الفصل الاول
" في منزل جديد يدل علي أنه من سوف يقطنون فيه في حاله ماديه جيده جدا فهذا المنزل قد عرض للبيع باحدي المناطق العشوائية في محافظة الشرقية واشترته عائلة كانو يعيشون با القاهره واليوم هو اؤل يوم لهم به ...وفي صباحهم الجديد استيقظت فتاه جميله بعيون بنيه تشبه حبات القهوة وجسد متوسط الحجم وبشره بيضاء هادئة وتمطعت في الفراش وهي تتثاءب فهي لم تنم جيدا البارحه بسبب شخص ما بجوارهم ظل يدق الخشب طوال الليل نهضت وتحممت وأدت فرضها ومن ثم دلفت إليها والدتها "
فريدة بهدوء : رغده انتي هتتاخري كده علي الشغل
رغده بضيق : معلش يا ماما والله ما عرفت انام طول الليل بسبب الخبط اللي فوق دماغي نفسي افهم ايه الجيران قليله الذوق دي .
فريده بضحك : اتاقلمي يا حبيبتي علشان هيكون ده بيتنا أن شاء الله العمر كله
رغده بتنهيده حزن : الله يرحمك يا بابا . موتك ده مخلينا نواجه مشاكل كتيره
فريده بحنق : مشاكل ايه يا رغده احنا اخدنا تعويض من الشركة واشترينا بيه بيت هنا احمدي ربنا أننا مش قاعدين بالإيجار بعد ما ابوكي مات وبعدين عيشه القاهره غاليه واحنا مبقناش قدها خلاص
رغده : عندك حق ربنا يعيني واقدر اصرف عليكم بقي علشان ننتقل ونرجع بيتنا اللي هناك
فريده : بيتنا !! ده انتي ابوكي عاش علي قد ما عاش مش عرف يشتري بيت بسبب اسرافه علي نفسه وكنا قاعدين بالإيجار ومش هنعرف نعيش ده لولا الشركه كنا اترمينا في الشارع
رغده : خلاص يا ماما بقي علشان انتي بتخليني عايزه انتحر سلام علشان اروح شغلي وانتي صحي هاله علشان تروح المدرسه .
فريده : ماشي يلا مع السلامه
" رحلت رغده وهي حزينه للغايه لا احد يفهمها ابدا هي كانت تحب والدها كثيرا علي ع**هم هم فهو كان يفكر فيهم أيضا ويغدق عليهم بالمال رغم أنه موظف بسيط باحدي الشركات ولكن لم يرد أن يجعلنا نشعر بأننا أقل من غيرنا هذا هو تفكيره ولا الومه فيه ليتركنا هكذا دون وداع ويجعلنا نعاني من بعده ولولا تلك الوظيفة التي حصلت عليها في هذه البلد بسبب احدي معارفهم لتنطلق الي يوم جديد لها بعملها ولا تدري ما ستواجهه كانت جالسه منتظره اي مواصلات تنقلها الي عملها واذ بها تجد سياره باهظه تقترب منها وتقف "
رغده بتافف : ايه هيحصل زي ما كان بيحصل في القاهره وواحد هينزل يلطف بقي والجو ده
" وجدت نافذه السياره تنزل الي اسفل وظهر منها شاب يبدو من ملابسه أنه من القرن التسعين ولكنه وسيم جدا لا يليق وجهه مع ثيابه ابدا وجدته يحدق بها بنظرات ناريه وهو ينظر إلي هيئتها المخجله فهي ترتدي تنورة قصيرة بعض الشئ وتظهر نصف قدمها وترتدي حجاب ولكن نصف شعرها يخرج منه أيضا وتضع علي شفتيها حمره تجعلها تبدو وكأنها عاهره رغم برائه وجهها ظل يفكر كيف لا تخجل هذه الفتاه من وضعها هذا واما هي ف*نظر إليه بمعني ماذا بك "
رغده وهي ترفع أحدي حاجبيها : نعم خير يا اخ فيه حاجه ولا ايه شبه خاروف عندكم ولا ايه !؟
سيف ببرود : لا الخرفان عندنا انضف والله ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده وازاي تمشي في الشارع كده انتي مين اصلا !؟
رغده بغضب : انت مالك ومالي يا جدع انت أما بجح بصحيح وبعدين انت مش شايف نفسك ولا ايه ده انت هربان من فيلم قديم
سيف بسخرية : وانتي هربانه من كباريه المسخره دي متتلبسش هنا في البلد دي انتي فاهمه وانا هعرف انتي مين بنفسي وبتعملي ايه هنا اطلع يا عبده
" رحل بسيارته وهي في قمه صدمتها ففي عمرها الذي قد قضت منه ثلاثه وعشرين عاما لم تري ما هو في وقاحه هذا الشاب الذي يظن أنه مالك هذه البلده حتي وان كان مالكها كيف يتحدث معها هكذا وكأنها زوجته أو خطيبته أو أحد أقاربه ظلت فتره تفكر هكذا ومن ثم أطلقت ضحكه فهي قد توقعت أنه يمكن أن يكون مجنونا يبدو من هيئته أيضا أنه مجنونا حسنا انها لن تغضب الان ولكن هي حزينه أيضا لأن اؤل يوم لها في هذه البلده قابلت فيه هذه النوعيه التي لم تراها في حياتها فهي في القاهره عندما كانت تسهر مع اصدقائها كانت ترتدي ما هو اسوء من هذا ولم يعلق أحدا علي ثيابه أو لم يتجرء أحدا علي هذا حسنا يجب أن أن أذهب الي عملي الان حتي يتسن لي وقتا أن أشاهد تلك البلده الجديدة .. "
رغده بارتياح : اخيرا لقيت مواصلات .
في منزل سيف الهلالي.
" دلف الي المنزل الخاص به وعلي وجهه ملامح الغضب فهو يسعي جاهدا ويرتب مع الأهالي أن يجعل فتيات هذه البلده علي مستوي عالي من الأخلاق حتي تصبح جوهره يصعب علي أي أحدا الوصول إليها وايضا حتي يقضي علي تقليد الفتيات وهوسهم بالمشاهير الجدد الذين يتفننون في إظهار اجسادهم للعالم .. فهو في عامه السابع والعشرين ولم يري بحياته انحطاطا كما يحدث في هذا الجيل الجديد والأهالي متوافقين معه كثيرا ويحبونه فهو يعمل مدرسا بالمدرسه ويمتلك اكاديميه يدرس فيها لجميع الفئات العمريه ماده اللغه الانجليزيه والجميع يعرفه ويحترمه ويسمعون كلامه "
تقدمت منه عزيزه قائله : يابني انت لسه مافطرتش كل ده حرام عليك نفسك وبعدين الرجاله زمانهم جايين دلوقتي
سيف بهدوء : معلش يا امي انا مش جايلي نفس
عزيزه بعتاب : يابني فوق لنفسك بقي وسيبك من الناس شويه يعني خصص وقت لنفسك نفسي افرح بيك و
سيف بمقاطعة : تفرحي بيا ايه بس يا ماما انا مش عايز اتجوز خالص دلوقتي وبعدين عندي كتير اوي لازم اعمله اهم من الجواز.
عزيزه بحنق : ايه اهم من الجواز جمع الأهالي كل يوم في البيت وتعلمهم ازاي يتعاملو مع بناتهم بحب وعطف علشان ميحتاجوش للحب من بره ولا عن لبسهم اللي لازم يبقي ضمن تعاليم الدين
سيف بابتسامه بسيطه : ما انتي مذاكره اهو يا حبيبتي طب احضري بقي محاضره النهارده علشان هتتكلم عن تأثير بنات المدن علينا
عزيزه: مالهم بنات المدن ! ماهم زي بناتنا هما بس متفتحين شويه ودي ثقافتهم وانت خير من يعلم يعني
سيف : متفتحين بس مش بيقبلو النصيحه يا امي وانا مش حابب حد يدخل هنا وياثر علي اللي بنيته بقالي سنين
عزيزه بتنهيده : يابني البلد دي احنا مش ملاكها علشان نعمل كده الأهالي النهارده متوافقين بكره يختلفو ويفهموك غلط
سيف بضيق : غلط هو انا عمري اتكلمت في الغلط بردو بقولك ايه خدي زهره واطلعي فوق علشان الرجاله جايين
" نظر إلي شقيقته التي تصغره بخمسه اعوام وهي تمسك بالهاتف بتركيز وتبتسم كثيرا ولم يرد أن يقتحم خصوصيتها ولكنه يخشي عليها كثيرا من هذا الهاتف الذي تظل جالسه عليه بالساعات مدعيه أنها تشاهد اشياء للترفيه أو العلم ولا يمل من نصيحتها دون التدخل في خصوصيتها حتي لا تفتعل خطأ نظرت إليه وهو يتابعها فارتبكت وهي تبتسم له بارتباك واضح مما أثار بداخله الشك هو لا يشك باخلاقها ولكن تأثير التكنولوجيا هو يعلمه جيدا خصوصاً مع الفتيات..ولكن يحاول أيضا إقناع نفسه أنها كبيره كفايه حتي لا تقع فريسه للأخطاء .. "
سيف بهدوء : زهره من فضلك اطلعي فوق علشان في رجاله جايه انتي ماسمعتيش !؟
زهره بابتسامه : لا انا عايزه اقعد معاكم اسمع المحاضره
سيف برفعه حاجب : بس فيه شباب كتير وحضرتك قاعده بالبيجامه ثم انتي اصلا مبتحبيش تسمعي المحاضرات دي قومي يلا
زهره بحنق: احسن انا اصلا رايحه الكورس مش فاضيه
سيف باستغراب : كورس ايه النهارده الخميس وانتي معندكيش حاجه النهارده ولا كليه التجاره بتفتح ليكي وبس علشان تاخدي كورسات !؟
زهره : يا سلام هو يوم الخميس ده اجازه عندك ولا ايه ما طول عمره دراسه ثم إنه اه النهارده فيه كورس علشان المعيد هيغيب يوم السبت
سيف بهدوء : ماشي يا حبيبتي بابا اداكي فلوس ولا تاخدي من معايا !؟
زهره باصطناع البراءة : لا طبعا هو نسي زي كل مره
سيف بضحك : ماشي خدي يلا اللي انتي عايزاه وامشي ..
"أعطاها ما تريده من مال وبداخله متوجسا من افكاره التي تخبره أن شقيقته بها خطب ما لأنها لم تكن هكذا ولكن هي علي هذا الحال منذ ما يقارب شهرا تقريبا تمسك بالهاتف كثيرا ولا تذاكر جيدا وتحضر كورساتها في غير ميعادها الذي اخبرتهم به قرر أن يراقبها من بعيد حتي يمنعها أن فعلت شي خاطئ قاطع تفكيره دلوف الرجال المهمين بهذه البلده وبعض الأهالي ومعهم والده يرحب بقدومهم ثم املتي الصالون الخاص بهم وظلو يتسامرون بشأن الانتخابات وبعض الفتيات الذين قدموا مؤخرا من القاهره الي هنا. فجال في باله تلك الفتاه التي رآها صباحا وكم كانت جميله وبريئه ولكن ما تضعه في وجهها قد محي كل هذا "
سيف وهو يردد مسرعا : مين اللي اسمها رغده دي انا سمعت حد بيقول رغده وفريده !؟
صالح بهدوء : دي عيله جديده تبع عمك صابر جايين من القاهره وبيقولو أنهم انتقلوا امبارح البيت وراجل البيت متوفي
سيف بتفكير : البنت دي تقريبا شوفتها الصبح علي الطريق هي بيتهم فين !؟
صالح : ازاي مش تعرفهم يا استاذ سيف هما قصادك علطول في بيت الحاج عبد الرؤوف الله يرحمه هما اشتروه
سيف بتذكر : اه تقريبا انا عرفت بالحوار ده بس مكنتش اعرف انهم من القاهره تمام تمام وهنعمل ايه بقي في العيله دي لاني شوفت عينه من بناتها ومش عجباني نهائى
صالح : نبعت لهم راجل يكلمهم بهدوء وان مش رضيو نطردهم .
سيف بغضب : تطرد مين يا عم صالح ده كلام وبعدين مفيش راجل يهوب ناحيه بيت مفيهوش راجل انا هبعت والدتي تتكلم معاهم والحوار هينتهي
صالح : زي ما تحب يا استاذنا احنا بنقترح بس
عوض بهدوء : يلا نتكلم في الانتخابات بقي علشان نخلص وأروح شغلي علشان اتاخرت يا سيف
" ظلو يتسامرون حول من سيمسك منصب مهم كهذا في البلد وجميعهم يرشحون سيف ولكن لصغر سنه بالنسبه لهم قد رشح والده عوض لأنه أعلم منه كثيرا في هذه الأمور فهو لا يرد منصبا في هذه البلده هو يريد أن يجعل من يمسك هذا المنصب أن يكون قادر علي جنب هذه البلده في مستوي عالي من التقدم والمفهوميه ويحقق للناس مطالبهم ومن غير والده الذي رباه منذ الصغر علي مساعده الغير وتحقيق العدالة فأكثر الناس حكمه يأتون الي والده ليحل لهم المشاكل إذا فهو خيرهم في هذا المنصب الرفيع وسيكون قادره علي تحقيق ما هو صالح "
في كليه التجاره جامعه الزقازيق
" كانت زهره جالسه باحدي الأماكن وتنظر في ساعه هاتفها بتوتر بالغ وهي تعدل من هيئتها وتنظر في الكاميرا الاماميه وتري وجهها وهي غير راضيه عن هيئتها فهي فتاه سمراء قليلا وهناك وحمه علي وجهها تشبه حبات الفراولة وهي تري نفسها انها اقل من غيرها فهي صاحبه الإثنين وعشرين عاما ولم تقبل بالزواج ابدا اعتقاداً منها أن كل من يأتي فقط لمنصبهم في هذه البلده وايضا طامعا في أموالهم والتقرب من أخيها .. وفجأة وجدت شاب في مثل عمرها يرتدي الجينز الممزق ويضع سماعه في أذنه وبيده سجائر ويقترب منها بنظرات فهمتها هي حبا وما هي الي نظرات حقيره من شاب مثله "
زهره بابتسامه خجله : ازيك يا وليد وحشتني
وليد بغرور : وحشتك ده الطبيعي بس قوليلي بقي ايه الحلاوه دي كلها يا بت
زهره بخجل : بجد يعني انا حلوه !؟
وليد بمكر : طبعا حلوه هو فيه في جمالك اتنين وانتي في نظري اصلا حاجه تانيه خالص
زهره بتنهيده : تعرف يا وليد رغم اني اعرفك من شهر بس حاسه اني اعرفك من زمان اؤي خدت مكان في قلبي محدش اخده قبل كده
وليد بنبره مثيره متقنه : وانتي كمان خ*فتي قلبي من اؤل يوم شوفتك فيه يا حبيبتي وياريت تاخدي ميعاد بقي من اخوكي ده علشان نخلص ونتجوز
زهره بخوف : اخويا لا لا هبقي اقول لبابا علشان اخويا مش هيعجبك أسلوبه وبعدين لسه بدري يعني علي الجواز .
وليد باستغراب : لسه بدري علي الجواز ليه فيه فتره خطوبه لسه وبعدين تجهيزات يعني مش بدري وبعدين المفروض عرفنا كل حاجه عن بعض ليه ناجل بقي
زهره : لا انا مش عايزه اخد الخطوه دي دلوقتي ولازم اخد عليك اكتر وكمان امهد لبابا وبعدين انا نازله اقابلك النهارده من وراهم علشان انت وحشتني اوي وكان نفسي اشوفك
وليد بابتسامه : وانتي كمان وحشتيني اوي تعالي بقي نقعد في اي كافيه هنا
" ذهبت معه وهي غافله تماما أن هذا الشاب مكير ويعلم أنها لن تتجرء وتخبر أهلها عليه لذا فهو يريد أن يبدو في نظرها جديا ويريد بالفعل الزواج منها ولكن ما يفعله هو مجرد تمهيد لما يريد أن يفعله هو معها فهي فتاه ليس علي القدر الكافي من الجمال ولكن لا بأس من التسلي بها قليلا ويعلم أن فتاه بجهلها لن تمانعه إذا أراد أن يفعل شي ولكن يجب أن يجعلها تعشقه لتلك الدرجة التي سوف تخبره هو أنها تريده .. وبالفعل ذهب معها الي مكانهم المعهود ولا تعلم ما ينتظرها هناك فقد سيطر عليها الحب وتمكن منها "
________________________________________