انهت لمياء اليوم الثاني لها من العمل وهي تتملكها مشاعر الحزن والاسف على حال كلا من زميلتها في المكتب فكلتاهما قد مرت بتجربة في غايه الصعوبة ....
ذهبت لمياء الي المنزل وقابلت والدتها ولاحظت امها ما تعاني منه لمياء وحاولت ان تخفف عنها ..... ولكن لمياء اعتزرت منها ودخلت غرفتها وأخذت مزاكراتها وأخذت تدون كل أفكارها ومشاعرها حتى تشعر بالتحسن ......
ظلت لمياء تكتب وتكتب حتى راحت في النوم ........
وفي صباح اليوم الثالث استعدت لمياء الي العمل وتأنقت كعادتها..... وعندما وصلت إلى العمل لم تجد احد في المركز وكان باب المكتب مغلق ....
ولأن لمياء لم يكن معها مفتاح للمكتب ظلت واقفه على الباب حتى جائت زميلتها في المكتب وشريكتها في هذا اليوم من العمل....
وعندما حضرت مي زميلتها الجديده .... كان واضح عليها الارتباك والتوتر ......
لم تدرك لمياء سبب توتر مي.... حيث انها لم تتأخر عليها سوي ربع ساعه فقط ..... ولم يحضر احد الي المركز ولا حتى المدير. ......
دخلت كلا من لمياء ومي المكتب وظلت مي تتأسف للمياء مرارا وتكرارا .......
عندما شعرت لمياء ان ما يحدث فيه صوره من المبالغه قررت أن تتقرب من مي وتفتح لها قلبها ...
فحكت لها الكثير عنها وعن عائلتها بالرغم ان حياه لميا ء بسيطه ولا يوجد بها تفاصيل كثيرة ....
وبعد ذلك بدأت مي ب الارتياح للمياء وحكت لها ماضيها كله......
بصي يا لمياء انتي لسه صغيره وجميله والله انصحك انك تهربي من هنا..... احنا كلنا هنا زي ما انت شايفه.... سنين العمر جرت بينا ولقينا نفسنا هنا بنهرب من الماضي ومعندناش مستقبل نحلم بيه
عارفه انا كنت اشتغلت هنا بعد رحله عزاب طويله من العلاج واللف على الشيوخ والدكاترة .....
اول لما اتخرجت من الكليه جبت تقدير عالي وجالي تعين في الجامعه..... كل حاجه كانت ماشيه كويس ..... لحد ما اتقدملي معيد عندي في الكليه اتعرف عليا وانا بخلص أوراق تعيني .....
يومها روحت البيت وانا في غايه السعادة .....
_ ماما... يا ماما.....
= ايوه يا حبيبتي
_ النهارده يا مامتي اتقدملي معيد في الكلية وعاوز يجي يقابل بابا... اسمه احمد شاكر وهو سمعته حلوه جدااا بين الطلبه والدكاترة
= بجد يا مي.... ربنا كريم والله .... فرحتي بنجاحك كانت ناقصه.... بيني وبينك يا بنتي البنت مالهاش الا الجواز مهما نجحت واشتغلت .....
_ امممممم مع اني مش مع الكلام ده يا ماما..... بس عموما الحمد لله انك فرحانه ....
= وانتي مش فرحانه ولا ايه
_ لا فرحانه الحمد لله احمد انسان كويس وشكله بيحبني
وبعد الحوار اللي دار بيني وبين ماما بيومين جه احمد هو وأهله واتفق باباه مع بابا على كل التفاصيل وقرروا ان الخطوبه وكتب الكتاب هيبقوا بعد اسبوع والجواز بعد سنه بالكتير ...... يكون احمد لحق يخلص الشقة .....
وبعد كتب الكتاب بشهر واحد حصل اللي كنت عمري ما اتخيله .....
كنت كل ما يجي احمد عندنا البيت وادخل علشان اقعد معاه احس اني مخنوقه وكان حد مانع الهوا عني ......
وبقيت ادخل في نوبات هستيريه ..... بخرج في الشارع اجري َن غير هدف وكل مره اهلي واحمد يقلبوا عليا الدنيا لحد ما يلاقوني وكل مره كانوا بيحبوني من حته شكل .....
مقدرتش اكمل في الكليه وحالتي كانت بتسوء يوم عن يوم ....
لقيت على دكاتره كتير ومافيش فايده لحد ما جد قربنا وداني لشيخ وأكد لي اني معمولي سحر....
أنا مصدقتش .... مين ممكن يكون بيكرخني لدرجه انه يدمر حياتي بالشكل ده .... ؟؟؟
بعدها احمد جه عندنا ودار بيني حوار عمري ما هنساه ....
_مي انا تعبت
= تعبت من ايه يا احمد.... تعبت مني انا ؟!!!
_ انا تعبت من اللي بيحصل ده يا مي وحقيقي مش هقدر اكمل كده انا حياتي بتدمر...
= تقصد ايه ... مش عاوز تكمل.... ؟؟
_ لا... انا مش قادر اكمل .....
= مش قادر .... ؟؟ خلاص يا احمد انا فهمت اتفضل دبلتلك وباقي الحاجه بابا هيبقي يجبها لكم ....
ومشي احمد .... ومشفتهوش تاني ... سابلي جرح وعزاب وعدم ثقه في الرجاله كلهم... مع ان ماما قعدت تقولي وهو ايه ذنبه يا بنتي... محدش ممكن يستحمل كده .... الله يجازي اللي كان السبب....
الغريب اني بعدها بقيت طبيعيه جدااااا... وكل اللي كان بيحصل ده اختفى تماما...
كنت ساعات بموت من كتر التفكير و الفضول ياترى انا كان عندي ايه.... ولو فعلا ده كان سحر مين اللي عمل كده.... َهدفه كان ايه .... اني ابعد عن أحمد..... طب وشغلي ومستقبلي ....
الشخص اللي عمل كده فعلا دمرني بمعنى الكلمة .....
بعد ما احمد سابني بسنتين اتقدملي دكتور طب بشري وكان من اصل طيب وأهله ناس محترمين وكان المفروض اني بعد الجواز هسافر معاه الكويت .... ماما كانت فرحانه جدااا لان مستواه المادي مرتاح جدااا ووضعه الاجتماعي فوق الممتاز
لكن بعد الخطوبه بشهر بالتمام رجعتي نفس الحاله اللي كانت بتجيلي وانا مع احمد....
ولاني اكيد مكنتش مستعده اني أراهن على حد تاني انا اللي شبت العريس الجديد وقفلت بابا الجواز ده خالص ....
قريت من ربنا وقلت يارب لو ده ابتلاء انا صابره ومحتسبه
وفي يوم في الايام العشر الأواخر من رمضان ماما دخلت عليا وانا ببكي وبكلم ربنا.... وقتها بتعيط وبتدعي على الي كان السبب في حالتي دي وسمعتها بتقول بحق الليالي المفترجه دي يارب لو حد ازاكي يا بنتي ربنا يكشفه واشوفه مولع فيه النار بعيني........
دعوه ماما ..... استجابت ..... وبعدها بكام شهر حصل حادثه غريبه في الشارع جارتنا جوزها ولع فيها النار وجريت في الشارع تصوت وهي النار والعه فيها ..... جرينا كلنا نلحقها ولكن للأسف محدش قدر .... اتنقلت للمستشفى في حاله صعبه ... و هي بتموت اخر كلمه قالتها وهي بتبصلي سامحيني ..... ومع اني كنت نسيت دعوه ماما .... لكن اول ما قالت كده عرفت ان هي اللي عملت كده فيا ..... اتصدمت صدمه عمري.... ليه ممكن تعمل فيا كده و احنا كنا أقرب من الأخوات كانت علطول عندنا ..... عشره عمر علي الحلوه والمره....
صدمتي فيها خلتني بخاف أقرب من اي حد وموضوع الجواز ده انا شيلته خالص من دماغي ووهبت نفسي لمساعده الغير .... علشان كده جيت هنا....... انا ببساطه كل أحلامي ضاعت و مبقتش حتى قادره اني احلم...
بس يا ستي دي كل حكايتي .....
لم تجد لمياء كلمات..... فكيف يمكن لمثل هذا المكان ان يحوي كل هذا الألم..... هل هذه صدفه ان تعاني كل هذه البنات كل هذه المعاناه...... وماذا عن باقي البنات ..... هل ما مروا به يحمل كل هذا المرار و
الألم ......؟؟؟