الفصل السابع :

2270 Words
" ماذا اراد عمار منك صباحاً ؟! " شهقت تعض شفتها ثم صرخت مع حركته المفاجئة حيث جرها نحوه من شعرها ليسألها مجدداً : " ما الذي اراده منك ؟! " " لا شيء " تسع سنوات من فرق العمر .. كافية لتدرك ان اي تواصل او توسل معه لن ينفعنها .. انه لن يرحم صغر سنها .. او حتى يرى خوفي الدائم منه . كررت بضعف شاعرة بخصل شعرها تشد بقسوة اكبر : " لا شيء " صوته الهادئ البارد اثار رعبها اكثر من صراخه، هو لا يصرخ الا نادراً .. هو دائما يتحدث بذاك الصقيع الخالي من العاطفة : " لا تكذبي علي جوري .. صديقي جورج صاحب محل الثياب رأكما تتكلمان معاً " " اقسم انه لا شيء .. حاول ان يقول انه يحبني وانا صددته .. اقسم لك .. والله لم افعل شيء .. ارجوك شعري " " اذا الو*د قال انه يحبك .. وتلك الوردة الحمراء .. " " اي وردة ؟!.. أمي!! " هذه المرة كاد ينتزع خصلها وهي تصرخ مستنجدة بامها رغم معرفتها انها لن تستجيب ابداً لندائها .. وستترك ابنها البكر المفضل يربي ابنتها كما يشاء. " احمدي الله انه اكد لي انك رميت الرسالة والوردة والا لدفنتك حية .. قليل الحياء ذاك حسابه معي .. " ترك اخيراً شعرها لتهوي ارضاً والدموع تملئ عيناها .. ضمت فمها تمنع انتحابها ..كانت تعلم انها نجت لتوها من جنونه .. فاخذت تزحف بعيداً عنه لا تتجرأ على الوقوف. " ما الامر ؟! " " رأيتها مع عمار .. مئة مرة حذرتها من التكلم مع الشباب .. مئة .. " " لما فعلت هذا جوري ؟! .. اخيك محق .. " الاجابة قتلتها .. بدت ان امها واثقة بصواب ما يفعله ادم .. ايعني هذا انها السبب ؟! .. وودت ان تنتحب لكن خوفها جعل عينها جافتان جداً.. " ان علمت انها خطت خارج غرفتها اليوم .. الويل لها " " لن تفعل .. لن تفعل .. هيا اذهب انت وسنحضر الشاي لك " " سنرى.." هدد ادم ثم تحرك يترك المكان .. شهقت بعد ان صفع باب غرفتها بعنف خلفه. " الم اخبرك الا تغضبيه ؟! .. لما دائماً تفعلين هذا ؟! .. توقفي عن التصرف دون تفكير جوري .. هيا قفي وتعالي لتساعديني في صنع الشاي " " اخرجي .. " الهمس الناعم خرج من حلقها بألم ومرارة .. ترمش لمرات فتسمح للدموع المسجونة خلف جفنيها بأن تتحرر.. " هذا جزائي لاني منعته عنك ؟! .. ليهد*ك الله يابنتي " تحركت والدتها تترك المكان ثم تقفل الباب .. بالكاد سمعت صوت اغلاقه .. حتى ارتفعت على قدميها تجر جسدها المرتجف لترتمي فوق السرير. اقتربت تحتضن الدب الابيض الكبير، هدية والديها الوحيدة في ميلادها عندما كانت في الثامنة، تماماً قبل ان ينقلب المنزل رأساً على عقب ويصبح الابن هو الحاكم والمسيطر .. يصبح هو المسؤول والقاضي، يصبح قول نعم او لا .. منوط فقط برأيه هو .. " اخيك محق .. لما اغضبته ؟! " الصوت والكلمات تسربا لاذنيها .. ليطرقا داخلها مسمار جديد .. مجدداً .. هي المذنبة .. هي المخطئة .. وادم محق. تسربت دموعها بغزارة لتدفن وجهها اكثر في نعومة قماش اللعبة .. ها هي تحتاج للعبة محشوة بالقطن .. دمية لتشعرها بالامان .. بدل والدان لا يهتمان ابداً لها ولمصيرها .. وكم تكره هذه الدمية وما تمثله من سعادة واهنة خادعة زالت ولن تعد ابداً .. ********* " ولكن دنيا لطيفة جداً " تمتمت رنا وزمت فمها بطريقتها الطفولية.. " انا لست بحاجة لام ثانية تنهاني عن افعالي الطائشة " صرخت بحدة في وجه زميلتها بينما هالة تلوذ لل**ت من مكانها فوق المقعد.. هي الاخرى ليست بخير تماماً مثلها.. " ولكن جوري .. لقد ابكيتماها " " الصبر يا الله .. انا لن اكرر ما قلته .. هذا تحذيري الاخير .. والا ساقلب جنوني عليها " " لا !! .. سأكلمها وننهي هذا .. لكن لا تؤذيها ارجوك " زفرت ترفع كتفيها بحركة ملولة.. لقد بدأ اليوم بهذا الشجار السخيف.. الم يكفي ما حصل البارحة في المنزل؟!.. " صباح الخير " الاستاذ علاء دخل صفها لاول مرة .. ناظراً نحو الجميع بابتسامة ودودة .. مذكرة اياها بما حصل سابقا.. لتخفض رأسها سريعاً دافنة اياه في حقبيتها .. ال**ت خيم للحظات.. بدى انه سلب المراهقات الموجودات عقولهن.. فعلياً كان الامر ليسليها لولا ان ما حصل مساء البارحة يخيم على مشاعرها.. " انا الاستاذ علاء مدرس اللغة العربية .. ساكون معكم خلال السنة الاخيرة لكم هنا .. وارجو ان اساعدكم لتحصيل علامات تجعلكم تدخلون الجامعة بنجاح .. احب ان يلتزم الجميع بالاحترام والادب .. فانتن ناضجات وساكون سعيداً ان ساعدتموني " " كم هو مهذب ولطيف.." همست رنا بصوت منخفض خلفها بينما تتجرأ هالة بالقول : " تشرفنا استاذ علاء .. اهلا بك " الهمهمات والضحكات تعالت لي**تها بحزم، مظهر وجه آخر مخفي وراء واجهته الرقيقة.. " لا وقت لاضاعته .. نحن متأخرون بالفعل .. لنبدأ " تبادل لمعلومات شائعة .. كلام عن اقسام اللغة، والكثير من التتابع الكلامي الذي كان يدخل من اذن ليخرج من الاخرى دون اي صدى داخل جوري المتوترة لاول مرة في حياتها من شخص غير ادم .. لما يذكرها به؟.. " ايمكن ان تجيبي ؟! " رمشت .. ارتجف جفناها لمرات.. ثم شعرت بالغضب من نفسها .. من ضعفها واستكانتها الغير مسبوقة .. من انزوائها بسبب حدث تافه لا يذكر .. فرفعت عيناها تتحدا عيناه منتظرة ان يبعد يده التي ترتاح فوق خشب مقعدها " ما هو اسمك اولاً ؟! " " جوري " توسعت ابتسامته اللطيفة لتتوجس منها .. هي لا تحب ذاك اللطف .. خصوصاً ان كانوا ذكوراً من يبثوه اليها.. بعيون بنية تقارب لون العسل الداكن ومحيط اخضر كطوق من العشب الربيعي .. حدقت عيناه بثقة نحوها.. " اذاً .. هل تعرفين ما هي المعلقات ؟! " اجابت من مكانها دون ان تقف احتراماً حتى : " قصائد شعرية هامة جداً لتاريخ الشعر العربي ويعتقد العوام من الناس انها كانت تعلق على ستار الكعبة في عهد الجاهلية وهذا ليس مؤكد فعلياً " " احسنتي .. اي اسم لاحد اصاحب تلك القصائد ؟! " هل يكلم طفل ؟! .. ما هذه اللهجة المهادنة ؟! .. والتلاعب بصوته بين لطف وحزم .. قطبت مسترسلة تنبش داخل ذاكرتها القوية السريعة الحفظ. " سبع معلقات .. والشعراء هم .. امرئ القيس، طرفة بن العبد.. زهير بن أبي سلمى، لبيد بن ربيعة، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد العبسي، الحارث بن حلزة اليشكري .. أمّا المعلقات الثلاث التي تم زيادتها لاحقاً فهي ل النابغة الذبياني والأعشى و عبيد ابن الابرص " **ت لف الصف من حولها .. لم يكونوا قد توسعوا بالبلاغة ليأخذوا شعراء المعلقات، فهي تدرس القسم العلمي وليس الادبي، واحداً من اصدقائها ما كان ليحفظ كل هذه الاسماء .. ازداد التحدي بين كل منهما ليطالعها محاولاً غور معلوماتها وتقيمها .. " ما كانت معلقة امرئ القيس ؟! " ابتسمت بثقة تمرر يدها فوق خصلة شعر لولبية طويلة فتتلاعب بها بخباثة .. " معلقة من اثنا وثمانون بيتا ومطلعها : قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلٍ. بسِقط اللوى بين الدَّخولِ فحوملِ. " " هذا صحيح .. يبدو انك تحبين الشعر جوري " تململت مبعدة وجهها لتنهي تبادل النظرات بينهما .. واخذت اصابعها تتلاعب بقلم الحبر الازرق مجيبة بعدم اكتراث : " ربما .. " " لما لم تدخلي القسم الادبي ؟! " ها نحن ذا .. وببساطة اجابت : " والداي رفضا ذلك .. قالا ان اللغة العربية .. والقسم الادبي .. دراسة سخيفة " تعمدت الابتسام في نهاية العبارة مغيظة اياه لينظر اليها بابتسامة مشابهة تحمل خلفها بعض الاستياء من افكارها وارائها " وهل توافقين على كلامهما ؟! " " معدلي السنوي الاعلى شبه مكتمل.. لما علي دخول قسم اداب ؟! .. لاصبح مدرسة .. ويأتي طالب ليخبرني ان والداه قالا عن ما ادرسه تافه لا يطعم خبزاً ؟! " اختلفت نظرات الرجل.. الراحة التي كانت تتملكه قبلاً قضت عليها هي بطريقتها الكزعجة في التعامل.. انما لم يكن خ** ضعيف فسرعان ما رد الكيل لها بمقدارين : " احسدك على والداك .. لقد نقلا اليك افكارهما المتحجرة .. هيا ادرسي وتخرجي لتصبحي ما يريدانك ان تصبحيه .. لكن لا تهيني الاخرين او تستهيني بالمعلمين الذين يعلمون اجيال من الناس .. وانت حتى لا تملكين حق قول لا لهما .. " ابتلعت ل**بها تبعد نظراتها عنه .. هاهي تقف مجدداً دون ان تعلم ما تقول .. امام ذكائه .. امام كلماته الصحيحة تماماً .. وامام نهاية الجملة .. حق قول لا .. هي لا تملكه ابداً .. وهو بنظرة واحدة وصل الى اعمق مخاوفها .. اهذا ما جعلها تكره وجوده ؟!.. كان يمكن القول بان باقي الحصة مر بسلام لكن هذا ليس صحيحا هي لم تشعر بالسلام ابدا .. كانت تحاول جاهدة ان تدفن راسها في الكتاب .. ان تجنب سمعها التقاط صوته .. ان تتجاهل وجوده .. علّ الوقت يمر لينهي ما تشعره من ارتباك .. شعور جديد يطرق داخلها جاعل كل حواسها تنتفض .. ومعدتها تتشدد كما لو كانت تخوض في بحر عميق لا نجاة منه .. هي . جوري الشريرة .. التي يهابها الكل هنا .. تعود لتصبح فأر مختبئ في جحر عميق .. كم تكرهه الان .. فهو السبب.. لقد كشف عن قناعها الذي تكبدت سنوات من المعاناة لصنعه.. عند نهاية الدرس تلاقت نظراتهما .. شيء في عينيه جعلها ترمش لمرات ثم ابعدت وجهها وزفرت تترك مكانها لتغادر الصف بينما تسمع الاصوات العالية لكل فتيات المدرسة .. انها الاستراحة والصخب يعم الارجاء .. تسللت للملعب الخلفي المغلق .. بحثت في احدى الزواية لتجد كرة السلة واخذت تتلاعب بها .. في الماضي كانت واحدة من لاعبات فريق المدرسة .. ولكن اصبح هذا منسياً والفضل كله لمجتمع يظن ان ممارسة الرياضة حكر للرجال دون النساء .. وكأن احلامها المحطمة تحتاج لآخر جديد يدفن مع سابقه ... ارتفعت يداها لتقذف الكرة عالياً .. تشق الهواء بسرعة ثم ترتطم بحافة الهدف لمرات قبل ان تسقط ارضاً .. كحالها تماماً .. وجملة واحدة تصرخ في رأسها " وانت لا تملكين حق قول لا " ****** " جوري .. دورك .. نائبة المديرة تريدك " " ها نحن ذا " همست هالة بصوت منخفض .. كلاهما كانا يعلما بانها ستستدعى للتحقيق كما يحلو لهم نعت الامر بسخرية .. هذا بسبب ديوانها المفضل مؤكد .. تركت مكانها في الممر الطويل حيث تصطف الفتيات للتكلم حول هواتفهم واغراضهم المصادرة من الناظرة منذ البارحة.. وتحركت بخفة ثم دخلت المكتب بهدوء متجاهلة نظرات النائبة التي يبدو انها لن تتسامح معها هذه المرة. " اقتربي " امرتها المرأة التي ترتدي حجاب اخضر يظهر نصف شعرها من الامام .. ووجه مدور وعيون صغيرة مائلة .. مؤكد لا نسبة جمال ابداً .. فقط لئم معتاد وكمية لا نهائية من مساحيق التجميل. " اربطي شعرك .. نحن لسنا في عرس هنا " وماذا عنك ؟! .. تمنت ان تجيبها لكنها سحبت الرباط عن مع**ها وشدت خصل شعرها اللولبية بذ*ل حصان عالي جعلها تبدو الطف وانعم .. بينما تتفلت بعضها لتف حول وجهها فتدفعها وتقضم شفتها بتسلية .. " هل هذا لك ؟! " " نعم " " وهل هذا واحد من كتبك المدرسية لتجلبيه معك للصف ؟! " " لا لكني كنت استعين به لاجل كلمة عيد المعلم التي سالقيها كالمعتاد، كوني الطالبة الاولى على المدرسة " تنفسها النائبة اصبح حاداً لتحدي جوري لها .. ثم نظرت اليها بسخط وارتفع صوت المرأة لتهتف بحنق : " في العلامات فقط .. اما التهذيب والتربية .. صفر .. " " هل يمكن ان استعيد ديواني ؟! .. علي ان اضيف للكلمة .. قصيدة قم للمعلم وفيه التبجيلا .. " فجأة ارتفعت يد النائبة لتمسك بعدها الديوان وترميه الى آخر الغرفة قائلة بجنون لم تعتده جوري منها يوماً : " ها هو ديوانك التافه .. ولا تظني اننا انتهينا .. ساتصل بوالدتك .. وابيك .. انت وباء مستعصي .. مرض " تمايلت جوري فوق ساقيها ومالت تقول بهدوء يستفز المرأة مقا**ها : " ابي لن يأتي وانت تعلمين هذا .. وامي اخر همومها ديوان شعر وجد مع ابنتها .. ان تمكنت من اخراجهما عن لا مبالاتهما الدائمة .. انت ستحصلين على جائزة العام لافضل نائبة مديرة .. " استدارت تخطو الى مكان الكتاب وانحنت تمسكه ضامة اصابعها فوقه متجاهلة النظرات الحانقة التي رُميت نحوها من قبل المرأة " ومع هذا سأطلبهما .. وان لم يستجيبا .. سأفصلك لثلاث ايام او حتى اسبوع .. اجعلي المدرسة ترتاح من شرورك قليلاً " رفعت سماعة الهاتف بجانبها وطلبت رقم البيت الذي يبدو انها تحفظه غيباً لكثرة اتصالها به .. ابتسامة ساخرة عبرت فم جوري منتظرة الاحباط الذي ستشعر به النائبة بعد ثوان.. " مرحبا سيدتي .. انا نائبة المديرة في مدرسة جوري .. اهلا بك .. كنت اود لو تسمحين بجزء من وقتك لنا غداً .. اعرف اعرف .. ولكن الامر مهم ومتعلق بابنتك .. نصف ساعة فقط .. ماذا عن ربع ساعة قبل انتهاء دوام المدرسة ؟! .. لن نأخرك .. نعم .. حسناً ننتظر مرورك .. " اقفل الخط ونظرة شامتة توجهت بها الى جوري الامبالية.. " وهكذا سيحل الامر .. نحن فقدنا صبرنا معك .. " طرقات على الباب انهت باقي الحديث ثم طالبة ادخلت رأسها لتهتف : " انسة منى .. المديرة تطلبك " " حسناً قدمة .. عودي لصفك سنتحاسب لاحقاً عندما تأتي والدتك " والافيال تطير .. فكرت بسخرية .. امها لن تترك منزلها لاجل ازعاجات ابنتها المستمرة منذ دخلت الثانوية .. بمجرد خروجها تقابلت عيناها بعيون خضراء تنظر نحوها بعتب لطيف.. زوج اخر من العيون بلون بني تشارك ايضاً لكن بتسائل صامت جاف.. فحيت استاذ الرياضة وتجاهلت الاستاذ الاخر : " مرحباً استاذ " " اهلا جوري .. ماذا يحدث هنا ؟! " التمعت عيناها بشقاوة واخذت تقول بصوت مسرحي مسلي : " الناظرة سمر شنت هجوماً علينا كالعادة .. ووجدت مالا يمكن ال**ت عنه .. هواتف .. دواوين شعر " ضحكة عميقة كانت رده .. بينما اكتفى الاستاذ علاء بالنظر اليها بجمود .. الامر لم يعجبه اذاً .. ومن يهتم له . " يبدو ان زيارتك اطلقت المارد الخاص بنائبة المديرة.. لقد سمعت صراخها.. " ابتسمت بشقاوة ومرح فرغم نبرة العتاب في صوته كان استاذها المفضل وسيبقى : " مسكينة فقدت صوابها رغم اني لم اقل لها اي شيء يذكر. " ارتفعت ضحكته لتملأ الجو حولها وجعلت رفيقه يقول بجدية : " هذا ليس مسلياً .. الكل يتحدث عن جنونك .. ماذا فعلت جوري لتجعليها غاضبة هكذا ؟! " جوري .. هو يذكر اسمها اذاً!! ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD