الفصل ٥

1313 Words
خرج بها من باب صغير خلفي لذلك المكتب ليصبح امام سيارته في منطقه منعزله عن المتحف وهادئة ، فتح باب المقعد الامامي ثم اجلسها برفق وجثي علي ركبتيه امامها ثم رفع انماله لتحييط بساقها برفق ورقه شديده ترفعها فوق قدميه.. ارتجفت هي اثر لمسته واغمضت عينيها بقوه محاوله ضبط نفسها و تحمل الالم اما عنه فقد حاول تمالك اعصابه حين ارتجفت اوصاله حين لامست انماله بشرتها الناعمه، ليرفع نظره لها يراها مغمضه العينين تعض فوق شفتيها بقوه كابته بكاؤها بداخل مقلتيها .. خرج صوته متحشرج هادئ اثر اضطرابات مشاعره : عيطي يا خديجه، متكتميش جواكي وعيطي ، صرخي متخافيش محدش هيسمعك هنا.. وكأنها كانت تنتظر كلماته لتأخذ دموعها الاذن وتسييل فوق وجنتيها بألم .. الم نفسياً وجسدياً وهي تشعر انها لأول مره عاجزه عن اداء مهمتها..!! كان هو يحرك ساقها بعمليه وقد اتقن ما يفعل وبالفعل خف الالم قليلاً عن ذي قبل وكان يعلم هو ذلك فأخفضها علي الارض برفق ثم نهض وقف امامها ولا يعلم لما شعر بغصه في قلبه من دموعها..!! رفع انماله ثم مسح دموعها برقه بالغه واخذ يتحسس وجنتيها برفق وهو يراها تشد غلق جفونها بعنف ليخرج صوته حاني : لسه حاسه بوجع زي الاول؟ هزت رأسها بوهن بمعني لا وهي لازالت مغمضه العينين لا تريد النظر لعينيه فقد باتت تعلم بل تتيقن انها لا تستطيع ال**ود والثبات حين تلاقي اعينهم..!! "ال devil" برقه : طيب وليه الدموع دي دلوقتي؟ ثم اكمل بخوف حاول كبته داخله : دانيل عملك حاجه؟ ... لكن لا رد..!! ليردف هو بحده خفيفه : خديجه ردي عليا دانيل لمسك؟ هزت رأسها بعنف مره اخري بمعني لا ليتنفس الصعداء ولا يعلم لما شعر بالراحه..!! "ال devil" وهو لايزال يحيط وجهها بين كفيه : طيب مش عايزه تبصيلي ليه؟ .. فتحي عينك يا خديجه وبصيلي اعادت فعلتها وهزت رأسها بعنف في منظر طفولي ليبتسم هو رغماً عنه ويقول برقه : خديجه... فتحت عيناها ببطئ وهي تخشي النظر لعينه ولكن قد كان..!! فتحت عينها لتقابل عيناه في نظره حانيه مطمأنه منه لتتوه بداخل جفونه كما هو لم يعرف متي ظلوا هكذا وهو يحيط وجهها بكفه ويحرك اصبعه برفق فوق وجنتيها محاولاً تهدأتها خرج صوته متحشرج حاني وكأنه يحدث ابنته : متخافيش، مكنش هيقدر يعملك حاجه عشان انا معاكي.. "خديجه" وهي تجمع الكلمات بتشتيت : ااا.. اانت.. انت ازاي جيت هناك؟ انت مين؟ رد عليا ريحيني وقولي انت مين انا ما بقتش فاهمه حاجه وحاسه اني عاجزه...!! ازاي عرفت اصلا انه خادني لهناك ..!! انن.. انااا. مابقتش قاد.... هنا اغمضت عيناها بألم واخفضت رأسها بخزي لاتستطيع استئناف حديثها من تشتيت عقلها..!! لا يعرف لما شعر بتلك الغصه المريره علي حالتها نعم يعلم الدوامه التي غرقت بها وشعورها بالتشتيت الان ولكن ما بل يدي حيله..!! لم يشعر بنفسه الا عندما اقترب واخذها بين احضانه يغلفها بذراعيه ويخبئها بين ضلوعه وهو يربت فوق شعرها برقه ويهمس بجانب اذنها : شششششش اهدي يا خديجه... اهدي ومتخافيش ومتشليش هم حاجه.... انا معاكي مش عليكي متخافيش شهقت هي من وهل المفاجأه ولكن لا تعلم لما لم تمنعه لما لم تصرخ به وتدفعه بعيداً عنها بل شعرت بالدفئ بداخل احضانه التي ابتلعتها شعرت بالامان التي كانت تحتاجه لتجد نفسها تتشبت بملابسه بدون وعي منها وتدفن رأسها في عنقه وتترك المجال لدموعها حتي تفرغ كل ما بداخلها من ألم ولكن ليس هذه الفتره بل ألم سنين كانت تكتبه بداخلها عندما لم تجد مأوي تتشبتت به وهي تفرغ كل ما يحمله ص*رها من آلام ولكن الان شعرت انها قد وجدت ذلك المأوي بين ضلوعه...!! اخذت تبكي وتبكي وهو يربت فوق شعرها برقه ويضمها بقوه يشعر انه يريد اخفائها بين ضلوعه لا يعلم ماذا حل به ولكن يشعر ان قد نبتت ورده وسط ارض بور نعم ذلك ما حل بقلبه حين ضمها..!! "خديجه" من بين احضانه وهي تض*به فوق كتفه بوهن وضعف وتصرخ : لييه؟ حرام عليك ليه بعت بلدك ووطنك ؟ ليه خدتوه مني ده هو كان كل دنيتي؟! انتو الي قتلتوه وخدتوه مني وانا مكنش ليا غيره يارب سامحني بس مش قادره تعبت ..!! تعبت ونفسي في حضن بابا... اعتصر قلبه علي حالها ليزيد من ضمها وبدون وعي منه قال جملته بصدق ومشاعر جارفه استغرب هو نفسه لها : انا بابا...!! انا بابا يا خديجه وحضني ده ملكك بس اهدي..!! دفعته "خديجه" بعيداً عنها وهي تصرخ بألم : لا انت مش بابا، انت مش بابا، انت قاتل وخاين خنت بلدك و وطنك والقتل اسهل حاجه عندك اومال هما سموك عزرائيل الانس ليه ها؟ عشان انت واحد قلبك مات، وانا عارفه انك بتعمل كل ده دلوقتي عشان تخدعني وتقتلني انا كمان، عايزين تخلصوا عليا زي ما خلصتوا علي بابا ..!! "ال devil" بغموض وحده خفيفه : لا يا خديجه انا مش خاين انا يمكن اه بقتل بدم بارد بس مش خاين ولا انا بخدعك وعايز اقتلك، انتي مش فاهمه حاجه والمشكله ان مينفعش تفهمي دلوقتي ، بس كل الي اقدر اقولهولك انك تطمني علي نفسك وانتي معايا مش تخافي مني.. لاني انا امانك.. انا لو عزرائيل الانس وبقبض روح الي يقف قدامي الا انتي عشان روحي في ايدك..!! "خديجه" بعدم فهم : يعني ايه؟ يعني انت عايزني اثق فيك بعد كل الي بتعمله؟ بعد ما بتبقي ورا اكبر المصايب الي بتحصل للبلد وفي العالم كلو ؟ اثق وآمن لمين؟ لل devil ؟ طب ازاي؟ اقترب منها بعيون حاده ونظره ثاقبه : ميهمنيش دلوقتي تصدقي او متصدقيش المهم انك تعرفي اني معاكي وعمرك ما تتأذي في وجودي "خديجه" بأعين متسعه من الصدمه : طب ازاي؟ معايا ازاي وليه؟ قولي ازاي تبقي مع عدوك؟ فهمني قولي اي حاجه لو عايزني بجد اثق فيك..! انت ليه معايا؟ وازاي عارف كل حاجه عني؟! وليه دايماً بتختفي وتظهر فجاءه وازاي قدرت تعرف الي دانيل ناويه؟! تن*د بحراره فتلك المشا**ه قد بدت اعند مما توقع : خديجه اني احلل المواقف ونظرات الناس وتصرفاتهم ده مش صعب ابداً وعلي ما اظن ده المفروض تكوني متدربه عليه انتي كمان، دانيل معروف ان سمعته مش كويسه ونظراته ليكي من اول المزاد كانت واضحه، اول لما لقيته بيقرب منك فهمت غرضه لانه كان باين من عنيه، وطبعاً من السهل اتوقع رد فعلك ورفضك وبالتالي كنت متاكد انه هيضغط عليكي وياخدك غصب ومفيش غير المكتب الي دخلك فيه ده الي معزول عن الساحه وعن الحضور وطبعاً انا عارف ودارس المكان ده كويس وعارف ان محدش يعرف بموضوع الباب الخلفي ده يمكن انا كمان مكنش مسموحلي اني اعرف عشان كدا روحت جبت العربيه بنفسي وبعدين دخلت عشان انقذك ، لاني كنت عارف انك شاطره وهتعرفي تعطليه وتض*بيه بس مهما كان مكنتش هسمح اسيبك تتعاملي معاه لوحدك وطبعا انتي عارفه الباقي .. كانت خديجه تستمع له بذهول واعين متسعه لماذا؟! لماذا يفعل كل هذا ويحرص علي حمياتها من هو. ليفعل هذا؟!! شعر هو بالاضطراب البادي في عينيها و الاسئله التي تدور بعقلها ليقترب منها بيطئ ثم يحيط وجهها بكفه برقه بالغه وينظر في عينيها بصدق يحاول طمأنتها : صدقيني انا عارف ان جواكي اسئله كتير بس مش هقدر اجاوبك عشان بحميكي.. بحميكي حتي من نفسي ...!! ثم اردف بحنان بالغ وصدق لمس قلبها : خديجه مش عايزك تخافي مني انا عمري ما اذيكي..!! كانت تنظر له بسكون ليبتسم هو لهدوئها وقد شعر انها بدأت تطمأن فأردف قائلاً : توعديني؟ توعديني انك متخافيش مني؟ امائت برأسها بدون وعي منها ليبتسم هو علي طاعتها تلك وقد بدأ يشعر بتأثيره عليها ليبتعد عنها ثم يقول بعمليه : انا هوصلك دلوقتي قريب من المدخل الرئيسي هناك هتلاقي عربيتك اركبيها وروحي علي طول واوعي ترجعي تمام؟ "خديجه" بدون وعي : وانت؟ ابتسم ابتسامه خافته وهو يري اهتمامها لأمره : انا لازم ادخل تاني قبل ما حد يلاحظ غيابي ، وعشان الحق الوضع قبل ما يتطور، دانيل مكنش راجل قليل و وراه ناس تقيله ورجالته اكيد هيدوروا علي الي قتله وانتي اخر حد شافوه معاه..!! اتسعت اعين "خديجه" بصدمه : ايه؟ طيب انت هتتصرف ازاي؟ يعني ايه مش فاهمه رجالته دول هيعملوا ايه؟ "ال devil" بهدوء وحنان : شششش مش قولتك هحميكي؟ امائت بخفوت ليردف هو بإبتسمامه جذابه زادته وسامه فوق وساومته : يبقي تثقي فيا وتسمعي كلامي روحي دلوقتي وملكيش دعوه بأي حاجه اذابتها نبرته الحانيه وابتسامته الجذابه ولم تعلم لما شعرت بالصدق في حديثه لتومئ له بدون وعي منها وتتجه معه تتبع تعليماته بص*ر رحب وهي تلعن نفسها علي جنونها افتتبع قابض روحها ومن اتت للثائر منه؟! والاغرب تشعر بالامان رغماً عنها معه...!!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD