد اكتر من نصيبه، و صدجنى لو هى مكتوبالك، هتاخدها عصب عن الكل " رد ادريس عليه في لهفه و اكنه كان ينتظر اى اشاره تعطيه و لو القليل من الامل " تفتكر يا بوي، انا مبتمناش غيرها من الدنيا كلياتها، من و احنا صغار، كانت هى بضفاير، كنت بجولها اما نكبر هتجوزك، و اهو كبرنا بس كل الظروف ضدنا " ربت الاب على كتفه بحنو ابوي و قال " مادام رايدها اعمل المستحيل و انى فى ضهرك لاخر نفس يا ادريس ظهر على وجه ادريس الفرحه و قال في حماس " حاضر يا بوي هعمل اى شي بس تبقى معاي و فى حضني" ابتسم الاب و حرك رأسه في رضا " و اني معاك في اللي هتعمله يلا بجى عايزين نفرحوا بيكم اكده " هب ادريس واقفا من جوار ابيه و قال و على وجهه ابتسامة رضا "جريب يا بوي جريب جوي" ثم استأذن منه و صعد الى غرفته و في قلبه امل جديد تكون من كلام ابيه، جلس على الفراش و شرع فى التفكير فيما سيفعله حتى يتزوجها في مكان اخر تحديدا امام فيلا عائلة هوارى، كانت تقف كريمة على بوابة البيت فى توتر و رعب تنتظرها، حتى لمحت طيفها يقترب، عندما وصلت نوارة اليها كان يظهر على جبينها بعض قطرات العرق الناتج عن ارتفاع نسبة الادرينالين في جسدها، و يدها باردة بعض الشئ، كادت تتكلم و لكن كريمة لم تعطها فرصه و سحبت يديها و دخلوا المنزل من الباب الخلفي، و صعدوا الى الدور الثانى و دخلوا الى غرفة نوارة، ثم اغلقت الباب و وقفت كريمة تتتفس بعنف و كأنها كانت تجري في سباق طويل و قالت و هى تلهث " اكده يا ست نوارة، احنا كنا هنروح في داهية" خلعت نوارة تلك العبائة السوداء، و الوشاح الذي كانت ترتديه على وجهها،فظهر جمال وجها البرئ و قوامها الممشوق، فقد كانت ذو بشرة قمحيه فاتحه، و شعر اسود غزير وطويل ، عيون بنية واسعه مسحوبه مزينه بالرموش الكثيفة،انف صغير مدبب و شفايف ممتلئة جلست على اقرب مقعد و حاولت ان تهدأ قائلة " داهية ايه يا كريمة، اني مش ناجصه رعب الله يخليكى ياخيتى" كانت كريمة جالسة على الارض بالقرب من سيدتها و قالت " الست الكبيرة سألت عليكى " ض*بت نوارة على ص*رها بذعر و قالت " يا مري و جولتلها ايه اوعي تكوني جبتي سيرة ان خرجت يا كريمة" هزت كريمه رأسها مسرعة " لا طبعا ياخيتى، انى جولتلها انك نعسانة شوية اكده لانك تعبتي، بس المشكلة انها كانت عايزاتنى اصحيكى مخبرش ليه" ردت نوارة مسرعة و على وجها بعض ملامح القلق " هاه كملي جولتلها ايييه، هو انتى هتنجطيني يخربيتك " ابتسمت كريمة فى مرح و قالت " جولتلها ان الوكل اتحرج و هطبخ غيرهو بعدها هطلع افيجك تكوني ارتحتيلك ساعه اكده ابتسمت نوارة في ارتياح و قالت " جدعة يا بت يا كريمة اهو اكده انتي صحبتي صح، عفارم عليكى" رفعت كريمة رأسها بانتصار بطريقة هزليه و قالت بطريقة مصتنعة " دي اجل حاجة عندي، محدش لساته يعرف قدراتي يا خيتى " ضحكت عليها نوارة و قالت " طبعا طبعا انتى هتجوليلى " تحدث الاخرى في حماس طفولى " احكيلي بجى،عملتي ايه، و سي ادريس كان رايدك ليه" تحدثت نوارة و هى تنهض لتبدل ملابسها، و ارتدت بيجامة للنوم " هحكيلك كل حاجه بس لما انزل لأمي لاول عشان متحصلش مشاكل ض*بت كريمه جبهتها و قالت في تذكر " صوح دة اني كنت ناسية واصل، طيب يلا عجلي بسرعة و انزليلها، بس متنسيش تمثلي ان لساتك فايجة دلوقيت " ضحكت نوارة على طريقتها العفوية " والله ما اني عارفة هنفضل اكده نمثل لحدت امتى " ردت كريمة " اما موضوعك انتى و سي ادريس ينحل " دمعت عين نوارة و قالت فى حزن " مش باينلاتها يا خيتى، كل مدى الموضوع بينعجد و اني خلاص مبجتش عارفة هنوصل لايه، حبي ليه كان غلط من بدايته، قصره انا هنزل للحجه و ربنا يحلها " في مزرعة كبيرة،مقسمة الى عدة مباني، كل مبنى يوجد به قطيع من الح*****ت، سواء الابقار العادية او الفريزين، قطيع الماعز ، و ايضا الخيول و يحيط بتلك المزرعة، ارض خضراء تابعة لها، اما امامها فيوجد المبنى الاداري لكل هذة الثروة و هو ملك عائلة الزينى الهوارى، في حجرة كبيرة، موجود بها مكتب كبير يجلس عليه في تريس "علوان السيد همام" و هو الاخ الاكبر لنواره يتحدث مع "توفيق منصور همام" ابن عمه و الذي كان جالس على مقعد مواجه علوان قال توفيق فى تلهف " عملتلى ايه فى موضوع نوارة يا علوان كلمتها ان رايد اتجوزها كان علوان ينظر في اوراق امامه عندما سمع ذلك السؤال " لا والله لسه يا ولد العم و بعدين نوارة لستها صغيرة على الكلام ده يا توفيج "توفيق" عايزنى اتحدت معها كيف يعنى تعجب توفيق من رد علوان خصوصا انه كان ينتظر ع** هذا " تتحدت معاها زي الناس يا اخى، اني مش جيت جولتلك انى رايدها و انت جولت سيب الموضوع عليا، ايه بجى اللى حصل غير كلامك اكده ابتسم علوان بجانب شفتيه و لكن سرعان ما اخفى تلك الابتسامة المكرة و قال " ايوة حصل،بس رجعت فكرت تانى لاجيت ان البنته لستها عيلة على الكلام ده نظر اليه توفيق في دهشة من تغير موقفه المفاجئ بالنسبه له، ثم تحدث و اكنه لم يفهم ما قيل منذ لحظات "صغيرة كيف يعني، نوارة كبرت و بجت زي البدر في تمامه دي عندها ٢٢ سنه، كيف بجى لستها صغيرة عاد كان علوان يضحك من داخله على سذاجة ابن عمه " بصراحة اكده البنته رايدة تكمل علامها في بلاد برة، فى واحد زميل زيد اخوي طلب يدها و هياخدها و يسافروا و تكمل علام براحتها، و مش بس اكده، الراجل كمان هيكتبلها شركته اللى اهنه في مصر بأسمها نظر اليه توفيق في دهشه محاولا ان يستشف ما يلمح له ابن عمه " من ناحية العلام، انى معنديش ايها مانع انها تكمل، ان شالله حتى تاخد اعلى الشهادات ابتسم علوان في مكر و هو ينظر اليه في تركيز " ممممم كدة انت امنت مستجبل دراستها بس، طب مهرها بجى فهم توفيق ما يقصده و تنحنح قائلا " اللى تؤمر بيه ست الناس انى انفذهولها و لو على رجبتى، كل طلباتها مجابة من جبل "قبل" ما تطلب نظر علوان الى الورق الذي امامه متجاهلا ذاك الذي ينتظر منه الموافقة او اى كلمه تعطيه القليل من الامل نص ارضك تنكتب بإسمها، و نص المصنع كمان بلع توفيق ريقه في عدم تصديق " بس بس ده كتير جوي يا ولد عمي ابتسم الاخر بمكر " بس مش كتير على حبيبة جلبك، و بعدين كنوز الدنيا دب كليتها، متسواش ضافرها ولا ايه **ت توفيق قليلا اكنه يفكر، فهو يعشق نوارة منذ ان ولدت فهو يكبرها بعشر سنوات، و مستعد بعمل اى شئ من اجل ان يتزوجها "موافج يا علوان، كل شئ يهون جدام ان نوارة تبجى في حضني و يتجفل علينا باب واحد ابتسم الاخر في سعادة لكن كانت ابتسامه تدل على الطمع " اعتبر نوارة بجت ليك من النهاردة، الف مب**ك يا توفيج" خرجت نوارة من غرفتها التى فى الطابق الثانى متجهه الى السلم، و شرعت بالنزول و هى تصتنع النعاس، اقتربت من والدتها و نامت على ارجلها، فنزل شعرها الحريري على وجهها ابتسمت صفيه من طفولية ابنتها و التى بدورها ملست على شعرها، ثم نظرت الى ابنتها و التى تعلم جيدا انها تتدلل عليها و قالت "نوم العواف يا بتي، اكده يا نواره، كل دة نوم" ردت عليها بصوت هادئ و مستسلمة الى لمسات امها الحنونه "معلش يا اما كنت حاسة بدوخه و جتتي مت**رة، اكن حد ض*بنى عليها ١٠٠ شعبه" احست صفيه بالخوف على ابنتها و قالت في قلق "مالك يا حبيبتى كفالله الشر، تحبى نتصل على الضاكتور يجي يكشف عليكي يا حبة عيني" انتفضت نوارة من التوتر، عندما ذكرت والدتها سيرة الطبيب و قالت مسرعة "لا يا اما، اني بس كنت بتحمم و طلعت في الهوا فأخد برد فى عضمي، متجلجيش علي" ربتت عليها صفيه بحنان و قالت "طمنتينى يا بتي، لو حسيتى بأي شئ عرفينى نطلبلك الضاكتور" ثم قامت نوارة و همت بالجلوس و فركت اعيونها باصابعها مثل الاطفال و وضعت خصلة من شعرها خلف اذنها و قالت "لا يا اما انا بخير صدجينى، انا مفياش ايتها حاجة الحمدلله ردت صفيه بهدوء و حب قائلة "يارب دايما تبجي بخير يا بتي، بس لو حسيتى بأيها تعب بلغينى يا جلب امك، هاه نتيجتك هتظهر متى ان شاء الله ردت نوارة في تفاؤل و حماس "يعنى جريب ان شاء الله، و ادخل بجى الجامعة اللى بتمناها اخيرا، هاه جوليلي يا اما، كنت ريدانى فى ايه عاد" تجاهلت صفيه ما ترمي اليه ابنتها،و ابتسمت فى فرح و قالت "جايلك عريس يا حزينة و اخيرا الفرح هيخش دارنا" تغيرت ملامح نواره سريعا و قالت بصوت مهزوز "بس اني معايزاش اتجوز دلوقيت، انا عاوزة اخلص تعليمى لاول" نظرت اليها الام بنظرة تفمها جيدا ثم قالت "محدش جال هتجعدى من العلام، بس هتكملى في بيت جوزك" نظرت نوارة فى الارض بخوف و استجمعت قوتها و قالت "بس يا اما اني ماريداهوش، اني.. اني مايله لحد غيره وانتى عارفه اكده" هبت صفيه واقفة في جبروت و قوة و قالت بصوت عالى "احنا اتحدتتنا كتير في الموضوع دة يا نوارة، و خلصنا منه خلاص، و اياك مرة تانية تجيبى سيرته جدامى، و هتتجوزي العريس اللى متجدملك و رجلك فوج رجبتك" تحجرت الدموع داخل مقلتيها و نظرت نواره اليها بعيون حمراء ثم ركضت مسرعة متجهه الى غرفتها و قلبها يعتصر ألم من شدة البكاء في الصباح استيقظ ادريس في نشاط و قام بارتداء ملابسه و نزل قال ادريس في ادب "صباح الخير يا حج" رد محجوب و الذي كان يجلس على طاولة الطعام "صباح النور يا ولدي، يلا تعالى افطر معاي جبل (قبل) ما تنزل شغلك جلس ادريس ليتناول الافطار مع والده، و قال في تردد "اني مش رايح الشغل النهاردة يا بوي" تعجب الاب من الكلام و لكنه قال "اللى يريحك يا حبيبي، بس خبر ايه عاد، في حاجه ولا ايه" رد ادريس و هو على نفس حالته و كان ينظر الي والده يستشف منه ردة فعله "ابدا، بس يعنى اني هسافر مصر النهاردة في حاجات اكده هعملها و هعاود بعد يوم مثلا" رد محجوب في تفهم "ماشي يا ادريس، تروح و ترجع بالسلامه رد ادريس برضا "ربنا يباركلنا في عمرك يا بوي، و اوعدك اول ما هرجع ان شاء الله هعملك كل الشغل اللي مطلوب مني، بس يعنى كان ليا طلب صغير رد الاب في استفهام "طلب ايه دة" قال ادريس في ثبات "يعنى كنت محتاج فلوس من الخزنة لزوم السفر، و شوية حاجات اكدة هشتريها من هناك ابتسم محجوب و فهم ما يفكر به ابنه "المال مالك يا ولدي، انت اللي تعبت فيه وانت اللي كبرته، خد اللى تريده و اى وجت احتجت فلوس خد اللي تريده من غير ما ترجعلى " نظر ادريس الي والده في امتنان و حب و قال "ربنا يخليك لينا يا بوي و يد*ك طولة العمر يارب، امال فين صلاح و ممدوح، مش شايفهم يعنى" "ممدوح محجوب حسن" "صلاح محجوب حسن" الاخين الاصغر لادريس و هم توأم عمرهم ٢٣ عاما رد الاب و هو يبتلع الطعام قائلا "ممدوح راح الارض عشان يتابع العمال، اما صلاح ف راح الجمعية الزراعية اللى حدانا، عشان يجيب العلف و السماد" هم ادريس بالنهوض قبل ان ينتهي من طعامه قائلا "طب و صالح مفيش اخبار عنه "صالح محجوب حسن" الاخ الاكبر عمره ٢٨ عاما رد محجوب في تمني "والله يا ولدي من وجت اخر جواب جال فيه هينزل مصر و مسمعنالوش لا حس ولا خبر" هندم ادريس ملابسه و مسح اصابعه "متجلجش يا بوي، هتصل عليه فى التلافون و اشوف اخباره و اطمنك، هجوم اني بجى عشان يدوب الحج اسافر بالنهار نظر اليه محجوب "جومت ليه يا ولدي، اجعد كمل واكلك، هتسافر على لحم بطنك اياك" مجدرش والله يا حج، اني اصلا مكنتش جعان، و جعدت عشان خاطرك، يلا لا اله الا الله" ثم هم بالذهاب خارج المنزل متجها للقاهرة و قبل ان يمشى ارسل جواب الى حبيبته مع احد العاملين بالفيلا يطمئنها فيه بأنه وجد حلا للزواج، اما هى عندما قرأته شعرت بالفرح الممزوج بالخوف، فتلك الخطه ستعرضهم للعديد من المشاكل التى لا حصر لها، لكن لا يوجد امامهم حل غير هذا تن*دت بقلق و دعت ربها ان يحفظهم فبعد مرور عدت ايام كان ادريس جهز كل شئ و ارسل اليها مرة اخرى لتجهز نفسها كى يهربوا من البلده كان الوقت الساعة الثانية بعد منتصف الليل لملمت حقيبتها الصغيرة تحدثت و الخوف يملا قلبها "اشوف وشك بخير يا كريمة" هتفت الاخرى و الدموع تترقرق في عينيها "خلى بالك من نفسك يا ست نوارة، ربنا يسترها عليكى" خرجت من الباب الخلفى، و اخذت تركض و هى تنظر خلفها بين الحين و الاخر خشيتا من ان يتبعها احد حتى وصلت الى المكان المتفق عليه وجدت ادريس ينتظرها بسيارته ركبت معه و انطلق مسرعا الى مقصده

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

خيوط الغرام

read
2.2K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.3K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1.0K
bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.9K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
7.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook