الفصل الثالث و الرابع & هاربة

3128 Words
الثالث جلست فخرية بهدوء بجانب ولدها الذي يقول لذلك الجامد الملامح الجالس على المقعد كملك يجلس على العرش و ينتظر شكوى الرعية . بشرة سمراء كالحة عيون خضر كورق الشجر الأخضر في فصل الربيع . خصلات ناعمة و كثيفة كلبدة الأسد . جسد رياضي بامتياز ربما كون مهنته خطرة بعض الأحيان و تحتاج للقوة البدنية . قال قطب بغضب " لم نجدها في الغرفة تاركة تلك الرسالة و أنها لا تستطيع الزواج . أخشي أن تكون خطفت و لم تهرب " قالت فخرية بجدية " لا أنا لا أظن ذلك . مؤكد هربت حتى لا تتزوج نجم النجوم " نظر إليها بيبرس بهدوء سائلا " و لم أنتِ متأكدة سيدتي ربما خطفت و الرسالة تمويه ممن خطفها " ردت بحزم متحدية " أنا متأكدة . فاطمة لم تخطف " نظر إليها مراقبا بغموض قبل أن يقول لقطب " أريد صورة لها .. هذا أولا " سألت فخرية " و ثانياً " قال بيبرس بجدية " أريد أن أعرف كل ما يتعلق بها الأماكن التي تحب الذهاب إليها . هل لكم منزل غير هذا . هل لها صديقة مقربة . هل تحب فندق معين تقيم فيه كل ما ذهبت لمدينة أخرى مثلاً . متى أخر مرة تواصلت معك سيدتي " وجه سؤاله لفخرية التي أجابت بمكر " هل تظنها تواصلت معي و هى هاربة " رد بيبرس ببرود " هل قلت ذلك . أنا أتسأل عن أخر مرة تواصلت معك . فكما قال السيد قطب . أنتِ أقرب من في المنزل إليها . غريب أراكِ هادئة على غير العادة من ابتعاد محبوبتك " عقدت فخرية حاجبيها بضيق . هذا الماكر . بالطبع يظن هذا و هو يرى قطوف باكية قلقا عليها . قالت فخرية ببرود " أنا أثق في حفيدتي أنها تستطيع التصرف أي كان الظرف الذي وضعت فيه " سأل بمكر " حتى لو كانت مخطوفة من أحدهم و يهدد حياتها " قالت فخرية تجيبه بحزم مؤكدة " قلت لك لم تخطف " رد بيبرس بسخرية " أريد أن أفهم لم أنتِ متأكدة " أجابت الجدة ببرود " هكذا قلبي دليلي " قال بلامبالاة " حسنا و لكن أريد معرفة كل ما سألت عنه الأن حولها و رجاء سيد قطب أعطيني صورة لها و تكون واضحة " نهضت قطوف الباكية منذ جلسن و لم تتدخل في الحديث لتجلب له صورة لفاطمة . عادت بعد قليل و أعطتها له قائلة " هذه أخر صورة لها " أمسك بيبرس بالصورة و تتطلع عليها بتفحص حدقتين سوداويتين كالليل يحيط بها بياض كبياض القمر في ليلة حالكة و بشرة بيضاء دون شائبة و شفتين رفيعتين تنف*جان لتظهرا أسنان ناصعة البياض بابتسامة مشرقة تضيء وجهها ليبدوا كالقمر . عربدت دقات قلبه داخل ص*ره فزم شفتيه بضيق و قال بخشونة و نفاذ صبر تعجب لها قطب " لتخبرني سيد قطب بكل شيء حتى أبدا البحث عن ابنتك " كانت استبرق تفرك يديها و هى تقطع الغرفة بقلق بالغ عندما دلفت جدتها للغرفة و جلست على السرير ترمقها بسخرية مستفزة .. سألتها فخرية ببرود " ما بك استبرق . ما الذي يضايقك " قالت استبرق بحدة " هل تظنون أني سأتزوج خطيب أختي " قالت فخرية بهدوء و هى تربت على الفراش بجانبها " أجلسي استبرق أريد الحديث معك " جلست استبرق بجانب جدتها و هى تتن*د بحرارة قائلة " نعم جدتي تفضلي " قالت فخرية بجدية " هل تحبين أحدا و لا تريدين الزواج من نجم من أجله " قالت استبرق تنفي بسرعة " لا بالطبع لا أحب أحد أخر " ابتسمت فخرية بمكر " لا تريدين نجم ذاته إذن " ردت بحرارة " لا جدتي ليس الأمر هكذا " سألتها بملل و نفاذ صبر " ماذا إذن يا فتاة تحدثي " ردت استبرق بخجل و بؤس " هو كان سيكون زوج فاطمة . كيف أتزوجه أنا " قالت فخرية بهدوء " اسمعي حبيبتي . لو كانت فاطمة تريد الزواج منه لظلت و لم تهرب منه أليس كذلك . لذلك لا تقلقي حبيبتي هى لا تريده أو تحبه هذا ما أنا واثقة منه و لكن إذا كنتِ لا تريدين أنتِ الزواج به فهذا أمر آخر يمكنك الرفض و أنا سأقنعه بالزواج من سندس لنحتوي فضيحة شقيقتك التي وضعت العائلة بها " قالت استبرق مسرعة " لا . حسنا لا داعي لهذا إذا كنتِ واثقة جدتي لا بأس سأتزوجه " ابتسمت فخرية بخبث و نهضت قائلة " حسنا لتستعدي بضمير مرتاح إذن يا استبرقه " كانت براءة تجلس بجانبها على الفراش قائلة بمرح " أنا لا أصدق للأن ما فعلته . هل تركت الزفاف هاربة حقاً " استدارت فاطمة تستند برأسها على راحتها " لا كنت أظل و أتزوج المتفجر الذي يظل يقول استبرقي في الحلم " ضحكت براءة قائلة بمرح " لم لا تتزوجين أخي لنظل دوماً معا " ردت فاطمة بسخرية " و تكون نهايتي على يد خطيبته صحيح " قالت براءة بمرح " ليت أخي محمد كان أكبر بعدة سنوات لزوجته لك " سخرت فاطمة " من قال أني أريد أن اناسبك لقد تخلصت منك عندما أنهيت دراستي و الأن تريدني أن تظلي على قلبي طوال العمر . لا شكراً لكِ عزيزتي . أنا لا أريد الزواج نهائي " دفعت براءة يدها من تحت رأسها لتسقط مصطدمة بدعامة السرير قائلة " حمقاء " ضربتها فاطمة بحنق و هى تدفن رأسها في الوسادة " سأقتلك لأريحهم من ثقل دمك " ضحكت براءة و هتفت تنادي أمها لتنجدها عندما رن هاتف فاطمة . دلف للمنزل بعد أن فتحه بالمفتاح الذي أخذه من السيد قطب . منزل والدته القديم . و الذي تركته بعد موت والده و انتقلت للعيش معه و مع أحفادها . كان منزل كبير بطابع كلاسيكي كل شيء كان بسيط . ردهة واسعة لا تحتوي إلا على سجادة كبيرة حمراء بورود صفراء فاتحة بأوراق خضراء و في المنتصف طاولة صغيرة بمزهرية قديمة مزخرفة برسوم روميو و جولييت . ورغم أن المنزل يبدوا مهجور و لا حياة فيه إلا أنه نظيف يبدوا أن السيدة العجوز تهتم بمنزلها . حتى و هى بعيدة . رغم أنه متأكد أنه المكان الأخير الذي ستلجأ إليه في اختفائها إلا أنه أحب البدا من هنا ربما وجد خيط يقوده إليها . ربما جاءت و رحلت أو قريبة من هنا . ولج بيبرس للمنزل يتفحص غرفه الكبيرة القديمة واحدة واحدة باحثا عن أي أثر لصاحبة العيون السوداء كالليل زفر بيبرس بحرارة و هو يجد واحدة أخرى لها على الحائط في غرفة الجلوس ضمن العائلة . و رغم أنها كانت أصغر سنا إلا أنها كما هى لم تتغير بل ازدادت جمالاً . كم الفرق يا ترى خمس سنوات . كم كان عمرها سبعة عشرة وقف قريبًا من الصورة يتمعن فيها قبل أن يبتعد ليكمل تفقد باقي المنزل و هو يقول بجمود " لا أحب هذه المهمة . لا أحبها " قال عبد الحافظ بحنق " لا أعرف ما الذي يعجبك في تلك الدمية التي تدعي استبرق " كان نجم يستمع لوالده الغاضب و هو يستعد ليذهب و يجلب استبرق من عند مصفف الشعر . كما فعل أمس مع فاطمة . قال نجم بنزق " هل يكفي أن أخبرك أني أحبها . أنا أحب تلك الدمية أبي و لا يهمني غيرها . رغم أنها ليست دمية بل هى فتاة جميلة ناجحة و ستكون زوجة صالحة و ربة منزل ممتازة و والدة لأطفالي فاضلة ماذا تريد في كنتك غير هذا لا أفهم ماذا فعلت لك تلك الفاطمة " قال والده بضيق " لم تفعل لي شيء و لكن جدتها تركت لها المنزل الخاص بها هذا يجعلها أفضلهم من وجهة نظري كونها لديها منزلها الخاص ربما أفادكم فيما بعد " نظر نجم لوالده بصدمة فاغرا فاه . هل والده يطمع في منزل جدتها قال والده بنزق عندما علم ما يدور في رأسه من ملامح وجهه " أيها الأ**ق قلت سيكون أفيد لكم فيما بعد أنا لم أقل أنه السبب الرئيسي و لكنه من ضمن الأسباب . أنا لست طامع به أنا فقط أرى أنه م**ب لك . ثم أن فاطمة جميلة أيضاً كشقيقاتها " رد نجم بنزق " و لكن استبرق أجمل و هى من سرقت قلبي " زفر والده بحنق " فلتذهب إلى الجحيم معها إذن لا يهمني " ظل نجم مسمرا أمام والده و قال بهدوء " سأخذها و أذهب إلى مكان أخر إذا كان " قاطعه والده بضيق " لا داعي أنا لن أضايقها . و منزلك كما وعدتك هيا أذهب لتجلبها . أخشى أن تفعل مثل شقيقتها . لذلك إذا وجدتها لا تفلتها لحين تغلق عليكم بابكم مفهوم " أومأ نجم باسما و ذهب ليتمتم والده بضيق " أنها كالدمية إذا اقترب ستن**ر " سمع صوت زوجته الساخر تقول " و من أخبرك بذلك . هل أجزمت أنها كالفخار ستن**ر . لا تقلق استبرق هى الذراع اليمني لقطوف في المنزل و ليس تلك المدللة الهاربة . جيد أنها هربت " نظر إليها زوجها بضيق " و لِمَ لم تقولي أنك لا تميلين لفاطمة " قالت بحنق " أقول ماذا و هل تركتني و ولدي نتفوه بكلمة " قال عبد الحافظ بضيق " حسنا ها هى أراحتكم و هربت لنرى خياركم ماذا سيكون " ردت بثقة " خيارنا الأصلح و سترى " كان يقود سيارته متوجها للمكان الأخير الذي ترك البحث به للنهاية رغم أنه كان الأولى بذهابه إليه و لكنه لا يعرف لم تركه للأخير . لقد أبلغه والدها أن استبرق تزوجت و ذهبت لمنزل زوجها . فإذا لم تعود و لم يجدها هذا معناه أنها مخطوفة بالفعل و لم تهرب و لكن لا يعرف هناك شعور داخله أخبره أنها هاربة و ليست مخطوفة جدتها أكدت على هذا الشعور . حسنا بيبرس ها قد اقتربت لترى هل هى هنا أم شعورك و الجدة خاطئ . أصطف بسيارته في مكان قريب و ترجل منها بهدوء تقوده خطواته الواثقة لباب منزلهم ليقف عليه بتصلب و راحته تطرق الباب بحزم . **★**★**★**★**★**★**★**★**★**★** الرابع وقف أمام الباب بثبات و رفع راحته ليطرقه بحزم منتظرا أن يفتح له . جاءه صوت فتاة مرح يقول " أتية يا من ع الباب " شعر بيبرس أن هذا الصوت المرح ليس صوت فاطمة فتلك الصورة التي ترتاح بجانب قلبه في حافظته الأن تحتاج لصوت ناعم رقيق كصاحبته تلك الفاتنة التي تركت خلفها قلب محطم بكل قسوة و لكن هل حقاً ذلك الملاك قاسي كما يظن لفعلتها تلك . فتح الباب فوجد فتاة تنظر إليه بتعجب سائلة " من أنت " قال بيبرس بهدوء متفحصا الفتاة البيضاء بعيون زرقاء أنها جميلة تشبه الباربي التي يحضرها لابنة شقيقته كلما ذهب لرؤيتها طالبة بطفولية كلما رأته . خالو أريد عروسة شقراء بعيون زرقاء و لكن هذه ليست شقراء خسارة لأخذها لنسمة لتكون عروستها الأثيرة " أريد فاطمة . أخبريها أنه حان وقت عودتها. فقد تزوجت شقيقتها بدلاً عنها و لا داعي للبقاء لوقت أطول فأسرتها قلقة عليها عادا جدتها بالطبع " فغرت الفتاة فاه قبل أن تجيب بارتباك " فاطمة من تقصد فاطمة صديقتي . ليست هنا بالطبع . هل حقاً فرت هاربة من زفافها كما سمعت " رد بيبرس بسخرية و عيناه مسلطة على وجه الفتاة الذي بدأ يتلون تحت نظراته " نعم بالطبع مؤكد أخبرتك و انتما تثرثران ليلا على الفراش في غرفتك " اتسعت عيناها بدهشة فقالت بغضب مضطربة " أخبرتك ليست هنا يا سيد " قال بيبرس ببرود " هل لك أن تذهبي لغرفتك الأن و تخبريها أن ترتدي ملابسها و تأتي للحديث معي . أنا سأنتظر هنا بجانب تلك الشجرة أخبريها أن لا تتأخر فأنا لا أمتاز بالصبر " استدار تاركا براءة تنظر لظهره بحنق و دهشة من جراءته و كأنه يثق أنهما ستنفذان حديثه 'أغلقت الباب بقوة و عادت لغرفتها لتقول لفاطمة المستلقية على الفراش " جاء رجل و يريد أن يتحدث معك في الخارج " ردت فاطمة ببرود " سمعت حديثكما فلينتظر طوال اليوم ذلك الغليظ .. لا أعرف كيف وصل إلي تبا له خسرت رهاني مع فخرية " قالت براءة بغلظة " أظنه سيقتحم المنزل باحثا عنك إذا لم تخرجي له كما قال و عشرة جنيهات ليست شيء يستحق الغضب يا حمقاء المهم تصرفي في المنتظر خارجا هذا " نهضت فاطمة بحنق و توجهت للخزانة ترتدي ملابسها على عجل و قالت بشماته " ليقتحم و يبحث هذا إذا وجدني هنا . " سألتها ساخرة " ماذا ستختفين أسفل الفراش " ردت فاطمة بنزق " أرجوكِ ليس وقت مزاحك السخيف " سألتها براءة بحدة بعد أن أكملت ارتداء ملابسها بنطال جينز ضيق و قميص نسائي أبيض بياقة عريضة و أزرار مذهبة " أخبريني إذن ماذا ستفعلين " قبلتها فاطمة و أمسكت بحقيبتها ترتديها على ظهرها قائلة " لن يجدني من الأساس أتركيه جالسا تحت الشجرة حتى تثمر و هو ينتظر " تركتها فاطمة لتذهب تجاه النافذة لتفتحها و هى تقول بمرح " أراكِ فيما بعد براءتي أخبري خالتي أني أسفة لتفويتي الفطور الصباحي من يدها سأفتقده حقاً " قفزت فاطمة من النافذة في الظلام و براءة تنظر إليها بدهشة فصديقتها جنت حقاً بتصرفاتها الأخيرة فما عادت تتفاجأ بأي شيء تفعله . واحد اثنان ثلاثة خطوات فقط هما ما ابتعدتهم عن النافذة بعد أن اغلقتها براءة خلفها عندما سمعت من خلفها صوت جامد يقول ببرود " لأين يا جميلة . لم أقل أني سأنتظر هنا بل أمام المنزل " التفتت فاطمة بحدة في الظلام لترى هيئته الضخمة على ضوء السيجار في يده الذي وضعه في فمه ساحبا منه بضع مجات ليزداد اشتعالها لتظهر خطوط ملامحه المظلمة و التي لم تتبين منها شيء . قالت فاطمة ببرود " من أنت " تقدم بيبرس بخطوات ثابتة كالفهد ليقف على بعد خطوتين و قال متشدقا " بيبرس تاج الدين أيوب " ردت فاطمة ساخرة " ما هذا الاسم هل تظن أنك أتيا لتفتح القسطنطينية " تمتم بيبرس بمكر " أو أفتح عكا " تنحنحت فاطمة بخجل لعبارته الساخرة فهى طالما سمعتها من صديقات جدتها عندما يلتقين في عرس ما . يجلسن و يثرثرن و هن يقولون أن العريس سيفتح عكا اليوم . لم تفهم ماذا تعني عبارتهم حتى سألت جدتها منذ زمن ليس ببعيد لتخبرها بما يقصدن . يومها ثارت فاطمة بخجل و قالت لجدتها بحنق أنها ستغضب منها كثيرا إذا ما قالت عنها هذا الأمر مع صديقاتها العجائز يومها ضحكت فخرية كثيرا و أجابتها أنها ستخبرهم أنه سيفتح دمشق و ليس عكا .. قالت بحنق " أنت قليل الأدب " ضحك بيبرس بخفة و سألها بخبث " ماذا قلت يا جميلة لتسبيني " ردت عليه بغضب " لا تقل لي هذا و أنا فاطمة و من أنت يا سيد و ماذا تريد " ألقى بيبرس السيجار جانباً بعد أن أنهاها قائلاً بملل " بيبرس تاج الدين أيوب . أرسلني السيد قطب لأبحث عن ابنته الو**ة التي تركت عرسها هاربة مخلفة خلفها فوضى عارمة من عريس مهجور و أم مكلومة و أب غاضب و شقيقات حزينات و أخ نزق و جدة متحمسة كأنها ستقوم برحلة سفاري في القريب " كتفت فاطمة ذراعيها ببرود قائلة " هل تظن أني سأتي معك " رد بهدوء " إذا لم يكن برضاك غصبا عنك يا جميلة " هذا الرجل يثير غضبها حقاً خاصةً و هو يظل يدعوها بالجميلة . استدارت فاطمة بحزم لترحل قائلة بحنق " لتريني كيف ستعيدني غصباً إذن " سمعت صوت تحطم الأعشاب الجافة تحت قدميه و هو يتحرك خلفها مسرعا . ركضت فاطمة بسرعة لتبتعد عندما أمسكت يد من حديد بذراعها توقفها . قالت و هى تتشاجر معه بعنف " أتركني أيها الغليظ " هزها بيبرس بعنف قائلاً بنزق " توقفي أيتها الهاربة . هل تظنين أني سأتركك حقاً . " حاولت تخليص يدها منه و هى تضربه بيدها الأخرى على ص*ره و الظلام لا يساعد لتبين ملامحه إن كانت غاضبة أم لامبالية . هتف بها بحنق " توقفي " ردت غاضبة " ا****ة عليك أتركني " أمسك بيدها الأخرى و رد بغضب قائلاً .. " أنت من جلب هذا على نفسه " وجدت ضربة على جبينها من جبينه ليدور رأسها و هى تترنح متمتمه بخفوت متألمة " أيها الو*د " وجدت نفسها تقلب رأسها على عقب و هى تلقى على كتفه و شعور الدوار يزداد قائلة بغضب " انزلني أيها الحقير .." وجدت راحته تضرب مؤخرتها بقوة و هو يقول ببرود " تأدبي " صرخت فاطمة من الألم و هو يسير بخفة كأنه لا يحمل شيء لوجهة لا تعلمها . هتفت بغضب " أنزلني أيها المتخلف . أنت أيها الغليظ أيها المجنون . سأصرخ و أخبر الجميع أنك تخطفني" أجابها بسخرية " أخبريهم ليعرفوا أي مستهترة أنت تركت عريسها يوم زفافها . ربما لتهرب مع أخر خذلها " ضربته فاطمة على ظهره بغضب و هى تركله من الأمام بقدمها لتجد يديه ككلابتين تمسكان بساقيها تمنع حركتها . سمعت صوت فتح باب سيارة و جسدها ينزل على الأرض بخشونة قائلاً " أصعدي " ضربته بحنق " بل أنت من سيصعد إلي السماء عندما أنتهي منك أيها ..... " ضربة أخرى على رأسها أذهبت بالباقي من وعيها لتسقط بين ذراعيه فاقدة للوعي . تمتم بيبرس بملل " غ*ية مزعجة " آنت فاطمة بألم و هى تفيق ممسكة برأسها قائلة " أين أنا " أجابها بيبرس بهدوء و هو يمد لها بعلبة عصير " في سيارتي جالسة بجانبي عائدة لمنزل أبيكِ " دفعت فاطمة علبة العصير بعنف لتنسكب على ملابسه فقال بيبرس ببرود " أكره المدللات . أنهن مملات " سكب باقي العلبة على ملابسها فشهقت فاطمة بصدمة . قال بيبرس بهدوء " عيبي الوحيد لا أترك حقي أبداً " قالت فاطمة بصدمة " أنت مجنون " ربت على عجلة القيادة قائلاً بهدوء " بيبرس يا جميلة " ردت غاضبة " ا****ة عليك " أجابها بيبرس بهدوء " و عليكِ يا جميلة .. إذا كنت تريدين العودة سالمة فلتصمتي لحين نصل أو يمكنك الثرثرة و إخباري لم فعلت ذلك و هربت من زفافك تاركة الرجل المسكين خلفك " لم تجد فاطمة حلا إلا أن تصمت بالفعل فالرجل مجنون يرد الإهانة بالإهانة و الضربة بالضربة و حتى العصير سكبه عليها و الأن يريد سماع حكايتها ليمضي وقته لحين يصلوا تبا له لن تسري عنه لهذا المجنون . قاد بيبرس السيارة مسرعا . فهذه الفتاة تخرجه عن شعوره و تخل باتزانه و تخرج أسوء ما به من طباع . ود لو سألها لم هربت تاركة خلفها خطيبها ألم تكن تحبه . لم لا تقل فقط أنها لا تريد الزواج بدلاً من الفضيحة و قلق عائلتها عليها . توقف أمام الباب فترجلت فاطمة بغضب و توجهت للباب و طرقته بنزق .. كان هو يسير تجاهها عندما فتح الباب لتجد والدها ينظر إليها بشرر و يده ترتفع لتهبط على وجنتها . و قبل أن تصل لوجهها كان بيبرس يمسك بيده قائلاً بحزم " سيد قطب الآنسة سالمة أرجوك أتركها لتستريح و بعدها تحدث " كانت فاطمة تقف مسمرة و جسدها يرتجف بعنف عندما أتت فخرية هاتفة بفرح " لقد عدتِ حبيبتي . حمدا لله على سلامتك . لقد أرعبتنا عليكِ " اندفعت فاطمة تضم جدتها باكية بحرقة و تهتف بحزن " جدتي أسفة لذلك . سامحوني " قالت قطوف غاضبة و هى تبكي نازعة إياها من بين ذراعي جدتها " أيتها الحمقاء . لقد حولت البيت لحريق الأيام الماضية . إذا فعلتها مجدداً أقسم أن أعاقبك أشد العقاب " خرجت شقيقاتها ليلتفوا حولها و كل واحدة منهم تطمئن عليها بكلمات متلهفة متسائلة .. قاطعهم بيبرس بهدوء " حسنا سأذهب الأن إلي اللقاء سيد قطب " قالت فخرية بمكر " وداعاً سيد بيبرس " التفت إليها بسخرية مؤكداً " إلى لقاء قريب سيدتي " ردت بسخرية " لا لقاء قريب يا سيد لن نحتاج لخدماتك " هز كتفيه بلامبالاة و هو ينصرف قائلاً " أتمنى فالمهمة كانت مملة حقاً و تثير الحنق " التفتت إليه فاطمة بحدة كانت تريد أن تمسك بأي شيء تقذفه به تشج رأسه و لكنها لم تفعل ما يثير غضب والدها فوق ما هو غاضب . مفكرة بطريقة تصحح بها فعلتها التي كان مقصدها منها كل خير . و لكن يجب أن ترى استبرق أولا و نجم النجوم .. **★**★**★**★**★**★**★**★**★**★**
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD