In the near future

. . . هذا غريب.. مهما حاولتُ العبور لا يُمكنني، هذا الموقع من الطراز الع**د؛ شخصاً مثلي لا يمكنهُ الدخول. ارتشفتُ القليل من الحليب خاصتي ثم استندت بِظهري وحدقت في سقف الغرفة المظلم، ا****ة على هذا نظام وا****ة على من صنعهُ. أغلقتُ الحاسوب وخلعتُ سماعات الرأس خاصتي ثم حملتُ حقيبة ظهري من الأرضية وخرجتُ. كنتُ اسير ووجهي ارضاً، اضع سماعات الأذن واضع يداي في جيب معطفي، انا في طريقي للجامعة، لقد قبلتُ في جامعة عريقة للعباقرة. كان الطقس بارداً والسماء مغطاة بالغيوم وبينما اسير وصلتني رسالة وتجاهلتها. تخطيت بوابة الجامعة، كانت كما في الصور تماماً؛ هل انا فخورة لأني في مكان كهذا؟ في الواقع..لا. سبب دخولي تلك الجامعة مختلف قليلاً، مرتبط بِرغبة غير نبيلة إطلاقاً، أوليس اغلب العباقرة اشرار؟ سقطت عينايّ على شاب اسود يضحك مع اصدقائِه، ثم رأيتُ شاباً آخر ذو شعر اسود طويل يسير وحيداً ثم هناك تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر القصير والوشوم. بالنظر لهم لن تتوقع أن مستوى ذكائهم يتخطى الـ130 وهذا فوق المستوى الطبيعي على كل حال، هناك منهم من يتفوق على الـ160 وهؤلاء هم العباقرة. ها انا في المحاضرة الأولى لِلعباقرة، كانت محاضرة عن الفيزياء وقوانين السفر عبر الزمن؛ هذا مدهش كيف لعلم واحد كـالفيزياء أن يتحكم بالعالم أسره. تحدث الدكتور قائلاً: "لقد تحدث اينشتاين عن السفر عبر الزمن، هل سمعتم عن سرعة الضوء؟ " استكمل حديثه بينما يكتب في اللوحة على الحائط: "نظرية النسبية لآينشتاين!" عاد ينظر لنا بينما يقول: "نحن في الواقع توصلنا الى طريقة لمشاهدة الماضي؛ التليسكوب، هذا الإختراع يمكننا بواسطته النظر للنجوم التي كانت موجودة منذ مئات السنوات! ايضاً النجوم التي نراها في السماء بالعين المجردة تمكنت من السفر عبر الزمن للمستقبل، فجميع تلك النجوم ميتة مسبقاً لكننا نراها لقد سافرت لنا !" قبضت حاجباي، يمكن أن يحدث تقابل بين أزمنة مختلفة هذا مرجح، لكن السفر عبر الزمن؟ لا أظن أن هذا ممكن. استكمل حديثه في حماس: "تعتمد نظرية آينشتاين على أنه كلما كنت اسرع كلما كان وقتك أبطأ! وقد تم تأكيد هذا عبر الطائرة، حين سافرت ساعة على متن طائرة بسرعة معينة وقد كان الوقت بها مختلف عن الساعة الساكنة في الأرض لكن اختلاف لا يكاد يذكر" انتهى الدرس وجاءت فترة الغداء وقد كاد الفضول أن يقتلني حقاً، هذا يبدو مترابطاً مع نظريّة الزمن الممتدد، تلك النظرية متشابهة مع النسبية. في الواقع السفر عبر الزمن يحدث، هذا منطقي تماماً ويحدث في الواقع لكننا نسافر للمستقبل ليس للماضي، اتسائل لماذا لا يطرح احد تلك الفكرة، في الواقع يمكن لأي شخص السفر للفضاء وهذا هو سبيله للسفر للمستقبل ففي غضون عشرة سنوات في الفضاء ستعود للأرض وها هي قد عبرت من الزمن مئة سنة او اقل بقليل. هذا ممكن وهذا ايضاً يجعل عمر الأشخاص اطول لكن بطريقة نسبية وليست مطلقة، ففـعلياً الشخص المسافر للفضاء عاش عشرة سنوات لكن علمياً وبالنسبة لقانون الأرض قد عاش ما يقارب المئة عام. لازلتُ اجهل فارق الزمن بين الفضاء والأرض، لكن هذا ليس مستحيلاً، اما بالنسبة للسفر للماضي فهذا ممكن لكن بِشكل أضعف، يمكننا فقط أن نع** النظرية الخاصة بِآينشتاين؛ لكما زادت السرعة تباطأ الزمن، لماذا لا نقول كلما قلت السرعة زاد الزمن، هل سيكون هذا ممكن حينها؟ على كل حال، بعد التخرج سأتمكن من الاختراع وسأحصل على شهادة لإثبات قدرتي وسأخترع حينها طريقة للسفر لكن حتّى هذا الوقت سأكتفي بال**ت. انهيت تناول طعامي في هدوء وقد انتهى اليوم الدراسي، اشعر بالخمول الشديد بالنسبة لليوم الأول، اين تبخر حماسي؟ وصلتني رسالة وتجاهلتها، اتسائل من يرسل لي الرسائل لكني **ولة على التحقق منها، اريد الذهاب للنوم فحسب الآن. لا يوجد طعام في المنزل، اللّعنة! انا مضطرة لشراء طعام، فوالدتي ووالدي ليسا بالمنزل. ذهبتُ لـمتجر بالقرب وبدأت اتفحص ركن الطعام المعلب، املك شهية للحوم اليوم. كنت اتفحص الاسعار والكمية قبل أن اسمع احدهم يقول: "فيونا! " نظرت للصوت لأرى الشاب الأ**د الذي رأيته ذاك الصباح في الجامعة وقد لوح لي بيده وفي وجهه ابتسامة: "انتِ في الجامعة معي أليس كذلك؟ هل تعيشين بالقرب من هنا؟ " ابتسمت له بخفة واومأت: "اجل، ابعد حوالي عشرة دقائق فقط" "هل تريدين توصيلة إذاً؟ جاكلين هنا ايضاً!"بمجرد أن انهى حديثه حتى رأيت الفتاة ذات الشعر الأحمر القصير تسير نحونا وتضع بذراعها حول كتف الشاب قائلة: "مرحباً، ماذا كان اسمكِ؟" "فيونا" ابتعدت عن صديقها وسارت نحوي ممسكة بِيدي: "ادعى جاكلين، وهو يدعى ماركو! " ابتسمتُ في **ت لتسأل هي: "كم مستواكِ؟ "اشارت ل*قلها لأجيب: "147، ماذا عنكما؟ " بدت متفاجئة: "هذا مرتفع، مستواي هو 135 وهو 150" نظرت لماركو: "انت عبقري إذاً؟" قهقه هو في خجل: "شكراً لكِ" قهقهتُ ايضاً ثم قلتُ: "يجب أن اذهب، شكراً لعرضكما! "ثم ذهبت سريعاً. دفعت ثمن مشترياتي ثم خرجتُ. وصلتني رسالة مجدداً وتجاهلتها، اكره هذا الهراء، يدي ايضاً مشغولة بالحقائب. كنتُ ارى الشاب ذو الشعر الأ**د الطويل يقف في الجانب الآخر من الطريق، لأنظر نحو اشارة المرور ولازالت حمراء. وصلتني رسالة. ثم الاخرى.. ثم الاخرى....! ثم بدأت تصلني مئات الرسائل بسرعة خارقة ومتتالية لأترك حقيبة مشترياتي ارضاً وأخرج هاتفي لأرى رقم مجهول بعث لي قائلاً: "الشاب الذي امامكِ ذو الشعر الأ**د الطويل سيموت في غضون دقيقة، ابعديه عن الطريق قبل أن تدهسه شاحنة"كانت الرسالة ذاتها تم ارسالها مئات المرات ثم توقفت عن الإرسال بمجرد أن قرأتها. نظرت للساعة في هاتفي، ما تلك المزحة؟ رأيت شاحنة تقترب من بعيد بسرعة ثم نظرت للشاب، الاشارة خضراء الآن، لذا عبرت الطريق لأرى رسالة تقول: "10 ثواني! "ومن ثم بدأ العد التنازلي. كنت اعبُر الطريق ع** اتجاه الشاب والتقينا في نقطة معيّنة قشعر بها بدني حين اطلقت الشاحنة انذاراً حينها دون أن اشعر أمسكت بمع** الشاب ليتوقف وينظر لي وتبادلنا النظرات. سمعت الرسالة السابعة ترسل لي، تبقى ثلاث ثوانٍ وسيموت ذاك الشاب..إن لم تكن تلك الرسالة مزحة! كنت استمع لنبضات قلبي؛ وفجأة نظرتُ نحو الشاحنة التي كانت تركض نحونا بسرعة جنونية لأدفع بِذراع الشاب بعيداً لِيندفع ارضاً نحو الرصيف واسقط معه. سمعتُ الشاحنة ترتطم في عامود إضاءة ثم رأيت شعلة نيران تتصاعد من الشاحنة. نظرت للشاب الذي كان تحتي ويحدق فيّ بِصدمة، فقد كنت انا ايضاً مصدومة.. سمعتُ صوت انفجار ماهول ونظرتُ نحو الشاحنة التي انفجرت ثم عامود الإضاءة كان يسقط نحونا لتنقلب الأدوار وقد كان الشاب حينها فوقي وتلقى هو سقطة العامود. كانت النيران تضيء المكان؛ تنع** بضوئها في وجه ذاك الشاب والهواء القوي تسبب في تراقص شعرنا، الجميع كان يركض نحو الشاحنة بينما هذا الشاب كان يحميني من العامود... كان هذا هو اليوم الأول الذي تلقيتُ بهِ رسالة من ذاك المجهول، كان هذا هو اليوم الأول للقائي بِـذو الشعر الأسود.. ******