الفصل العاشر

1673 Words
في بيت شاهين. كان يجلس ب**ت حزينا يطالع المكان أمامه لكن هيهات هيهات أن يرى ما أمامه بل كله على بعضه في مكان آخر مكان تملؤه الأفكار المؤرقة والغموض يفكر في ذلك الفيديو الملعون الذي قلب كل موازين كيانه ونشر الذعر والخوف في قلبه و من قد يكون وراءه ، كان حكمت صديقه بجانبه لم يتركه ولا لحظة وحيدا ولنعم الصديق هو من يجده شاهين دائما في الشدة قبل الفرح،من شاركه كل شيء وكل تفصيلة من سافر بجانبه وعاد بجانبه من تشاركا أحلامهما معا وسعيا إليها وها هما يحققانها معا إنه عزوته ويده التي يشد عليها وقت المحن. كان لا يزال يحاول أن يهدأه ليقول:اهدأ أخي ستحل المهم لا تتعب نفسك من غير شيء ضغطك غير منتظم لا نريد أن تتعب أكثر شاهين:كيف سأهدأ أجبني ألم تر ما يحتويه التسجيل هذا كارثة تخيل لو وقع في يد ابنتي ريحان كيف سيكون موقفي؟كيف يا ربي مجرد الفكرة فقط تتعبني فكيف إذا حدثت؟ حكمت:ومن قال أنه سيصل لريحان؟ شاهين:هههه من بعثه فعلها قصدا لكي يخيفني ويظهر لي أنه يمكن في أي لحظة أن يكون التسجيل بيدها أمتخيل لو رأتني أمام باب المحكمة وأنا أتخلى بكل بساطة لتلك ا****عة عن قضية قتل زوجتي وأولادي؟ حكمت:اهدأ شاهين يكفي لهذا الحد صحيح الأمر ليس هينا لكن لا تستبق الأحداث التسجيل لن يصل لها وأنا أضمن لك ذلك وسنجد من فعلها يا أخي أنت متقاعد من الجيش وأسهل ما يكون أن تعرف المرسل وحينها يمكنك عقابه كيف شئت. شاهين بتذمر:ما الذي تقول حكمت؟أنا أين وأنت أين؟ ربت حكمت على كتف شاهين وأردف:ربك كريم متأكد ستحل ولن يصل أي شيء لريحان شاهين:إن شاء الله لكنني لست مطمئنا حاول معه وحادثه من كل زاوية و لكن لا فائدة ، كان غاضبا من نفسه يلومها قائلا : لن تسامحني إطلاقا حكمت : ستسامحك... انت كل ماتبقي لها في تلك الحياة ، ستغضب يوم أو اثنين و لكنها لن تستطيع بدونك شاهين: أنا و رغم مرور سنوات لم أستطع أن أسامح نفسي ، فكيف و هي التي قضت تلك السنوات علي أمل أن تجازي من حرمنا منهم ، كيف ستسامحني و أنا من تنازل عن حقهم ، تركت الجناه يسعون في الأرض و عشت مع ابنتي مكلومين و ينهشنا الحزن ، إلي الأن لم نستطع التجاوز و العيش طبيعين كباقي الناس من حولنا... ماذا و إن عادت لنفس حالتها السابقة ، ربط حكمت علي كتفه مواسيا : عندما تعلم السبب ستسامحك ، ستعلم أنك فعلت من أجلها.. من أجل حمايتها ، قاطعهم صوت الباب ليتوجه حكمت لفتحه وجد نور امامه ليقول : مرحبا ابنتي... علي حد تذكري... إسمك نور.. أليس كذلك؟ لتقول : نعم سيد حكمت.. إسمي نور.. هل عمي في الداخل.. جئت لاطمئن عليه ، ليقول : تفضلي.. إنه يجلس في شرفته ، دخلت نور لتذهب لشاهين لتنظر له و كأنها تتمرد لتقول : انت و ابنتك اتفقتم لتدخلوني باكتئاب ، الإنسان يأتي اليكم ليفرغ اكتئابه فيعود راغبا في الانتحار أنعم و أكرم بهكذا عائلة سألها متلهفا : هل تحدثت معك؟، هل هي بخير؟ نور : هي بخير تحدثنا قليلا و لكنها ارادت البقاء بمفردها فجئت لاطمئن عليك و لكن لا تقلق فريحان لا تستطيع بدونك أيها العجوز ، ليضحك حكمت قائلا : معك حق ، فلقد شاب صديقي و اصبح عجوزا منذ زمن شاهين : الله الله يبدو أنكم اتفقتم علي نور : و هل يعقل أن نتفق عليك و لكن أقول ما رأيك في قهوتي الخفيفة هنا في الشرفة و في ذلك الجو سترتاح قليلا ، ليبتسم و هو يربط علي يدها قائلا : حسنا صغيرتي.. و نظرت لحكمت قائلة : كيف تريد قهوتك فانا أصنعها له خفيفة بسبب ضغطه ، ليقول : مثله فعلي ما يبدو أنني عجزت مع صديقي ، لتضحك و هي تقول : لا تخف انتظرا يومين و ستأتي ريحان لتعيد لكما شبابكما و لكن علي طريقتها الخاصة ، و توجهت للمطبخ بينما جلس حكمت بجانب صديقه ليقول : تلك الفتاة تلفت انتباهي كثيرا و ايضا مقربة لك و لريحان ما قصتها ؟ ليرد عليه بحزن : نور فتاة جيدة و لكن حظها سئ ، قصتها طويلة جدا و قاسية و لكن اعتبرها ابنتي كريحان فهي بالفعل كذلك بينما كانت هناك وجوه خبيثة تبتسم و هي تسمع خبر نجاح خطتها من جوكشة التي أخبرتها بكل ما حدث منذ الصباح لتقول شاهقة : برافواستمري هكذا أريدك أن تنتبهي علي كل تفصيلة تحدث في ذلك البيت الصغيرة قبل الكبيرة و ايضا انتبهي لذلك الصغير فسيلزمنا لاحقافلا يمكن لابني أن يأوي طفلا لا أصل له ، يجب أن نتخلص منه و من ابنة شاهين و لكن لا نريد أن تظهر اثارنا ، لتقول جوكشة : أمرك سيدتي لن يخفي عليك شئ طالما انا هنا ، و أغلقت هاتفها و لكن دخلت جنات فجأة لترتبك و تسقط هاتفها ، لاحظت جنات ارتباكها لتقترب و هي تسألها : ما بك ؟! لتقول بتردد : لا شئ سيدتي كنت أتحدث مع أمي ، نظرت لها جنات قليلا لتقول : لم أسألك مع من تتحدثين و لكن جئت لاطمئن علي مارت جوكشة : إنه بخير نام منذ قليل جنات : انتبهي له تلك الفترة جيدا ، و خرجت و لكن بدأت تشك في جوكشة لتقول : سنري و لكن إن كان ما يجول في تفكيري صحيح ستكون نهايتك علي يدي أنا ، بينما اتصلت شاهقة بفريدة لتخبرها بنجاح خطتهم قائلة : انتظري نهاية ابنة عمك قريبا جدا ، فرحت فريدة لتقول : إذا يجب أن نحتفل ، و لكن تذكرت شاهقة موعدها مع جيهان لتقول : لندعها في يوم آخر فأنا لست متفرغة الليلة ، لتغلق هاتفها و تصعد لغرفتها و تخرج ثيابا مثيرة لترتديهم و بدأت تزين وسطا رومانسيا لتنتظر عشيقها بينما كانت ريحان تركض تائهة مشتتة لا تعرف إلي أين ستصل.. تركض بدون وجهة محددة تحاول أن تخرج غضبها ، ركضت لساعات بقوة لدرجة ان تمزق حذائها من قوة احتكاكه بالارض و لكنها لم تبالي و أكملت حتي جرحت أصابعها ، اصطدمت قدمها بحجر لتتوقف فجأة لتجد نفسها امام المقابر ، رفعت طاقية بدلتها علي راسها لتغطي شعرها و توجهت لمقابر احبابها ، جلست علي ركبتيها ارضا و اخدت تنظر لهم حاولت أن تبكي و لكن أبت الدموع أن تريحها ، لتتحرك بهدوء و تنام بينهم.. علها ترتاح أو تبرد نيران قلبها ، لتظل علي حالها حتي عم الظلام تماما لتتحرك بنظرها بينهم لتقف بجانب قبر أمها لتقبله و تقول : سامحينا جميلتي ، أنا لم استطع انقاذكم و ابي لم يستطع أن يأخذ حقكم ، لا أعرف كيف سأسامحه و لكن سامحيه أرجوك ، و تن*دت لتكمل.. لماذا لم أمت معكم.. لماذا ؟!.. ليتني ذهبت معكم فانا لم أعد اقوي علي التحمل انتهيت أمي ،‏ يومًا ما كنت معك بحضنك ، تلامسين شعري كما تلامسه امي جنات ، كان شعري طويل ‏و أحلامي مفعمة بالأمل ، ‏يومًا ما بوجودك كنت أصدق أني ‏أقدر على الطيران ‏و لكنّي ‏سقطت ‏و قصصت شعري ‏و أحلامي و قلبي و الأيام ، و تحركت بتثاقل لتذهب و لكنها نظرت للطريق لتعود و تركض مرة أخرى لتنزف قدمها مجددا ، كاد أمير أن يجن من قلقه عليها فهو لا يعرف أين ذهبت و كيف حالها ، و لا يستطيع الوصول إليها فلقد تركت هاتفها و لم تأخذه معها ، حاولت جنات أن تهدأه و تطمئنه و لكن لا فائدة ، ليتحرك للخروج فتح الباب ليجدها امامه و لكن كانت في حال يرثي لها ، عيونها باهتة منطفئة و ثيابها مليئة بالتراب و حتى وجهها و شعرها و حذائها تخرج منه الدماء ، ليقول : ريحان ما تلك الحالة؟ماذا حدث لك ؟ تقدمت جنات بزعر و لكن ريحان دخلت ب**ت لتجلس علي الكنبة و تنزع حذائها بألم و لكن امسك يدها بقوة و جلس بجانبها ليرفع رجلها علي الطاولة امامه و ينزع حذائها ، ليجد قدمها غارقة في الدماء ليصرخ بها قائلا ما هذا ؟هل جننتي ؟و لكنها نظرت له ب**ت مكلوم و لم تتحدث ببنت كلمة ، و ذهبت جنات لتحضر معقما و مائا لتعقم جروحها ، و لكن ريحان تحركت و اخذت ثيابها و اتجهت للحمام ، ظلت مدة طويلة هناك وكم كانت لحظتها بائسة يائسة من كل شيء لتستحم و تعقم جروحها بنفسها دون مساعدة أحد ثم تجهزت و ارتدت حذائا مفتوحا حتي لا تتألم قدماها و خرجت ، نظر لها أمير ليقول : لا يعقل ليس لهذا الحد ، لن تذهبي المستشفي و لكنها نزعت يدها بهدوء لتتحرك للخروج نظر أمير لجنات و هو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا افعل معها ، لقد تعبت منها و من نفسي و من كل شئ ، ثم تحرك خلفها و جنات تنظر لهم بحسرة ، ركبت سيارتها لتجده يركب بجانبها نظرت له لتتحرك ب**ت ، ليقطع ذلك ال**ت قائلا : متى سينتهي **تك اللعين نحن نخاف عليك ، و لكنها لم تنطق ليتجها للمستشفى ، لتتحول لنحلة تطير في كل انحائها دون كلل ، حتي أنها كانت تؤدي عملها و تساعد زملائها و لم تترك عملية تمر تلك الليلة بدونها ، كان أمير يراقبها و هو يعمل يحاول أن يفهم سر ذلك النشاط المفاجئ ، ليحل الفجر إنتظر أن تهدأ و لكن لا.. بل توجهت لتتوضئ و تذهب لتؤدي فرضها و هو كذلك ، بعد انتهائهم من صلاتهم رفع أمير يده لربه متوسلا له ليقول : ( ربي لا أعلم ماتكنه لي في قلبها و لكنك الاعلم بقلبي ، اللهم إني استودعتك قلبها الذي أحببته استودعتك إياه في نهارها و ليلها في نومها و صحوتها استودعتك إياها من كل شيء يضرها ، اللهم هون عليها و راضي قلبها و أرح بالها و ارحمها و ارزقها من واسع فضلك و اجمعني معها في جنتك و اجمعني بها في الحياة الدنيا يا حي ياقيوم ، ربي لا تريني فيها ما لا يسر ، يارب العالمين اني فيك احببتها ) ، لم يختلف عنها و لكنها كانت تدعوا ربها و يدها ترتعش لا تتمالك نفسها و هي تدعوا ربها قائلة : ( ربي انت الاعلم بحالي و بما آل إليه ، وحدك تعلم بنيراني التي تنهشني و تمزقني ، ربي وحدك القادر أن تخرج قاتلهم ، حاولت و لكن إنتهت حلولي ليبقي الأمر لك أنت القادر علي كل شئ ، انت ربي رب المستضعفين فبحق نبيك أشرف الخلق أسألك أن تنتقم من قاتل أحبابي و اذقه نفس وجعي ليتجرعه ألما وضيقا ، اللهم اغفر لاحبابي و ارحمهم و اعف عنهم و اكرم منزلهم ، اللهم انقلهم من ضيق اللحود و من مراتع الدود الى جناتك جنات الخلود لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات و الأرض تغ*دهم برحمتك يا أرحم الراحمين)
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD