الفصل ١
اجتمع الرجال حول طاولة تميزت بالضخامة طولاً وعرضاً إفترشتها الأموال بجميع انواع العملات الأوروبية، كما كثُرت عليها زجاجات الخمر .
ولكن السبب الحقيقي في جعل هذة الطاولة مميزه هو أنها كانت ملعب للقمار بين اشرس وابغض رجال المافيا عالمياً...!
إن اليوم يوم الحساب، يوم تفوح منه رائحه الدماء وتتناثر به أشلاء الضحايا التي يمكن ان نقول عليهم الجانيين والمجني عليهم معاً...!!
في مثل هذا اليوم يحصدوا اكبر واهم صفقات السلاح والم**رات وتقسم عليهم علي حسب خبراتهم ومدي شرهم وعنفوانهم...
وكم كانوا غافلون فيوم الحساب لم يأتي بعد...!!
يوم حسابهم سوف يصحبه زمهارير جهنم الغافلين عنها بسبب أنهم يغرقون في بحور المحرمات..!!
تمايلت الساقطات بين اذرعهم بوقاحه وبدون حياء في منظر ب*ع وجميع الأعين تنهش بأجسادهم المبيعه بأرخص الثمن بجوع واضح..!
كانت تفوح رائحه الخمر منهم ويتبادلون النظرات المدمره لبعضهم البعض فالجميع يريد فرد سيطرته هنا ولكن هيهات من هم ليفرضوا سيطرتهم ومن يترأسهم هو " the Eagle "
واحد من اخطر واشرس رجال المافيا عالمياً يقوم بهدم العالم وبنائه بإشاره واحده منه ، يميزه غموضه القاتم فحتي لا أحد يعرف او يجرؤ ان يترك فضوله نحو عمره او بيته او عائلته...!! يظهر امامهم فجأه كالجان ويختفي بعدها ويتبخر، ليصبح اغمض من عرفوا يوماً...!
**ت الجميع عندما رأوه يقترب منهم بخطواته الثابته ونظراته المدمره، هيبته تقشعر لها الابدان وشموخه يهتز له الارض من تحت قدميه..! تلتهمه عيون النساء من حوله فمن تستطيع تحدي وسامته وهو بتلك الهيئة الفتاكه بجسده العريض الرياضي وطوله الفارع وشعره وعينيه في سوادهم مثل سواد الفحم كما لحيته المهندمه تزيده جاذبيه غامض في وسامته كمثل شخصيته له هاله خاصه به..!! لم يهتم بهذا يوماً ولكنه يعلم جيداً انه بنظره واحده فقط يفتك بقلوبهم وقد كانوا تحت قدمه مثل التراب يعرضن انفسهن عليه ولكن حتي يستحقر ان يمس امرأه يشعر وانه شرف كبير علي ج*س حواء لا يستحقوا احتيازه..!
تحدث باللغه الروسيا وهو يجلس بوقار ويشير للحرس الذي كانو قد تريسوا المكان من حوله بأعدادهم الكبيره فأقترب منه رئيسهم بسرعه واخفض رأسه له يستمع لأوامره ثم هز رأسه بإحترام وهي يشير لبقيه الحرس بالتفرق حول المكان و محاصرته كتنفيذ لأوامره..
انتقل نظره للرجال حول الطاوله بعيون ثاقبه اقشعر لها جسدهم فحتي وان كانو من اخطر الرجال ولكنهم يعلموا ان عصفت رياحه ماذا سيحل بهم بالكاد سيفتك بهم..! توتر الجميع من نظراته الثاقبه وهدوءه المريب..
تحدث بصوت اجش وغامض يضعاف في خبثه خبث الافاعي ..
__"الحوار مترجم من الروسيا"__
" the Eagle "
وهو يقلب الشوكه الموضوعه امامه فوق الطاوله بين يديه وينظر لها بشرود : تلك العيون المحملقه بي الان تنال شرف عظيم
ثم اردف وهو يرفع نظره لتقابل عيناهم نظره شيطان تهوي لها القلوب رعباً : لكن هناك عيون لا تستحق هذا الشرف
وفي لحظه كان يقفز من كرسيه بخفه ويغرز الشوكه في اعين احد الرجال بكل عنف وشراسه وهو ثابت لا يرجف له جفن وسط ذهول ودهشه باقي الرجال من حوله وهم حتي غير قادرين علي التحدث او التعليق علي ما فعلوا فلا احد يستطيع ال**ود امام هذا الشيطان اللعين..!
وقف امام الرجل وهو يتلوي ارضاً ويمسك عيناه ويصرخ بكل ما اوتي من قوه وسط آلامه يعلم انه لم ينال الا بدايه طريق الهلاك فحين جثي علي ركبتيه امسك بقدمه يتوسل إليه ان يتركه ينعم بالحياه ولكنه كان يقف متصلباً بقسوه ينظر له بشمإزاز لينفض قدمه بعيدا عن يده وهو يشير للحراس حتي يقتربوا منه : نظفوا المكان من اي قاذورات
ونظر لهم نظره ذات مخزي ليفهموا سريعاً قصده ويقوموا بحمل الرجل واخذه بعيداً عنهم، جلس هو مجدداً فوق كرسيه يضع قدم فوق الاخري بشموخ وهدوء وكأن شيئاً لم يكن، تتبادل الرجال من حوله النظرات المتوجسه وهي تنتظر اوامره..
اخذ نفساً عميقاً من السيجار بيده ونفخ بدخانه بتجاه احد الرجال الجالسين ليصطدم البخار في وجهه بغزاره وقد هوي قلبه يشعر انه القادم ولكن فاجأه هو بتلك النبره الهادئة والمرعبه في نفس الوقت : لقد تجاوز سيام حدوده و وضع نظره علي شئ يخصني ويعلم الجميع ان ما ملكي فهو بمثابه خط الموت بالنسبه لي، وها قد كان بدايه عقابه..!
بدايه؟ اي بدايه تلك ايها الشيطان؟ لقد خرقت عين الرجل وتقول بدايه؟ اذن فما النهايه؟
كانت هذا السؤال يثب من اعينهم ولكن لا يقدروا علي التفوه به نظر لهم بتهكم وظهرت شبح ابتسامه فوق ثعره قائلا بدهاء : اعلم ما يجول بعقولكم الان، افتلك الباديه فما النهايه ؟
ابتسم بسخريه وهو يري تعابير الفضول باديه فوق وجوههم ليقول بنبره داميه اشبه بالجحيم : سيقطع الي اشلاء ويقدم كعشاء للكلاب الضاله، فحتي كلابي ارقي من ان تأكل لحم خسيس تجرأ و وضع عينه علي شئ ملك ل the Eagle
سقطت كلماته علي مسامعهم كالبرق وهم يعلموا ما مخزي كلامه فكانت رساله واضحه في بدايه المجلس ان سيكون له الامر الناهي في توزيع الصفقات وسيأخذ ما يحل له ولا احد يجرؤ علي مدهاته فأستسلم الجميع وامتثلوا لأوامره خاضعين، فالافضل لهم المحافظه علي ارواحهم بدلاً من ان يخ*فها منهم عذرائيل الانس..!
▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁▷
احتشدت ضباط الشرطة المصرية بالمدرعات وهم علي اهبه الاستعداد علي الفتك بتلك الخليه الارهابيه رصاصه بص*ر ذالك الملثم ولكن و**ي الرصاص قد حماه بنجاح وهو يقفز فوق المدرعه حاملاً سلاحه ببراعه ويصوب بخبره قناص تجاه اطارات سياره الارهابيين لتفتك بهم وتقف ويفقد السائق تحكمه في السياره لتأخد منحدراً حاداً ثم تنقلب بهم وهو يتابع محاولات هروبهم من السايره بعين كالصقر، استطاع احد منهم الفرار من داخل السياره واخذ يهرول بعيداً عنها وماهي هي الا لحظات حتي وثب بخفه يرقض خلفه كالفهد وصوت باروده يدوي في السماء كتهديد للارهابي ان يتوقف ولكن استمر في طريقه ليقف ثابتاً يسحب بندقيه خاصه بالقناصين من خلف ظهره ويدقق النظر بها جيداً ومن ثم تأخذ طلقته ساق الارهابي مسكناً لها ليقع ويتجه أليه بعض الظباط حتي يحتجزوه والبعض الاخر يتجه نحو السياره حتي يخرج من بها ان كان حياً فهم الان في حاجه لجميع الاعترافات وبالفعل استطاعوا ان يخرجوا رجلين علي قيد الحياه واخذوا يبتعدون بهم بسرعه عن موقع السياره فقد اوشكت علي الانفجار فتقدموا بخطوات ابطال واثقه صراخهم
ب " الله اكبر " يهز الارض من تحت اقادمهم هبط ذلك الملثم من فوق المدرعه بخفه وبسرعه و اعطي الاوامر لباقي الفرق ان يتحركوا بعيداً ويتراجعوا حتي لا يصيبهم اذي واصطف هو الاخر في اول صفوفهم يهتف معهم بعلو حسه الله اكبر وقد تمت العملية بنجاح باهر بفضل ظباط مصر وحماه الوطن..
كانوا جميعهم ملثمين ويرتدون نظرات زجاجيه سوداء كبيره فكانت تخفي اجسادهم داخل ذلك الزي الرسمي، بعد ان وصلوا للمقر الرئيسي تقدم ذالك القناص الملثم بخطوات واثقه تلمع رتبته فوق اكتافه والجميع يعطونه التحيه بإحترام ورسميه وهو يهز لهم رأسه فقط اثناء سيره.. تقدم داخل ممر طويل يقبع في اخره باب عريض يحتل الحائط بأكمله وحين تقدم نظر له العسكري بخوف وهو يقفز من مكامه يعطيه التحيه الرسميه فالجميع هنا يهاب هذا الغامض الذي ولا مره رأوا وجهه او تدرب معهم او حتي يختلط معهم ولكن يكون من اوائل الظباط دائماً في العمليات الخاصه بحت فقط ، يعلمون انه من اهم الظباط واكفاؤهم وايضاً قناص محترف وان وضعه حساس لذلك لا يستطيع الكشف عن هويته حتي لزملائه ولرئيسه، واحد فقط من يعلم هويته وهو
" اللواء اركان حرب رؤوف عبد القدوس " دلف للمكتب الذي اقل ما يقال عليه متحف..! وقف امام المكتب واعطي له التحيه الرسميه بإحترام واللواء يتابعه بابتسامه هادئه وهو يشبك اصابعه معه وتلمع عينيه بنظره فخر .. اغلق العسكري الباب من خلفه و اوصده جيداً فهو يعلم ان حين قدوم ذلك الظابط الغامض بالذات يشدد عليه اللواء عدم الازعاج اين كان الوضع ليمتثل لأوامره وينفذها بالحرف..فمن هو ليقف امام هؤلاء العمالقه؟
تقدم من المكتب بخطي بطيئه ورفع يده ليحرر وجهه من تلك النظاره الزجاجيه مع ازاله الو**ي الذي يلثم وجهه ثم يتجه لرأسه حتي يزيح تلك الخوزه بإرهاق لينسدك شعر حريري بني طويل يصل لأسفل ظهرها بنعومه فتاكه وتظهر عيون عسلي كبيريق الشمس تحميهم رموش كثيفه مع شفتي من الكرز وبشره بيضاء ناصعه
: علي ما اظن يا سياده اللواء خلصت كدا مهمتي
ابتسم اللواء واشار لها بالجلوس قائلاً بجديه هادئه : اتفضلي يا حضره الظابط استريحي
جلست امامه بهدوء وهي تنظر له بعمليه مترقبه القادم منه حين اردف قائلاً بإبتسامة عابثه : مينفعش ظابط مخابرات شاطر زيك يا خديجه مهماته تنتهي بالع** ده المفروض في كل مهمه ومن قبل ما تخلص يكون مهيئ نفسه للمهمه الي بعدها
اخفضت رأسها تبتسم بخفوت ثم رفعت انظارها له تقول بتوجس : حضرتك تقصد اني اتكلفت بمهمه جديده؟ انا كدا واخده سبع مهمات في الشهر ده بس..!
"رؤوف" بعمليه: الحقيقه مقدرش اثق في قناص غيرك في العمليات الارهابيه دي، لاني واثق ان تعليمي مرحش هدر
ابتسمت حينما تذكرت انه منذ اتخاذ قرارها للدلوف لهذا المجال وقد تفوقت بجداره علي الكثير من زملاؤها الرجال واعجب سياده اللواء بشجاعتها وحرفيتها ليدربها هو بنفسه ويثبتها في فرق المخابرات المصريه وحرص علي اخفاء هويتها وكونها انثي فحقاً من يراها وهي تقفز بين الحواجز وتتعدي النيران وتتبادل اطلاق النيران وسط الحروب الدامية لا يأتي بخاطره ولو للحظه انها تكون انثي بكل ما تحمله الكلمه من معاني..! انثي عظيمه الجمال تخفيه وراء ذالك الزي الرسمي الذي يغلفها من قدمها لاعلي رأسها والسبب الاخر من اخفاء هويتها هو حرصاً لها فهي لا ترسل الا في المهمات المستعصيه التي تشكل خطر كبير عليها ان تعرفوا علي هويتها..!
"خديجه" بخفوت : تسلم يا سياده اللوا،
ثم اردفت بعمليه وحماس : واضح ان الارهابيين مش ناويين يجيبوها البر ونهايتهم علي ايدي
"اللواء" بغموض : بس مهمتك المرادي مش مع بالارهابين
نظرت له بترقب لتتسع حدقتها حين دلفت كلماته لمسامعها يقول بجديه : المرادي انتي هتسافري روسيا مهمتك تندسي وسط اكبر شبكه مافيا في العالم
"خديجه" بذهول من هول المفاجأة : ايه؟
"اللواء" بصرامه : جرا ايه يا خديجه هي اول مره تدخلي فيها مهمات برا مصر او انك تندسي كجاسوسه لمصر وسط الخليات؟
اها لذلك يجب عليها ان تخفي هويتها..! فها قد اكتشفنا دور جديد لها وهو انها جاسوسه لمصر ايضاً تندس وسط الارهابيين ببراعه وتمكن لتيسر الطريق للقوات المصريه فإذن هي عميله سريه او ما شابه..!
"خديجه" بتوتر : لا حضرتك مش اول مره.. بس.. ااا يعني اقصد حضرتك المهمه دي كبيره جداً..!
"اللواء" بتأكييد : وعشان كدا اخترتك، عشان واثق فيكي انك هتكوني قدها
"خديجه" بتردد: طيب انا هيكون ايه دوري هناك؟
مهمتي ايه؟
"اللواء" بعمليه : المافيا دي فيها اكبر تجار سلاح وم**رات في العالم وفي ناس منهم محرضيين الارهاب علينا عايزين يشغلونا عشان يدخلوا بلدنا وينهبوا خيرها، دلوقتي مهمتك انك تندسي بينهم وتعرفي ايه الي بيحصل هناك ومتقلقيش احنا هنبقا معاكي لحظه بلحظه
ضيقت "خديجه" عينيها وهي تفكر بشرود وتقول : طيب وانا هدخل بينهم بصفتي ايه؟
"اللواء": عشيقه رأيسهم
هوي قلبها ورفعت نظرها له بذهول وهبت من مكانها فوراً تحدق به بذهول كيف يطعنها هكذا وهي من كانت تعتبره والدها بعد استشهاد والدها اخذته هو اباً لها منذ ان احتواها..! افكيف يضحي بشرفها هكذا..! نظرت له بلوم وعتاب ليستقبل هذه النظره بهدوء فهو يعرف ما يجول برأسها ليقول مطمئناً : انا عارف انك اتصدمتي وبتفكري ترفضي عشان متقبليش بالوضع ده،
وقف من مكانه والتف حول المكتب ليقف امامها ينظر لها ويقول بحنو اب : خديجه انتي بنتي، وانا عمري ما ارمي بنتي في التهلكه، انتي محدش هيقربلك ولا هيمس شعره منك، احنا هنكون معاكي خطوه بخطوه ومش هنسمح لحد يقربلك، انتي بس هتلفتي انتباهه وطبعاً هتبقي متخفيه بأسم وبسبور روسي وطبعاً انتي بتعرفي تتكلمي روسي وكمان ملامحك اوروبيه يعني محدش هيقدر يشك فيكي ولو لحظه خصوصاً اني واثق في كفائتك
"خديجه" بضيق : حضرتك بتقولي ابقا عشيقه رئيس مافيا و تقولي متخافيش..! معلش انا مش فاهمه حاجه...!
"اللواء": هفهمك.. انتي هتلفتي انتباهه مش اكتر احنا هنرتب المكان والساعه وانه يظهر انك اتعرفتي عليه بطريقه عشوائيه ومتعرفيش هو مين وهتفتحي معاه كلام وتبقا صداقه شغل في الاول لحد ما يثق فيكي وتلازميه دايماً ميفارقيش واحنا هنحرص انك دايما تكوني بعيده عنه يعني مش هيقربلك بس في نفس الوقت مش هيبقا عارف يبعد وبهكذا نقدر نمط في الوقت ونعرف اكتر هما بيخططوا لأيه..
تن*دت "خديجه" بقله حيله فهي تعلم ان عملها حساس لا تستطيع التحجج به : طيب حضرتك ياريت تديني الملف ادرس الموضوع
ابتسم "اللواء" وهو يري بدايه موافقتها : خديجه...! خلي بالك الراجل ده مش سهل ومش اي واحده هتقدر تلفت انتباهه، بس انا واثق فيكي واثق انك هتقدري توقعي the Eagle..
اتسعت حدقتها بدهشه وهي تسمع الاسم ثم قالت بذعر : انا هتعامل مع the Eagle ؟ حضرتك متخيل الوضع الي انا فيه؟ ده الراجل ده وراه مصايب تهد العالم، حضرتك ناسي انه كان ورا تهريب الاثار من مصر وتفجير المقابر الفرعونية؟
"اللواء" يشعر بخوفها فقال بنبره محذره : خديجه؟ انتي خايفه ولا ايه؟! هو ده الي اتعلمتيه علي مدار شغلك؟ الخوف؟ مفيش مكان للخوف بينا يا خديجه فوقي انا مش باخد رايك بالمهمه دي انا بد*كي اوامر وياريت تجهزي نفسك السفر هيكون كمان اسبوع بعد ما تطمني علي والدتك واختك الصغيره وترتاحي
اخفضت خديجه رأسها بقله حيله وهي تتن*د قائله بعمليه متناسيه خوفها وذعرها من المجهول : تمام يا فندم
ثم شرعت في ارتداء بذلتها مره اخري لتعود لذالك الملثم الغامض واعطت التحيه للواء ثم خرجت من مكتبه تاركه اياه يبتسم بفخر فقد تخطي دهاء الصغار الان خبرته علي مدار السنين ..! نعم انها لم تكون فكرته بل فكره ذلك الغامض الذي تخطي حدود الدهاء والاحتراف ويفعل الان ما لم يفعله او يتوقع فعله اكفئ واشرس الظباط علي مر الزمان ..!
تن*د بإبتسامة هادئه مطمئناً نفسه : اطمني يا خديجه، اطمني تميم عمره ما يفرط فيكي انا واثق فيه زي ما واثق فيكي..
كانت تجلس بداخل احضان والدتها التي اشتاقت لها كثيراً بعد انقطاع عنها لمده شهر بسبب مهامها اللانهائيه.. كانت الست عفاف تربت فوق شعرها الحريري بحنو ورقه بالغه وهي تتن*د بأسي علي حال ابنتها التي اخذتها دوامه الثائر لودالها بعد استشهاده علي يد الارهابيين
"عفاف" بحزن: كان لازمته ايه بس يا حبيبتي التعب ده كلو؟ قلبي مشغول بيكي علي طول يا خديجه، ما بعرفش انام ولا يغمضلي جفن طول ما انتي بعيد عني يا ضنايا ،انا واختك ملناش غيرك عشان خاطري فكري في الي طلبته منك
ابتعد عنها "خديجه" وهي تنظر في عينيها بعتاب ولوم واخذت تقول بإستنكار : افكر في طلبك يماما؟ افكر في ايه ولا ازاي...! ، عايزاني اسيب حق بابا واستقيل...! ولما استقيل مين هيجيب حق ابويا ها؟ مين هيجيب حق اللواء حسنين ابو العز؟
ثم اردفت بأعين دامعه وصوت متحشرج اثر فيض ذكرياتها امام عينيها : انا وعد بابا..! وعده هجيب حقه واخلص علي كل ارهابي بأيدي ،هخلص عليهم زي ما خلصوا عليه..! زي ما قتلوه قدام عيني..! كنت م**مه انه ييجي معايا عشان نجيب نتيجه الثانويه العامه عشان افرحه..! كان نفسي اشوفه فخور بيا..!! كان نفسي اثبتله اني كنت قد الثقه الي وثقها فيا بس ايه؟ روحت ورجعت منغيره..!! روحت ورجعت وهدومي غرقانه بدمه مش هنسي وهو بيوصيني عليكي وعلي سجده.. ! مش هنسي وهو بيقولي اخلي بالي منكم كان عارف اننا ملناش حد بعده .. عارف ان ملناش غيره ..!! وتقوليلي دلوقتي اسيب حقه واستقيل؟ ده انا حاربت الدنيا كلها عشان اوصل للي انا فيه ، اتخليت عن احلامي الورديه واني افتح مشتل زهور وعن انوثتي وعن حياتي كأي بنت في سني عشان ادخل لعالم كله ضلمه وسلاح وقتل وانا الي يالي كنت مقدرش ادبح فرخه...! استحملت كل ده ليه؟ استحملته عشان اوفي بوعدي لبابا يا ماما، عشان اجيب حقه وحق كل اب ولاده اتحرمه من حنانه وكل ابن قلب اهله اتوجع عليهم وكل اخ و عم وخال دمه كان تمن اننا نعيش لغايه دلوقتي في امان..!
ثم وقفت بهمه وقالت بحزم وجمود : اسفه يا امي بس انا مش هسيب حق والدي وهعمل كل الي اقدر عليه عشان اقضي علي كل خليه ارهابيه حتي لو التمن كان روحي
انتفضت "عفاف" سريعاً وهي تحتضن ابنتها وقد سالت دموعها بأسي وحزن وقد كان كلام ابنتها كالخناجر يشق بقلبها : بعد الشعر عليكي يا نور عيني، ربنا يخليكي ليا ولاختك يا روحي متقوليش كدا ، انا واثقه انك تقدري تجيبي حق بابا، ومستودعاكي عند ربنا هو الحافظ وهيحفظك ليا
مدت "خديجه" انمالها وجففت دموعها وهي تبتسم بحب : انشالله يا حبيبتي كل الي بطلبه منك دعواتك ورضاكي عني يا حببتي
وبالفعل هذا كل ما تحتاجه فإن كانت مؤخراً تحتاج لإتخاذ قرار لكن بعد ذكرياتها التي تدفقت عليها وتشجيع والدتها غمرت العزيمه روحها وقررت الفتك بأي عدو وعدم اعطاء فرصه لأحدهم ان يلوث وطنها بأفعاله الدنيئه اين كان هو من او اين..!
لتتن*د بحزم وهيئت نفسها للسفر في المعاد الذي حدده اللواء لها وقد اخذت عهد علي نفسها امام ربها بالتدريب المميت هذا الاسبوع حتي وان كانت لا تحتاجه ولكن ليكن التدريب مكثف وقوي حتي تثقل عقلها وجسدها بالخبره وتنشط عقلها لسرعه تكييفها هناك..
اخذت خديجه والدتها لغرفتها وكانت اختها الصغيره سجده ذو السبع اعوام تنكمش حول نفسها فوق الفراش لتذهب وتأخذها بأحضانها ثم تدثرت والدتها بجانبهم ايضاً ليناموا ثلاثتهم هذه الليله في احضان بعضهم البعض مستمتعين ببعض الدفئ الاسري الذي طلامه سعوا من اجله من بعد فقدان والدهم فقد ترك فراغاً كبيرا في حياتهم فبالرغم من انشغاله الدائم بسبب اعماله ولكنه كان يسخر طاقته لعائلته لتنعم بأسعد الاوقات معه وبوجوده بجانبهم ولكن امر الله قد كان ولا اعتراض في ذلك فحتي وان انشقت قلبوهم ولكن لم يقنطوا من رحمه الله سبحانه وتعالي وقد اخذوا بمقوله الشيخ الشعراوي عندما قال:
" لعـل الله اخــذ منك ما لم تتــوقع ضياعــه ليعطــيك ما لم تتــوقع تملكــه"
▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁◁▷◁
في روسيا...
ترجل من سيارته ذو الدفع الرباعي حالكه السواد بحلته السوداء ايضاً فقد اصبح اللون علامه مميزه له وهو الظلام بنفسه لا يعرف طريق للنور بل يغزوا كل من يضيئ امامه بسواده الحالحك...!
كانت السياره قد توقفت خلف جبل بمنطقه شبه صحراويه تنعزل عن العالم المزدحم .. اخذت خطواته لذالك الجبل ليقترب من باب خشبي في الارض مخفي بطريقةٍ ما ليرفعه وينزل في سرداب طويل مؤدي الي غرفه فائقه الاتساع معتمه بعض الشئ، ولكن ظهر باب خشبي بوضوح وقد لمعت اعين الح*****ت المعلقه رؤوسها فوق ذلك الباب ليتقدم منه ويتفحه ثم يدلف بهيبته وشموخه المعتاد، ليجد رجلًا وقد ظهر عليه انه كان بانتظاره.. كانت هيئته لا تدل علي تاريخه الدنيئ بالمره فإن رأيت هذا الرجل للوهله الاولي فسوف تري رجل بشوش ذو وجه مستدير وعيون زرقاء ولحيه **اها الشيب اثر تقدمه في العمر ليظهر وانه اطيب البشر قد..!
ولكن فيلكن هذا علي الجميع ولكن ليس علي ال devil..! فقد كان يرمقه بنظرات ساخره يردد داخله بتهكم : ومن رئاك يظن انك خير ملاك انما انت هلاكٌ عسير..!
اقتحم الرجل افكاره ليقول بهدوء مرعب : اهلاً بال ال devil لقد كنت انتظرك
"the Eagle"
بثبات وثقه : اعرف ولذلك ها انا امامك
"الرجل بغموض قاتم ": هذه شجاعه فائقه فلا احد يأتي هنا ليستلم كفنه بيده
اجاب بنفس الثقه : وماذا ان كنت اتيت لأسلمك وليس لأستلم
نظر له الرجل بترقب ليقترب من مكتبه ثم يسند بمرفقيه فوق المكتب يقرب رأسه منه ويدقق في عينيه بقوه وقد احتدت نبره صوته : لا يهمني ماذا وصلك عني او ما هي الخطه التي تدور في ذهنك الان للتخلص مني، لا احتاج لأحد ان يعرفني بنفسي فأنا اعرفها جيداً .. انا the Eagle لتجعل هذا الاسم ذو صدي في اذنك دائماً ، فقد ستتذكره جيداً حين افتك بتلك الجاسوسه المصريه الذي ارسلوها لتخدعني ويظنون ان هذا الامر سيخفي علي..!! تلك الحمقاء ستري مع من عبثت وحين اذن ستتأكد من اكون
نظر له الرجل بغموض وطال **ته وقال وهو يتفترس رودو فعله بعينه بصوت اشبه كالجحيم: سنري من تكون اذن، سأعطيك فرصه اخيره تثبت بها ولائك للمنظمه وعليك تقديم قربان وليكن روح تلك الجاسوسه، ولكن ان لم يتم الامر حينها لا تكفيني فيك طرق ت***ب الدنيا اجمع فابغض الاشياء علي قلبي الخيانه...
قال جملته الاخيره بنبره داميه وقد انقلبت عيناه لنظره توحي لك ان شيطان تجسد في هيئه بشري ليقف امامك الان...
بادله بنظره لا تختلف عنها كثيراً لتطول حرب النظرات لوهله قبل ان يلتف ويأخذ خطواته الواثقه خارج المكتب ثم الي خارج الجبل بأكمله ليأخذ سيارته ويبتعد بها قدر المستطاع عن هذا المكان الاشبه بالقبر والذي يزيد حنقه كثيراً..!
كان يقود السياره بجنون وهو يشد علي شعره الاسود الكثيف بغضب فلا يكفي الوضع الذي افترض عليه بل ذاد الامر سواءً بقودمها الي هنا...!!!
▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁
مر الاسبوع في مصر بسلام علي خديجه وعائلتها، ليحين موعد السفر وقد جهزت حقائبها واوراقها و ودعت والدتها واختها قبل الذهاب لمكتب اللواء بزيها الرسمي لتأخذ التعليمات
دلفت للمكتب لتراه جالس يشبك يديه ببعض وشارد امامه بسكون وقد فسرت هذا بسبب توتره وقلقه لفشل المخطط وهي لا تعرف ان خوفه الاكبر هو عليها هي وهو وقد كان دائم التفكير بهم وبحالهم في ذلك الوضع..!
تقدمت منه وازالت خوذتها ليظهر وجهها البشوش ووجنتيها ذو الحمره وعيناها الساحره مع ابتسامتها البسيطه التي انارت وجهها زياده علي نوره..!
ابتسم اللواء لها والقي عليها تحيه الصباح ثم لحظات وبدأ اعطائها التعليمات اللازمه وبعد ان انهي حديثه اعطي لها اوراقها التي ستستخدمها هناك : طبعا انتي هناك سيده اعمال مشهوره في اوروبا وليكي معارف كتير واسمك كاترين واشتغلتي في الم**رات قبل كدا وقومتي بتهريب شحنه ، وبعد كدا خفتي تكملي لكن انتي عندك استعداد ومحتاجه حد يساعدك
"خديجه" بعمليه : يا سياده اللواء خلاص الخطه قولناها ميت مره وانا حفظتها ** والله ملوش لزوم حضرتك تتعب نفسك وتعييد
"اللواء": لا طبعا ده واجبي..! لازم اعييد مره واتنين وعشره ولازم آئمنك علي نفسك مره واتنين وعشره بردو انتي امانه عندي وانا عمري ما افرط في امانه اللواء حسنين.. عمري ما افرط في امانه صاحبي واخويا وحبيبي..! عمري ما افرط في بنتي يا خديجه..! خلي بالك من نفسك و اوعي تخافي، احنا علي طول معاكي
ابتسمت "خديجه" بشرود وهي تحاول تجميع شتات عقلها بسبب التفكير الدائم في المجهول : متقلقش يا فندم انشالله هرجع بالسلامه وانا ناهييه المهمة دي علي خير
"اللواء" بفخر : وانا واثق فيكي يلا اتوكلي علي الله اطلعي علي المطار طيارتك كمان ساعتين يادوب تلحقي تغيري اللبس الميري ده وتلبسي ملكي عشان الوضع يظهر طبيعي
▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁▷◁
هبطت الطياره المحمله من مطار القاهره الدولي بداخل مطار روسيا وقد كان تعدت الساعه العاشره مساءاً وفقاً لفرق التوقيت ..
هبطت خديجه وهي تلتف حولها بإنبهار فبالرغم من سفرها الدائم لأداء مهامها الا انها اول مره تزور روسيا فأخذت تتفحص وجوه الناس والمباني الشاهقه والشوارع المزينه والمنظمه بإنبهار ولكن كل هذا ما كان الا محاوله منها علي تهدئه روعها قليلاً فلا تنكر ان قلبها يقبض مع كل خطوه تأخذها وتقترب من اداء اول خطواتها في تلك المهمه التي ستغير مسار حياتها وتقلبها رائساً علي عقب...!!
بعد وقت ليس بطويل وصلت لاحد اشهر وافخم الفنادق وقد كانت سياره تنتظرها عند وصولها للمطار وفقاً لترتيبات اللواء فقد خصص لها سياره من افخم الموديلات بسائق خاص ينقلها حيثما شائت كأرقي سيدات الاعمال وسيدات المجتمع الراقي .