الحلقة الثالثة

3464 Words
لوحة فنية        الفصل الثالث                ذعرت من رؤيته ممددا بجانبها فنهضت و ركضت باسرع ما تقدر و بقدر ما سمح لها كعبها بذلك لكن سرعان ما تجمع حشد من الرجال حول الفتى المصاب و ظن الجميع ان عدوا قد اقتحم القصر فتعالت اصوات الصياح و اطلقت للمسدسات العنان فاخترق صوتها السماء و هذا ما جعل رعبها يتزايد و لم تدر كيف وصلت الى البوابة الرئيسية للقصر و كرد فعل تلقائي لتنقذ حياتها القت بنفسها امام سيارة كانت على وشك مغادرة القصر ثم ركبت فيها دون ان تنظر الى وجه سائقها الذي ذعر منها خاصة عندما راى حشدا غاضبا يقترب منهم و توسلاتها الملحة بان يقود و يخلصهم من الموت -من انت بحق السماء ؟ ما الذي قمت به حتى جعلت اماسيا كلها تطاردنا هاه ؟ ثم باي حق تلقين بنفسك امامي و توقعينني في مشاكلك ؟ -قد السيارة ارجوك ليس وقت غضبك !يجب ان نبتعد عنهم ! اخ يا الهي لقد خرب كل شيء !! يال حظي ! -هاي انت ! الا تظنين ان من حقي ان اعلم من انت و مالذي فعلته حتى اصبحت مهددا بالموت ؟ اظن انه من حقي ان اعرف في اي مازق وقعت ! -انا اسفة حقا لكن رجلا ثملا حاول التحرش بي و اوقعني ارضا فلم اجد من سبيل للدفاع عن نفسي الا بض*به بمزهرية على راسه و الظاهر ان حالة من الاستنفار قد وقعت ظنا منهم ان احد الأعداء جاء لمنع زواج الاغا كما هو الحال في مثل هذه الاماكن -و اصبحت انا شريكا في هذه الجريمة ! رائع !! اتعلمين اننا الان مهددان بالقتل ؟ -لسنا كذلك ان لم تلاحظ فقد تجاوزنا اماسيا ببضعة كيلومترات نحن بامان هنا لن يصيبنا مكرو ما الذي يحدث ؟ ما بال السيارة ؟ -ا****ة !!!!!! لا اعلم ما مشكلتها ! ساركنها على الطريق ابقي هنا و لا تتحركي سانزل لاتبين المشكلة -(همست)و كانني املك مكانا اذهب اليه ! -عفوا ؟ -لا شيء !! لكن هل استطيع مساعدتك بشيء ؟ -ا**تي !اسدي لي معروفا -لا اظن انني ساستطيع اصلاحها عطلها كبير ؛ ا****ة ماذا سنفعل الان ؟ -انظر هناك ؛ اليس ذلك فندقا ؟ -هههاه !! تسمين ذلك فندقا ؟ انه اشبه بوكر دجاج اي فندق هذا يوجد في مكان خال ؟ يبدو لي امرا مريبا -هل لد*ك فكرة أفضل سيد مثالي ؟ هل تنوي التحاف السماء في هذه الليلة الباردة ؟ انا ذاهبة الى هناك -يا صبر يا صبر ! حقا نزلت على راسي كالبلاء الاسود ! -الله الله !! و هل انا من جعلت سيارتك تتعطل ؟ كل ما فعلته من اجلي هو انك اخذتني في طريقك ! الهذه الدرجة قلبك قاسي و تعتبر انقاذ نفس بشرية من الموت حملا و بلاء ؟؟ -اسمعي ! لا مكان للمغامرات في حياتي ! لذلك لا أريد المزيد من المتاعب المرة القادمة ربما معك حق كنت قاسيا معك -اجل كنت قاسيا ثم لا تطمح ان تكون مرة قادمة لأنه لن تكون بمجرد بزوغ الشمس سنفترق للابد ! و الان هيا فلنذهب تجمدت هنا -مرحبا ! شرفتم -شكرا لك نريد غرفتين لو سمحت -(نظر له بازدراء واضح و قال) غرفتين ؟ لا يوجد -كيف يعني لا يوجد ؟ -يعني لايوجد توجد غرفة واحدة -(اتسعت عيناهما دهشة و تعجبا من القدر الذي يسخر منهما نظر اليها كانه يستاذنها فبادلته نظرة كمن لا يملك خيارا اخر) حسنا اعطني المفتاح -تفضل سيدي استمتع بوقتك (لم يرتح لنظرات ذلك الرجل و ايحاءاته و احس ان هناك امرا مريبا لكنه تجاهل حدسه و قرر ان ينعم بقسط من الراحة رغم ان ذلك يبدو صعبا مع شريكته في الغرفة ) دخلا بتردد الى تلك الغرفة التى احس كلاهما ان بها شيئا مريبا فهي لم تكن مثل الغرف العادية بل كانت مبهرجة بالاحمر و الذهبي بشكل مبالغ فيه يتوسطها سرير واحد ضخم وعلى الطاولة يوجد مشروبات كحولية رخيصة و كؤوس كبيرة كما ان الاضاءة فيها كانت خافتة جدا بالكاد تستطيع رؤية ما حولك جلست على طرف السرير بحرج و تعب اما هو فقد فهم نظراتها و احمرارها فقرر التخفيف عنها بحسم الامر: -اسمعي ؛ كما ترين يوجد فراش واحد و غطاء واحد حتى الوسادة واحدة (وسادة طولية تمتد من طرف السرير الى الطرف الآخر) لذلك سنضطر لان نتقاسمهم تستطيعين ان تثقي بي -انا لا اعرفك حتى ! حتى ملامح وجهك لا احفظ تقاسيمها جيدا و اسمك لا اعرفه الا تظن ان هذه فرصة جيدة بالنسبة لك لان تعتدي علي ؟ لانني لن اتمكن من ان اشكوك (احست بتشنجه امام جراتها فاستدركت ضاحكة)لقد اكلتك كنت امزح معك و ادعوك ضمنيا ان تعرفني بنفسك -(قال كمن يتنفس الصعداء )فهمك للمزاح مغلوط جدا على كل اسمي جسور مالذي يحدث من انت ؟ (قطع كلامه مع اقتحام شخصين للغرفة و تقييدهم من الخلف للحظة ظن انهم رجال اماسيا لكن ما قاله واحد منهم جمد الدماء في عروقه و أخرس تذمراتها الباكية و توسلاتها ) -لا تحاول المقاومة ! لقد تم القبض عليكما رسميا متلبسين بتهمة الد***ة و الزنا ان كان لد*كما شيئا لتقولاه قولاه للقاضي وتحرك امامي اضطرا للمسايرة و عدم المقاومة لهول ما سمعاه   فهو قد مر امامه شريط حياته المهنية كلها و اول ما فكر فيه سمعته و اسهمه   اما هي و التي لم تكن أسوأ حالا منه   كانت تفكر بمصيرها و سمعتها بين الناس   وفيما ستقوله لامها مريمو صديقتها داريا ؟ هل سيصدقانها   لكن سرعان ما انقطع حبل افكارها امام ما رات امامها   رجال و فتيات شبه عاريات مقيدون و يتم جرهم كالكلاب امام توسلاتهم و بكائهم المقزز   نظرت الى نفسها فادركت انها لم تفرق عنهم بشيء سوى انها ترتدي ثيابها   فقد كان الشرطي يجرها بعنف لم تدركه في بادئ الامر من صدمتها   اما هو فقد كان يبدو هادئا لكن نظراته كانت تنم عن غضب قاتل   بعد يومين       -كنان ارجوك افعل شيئا يجب ان اخرج من هنا ! يجب ان اثبت براءتي ! انت محام و تستطيع انقاذي الى الان نجحنا في اخفاء خبر اعتقالي لكن لا اعلم الى متى سنستطيع ذلك اتعلم ان اصبح للصحافة علم بالخبر سانتهي ! -اهدأ يا صديقي ! لا اعلم كيف ساخبرك بذلك لكنني اخشى ان اثبات براءتك امر شبه مستحيل لقد تم اعتقالك من دار د***ة و انت في غرفة واحد مع امراة الا تظن انه دليل كاف لادانتك ؟ لا اعلم احيانا تكون غ*يا ! الا تعرف ذلك المكان ابدا ؟ انه الاشهر على الإطلاق ! ثم فلنفترض انك لا تعرفه الم تلاحظ ان به امرا مريبا ؟ -ما مشكلتك كنان هل تحاسبني الان ؟ ثم كيف لي ان اعرف ماهية تلك الاماكن اتراني اذهب اليها كل يوم ؟ كما انني بالطبع لاحظت امرا مريبا لكن لم يكن لي خيار اخر !كله بسبب تلك الفتاة -اسمعني الان كفانا هراء سادخل في صلب الموضوع ؛في الحقيقة قضيتك انت بالذات مختلفة عن بقية المعتقلين -كيف يعني ؟ -يعني ان شريكتك في "الجريمة" ليست فتاة عادية هي فتاة يتيمة لا تزال تحت ذمة الميتم هي ليست قاصرا لكنها لم تبلغ العشرين من عمرها بعد و حسب القوانين الجديدة التي ص*رت منذ شهرين اثر حوادث ا****ب الفتيات اليتيمات فان حمايتهن تقع على عاتق الميتم الى حين بلوغهن العشرين        بمعنى اخر فانهن يصبحن مواطنات عاديات في الثامنة عشرة لكنهن يصبحن مستقلات "بالكامل" في العشرين و فتاتك انت عمرها تسعة عشر سنة و سبعة اشهر -اييه يعني ؟ -يعني انني تحريت عن حالتك و قمت بالتواصل مع القاضي المختص بهذه القضية مستغلا اسمك و نفوذك و هو قد نصحني بحل -ما هو ؟ تكلم لا تخفني !! -الزواج ! عليك ان تتزوجها !                -م ماذا ؟ -انه الحل الوحيد ان نظرنا من جميع الوجهات ستجد انه حل نابغ و فعال ففي حال وصول هذه الفضيحة الى الصحافة زواجك سيكون دليل براءتك اي ببساطة سنقول انك اخذت زوجتك لتستمتعوا بوقتكم فالقت بكم الاقدار الى ذلك المكان اي تستطيع ان تخلق اي كذبة ثم ستستطيع ان تتهرب من تهمة الهروب مع فتاة لا زالت تحت ذمة الدولة وفي نفس الوقت سنستطيع انقاذ سمعة المسكينة التي لاذنب لها في كل هذا والقرار يعود لكما بالطبع        -بالنسبة لي مستعد لاقوم باي شيء لانقاذ شركتي و سمعتي حتى و ان كان ذلك يعني الزواج بفتاة حتى اسمها لا اعرفه -تلك ليست بمشكلة ؛ اسمها اليف ؛اليف الكاي وجدت منذ تسعة عشر سنة امام ميتم " جيان " حيث تمت تربيتها مغنية و عازفة جيتار محترفة         -اليف الكاي ! اقسم انني ساجعل حياتها جحيما و ساجعلها تدفع ثمن كل ثانية بقيتها في هذا المكان المقرف -هوب هوب !! تمهل زواجك منها يعني انك مسؤول عنها!! ممم كيف سافسر لك الامر هاا يعني كانك قمت بتبنيها ! لا تتهور والا ستقع في مشاكل اكبر                -امي مريم وانت داريا اقسم انني بريئة لقد رويت لكم كل الحقيقة لم نكن نعلم ان ذلك المكان هو بيت دع -ا**تي يا فتاة ! اعلم انك بريئة و الا اقسم انني كنت اقتلك و اشرب من دمك انت تربيتي انا و مستحيل ان تفعلي ذلك ما اعيبه عليك هو الهروب مثل اللصوص في الفجر و مخالفتك لكلمتي ! ارايت ما الذي حل بنا ؟ اه يا الهي ستجلطينني يوما ما ! اتعلمين انني معرضة للتتبع العدلي بسببك ؟ ساخسر عملي و ستتم اقالتي بتهمة الاهمال و عدم تحمل المسؤولية ! وانت !! ستصبح سيرتك على كل ل**ن و ستتعفنين في السجن ! داريا-امي مريم ارجوك لا تقسي عليها ! ثم ان ذاك المدعو كنان اعطانا حلا اليف-ومن قال لك اني موافقة ؟ زينب-ا**تي يا بنت !! ستوافقين ! بالطبع ستوافقين ! هل تريدين اخرتي و اجلي ؟ اليف-لكن امي مريم انا لا اعرف اسمه حتى كيف لي ان اتزوجه ؟ زينب-اسمه و ما شابه لا يهم ! المهم الان هو سمعتك و عملي داريا -اجل امي مريم معها حق هذا هو الحل الوحيد لانقاذنا ثم انني تحريت عنه ووجدت انه غني و وسيم فماذا تريدين اكثر اليف-انتي لا تفهمين !! لا تستهويني مثل تلك الاشياء و لا اهتم لها                داريا -لكن اظنك تهتمين لسمعتك و شرفك و اظنك ايضا تريدين رد الجميل لذلك الشاب الذي انقذك من الموت بقرارك ستنقذين كليكما صديقتي ارجوك فكري اليف-اه يا الهي ساعدني اظن ان معك حق ليس لي خيار اخر على الاقل اخبروني باسمه داريا-اسمه جسور زادا او كما يلقبه البعض "عملاق الأناقة" يمتلك الشركة الشهيرة لت**يم الازياء اظنك تعرفينها جيدا وقد توفي والداه في حادث سيارة منذ خمس سنوات عمره 25 سنة ويقال انه كان على علاقة باحداهن لكن كان حبا من طرفها هي فقط        بعد اسبوع تم الافراج عن جسور و اليف مع اقرارهما امام المحكمة برغبتهما في الزواج و الذي اتفقا فيما بينهما انهما سينهيانه عند بلوغ اليف السن القانوني لتقرر حياتها بنفسها اي بعد خمسة اشهر طبعا مع بعض التدخلات و الواسطة من طرف جسور تمكنا من النجاة من الفضيحة بسهولة و التهرب من تطفل الصحافة لكن الان كل شيء تغير فالتحضيرات لزفافهما قد بدأت رغما عنهما محدثة ضجة كبيرة و اشاعات تداولتها تركيا كاملة و حتى خارجها عن استعداد جسور زادا للزواج من فتاة احلامه و التي عاش معها حبا سريا منذ سنوات مخبئا اياها عن الانظار        كل هذه الاخبار لم تزعج جسور بقدر ما اثرت في اليف التي اصبحت صورها تتص*ر الصحف على انها زوجة عملاق الأناقة المستقبلية فبالامس كانت حياتها بسيطة و اليوم كل شيء تغير جسور هو الاخر كان متوترا فهو انسان سلك طريقا مستقيما في حياته و ليس معتادا على المنعرجات كان خائفا ان تؤثر تلك المجنونة الغ*ية على نسق حياته المنتظم لذلك فقد قرر ان يضع لجنونها حدا من البداية سيقمعها و سيروضها كما يشاء جاء اليوم المنتظر يوما تحدثت عنه تركيا باكملها وقفت اليف امام مرآتها بفستان زفافها الفخم الذي يليق بالسيدة زادا نظرت لنفسها و ابتسمت ابتسامة جانبية حزينة يال لعبة القدر منذ اسبوع و نصف وقفت نفس الوقفة نفس المكان نفس الجسد لكن الحياة مختلفة والنظرة مختلفة خانتها دمعة خائفة هاربة بكت خوفا بكت يتما بكت حلما لا تعلم ان كان سيتحقق بكت ضعفا و استسلاما اهكذا تجازيني ايها القدر ؟ اهكذا تصفع من وثقت فيك و طمحت اليك ؟ أهكذا تضع على يدي اغلال زوج لا اعرفه لا احبه اهكذا تقرر عني ؟ هل لانني يتيمة ؟ من انا ؟ اين اهرب اين اذهب ؟ هل ذنبي انني يتيمة الحياة ؟ اين اماني ؟ اين امي ؟ اين ابي ؟ اين انا ؟ وصل جسور الى موقع الزفاف على الشاطئ كان قد وجد ان كل شيء على اكمل وجه من المثالية بقي فقط ان ينتظر قدره الجديد اليف من اسمها فقط ادرك انه سيعاني منها الويلات لكنه ايضا صعب المراس لذلك لن يهدأ الا عندما يروضها انتشله من افكاره سيمفونية الافتتاح فا أدرك حينها انها جاءت التفت اليها فراها اية في الجمال                جميلة لدرجة الموت فاتنة لدرجة العذاب تحولت عيناه بتلقائية لشعرها الغزير الاحمر بدا له غريبا انه لاول مرة يلحظ لونه فهو لم يرها الا مرة واحدة و كان ذلك ليلا اذا فبلاؤه قمر احمر يستمد نوره من الشمس لم يفهم و لم يدر كيف خطى تلك الخطوات على الممشى المغطى ورودا نحوها كل خطوة منه تجعلها اجمل كل خطوة تقول انها لن تزداد جمالا لكنها تفعل كل خطوة منه تجعل ملامحها اوضح و قلبه انشط يبدو انه قد وصل استشف ذلك من نظراتها التي تساله عما ينتظره ماذا يفعل ؟ اه لقد تذكر عليه ان يمسك بيدها و يمشي معها على الورود وصل بها الى طاولة عقد القران كالهائم الذي لا تكاد قدماه تلامس الارض اما هي فوصلت كالريشة المستسلمة التي تحملها الرياح الى مكان لا تعرفه بالسلطة المخولة إلي من قبل بلدية اسطنبول الآن أعلنكما زوجاً و زوجة تهانينا سيدة و سيدة زادا لم يعلما كلاهما ان كان كل شيء قد انتهى بهذه الكلمات ام بدأ للتو اقترب جسور من اليف المبتسمة ابتسامة مجاملة للصحافة و الكاميرات الموجهة نحوهما طبع على جبينها قبلة طويلة علا على اثرها التصفيق و الهتاف                قبلة لم يكن ينوي ان يطيلها لكن شيئا ما جعل شفتيه تابى مفارقة راسها و هو ما اغضبه لانه بدأ يدرك انه قد بدأ يسحر بمظهرها البريء لذلك عليه ان يتصرف بسرعة سوف ي**ر قناع براءتها ليخرج شرها الى العلن تململت في مقعد السيارة بتوتر ارتجفت يداها وارتعدت اوصالها ما العمل يا اليف ؟ كل العرائس تشعرن بالتوتر ليلة زفافهن وهذا امر عادي اما انت انت مقدر لك ان تعيشي رعبا اجل ! لست حتى خجلة ! انت خائفة خائفة لدرجة انك تريدي ان ترمي بنفسك من هذه النافذة اللعينة التي لم تنجح نسماتها الباردة في اطفاء نيران ما تفكرين فيه لا تريد ! لا تريد ان يبتلعها هذا عملاق الأناقة و يسلبها ما تملك كم تحسده كم تكرهه كم يبدو هادئا هذا اللعين لكنها اقسمت انها لن تجعله يفكر حتى في الاقتراب                لانها ستحرقه ان فعل قطع حبل افكارها توقف تدفق النسمات على وجهها نظرت حولها فاذا بهما وصلا الى منزل عصري فخم علمت انه وطنها الجديد فتحت باب السيارة و نزلت و اذ بصوت جسور يستوقفها: -انتظري اظن ان هذا جيتارك تركته ذلك اليوم في السيارة تفضلي لاول مرة راى ابتسماتها العريضة التي انارت ما حوله        اخذت الجيتار من يديه بلهفة متفحصة اياه كانه قدم لها الكون بين يديها دخلا الى البيت المظلم فاختفت ابتسامتها و عادت لارتجافها اخذت تدور تبحث بعينيها عن مكان تلجأ اليه التفت ورائها فجاة فوجدت وجه جسور يقابل وجها اخذ يقترب منها بهدوء وهي تتراجع الى الخلف حتى اصطدمت بالحائط ارتعشت و اصبح صوت انفاسها مسموعا حتى ان خوفها التهم حبالها الصوتية فلم يخرج من فمها الا همسات متقطعة بالكاد تسمع : اب ابت عد عني زواجنا لي ليس حقيقيا ابتسم جسور ساخر و هو ياكل ملامح وجهها بنظرات خبيثة ثم قال: هل انت من ستقررين ذلك ؟ انت زوجتي كل ما فيك ملكي حتى ارتعاشك هذا من حقي الا تظنين ان هذه فرصة جيدة بالنسبة لي لان اخذ ما اريد؟ لانك لن تتمكني من ان تشكيني !        اتسعت حدقة عيني اليف و تشنجت من وقاحته و جراته فدفعته بقوة لم تدر من اين جاءتها صارخة: ايها الوقح !! اعرف امثالك جيدا ! لا تفكرون الا في ما هذا لماذا تضحك ؟ اتسخر مني ؟ توقف انت تخيفني ارجوك ! هل انت ثمل ؟ اقسم انك ان اقتربت مني سيكون مصيرك مثل ذلك الرجل ! (كان جسور ينوي ان يجعلها تثور و تغضب منه ليجد سببا لاهانتها و التشاجر معها و بالفعل نجح بذلك        لكنه لم يستطع ان يتمالك نفسه عندما راى منظرها الطفولي المتذمر الذي سرعان ما بعث فيه ضحكا لم يستطع السيطرة عليه و زاده الامر سوءا عندما راى خوفها من ضحكه الهستيري و نزعها لكعبها مشهرة اياه بوجهه و تشميرها لفستانها الطويل ناوية الهرب الى الشارع) قال ماسحا دموعه من عينيه : لقد اكلتك ! افلتت ذ*ل ثوبها و تساءلت : ماذا ؟ رد جسور : لقد اكلتك ! اتذكرين ؟ ذلك اليوم   تم الافراج عن جسور و اليف مع اقرارهما امام المحكمة برغبتهما في الزواج و الذي اتفقا فيما بينهما انهما سينهيانه عند بلوغ اليف السن القانوني لتقرر حياتها بنفسها اي بعد خمسة اشهر طبعا مع بعض التدخلات و الواسطة من طرف جسور تمكنا من النجاة من الفضيحة بسهولة و التهرب من تطفل الصحافة لكن الان كل شيء تغير فالتحضيرات لزفافهما قد بدأت رغما عنهما محدثة ضجة كبيرة و اشاعات تداولتها تركيا كاملة و حتى خارجها عن استعداد جسور زادا للزواج من فتاة احلامه و التي عاش معها حبا سريا منذ سنوات مخبئا اياها عن الانظار        كل هذه الاخبار لم تزعج جسور بقدر ما اثرت في اليف التي اصبحت صورها تتص*ر الصحف على انها زوجة عملاق الأناقة المستقبلية فبالامس كانت حياتها بسيطة و اليوم كل شيء تغير جسور هو الاخر كان متوترا فهو انسان سلك طريقا مستقيما في حياته و ليس معتادا على المنعرجات كان خائفا ان تؤثر تلك المجنونة الغ*ية على نسق حياته المنتظم لذلك فقد قرر ان يضع لجنونها حدا من البداية سيقمعها و سيروضها كما يشاء جاء اليوم المنتظر يوما تحدثت عنه تركيا باكملها وقفت اليف امام مرآتها بفستان زفافها الفخم الذي يليق بالسيدة زادا نظرت لنفسها و ابتسمت ابتسامة جانبية حزينة يال لعبة القدر منذ اسبوع و نصف وقفت نفس الوقفة نفس المكان نفس الجسد لكن الحياة مختلفة والنظرة مختلفة خانتها دمعة خائفة هاربة بكت خوفا بكت يتما بكت حلما لا تعلم ان كان سيتحقق        بكت ضعفا و استسلاما اهكذا تجازيني ايها القدر ؟ اهكذا تصفع من وثقت فيك و طمحت اليك ؟ أهكذا تضع على يدي اغلال زوج لا اعرفه لا احبه اهكذا تقرر عني ؟ هل لانني يتيمة ؟ من انا ؟ اين اهرب اين اذهب ؟ هل ذنبي انني يتيمة الحياة ؟ اين اماني ؟ اين امي ؟ اين ابي ؟ اين انا ؟ وصل جسور الى موقع الزفاف على الشاطئ كان قد وجد ان كل شيء على اكمل وجه من المثالية بقي فقط ان ينتظر قدره الجديد اليف من اسمها فقط ادرك انه سيعاني منها الويلات لكنه ايضا صعب المراس لذلك لن يهدأ الا عندما يروضها انتشله من افكاره سيمفونية الافتتاح فا أدرك حينها انها جاءت التفت اليها فراها اية في الجمال                جميلة لدرجة الموت فاتنة لدرجة العذاب تحولت عيناه بتلقائية لشعرها الغزير الاحمر بدا له غريبا انه لاول مرة يلحظ لونه فهو لم يرها الا مرة واحدة و كان ذلك ليلا اذا فبلاؤه قمر احمر يستمد نوره من الشمس لم يفهم و لم يدر كيف خطى تلك الخطوات على الممشى المغطى ورودا نحوها كل خطوة منه تجعلها اجمل كل خطوة تقول انها لن تزداد جمالا لكنها تفعل كل خطوة منه تجعل ملامحها اوضح و قلبه انشط يبدو انه قد وصل استشف ذلك من نظراتها التي تساله عما ينتظره ماذا يفعل ؟ اه لقد تذكر عليه ان يمسك بيدها و يمشي معها على الورود وصل بها الى طاولة عقد القران كالهائم الذي لا تكاد قدماه تلامس الارض اما هي فوصلت كالريشة المستسلمة التي تحملها الرياح الى مكان لا تعرفه بالسلطة المخولة إلي من قبل بلدية اسطنبول الآن أعلنكما زوجاً و زوجة تهانينا سيدة و سيدة زادا لم يعلما كلاهما ان كان كل شيء قد انتهى بهذه الكلمات ام بدأ للتو اقترب جسور من اليف المبتسمة ابتسامة مجاملة للصحافة و الكاميرات الموجهة نحوهما طبع على جبينها قبلة طويلة علا على اثرها التصفيق و الهتاف                قبلة لم يكن ينوي ان يطيلها لكن شيئا ما جعل شفتيه تابى مفارقة راسها و هو ما اغضبه لانه بدأ يدرك انه قد بدأ يسحر بمظهرها البريء لذلك عليه ان يتصرف بسرعة سوف ي**ر قناع براءتها ليخرج شرها الى العلن تململت في مقعد السيارة بتوتر ارتجفت يداها وارتعدت اوصالها ما العمل يا اليف ؟ كل العرائس تشعرن بالتوتر ليلة زفافهن وهذا امر عادي اما انت انت مقدر لك ان تعيشي رعبا اجل ! لست حتى خجلة ! انت خائفة خائفة لدرجة انك تريدي ان ترمي بنفسك من هذه النافذة اللعينة التي لم تنجح نسماتها الباردة في اطفاء نيران ما تفكرين فيه لا تريد ! لا تريد ان يبتلعها هذا عملاق الأناقة و يسلبها ما تملك كم تحسده كم تكرهه كم يبدو هادئا هذا اللعين لكنها اقسمت انها لن تجعله يفكر حتى في الاقتراب                لانها ستحرقه ان فعل قطع حبل افكارها توقف تدفق النسمات على وجهها نظرت حولها فاذا بهما وصلا الى منزل عصري فخم علمت انه وطنها الجديد فتحت باب السيارة و نزلت و اذ بصوت جسور يستوقفها: -انتظري اظن ان هذا جيتارك تركته ذلك اليوم في السيارة تفضلي لاول مرة راى ابتسماتها العريضة التي انارت ما حوله        اخذت الجيتار من يديه بلهفة متفحصة اياه كانه قدم لها الكون بين يديها دخلا الى البيت المظلم فاختفت ابتسامتها و عادت لارتجافها اخذت تدور تبحث بعينيها عن مكان تلجأ اليه التفت ورائها فجاة فوجدت وجه جسور يقابل وجها اخذ يقترب منها بهدوء وهي تتراجع الى الخلف حتى اصطدمت بالحائط ارتعشت و اصبح صوت انفاسها مسموعا حتى ان خوفها التهم حبالها الصوتية فلم يخرج من فمها الا همسات متقطعة بالكاد تسمع : اب ابت عد عني زواجنا لي ليس حقيقيا ابتسم جسور ساخر و هو ياكل ملامح وجهها بنظرات خبيثة ثم قال: هل انت من ستقررين ذلك ؟ انت زوجتي كل ما فيك ملكي والان اطلب منك أن تقومي بالعزف على جيتارك هذا لكى اسمع عزفك واريد اغنية هادئة رومانسية  
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD