الحلقه الثالثه عشر عندما يأتى الحب
""""""""""""""''''''''''''''''''''''''''''''''''''
أحبــُــــك..
بكل ما أوتيتُ من مشاعر أحبك
مع كل لحظة أتجنبك وأبتعد عنك ..أحبك
مع كل خطوة للخلف..أقترب أكثر وأحبك
من أول لحظة..من أول كلمة ..أحبك
من أول تحذير بعثته إليّا عيناك..أحبك
من أول تص**ح بأنك لسوايا ..أحبك
'"""""'''"""""""""""""""""""""""""
كانت جاسي جالسه وحدها بغرفتها تشعر بالملل الشديد الى ان رن هاتفها أمسكت هاتفها لترى من الذى يطلبها اﻻن ، وجدت رقم غريب ترددت فى الرد عليه لكن بعد قليل حسمت امرها ، وقررت الرد عليه.
احابت جاسى على الهاتف قائله:الو ايو مين معايا كان ذلك رداء الذى طلبها .
لأول مرة بعد خطوبتهم .
رداء:الو جاسي معايا جاسي.
جاسى : ايوة مين حضرتك.
. رداء: انتى معرفتيش صوتى واها صحيح نسيت اد*كى رقمى عموما انا جبت رقمك من اونكل حسنين ،واستاذنته تخرج بكره لو معندكيش مانع . جاسي: اتعصبت،وصاحت به بغضب هو حضرتك بتاخد قرارات منك لنفسك كده ،وانا ايه مليش لازمه.
حاول رداء ان يتمالك أعصابه ويرد عليها بكل هدوء لا طبعا يا حبيبتى ماانا بقولك اهوو .
جاسي :متقولش حبيبتى دى لو سمحت
رداء:اوك ياجاسي اتفقنا.
جاسى : اوك يارادء نتقابل بكره .
بدئت جاسي تحاول الهدوء حين تذكرت حديث رشا وأنها لابد ان تعطى له فرصه حتى تتمكن من فهمه.
رادء :ممكن طلب يا انسه جاسى
عادت جاسى لطبيعتها الرقيقه، واجابته
جاسي: طبعا اتفضل.
رداء:عاوزاك من فضلك تعدى عليا فى المطار.
جاسي :اوك تمام يناسبك
رداء: اوك ٧ بالدقيقة هنتظرك مر اليوم بدون اى احداث جديده، و فى اليوم المتفق عليه االساعه ٧ بالدقيقة كانت جاسي فى المطار ،وشاهدها شريف وهى تقف مع رداء ، وقرر ان ينتقم من خلالها لكى يدمر رداء وقرر ان يقوم بتدبير خطته من أجل ان ي**ر رداء،وسليم دخلت جاسى المطار لحيث يقف رداء صافحته ، .وقالت له :ا ذيك يا كابتن؟
رداء: ايه كابتن دى بقى انا خطيبك على فكره ،وأسمى سهل جدا مش صعب يعنى.
جاسي: اوك معلش اسفه رداء تمام كده
رداء تمام بصى انا بصراحه جبتك هنا اعرفك على اكتر حد عزيز عليا سليم صاحبى بس ثوانى هخش اشوف رحلته تخلص امتى؟
دخل رداء ،وخرج ،وجاسي تنتظرةمكانها ..
جاسي :ايوة يارداء خلاص انا منتظراك.
رداء : الله مكنتش اعرف انه اسمى حلو كده بجد احلى مرة اسمع اسمى فيها.
جاسى :من فضلك مبحبش كده .
رداء:طب خلاص متزعليش سليم وصل من رحلته ،وشاهدهم من بعيد ،وحاول ان يهرب منهم بأى طريقه حين شاهده رداء اندفع ناحيته، ومعه جاسى ،وقال لها: تعالى معايا رحلة سليم وصلت تلاقيه بيوضب حاجته ،وبعدان سارو كثيرا ممايزيد عن نصف ساعه..تعبت جاسى من كثرة السير جاسي :ااه رجلى مش قادره يارداءصاحبك ده شكله مشى،ولا ايه.؟
رداء: لا أهواه سليم ياسليم انت يا ابنى
تحدث سليم: لنفسه واضح انى فشلت فى انى اهرب منهم مفيش قدامى إلا المواجهة ذهب سليم ناحيتهم، وقال: ايوة يارداء
رداء: دوختنا يا اخى احب اعرفك جاسي خطيبتى
تحدث سليم :لنفسه كنت حاسس انها هى بس مكنتش متأكد دلوقتى أتأكدت مد يده لكى يصافحها،ثم قام بسحب يده سريعا لكن عينيه حين قابلت عيناها قالت لها ما لم ينطقه ل**نه، وعينيها تعلقت بعينيه لم تستطع ان تحول نظرها عنه لقد تاهت فى بحور عينيه لم تدرى سر الرهبه التى اجتاحتها حين تقابلت اعينهم ،وهى لم تقل له سو ى كلمه واحده اهلا تشرفنا .
اجابها سليم قائلا :، وهو يتجنب النظر بعينيها. الحمدلله . بعد ان انتهوا من الحديث مع سليم.
خرجوا معا رداء ، وجاسى .
وتركوا سليم يفكر بها بعينيها التى سحرته بشفتيها الكرزيتين التى تمنى ان يقبلهاقبله يفرغ بها كل مشاعره تجاهها فاق سليم من شرودة، وعنف نفسه
قائلا:ايه الى انا بعمله دة انا ازاى اسمح لنفسى افكر فى خطيبه صاحبى لا انا لازم ابطل افكر فيها نهائى. اخذ رداءجاسى فى يدة ،وخرجوا سويا من المطار شعرت جاسى انها لن تستيطع البقاء مع رداء اكثر من ذلك ،وانها لو بقيت لن تستطيع ان تتصرف بطبيعتها هتفت جاسى لرداء...
جاسي: من فضلك ممكن ترجعنى البيت
. راداء: طب ليه ياجاسى احنا ملحقناش نقعد مع بعض، وبعدين مش عاوزا تشوفى هديتك
جاسى : معلش انا تعبانه وصدعت فجائه
رداء : اوك حاضر ها اروحك وبالفعل اعادها رداء للمنزل لكن لم تعرف جاسى لما ذا قلبها، وعقلهاوكيانها تزلزل منذ قابلت سليم لاتعر ف لماذا يحدث ذلك ،ولاتدرى ماذا يحدث لها.
فى منزل الشباب رداء لسليم قائلا
رداء شفت ياسليم قد ايه هى جميله، وبريئه
سليم لنفسه قائلا شفتها شفت رقتها ،وجمالها ،وخفتهايصرخ سليم لأول مرة برداء قائلا: بس بس بس بقى يا اخى اسكت حرام عليك رداء بتعجب شديد من موقف صديقه :ايه ده مالك ياسليم ؟فيك ايه يا صاحبى فى حاجه مضايقاك .
سليم: لا ابدا ،ولا حاجه بس تعبان طول النهار فى رحلات، وانت عارف هدة الشغل ،وكده
تحدث سليم لنفسه: بعد نوم رداء لنفسه قائلا: هى قالت اذيك، ولا انا بحلم من كتر ماتمنتيها لا قالت انا متاكد يووه ياسليم نام اتخمد بقى بطل تفكير شويه كده هتتعب نفسك على الفاضى.
كانت جاسي تتحدث لنفسها قائله: يا ترى بتفكر فيا ؟،ولا انا لوحدى الى بفكر فيك قطع حديثها مع نفسها صوت رنين الهاتف لتجد انها رشا ...
تحدثت رشا:لنسرين قائله اذيك يا جاسى.
جاسى :انا تمام يا رشا الحمدلله.
جاس: ايوة ياروشا تصدقى انتى بنت حلال كنت لسه عايزة اكلمك دلوقتى .
رشا خير يا جاسي مالك فى حاجه مضايقاكى ولا ايه
جاسى بصراحه معرفش مالى صاحبه ده ملخبطنى اوى .
رشا :لا ياجاسي اوعى دى خيانه.
جاسي :رشا خدى بالك من كلامك ايه خيانة دى. .
رشا: خلاص متزعلش سلام ياستى طالما انتى بتزعلى كده.
جاسي: سلام يارشا سلام.
انهت جاسى المكالمه مع رشا ثم حاولت ان تنام لكنها
لم تستطيع النوم ،وأخذت قرار و**مت على ان تنفذة.
فى الناحيه الاخرى ببيت سليم ورداء سليم اخذ سيارته ونزل بدرى من المنزل حتى يهرب من مواجهة صديقه كان سليم يقود السيارة ، وهو يفكر فى كل المواقف التى جمعته بها عنف نفسه قائلا كفايه..
بقى اطلعى بقى من دماغى اطلعى ،اثناء ماكان مشغول بالتفكير بها لم يشاهد اللورى الذى اصبح فى مواجته، ولم يستطع تفاديه واصتدم به.
كانت جاسي جالسه تشاهد الاخبارحين سمعت هذا الخبر الذى جعلها تنظر بهلع، وخوف للتلفاز غير مصدقه لما تستمع اليه رفعت الصوت اكثر لتستمع الى المذيع يقول ، وصوت المذيع
الخبر الذى جعلها تنظر بهلع، وخوف للتلفاز غير مصدقه لما تستمع اليه رفعت الصوت اكثر لتستمع الى المذيع يقول ، وصلنا الأن النبأ التالى حادث مرورى، ونتج عنه إصابة الكابتن طيار سليم الهوارى إصابات بالغه.
جاسي: لا لا سليم لاولاول مرة تكتشف جاسي مشاعرها الحقيقه ناحيه سليم، وتهتف لنفسها انا حبيته ايوة بحبه كنت بكدب نفسى بس دلوقتى اتأكدت انى بحبه.
يدخل سليم فى غيبوبه بسبب الحادث تتمنى جاسى لو تستطيع ان تركض الى المشفى لتطمئن عليه
لكن خوفها من ان تجد رداء هناك جعلها تتخلى عن الفكرة.
تقرر ان تحدث رداء لتعرف منه اخرالاخبار.
جاسى : تطلب رقم رداء وتنظر ان يرد عليها.
حين يجيب رداء على الهاتف قائلا الو:ايو يا جاسى ايوه سليم حالته خطيرة جدا ،ويبكى بلوعه على صديقه ثم يقول لها ادعيله يا جاسى هو محتاج دعواتنا.
جاسى :طيب طمنى حالته ايه بالظبط.
سليم : هو بالعمليات بيحاولوا يوقفوا النزيف
،
ولازم حد يتبرعله بدم لأنه نزف كثير و الإصابات الى فى دماغه خطيره جدا
جاسى : انا كده مش ها اقدر اقعد هنا لازم ابعد عن هنا انا لازم اسافرلبابى ،ومامى اسبانيا.
ايوة هو ده الحل الوحيد انى ابعد عن البلد خالص .
اتصل رداء باهل سليم ،وفعلا تم وقف النزيف ،ونجا سليم بأعجوبة كان شريف يقف مع رداء لكنه كان فرح بعد الذى قاله الطبيب عن أثرت عليه .
الطبيب لرداء:حضرتك تقربله لأن لازم تعرف حالته واضح انه كان فى حاجه مأثرة على حالته النفسيه جدا واضح كمان انه كان فى حاجات هو رافضها فى حياته اعتقد انه ها ينساها تماما هيلغيها من حياته.
وياريت محدش يعرضه لأى ضغوط نفسيه او عصبيه.
لم تقول جاسي لأى شخص عن قرار سفرها حتى رشا لم تخبرها إلاعلى الهاتف .
رشا: تصيح بجاسى قائله برضواياجاسي هتعملى الى فى دماغك.
جاسي ايوةيارشا مش قادرة اقعد هنا اكتر من كده تعبت.
دخل شريف الغرفه لكى يطمئن على سليم ،و
واخر شىء كان يتوقعه ان يسمع سليم اثناء ماكان يهلوس من اثر البنج قائلا....
سليم :جاسي جاسمين ااه جاسي ،والله بحبك حاولت كثير اهرب من حبك صدقينى مقدرتش .
كانت جاسى قررت ان تذهب للمشفى لرؤيته قبل سفرها .
ذهبت جاسى لكى تطمئن عليه قبل سفرها، وانتظرت حتى خرج شريف من عند سليم ،ودلفت الى غرفته حتى تودعه لاخر مرة.
لكن شريف لمحها ، وهى تدخل عند سليم فذهب مسرعا لينادى رداء متحججا بأن سليم زاد التعب عليه.
تدخل جاسى وتجلس بجوار سليم ، وتمسك يدة ترفعها لفمها، وتقبلها
بمكان اخر خارج البلاد
جلست الى جوار ه بالسياره ،والتزمت ال**ت طوال الطريق
واخذت تتذكر الحديث الذى دار بينها وبين اشلى بالايام الماضيه ،ومحاولاتها الشديده لأقناعها بالسفر الى بلده والدتها على انها اشلى من اجل ان تدفع لها مصاريف الالتحاق بمدرسه الرقص الصيفيه .
كانت اشلى صحافية شابة، وناضجة , وصنعت لنفسها اسما في فليت ستريت ،وساعدت صوفي عندما جاءت لتكتب مقالا عن احد محطات التلفاز ، و*دت الفتاتان صديقتان فورا. رغم تناقضهما . تمتعا بالرفقة من البداية. وعندما اسرّت صوفي الى اليها برغبتها في ان تصبح راقصه باليه , استعملت الأخيرة نفوذها ،وفتحت لها المجال للعمل كمديرة مسرح في ساندتشيرش . وبالطبع , ايقنت صوفي ان اشلى لم تتوقع منها البقاء في هذا العمل , لكنها بقيت ، وكانت سعيدة بطريقتها الخاصة خلال الثلاث سنوات، ونصف السنة الماضية . لم يكن لديها الكثير من المال . الا انها **بت الكثير من الأصدقاء , كما كانت تمضي عطلات نهاية الأسبوع في لندن مع اشلى من وقت الى آخر . حتى بدت اشلى كأنها تحيا حياة اكثر أثارة من صوفي , على رغم ارتباط الأخيرة بالمسرح. اذ دعيت كثيرا الى الحفلات كما حصلت على اجازات مجانية لتغطية بعض الأحداث . زاد عدد اصدقائها، ،ولم تكن تمضي وقتا طويلا مع والدها المتقاعد الذي كان يقيم في كينغستون.
،ولم يكن امام اشلى سوى ان تخبر صوفي بأن امها توفيت اثناء ولادتها، وان والدها يلومها......
رأت صوفي في ذلك الوضع مأساة, فقد رعتها عمتها المسنه في طفولتها ،ولم تعرف معنى إن يكون لها ابوان. ،وشعرت عندما تصورت انها مكان اشلى بأنها كانت ستجد من الضروري إن تحاول جهدها لتبرهن لوالدها بأن وجودهما وحيدين يعني تأليا ضرورة اهتمام الواحد منهما بألآخر . ،ولكن الأمر لا يخصها . ،ولم يكن في استطاعتها إن تفعل اكثر من تذكير اشلى أحيانا بضرورة اكثار زياراتها لوالدها.
توفي والد اشلى قبل نحو سته اشهر ،وحضرت الدفن مع صوفي، واخبرتها في ما بعد انها يجب إن تبلغ عائلة والدتها بالأمر . كانت هذه هي المرة الأولى التي سمعت فيها صوفي عن عائلة والدة اشلى ،وتفاجأت عندما علمت بأنها عائلة ثرية ،وتملك مزارع شاسعة في ترينيداد.
،وعندما اخبرتها إن والدتها هربت كي تتزوج جيم هولى ،وهيا في الثامنه عشرة من عمرها , فهمت صوفي لماذا لم تسمعها تذكر شئ عن عائلة والدتها . لكنها الآن تعرف القصة كلها . كان والد اشلى مهندسا يعمل في مشروع عمراني في ترينيداد عندما قابل والدتها . واعتبر جيمى هولى بأنه غير لائق بالعائلة ،وغير متكافئ من حيث الثراء مع عائلة سانت فينسيتي اضافة الى إن والدة اشلى كانت مخطوبة لأبن عائلة ثرية اخرى في الجزيرة . لكن اشلى قالت ببعض السخرية انهما احبا بعضهما البعض من النظرة الأولى،. وهرب الحبيبان الى انكلترا ،ولم يعودا الى ترينيداد ابدا . وبالطبع , قاطع جدها ابنته تماما , ولم يلين قلبه , حتى عندما علم انها توفيت ،وهيا تضع مولودتها. انفطر قلب والد ايف لوفاة زوجته , على رغم رعايته الجيده لأيف , لكنه لم يهتم بها كثيرا. فترعرعت في كنف عماتها، ودرست في مدرسة داخليه , واخيرا مكنتها موهبتها الكتابيه من الحصول على احد المناصب الأكثر اجرا في الصحافة البريطانية.
لم تسمع صوفي المزيد عن سانت فينسيتي الا لأسابيع قليلة خلت, عندما دعتها اشلى الى تمضية عطلة نهاية الاسبوع في شقتها، واخبرتها بأنها كانت تراسل جدها خلال الشهور القليلة الماضية ،ويبدو إن قلبه قد لان على مر السنين لأنه أجابها فورا على الرساله المتعلقه بوفاة والدها، وكتب اليها رسائل عده.
سرت صوفي لأخبار صديقتها،. وظنت إن ايف ستعرف أخيرا بهجة العيش الي عائله حقيقيه. لكنها كانت غامضة كالعادة.. ،واعترفت بأن الصلح اول الأمر مع عائلة والدتها قد راقت لها ولكن جدها اقترح إن تأتي الى ترينيداد , الى منزله في بوانتي سانت فينسيتي لقضاء بضع اسابيع تتعرف خلالها الى اقاربها.
قالت اشلى:-
_هل تستطيعين إن تتصوري ياعزيزتي إن انقطع انا عن المدينة لبضعة اسابيع! يا للسماء سوف اجن حتما!
لم تعرف صوفي بماذا تجيب. فمن ناحية كانت تفهم تمنع أشلى فهيا ببساطة من النوع الذي لايستطيع العيش من دون النمط الصاخب في حياتها الراهنة. الا انها من ناحية اخرى كتبت رسائل لجدها مهدت فيها طلبه هذا.
وأخيرا سألتها صوفي :
_ماذا تزمعين إن تفعلي اذن؟!
- فكرت انك تحبين الذهاب عوضا عني.
،وقبل إن تتمكن صوفي من الأحتجاج ،تابعت:-
- لاتقولي لا فورا . فكري في الأمر.
تن*دت صوفي بعمق:
- لايمكن إن تكوني جادة!
- لما لا..؟
- حسنا , لأن الأمر مستحيل !
- لماذا ؟
نظرت صوفي في عيني اشلى علها تجد دليلا على انها تمزح فقط ., ولا داعي لأخذ حديثها على محمل الجد .
- اشلى
- اصغي الي يا صوفي . الم تخبريني منذ بضعه اسابيع إن رودريك نظم مدرسة للرقص في روما هذه السنه؟!
- نعم بالطبع.
- حسنا .الا تحبين الذهاب ؟!
نظرت صوفي الى صديقتها مندهشه:-
- احضر المدرسه الصيفية؟!
- نعم , بأمكاني ترتيب الأمر .
- لكن ليس بأمكاني تحمل النفقات.
- انا استطيع ذلك .
آه يا اشلى , بحق السماء , ماذا تحاولين إن تقولي؟ !اذا ذهبت الى ترينيداد عوضا عنك سترتبين امر ذهابي الى مدرسه رودريك هارفي في الصيف؟!
-هذا صحيح.
ذهلت صوفي وقالت :
. ولكن لماذا ؟! لماذا تفعلين ذلك؟!
نهضت اشلى وسارت حافية القدمين على السجاده الوثيره في الغرفة.
- هل يجب إن يكون هناك سبب ؟! اننا صديقتان ،وظننت إن احد منا
يمكنه إن يساعد الأخرخ من دون اسباب كثيرة لذلك.
بسطت صوفي ساقيها امامها :-
-انت تعلمين انني افعل أي شئ لأساعدك ،ولكن هذا الأمر مختلف.
- كيف ذلك ؟!
-انت تعلمين كيف.؟!!
نظرت صوفي الى ثقب صغير في سروالها محاولة عدم التفكير في العرض الذي كانت ترفضه .
- لا اعلم.
أجابتها اشل ، واسندت جسدها بأهمال الى رف الموقد ،واضافت :-
- ها انذا اعرض عليك ليس فقط فرصة لحضور المدرسة الصيفية . بل ايضا عطلة لأسابيع عدة في احدى الجزر الأكثر اثارة في العالم .ظننت انك ستقبلين بحماسة.
- هل كنت تقبلين انت؟!
اجابت اشلى:-
- نعم اقبل حقيقة يا صوفي اين روح المغامرة لد*ك؟! الا تريدين رؤية شئ من هذا العالم، وتستمتعين به قبل إن تصبحي اكبر سنا ؟! لن تحققي شيئا ،وانت تعملين في مسرح من الدرجة الثالثة في ساند تشير تخضبت وجنتا صوفي ،وقالت :-
- ليس مسرحا من الدرجة الثالثة ، وانا مسرورة لأنك ذكرتني بأنني اعمل هناك!
- في امكانك اخذ اجازة من العمل .
قالت اشلى بنفاذ صبر، واضافت:-
- يمكنهم الأستغناء عنك كما تعلمين.
كان في امكان اشلى إن تكون قاسية اذا عارضها احد ، وصوفي على علم بذلك منذ بداية صداقتهما، فحاولت الا تتأثر بما قالته ، وادركت انها تتبع هذا الأسلوب لتقنعها بتغيير رأيها ،وبدت اشلى مدركة إن اسلوبها لن يوصلها الى نتيجة ، ف*نهدت ثم قالت معتذرة:-
- اني آسفة يا صوفي . انا سيئة .لكنني كنت اعتمد عليك لأخراجي من هذه الورطة .
ونظرت اليها صوفي قائلة:-
- أي ورطة؟!
هزت كتفيها ،وبحثت عن علبة السجائر . قدمتها الى صوفي التي اعتذرت ، لأنها لا تدخن الا اذا عانت من توتر عصبي في ليلة افتتاح احدى المسرحيات.
- لقد وافقت على الذهاب الى بوانتي سانت فينسيتي .
سألت صوفي بدهشة :
- ولكن لماذا؟!
هزت ايف كتفيها , قائلة:-
- آه انت تعلمين كيف تحدث مثل هذه الأشياء . يبدأ الواحد منا امرا كهذا . لكن سرعان ما يفلت زمام الأمر من بين يديه.
- ،ولكن كان عليك التأكد اذا كنت تريدين الذهاب
ام لا ؟!!
- انت لا تفهمين ظن جدي في رسائله بأنني اود الذهاب الى ترينيداد.
،ويبدو واضحا انه ندم كثيرا على ما حدث قبل خمسة ،وعشرين عاما ،ويريد التعويض عن ذلك الآن . اعتقد انه يراني يتيمة، ووحيده ،ومن دون عائلة بعد وفاة والدي.
- في الواقع هذا صحيح.
- نعم . ولكن ليس كما يعتقد هو . اعني ...اخر امر ارغب فيه هو والد هرم يترقب تحركاتي !
،وتن*دت صوفي . كان واضحا إن الصورة التي كونها جد عنها مختلفة لدرجة عظيمة عن حقيقتها . ثم قالت لها:-
- ما عليك إلا إن تكتبي، وتبلغيه بأن عملك لن يسمح لك بالذهاب في هذا الوقت .
اجابت اشل بأصرار :-
- لا ، لا اريد إن افعل ذلك.
-لماذا؟!
- حسنا ...لا تغضبي اذا قلت لك.
- اذا قلت ماذا ؟!
،وأسندت صوفي ذقنها الى يدها .
- حسنا هم لا يعلمون إنني صحافية.
- ماذا ؟!
- انها الحقيقة . كانت لعبة لعبتها.
- لعبة؟!
- نعم..
ثم اضافت بتردد:-
- عندما كتبت اخبر جدي بوفاة ابى ، لم اذكر طبيعة عملي، ،وعندما رد على رسالتي كان واضحا انه ظن انني اعمل **كرتيرة , وتركته يستمر في اعتقاده هذا .
- ولكن لماذا؟!
- آه , اعتقد انني لو اخبرته كوني صحافية لحطمت الصورة التي كونها عني .
- بأي طريقة؟!
- حسنا الصحافيون ...،وخاصة النساء هم عادة من النوع الواثق من ذاته ،والقاسي اذا جاز التعبير . ،وعلمت إن جدي لن يستجيب لأنسان من هذا النوع , لذا تظاهرت انني اعمل سكرتيره.
- آه اشلى
هزت كتفيها . فعادت صوفي لتسأل :
- وماذا في ذلك؟!ثم ما علاقة هذا الأمر بذهابك ؟!
- جدي رجل عجوز , اسعدته رسائلي , واعدت اليه ثقته بنفسه. اذا رفضت الذهاب الآن , ففي وسعك إن تري ذلك جيدا .
تعلق هذا الرجل باشلى ، وبالراحة التي وجدها في رسائلها ،والأمل على رؤيتها، وتمضيه اواخر ايامه معها . فكيف سيكون في وسعها إن تخيب امله الآن ؟!
شعرت صوفي بها تحدق فيها،وقالت لها وهي تهتز بضعف :-
- عليك الا تذهبي.
- لكنني لا استطيع .
- تعنين انك لن تذهبي .
- كلا اعني انني لا استطيع عدا عن أي امر آخر ، لدي مهمة قريبا مع جون فيلوز تعرفين من هو جون فيلوز ، اليس كذلك؟!
كانت صوفي قد سمعت به ،وأومأت برأسها ،وتابعت ايف حديثها :-
- حسنا ،عرضت علينا انا، وجون فرصة الذهاب الى الشرق الأوسط الصحيفة تريد منا تحضير سلسلة مقالات عن رجال الدولة في الشرق الأوسط ، واذا نجحت المهمة فمن يعلم الى اين قد تؤدي ؟!
اشارت صوفي بيدها معترضة، وقالت :-
- رويدك لحظة. رويدك . فأنا لا شأن لي بالأمر . تبدو رحلتك عظيمة , اعني رحلة الشرق الأوسط , ولكن فيما يختص بجدك...
- يا عزيزتي , هل ستحرمينني فرصة العمل مع جون ؟! هذا ما كنت اخطط له منذ اعوام.
- . لا علاقة لي بالأمر ! لا يمكنك فعل الأمرين معا , عليك إن تختاري.
ساد ال**ت فترة طويلة ثم قالت بتمهل :-
- وانا اعتقدت انك صديقتي!
- انا صديقتك.
- الأصدقاء يتعاونون . كما ساعدتك انا عندما اردت ترك عملك في الطباعة ،والأنضمام الى الشركة المسرحية.
- لكن الأمر يختلف تماما .
- كيف ذلك؟! من دون مساعدتي لكنت الى الآن تض*بين على الآله الكاتبه في اغلب الظن. إن شق طريقك بمفردك في عالم المسرح ليس بالأمر السهل.
- اعلم ذلك , ولكن..
- ولكن ماذا؟!كنت ستتمكنين من ذلك في أي حال ؟!
- لم اقل ذلك.
شعرت صوفي بالصدمة:
- اشلى هل تدركين ما تطلبين مني القيام به ؟!
- نعم. اني اطلب منك قضاء بضعة اسابيع في مزرعة في جزر الغربية متظاهرة بأنك انا . وبهذا تساعدين رجلا عجوزا على الموت بسعادة.
- تجعلين الأمر يبدو شديد السهولة !
- انه سهل . اين المشكلة ؟! لم يقابلوني قط . لا يعلمون عني أي شئ سوى ما اخترت إن اكتبه في رسائلي . تقولين انك ترغ*ين في إن تصبحي راقصه باليه . حسنا هذه فرصتك لتبرهني مقدرتك . بعدها هناك المدرسة الصيفية في روما بانتظارك.
مررت صوفي اصابعها في شعرها الكثيف المنسدل على كتفيها . وقالت :-
- انك تعقدين الأمور يا اشلى
انتهزت ايف الفرصة ،واقتربت من صوفي ،واخذت يديها ،وقالت :-
-يا عزيزتي , انا لا اريد ابتزازك ، ولكن الا تستطيعين إن تري انه بامكانك القيام بالأمر! الا تريدين إن تكوني مسؤولة عن ادخال بعض السعادة الى حياة براندت سانت فينسيتي ؟!
رف جفنا صوفي، وقالت بدهشة :-
- براندت سانت فينسيتي ؟! هل هذا اسم جدك ؟!
اومأت بالأيجاب . عادت تسأل :-
- هل لد*ك ....جدة؟!!
هزت رأسها نفيا :-
- كلا , ماتت قبل نحو عشر سنين .
- هذا الرجل المسن....هل يعيش بمفرده؟!
- كلا , هناك ابنه ...
قالت صوفي محاولة الا تظهر اهتماما:
- ، وهل يعيش مع جدك؟
- نعم.
- ،وهو غير متزوج؟
- انه ارمل . اتصور انه مدير اعمال جدي . لابد انه في منتصف العمر الآن.
- هل ......هل هما العائلة كلها؟!
- كلا. هناك عمة امي روزالين ، وينادونها روزا على ما اعتقد . هكذا اشار جدي الى اسمها في رسائله.
سحبت صوفي يدها من يد اشلى، وازاحت الشعر عن وجهها .
- اهذا كل شئ ؟!
- حسبما اعتقد . في أي حال, ليس من المتوقع إن تعلمي اكثر مما ذكر في الرسائل في امكانك قراءتها اذا احببت،. وعندها ستعلمين بكل التفاصيل مباشرة.
- كلا . شكرا.
قالت صوفي ذلك وشعرت بشئ من النفور من الفكرة , فقد كتب جد ايف تلك الرسائل بصدق ،ولم يكن يتوقع إن تعرض رسائله على اصدقائها.
نظرت اليها بنفاد صبر ،وسألتها:-
- حسنا هل ستذهبين؟!
هزت صوفي رأسها، وقالت:-
- لا ادري , حقا لا ادري . اعطني بعض الوقت لأفكر بالأمر.
،ولكنها بالطبع كانت قد قبلت ضمنا . كما علمت اشلى منذ البداية.
حاولت صوفي إن تقنع نفسها بأن دوافعها كانت في الأساس تجنيب براندت سانت فينسيتي , الأصابة بخيبة امل . لكنها في داخلها احتقرت نفسها لأن ذهابها المقترح الى مدرسة الرقص الصيفية هو الذي ساعد في تقبلها فكرة الذهاب.
،والآن هاهي في في بورت اوف سباين . تنتظر بنفاد صبر الالتقاء بجده اشلى الذى ينتظر حفيدته المفقوده. كانت اشلى قد اقترحت عليها الأنتظار الى حين وصولها الى بورت اوف سباين ثم الأتصال بعائلة سانت فينسيتي . فبهذه الطريقة تتجنب تعرضها الى أي ارتباك في معاملات الدخول الرسمية . واندهشت صوفي من قدرة اشلى على الأنحراف اذا تطلب الأمر منها ذلك ، واخذت تتساءل عن مدى معرفتها لها بعد كل هذه الأعوام.
وقفت قرب النافذة تنظر الى الشارع المزدحم . كانت ااشلى قد الحت عليها إن تقيم في فندق فخم يقع في وسط المدينة باهظ الكلفة جدا.
،وتساءلت صوفي اذا كان في امكانها الأستمرار في الأقامة فيه اكثر مما توقعت من دون إن يأتي ذلك على كل ما لديها من نقود. واخافها الأزدحام البشري الذي رأته ،وهيا لم تكن قد سافرت كثيرا من قبل , وشعورها الآن بأنها لم تكن تعرف أي شخص بين هؤلا الناس المتنوعي الج*سيات ،والأعراق كان شعورا مخيفا.
رأت نساء هنديات يلبسن الساري , ورجالا اميركيين يلبسون قمصانا ترمز الى جزر هاواي ،وقبعات من القش ،ورجالا يعتمرون العمامات ،والطرابيش , وفتيات صينيات جميلات ذوات بشرة زيتونية اللون يلبسن ثيابا رائعة التصاميم , ،ونساء افريقيات يحملن رزما هائلة على رؤوسهن برشاقة طبيعية .
،وصدحت ابواق السيارات ،ودوت اجراس الدراجات الهوائية , اما الذين كانوا جسورين الى درجة كافية لركوب الباصات الزاهية الألوان , فتعلقوا بالأبواب يقفزون من الباص، واليه حيثما احبوا .ع** المنظر اثارة ،ومتعة كانتا غريبتين عن صوفى
قطع ال**ت المخيم حولهم قائلا بتساؤل :-
اشلى انا لا اراك تشبهين والدتك اكمل رامقا اياها بمكر قائلا:-
ربما تشبهين والدك اكثر
اجابت بتعلثم قائله ،وهيا تدير وجهها الناحيه الاخرى قائله بهمس :-
ربما.
حين وصلوا الى المنزل اوقف اندرواالسياره وترجل منها ثم حمل الحقيبه رامقا اياها بنظرات غامضه ،وتركها تسير خلفه وهيا تشعر بتوتر شديد بينما هو يسبقها ،وهيا تسير خلفه تنظر اليه بريبه وممعتضه ايضا من تركه لها وحدها هكذا دون ان يرشدها الى شئ
شاهدته يدلف الى منزل عتيق امامه حديقه كبيره غنيه بشتى انواع الفواكه والنباتات النادره مما اثار تعجبها ،ووقفت قليلا تتأمل الزهور ،والنباتات التى تزين الحديقه.
وصل اندرو ا الى داخل المنزل ، ونظر خلفه ليجدها لازالت تقف تتأمل النباتات
فرمقها بتأفف مزمجرا بغضب:-
أشلى هيا تقدمى ام ستبقين طوال اليوم تقفين عندك ،وتتأملين النباتات طوال اليوم
فزعت من صوته الحاد ونظرته الحاده ،وهرولت لتصعد الدرجات المؤديه لداخل المنزل وهيا تتذمر من حدتها عليها بالحديث ،حدثت نفسها قائله بتذمر: -
ياله من شخص حاد الطباع الا يمكنه تركى اشاهد تلك النباتات الرائعه قليلا
تبعته منزعجه بشده من تحكمه
حين وصلا الى باحه المنزل اشار اندروا الى احد الخادمات لتصطحبها الى غرفتها ،وتحدث اليه قائلا بجمود:-
يمكنك اخذقسطا من الراحه حتى يستيقظ فهو متعب ، وقد خلد مبكرا الى الفراش يمكنك رؤيته حين ينهض
اومأت له ب**ت دون ان تتفوه بكلمه ثم تركته ،وتبعت الخادمه التى قادتها الى غرفتها .
ثم تركتها ،وانصرفت دلفت صوفى الى المرحاض ثم اغتسلت ،وبدلت ملابسها ثم حين عادت الى الغرفه وجدت منضده صغيره عليها كوب من العصير الطازج ،وبضعات شطائر من اللحم المقدد التهمت الطعام بنهم شديد ثم احتست العصير ،وذهبت الى الفراش لتستلقى عليه ،ولم يكد يمر بضعه دقائق حتى غرقت بنوم عميق من شده الارهاق
كانت غرفة صوفي تقع على الجهة المستديرة من المنزل ،وعندما خرجت الى الشرفة في الصباح التالي اخذت تحدق بذهول الى الى هذا المكان الذي فاجأها.
اسفل الدرجات المسطحه المؤدية الى الفناء ، والتي تسلقتها معه الليلة السابقة انحدرت الحديقة الكثيفة الأخضرار لتختفي عند حافة هوت بحدة الى البحر. وبما انها علمت بوجود بيوت عائمة في الأسفل استنتجت انه يوجد سبيل للنزول الى الصخور في الأسفل، والبحر نفسه كان خلابا ازرق ساحرا تتلألأ صفحة مياهه، وتلمع في اشعة الشمس الساطعة. صار الطقس دافئا جدا وتمنت صوفي التي لم تنم جيدا ان تخلع ثيابها، وتغطس في تلك الأعماق التي دفأتها الشمس.
لكنها لم تكن تعرف عادات المنزل بعد ،ومع انها تمنت اكتشاف ما حولها لكن يجب ان تنتظر من يدعوها الى ذلك. وهكذا اكتفت بالاستحمام في ابالمرحاض الرائع الملاصق لغرفتها ،وفكرت جديا بالوضع الصعب الذي زجتها فيه اشلى.
اصبح واضحا اكثر فأكثر ان اسباب اخفاء أعمار اقاربها الحقيقية عنها كان خطة متعمدة فهي لابد علمت ان صوفي لم تكن لتوافق على الحضور لو لم تستطع ان تستثير الجانب العاطفي من طبيعة صوفي .واوشكت هذه ان تغضب جدا لكنها لم تستطع انكار موجة الاثارة الصافية التي غمرتها عندما فكرت في الاسابيع المقبلة.
في اي حال,فكرت ،وهي تعود الى واقعها ان وضعها لن يكون سهلا ابدا، ولم تفهم لماذا اختارت اشلى ان تتظاهر بأن جدها لم يكن يعلم مهنتها بينما الحقيقة هي ع** ذلك ؟!!. الا اذا كانت تخيلت لسبب وجيه ان صوفي سترى في الأمر سببا آخر لعدم المخاطرة في المجئ. في أي حال , فمدى معرفتها لهذا الجانب من شخصية أشلى كان ضئيلا جدا.
لكنها رفضت ان تقلق الأن. كان هذا يومها الأول ، وقررت ان تستمتع به ما استطاعت.
وضعت منشفة كبيرة حول جسدها الرشيق، وعادت الى غرفة نومها. بينما كانت تتناول طعام العشاء في الليلة السابقة كانت ثيابها قد علقت في الخزائن الطويله، وفتحت باب احدى الخزائن ،ونظرت في داخلها بأمعان. كانت قد جلبت معها الكثير من الملابس الصيفية، وبعض السراويل، والقمصان ،ورداء خاصا بالسهرات، واختارت ان ترتدي تنورة قصيرة بيضاء ذات ثنايا مطرزة بحاشية زرقاء جعلت بشرتها تبدو شاحبة قليلا.،وفكرت بأنها ستبدل كثيرا من الثياب اذا ماقدر لها البقاء لفترة كافية في هذا المكان.
،وفيما هيا تفكر في البقاء في المكان تذكرت عشاء الأمس. كانت امسية غير حقيقية اذ جلس اندروا المتهكم الى رأس المائدة الطويلة ،وابوه في الطرف المقابل. كانت المائدة مغطاة بلوح من الزجاج ،والشمعدانات وسيلة الأنارة الوحيدة.
فكرت صوفي ان الضوء الخافت، وتخيلاتها جعلتها تشعر بأن نظرة كانت شيطانية كلما نظر نحوها.
كان جاك لطيفا ،وقدمها الى ش*يقته روزاليندا بفخر ظاهر. لكن صوفي لم تشعر بالأطمئنان معه هو الأخر. فهيا كانت تخدعه. كانت دخيله،. ولاشئ يغير ذلك.
لكنها فهمت ما قاله عن عمته. لابد انها كانت جميلة يوما ما. الا انها الآن أصبحت خيالا عما كانت في الأمس, فبدت كأنها لا تزال تعيش الماضي ،عصبية، وشاردة الذهن، وبدت اكبر سنا من اخيها القوي ،وفكرت صوفي انه ربما كانت والدة أشلى محقة عندما هربت، وهيا قادرة , لكنها انبت نفسها للتفكير بمثل تلك الطريقة،. ومن يدري ربما اثر فيها رجال هذه العائلة على نسائهم. وعرفت جنيفر ذلك مثل أي شخص آخر.
بدا لصوفي انها لا تستطيع ان تكون طبيعية الا مع جان فهو يتحدث معها بطريقه طبيعيه , سألها عن لندن استطاعت الأجابة بصدق ،ومن دون انكماش . غير انها كانت تشعر دائما بأبيه، وهو يراقبهما، وسرت عندما انصرف اندروا بعد العشاء. لم يسأله احد عن وجهته، وهو لم يقل شيئا.لكن الجو اختلف بشكل واضح بعد انصرافه .
كانت تصفف شعرها عندما سمعت اصواتا ،وشخصا ما يصفر في الباحة. فوضعت فرشتها جانبا، وعبرت الغرفة بسرعة ،ونظرت خلسة من الشرفة . لم يكن هناك داع الى القلق . كان هناكاندروا، وجان،والخادم منهمكين الى درجة لم يلتفتوا معها صوب الشرفة في الطابق الأول.كانوا يعبرون الباحة معا ،ويحملون الأقنعة واسطوانات الأو**جين . لم تستطع صوفي الا ان تحسدهم. فهذا ما ارادت ان تفعله تماما. كانت متأكدة من ان المياة حول بوانتي سانت فينسيتي مليئا بالأسماك ،والحياة البحرية. اختفى الرجال عبر ممر لم تلاحظه صوفي سابقا لكنها انتبهت الآن الى انه يؤدي الى الدرجات المفضية الى الخليج ،وتساءلت وهي تدخل غرفتها عن سبب شعورها بالكآبة فجأة؟! . كان يفترض بها ان تشعر بالراحة بسبب غياب اندروا ،وبيرز لكن الواقع كان مخالفا . ربما سبب ذلك انها تطلعت الى رؤية جان ثانية ،وبدا لها ان املها سيخيب.
كانت الساعة جاوزت الثامنة عندما غادرت غرفتها ونزلت الى القاعة، وهناك التقت احدى الخادمات ،وسألتها اين يفترض بها ان تتناول طعام الأفطار.؟!!
كانت الفتاة تنظر اليها بتعجب، وايقنت صوفي ان موقفها لم يكن اعتياديا لكنها لم تكن معتادة على اصدار الأوامر.
،ولحسن حظها ظهرت فيوليت في تلك اللحظة، وبد الأهتمام عليها حين رأت وقوف الخادمة الأخرى، وسألت بحدة :-
- ما الخطب يا آنسة ؟!هل تحاملت عليك هذه الفتاة ؟! ليزا اذهبي الى المطبخ ,
، سأراك في ما بعد.
- لم يحدث سوء يا فيوليت . ببساطة انا لا افهم اين نتناول الفطور.
-اوه.
اومأت فيوليت , لكن أشارة من اصبعها جعلت الفتاة ليزا تهرع نحو المطبخ . وهزت برأسها وهي تخاطب صوفي:
- انت جائعة اليس كذلك؟!
- قليلا..
- حسنا. حسنا من هنا.
ارشدتها فيوليت الى غرفة مشمسة على يمين القاعة تطل على باحة مع مشهدالحديقة الغنية امام المنزل، وكانت هذه الغرفة صغيرة بالنسبة الى مكتب براندت، والقاعة التي جلسوا فيها بعد العشاء ليلة امس . فيها طاولة مستديرة مغطاة بالزجاج قرب الأبواب الفرنسية الطويلة وخزائن طويلة مليئة بالصحون والأكواب.
- اذهبي واجلسي على الشرفة ،وسأجلب لك الافطار خلال خمسة دقائق . هذه الغرفة الصباحية . يتناول السيد طعام الغداء هنا عادة , كما ستكتشفين بنفسك من دون شك.
- شكرا يافيوليت ،اتمنى الا اكون مص*ر ازعاج ..
بان الدفء في عيني فيوليت .
- بحق السماء لا يا انسة ,،ان وجودك هنا متعة . لقد اعتنيت بوالدتك فور ولادتها ،وكنت دائما انظر الى اليوم الذى ارى به ابنتها
وتابعت بشئ من الحزن:-
- ،وكأنما سأجد الأعتناء بأبنتها متعبا. يا آنسة!
شعرت صوفي بالكدر . لماذا قالت فيوليت كل هذا ؟! كانت تشعر بالأرتياح حتى اللحظة لكنها الآن اخذت تشعر بخداعها مرة اخرى .
سارت بسرعة نحو النافذه