الفصل الخامس

1075 Words
الفصل الخامس ========= كم تغبط سكينها علي لمعانها الضاوي ورونقها. وهي التي أضحت روحها مظلمة . لا أمل أن اري ولو بصيص نور . يجعلها تتراجع عن ما نوت فعله . حرام؟ سترتكب جرما؟ . وما تحياه الأن أليس جرم وحرام؟. من قال أنها الآن علي قيد الحياة . لقد ماتت روحها ذاك اليوم بأب*ع ما يكون . الذكري مازالت تذ*حها . وتظنها لن تتحرر من أصفادها إلا بالموت . لتُريح وتستريح . فلم يعد لها ص*ر ترتكن إليه . هي وحيدة . مقهورة . بشاعة ما حدث يجعلها تتسائل . أي ذنب ارتكبته لتعاقب؟ وان لم تكن هي الندانة . من الذي تعاقب لأجل أثامه . من الذي دفعت هي فاتورة أخطائه . أبيها؟ زوجها ؟ أخيها؟ من ؟ . من؟ دون أن تشعر انغرست حافة السكين بأصبعها وكأنها م**رة . كأن جسدها ما عاد يتألم مثلما كان . لم تخطيء حين قالت انها مجرد جثة. _ ماما. التفتت لصغيرها الذي فزع لمرآى دمائها الغزيرة وقال برعب . ماما ايدك اتعورت . نظرت للدماء بدهشة دون رد كيف لم تشعر؟ فهرول الصغير ليعود ومعه أبيه. تجمدت النظرات بيننا . منذ متي لم انظر الي وجهه. ! . رحت أطبع تفاصيله بين طيات العقل. كم اشتقته . ليته يعلم أني مازلت أحبه . واني لا أحمله ذنبا . لم يكن ليفعل اكثر مما فعله . اقسم اني لا ولن ألومه . لم ينظر لي . حتي وأنا بتلك الحالة. لم يرمقني بنظرة واحدة. منذ متى صار شحيحا هكذا؟ . تحرك وأحضر حقيبة الأسعافات وراح يضمد جُرحي بعنايه شديدة . الخيرة تأكلني وانا أراقب حنانه هذا. المستتر خلف جموده. هل مازال بعده يحبني؟ _ روحي ارتاحي وانا هطلب اكل جاهز . هكذا تحدث باقتضاب وغادر . فن**ت رأسي بأسي . لتتسلل أنامل طفلي الصغير لكفي الغير مصابة، فأجدني احمله لأختلي به في غرفتي وأبكي . أبكي حتي نضب من مقلتي الدموع . وانقطعت انفاسي. وليتها تنقطع للآبد. ============= قصاصات ورقية ممزقة لفتت أنظاري. وأنا ألمحها في سلة المهملات التي بزاوية غرفته . بحذر اقتربت وجمعت بقايا الأوراق. واندسست بغرفتي . وضعت قطع الورق الممزقة جوار بعضها. حتي استطعت لضم كلماته وسطوره . قرئتها ليزيد حزني لما قرأته . أهذا هو قراره حقا؟ تدفقت دموعي ب**ت . لتبرق بغتة فكرة ما وضعتها حيز التنفيذ . ربما هي طوق نجاتنا الأخير. ومع اول فرصة أمسكت القلم ودفتري . لأسكب مأساتي فوق السطور . لمن أعلم انه ذو تأثير كبير علي زوجي . وكلمته لها قيمتها وثقلها لديه. =================== بتعمل ايه يا جدو؟ ضوت وجهه لمرآي حفيدته الحبيبة . أشار لها لتعلو قدميه وقبلها قائلا: هشتغل شوية يا روح جدك . تذمرت بطفولة: ومش هتلعب معايا ؟ ابتسم لها بحنان: معلش ساعة واحدة بس وهرجع العب معاكي . وتيتة قالت هتعملك كيك من اللي بتحبيه. تحمست وهي تترك قدميه: يبقي هروح اساعد تيتة لحد ما تخلص شغلك ياجدو. راقبها حتي اختفت . لتتلاشي ابتسامته وهو يحضر مجموعة هائلة من خطابات البريد. التي يشرف هو بالرد عليها گ صحفي متخصص في هذا الباب " بريد الجمعة" . التقط عشوائيا إحدي الخطابات . وفضه لتبدأ عيناه تجري علي السطور . بالتدريج تغيرت تعبيرات وجهه . حتي تلونت نظرته بأقسى نظرات الألم . وفحوي هذا الخطاب . صدمه . وقطع نياط قلبه . =================== الأستاذ الفاضل . . لا أعرف والله كيف ولا من أين أبدأ رسالتي. لكني فقط أدعو الله . ألا تصل إليك رسالة مشابهة لها من أحد غيري. وقاك الله ووقى الجميع شر ما تحكيه. إنني سأحاول ان أسرد قصتي بدون استخدام عبارات مثيرة للعاطفة أو للشفقة. فالحقيقة أني أكتبها تهدئة لي قبل غيري ولا أريد مزيدا من الشحن أو الإثارة ,. ولنبدأ القصة منذ 5 سنوات , . فقد كنت طالبة بكلية الطب على قدر من الجمال و محجبة و متدينة . ولا أتحدث الى أي شاب إلا لحاجة ضرورية في الدراسة أو العمل. , وذات مرة وكنت في السنة الرابعة بكليتي. تحدثت مع طبيب امتياز شاب. فأعجب بي لكنه فشل في التحدث معي مرة أخرى . فتقدم الى ابي وفاتحه في خطبتي فرحب به أبي لكرم أخلاقه. بالرغم من تواضع امكاناته المادية ,. وتمت خطبتي له , . وكان أول شاب في حياتي. فأحببته بكل جوارحي وأحبني كثيرا , . وبعد تخرجي مباشرة تزوجنا. وسعدنا بزواجنا رغم قلة امكاناته ,. فأنا أيضا من أسرة بسيطة تقطن في حي شعبي . وإن كان إخوتي جميعا قد استطاعوا أن يتعلموا ويشقوا طريقهم . الى أعلى المراكز العلمية. وبعد عام من زواجنا . رزقت بأول مولود لي , وكان رزقه واسع والحمد لله فحصلت على عقد عمل في أحد مستشفيات دولة خليجية. تداعب فكرة العمل بها أحلام بعض الخريجين . , فسعدت به جدا وحسدتني عليه زميلاتي , . لكن أبي وأهلي لتدينهم الشديد رفضوا فكرة سفري للعمل وحيدة . في تلك الدولة العربية , وأصر أبي ألا أسافر إلا ومعي محرم . أو أعتذر عن عدم قبول هذا العمل , . وشاء الحظ أن أحقق رغبة أهلي . فعثر زوجي على عقد بمستوصف خاص بنفس المدينة . , وسافرنا الى هذه الدولة أنا وزوجي وطفلي الوليد . نحمل أحلاما ليست مسرفة في الخيال. واتفقنا على ألا نطيل اغترابنا إلا بقدر ما نستطيع ان نحقق به مطالبنا الضرورية . , وهي شقة عيادة لزوجي في مصر وسيارة متوسطة تحملنا الى أعمالنا ونخرج بها في زياراتنا . , ومبلغ مدخر لا يزيد عن 10 آلاف جنيه. نضعه في البنك ليكون أمانا لنا ضد الطواريء . ومضى العام الأول لنا في الغربة . فكنت فيه ابخل من بخيله على نفسي وطفلي. لنوفر ثمن شقة العيادة ,. واستطعنا فعلا ان نحصل على شقة للعيادة . ليست متواضعة وليست فاخرة. وحققنا بذلك أول أحلامنا . وتمكنا في العام الثاني من شراء سيارة جديدة وادخار عدة آلاف من الجنيهات في البنك في مصر. وانقضى العام الثالث فجهزنا شقتنا الزوجية في مصر بالمفروشات اللائقة , وجهزنا عيادة زوجي بالأجهزة الطبية المطلوبة وقام زملاء زوجي بشرائها لنا في مصر ووضعها بالعيادة لهذا فلم نتمكن من استكمال رصيد المدخرات المطلوب . الى 10 آلاف جنيه كما كنا نخطط لأنفسنا . وتوقفنا نسأل نفسينا هل نكتفي بذلك. أم نصر على تحقيق الهدف الأخير . واستكمال الرصيد الى المبلغ المطلوب. وبعد مناقشات طويلة استقر رأينا على أن نمضي عاما رابعا. في تلك الدولة علة أن يكون عامنا الأخير فيها . ثم نعود بعدها لنبدأ حياتنا العملية في مصر راضين بما أعطانا الله من فضله وكنت وقتها حاملا في طفلي الثاني . واقترب موعد ولادتي . , وولدت طفلا آخر منذ أربعة شهور . وطلب مني زوجي أن (انزل) بطفلي في أجازة. وحصلت على أجازة 45 يوما فقط. وانتهت الأجازة وعدت الى المستشفى التي أعمل بها. ومن هنا على رأي زوجي . (تبدأ المأساة) أو الحكاية . وأنا علي يقين انك لن تتوقع ما يتقرأه . في السطور القادمة سيدي. ===================
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD