الفصل الثالث

2166 Words
الثالث شحب وجه شريف وهو ينظر ل أحمد الذى تغيرت ملامحه متسائلا: ليه يا عمى للدرجة دى شايفنى وحش ؟؟ زفر أحمد : بص يابنى بصراحة كدة هتاخد بنتى تصرف عليها منين !! من المصروف اللى بتاخده من أبوك ؟ انا بنتى كام سنة وهتبقى دكتورة انت هتبقى ايه حتى شهادة معرفتش تاخد وابوك اشتراها لك من جامعة خاصة يابنى اللى يجى من غير تعب بيبقى رخيص وانا بنتى غالية اسرع حسن محاولا إنقاذ الموقف: لو على الشغل شريف هيشتغل معايا نظر أحمد لصديقه ليضع أمامه الحقيقة بلا خجل: علشان بدل ما بتدى له مصروف تدى له مرتب لكن هى هى من غير تعب رأى حسن الرفض القاطع بملامح صديقه الذى صدمه بهذا الرفض فخسر قدرته على المواجهة ليتساءل بحزن: يعنى ده اخر كلام عندك يا احمد ؟؟ زادت ملامح أحمد جمودا وقال بحزم: أيوة يا حسن انا مش عاوز لبنتى فلوس انا عاوز راجل يصونها وعلشان يصونها لازم يتعب علشان يوصل لها ورغم ما يرى من رفض يرى أسبابه واهية إلا أن شريف لم يفقد الأمل : يا عمى والله انا هشيلها فى عنيا وانا هشتغل مش هفضل كدة لم يجد أحمد بديلا لمنحه ذا الأمل الذى قد يكتب له الحياة فقال: لما تبقى تشتغل نبقى نشوف كاد شريف أن يتحدث مؤكدا حسن نيته بينما نهره والده : خلاص يا شريف خلص الكلام يلا بينا وهب واقفا تتبعه سوسن فى صمت ثم شريف بقلب منفطر نظر ل أحمد أثناء مغادرته ليخيل للأخير أنه زرع فى قلب هذا الفتى بذور كراهيته . دخلت سماح بعد انصرافهم لتتعجب هذه الزيارة القصيرة فقد جاءت توا للترحيب بهم لتكتشف مغادرتهم ، لم تحاول إخفاء تعجبها وتساءلت : الله امال الجماعة فين رؤى قالت لى أن سوسن جت معاهم ليقول أحمد بجمود: مشيو فطنت فورا أن ثمة أمر ما وراء تلك المغادرة السريعة وعزمت على اكتشافه : مشيو ليه يا احمد حصل ايه؟؟ قص عليها احمد ما حدث بالتفصيل وهو يرى أنه محق تماما فيما فعل .فدوره كأب يلزمه بإختيار الزوج المناسب لابنته وهو يرى شريف غير مناسب لها . لكن سماح كانت لها رؤية مختلفة ورأت زوجها مخطئا فى رد فعله بهذه القسوة فقالت بلوم: ليه كدة يا احمد فى طرق كتير تخليه يشتغل ويبقى راجل غير **ر الخاطر بالشكل ده وبعدين ماسألتش نفسك مش يمكن بنتك مياله ليه لكن أحمد أصر على موقفه: يا سماح شريف ولد متدلع ومرتاح لأنه الوريث الوحيد للعيلة وعمره ما يقدر يشيل مسئولية لتعود وتطرح أسئلة هو نفسه لا يعرف إجابتها: مين قالك كدة ليه تحكم حكم قاسى كدة ؟؟ زفر بضيق وحاول التهرب وانهاء هذا الحوار : عموما لو اتغير فعلا وبقى راجل يبقى يتقدم تانى نظرت له بحزن: ادينا خسرنا عشرة العمر بسبب تسرعك انتفض احمد واقفا ليتجه لغرفته معلنا عن نهاية الحوار هو يعلم أنه قد خسر ود صديقه فى اللحظة التي أخرجه من منزله بقلب من**ر هو وولده الوحيد الذى يعلم جيداً مقدار حبه له . علمت جيداء من رؤى بما حدث فأغلقت بابها عليها وبكت بصمت لقد كان والدها شديد القسوة إنه لم يفكر حتى فى عرض الأمر عليها ، بل ولم يفكر في منحه فرصة يثبت فيها أحقيته بها . إكتفى بالتجريح هنا وهناك بزعم أنه يدافع عن ابنته والتى هى نفسها ضمن ضحايا دفاعه ذا . عاد شريف إلى المنزل برفقة والديه فقال حسن: البنت دى شيلها من دماغك خالص وشوف اى بنت تانية وانا اجوزها لك من بكرة نظر له شريف بألم وقال: بس انا مش عاوز غيرها انا عاوز جيجى وبس وعمى احمد عنده حق انا لازم استحقها قبل ما اطلبها نهره حسن بإندفاع: يعنى ايه تستحقها !!! انت تستحق احسن منها لين** شريف رأسه : لا يا بابا انا مااستحقش جيجى أو غيرها لانى مستهتر ومتدلع كل طلباتى مجابة عمرى ما تعبت علشان حاجة اقتربت سوسن منه بحنان: يا حبيبي انت ابننا الوحيد نحرمك ليه من اى حاجة تتمناها احنا عايشين علشان سعادتك رفع شريف كفه يحتضن كف أمه ثم قال بإصرار : وانا هدور على سعادتى وهعرف اوصل لها ************** تغير حال شريف تماما بعد هذا اليوم يغيب خارج المنزل اكثر الوقت ولا يعلم والداه عنه شيئا زادت الفجوة بينه وبين أبيه خاصة مما أثر سلبا على حسن لكنه لم يظهر ذلك مطلقا . اصبح قليل الكلام يتحاور احيانا مع أمه بعبارات مقتضبة فقط يجيب تساؤلاتها ليطمئن قلبها فأخبرها أنه تقدم لكورس لغة وكورس حاسب استمرت دراستهما ثلاثة أشهر لكنه اجتازهما بتفوق بمجهوده للمرة الأولى فى حياته وكم كان سعيدا أن حقق نجاحا بمجهوده فقط دون الاستعانة بجهود أو أموال والده . والدها محق ما نتعب لأجله له مذاق خاص بدأ بعد ذلك يبحث عن عمل لكنه قرر أن يراها أولا فهو بحاجة لرؤيتها ويمكنه أن يتوجه للجامعة فقد بدأ العام الجديد وهى طالبة ملتزمة هناك يمكنه رؤيتها دون أن يسبب لها حرجا . توجه بالفعل للجامعة وظل ساعات طويلة ينتظر أن يراها حتى وجدها تسير خارجا فأسرع نحوها ليقول برجاء: جيداء استنى ميزت صوته فنظرت إليه بسرعة ودهشة: شريف انت جاى هنا ليه؟! جالت عينيه ترتوى من ملامحها بحب: وحشتينى وحشنى كل حاجة فيكى كل تفاصيلك كل ملامحك وعندك وكبرياءك وحشنى صوتك حتى قلبى اللى معاكى وحشنى نظرت أرضا بخجل: شريف احنا كان بنا امل وللاسف بابا قطع الأمل ده مش من حقنا الوقفة دى همت بالمغادرة ليوقفها بلهفة : لا الأمل موجود توقفت لتنظر له بتساؤل فيقول :عمى قال لما تشتغل نتكلم وانا اخدت كورسات وبدور على عقد عمل وهسافر بعيد عن اهلى علشان عمى يصدق انى نجحت بذاتى من غير فلوس بابا لم تدرك من كل ما قاله سوى حديثا عن السفر فتساءلت بحزن: هتسافر !؟ طل الحزن لفراقها من عينيه ليقول بعزيمة: بس هرجع علشان اوصل الامل انا بس جيت اقولك إنى بحارب علشانك إنى مااستسلمتش انى هكون جدير بيكى نظرت له وصمتت فقال: انا همشى دلوقتى لكن قبل ما اسافر لازم اشوفك ومضى دون كلمة أخرى لتنظر فى أثره بحزن لما آلت إليه الأمور . ومرت الأيام بصعوبة حتى عثر شريف على فرصة عمل فى دولة الإمارات وعليه أن يستعد ويقدم أوراقه للعمل لذا جاء الوقت الذي عليه مواجهة والديه بحقيقة ما يقوم به . فى منزل شريف حيث كان حسن وسوسن يتناولان طعامهما خرج شريف من غرفته ليجلس أمامهما بصمت نظرت له سوسن بقلق : مالك يا شريف !؟ رفع عينيه ليقول بهدوء : انا لاقيت شغل لم يشعر حسن بالسعادة بل ضيقا جثم فوق ص*ره: بردوا مصمم تشتغل بعيد عنى ؟؟ اختلس شريف نظرة لوجه والده ثم قال: انا هشتغل بعيد عن البلد كلها اتسعت أعين سوسن بخوف: قصدك ايه يا شريف انت ناوى تسبنا ؟؟ شعر شريف بحزنها لكنه لن يتراجع عن قراره: أيوة يا ماما انا هشتغل فى دبى محاسب بمرتب كويس اوى حاول حسن اثنائه عن ذلك : يابنى احنا مش محتاجين فلوس احنا محتاجينك انت يعلم جيدا مدى حاجتهما لوجوده . لكنه لا يهجرهما .سيعود يوما ما لهما ولها أيضا لذا قال بإصرار: وانا محتاج اكون نفسى يا بابا بعد وفاة جدى الله يرحمه حضرتك ورثت اراضى كتير لكن انت حولتها فلوس علشان تشتغل وتعمل نفسك زى ما انت عاوز انا كمان عاوز ابنى نفسى زى ما انا عاوز حاولت سوسن أيضا : طب ا**ر الوديعة اللى بإسمك واعمل هنا اى مشروع يعجبك لكنه رفض أيضا : انا عاوز ابتدى من الأول بمجهودى مش بالوديعة اللى بابا عملها لى نهض حسن مغادرا ليثبت اعتراضه على حديث شريف لكنه أبرم فى نفسه أن يعيد المحاولة مع صديقه احمد لعلها الطريقه الوحيده التى تمنع ابنه من السفر ..حقا قد خذله صديق العمر لكنه لن يتخلى عن ابنه الوحيد بهذه السهولة. بدأ شريف فورا فى إعداد الأوراق المطلوبه منه للتقدم للعمل وقدمها بالفعل من خلال المكتب الوسيط ثم كان عليه الانتظار بقبوله من عدمه . أوشك العام الدراسي على الانتهاء وقد تسلم شريف الموافقة وعليه الاستعداد للسفر خلال أيام توجه شريف إلى الجامعة ليرى جيداء وتمكن من رؤيتها واخبرها أنه بإنتظار تحديد موعد السفر وأنه قد لا يتمكن من رؤيتها مرة أخرى قبل السفر لكن عليها أن تثق بأنه سيعود لأجلها .فقط عليها أن تنتظر عودته التى لن تطول كما اقسم لها . فى منزل احمد طرق الباب توجه احمد إليه فهو وحده بالمنزل وزوجته قد اصطحبت الفتاتين لرؤيه والدها المقيم مع شقيقها وفيق فتح احمد الباب فكان الطارق صديقه حسن الذى اشتاق لصحبته بالفعل . نظر له أحمد بتعجب لا يخلو من الحنين : حسن !! اهلا وسهلا اتفضل يا حسن دخل حسن بصمت وتوجه لغرفة الصالون وجلس بهدوء انتظر حتى جلس أحمد أمامه عدة دقائق ملتزما بصمته قبل أن يقول بحرج : نورت يا حسن اخيرا افتكرتنى رفض حسن لهجته اللائمة : انت اللى قطعت اللى بنا يا احمد أخفض احمد عينيه: اعذرنى يا حسن لكن انا مش هغامر ببنتى لم يجد حسن بأسا من مشاركة رفيق عمره أحزانه خاصة أن نهايتها بيده وحده : ابنى هيسبنى يا احمد خلاص هيسافر ويسبنى نظر له بتعجب: يسافر يروح فين ؟ علت نبرة صوت حسن ليقول : يشتغل ويبقى راجل علشان يعجبك وترضى تجوزه بنتك تن*د أحمد وهو يرى صديقه يلومه لمغادرة ولده: انا مش ذمبى يا حسن أنه هيمشى صرخ حسن بغضب: لا ذمبك يا احمد ... ثم اكمل برجاء: وافق يا احمد وانا اتعهد لك إن جيجي عمرها ما تحتاج حاجة ابدا . هز أحمد رأسه بأسف: مقدرش يا صاحبي حسن وقد انتفض واقفا : ماشى يا صاحبي بس خليك فاكر انك السبب فى حرمانى من ابنى الوحيد وغادر حسن غاضبا صاحبا جرحا عميقا ينزف بقلبه .لم لا يشعر بألمه أى منهما !!! صديق عمره ..وولده الوحيد يالها من خسارة فادحة لا يثق بقدرته على تحمل نتائجها. فى منزل وفيق حيث وصلت سماح وفتاتيها ، خرج سيف من غرفته متهلل الوجه لهذه الزيارة : ازيك يا رؤى ؟ازيك يا جيداء ؟ واقترب يقبل عمته بسعادة: وحشانى اوى يا عمتى ضمته سماح بحب وسعادة : ماتشوف وحش ابدا يا قلب عمتك ...ها ناوى على كلية ايه بقى ؟؟ اتسعت ابتسامة سيف بثقة: طب طبعا هأبقى دكتور زى جيداء ابتسمت ونظرت له لرؤيته يضعها مثلا أعلى له : وهتبقى دكتور علاج طبيعي زى ؟ اعترض سيف بمرح: لا طبعا هادخل طب بشرى لتقول رؤى: أيوة يا عم محظوظين طول عمركم انتو الاتنين اقبلت هناء والدة سيف: اتفضلى يا سماح اشربوا يا بنات والله وفيق لو عارف انكم جايين مكنش نزل ابتسمت لها بود: معلش ادينا شوفناكم انت وسيف ...انا هدخل بقى اقعد مع بابا شوية لتقول هناء بمودة : ادخلى يا حبيبتي البيت بيتك توجهت سماح لغرفة والدها فقالت هناء بحماس: تيجو يا بنات تتف*جوا معايا على المسلسل التركي أسرعت رؤى نحوها: انا اجى يا مرات خالى اتف*ج اصل جيجى ملهاش فى التلفزيون ليقتنص سيف تلك الفرصة الذهبية: انا هقعد مع جيداء نظر لها وقال نقعد هنا ولا فى البلكونة ؟ لتقول جيداء بعفوية : فى البلكونة احسن حمل سيف كوبين من العصير وتوجه معها للخارج جلست تتكأ بنصفها العلوى فوق السور وتنظر للخارج بشرود لوح سيف أمام وجهها بكوب العصير وهو يبتسم قائلا: ايه يا بنتى روحتى فين ؟ لتتن*د هامسة: ابدا هنا أمسكت الكوب وارتشفت منه قليلا وهى تقول: وايه حكاية بنتك دى انت كبرت خلاص !! ضحك سيف: هههههه انا كبير من يوم ما اتولدت شاركته بمودة : هههههه يا سيدى على الثقة جلس سيف قبالتها وقال: مالك يا جيداء ؟ انت متغيرة اوى نظرت له بتعجب وقالت: عارف انك الوحيد اللى بيقولى جيداء الظاهر اسمى تقيل زى ما انا تقيلة. لم يخطئ نبرة الأسى بصوتها . ترى ما الذي يحزنها لهذا الحد اقترب بجذعه العلوى منها : ياااه دا انتى زعلانة اوى طيب قولى لى مين زعلك وشوفى انا هعمل ايه لتزفر بضيق : محدش زعلنى ولا حاجة انا بس قلبى مقبوض ومضايقة سيف وهو ينظر لها: ماشى يا جيداء وانا مش هضغط عليكى لكن تأكدى انى موجود علشان اسمعك وقت ما تكونى قادرة تتكلمى اومأت برأسها وهى تشعر بالصدق فى حديثه ثم ساد بينهما الصمت هى شاردة وهو يتأملها بحب مستغلا كل لحظة للتمتع بقربها منه الذى يعلم جيدا أنه لن يطول . فى غرفة الحاج عبيد والد سماح التى قصت عليه ما حدث لتخرج مكنون قلبها الذى بات يؤلمها ولا تجد من تفضى له به . تساءل عبيد : وانت يا بنتى ازاى تسكتى لما انتى شايفة بنتك متعلقة بالولد ؟؟ نظرت له بقلة حيلة: اعمل ايه بس يا بابا ابوها دماغه قفلت ده فقد صديق عمره ومفيش فايده عاد يتساءل: وانت لسه بتكلمى سوسن ؟ لتنظر أرضا : أيوة بكلمها من وقت للتانى .. بس احمد مايعرفش حالتها صعب اوى ابنها الوحيد وهيسافر ويسبها . يعلم عبيد جيدا أن أحمد لن يتراجع عن قراره مهما حدث لكنه يرجو أن يحقق شريف ما يعجز احمد ويرغمه على القبول به فقال مواسيا صغيرته : ربنا معاها وإن شاء الله الواد ده ليه مستقبل كويس وربنا يرجعه بالسلامة لتخبره ابنته أنها تحمل هم رفيقتها أيضا : امه قلبها مقبوض بتقول خايفة ماتشوفش ابنى تانى . رجل بعمر عبيد يفهم جيدا مخاوف ام تفارق ابنها الوحيد للمرة الأولى ليقول : ربنا يستر وبعد كدة لما يجى لبنتك عريس عرفينى انا بردوا جدها أفلح فى تغير مجرى الحديث لتقول سماح بأسف: والله يا بابا لو اعرف كنت قلت لك لكنه تابع لومها : والموضوع فات عليه قد ايه لسه فاكرة تحكى لى ؟؟ لتبدأ سماح تبثه مخاوف ام لفتاة تخشى عليها مجرد كلمة قد تسئ لها فتقول : اعمل ايه يا بابا كل مرة باجى بيكون وفيق قاعد معانا وانا مش عاوزة شوشرة على الفاضي يمكن ما يحصلش نصيب خالص أومأ عبيد متفهما: بنتك طيبة وربنا يكتب لها الخير سماح برجاء: يارب ادعى لها يا بابا هى واختها . ابتسم عبيد وفتح ذراعه لتستقر سماح فوق ص*ره عل ضمته لها تخفف من وطأة الضغوط التى تشعر بها وتهدأ قليلا من مخاوف قلبها
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD