طلع بدر على السرير يحاول ينام ويادوب عنيه هتغفل تليفونه رن برقم المستشفى قام مخضوض : الو
المتصل: استاذ بدر انا دكتور عصام المسؤل عن حاله المدام
بدر قلبه عمال يدق بخوف : ايو خير يادكتور مارتى بيها حاچه
عصام بحزن : البقاء لله المدام اتوفت
بدر وقف وهو مسهم وقلبه عمال يدق : انت بتجول ايه مين الى ماتت
عصام بحزن : انى اسف ياستاذ بدر البقاء لله
التليفون وقع منه من غير ما يحس لف بص على صوريتها وهو عقله مش مستوعب دى كانت كويسه ولسه كان عمال يوعدها انه هيعوضها بس ملحقش محسش بنفسه الا وهو بيقول بعلو صوته : ااااااااااااااااه يانچااااااااة
البيت كله صحى على صوته ومريم طلعت تجرى عليه وهو نازل : بدر فى ايه نچاة مالها تعبت تانى
بدر لف بصلها مش عارف يقولها ايه
خرج ابوه ووراه سعديه الى جريت عليه : فى ايه ياولدى نچاة تعبت تانى
وقف بدر والدموع نزلت من عنيه غصب عنه لف بص لمريم الى اول ماشافت دموعه فضلت تحرك راسها بلا وصوتها طلع متقطع: لالا اواعك تجول انها راحت منى لا يابدر نچاة بخير انى لسه كنت معاها جول يابدر انها بخير
بدر اخيرا صوته طلع : البقاء لله
مريم وسعديه فى صوت واحد : لاااااااا
الحاج صالح قعد على اول كرسى وحط راسه بين ايده : انا لله وانا اليه راجعون
بعد ربع ساعه كانوا كلهم فى المستشفى دخلت مريم تشوف نجاة لاخر مره رفعت الغطا من على وشها ودموعها نازله زى الشلال وبصوت كله وجع وحرقه : كده يانجاة تسيبينى فى الدنيا لوحدى دانا ماليش غيرك من بعد امى وابويا انتى كنتى بدالهم ليا كنتى ابويا وامى واختى وصحبتى طب قوليلى اعمل ايه من غيرك اعيش ازاى طب ارجعى عشان خاطرى انا بكلمك مصرى زى مانتى عايزه اهو ردى عليا ياحبيبتى انتى ساكته ليه !!! بس هتردى ازاى وانتى روحتى عند الى خلقك علشان كده كنتى بتوصينى على يونس ماتخفيش ياحبيبتى يونس ولدى وزى ماربتينى هربيه وهفضل طول عمرى جنبه
دخل بدر وعنيه على نجاة وقلبه الندم ماليه : اطلعى يامريم يونس مش مبطل بيكى ومحدش عارف يسكته زى الى جلبه حاسس
بصت لنجاة لاخر مره وخرجت تجرى قرب بدر منها وفضل باصص عليها وساكت وبعد فتره اتكلم بوجع: ليه ياغاليه تروحى وتسبينى للندم يحرق قلبى كنتى استنى لحد ما احاول اعوضك على كل الفتره الى عدت عليا وانا بعيد عنك عمرى ماهسامح نفسى ابدا بس هطلب منك اخر طلب سامحينى يانجاة!!سامحينى وارضى عنى يمكن اقدر فى يوم اسامح نفسى
دخل دكتور عصام وقرب طبطب على كتفه : شد حيلك
بدر بصله : هى مش كانت حالتها اتحسنت وانت طمنتنى عليها
عصام بحزن: والله يااستاذ بدر هى كانت كويسه واخدت العلاج ونامت الممرضه دخلت بعدها بساعه تطمن عليها لقتها اتوفت الظاهر انها لما فاقت كان مجرد صحوة موت لان سبب الوفاه هبوط فى الجلب
بدر بوجع: طيب لو سمحت تصريح الدفن طلع
خرج عصام ورقه من جيبه : اه اتفضل والبقاء لله
بدر : ونعمه بالله
بعد اذان الظهر ادفنت نجاة وسط عياط وزهول وحزن ناس وفرحت ناس تانيه
بليل فى العزا اتجمع اكتر اهل البلد ستات ورجاله عشان يعزوا
قرب عمار من بدر :البجيه فى حياتك يابدر
بدر واقف مش مستوعب ان نجاة ماتت وان بدال مايعمل سبوع ابنه ويفرحها عاملها عزا : البقاء والدوام لله
عمار : شد حيلك يابدر ميشان خاطر ابنك
بدر : انا زين ياعمار ماتخافش
قرب منه حمزه حضنه : شد حيلك ياولد عمى
بدر : الشده على الله
جوه البيت كانت سعديه قعده ودموعها نازله فى **ت وجنبها مريم قعده فى عالم تانى وعلى ايدها يونس اخداه فى حضنها ودموعها نازله
دخلت حسيبه تمثل الحزن وهى بتصوت وتولول : ياحبيبتى يانچاة ياغاليه يابت الغالين روحت ياصغيره مكنش يووووومك ياختتتتى
قامت سعديه برقتلها : بلاها ولوله ياحسيبه ماحدش جالك ان حرام الصويت ديه
بصتلها حسيبه بنص عين ومثلت العياط: حزنانه على بت سالفى حرام احزن عليها
سعديه بتريقه : مانى خابره زين انتى حزنانه جد ايه الله يصبرك اصلك كنتى بتحبيها جوى
حسيبه بغل مدارى : يعلم رابنا الى فى جلبى
راحت حسيبه قعده ورجعت سعديه مكانها وهى بتقول لنفسها: الى فى جلبك انى خبراه زين جوى رابنا على كل ظالم
لفت بصت لمريم الى فى عالم تانى طبطبت وقلبها بيتقطع عليها : جومى يابتى ريحى هبابه انتى مريحتيش من امبارح
مريم مردتش لانها مسمعتش اصلا وكل الى سمعاه صوت نجاة وهما صغيرين
فلاش باك
مريم واقفه بتعيط جنب البيت وكانت ساعتها لسه عشر سنين قربت منها نجاة بخوف وخدتها فى حضنها : مالك ياخيتى بيكى ايه
مريم بعياط : العيال فى المدرسه بيعيرونى انى ماعنيدش ام ولا اب
نجاة بقهره على اختها : امال انى ايه مش انى امك يامريم
مريم طلعت من حضنها : انتى صغيره يانچاة تبجى امى كيف
نجاة: انى مش صغيرة ولا حاچه انا عندى ١٥,سنه يعنى ممكن ابجى ام عادى
مريم ابتسمت: صوح يانچاة وهتفضلى چنبى طول العمر
نجاة بضحكه : ايوا صوح وهفضل جارك لحد مااچوزك واچوز عيالك كمان ولو حد جالك ايوتها حديد عفش تانى تعالى جوليلى وانى اروح اطلع عنيه بس اوعاكى تزعلى ابدا
مريم : ده وعد
نجاة : وعد
حضنتها مريم: انى بحبك جوى يانچاة رابنا يخليكى ليا
نجاة : ويخليكى ليا ياحبيبتى
بـــــــاك?
مريم بصوت ضعيف : كده يانچاة تخلفى وعدك وتسبينى لحالى طب مين هيچبلى حجى لو حد زعلنى مين.هيچوزنى ويچوز عيالى (بصة ليونس)شوفت يايونس امك اختارت الموت وسابتنى انا وانت لحالنا من غير ضهر نتعجز عليه ياوجع جلبى من بعدك ياخيتى
قربت سعديه منها تحاول تهديها خدتها فى حضنها : هدى حالك يامريم يابتى هى راحت للى احسن منك ومن الدنيا كلها
رفعت مريم راسها بصتلها بدموع : يارتينى اموت واروح معاهم
شاورت سعديه بعنيها على يونس الى نايم على ايد مريم : والولد ده مين يربيه انى لوعشت النيهارده مش هعيش بكره بصيله زين يابتى من لحظه امه ماراحت للي خالجها وهو مش عسكت من البكى الا معاكى كانه بيجولك انتى امى الى هعيش فى ضلها
بصت مريم ليونس وحضنته قوى يمكن حضنه يهدى وجع قلبها
مدت بسمه ايديها طبطت على مريم ودموعها نزله هى كمان : هى فى الچنه اكيد يامريم انشاء الله نچاة طول عمرها طيبه وتحب الصغير جبل الكابير رابنا يچعل جبرها نور ويدخلها جناته امين يارب
عند حسيبه قعده عنيها على مريم وبتقول فى نفسها : عجبال جنزتك انتى كمان يامريم الكلب خلينى اخلص منيكى واحده غيرك كانت جتلت نفسها ورى خيتها وامها وابوها لكن كيف لازمن حد يجفلى فى زورى بس هانت ياحسيبه هانت
********************
فى مكان تانى تحديدا فى لندن كانت قعده بنوته جميله فى منتصف العشرينات وماسكه فى ايديها موبيلها وعماله تقلب فى صور كتير دخلت عليها ماماتها ووقفت بصتلها بحزن
: لسه محتفظه بصوره معاكى ياتالا
تالا : ايوا ياماما همسحها ليه
هنا: علشان تنسى بقى وتعيشى حياتك
تالا بعصبيه : انسى !!! انسى انه باعنى ورمانى ومافكرش يبص وراه مره واحده ولا حتى سال نفسه ياترى الايام عملت فيهم ايه لا ياماما عمرى ماهنسى انه ظلمنى عمرى
هنا دموعها نزلت على بنتها : انا السبب سامحينى ياحبيبتى
قربت تالا منها ومسحت دموعها : لا ياحبيبتى مش انتى السبب هو الى انانى مفكرش غير فى نفسه وقريبته الى اتجوزها علشان الورث مايرحش منه بس اقسم بالله لالازم اخد حقى وحقك منهم كلهم
*********************
بعد ايام العزاء ماخلصت طلب عمار من بدر انه يكلم معاه فى موضوع مهم
: خير ياعمار
عمار : احمم انت خابر يابدر ان المفروض كنت هتچوز انى ومريم بعد ماتخلص الچامعه السنه الچايه يعنى لستها جدمها كاتير
بدر بصله بنص عين : وبعدين اتكلم على طول ياعمار انت عايز تتچوز مريم الايام دى واختها لساتها مدفونه
عمار بسرعه : لا يابدر انت شايفنى ماعرفش الاصول ولا ايه
بدر : اومال عايز ايه من حديدك ديه
عمار : انى بجول ان مايصحش ان مريم تجعد عند*ك فى الدار بعد اكده وانت خابر كلام الناس وانت دلوقيت مابجتش چوز اختها
بدر بهدوء مايسبق العاصفه : اومال عايزها تجعد فين ياعمار فى الشارع
عمار : لا عيندى فى دارى مع امى واهو بيت عمها برديك
قام بدر وقف وعنيه احمرت : بجى خايف من ان الناس تتكلم انها جاعده فى بيت خالتها الى ماعنديهاش حد غيرها وانت خابر انى مابجعدش كاتير اهنيه وبعاود مصر ومش خايف الناس تجول جاعده مع خطيبها فى دار واحده (صوته علا) هى دى الاصول ياعمار ياولد الزينى
قام عمار وقف وبنرفزه : وانى من حجى اخاف على مارتى من حديد الناس يابدر
بدر بصله قوى : اسمعنى زين ياعمار مريم ماعتخرجش من الدار اهنيه غير وهى متچوزه غير اكده انسى الحديد خلص
مشى بدر وعمار واقف بيطلع نار من عنيه : ماشى ياولد الدهاشنه اما اشوف اخرتها وياك ايه عاد
تانى يوم خرجت مريم تزور قبر اختها وقفت قصاده تدعلها وتدعى لامها وابوها وبعد ماخلصت وقفت بدموع تكلمهم : الدنيا وحشه قوى من غيرك يانجاة لحد دلوقت مش قادره اصدق انك روحتى كل يوم بصحى واستناكى تيجى تنادى عليا علشان افطر معاكى بس مابجيش حتى يونس حاسس بغيابك ومش بيبطل بكى عليكى الله يرحمك ياحبيبتى طول عمرك تقوليلى انك بتحب بدر والموت اهون عليكى من بعده واد*كى اختارتى الموت علشانه
: لو كنت اعرف عمرى ماكنت سامحتلها تاذى نفسها يامريم
لفت مريم لقت بدر واقف وراها وكمل كلامه : نجاة خبت عليا مرضها واول مره اعرف انها تعبانه كان بعد ماولدت صدقينى
مريم بقهره : لو كنت جريب منها وبتحس بيها كنت عرفت لحالك انها مرضانه لكن انت اخترت البعد من الاول
بدر : غصب عنى كنتى عايزانى اعمل ايه اسيب شغلى وقعد ازرع الارض اومال كنت بتعلم السنين دى كلها ليه
مريم بدموع : انا ماجولتش سيب شغلك بس على الاجل كنت خدها وياك تبجى چنبك يمكن ساعتها كانت ماخترتش الموت ميشانك
بدر بوجع : كفايه يامريم كفايه اوعى تفكرى انى مش بتعذب بالع** انا الندم هيموتنى ووجع قلبى عليها بيزيد مش بيقل
مريم عياطها زاد وبدات تحس بدوخه : اومال انى اعمل ايه فى حالى دى هى الى كانت ليا فى الدينيا ومحستش باليتم الا لما راحت وسبتنى انى ماخب
مكملتش كلامها ووقعت لحقها بدر بسرعه وشالها جرى بيها على عربيته وخدها البيت واتصل بالدكتور يحصله
بعد نص ساعه كان الدكتور خارج من عندها قرب بدر منه : عيندها ايه يادكتور
الدكتور وهو بيكتب الروشته: متخافش هى بس واضح انها ماكلتش بجلها كاتير مع الزعل سببلها هبوط وضغطها وطى انى كتبتلها العلاچ ديه وهبعت ممرضه تعلجلها محلول يعوض جلة الاكل
بدر : متشكر جوى يادكتور اتفضل اوصلك
مشى الدكتور وخرجت سعديه بيونس من عند مريم : جالك ايه الدكتور ياولدى
بدر بتعب : عنديها هبوط من جلة الاكل قولى لام ربيع تعملها وكل ياما ولما تفوج.وكليها زين
سعديه : حاضر ياولدى ربنا يشفى عنها ويصبر جلبها وجلبك
بدر : امين يارب
********************
فى بيت الزينى دخلت واحده من البلد وقعدت تحت رجل حسيبه الى بصتلها ورفعت حاجبها : وراكى ايه ياروحيه
روحيه بخبث: عيندى خبر بميت جنيه
حسيبه بضحكه : بميت جنيه يبجى مالوش لازمه
روحيه بسرعه : لع ياست الناس طب والله انى كنت عايزه اجول بالف جنيه بس مارضيتش وجولت ارضى بجليلى
حسيبه : هو انتى ياوليه ياتنزلى جوى ياتعلى جوى !!!!عموما جولى وانا احدد
روحيه بصوت واطى : انى كنت من ساعه اكده راحه لوحده جربتى ساكنه جار المجابر وجبل ماادخلها لمحت سى بدر خارج بالست مريم من هناك
بصتلها حسيبه بق*ف: هو ديه الخبر الزين ياوليه جومى من وشى بدال ماطخك عيارين وايه المشكله لما يخرچوا من المجابر مش اختها لساتها ميته
روحيه بسرعه : ياستى سيبنى اكمل بس
مسيبه : جولى وخلصيتى
روحيه: سى بدر كان خارج بيها شايلها فى حضنه وكان باين عليه الخوف وكانها كان مغما عليها
سرحت حسيبه فى كلامها وبدات ابتسامه تترسم على وشها وبصت لروحيه : بت ياروحيه ايه رأيك فى الفين چنيه بدل الف
لمعت عين روحيه بجشع : ياسلام ياست الناس والله انى عارفه ان مافيش اكرم منيكى
حسيبه : بس فى حاچه لازمن تعمليها
روحيه بلهفه : عنيا دانى اعمل ايوتها حاچه ميشانك
حسيبه بغل: ميشانى برده !! المهم عايزاكى _________
روحيه بعد ماسمعت كلامها : بس اكده عنيا التنين
قامت خرجت وحسيبه عدلت نفسها وعلى وشها ابتسامه : باينها جربت خلص ولا ايه
بعد ساعه كان الحاج صالح طالع من صلاة العصر قا**ه واحد صاحبه من البلد وشكله متعصب : ايه ياحاچ صالح الحديد الى البلد بتجوله ديه
صالح : حديد ايه يارشوان
رشوان : البلد كليتها مالهاش سيره غير بدر ومريم الى كانوا فى وضع استغفر الله العظيم عيند المجابر
صالح بعصبيه : انت بتجول ايه ياراجل ياخرفان بجى بدر ولدى الى مارته لساتها ميته يعمل اكده ولا مريم الى البلد كليتها بتحلف باخلاجها چاين دلوقيت يتكلموا عليها
رشوان : اهو ديه الى حصول لو مش مصدجنى فوت جدامى وانى اسمعك اهل البلد والسوج كلياتوا بيجولوا ايه
مشى صالح معاه وطول ماهو ماشى الناس عماله تبصله ويتغمزوا عليه والى عمال يقول استغفر الله العظيم دى اختها لسه عضمها مانشفش فى تربتها
وصل الحاج صالح ووقف قدام الناس وبعلوا صوته : فى ايه يابلد مالكم مالجتوش الى بدر ولدى ومريم بتى الى تتكلموا عليها بالباطل
رد واحد من اهل البلد : مش بالباطل ولا حاچه احنا شوفنها بعنيها الى هيكلهم الدود دول وهو حضنها
صالح اتعصب اكتر : ياعالم يا ظلمه البت عيانه فى الدار وانتوا اهنيه بتنهشوا فى عرضها قسما بالله ال. هيچيب سيرت بدر ولا مريم لكون طخه عيار ومالوش ديه عيندى
سابه وروح وهو هيجن الناس كلها ملهاش سيره غير بدر ومريم ⚡⚡⚡