الفصل الرابع و الخامس

3265 Words
الفصل الرابع . دخلت جنات غرفة فداء بعد عودتها من جامعتها ،و تبديل ملابسها و ألقت بنفسها علي السرير و ظلت صامته ، و قد عادت بذاكرتها لم حدث اليوم في الجامعة.. فقد تأخرت عشر دقائق علي محاضرتها.. و ذلك لزحمة السير.. في ذلك الوقت و رغبتها في رؤية القادم لفداء. فلم تقاوم فضولها لرؤيته قبل الذهاب و عند وصولها وجدت أن باب الصف .. قد أغلق و ذلك معناه أن المحاضرة قد بدأت ...و من غير المسموح لأحد بالدخول ،طرقت جنات لتجرب حظها هل سيسمح لها أستاذها بالدخول ..؟ فهو لا يسمح لأحد بالدخول بعده قط .. التفت لتعود و تنتظر. صديقتها مني في كافيتريا الجامعة ..لتأخذ منها المحاضرة و إذ بالباب يفتح..! و يظهر أمامها أستاذها فؤاد عمر.. و هو في الثلاثين من عمره أصغر محاضر في جامعتها و حلم نصف فتياتها كتفيه عريضتين كأنه يمارس الرياضة دوما عين خضراء تظهر لامعه من خلف نظارته الطبية، شعر مموج أ**ده و كأنه خرج للتو من عند مصفف للشعر، أنف طويل يليق بقسماته الوسيمة كان شديد الوسامة.. و الرقي ..تفحصها بنظراته من أول حجابها الوردي.. إلي فستانها الطويل ..الذي لا يظهر غير كفيها البيضاوين و قدميها الصغيرة في حذائها الأبيض جنات.. طالبته جنات.. زرقاء العينين ..التي تشغل أفكاره ليل نهار.. و كأنها أصابته بالمس نظر لوجهها المحتقن من الإحراج ،بأنفها الصغير و فمها الذي يشبه حبة الفراولة .. ارتبكت جنات لنظراته وقالت .."أسفه" تنحي جانباً و سمح لها بالمرور وسط دهشة الجميع فهو لم يفعل ذلك من قبل..! دخلت مسرعة.. و جلست بجانب صديقتها مني التي ما أن جلست سألتها لماذا تأخرت ..؟ ردت بصوت خافت ليس الأن مني فيما بعد .. عند سماعة لهمستها قال بصوت حاد قليلا .." يكفي الأن تضيع الوقت انتبهوا جميعاً" و عاد للشرح مجدداً أنصتت له جنات بانتباه و هي تنظر إليه هل حقاً سينظر إليها، و هي الفتاة العادية ، التي لا تملك من الجمال غير عينيها الزرقاء ، التي ورثتها عن جدتها لأمها ، فقد ورثت عنها عيناها و فداء شعرها الأحمر الناري ، عادت لواقعها علي صوته و هو يقول.." هل فهمتي" ارتبكت جنات و هي تقول بتلعثم .."نعم أستاذ فهمت" "حسنا إذا "ثم عاد يكمل الشرح إلي أن أنتهي فعاد لمكتبه ليأخذ حقيبته و أشياءه و هو يقول" المحاضرة القادمة اختبار لمعرفة من كان منتبها هنا اليوم "و ألقي نظرة سريعة عليها و غادر الصف ،ما أن غادر حتي التفتت إليها مني و قالت" ماذا يحدث هنا "عادت من أفكارها علي صوت فداء و هي تقول" أليس في هذا المنزل سوي حجرتي و سريري تحتلونه"؟ نظرت إليها جنات بخبث و هي تبتسم "لا تحاولي فداء لقد رأيته " نظرت إليها فداء بلامبالاة و هي تقول" من هذا الذي رأيته" جنات و هي تضحك بصوت عالي "وحشك عزيزتي أن كثرة حبك في الح*****ت أوقعك في احدهم مفترس لن يبقي منك شيئا " فداء بتذمر" جنات أخرجي من غرفتي لقد تخلصت من ثرثرة مروج للتو و لا ينقصني نقك الأن " جنات بمرح "حسنا فداء فلتستريحي قليلا و لا تفكري في شيء" ثم غادرت الغرفة و تركت فداء في أفكارها العاصفة **★************** . خرج كرم من غرفته متوجها إلى مكان جلوس أبيه و مراد و عند رؤية أبيه له أشرق وجهه و أبتسم و قال" تعال بني كيف حالك اليوم سمعت أنك ذهبت لرؤية أبنة أحمد صالح " قال كرم بهدوء" نعم أبي ذهبت لرؤيتها لأعلم ماذا تريد " تسأل أبيه "هل هناك شيء في الأمر هل هي مرتبطة و تخشي أن تخبر أبيها بالأمر " رد كرم سريعًا "لا لا ليس الأمر كذلك " "ماذا إذا" . قال كرم و هو ينظر لأبية نظره عميقة لمعرفة ردة فعله علي ما سيقول "لديها شروط لأتمام الزواج" سراج بهدوء "ما هي بني أخبرني " "أولا تريدك أن تذهب و أمي وتطلب يدها من أبيها " قال أبيه و قد أسترخي في مجلسه "حسنا هذا أمر طبيعي أن يحدث هل كانت تظن أنك ستتزوجها وحدك بدون حضور عائلتك" فأجاب كرم الذي لم ينظر لمراد منذ دخوله و لم يلقي عليه السلام حتي و هذا علي غير عادته فهو يعتبر مراد شقيقه الأصغر وليس أبن عمه فقط "هذا ليس كل شيء " سراج بهدوء "هل هناك شيء آخر " قال كرم "تريد أن تستمر في عملها كما كانت تفعل" قال أبيه "هذا شيء يرجع لك بني ليس لنا دخل بحياتك معها " "هل هناك شيء آخر " نظر كرم لمراد و قال بأحراج" ليس الأن أبي سأخبرك فيما بعد" "لماذا بني مراد ليس غريباً فهو أبن عمك و مثل أخيك " كرم بهدوء "حسنا لا أعلم من أين أتاها ظن أن زواجنا سيكون سوري قالت لي أنها تريد زواج طبيعي بيت و زوج و أولاد و أنها لن تعيش دور الضحية التي تقدم نفسها كقربان لتنقذ العالم من الدمار ".. أنفجر أبيه ضاحكا و قال" يالها من فتاة شجاعة و قوية لقد أعجبتني حقا من قبل أن أراها " نظر مراد بغضب لعمه و أبن عمه و قال" بل هي فتاة و**ة و عديمة الحياء صرخ كرم بوجه مراد و قال "مراد ألتزم الأدب عندما تتحدث عنها فهي ستكون زوجتي" قال أبيه " أهدا بني مراد لم يقصد شيء من ذلك تن*د كرم بهدوء حسنا أبي لم يحدث شيء " قام مراد من مجلسه. و قال "أنا راحل عمي سأحدثك فيما بعد" و أنصرف مسرعا ... نظر سراج لكرم بعتاب. وقال " لماذا الحده بني و أنت تعرف كم يكره هذه العائلة لما فعلت و رحيل عمته " رد كرم بلهجة من. فاض به. الكيل "أعلم أبي ذلك و لا أريد لفداء أن تتعرض لأهانه بسبب ذنب لم ترتكبه ولا أريد بدء حياتي. بصراع علي جبهتين متضادتين و الاختيار بينهم فليعلم الجميع أن هذه الزيجة لتهدئة الوضع بين العائلتين و ليس لخلق صراع جديد " فأبتسم والده مهدئا و قال ليصرف تفكير ابنه عن ما ينتظره فهو يعرف مراد جيدٱ لا يعرف المجاملة و تخبئه مشاعرة "أسمها فداء كيف هو شكلها "..؟ أرتبك كرم و قال.. "لا أعلم. أنها فتاة عادية مثل باقي الفتيات" شعر سراج بارتباك ابنه و أنه لا يريد التحدث عنها" فتغاضي عن الأمر و قال حسنا متي تحب أن نذهب لخطبتها" **★********* . في اليوم التالي أتي المساء لتتجمع الأسرة علي طاوله الطعام فداء بصوت عال "جنات مروج تعاليا العشاء جاهز " أتت جنات و مروج مسرعتين وجدا أبيهما يترأس الطاولة و يقول ما أن رأهما "أنا لا أفهم لما لا تساعدان شقيقتيكما في المنزل، ليس كافيا أن تقوما بتنظيف غرفتكما فقط ،و ترك باقي المنزل لها أضافة للطعام" فداء لتلطيف الجو " لا بأس أبي يكفيهم الدراسة فهي تستهلك كل وقتهم " رد أبيها بهدوء فهو لا يريد للأمر أن يأخذ منحني حاد في النقاش .. "أنت أيضاً لد*ك عملك و لذلك وجب علي ثلاثتكن، تقسيم كل شيء بينكن فأنا لا أريد الظلم لإحداكن " فداء لتنهي الأمر و مروج و جنات خجلتين من أبيهم فهو معه حق هن يتركن كل شيء لفداء معتمدين عليها و هي لا تقول شيء ولا تتذمر أبداً "أبي عملي ليس. مرهقا و لدي وقت فراغ كبير .. أما هن فالجامعة تأخذ. قسط كبير من وقتهم و الباقي للدراسة ..أعدك بعد انتهاء الفصل ستقوم كل واحدة منهن بما عليها من عمل و سنساعد بعضنا بعضا " رد أبيها و هو ينظر إليها متفحصا لمعرفة ردة فعلها علي حديثة... "هذا أذا بقيتي هنا لنهاية الصف " قالت داء بارتباك ".ماذا..تقصد..أبي "..؟ أحمد : "لقد أتصل بي كرم اليوم و قد حدد معي ميعادا ليأتي ليتقدم لخطبتك هو و عائلته" نظرت إليه فداء و قد أحتقن وجهها لا تعرف تحديداً ما بداخلها من مشاعر تجاه الأمر هل هي فرحة حزينة خائفة، مترقبة، يأسه لوضعها هذا لا تعرف حقاً كل ما تعرفه هو أنها تنتظر مجيئه .. قالت بهدوء ع** ما يظهر عليها من أرتباك و توتر .. "متي ... سيأتي " أحمد : "بعد ثلاثة أيام انتظارا لجده بالمجيء" ردت: " حسنا لا بأس أبي" ثم قامت من علي الطاولة و قالت "بعد أذنك أبي لقد شبعت سأذهب لغرفتي" انصرفت مسرعة تجاه غرفتها تحت نظرات أبيها و شقيقتيها المشفقة..... . دخلت فداء غرفتها و ألقت بجسدها علي الفراش ، و هي تنظر إلى سقف غرفتها كان بداخلها عدة مشاعر متضاربة ،تشعر بالهدوء.. و التوتر.. و الارتباك.. و الترقب.. و الغضب.. من وضعها في هذا الموقف بأكمله، و لكن هناك بداخلها شعور مبهم لا تعرف كنه ، هل هو اشتياق سعادة لا تعرف..؟ انتبهت علي صوت هاتفها بوصول رساله و گان فحواها ..."عزيزتي هل ما أخبرتني به أمس صحيح طمئنيني فهي لا تكف عن السؤال " ردت علي الرسالة "نعم و سيأتي بعد ثلاثة أيام لخطبتي و سأخبرك بما ستؤول إليه الأمور " ثم أرسلت رسالة أخري سريعة... "أرجوك كن حذرا أخبرتك لا اتصالات لا رسائل في المنزل " أنهت الرسالة و ألقت بالهاتف علي الفراش بغضب و أغمضت عينيها و ذهبت في سبات عميق هربا من أفكارها العاصفة ***★***************** ذهب مراد لزيارة جده فهو مع سفر والده المستمر و رحيل عمته منذ أكثر من ست سنوات و هو يعيش وحيدا ،و قد كان منذ وفاة والدته و هو يعيش مع عمته التي كانت تهتم به و ترعاه، إلي أن تركته و ذهب مع معتز صالح ،و زواجها منه بدون موافقة جده ، ولذلك هو يكره هذه العائلة بشدة فقد أخذا منه والدته للمرة الثانية ،دخل علي جده غرفته و هو يقبل يده و يبتسم .. "كيف حالك اليوم جدي هل أنت بخير" الجد مبتسما بعطف لحفيده الذي يشاركه وجع فراق الأحبة فهو كان متعلق بعمته كثيرا رغم أن فرق العمر بينها عشر سنوات فقط .... "أنا بخير بني كيف حالك أنت " " بخير جدي " الجد و هو ينظر إليه بترقب "هل ستذهب معنا لخطبة كرم" أنفعل مراد و لكنه رد علي جده بهدوء و قال "لا جدي ليس هناك داعي يكفي انك ستذهب معه و مع عمي و زوجته " فقال الجد :ولكنك مثل شقيقه و أنت تعلم كم يحبك كرم " رد مراد بسخرية و هو يتذكر رد فعل كرم علي حديثه علي خطيبته المستقبلية "نعم يحبني كثيرا حسنا سأري و أخبرك حينها فلدي أمور كثيره عالقة في الشركة " رد جده " بني علي راحتك" فهم حسنا مراد أن ينصرف فقال له جده "فلتبت معي اليوم فقد تأخر الوقت علي الرحيل.. و أنا أخشي عليك من هذا الوحش الذي يسمي دراجة نارية لا أعلم لم تفضلها عن السيارة "..؟ فضحك مراد "حسنا جدي و لكن لا تخشي علي لقد كبرت جدي و لم أعد ولدا صغيرا ".. فأجابه جده و هو يوكزه بعصاته في جانبه " هيا أذهب لتبديل ملابسك و لتأتي لنا بشيء نأكله فقد جعت مره ثانيه بعد طعام المرضي هذا الذي تصنعه الخادمة" فضحك مراد "حسنا جدي و سأتي لك بعصير البرتقال الذي تحبه أيضا انتظرني" **★*************** . مرت الأيام سريعة على البعض و بطيئة علي الآخر و جاء يوم الخطبة و فداء تشعر بحالة تبلد و فتور في الهمه جنات و هي تدخل عليها غرفتها "هيا فداء لم تجهزي بعد سيأتون بعد ساعتين و لم تفعلي شيء هيا أرتدي ملابسك" فداء بتذمر "جنات أنت قلتها بعد ساعتين فلم أرتدي ملابسي الأن هيا أخرجي و أتركيني وحدي ولا تصدعي رأسي " جنات و قد شعرت بضيق شقيقتها فجلست بجانبها علي السرير و قالت بهدوء "حبيبتي أنت لا تريدين هذا الزواج صحيح "؟ فداء وهي لا تعرف حقيقة مشاعرها تجاه الأمر و بلهجة بها بعض اليأس و القليل من التشتت "لا أعرف حقا لا أعرف ماذا أريد هل أريد هذا الزواج أم لا يجوز ذلك يرجع للطريقة التي سأتزوج بها فعقلي يرفضها أو للظروف التي أطرتني للقبول به يجوز أذا كان طلب زواج عادي كان سيكون شعوري مختلف" جنات و قد شعرت بالشفقة علي شقيقتها "حبيبتي لا تهتمي بالأمر و أتركي القلق الأن فنحن لا نعرف ما تختار لنا الحياة من طرق لنسير فيها و سواء كنا مسيرين أو مخيرين علينا. السير لنهاية الطريق و تذكري أن الله سيختار لنا الأفضل دوما" ثم قالت بمرح "هيا هيا أذهبي لغسل وجهك الجميل هذا وأنا سأختار لك فستانا سيصعق عريسك المستقبلي من جمالك هيا يا حمراء تحركي " ضحكت فداء فهي تعلم أن أختها. عندما تريد أن تغضبها فهي تقول لها حمراء و لكنها تعرف أنها تمازحها الأن "حسنا يا شقيه لا أعلم لم لدي شقيقتان مجنونتان مثلكما و أنا بكل هذا العقل "جنات بضحكه ناعمه و قد تأكدت من تغير مزاج شقيقتها "حسنا يا عاقلة تحركي" الفصل الخامس . يوم الخطبة . أستقبل أحمد و أبيه محمود كلا من كرم و أبيه و والدته و جده هاشم المنيري الذي. ما أن رأى محمود حتي أقبل عليه مبتسما و سلم عليه بحرارة و كأنهم صديقان قديمان و هذا قد أثار فضول كرم و والدته.. أما سراج. فهو يعلم علاقة أبيه القديمة، بمحمود صالح و التي توترت بزواج معتز و هناء، رجاء.. ما دما صديقين مقربين إلي هذا الحد ..لما لم يوافق حماها علي زواج أبنته من معتز ..! هناك سر خلف هذه الزيجة غير ما يظهر ..؟ أحمد و هو. يتحدث لوالدة .."كرم تفضلي بالجلوس سيدتي ريثما أنادي على فداء" جلس الجميع فأخذ محمود و هاشم يستعيدون ذكرياتهم الماضية و يبتسمان كرم لأبيه.." لماذا لم يأتي مراد معنا أبي "..؟سمعه جده فأجابه.." سيأتي بعد قليل لقد أخبرته بالعنوان " كرم بهدوء "حسنا جدي "...فهو رغم ما حدث فهو يعتبر. مراد شقيقه الأصغر ولا يريده أن يحزن أو يتضايق منه .. دخل أحمد واضعا يده على كتفي فداء محيطا إيها. بحماية مان راها كرم حتي شعر بدقات قلبه، تسرع و كأنها في سباق، فقد كانت تشبه الملائكة، بفستانها الوردي ذي الأكمام الطويلة، و حزام على الخصر مزين بالورود ،و ورده كبيره علي الجانب بها فصوص من الألماس ،وحذائها العالي و حجابها الذي ذادها جمالاً رغم احتشام ملابسها ، إلا أنها بدت مثيرة للغاية.. يا إلهي يا رجل فيما تفكر ..؟ أبتلع غصه في حلقه و هو يشعر باضطراب و ترقب داخله.. أحمد:" ألقي السلام حبيبتي " تقدمت من والدة كرم مبتسمة تحمر خجلا التي ما أن نظرت إليها حتي ابتسمت لها مشجعه " أهلا عزيزتي" و قبلتها علي خدها قائله" أنت جميلة حقا " فداء بخجل "شكراً لك سيدتي أنت هي الجميلة تفضلي بالجلوس " جلست رجاء بجانب زوجها و هي تري فداء تذهب لتسلم علي جدها و جد كرم باحترام و تقبل يدهم.. جدها مقبلا رأسها " عزيزتي كيف حالك لم تتصلي بي منذ فترة لن أحاسبك عليها اليوم فهذا يوماً مميز لنا جميعا" فداء بصوت خافت " أسفه جدي سأعوضك عن هذا وعدا مني " قال سراج بمرح "و أنا الن تسلم علي العروس" ذهبت إليه فداء خجله و الذي أستقبلها باسما" أهلا بك عمي".." أهلا عزيزتي فلتجلسي بجانبي " جلست فداء بجانبه و زوجته التي قالت لها مشجعة "ألن تسلمي على كرم " التفتت إليه فداء و أومأت برأسها دون أن تبتسم فنظر إليها كرم "هل هذه هي الفتاة التي أغرقته بطلباتها و شروطها لم لا يسمع صوتها الأن "..؟ ظل الجميع يتحدث في تفاصيل الزواج و الخطبة و فداء في. واد آخر. لا تسمع شيء مما قيل انتبهت علي صوت أبيها و هو يقول " معنا الفاتحة حبيبتي أقرئي" رفعت فداء يديها و هي تنظر لكرم دون أرادتها و عيونها معلقة به يقرأ الفاتحة مبتسما و كأنه حقا فرحا لارتباطه بها، تشتت في أفكارها اضطراب في دقات قلبها عواصف تجتاحها لا تفهم لم مشاعرها ثائره يا إلهي هل أحبته من لقائها الثاني فقط ماذا ستفعل فيما بعد هل تموت به عشقا هي فداء العاقلة التي كانت ستتزوج بمن هو مناسب فقط و كان القلب خارج المعادلة ما أن قرأت الفاتحة شعرت و كأنها ميثاق أخذه كلاهما للمضي قدما في طريق فرض علي كليهما أنتهي الجميع من قراءة الفاتحة فقامت والدة كرم باحتضانها و تقبيلها "مبارك لك حبيبتي أتمني لكم السعادة" فهي بعيداً عن طريقة زواجهم هي حقاً فرحه أن أبنها أخيراً سيتزوج و يأتي لها بالأحفاد الذين طالما تمنتهم فهي لم تستطع أنجاب غيره فأبنها من صغرة و هو يعتمد علي نفسه و لم يتعبها في تربيته فطالما اشتاقت لممارسة دورها كأم و ستعوض ذلك مع أحفادها ذهبت لكرم تحتضنه و تقبله فرحة " عزيزي مبارك لك " قبل أحمد رأس فداء و هو يبتسم و قد لمعت عينيه بالدموع قائلاً "مبارك حبيبتي كنت أتمنى أن تكون والدتك معنا اليوم فرحة بك" سالت عيني فداء بالدمع ماره علي خديها يحفر مجري لنهريين أغرقا وجهها تداري وجعا لفراق أم كانت تحتاج لحبها و رعايتها و شقيقتيها و هي تقول" و لكني لم أفتقدها اليوم أبي فهي معي دوما في داخلي و لم أفتقدها يوما.. بوجودك في حياتي و حياة أختي فأنت نعم الأب قد يحظى به أحد لقد عوضتنا عنها. و لم تشعرنا بالنقص أبداً " احتضنته فداء بشدة تفرغ فيه عاطفتها لتشعره بامتنانها له لحبه و رعايته و تضحيته من أجلهم جدها و هو يقول " أتركها يا أحمد أريد أن أبارك لحفيدتي مثلك" ضحكت فداء و ذهبت لجدها و جد كرم تتقبل التهاني منهم ثم أتي كرم ليسلم عليها فارتبكت فداء و خجلت كثيرا نظرت إليه كان يشرف عليها و كأنه جبل تستظل تحت ظله ..كان يرتدي بدلة سوداء و قميص أزرق فاتح زريه العلويين لتكشف عن بشره سمراء كان شديد الجاذبية و الوسامة مد يده و هو يقول "مبارك لك فداء "مدت يدها و قشعريرة تجتاح جسدها فتشعرها بالحرارة "ولك أيضاً " تركت يده مسرعة ثم عادت للجلوس بجوار أبويه تحت نظراته الفاحصة **★*************★***** . رن جرس الباب منذرا بقدوم أحدهم ذهبت مروج لتفتح الباب وجدت شاب طويل القامه ،نحيل الجسد، و لكن ليس لحد الهزل ،فرغم نحوله إلا أنه متين البنيه ،له عينين بنيه و فم قاسي، و أنف كبير قليلا و لكنه يليق بقسمات وجهه ،شعر طويل يتخطى ياقة جاكيته الجلد الذي يرتديه علي قميص أحمر و بنطلون جينز أزرق مروج "من تريد سيدي " مراد :"أليس هذا منزل السيد أحمد صالح " مروج: " أجل أنه والدي " نظر إليها مراد باحتقار لم تفهم أسبابه "جدي ينتظرني بالداخل " نظرت إليه مروج بغضب لطريقته. الفظه ونظراته المحتقرة ،و أجابت بأدب رغم رغبتها بركله من أمامها كما يفعل بالكرة "أنا مراد جمال المنيري" مروج : "تفضل سيدي بالدخول" و أشرت إليه علي مكان تواجد الجميع دخل مراد غرفة الجلوس فما أن راه جده حتي أبتسم و قال "تعال بني بارك لأخيك خطبته عزيزتنا فداء " أتجه مراد لكرم بهدوء و قال و هو يحتضنه "مبارك لك يا أبن العم أتمني لك السعادة ثم نظر لفداء و هو يومئ برأسه "مبارك لك أنستي" ابتسمت له فداء و قالت "و لك أيضا تفضل بالجلوس" جلس مراد بجانب جده هاشم فقال أحمد " شرف*نا بحضورك بني " مراد بهدوء "شكراً لك عمي" التفت أحمد لفداء و هو يقول "حبيبتي فلتذهبي و تجلبي شيئا لضيوفنا فشقيقتاك تركنا و لم تسألا حتي ماذا نريد و اجلبيهم معك ليسلما علي جدهم و ضيوفنا " فداء : " حسنا أبي" قامت لتذهب فقامت معها والدة كرم و قالت لها "سأتي معك هل تمانعين "فارتبكت فداء و قالت" لا سيدتي تفضلي" ردت رجاء بابتسامه "قولي لي أمي ألست مثل والدتك " فداء و قد لمعت عينها بالدموع لطيبة هذه السيدة معها " لا لا أمانع بل يشرفني أن تكوني أمي " خرجتا سويا لتجلب فداء الضيافة و بعد قليل أتت و هي تحمل و شقيقتيها العصير و الكيك والحلويات للضيوف .. جنات و مروج "السلام عليكم" الجميع "و عليكم السلام " أحمد و هو يبتسم" أين كنتما تختبئان يا شقيتان لقد ظننا أننا في صحراء فلم تأتيا لنا حتي بالماء لا أعرف ماذا ستفعلان في بيت زوجيكما تتركان كل شيء. لفداء حتي يوم خطبتها " ابتسمت مروج و جنات لحديث أبيهما ... قالت مروج : "نعتذر منك أبي هذه أول خطبة في منزلنا لقد علمنا الأن ماذا نفعل في المرات القادمة " ضحك الجميع علي حديث مروج ماعدا مراد فقد كان ينظر إليها بسخرية لم يلاحظها غيرها نظرت إليه بتحدي و هي تتجه نحو جدها لتسلم عليه "كيف حالك جدي "و هي تقبل يده و تبتسم " بخير عزيزتي كيف هي دراستك " فأجابت بفرح" ممتازة جدي فأنت تعرفني متفوقة دوما " ضحك الجد و قال "حسنا يا مغرورة هذا جدك هاشم" نظرت إليه مبتسمه" أنرتنا بوجودك جدي" فضحك هاشم علي شقاوة هذه الفتاة و قال" شكراً لك عزيزتي " بعد أن سلمت جنات علي الجميع قالت لمروج..." أبتعدي يا فتاة و كفاك ثرثرة أريد أن أسلم علي جدي فهو لي أيضا مثلك تماماً.." ضحك الجميع علي كلام جنات فقالت مروج .."تفضلي و لكن تذكري أن جدي يحبني أكثر منك " جنات و هي تدعي الغضب "حقا جدي تحبها أكثر مني " الجد ضاحكا" بل أحبك أنت أكثر منها لا تصدقيها " مروج بدعاء الحزن "جدييي"  فقال لها "  لقد جلبته لنفسك يا شقيه هيا باركي لشقيقتك و خطيبها"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD