1. سَّاحَةُ الْعيدمِنْ بَراءَةِ الْأَ يَّام صَّكٌ كَبيرٌ ،وشُّحْنَةٌ قَوِّيَةٌ ٌ تُلَمِّعُ قُرَّةَ الْعُيُونِ ،تَجْعَلُ الْوَتينَ نَبَضُ الْذِكْرى ،وتَأْخُذٌنا صَوْبَ الْأَمْكِنَة الْتِّي كانَتْ لَنا الدِفْءَ ،وحَيْثٌ كُنَّا عُنْوانُ لِحَقَبَةٍ لا تَزالُ تَّصْدَحُ في أَعْماقِ الْحَنّين.
تُنافِسُ حاضِرَ الْيَقين ،تُّزاحِمُ لَحَظّاتِ السِّنين، تُّوقِعُنا في غَياباتِ الكَوابيس ،وتَلَوِّنُ حُلُمَ الصِّبا الدَّامِسِ بِظَلامِ الحُزْنِ والأَلَم بِأَلْوانِ الْطَّيْفِ الْجَميل.
كُنَّا للإنْطِلاقِ عَصّافيرٌ ،ومَضَى الْعُمْرُ رَكْضاً وسَّعْياً وَفَرَحاٌ ،بَراءَةٌ وبَسَّاطَةٌ وَزَقْزَقاتٌ ،صَّداها لا يَزالُ لَها آثّأرٌ وَلا تَّزال ُ تَّرْسِمُ فَوْقَ وّجْنْتَّيْ الْحَياةِ خُرافاتٌ وسِّمات.
حَوْلَ الْقِرْدِ اجْتَمَعْنَّا ،نُصَّفِقُ نَّصْرُخُ نَقْتَّرِبُ وَنَبْتَعِد، أَهازيجُ الْحُبُور تَّمْلَأُ الْأَجْواء،تَشْجيعُ الأَهالي مِنْ عَلى الْشُّرُفات يُعْطينا الأَمان،وتَنَقُلات السَّعْدان بيننا،يُضْحِكُنا وأَفْعالُهُ تُّدْهِشُّنا ،يَسْرُقُ مِنَّا الْحَلْوى ،يَنْزعُ مِنَّا الْحَقائبَ ،يَمْسِّكُ أَيْدينا،يَقومُ بِحَركاتٍ مُضْحِكَةٍ.
كان الْعيدُ فينا وَكُنَّا نَحْنُ الْعيدَ.
ومَدينَةُ الْملاهي لِلْسِّباق نَقودُ الْسَّياراتِ بِشَّغَف ٍ ،نَصْطَدِمُ ونَتَزاحَمُ ونصْعَدُ الدُّويخة والشُّقليبة ونُنْهي زِيارتنا بالأُرْجوحة ،نَتأَرْجَحُ بَيْنَ الْخَوْفِ والْرَّجاء ،ونَنْعَمُ بالْهواء.
وَنِهايَةُ الْيَوْمِ كانَتْ في منْزِلِ الْجَد ،مُعايداتٌ وعيديّاتٌ وَألْعابٌ وَحلَوِّيات وَغَداءٌ بما لذَّ وَطاب مِنْ صُنْعْ يَديْ الجَدَةُ الْكَريمة.
ومساءً نُحْمَلُ على الأَكتّاف وبِالأحضّان ونَرجِعُ بِغَفْوَةٍ تُّصاحِبُها سَّعادةٌ لا تَنام.
كان الْعيدُ حينَها بهيجا" وَكُنَّا في الْماضي أَكْثّرَ سلاما" وبراءة" وأمانا".
لانَقولُ أَلا ليْتَ الْماضي يَعودُ وَلكِن نَأْمَلُ أَنْ تَتَغَيَرَ أحْوالُ الصِّغارِ في هذهِ الأَيَّام.
قَلْبٌ ماسّي
ومنّي إليْكَ مِسّاحات ُ مُلَوّنة ،وزَخْرفاتُ أَيامٍ مديدة،ولكَ يا مُتَّوَجٌ في مَمْلَكتي ،كلُّ الْحُسْنِ والرَّغَد،وعديدُ أَفْراحٍ وكثيرُ راحةٍ،ومِدادُ ذكريات.
وتَقَبَل هَديَتي معْ وابِل ٍ مِنْ تَقْديرٍ وامتنان، ووافرِ حبٍّ وأَشْواق.
لِسَّانُ حالي عاشِّقَةُ مْنْ جِنْس ملائكي ،نوري يع**ُ رَوْعَةَ جَمالِك ،ويُشِّعُ فَوْق َمُحَيّاك الْسّحرَ والْجَلال.
كلانا مسّافرٌ وعلى مَتْنِ سّحابَةٍ بَيْضّاء ،بأَجْنِحةٍ ثّلْجِيَّة وريشّاتِ الْعُشّاق.
نَخُطُّ الْحروف ورود"ا فَوْقض سّطورٍ منَ أَشِعةٍ تُبَدِدُ السَّواد وتُّبَدِلُ اللّيالي الْحالكات.
فوْق الْمَدائن ،وفوْقَ البِحار، نُحَلّقُ ونَعْلو،
أنْ تحِّبِ بِحواسّك لايَكْفي ،الحُب هو أنْ ترى وتسْمع ببصيرَتِك وقلْبِك،وأنْ تكونَ لسّانٌ وعينان وآذان، وكلّك منْ تحِب،تكون ظِلّه ،مِرْآتَه تَحاوِلُ أنْ تسْكُنَ فيه، وأنْ تُقَلِدَهُ وتُرْضّيه وتعفو عن زلاته.
تَمْحو لَهُ أحزانَه تَكونُ لهُ نورَ الْفَجْرِ وضّوءَ الْقَمَر ،وتَكونُ دائما" كلَمَتُه التّي سينْطِقُها والْمَشْروع الذي لمْ يُنْجِزُه هكذا تتأكد أنّك حبيبُه وأنّ علاقتُكما مُسْتَدامَة رُغْمَ الْبُعْد ورُغْمَ الْفُراق.
سّلامٌ على روحٍ تُعانقُ أشْواقَنا وتُقَبّلُ منّا الْحَنين وتَرْسُمُ على وجوهِنا ابتسّاماتُ الرِضى مَمْزوجَة بالفرح.
وفي حالِ الانْصّهار التّام والانْصّياع الأعْمى تَبْلغُ فيها مرْتَبَةُ الْعاشّق وتَسْتَحِقُ
بِجدارة وسّام الْهوى وتَمْتَلِكُ عنْ حَقْ الْحُب كلّ الْحُب تَهْديه لكلاكُما..
ومرّرنا تحْتَ الطّيْفِ ،وكنّا نِعْتقِدُ أنّنا نَمْلِكُ الْكَوْن، وكلُّ أُمْنِياتُنا مُحَقَقَة ،والأَلْوانُ كلُّها لنا ،وبعد بُرْهَة عَرَفْنا أنَّ الْجمْعَ الْغَفيرَ كُلّهُ مِثْلُنا.
الألوانُ والمَطرُ والْهواءُ والتُّرابُ :للنّاسِ أَجْمَعين،وحتَّى للمخلوقاتِ كلّها....
لِسّانُك ولَوْنُك وشّكْلُك ومُعْتَقدُك وانْ اختَلفتُ معك هم لك وخصوصياتُك ومحّفِزٌ كي أصِلُك بِقوة.
أمْسِك يَدي ودَعنا نَتَرَفَعُ عنْ صغائرِ الْأمور ونَتنزهُ عنْ كل الْضّغائنِ ونُذرُ الْكراهية،وبالحُب نبْني وبه نَعْلو ومعهُ نَسْتقيم.
أَفيضّي يا دَواتّي ،واملأي الْسُّطور ،واعْزُفي أَلْحانَ الْحَياة ،وكوني لي الحروف والحركات.
كيْ أُعانِقَ الشّمس ،وأُقَبّلَ البَدْرَ،وَأَلْمسَ النُجوم ،وأكون للانسّانية النُّوربِأَبجديةِ سّرْمديّة وريشّات عُصْفور وحبرمن عطْرِ الزّهور.
ولو كنْتَ أنْتَ كابْنيْ آدم عليْه السّلام إما قاتلا" أم مقتولا" أنا لنْ أكون،أنا هي بقاموس انسّانيتي أنْتَ .
ورسّالَتّي أنْ أجعلَ الألف تاء" وأن أدْمُجَ هُوّيتي مَعك وأن تُسّاوي الأنا الأنْتَ...
أُحّبّ لكَ ما أُحِبُّ لِنَفْسّي وأَكْثر.
وليكن نبض قلبي في وتينك ونظرات عينيّ في قرّتك ،وراحَتي بين ثنايا أفكارك وفي حنايا وجدانك.
أُحِبّك مداد
وأصِلُكَ دائما"
وودُّك صلاة.
أنْتَ انسان تعني لي الكَثير وما عدا ذلك كلُّه تالي مهما زاد أو نقص أو عظم أو صغر.
وتّرْجَمتي لِمَشّاعري تكون بكلماتي ،التّي هي من معين حدائق وارفة وينابيع دافقة ،وأستعين بك على ذاتي وأرجو دائما" الرُّشْد والسّداد.
كن أخي حبيبي رفيقي صديقي كن أنا....
الألوان لنا والدنيا وما فيها فعلام يعلو صوت الحقد ولم تكون الحرب.
معا" تصبح الحياة أجمل ،ومعا" نجْعلُ المُسْتحيلَ مُمْكِنا".
تزهو الأرض وتّزْدَهر،وننشّرُ السّلام ُ وَنَنْتصِر، ونُفْشّي الفرح ونكون عضد لأي امرىء متخلف عن ركب الانسّانية ،ومتَأخرٍ عن اللُحاق بِقطار الحياة .
يا أنت استعن بي على نوائب الدّنيا ،واجعلني سَلاحك الايجابي ،وقلمك الرَصين،وقصيدُك الحكيم.
لتكن جهاتي كلّها وحدودي الواسّعة ووطني الجميل .