الحلقة الثانية

2086 Words
وصل ادريس و نوارة الي مقصدهم "مدينة القاهرة" وقت الظهيرة فالطريق كان طويلا جدا كان ادريس قد قام بشراء شقة فى احدى الاماكن الشعبية و قام بتجهيزها بكل ما يحتاجونه، دخلوا الاثنين الى البيت و كل منهم استلاقى على احد المقاعد نفسهم يعلوا و يهبط من شدة الخوف خلعت نوارة الوشاح الذي يدارى وجهها قائله "هنعمل ايه دلوقيت يا ادريس" نظر اليها و هو يقول بجديه "اول حاجه بلاش نتكلم باللهجه الصعيديه اهنه علشان ميعرفوناش" نظرت له فى اهتمام منتظرة ان يكمل و قالت "دي سهله كنت بتعلم كلامهم و انا بتف*ج على التليفزيون" ابتسم على حماس حبيبته قائلا "برافو عليكى يا نوارتي، انا كمان كنت بعمل زيك، و كمان سفرى الكتير خلانى اتعلم، المهم الخطوة التانية بقى يا ست البنات هننزل دلوقتى على اقرب مأذون عشان نكتب الكتاب توترت اوصالها و ظهر على وجهها القلق "هنكتبه دلوقتى، يعنى هبقى مراتك خلاص" نظر الى ملامحها المرتعده محاولا استشفاف اى معلومة "امال هنعيش مع بعض فى بيت واحد من غير جواز ازاي، انتى خايفة ليه" ترغرغت الدموع بعينها و نظرت اليه "هو كل اللى احنا فيه دة و مش عايزنى اخاف، انت عارف دلوقت هتلاقي اهلى قالبين عليا الدنيا" اقترب منها و مسح دموعها بكفه و تحدث بصوت هادئ "انا مقدر اللى انتى فيه، بس احنا كان قدمنا حل تاني و معملنهوش، اظيكى شوفتى بقالنا سنين بنحاول و مفيش نتيجة، هنيجى بعد ما قررنا نتجوز و سيبنا كل اللى ورانا تخافى كدة" كانت تسمعه و عيونها لم تكف عن البكاء "مش كدة يا ادريس، بس متخيلتش ان يجي عليا اليوم و نعمل كدة و اتجوز من ورا اهلى" تن*د فى حزن على حالها، فهو يعلم ان ما يحدث صعب على فتاه مثلها "انا عارف والله، بس قدرنا كدة، هنعمل ايه ما باليد حيلة، هنرجع فى كلامنا تانى و ننهى اللى بدأناه يا نوارة" هتفت فى مسرعه من بين دموعها "لا اكيد، انا مقدرش اعيش من غيرك، و فى كل الاحوال انا خلاص هربت منهم لو رجعتلهم هيقتلونى، طريق النجاه الوحيد معاك ثم اكملت و هى تبتسم بحزن حتى لو فى طريق نجاه تاني، كنت هختارك برضه" امسك يدها و ربت عليها و قال "و انا مش عايز حاجه من الدنيا دى كلها غيرك، انا سبت حالى و كل حاجه عشان بس ابقى معاكي" نظرت له فى حب و شوق بالغ "انا بحبك اوى يا ادريس، لا يمكن كنت اتخيل حياتى مع حد غيرك" ابتسم الاخر و نظر اليها فى رومانسيه "و انا بعشقك يا قلب ادريس، يلا بقى نقوم نكتب الكتاب، عشان مش قادر امسك اعصابى اكتر من كدة" ابتسمت بخجل و نظرت الي الارض، و اخذت تفرك بيديها الاثنين من شدة التوتر قائله "حاضر يلا" نزلوا الاثنين و ذهبوا الى اقرب مأذون فى المنطقه التابعه لهم، و اتموا مراسم كتب الكتاب و انطلقت الجملة الشهيرة "بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكم في خير" فى فيلا عائلة "همام هوارى" كان يحدث حركة كثيرة و جو غريب من البهجة و النساء تطلق الزغاريد كان يبدو على صفيه السعادة البالغه قالت و هى تبتسم بفرح "بت يا كريمه، عايزاكى توكلى اهل البلد كلياتهم، و تف*جي "تفرقى" على الفجرا "الفقرا" زفر ني، و تعملى اجدعها وليمه في البلد كان يبدو على كريمة التوتر بسبب ما حدث ليلة امس لكنها تصنعت السعادة "حاضر يا حجه، كل اللى تؤمرى بيه، هو زيد بيه هيوصل متى" هتفت و هى تضحك "على وصول، اطلعى جولى "قولى" لنوارة تجهز و تنزل حالا ابتسمت فى خوف لا تعلم ماءا تفعل و قالت "حاضر يا ست الحجة، بس يعنى لسه بدرى نسيبها نايمه شوي، دي يا حبة عينى طول الليل سامعة صوت بكاها" قالت صفيه فى تعجب من امرها "بدري كيف يا حزينة، دة احنا بجينا الظهر، اطلعى يا بت فيجيها دة هطير من فرحتها برجوع اخوها هتفت كريمة فى استسلام من امرها "حاضر يا ست الحجة هطلع اهو" تحركت لتصعد السلم، و هى تفكر ماذا سيحدث اذا علم الجميع بعدم وجود نوارة بالمنزل، ستنقلب كل تلك الافراح رأسا على عقب، وصلت امام غرفة نوارة دقت الباب و انتظرت قليلا ثم نزلت مرة اخرى الى "صفيه" هتفت كريمه و هى تصتنع الثبات "انا خبطت عليها يا ست الحاجه، بس مردتش عليا اظاهر اكده انها لساتها نايمه، هروح اخلص انى بجى الوكل، تؤمرينى بحاجة تاني" نظرت اليها صفيه و هى تهم بالقيام متجهه الى باب المنزل "لا يا بتى روحي انتى و انا شوي و هطلعلها" ارتبكت قليلا، ثم استأذنت لتمشي، و هي تدعي ربها سرا ان الامور تمر دون خسائر جسيمة امام الذي امام باب الفيلا كان يوجد العديد من الرجال يمسكون البنادق و يطلقون الاعيرة النارية فى الهواء، و فرقة موسيقيه تدق الطبول الشرقيه و الخيول تتراقص على انغامها كان علوان يقف فى مقدمة الشرفه و يظهر على وجهه البشاشه حتى ظهر شبح هذا الشخص و هو يرتدى بذلة رصاصي انيقة، كان طويل القامه رشيق القوام، يمتلك وسامه شديدة لنه زيد السيد همام الاخ الاوسط لنوارة فهو يكبرها بخمس سنوات و يصغر علوان بسنتين فقط نزل علوان و هو يركض نحوه ثم يقوموا الاثنين باحتضان بعضهما البعض ربت علوان على ظهر زيد بشده و قال "حمدلله على سلامتك يا خوي نورت بيتك" رد زيد و هى يسير مع اخاه "الله يسلمك يا خوي، منور بيكم والله اتوحشتكم جوي "قوي" رد علوان بحب صادق "و انت كمان والله يا خوي، مش مصدج نفسى ان شفتك بعد الغياب ده كلاته، جولت هتجضى باجي "باقي" عمرك فى بلاد برة" قال زيد في ود "و انا اجدر "اقدر" برضك اعيش بعيد عن اهلى و ناسي، مجدرش يا خوي اسيب بلدى اللى اتولدت و اتربيت فيها" ربت على ظهره "اصيل يا خوي يلا بجى "بقى" ندخل جوة، دة الحجه منتظراك من بدري" هموا الاخوين بالدخول مع بعضهم، كانت تجلس والدتهم فى مكانها المعتاد، عندما رأتهم هبت واقفه و هرعت الى ابنها و ارتمت فى حضنه بدات تبكى من الفرح قائلة "اتوحشتك كتير يا ولدي، اكدة تبعد عن امك طوال الفترة دي" كان يبكى هو الاخر "حجك (حقك) عليا يا اما، بس خلاص معدتش هسافر و اسيبك واصل" كانت صفية تقبل كتفه و تقول "متجولش (متقولش) اكده يا نن عينى، انا مزعلناش منك، المهم انك رجعت بالسلامة" قال زيد فى حماس و سعادة "امال فين نوارة، اتوحشتها كتير" هتفت صفيه من بين ابتسامتها و هى تربت على كتفه "لساتها نايمه يا ولدى، هطلع اصحيهالك" رد زيد مسرعا فى حماس "لا يا اما انى هطلعلها، ارتاحي انتى يا حبيبتى مسكت يده و هى تجذبه "لا يا ولدى ارتاح انت لساتك يا دوب جاي من السفر" قبل يديها و هو يتحدث "يا ست الكل ارتاحى، و بعدين انا عايز افاجئها، هي لساتها متعرفش ان جاي النهاردة زى ما جليتلكم" نظرت اليه صفيه في مشا**ة "ايوة يا خويا مجولناش "مقولناش" كل دة لاجل انك تفرح الست نوارة اللى هتنسيك امك اياك " ضحك زيد بشدة على غيرة امه "مجدرش يا ست الكل، دة انتى الخير و البركة يا ست الناس" ملست على شعره بحنان و قالت "ربنا يخليك ليا يا ولدي و يجبر بخاطرك يا حبيبي" تبسم بوجهه البشوش و قال "و يباركلنا فيكى يا ست الكل، هطلعلها اني بجى" كان ادريس و نوارة جالسون فى السيارة و هم صامتين، كل منهم منتظر الاخر في ان يبدأ بالحديث، كانت نوارة تنظر الي الشارع من فتحتة الشباك الصغيرة، و ادريس ينظر اليها بين الحين و الاخر تحدث و هو يحمحم محاولا ترتيب الكلام "مب**ك يا نوارة" ردت بخجل دون النظر اليه "الله يبارك فيك يا ادريس" حاول **ر الحاجز بينهم "تحبي نروح فين دلوقتى، في حاجات نقصاكى حابه تشتريها" نظرت اليه و هتفت مسرعة "ايوة محتاجه اشتري شوية لبس للبيت لان مجبتش معايا حاجة غير حاجات بسيطة و باقي الشنطة فيها الدهب بتاعى بس وفلوس كنت محوشاها عشان يعنى لو حبينا نشترى حاجة" نظر اليها ادريس في استفهام "و انا يعنى لو احتاجتى حاجة هاخدها من فلوسك، متجوزة سوسن ولا ايه" ضحكت على طريقته و هو يتحدث "لا مش قصدى كدة، بس يعنى احنا هربانين و اكيد هنحتاج فلوس" تبسم ادريس هو الاخر و قال باستنكار "لا يا ختى متخافيش عامل حسابي، انتى ناسيه ان معايا فلوس ولا ايه" هتفت نوارة قائله كأنها تذكرت شئ "اها صحيح هو انت رتبت كل دة امتى، و ازاى عملتها بالسرعة دي" هتف ادريس في حماس "ولا حاجة يا ستى، سافرت القاهرة اشتريت الشقة و فرشتها و كلمت اخويا صالح فلاش باااااك قال ادريس في حماس "الووو ايوة يا خوي، كيفك يا صالح اني ادريس" قال صالح بفرحة "ادريس، كيفك يا خوي معلش على تجصيري والله، بس اهنه الشغل كتير واصل، معرفش اتصل عليكم" قال ادريس بتفهم "ولا يهمك يا خوي المهم تبجى بخير، ابوي رايد يتطمن عليك" صالح بحزن "اكيد زعلان منيي، عشان بجالى كتير و مكلمتوش" هتف الاخر بهدوء "متخفش يا صالح، ابوك طيب هو بس اتوحشته، اول ما يسمع صوتك هينسى، المهم انا رايدك في شى ضرورى" رد صالح بقلق "خير يا خوى، جلجتني" قال ادريس "انى عايز ابيع كل املاكنا اللى فى البلد و ابعتلك الفلوس كلياتها تشغلها عندك فى المشروع" تعجب صالح باقتراح اخيه "طب انتى فتحت ابوي فى الموضوع دة، و ايه سبب التغيير اساسا، دة انت اكتر واحد كنت ضد سفري" حمحم ادريس قائلا "انى مش بس عايز انجل "انقل كل مشاريعنا عند*ك، انى كمان عايزك تاخد ممدوح و صلاح وياك و ابوي" هتف صالح باستفهام "و انت مش هتيجى وياهم عاد" تحدث قائلا فى تردد "لا، انى هعيش اهنه بس فى القاهرة" قال الاخر متساءلا "هو في ايه بالظبط يا ادريس، رسينى يا خوي على اللى بتفكر فيه" هتف ادريس فى توتر "هتجوز نوارة" صعق صالح من رده و قال "نعم، كيف دة اياك، انت واعى للى بتجوله عاد، عارف معناته ايه طيب" هتف ادريس بتوتر "عارف يا خوي عارف، بس مجدميش حل تاني، انت عارف ان بحبها من و هي صغيره، مجدرش اتخلى عنها بعد كل الوجت دة، انت اكتر واحد عارف ان عشجها معشش جوة جلبى" تن*د صالح فهو يعلم القصه منذ بدايتها "انت عارف ايه اللى اهلها ممكن يعملوه، انت اكده هتفتح عليك و علينا بحر دم ملوش نهاية" اخرج ادريس يحمل الكثير من الضيق و قال "عارف و مستعد اواجه اى شئ مجابل ان اعيش معاها، و عشان اكده عايزك تقنع ابوي معاي انه يسافر" قال صالح "مش اما يوافج الاول على الل بتجوله دة" هتف مسرعا و قال "هو موافج و جالى انه هيساعدنى" قال صالح باستسلام "خلاص يا ادريس مادام اكده و انت مرتب امورك انى معاك يا خوي" رد ادريس بارتياح "ربنا يخليك ليا يا خوي، هو دة العشم برضك" هتف صالح بحماس "طبعا يا خوي احنا ملناش غير بعضينا، يلا بجى خلينا نفرح بيكم جريب" ابتسم الاخر و قال "ان شاء الله يا حبيبى، دعواتك لينا، و مش هوصيك تكلم ابوك بكرة ضرورى" رد صالح بتأكيد "اكيد ان شاء الله يلا مع السلامه" بااااااااك تكلم ادريس بابتسامه و هو ينظر لها "بس يا ستى دة اللى حصل، المهم ان بقيت معاكي يا ست البنات" نظرت له نوارة بعمق في عينيه و قالت "انت عملت كل دة عشانى" سرح في عينيها البنيتين قائلا "و اعمل اكتر من كدة كمان يا ست الناس، انا مستعد ابيع عمري لاجل ان اعيش معاكى ان شالله يوم واحد" اخذ يقترب منها ببطئ و هو يتحدث و تلاقت انفاسهم، توترت نوراة و نظرت للجهه الاخرى و قالت متلجلجة "مش هنروح نشتري الحاجات بقى ولا ايه" ابتعد عنها و ضحك ضحكة مدوية و قال في مكر "هنروح طبعا يا حبيبتى، و بعدين نطلع بيتنا بقى و نشوف حوار اليوم الواحد اللى كنت هعيشه معاكي من شوية دة" ثم غمز بعينه اليها، ففهمت ما يقصده فض*بته بيدها الصغيرة على كتفه قائله "بطل قلة ادب، يلا بقى ودينى المحلات" ابتسم لها و قاد السيارة الى حيث ما تريد اميرته الصغيرة فى الصعيد كانت تقف كريمة مع صديقتها ناصرة امام الباب الخلفى للمنزل هتفت كريمة و هى ترتجف من الخوف "انى مش عارفة هعمل ايه، دة اما يعرفوا بهروبها و هيقلبوا الدنيا ردت ناصرة و هى خائفة على صديقتها "طب هتعملى ايه يا كريمة، انتى لازمن تمشي من اهنه و تجعدي في بيتكم" كانت تخبط كريمة على وجهها بخفه "انا خايفة من المصيبة اللى هتحصل دى هتبجى بحر دم ،و بعدين اني مينفعش اسيب البيت هيشكوا فيا ان اعرف حاجة" هتفت ناصرة بلا مبالاه من تأثير الخوف "و انتى مالك حتى لو تعرفي، هى اللى هربت مش انتى، احنا مجرد عبد المأمور" تعجبت كريمة من امر صديقتها و قالت "يا مرررري، و اني هتخلى عن الست نوارة بعد العمر دة كله عن الست نوارة، انتى اتهبلتى في عجلك "عقلك" ولا ايه" ردت ناصرة في ذهول "امال هتستنى اما يجتلوكى يا حزينة، العالم دى مبيتفهموش يا كريمة،انتى اللى هتبجي قدامهم، هيطلعوا غضبهم فيكى و مش هيبقى لؤكى ديه يا خيتي، احنا ملناش حد يجف في ضهرنا، الست نوارة مشيت و بجت فى امان شوي، لكن احنا اللى فى وش النار" اثناء حديثهم سمعوا صوت صراخ نظرت كريمة يمينا و يسرا فى قلق و خوف "طب امشي انتى دلوقيت، و هبقى اشوف هعمل ايه" مسكت ناصرة يدي كريمة في خوف "طيب همشي بس خلي بالك من نفسك و طمنينى عليكى" انصرفت مسرعة اما كريمة، عادت الى الداخل وجدت صفيه و هى تلطم وجهها
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD