3

2696 Words
لو تعلم يا آدم أن بكل ضعفي هذا يكمن جبروتي... و في جبروتي تكمن نقطة ضعفي، أنها معادلة غريبة لن يفهمها الكثير و ناتج المعادلة هي أنا، حواء...                    ******** عندما استمعت رحمة لهذه الكلمات التي أقل ما يقال عنها ب**ئة و تجرح ادابها الشخصية، أغمضت عيونها و شرعت في التفكير السريع قبل أن يحدث شئ. و عند شعورها أنه لمس ايديها ابتعدت سريعا وألقت نظرة اشمئزاز تجاهه والتي جعلته يستغرب فكل ج*س حواء يخضع  له و عيونهم تتمحور بين الخوف والإعجاب به أو الرغبة، لكن هذه الفتاة كان لها رأي آخر ظهر من عيونها المحيرة فقال : _ايه مالك؟!... هاتعمليهم عليا؟!... عايزة كام ؟... ماهو كل حد ليه تمن، وانتو دايما ليكو رغبة وبتيجو بردو . _رحمة نظرت إلى الأرض قائلة : حضرتك ما ينفعش كدا، وأنا أسمع عن رجالة العيلة واللي حضرتك منهم يتميزو بالشهامة و الرجولة وناس مسئولين. انا معرفش حضرتك بتبص ازاي للبنت بس اللي اعرفو اني انا بخاف على نفسي و على ديني و كمان علي الأمانة وشغلي هنا أمانة لازم اصونها والكلام إللي  حضرتك بتقوله ده ضد كل دا، وأنا اسفة لو ظهر مني حاجة وأنا مش واخدة بالي تخلي حضرتك تفكر فيا بالمنظر دا... آه من حواء وجبروتها ودهائها اسكتته بكل زوق وأدب بل وأيضاً اشعرته بقلة رجولته و قامت بحماية نفسها و عملها... دخل شاكر الجد ورأى سيف ينظر بسكوت فقد الجمته كلماتها. توقع الجد ما حدث فإنه يعلم أن من في المنزل من اسود تبغض الأنثى وسيف لديه العديد من العلاقات ويحصل على من يريد من ج*س حواء وبعد ما يفعل ما يريد يتركهن و يبغضهن و يهينهن. وما أن رأت رحمة شاكر ابتسمت : صباح الخير يا فندم، حضرتك الفطار جاهز. دقيقة سيادتك هجيب العلاج إللي قبل الفطار. ذهبت رحمة و جلس شاكر ينظر لسيف المطعن في رجولته وشخصيته لأول مرة من انثى. فقال الجد: صباح الخير مالك ؟... تتحسد يعني قايم تفطر والنهاردة يوم الإجازة. أصاب شاكر الهدف وكأنه يريد أن يقول له انا اعرف ماذا تنوي. مما أصاب دهشة سيف من أنه يحمي ويبجل هذه الفتاة فقال : _ مافيش قلقت قولت انزل ، بالهنا والشفا مقدما. ابتسم شاكر وكأنه بهذه الجملة اعترف له عما فعل . دخلت رحمة وأعطت كبير اسود ظهران الدواء في هدوء ولم ترفع عيونها لسيف وكأنه غير موجود وذهبت إلى المطبخ وجدت حسنية مازلت تشعر بالهوان ولما لا فعمرها و صحتها أصبحت لا تصلح لهذا العمل... _رحمة : لسة تعبانة يا ست حسنية ؟! _حسنية: شوية ي بنتي _رحمة: طب علاجك فين و خديه وارتاحي النهاردة وأنا إللي  هاقوم بكل حاجة ، حتى النهاردة مافيش تنضيف يادوب الخدمة والأكل ويكفيني انك قاعدة جنبي النهاردة . _حسنية : ماشي يا بنتي ربنا يصلحلك الحال وأنا هاقعد جنبك... ساعات مرت و غادرت رحمة للسوق لإحضار بعض الأشياء للطعام نظرا لأن السيدة حسنية قد نسيت احضارهم وعند عودتها حدث ما لا تحسد عليه. حيث رأت مالك منتظرها بتعابير لا تبشّر بالخير ولما لا فإنه الأسد الأكبر ذو الطبع القاسي والذي لا يعترف بالمشاعر وهمجي كما تعتبره رحمة وقام بالصياح بوجهها الهادئ: _انتي يا بت انتي كنتي فين ؟! ... زريبة أهلك هنا عشان تتحركي زي مانتي عايزة و كمان من غير اذن؟...انتى واحدة عايزة رباية شكلك ماتعرفيش يعني ايه شغل في قصر ظهران. ثم قام بامساك مع**ها بقوة و حقد كبيرين وادخلها ورماها على الأرض وقال : _ لما انده عليكي الاقيكي قدامي و لما احتاج حاجة بما ان انتي هنا الخدامة يا بتاعة انتي تنفذي وبسرعة و لما اكلمك تبصي في الأرض مش بتبصيلي كدا!. و عند اقترابه لصفعها صاح الأسد الأكبر للعائلة و بكل قوة وشموخ وجبروت لأول مرة تراهم رحمة منه قال: _مالك !!... أبعد عنها واوعى تقربلها. استأذنتني و سبتها وبعدين دي ماكنتش بتلعب ولا بتتسرمح زي مانت فاكر دي كانت بتجيب حاجات للبيت. واقترب مناها وساعدها على الوقوف وقال : _قومي اتفضلي جوة يا بنتي، و ممكن تعملي الأكل يا بنتي عشان بدأت اجوع. قال جملته الاخيرة بابتسامة لطلطيف الأجواء. واكتفت رحمة بالايمائة بمعنى نعم وذهبت. كل هذا تحت عيون أبناء القصر وكلهم دهشة من الجد والكل يفكر في ذات العيون المحيرة وأسباب تعامل الجد معاها بهذه الطريقة و لماذا سمح بدخول حواء للمنزل... وبعد مرور بعض الوقت أنهت رحمة الطعام ودلفت لغرفة الجد الذي استقبلها بابتسامة خفيفة: _اتفضلي يا بنتي _رحمة : الأكل جهز تحب احطه على السفرة دلوقتي ولا استنى شوية ؟ _شاكر: تعالي يا بنتي اتفضلي _رحمة : حاضر _شاكر: بصي ي رحمة انا عارف انك في بيت غريب و ناس غريبة واللي بيحصل أغرب بالنسبة ليكي. بس انا معاكي يا بنتي، انا بحترمك جدا على فكرة وكل يوم معزتك بتزيد عندي لأدبك وشخصيتك. إللى في البيت هنا بيكرهو اي ست و في إلى بيتعامل بعنف واللي بقزارة والي بخبث والي واللي واللي ، بس متخافيش انا معاكي وجنبك و بعتزرلك عن إللى بيعملوه دا. كل هذا و رحمة تنصت باندهاش و تمعن وتفكير فلاول مرة ترى شاكر يتحدث بكل هذا الاحترام والوضوح معها وكيف تحول من أسد ذو هيبة وشموخ وجبروت إلى حنية اب دافئة إلى أن قطع **تها : _بتفكري انا بقولك كدا ليه وأنا بعاملك كدا ليه؟ .. انا عارف انك عرفتي انك البنت الوحيدة إلى دخلت هنا غير حسنية طبعا وعرفتي ان إللي هنا تقريبا ما يعرفوش بعض و بيتعملوا بطغيان وجبروت وأنا اولهم وبالأخص مع بنت...انا بشوف فيكي حد عزيز عليا يا رحمة كان تقريبا في نفس ظروفك بس مع الفارق طبعا بالإضافة لشخصيتك المميزة ديت ي رحمة، انا عايزك مهما حصل من قطيع الأ**د إلى فوق دا تستحملي وأنا من خبرتي وملحظتي عارف انك ذكية و مأدبة. انا ي بنتي عايزك هنا انتي متعرفيش انتي بوجودك دا بتعملي فيا معروف كبير مش لازم تفهمي الأسباب بس انا معاكي ومتخافيش، دانتي معاكى كبير الكبير فاهمه. و ابتسم لها فكان ردها بنعم وابتسامة رقيقة .              ************** حلّ الليل وفي شقة جمعة كان يتحدث مع ابنه حسن الذي مضت مدة عليه يتملكه الغضب والغيظ : يعني اي؟! كل دا فين ؟!.. هي حسنية... هي إلللي تعرف حاجة على الأقل لو صغيرة . لازم اعمل إللي  انا عايزه لازم.               ************ و في هذه الأثناء بملهى ليلي حيث تتمايل العديد من ج*س حواء بكل إغراء لكل موجود و احتساء الخمور والكحوليات فهو مكان حيث يكثر الفجور . بزاوية كاشفة لكل المكان يجلس سيف و يفعل كل ما حرمه الله، ولكن يأتي بتفكيره ذات العيون المحيرة ونظراتها و كلامها و موقف الجد معها وكيف يسمح بوجودها بهذا المنزل و معهم و بمفردها. كيف اهانته بكل زوق وأدب؟!... كيف طعنت بكيانه كأحد اسود هذه العائلة فهو يملك من الهيبة ما يجعلها تخشاه؟ كيف؟ كيف؟وظلت تستمر الاسألة بعقله إلى أن غاص أكثر في شرب المنكرات ومعه إحدى ج*س حواء التي يبغضه وبشده فهي بنظره رخيصة لا تساوي شئ              ************** بعد انتهاء رحمة من صلاة القيام فجأة سمعت صوت دقات على باب الغرفة الخاص بها ، اقتربت من الباب : مين؟!... كان قد حلّ بعد منتصف الليل وقررت رحمة بأداء صلاة القيام قبل النوم وما أن انتهت حتى دق باب الغرفة. استغرقت ثواني لاستيعاب الوضع، واصابتها الحيرة والخوف معاً، إلى أن قررت المواجهة : _مين؟!! اجابها صوت جاف رجولي: _ انا ياسين، افتحي. عايزك ، مش انتي خادمة هنا ولا إيه؟ ، والمفروض بتنفذي الأوامر... اصابتها الدهشة والخوف من هذا الياسين، فحسمت أمرها بأن تفتح. وما أن شرعت حتى اندهش ياسين، فإن باب الغرفة غلقته بالمفتاح،مما يعني أنها خائفة... على الرغم من كره ياسين للنساء، إلا أنه لا يتعامل بلؤم معهن فيكتفي فقط بالبرود والسخط وتجنبهن ولا يتجاوز حدوده وهذا ما يحير كل انثى تحاول أن تقترب منه ظناً منهن أنه سيقوم بفعل م***ف. لكن هو لا يثق فيهن فقط ولا يتطاول... وعندما فتحت رحمة أصابته دهشة أخرى. فقد كانت تردتدي ازدال الصلاة وكانت بريئة وجميلة فيه مما اعجبه ولأول مرة يلفت نظره امرأه وتصيب دهشته. ابتعد قليلا عن الباب و قال : _عايز قهوة دلوقتي، ويبقى طلعيها على فوق... وذهب اتجهت رحمة إلى المطبخ والذي كان في حالة مزرية و فناجين قهوة م**ورة فابتسمت ابتسامة رقية، حيث أنه من الواضح أنه كان يكابر و يحارب في المطبخ حتى لا يحتاج إليها ولكن محاولاته فشلت واستسلم ولجأ اليها. فقد بدا إليها كأنه طفل غاضب من والدته ولا يريد التحدث معها. انتهت من عمل القهوة واتجهت إليه والغريب أنها لم تخف ان تذهب إليه وفي هذا الوقت من الليل. طرقت على الباب فأذن لها، وعندما دلفت رأته منهمك في بعض ملفات العمل وأن آلة القهوة الخاصة به بالغرفة ملقاة على الأرض فاستشفت أنها بها عطل ولهذا توجه إلى المطبخ بعد أن افرغ غضبه على الآلة المسكينة . عند خروجها رفع رأسه قائلا : _ استني عندك _رحمة: أيوة _ياسين: تعرفى تبقى تشترى ماكنة قهوة تانية؟ _رحمة: حاضر يا فندم بكرة ان شاء الله هاروح المول اجيب لحضرتك واحدة أوامر تانية؟ _ياسين: تمام .. استني خدي فلوس _رحمة : لا، حضرتك شاكر بيه مديني فيزا فلوس عشان اجيب بيها كل مستلزمات القصر من أكل وشرب وكل حاجة تخص البيت. _ياسين: ماشي تقدري تمشي . اتجهت رحمة إلى المطبخ لكي تصلح ما أفسده ياسين. وفي هذه الأثناء دلف سيف وسمع صوت آتي من المطبخ وكان شبه مغيب نتيجة للمسكرات التي تناولها بالملهى. ووجد رحمة واتجه إليها. أحسّت رحمة بوجود أحد والتفتت، كان متوجه إليها مرسومة على وجهه إبتسامة خبيثة وتعبيرات غير مطمئنة. شعرت رحمة بالخوف متنكرة بتعبير البرود، لكن مهما كان فهي انثى وتخاف خصوصا أنها في موقف لا تحسد عليه. وأثناء اقترابه منها وهي متجمدة مكانها تفكر في شيئاً ما، سمعت صوت جهوري وكان الجد الذي شاهد الموقف من الكاميرات الموضوعة بالقصر ولا أحد يعلم عنها شئ: _ سيف!!!!! التفت سيف سريعاً دون كلام. اقترب منه شاكر وفي هذه الأثناء ظهر ياسين، حيث أرسل له جده رسالة بضرورة النزول بالأسفل سريعاً. وشاهد هذا المشهد والذي كان كالآتي: شاكر ممسك بسيف ويحاول افقاته و على ملامح وجهه الغضب، سيف يتمتم بكلمات اغنية ما، أما رحمة فهي متسمّرة مكانها وكانت مثال حي لمقولة ' وكأن على رؤوسهم الطير'. أخذ ياسين سيف واوصله إلى غرفته سريعا والذي ما أن رأي الأخير السرير حتى ارتمى عليه وذهب في ثبات عميق. هبط ياسين مرة أخرى وجد شاكر واقف مع رحمة ويبث الطمأنينة اليها قائلا: _خلاص ي بنتي. خلصتي إلى كنتي بتعمليه؟! _ياسين: بتعملي ايه هنا ولوحدك في الوقت دا؟! _رحمة : حضرتك انا كنت بظبط المطبخ عشان كان مبهدل اوي وكنت هاخلص وأدخل على الاوضة على طول .... تذكر سريعا ياسين ما فعله ولم يبدي اي ردة فعل. كل هذا و شاكر يراقب كلاهما ثم قال: _خلاص يا رحمة ماتفكريش في إللي  حصل دا تاني. خلاص انتهى ولو خلصتي روحي على أوضتك. أومأت بنعم لهم وذهب كلاً منهم إلى غرفته. وظل تساؤل ياسين حول هذه الفتاة وحول معاملة الأسد الأكبر لهم لها. ولما وهو أيضا الأسد الأكبر الذي لا يتعامل سوا بجمود وعنفوان. لكن مع  من تدعى رحمة شخصا آخر لما ؟!!!... حلّ الصباح وحضرت حسنية وشرعت في تحضير الإفطار مع رحمة، التي انتهزت ان مازال لديها وقت لتتحدث مع حسنية إلى أن يستفيق سكان القصر: _ الا قوليلي ي ست حسنية، يعني لو مش هاضيقك. _حسنية: لأ ي بنتي، انا بعزك ، قولي ي حبيبتي. دا حتى انتي أول مرة تتكلمي معايا، دانتي على طول ساكتة. _رحمة: تسلمي ي ست حسنية، بس هو انتي مش بتباتي هنا ليه بدال المرواح والمجي كدا؟! _حسنية : يااااه ي رحمة !!! دانتي هاتصحّي الذكريات. بصي، انا كنت من سنين كتيرة بشتغل هنا مع عمك دياب جوزي الله يرحمه، كان هو الجنايني وبيصتقضي الطلبات وأنا إللي  بخدم وكنا قاعدين هنا لحد ما تعب وشاكر بيه أمره بالراحة. لكن دياب مرضاش يبقى ف البيت من غير شغل ورحنا الشقة إلى انا فيها دي وكنت عشان شاكر بيه حلو معانا وخدمنا كتير وأنا بعتبر الولاد كانهم ولادي كنت باجي واروح طوالي بعد مااخلص. و من يومها لازم اروح بعض الشغل عشان ريحة و ذكريات دياب معايا في الشقة دي وغير ان بروح انام ع طول عشان مافكرش وأقلب ف القديم. _رحمة : ياااه دي قصة حب بقا _حسنية : يعني حاجة زي كدا. وأنا بفتكره لأنه قعدنا اكتر ماقعدنا هنا ف الشقة دي و كان هو عمل تغيرات كدا بايده ف الشقة. _رحمة : ماشي ي ست الكل انا هاروح اصحى شاكر بيه بقا... ذهبت رحمة الى جناح شاكر وفي لحظة دلوف رحمة اتى عمر: _ صباح الخير يا جدي _شاكر: صباح الخير يا عمر تعالى _رحمة: اتفضل يا فندم الدوا إللي قبل الفطار _عمر: انا مسافر يا جدي عشان في مشكلة صيانة كدا في فندق الغردقة _شاكر: ماشي يا بني استنى... _عمر : في ايه يا جدي ؟! _شاكر : خد اي حاجة كُلها في الطريق. رحمة حضريله اي حاجة خفيفة، وانت مش عايز نقاش كتير. ابتسم عمر باستغراب على جده ووافق : _ماشي، انا هاجيب شوية حاجات ويبقى حصليني بالحاجات ديت على العربية... ذهبت رحمة إلى السيارة ووضعت الإفطار في السيارة اتى عمر خلفها: _انتي بتعملي ايه؟! _رحمة : حطيط لحضرتك الفطار على الكرسي... لم يرد عمر وقبل دخوله السيارة لاحظ عركلة رحمة على السلم، وما دهشه رؤيتها جالسة مغمضة العينين وتحمد الله. _فنطق دون وعي : انتي كويسة ؟! _رحمة وقد انتبهت لوجوده : اه الحمد لله، بعد اذنك !...             ************ بفيلا وقت الظهيرة، يجلس مالك بهيبته يتحدث بجدية عن عمل مع حسيب الطحاوي، وهو رجل يتعامل كثيرا مع شركة مالك. وكان غافلا عن العيون التي تراقبه بتفحص وهيام و بابتسامه بوجوده في منزلهم . أنها حنين ، إبنة حسيب وهي فتاة جميلة ذات عيون عسلية، متوسطة الطول و تحب مالك وتتمنى أن يبدالها المشاعر. وعند انتهاء مالك من الحديث مع حسيب وكان في طريقه إلى الذهاب ، أتت حنين قائلة: _بابا... منور يا مالك! _مالك : شكرا!...استأذن انا يا حسيب بيه وزى ماتفقنا حضرتك هاتشرفني في الشركة عشان نمضي أوراق الثفقة. _حسيب: ماشي يا بني ماتقعد تتغذى معانا يا بني. _أجابت حنين مسرعة: أيوة يا مالك اتغدى معانا دا حتى ما صدقت ان بابا قاعد النهاردة من الشغل وأنك مشرفنا في البيت، ومتخافش الطباخ بيغسل أيده كويس وبيعمل أكل كويس. _ابتسم حسيب: الله ياجازي شطانك ي حنين !! قولت اي يا بني. كان مالك يتابع الحديث ولم يتحرك أو يتاثر ابدا بالحديث وأجاب باقتضاب : _اسف يا حسيب باشا انا عندي شغل مهم لازم اخلصه، اشوفك وقت تاني . وذهب دون أن يلتفت إلى حنين التي تتابعه بحزن لجموده وبروده الشديدين. ولاحظ هذا والدها ولاحظ اهتمامها به ولكن لم يتحدث.               *********** في هذه الأثناء ذهبت رحمة لكي تجلب متطلبات للمنزل وأيضا لشراء آلة القهوة كما طلب منها ياسين وكانت تضع سماعات الهيد فون بآذانها و تأتي بما تحتاجه حيث كانت تكتب قائمة بما تريده. من كان يراها يرى أنها بعالم غير العالم الواقعي ولما لا؟. فحقا هي لا تبالي بأحد غير حالها. *************** عند عودة رحمة وأثناء دلوفها للقصر رأت زين جالس بطريقة مهمله وعلى وجه التعب الشديد وغير قادر على الحركة. _رحمة: حضرتك كويس؟! حاول زين التماسك لكن لم يقدر. اقتربت مسرعة منه وسألته: _حضرتك كويس؟!... قولي اساعدك ازاي ... _زين: أيوة تعبان شويه... و**ت وأغلق عيونه ثم قال انا مش شايف قدامي ومش قادر اتحرك. _رحمة بلهفة وسرعة: حضرتك قولي بسرعة انت بتعاني من مرض معين او بتاخد دوا معين؟! _زين : السكر... رحمة : طيب حضرتك انهكت نفسك و مااخدتش الدوا... لم يتحدث وإنما أماء بنعم ... دخلت مسرعة إلى المطبخ وأخذت كوب عصير كبير يحتوي على السكر ولم تلاحظ وجود حسنية التي  المندهشة من فعلها تعابير وجهها. _خرجت رحمة إليه سريعا: اتفضل حضرتك دا بسرعة انت كدا سكرك واطي ممكن تقولي حاطط البرشام فين؟. قال لها بصوت ضعيف، وهي جريت إلى غرفته واعطته الدواء وقالت: _حضرتك كدا نستني شوية لو ماتحسنتش اطلبلك دكتور. مدد يا فندم على الكنبة . ظلت جالسة بجواره كل هذا و حسنية منهمكة بالطبخ وبعد ربع ساعة. زين وقد استعاد بعض صحته: _انا متشكر . تقدري تقومي على شغلك دلوقتي وأنا طالع على الجناح بتاعي يبقى طلعيلي الأكل فوق . واه صحيح مش عايز حد يعرف حاجة . قالها بتحزير وقوة ع** ضعفه من شدة مرضه. _رحمة : حاضر يا فندم . بس حضرتك مش عايز دكتور ؟! _زين : لأ!! ظل زين بغرفته باقي اليوم حتى أنه كان يفكر بابتسامة خفيفة في صاحبة العيون المحيرة وكيفية احترامها و تعاملها و الشهامة التي تتمتع بها وكيف كانت تنظر إلى الأرض و هي تعطيه الطعام ولم تتحدث ولم تتعدى حدودها ابدا.                 ********* مرّت الايام والحال هو الحال بعرين ظهران، وبدأت الأ**د يتعودون على وجود رحمة و منهم من يراها بنظرة استغراب و منهم إعجاب ومنهم كره ومنهم بتعالي. إلى أن اتى يوم دلفت فيه سريعا رحمة إلى الجد قائلة: _حضرتك انا ممكن اخرج دلوقتي؟! _شاكر بتفاجأ: مالك ي رحمة في أي ؟! _رحمة : الست حسنية في المستشفى وقالت للي هناك يكلموني عشان اروحلها وقالولي دي تعبانة اوى و بتموت!!!...

Great novels start here

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD