" في أحدي الكافيهات بمدينة الزقازيق "
" جلست رغده باحدي الكافيهات بعد أن انتهي دوامها في العمل بشؤون الطلبه في كليه التجاره بعد مرور ساعات العمل الرسمية التي تخصها فقد انهكها العمل كثيرا وتريد الترفيه عن نفسها فهي لم تعتاد العمل ابدا فحينما كان والدها علي قيد الحياة وتخبره أنها تريد أن تعمل كان يغضب قائلا ما ينقصها حتي تعمل فهي تحصل علي كافه انواع الراحه النفسيه والاجتماعيه وسبل الترفيه في وجود والدها ولكنه الآن لم يعد موجوداً يجب أن تجعل عائلتها علي نفس المستوى حتي لا يشعرون بالاحتياج رغم أن موت والدها لم يفرق لهم كثيرا بسبب المشاكل الاسريه ولكن أنه يفرق كثيرا بالنسبة لها "
رغده بتعب : اه والله فعلا كان عنده حق ابويا لما قالي بكره تترحمي عليا لم تدوقي التعب اللي انا غانيكم عنه . الله يرحمك يا بابا
النادل وهو يتقدم منها : تحبي حضرتك تطلبي حاجه دلوقتي !؟
رغده بهدوء : ايوه ياريت قهوه تركي ولو فيه بسكويت يبقي تمام اؤي
النادل باحترام : تمام حاجه تانيه !؟
رغده : لا شكرا يا باشا ربنا يخليك .
" استغرب النادل من طريقتها في الحديث فهو لا يحصل هنا علي الاحترام الكافي ولكن هي أعطته احتراما وتقديرا أيضا... وأما هي فوقعت عيناها علي فتاه سمراء تجلس مع شاب ويمسك بيدها بطريقه تفهمها هي جيدا ونظرت إلي عين هذ الشاب لتجد المكر يحيط به ويبدو عليه يتصنع الترف أيضا لتقرر التطفل عليهم كعادتها فهي بالقاهره قد صادقت الكثيرا من الشباب وتعلم كثيراً اشياء تخصهم . تقدمت منهم وجلست بلا استئذان ونظر إليها بغضب ومن ثم نظر إلي زهره بمعني هل تعرفيها فأشارت بلا"
وليد باستغراب : خير عايزه حاجه يا انسه ولا ايه !؟
رغده بفضول : هو انت طلبت ايه علي الاكل !؟
زهره بضحك: انتي مجنونه يا بنتي ولا ايه يالا قومي من هنا
رغده بتحدي : مش قايمه غير لما اعرف هو طلب ايه
وليد بمكر : خلاص سيبيها باين عليها الترف يعني اكيد مش بتشحت انتي عيزاني اعزمك علي حاجه
رغده وهي تجلس بأريحية : اطلب لي بقي على زوقك احم لو سمحت غير طلبيتي الاستاذ هو اللي هيطلب
النادل وهو يعطيه القائمه. : تحب تطلب ايه يا استاذ !؟
" امسك وليد بالقائمه بتوتر بالغ فهي بالانجليزيه ولن يستطيع فهمها ولم يسبق له الجلوس في مثل هذه الأماكن ولكن هي من علمته الجلوس هنا ودائما ما تطلب هي وتدفع الحساب وهو يحايلها الا تفعل وهي ترفض بسبب انه قد احتال عليها بكذبه أن والده يمنع عنه المصروف ويخبره أن يعمل وهو يحاول البحث عن العمل والآن هو يوضع بموقف محرج وكيف سيبرر عدم فهمه بتلك الأمور وأما هي فتتابعه بغرور ليضع يده علي اكله غريبه ويطلبها .. "
وليد بارتباك : دي حلوه ماشي هات لها منها .
النادل باستغراب : بس دي اكله بحريه يا فندم مين بياكل علي الصبح كده وهي كانت حابه تفطر
وليد بغضب : انت هتاكلنا علي مزاجك ولا ايه نفذ اللي بقوله من غير كلام
رغده بضحك : طب اسم الاكله اللي انت طلبتها ايه علشان اجهز نفسي المفاجأة !؟
زهره بضيق : انتي بجحه اؤي علفكره يعني اتطفلتي علينا وقطعتي قعدتنا وطلبنا ليكي اكل وكمان بتتامري
رغده : انا اسفه ليكي بس الاستاذ اللي حاطط لك اير بود في ودنه ولابس ومتشيك ده باين عليه كحيان والأهم من ده أنه كداب ومبيحبكيش
زهره بغضب : ملكيش دعوه محدش طلب رايك اتفضلي قومي من هنا
رغده بتقزز: يبقي انتي تستاهلي اللي بيحصلك يا غ*يه واه يا استاذ ياللي مش لايق عليك المكان ده عارف لو كنت فقير ومحترم كنت قولت معلش لكن فقير وكمان بتلعب علي بنات الناس جتك الق*ف
" رحلت من أمامهم بعد أن نظر إليها الناس بتقزز وأنها تذل رجل لانه فقير وتحرجه أمام الناس ولم يدرو انها تفعل هذا لتبين للفتاه المسكينة التي وقعت بشباكه حقيقته وأنه ليس الشاب المحترم الغني أنه مجرد شاب طائش يتسلي بها ويراها لقمه سائغه يستيطع التمتع بها ومن اعلم منها بهذه الأمور أن ما تفعله خاطئاً ويجب ألا تدخل أمام الجميع بل كان عليها أخبارها سرا ولكن عندما رأته ممسكا بها بهذا الشكل المخيف ونظرته ظنت أنه سوف يأخذها الان الي شقته "
زهره بحزن : معلش يا حبيبي متزعلش علشان خاطري
وليد وهو يتصنع الاحراج : انا مش فقير بس علشان ظروفي صعبه الايام دي اوي يا زهره
زهره وهي تمسك بيده : فاهمه والله ودي حاجه مش تخليك تتحرج هي بنت باين عليها مجنونه .
وليد بتوعد وهمس لنفسه : هعرف انتي مين وهطلع علي جتتك البلا الازرق .
" وأما في الشارع كانت تلعن غبائها وتدخلها بأمور الناس فهي ليست بالقاهره لتري أناس يفهموها أنها علي حسب تفكيرها أن عقليه الناس هنا محدودة ولا تعلم أنها هي اامتطفله علي ما ليس من حقها وجدت تا**ي فصعدت بجانب السائق دون أن تخبره شي فنظر لها السائق باستغراب بمعني الا تري هذه الفتاه أن هناك زبون جالس أيضا والأهم من هذا أنها تعبث بهاتفها بمنتهي الاريحيه وكأنها جالسه باحدي الكافيهات ليرمقها الزبون برفعه حاجب فهو قد رأي هذه الثياب قبلا ولكن لا يستطيع رؤيه وجهها نظر إلي السائق اعتقادا أنها قريبته ولكن وجده أيضا مستغربا مثله "
رغده وهي تنظر إلي السائق : ما تطلع يا سطا فيه ايه !؟
السائق : حضرتك أنا معايا زبون عايز أوصله
رغده : مش مشكله عادي يعني وصله وبعدين وصلني انا بحب اصيع شويه قبل ما اروح البيت
سيف بغضب : بس ده تا**ي حضرتك مش حنطور علشان يفسحك أو يصيعك زي ما بتقولي
رغده وهي تلتفت إلي مص*ر الصوت : ايه ده هو انت استاذ رشدي اباظه بتعمل ايه هنا !؟
سيف بدهشه : انتي هبله يا بت انتي ولا ايه تعرفيني علشان تتكلمي معايا كده !؟
رغده ببساطة : ايوه طبعا انت اللي اتخانقت معاه الصبح هو انا تايهه عنك .
سيف بهدوء : اطلع يا سطا هي كده كده نفس المكان وبدل ما تركب مع حد وتصيع معاه نوصلها بيتها افضل
السائق : امرك يا سيف بيه .
" ظل سيف يتافف وهو ينظر في هاتفه فشقيقته لم تذهب الي الجامعة ولم يكن هناك كورسا بالأساس والأهم من هذا أنه بحث عنها ولم يجدها وهاتفها مغلق مما انتابه شكا أكثر بها أن كانت ذاهبه الي الجامعة لسبب غير معروف فإنه علي الأرجح سببا مخيفا وهو ما يخطر بباله بالتحديد أنها تفعل شي خاطئ وإلا لم تكن لتداريه ظل يفكر وتلك الفتاه كانت توصل هاتفها بالسيارة وفجأة اشتعلت الاغاني بصوت صاخب وهو قد انتبه لما حدث ونظر إليها "
سيف بغضب: انتي يا بنتي اغنيه دي ولا خناقه ايه اللي انتي بتعمليه ده
رغده بحنق : لا اله الا الله انت عايز مني ايه يا جدع انت النهارده حاطط نقرك من نقري ليه
سيف : علشان بنت مش مظبوطه ومش عاقله عارفه انتي عامله زي ايه طبعا من غير ما اقولك
رغده بوقاحه : اه انا أساسا متربتش وكمان ل**ني اطول من شعرك ده انت فاهم ولا مش فاهم !؟
سيف بنظره مخيفه : ل**نك ده هقصهولك بمعرفتي اطلع يا سطا
" رحل السائق بسيارته الي المكان الذي أخبره به وطوال الطريق كانت تستمع الي الاغاني الشعبيه وقد أستغرب كثيرا سيف من معاني تلك الكلمات التي يعرف أن الفتاه لا تعلمها وكيف سمحت الرقابة بخروج مثل هذه الاغنيه الي عامه الشعب هكذا فهو قد عاش طول عمره لم يستمع إلي مثل هذه الأغاني فقط القديمه التي لها معاني وكانت حياته للدراسة والمرح مع الأصدقاء ولم يغازل في حياته فتاه ولم يتحدث اليهن بل كان يعنف كل من يتجرء ويغازل فتاه أمامه لذا كان رغم طريقته هذه محط أنظار الفتيات ولكن لم يهتم قط ..وبعد وقت قصير وصل إلي المكان المحدد وخرج من السيارة وهي الأخري "
رغده بابتسامه : فعلا السفر معاك ممتع اؤي خصوصاً انك مش حابب وجودي ولا الاغاني بتاعتي يا سلام بستريح اؤي
سيف بتقييم : وانا كمان استمعت باني بصيت عليكي بصه لو تعرفي كنت بفكر في ايه وقتها هتقفلي عليكي ميه باب وميه شباك .
رغده بضحك : معندناش ابواب مقفوله علشان احنا مبنخافش روح اعلف البقر وانت ساكت يلا يا رشدي اباظه
سيف بصوت مرعب: قريب اوي هتعرفي انك لازم تخافي مني واؤي كمان بس خليكي بقي استمتعي بوقتك زي ما تحبي علشان لو وقعتي تحت ايدي هتعرفي . سلام يا
" رمقها من رأسها وحتي أخمص قدميها بنظره مهينه لا تخشاه منذ اللقاء الأول ولكن حاولت اصطناع الشجاعه حتي لا يظنها ضعيفه ولكن هذه المره تقسم أنها قد ارتعدت منه ومن نظرته هذه التي تدل علي شي واحد وهو أنه سيقتلها لا محاله او شي اخر افظع من هذا كانت تراقبه وهو يدخل الي منزله ورمقها بنظره اخيره متوعده ودلف واغلق الباب بعنف وراءه فارتعدت هي ومن ثم التقطت أنفاسها لتجد شقيقتها الصغري قد اتت من المدرسه بصحبه فتي بمثل عمرها لتبتسم إليها "
رغده بحنيه : حبيبتي رجعتي من المدرسه ! اؤل يوم كان عامل ايه !؟
هاله بتافف : ممل اؤي يا روده الثانويه هنا وحشه اؤي والدروس اوحش بس لولا جمعه كنت رحت في داهيه
رغده باستغراب : اسمك جمعه !!!
عبدالله بهدوء : لا اسمي عبد الله بس هنا بيقولو ليا يا جمعه علشان لقب العيله
رغده : ماشي يا حبيبي انت زميل هاله صح !؟
عبد الله : اه زميلها في المدرسه وفي الدروس بس سؤال يعني اسمعنا مش وديتها المدرسه اللي مش مختلطه
رغده بضيق : هو انت كمان كده.. والله احنا ما نعرف ولا مدرسه هنا اصلا ده واحد قريبنا هو اللي قدم في كل حاجه فا علشان كده بالك منها
عبد الله : حاضر ادخلي وابقي البسي هدوم مقفوله عن دي سلام ..
هاله وهي تنظر إليه وترفع شفتيها لاعلي : ايه المحن ده .. شويه وهيقولي يا بت انتي مراتي
رغده بضحك : تعالي يا وليه قوليلي لقيتي مدرس إنجليزي ولا ضاعت عليكي حصه
هاله بهيام : فيه مدرس لسه شايفه صورته مع بنت صحبتي مزه يا بت روده مزه نفسي اخد عنده اؤي درس
" ضحكت رغده علي تلك الفتاه وض*بتها علي رأسها بخفه واخذتها الي الداخل بخفه ورأت أحدي الجارات ما حدث امامها فنظرت إليهم بتقزز فهؤلاء الفتيات يحتاجون الي التربيه من جديد لتقرر افتعال المشاكل بهم حتي لا يتعرض فتياتهم لمثل هذه الأمور تأثرا بهم وتعلم جيدا من ستذهب إليه وسوف يحل الأمر بلمح البصر دون ادني مجهود أنه بمثابة القاضي علي الفساد بهذه البلده "
في منزل سيف الهلالي
" كان جالساً على علي الأريكة منتظرا قدوم شقيقته التي أخبرته أنها تاخرت بالجامعة بسبب المعيد وأما هو بانتظارها حتي يعلم أين كانت بالفعل وما هي الي لحظات حتي دلفت الي المنزل ووجهها شاحب من الخوف بسبب التأخير علي اخيها رغم أنه لم يفعل بها أي شي يوما ولكن لا تعلم لماذا تخشاه .. نظرت فوجدته امامها ويجلس بهدوء ممسكا باحدي كتب اللغه الانجليزيه ويقرا بها ويشرب قهوته فتوترت وذهبت ناحيه غرفتها ليوقفها هو "
سيف بهدوء : رايحه فين يا زهره !!؟
زهره بارتباك : رايحه انام يا سيف علشان تعبانه اوي
سيف : تعالي اقعدي الاؤل معايا شويه علشان عايزك
ارتعدت اوصالها وهي تجلس بجانبه : اهو قعدت عايز ايه !؟
سيف بهدوء : كنتي فين في الكليه اكيد طب اخدتي ايه في الكورس !؟
زهره بخوف : انت عمرك ما سالتني خدت ايه يعني قبل كد !؟
سيف وهو يغمض عينيه محاولا التحكم في غضبه : يمكن علشان اؤل مره تكذبي عليا ومتروحيش الجامعه !!
زهره ببكاء : والله انا رحت الجامعه صدقني بس مكنش فيه كورس
سيف : طب متعيطيش هو انتي شوفتيني اذيتك علشان تعيطي بالع** انا بسألك بهدوء ليه روحتي الجامعه وانتي مش ليكي مصلحه هناك
زهره بتلعثم : هو علشان يعني صحبتي اللي في كليه علوم كان عندها محاضرات ومكنش حد نازل معاها ومكنتش عايزه تنزل لوحدها فا رحت معاها
سيف بعدم اقتناع : يعني صحبتك اللي في علوم مش عايزه تنزل لوحدها تقوم تكذبي علشان تنزلي معاها ! هو انتي قولتي ليا قبل كده انك عايزه تروحي في حته وقولت لك لا عليها مش احنا اتفقنا علي الصراحه ليه الكدب بقي يا زهره !؟
" علمت زهره أن أخيها ليس بغ*ي حتي يصدق تلك الكذبه ولكن يجب عليها اختلاق عذر اخر بجانب هذا حتي يصدقها فهي من اقحمت نفسها بهذا الأمر عندما أرادت أن تقابل محبوبها وايضا هو السبب في هذا التأخير إذا ظل يحكي لها مشاكل حياته والتي لا تعلم أنها مختلقه فقط لتشعر بالحب والشفقه تجاهه لذا تاخرت وكلما تنظر إلي أخيها الذي ينتظر تبريرا تود أن تخبره بفعلتها ولكن لا تضمن ابدا رد فعله فها هو ينادي في البلده بان تتبع الفتيات القوانين حفاظا علي أنفسهم وانا في الجامعه بلا هدف محدد "
سيف بحده : زهره انتي بتفكري في ايه دلوقتي ردي
زهره بدموع : انا