فرصه الاحلام
فى احدى الجامعات المصريه وتحديدآ فى جامعه القاهره ، امام كليه الطب ، تجلس حور مع صديقتها مرام وهم يتبادلون اطراف الحديث فيما بينهم حول المحاضره الفائته وحول كل الحديث الذى دار فيها مع الدكتور جمال ، لتتكلم حور وهى تنظر الى صديقتها مرام وهى تقول :
زى ما فهمتك يا مرام هو دا قصد الدكتور ، وعموما نبقى نساله تانى ونتأكد ، اكيد هو مكنش يقصد دا يا مرام .
حور فتاه هادئه جميله ، تتمتع بعيون سواداء لامعه ، وشعر حريرى اسود اللون يشبه ظلام اليل ، تتمتع بشخصيه لطيفه طيبه ، يحبها الكثيرون ، وبسبب شخصيتها المحبوبه يحقد عليها الكثيرون ايضآ ، ولكنها دائمآ ما تساعد الكثيرين ، جسدها الجذاب ، ووجهها المشرق يجعل كل من يراها يحبها ، انها حور الفتاة الطيبه البريئه ، التى ليس لديها سوى والدتها وصديقتها حور .
لتتكلم صديقتها مرام وهى تقول لها :
ال انا شايفاه هو الصح يا حور ، الدكتور كان قاصدك انتى ، هو رشحك للبعثه دى ، انتى لازم تقبليها يا حور ، بلاش تضيعى الفرصه دى من ايدك ، الفرصه دى مش بتيجى كل يوم، يبقى ليه تضيعيها من ايدك ، بطلى غباء وشغلى دماغك شويه ، اسمى كلامى يا حور دى فرصه الاحلام .
كانت مرام تتكلم مع صديقتها حور ، وهى تحاول اقناعها ، بان تثنى رائيها وتقبل بأمر البعثه ، مرام هى صديقه حور العزيزه ، منذ الطفولها وهى دائمآ مع حور ، لم تتركها ابدآ ، هى فتاه طيبه القلب ، ولكنها ع** شخصية حور تمامأ رغم طيبه قلبها ، فهى فتاة ذات شخصيه قويه ، لا يهمها اى احد سوى صديقتها حور ، دائمآ ما تأخذ حقها ممن يريد اذيتها ولا يهمها اى احد ، وقفت كثيرآ مع صديقتها حور ، ولم تتركها ابدآ فى اشد المواقف ، وفى اكثر المواقف حاجه اليها .
لتنظر حور الى صديقتها مرام بتردد وحيره ، فهى لا تدرى ما اذا كانت هذه البعثه مناسبه لها ام لا لتتكلم وهى تقول لها :
مش عارفه والله يا مرام ، انا متردده جدآ ، انا كمان مينفعش انى اسيب والدتى لوحدها ، حتى لو كان السبب مستقبلى متنسيش انها عملت كتير وتعبت كتير علشان توصلنى لكليه الطب .
لتتكلم مرام صديقه حور وهى تقول لها :
زى ما والدتك تعبت علشان توصلك للكليه دى يا حور ، يبقى انتى لازم تفرحيها ، الفرصه دى مش بتيجى لاى حد ، انتى الاولى على الدفعه كل سنه ، واهو باقى سنه وتتخرجى وهتحتاجى مصاريف وفلوس كتير لحد ما تقدرى انك تفتحى عياده حتى ، والبعثه دى هتوفرلك كل حاجه ، وكمان هتعطيكى خبره كبيره ، بلاش تضيعى كل الفرصه دى من ايدك يا حور علشان خاطر والدتك ، وعلشان خاطرى انا .
لتتكلم حور وهى تقول الى صديقتها مرام وهى تشعر بحيره كبيره وهى تقول :
حتى لو كان كلامك صح يا مرام ، متنسيش ان البعثه دى لبلد اجنبيه ، وأنا معرفش حد برا القاهره ، يبقى هعرف برا مصر وكمان هروح لوحدى ازاى هقدر اعمل كدا ، لا مش هقدر ، الموضوع صعب ، صعب جدآ ، وكمان انا خايفه انى اروح هناك بصراحه ، دى بلد غريبه وكلها اجانب ، وخايفه ان يحصل اى حاجه هناك معايا ومعرفش اتصرف .
لتتكلم مرام وهى تحاول ان تثنى صديقتها حور عن رائيها وهى تقول لها :
اسمعى منى يا حور وفكرى كويس ، وبلاش تتسرعى فى الرد ، فلنهايه انا شايفه انك مش هتخسرى حاجه يا حور ، بالع** انا شايفه ان دى فرصه كبيره جدا وصعب انك تضيعيها يا حور .
لتشير مرام بعد ذلك الى مكان ما وهى تقول الى حور :
اهو الدكتور جمال جاى ناحيتنا اهو ، اكيد جاى علشان يكلمك يا حور ، افردى بوزك بقا وبلاش العند ال فى دماغك دا .
ليأتى فى هذه الاثناء الدكتور جمال وهو ترتسم على وجهه ابتسامه بشوش وهو يلقى عليهم التحيه ، فهو يتمتع بشخصيه عمليه محترمه جدا ، وكم يحترم ويقدر الطالاب المجتهدين ، ويحب مساعده الطلاب دائمآ وهو يقول : اخباركم يا طالباتى يا رب تكونوا بخير ، ويا ريت تكون حور فكرت كويس فى موضوع البعثه ، دى فرصه كبيره مش هتيجى كل يوم ، وفى طلبه كتير يتمنوا انهم يكونوا فى مكانك يا حور .
لتتكلم مرام دون ان تمنح فرصه لحور بالرد وهى تقول : طبعا يا دكتور حور موافقه على البعثه وكل حاجه جاهزه حتى البسبور بتاعها انا مجهزاه ، وهى هتطلع فى البعثه دى .
ليبتسم الدكتور جمال بهدوء وهو يقول :
مبروك يا بنتى ربنا يوفقك ، وان شآء الله ترفعى راسنا ، انتى طالبه مجتهده جدآ .
كان كل ذلك يحدث وحور تقوم بفتح فمها وهى لا تقدر على الحديث من الصدمه التى هى بها ، لقد وضعتها صديقتها مرام فى موقف صعب ومحرج جدا ، ومن الصعب بالنسبه لها ان تتخلص من هذا الموقف بسهوله .
ليرحل الدكتور جمال بعد ذلك بهدوء ، بينما كانت حور تنظر الى صديقتها مرام بضيق لتقوم بامساك يد صديقتها مرام وهى تتوجه بها الى مكان هادئ ، خالى من الناس والازدحام الذى فى الجامعه ، حتى تستطيع الحديث معها براحتها ، وهى تقول لها ، انتى اكيد اتجننتى يا غاده اى ال انتى عملتيه دا ، انتى بوظتى الدنيا كلها ، سفر اى دا ال انا موافقه عليه ، وبسبور اى كمان ال انتى مجهزاه ، فهمينى بقا علشان مقتلكيش.
لتتكلم مرام وهى تنظر الى حور ببعض الخوف المزيف وهى تقول لها :
مهو انا خلصت معظم الورق بتاع البسبور والسفر ، بس باقى انتى تخلصى الباقى بقا ، وكمان انا جهزتلك هدوم جديده علشان السفر ، وبصراحه انا متفقه مع والدتك على كل حاجه ، وهى عارفه بموضوع السفر دا ، بس انا قلتلها انك مخلياه مفاجاة ليها علشان تفرحيها يا حور.
لتردف بعد ذلك بقولها :
وكمان لو شفتى بس والدتك كانت مبسوطه ازاى يا حور ، كانت فخوره جدا بيكى انا شفت الفرحه فعنيها وانا بقولها انك هتوصلى لمركز تانى وعالى جدآ ان شآء الله بعد البعثه دى ، كانت مبسوطه جدا والله يا حور .
كانت حور تنظر الى صديقتها مرام بابتسامه حنون وهى تخبرها عن كل ما قد قامت بفعله من اجلها ، هى لا تنكر انها قد شعرت بالضيق بسبب تسرع صديقتها وفعلها لكل هذه الامور دون ان تقوم بأخذ رائيها او حتى اذنها ، ولكنها فى النهايه صديقتها وقد قامت بفعل كل ذلك من اجلها ومن اجل مصلحتها ، فصديقتها تخاف عليها ولا تريد سوى سعادتها ، وكل مواقفها معها لا تدل سوى على انها حقا صديقه يعتمد عليها .
لتكمل مرام حديثها وهى تقول :
ويا ستى متقلقيش على والدتك انتى عارفه انا بحبها قد اى ، وهى كمان بتحبنى قد اى ، وانا اوعدك انى هاخد بالى منها ، ومتقلقيش من اى حاجه خالص والدتك فعيونى ، المهم انت تشوفى مستقبلك وتنجحى يا حور وتفرحى والدتك وتفرحينى ، والدتك هتبقى احسن وهتفرح اكتر بنجاحك يا حور .
لتتكلم حور وهى تنظر الى صديقتها مرام بابتسامه وهى تقول لها :
انا مش عارفه اقولك اى يا مرام ، انتى بتعملى معايا حجات كتير ، حجات كتير جدا ، يمكن لو كان معايا اخت مكنتش عملت كدا معايا ، انا مش عارفه اشكرك ازاى على كل ال انتى بتعمليه معايا دا يا غاده ، ولا عارفه اقولك اى ولا ارد عليكى بأى .
لتقوم حور باحتضان صديقتها مرام وهى تقول لها بود وتقدير وحب :
انا ربنا عوضنى بيكى يا مرام ، عن حجات كتير شفتها انا وامى فى حياتنا ، انا لو كنت اتمنى اخت واحده زيك ، مكنتش هتكون كدا بردوا ، ربما يديمك فى حياتى يا مرام ، ربنا يديمك فى حياتى يا صحبتى .
لتربت مرام على ظهر صديقتها حور وهى تقول لها :
مفيش الكلام دا يا حور بينا ، احنا خوات مش اصحاب بس ، وال بيجمع بينا مش ايام بس ، احنا عشرة يا بنتى .
لتردف بعد ذلك بقولها وهى تتكلم بمرح :
ال يجمعنا عشره سنين ، وعيش وملح وكشرى وطواجن ، فاكره يا بت يا حور ولا افكرك .
لتبتسم حور على مزاح صديقتها وهى تبتعد عنها وتقوم بمسح الدمعه التى سقطت من عينها رغمآ عنها وهى تقول لها :
ايوا فاكره يختى مش ناسيه حاجه خالص ، هو انا عمرى انسى كل الحجات دى وكل الزكريات بتاعتنا .
لتقول لها صديقتها مرام بمرح وهى تحاول ان تزيل جو التوتر والحزن الذى حل فجاة على الاجواء وهى تقول : يبقى خلاص يا ستى المهم انك مش ناسيه ولا حاجه ، سيبك بقا من جو الكأبه دا ، ويلا بينا بقا نهيص شويه ونطلع من جو الكأبه ال احنا فيه دا ، انا مش بعرف اعيش فى الكأبه دى .
كانت حور تنظر الى صديقتها مرام بسعاده كبيره ، فهى قد احسنت اختيارها لصديقتها جيدآ ، فنادرآ ما يجد المرء صديقآ مثل مرام ، لطالما كانت وفيه ، ولطالمآ كانت ونعم الصديقه لها ، دائمآ ما كانت تعينها وتقف دائمآ معها فى كل شئ ، ودائمآ ما كانت تقف فى ظهرها ، وتدافع عنها ، ولم تتركها ابدآ فى اى مشكله ، او فى اى شئ قد سبق ومرت به ، هى الصديقه الوفيه ، هى الصديقه التى لا تكون فى منزله اقل من منزله الاخت ، فهى تستحق كل ذلك وبجداره .
لتتكلم حور بعد ذلك وهى تنظر الى صديقتها مرام بسعاده وحب وهى تقول لها : يلا بينا نروح على اى مكان يريحك يا مرام .
لتتوجه الفتاتان الى خارج الجامعه حتى يجلسوا مع بعضهم قليلآ .
_______♡
"لا اريد ان ارى هؤلاء الجرذان على قيد الحياة ، ساعه واحده واريد ان تتم تصفيتهم جميعهم "
كانت هذه الكلمات تص*ر من" اسد " رجل من اقوى زعماء المافيا ، ومن اغنى اغنياء العالم ،يتمتع بجسد طويل ، ووجه وسيم ، تظهر عليه الصلابه بوضوح ، ويظهر عليه مدى القسوه التى يحملها قلب هذا الرجل ، يمتلك العديد من الشركات الكبرى التى تحتل العالم فى العديد من المجالات لتكون غطاء لاعماله الغير مشروعه ، لتكون جزء لا يتجزء من الاقتصاد العالمى .
كان اسد يجلس على الكرسى الضخم الذى يترأس الطاوله فى غرفه الاجتماعات الخاصه بزعماء المافيا ، فقد قام بعقد اجتماع طارئ لزعماء المافيا بسبب حدوث مشكله واكتشاف جواسيس بينهم .
لينهض من على الكرسي وهو يقوم بالتحدث باللغه الانجليزيه بطلاقه ، مخبرآ اياهم انه يجب اكتشاف و قتل هؤلاء الخونه ولم يمهلهم الا القليل من الوقت .
ليشعر الجميع بالخوف من هيئته ليتوجه الجميع الى خارج غرفه الاجتماعات بعدما انتهى اسد من القاء اوامره عليهم ، وسمح لهم بالرحيل .
بعد رحيل الجميع من غرفه الاجتماعات ، جلس اسد على الكرسى امام طاوله الاجتماعات وهو يقوم بتحريك الخاتم الذى يقبع بيده يمينآ ويسارآ وهو يظهر على وجهه معالم الغضب والضيق ، لينهض من على الكرسي وهو يتوجه الى الخروج من الغرفه بعد ذلك .