بعد اسبوعين :
" خلى بالك من نفسك يا بنتى ، وابقى طمنينى عليكى ، وكلى كويس ، وملكيش دعوا بحد ، ومتكلميش حد متعرفهوش ، وابقى كلمينى وطمنينى عليكى يا حور "
كانت والده حور تلقى بهذه الكلمات على مسامع ابنتها حور ، وهى تقوم بتوديعها فى المطار قبل سفرها ، كم تشعر بالحزن على سفر ابنتها وتركها اياها لوحدها ، ولكن هذا فى النهايه مستقبلها ويجب ان تتكرها لتعيش حياتها ، وتستقل بذاتها ، حتى تقوم ببناء مستقبلها .
كانت حور تنظر الى والدتها بدموع وهى تشعر بقلبها يعتصر من الضيق والحزن ، فمنذ وفاة والدها وهى قد اعتادت على وجود والدتها فى حياتها ، لم تترك والدتها ابدا ، لتضطر الان الى ترك والدتها بمفردها وكل ذلك حتى تجعل والدتها فخوره بها ، انها حور الفتاه الطيبه البشوشه ملامحها الهادئه تجمل من مظهرها ، وحجابها يطفى الجمال على طلتها ، هى الفتاة التى لطالما كانت شاكره لوالدتها على كل ما فعلته لها فى حياتها .
لتتكلم حور وهى تقول الى والدتها :
متقلقيش يا ماما ، اوعدك اتى هخلى بالى من نفسى ، وهخليكى فخوره بيا ، وهفرح قلبك اكتر ، وهطمنك عليا دايما ، المهم انتى يا ماما خلى بالك من نفسك علشان خاطرى ، ومرام هتبقى تيجى تتطمن عليكى دايما .
لتتكلم والده حور ببعض الحزن وهى تقول الى ابنتها حور : ربنا يحفظك يا بنتى خلى بالك من نفسك ، وابقى طمنينى عليكى دايما ، متقلقيش عليا انا هبقى كويسه ، المهم انتى يا بنتى .
لتتكلم مرام صديقه حور وهى تحاول ان تقوم بتلطيف الاجواء قليلآ وهى تقول :
اى يا جماعه صلوا على النبى مش كدا ، حور رايحه علشان هى بنت متفوقه وناجحه ، وتستاهل انها تطلع البعثه دى ، وكمان مش لازم نقلق عليها هى انسانه كبيره وواعيه وهتعرف ازاي تخلى بالها على نفسها ، فبلاش القلق دا كله .
لتردف بعد ذلك بقولها وهى تقول :
خلاص بقا يا جماعه احنا المفروض نكون مبسوطين ، بلاش الزعل والحزن دا ، حور هتحقق حجات كتير فى حياتها ، وانا متاكده ان ربنا هيكرمها ، لانها تستاهل كل دا ، هى مجتهده وتعبت كتير علشان تنجح وتوصل لكل دا .
لتقترب مرام من صديقتها حور وهى تقول لها قريبا من اذنها التى يغطيها الحجاب حتى لا تسمعهم والدة حور : فوقى بقا يا ست حور معايا ، وخلى بالك على المزز الاجانب ال انتى رايحه عندهم دول ، واوعى تنسى تجبيلى واحد منهم معاكى .
لتبتعد عنها بعد ذلك وهى تبتسم لها بخبث وهى تقول لها : خلى بالك من نفسك بقا يا حور ، واياكى تنسى ال اتفقنا عليه ، اظن ان كلامى كان مفهوم بالنسبه ليكى .
لتتكلم حور وهى تنظر الى مرام وهى تقول بحنق :
انا مش عارفه مصحباكى على اى ، انا سعات بحس انك مش متربيه معايا ، انتى يا بنت انتى بتجيبى الكلام دا كله منين انا نفسى اعرف .
لتتكلم مرام ببراءه وهى تقول : انا يا حور ، طيب شكرا يا ستى ، شكرا على كل كلامك الحلو دا .
لتنظر مرام الى والدة حور بعد ذلك وهى تقول لها :
شايفه بنتك بتقولى اى ، يرضيكى ال بيحصل دا ، يرضيكى كل ال قالته دا ، هاتيلى حقى بقاا ، انا غلطانه علشان خايفه عليها يعنى وبقولها خلى بالك على نفسك .
لتتكلم والدة حور وهى تقول لها :
لا طبعا يا بنتى ، حور مش قصدها كدا ابدا ، انتى عارفه هى بتحبك قد اى ، انتوا فى النهايه عشره سنين ، ومع بعض من زمان ، وكمان متربين مع بعض ، فمتزعليش منها يا بنتى هى متقصدش انها تزعلك منها بكلامها ، هى كانت بتهزر معاكى .
لتتكلم مرام وهى تنظر الى والدة حور بهدوء وهى تقول : انا عارفه كل دا ، انا وحور مش صحاب بس ، احنا خوات وعشره عمر ، انا وهى بنفهم بعض قبل مانتكلم ، انا وحور حكايتنا حكايه اصلا .
لتبتسم كلا من حور ومرام بحنان وهم ينظرون الى بعضهم ، بينما كانت تنظر لهم والدة حور بسعاده كبيره ، وهى تقول لهم : ربنا يحفظكم يا بنات ويسعدكم ويريحكم يا رب .
لتنظر لها الفتاتان بسعاده وهم يقولون فى كلمه واحده : يا رب .
ليسمع الجميع النداء الخاص بالرحله الخاصه بحور ، لتودعهم حور ، لتتوجه بعد ذلك الى الطائره حتى تقوم باللحاق بالرحله الخاصه بها .
لترحل كلا من والدة حور وصديقتها مرام ، بينما تشعر كلاهما بالكثير من الحزن على ذهاب حور بعيدا عنهم ، فقد كانت حور تمثل كيان ملئ بالحياة والسعاده والهدوء ، سوف يفتقده كلا من صديقتها مرام ووالدة حور .
بينما عند حور فى الطائره :
كانت حور تجلس على المقعد الخاص بها فى الطائره وهى تنظر من خلف الزجاج الخاص بالنافذه ، وهى تشعر بالحزن الشديد ، هى لم تكن تريد ان تترك والدتها او حتى تترك بلادها ، كل ما كانت تحلم به طوال حياتها هى ان تقوم باسعاد والدتها ، وتحقيق النجاح فى حياتها من اجل والدتها هذا كان كل طموحها ، لم تكن تطمح لاى شئ اخر ، هذا كل ما كانت تفكر فيه .
لتزفر حور انفاسها بحزن وهى تقول فى نفسها :
علشانك يا امى انا مستعده اعمل كل حاجه ، انا نستعده انى اضغط على نفسى واتعب علشان بس اشوفك انتى مبسوطه ، كفايه كل ال انتى عملتيه فى حياتك علشان توصلينى لكل ال انا فيه دلوقتى ، سفرى وغربتى ونجاحى علشانك انتى وبس ، ليكى انتى وبس يا امى ، كل ال بتمناه فى حياتى انى اشوفك فخوره بيا ، انى اشوف سعادتك يا امى دا بالدنيا وما فيها بالنسبه ليا ، ربنا يقدرنى واقدر انى احقق كل دا ، ربنا يقدرنى وارجعلك وانا رافعه راسك ، وانتى فخوره بيا يا امى ، هو دا ال هيكون كل هدفى لاخر يوم فى عمرى يا امى ، هو دا كان طموحى من اول ما وعيت على الدنيا ، ولحد اخر يوم فى عمرى يا امى، انا حاسه ان السفريه دى ملهاش نهايه ، ومش عارفه قلقانه كدا ليه ، ربنا يستر .
لتقوم بفتح هاتفها بعد ذلك وهى تقوم بمشاهده صور والدتها ، وصورها هى وصديقتها مرام ، وقلبها ملئ بالحب لهم والحزن على تركهم ، لتقوم باغلاق هاتفها بعد ذلك وهى تقوم باسناد رأسها الى الخلف حتى تنام وتريح نفسها قليلا ، فلا زال الطريق امامها طويلا حتى تصل الى وجهتها .
_______♡
فى احدى الشركات العالمية التى تمثل ركنآ كبيرا فى الاقتصاد العالمى ، فى مكتب فخم مصمم على الطراز الكلاسيكى ببعض من الحداثه ، كان يجلس ذاك الاسد خلف مكتبه على كرسيه الخاص ، وهو يقوم بمراجعه بعض الملفات الخاصه بالعمل .
ليجد شاشه هاتفه تضئ ، وهى تعلن عن ورود اتصال ، ليمسك بهاتفه ببرود وهو يقوم بفتحه ليقوم بوضعه على اذنه ، بينما لازالت تعتلى وجهه نظرات بارده ، ليقوم باغلاق المكالمه بعد حوالى الدقيقه من الوقت .
لينهض من على المقعد الخاص به وهو يقوم بامساك سترته الملقاه على الكرسى ، ليقوم بانزال اكمام القميص الابيض الذى يرتديه ، فقد كان يرفع اكمام قميصه ، فهى حركه اعتاد على فعلها دائمآ .
ليقوم بارتداء سترته ، ليتوجه الى خارج المكتب الخاص به بهدوء ، ليقوم باخبار سكرتيرته ببرود باللغه الانجليزيه : قومى بالغاء كافه الاجتماعات لليوم.
ليرحل بعد ذلك من امامها دون ان ينظر اليها حتى ، ليتوجه الى خارج الشركه وهو يقوم باستقلال سيارته ، ليقوم بالقاء اوامره على السائق وهو يقول له بالنجليزيه : توجه بنا الان الى المستودع الخاص بى.
ليقوم السائق باطاعه اوامره فوره فمن هو ليقوم بمناقشه الاسد فى اى شئ ، فاسد من اقوى زعماء المافيا ، فى العالم ، رجل يهابه الجميع هو من اقوى رجال المافيا ويمتلك العديد من الشركات الناجحه فى العديد من المجالات حول العالم ، لتصبح هذه الشركات غطاء لاعماله غير المشروعه .
بعد حوالى النصف ساعه ، وصل اسد الى المستودع ، ليقوم بالهبوط من سيارته ، بطلته المعتاده التى كلها هيبه ، طلته التى تبث الرعب والخوف فى كل من يقوم بالاطلاع عليه .
ليقوم اسد بالتوجه الى المستودع ، ليقوم احد الحراس الذين يقفون امام المستودع بفتح الباب الخاص بالمستودع بمجرد رؤيته لاسد قادم .
ليدلف اسد الى داخل المستودع ، ليقوم بالنظر الى احد الحراس بطرف عينه ، ليقوم الحارس بجلب كرسى له .
ليضعه امام الرجل الملقى على الارض وهو كالشبه ميت ، بسبب التعذيب الذى تعرض له .
لينظر له اسد ببرود وهو يقول له باللغه الانجليزيه : اذا انت هو الخائن الذى قام بتسريب كل هذه المعلومات وكان المتسبب بجعلى اخسر هذه الصفقه الخاصه بالاسلحه .
ليحاول الرجل ان يرفع رأسه حتى يقوم بطلب السماح من اسد وهو يحاول ان يتكلم وهو يقول باللغه الانجليزيه : انا اسف سيدى ، صدقنى يا سيدى ام اكن اقصد ذلك ، انا نادم على فعلتى هذه ارجوك سامحنى يا سيدى ، ارجوك ارحمنى ولا تقتلنى .
لينظر له اسد ببرود كأنه لم يستمع الى اى كلمه يتلفظ بها هذا الرجل ، ليقوم بالاشاره بيده الى احد الحراس وهو يأمره بقتل هذا الخائن .
ليقترب الحارس وهو يقوم بتنفيذ ما امر به اسد ، ليقوم بقتل ذلك الخائن ، وهو يقوم باطلاق رصاصه فى منتصف رأسه من مسدسه ، ليأمرهم اسد بالتخلص من جثته .
ليتوجه اسد بعد ذلك الى خارج المستودع ، بعد ان قام بالقاء اوامره على الجميع بشأن الوصول الى الخائن الاخر الذى لم يعرف حتى الان .
ليستقل سيارته وهو يامر السائق بالتوجه به الى القصر الخاص باسد .
ليطيع السائق الاوامر دون ان ينطق بأى حرف ، وهو يقوم بقياده السياره وهو يتوجهه الى القصر الخاص باسد .