بنات ٣٠ البارت الاول ( فرصة عمل)
لم يخطر على بال لمياء ان فرصه العمل التي عرضها عليها عمها في إحدى الجمعيات الخيرية ستغير حياتها وشكل أيامها القادمه...... كانت لمياء تبحث عن فرصه عمل فهي تحمل من الأحلام و الطموحات الكثير و ترى دائما انها تستطيع أن تغير العالم للأفضل وانها قادره على نشر الحب و المبادئ بين الناس كانت تعلم جيدا ان العالم ملىء بالعقبات ولكن إيمانها بذاتها ورغبتها كانت أكبر من أي تحديات كانت تحلم و تحلم وكانت تنتظر ان يتحقق الحلم في أقرب وقت لذلك عندما عرض عمها عليها العمل في خدمه المكفوفين داخل جمعية خيرية كبرى لم تتردد ابدا ... و شعرت انه من الممكن أن تكون تلك بدايه لتحقيق أحلامها....
كانت لمياء دائما وهي صغيره عندما كانت تشاهد افلام الكرتون للأبطال الخا رقين تحلم ان تصبح مثل لهم وان يكون لديها قوه خارقه تساعد بها الناس كانت تتمنى ان يكون لديها يدان سحريتان عندما تلمس اي شخص يتألم فانها تشفيه وتمحي عنه الألم.... لانها كانت تتألم كثيرا لالم غيرها حتى لو كانت لم تعرفه َلم تقابله طوال حياتها مجرد انها تسمع قصه او حكايه عن شخص مريض او يتألم فكانت تدخل غرفتها وتظل تبكي وتدعي وتصلي من أجله .... لذلك فلقد دخلت القسم العلمي وهي في الثانويه العامة .... ولكن اثناء السنه الاخيره من سنوات الثانوية العامة تعرضت صاحبتها المقربة لحادث مما اثر على مستوى لمياء في تحصيل الدروس والاستعداد للامتحان فلم تتمكن بعدها لمياء من ان تدخل كليه الطب ... والتي كانت بالنسبه لها الطريقه المنطقيه الحقيقيه التي من الممكن أن تحقق من خلالها حلمها الخيالي .... ولكن للأسف دخلت لمياء كليه الآداب و تخرجت منها ولم تجد امامها سوي فرصه العمل التي عرضها عليها عمها وها هي تستعد داخل غرفتها و تلبس من الثياب اجددها لتذهب الي مقابله مدير الجمعية وكان الخوف يملىء قلبها فهي مازالت حديثه التخرج و لا تحمل اي خبرات عملية تأهلها للتعامل مع الجمهور وتقديم يد المساعده لأشخاص هم أشد الحاجه الي المساعده الصادقة
ولكن ما حدث هناك لم تتوقعه ابدا لمياء.... فمدير الجمعية رحب بها و كان مبهور بجمالها و لباقتها في الحديث حتى أنه قال لها انها من الممكن أن تبدأ العمل من اليوم ...
وقام المدير بنفسه با صتحابها الي المكتب لتستلم عملها لم تكن لمياء تدرك بعد ما يحدث ... فهل من المعقول ان تستلم شغل بهذه السهوله ودون اي تدريب؟!
دخلت لمياء المكتب واندهشت عندما دخلت!!!
حيث وجدت سته سيدات داخل المكتب وكلهن فوق سن الثلاثين ....
شعرت لمياء بعدم الارتياح والقلق في نفس الوقت حيث خشيت ان يكون هناك صعوبه في التقرب إليهن وخصوصا انهن جميعا في سن واحد ومعا في نفس المكتب منذ أكثر من عشر سنوات .....
جلست لمياء بجوار فتاه على نفس المكتب فلمياء لم يكن لديها مكتب مخصص لها بعد.....
و كانت شريكتها في نفس المكتب فتاه تدعي جميله....
جلست لمياء وساد الصمت المكتب لبضع دقائق ولكن كانت كل العيون داخل المكتب تحدق في لمياء بشكل غريب
أرادت جميله ان تقطع الصمت فنطرت للمياء بابتسامه ترحيب وقالت لها
_ اهلا وسهلا بيكي يا لمياء معنا ويارب المكتب يعجبك والشغل معانا يكون خفيف على قلبك... صحيح المكتب صغير وعدد ما كبير بس بنحب بعض اوي والله ...
= اهلا بيكي حبيبتي... و متقوليش كده كفايه انكم بتساعدوا المحتاجين وكمان مكفوفين انام بجد ملايكه ...
_ انتي اللي جميله يا حبيبتي قوليلي بقى انتي عندك كام سنه شكلك صغير خالص
= انا عندي ٢٠ سنه
_ يا نونو... انتي صغيره اوووي
= والله وانتم كمان شكلك صغير خالص ما شاء الله عليكم
_ صغير ايه يا بنتي .... بصي السوسه السخنه اللي قاعده هناك دي.. مروه ودي أصغر واحده فينا عارفه عندها كام سنه معديه ال ٣٠ يعني انتي مفروض تقوللها يا طنط ههههههه
_ لا طنط ايه... والله بجد انتم شكلكم صغير فعلا
= والله يا بنتي العمر مش بالسنين ولا الايام و كل اللي انتي شيفاهم دول مروا بتجارب صعبه جداااا وأولهم انا تجارت تخلي الطفل الصغير يشيب....
و فتحت جميلة للمياء قلبها وحكت لها قصة حياتها
كلها ....