فى المطار :
وصلت بطلتنا الى وجهتها اخيرآ ، بعد رحله طويله بالطائره ، لتهبط من الطائره ، وهى تلتفت حولها بغرابه ، وهى لا تدرى ماذا تفعل ، فهى قد وضعت نفسها فى موقف لا تحسد عليه بالتأكيد ، فها هى فى بلد اجنبى ، فى وسط اناس لا تدرى كيف سوف تتعامل معهم .
لتتكلم حور وهى تقوم بابعاد خصله من شعرها الحريرى كانت قد سقطت على وجهها ، وهى تنفخ خدودها بحنق وهى تقول فى نفسها :
وانا كان مالى ومال كل دا بس يا ربى ، ما انا كنت فى مصر زى الفل ، والدنيا تمام معايا ، منك لله يا مرام ، انتى السبب فى كل ال انا فيه دا ، اعمل اى انا دلوقتي ، وانا معرفش اى حد ولا اى حاجه هنا .
لتتذكر بعد ذلك بأن هناك من سوف يقوم باستقبالها ، وهو مرشدها فى هذه البعثه ، لتقوم بجر حقيبتها وهى تبتسم بأمل ، لتتجه الى خارج المطار ، لتجد صف من سيارات الاجره موجوده امام المطار ، لتشعر بالحيره اكثر ، وهى لا تعلم حتى ما هو شكل الشخص الذى من المفترض ان يقوم باستقبالها .
لتتكلم بعد ذلك وهى تقول فى نفسها ، وهى تلتفت يمينآ ويسارا ، وهى تبحث بعينيها عن اى شئ عن الرجل الذى لا تعلم اى شئ عنه :
ودا اعرفه اذاى انا كمان ، ولا هتصرف اذاى ، وقعه اى دى بس با ربى ، اى الحيره ال انا فيها دى ، انا ولا عارفه اروح يمين ولا عارفه اروح شمال ، حتى الرجعه لمصر مش هعرف انى ارجعها دلوقتي ، اتصرف اذاى انا بس دلوقتي .
ليقاطع تفكيرها صوت به بحه رجوليه ، وهو يقول لها :
احم لو سمحتي حضرتك الانسه حور مش كدا .
كانت حور تفكر فى كل ما يحدث ، وهى لا تدرى كيف لها ان تقوم بالتصرف فى هذا الامر ، ليقاطع تفكيرها ، صوت رجولى ذا بحه عزبه ، وهو يتسأل عن كونها حور .
لتنظر له حور ، وهى تشعر بالسعاده لكونها اخيرآ وجدت من سوف ينجدها ، من كل ما يحدث ، فيبدوا ان هذا الرجل هو المرشد الخاص بها ، وهو من سوف يقوم بمساعدتها .
لتتكلم حور وهى تنظر اليه بسعاده وهى تقول له :
انت تعرفنى صح ، قول انك تعرفنى ونبى ، ايوه اكيد انت تعرفنى لانك عارف اسمى .
كان ينظر لها هذا الرجل بابتسامه ، وهو يستمع الى حديثها الذى يظهر توترها فيه بشكل كبير ، ليتكلم بعد ذلك ، وهو يقول لها محاولآ تهدئتها :
اهدى طيب ، ايوه انا اعرفك ، وانا جاى مخصوص هنا علشانك ، انا الشخص المسؤل عنك هنا ، فهمتى انا اقصد اى .
لتتكلم حور وهى تنظر له بسعاده وهى تقول له :
الحمد لله ، انا كنت فاكره انى مش هعرف اتصرف هنا ولا مش هعرف اعمل اى حاجه ، حتى الرجعه لمصر مكنتش هقدر ارجع .
لتتكلم بعد ذلك وهى تنظر اليه بغرابه وهى تقول له :
بس حضرتك عرفت ان انا حور ازاى ممكن تقولى .
ليتكلم هذا الرجل بعد ذلك وهو يقول لها :
الاول احب انى اعرفك بنفسى ، انا اسمى ماجد ، انا ال هكون مسؤل عنك هنا فى امريكا طول مدة البعثه ، وعرفتك ازاى بقا ، فدا علشان انتى ليكى ملف كامل هنا فيه كل المعلومات عنك ، فطبيعى انى اكون عارف شكلك اصلا ، والا هعرف ان دى انتى ولا لا ازاى يعنى ، ولا هقدر اوصلك ازاى .
كانت تنظر له حور ببعض الغباء وهى تعترف فى نفسها بمدى غبائها ، وكم هى حقآ تحتاج الى التفكير قليلآ قبل ان تتكلم ، فهو عنده حق فى كل كلمه يقولها .
لتتكلم حور ببعض الخجل ، وهى تقول له :
حضرتك عندك حق ، اكيد يعنى انا الملف بتاعى هنا علشان البعثه وكدا ، واكيد فيه صورتى كمان ، انا عارفه ان اسئلتى اوقات كتير بتكون غ*يه .
ليتكلم ماجد وهو ينظر لها بهدوء ، وهو يقول لها :
لا ولا يهمك عادى ، من حقك انك تسألى ، ومن حقك انك تعرفى ال انتى عاوزاه ، المهم دلوقتي يلا بينا علشان اتأخرنا ، انا هوصلك للشقه ال هتقعدى فيها حاليآ ، وبكره انا هفهمك كل حاجه بنفسى .
حور وهى تتبعه وهو يتوجه الى سياره سواء اللون وهو يقوم بفتح باب السياره لها ، ليقوم بوضع حقيبة السفر الخاصه بها فى السياره فى الخلف ، ليجلس بعد ذلك امام عجله القياده .
لتحاول حور ان تتكلم وهى تقول له :
بس حضرتك بتتكلم عربى كويس جدا ، هو حضرتك عربى ، لا وكمان اسم حضرتك ماجد يعنى اسم عربى اصلا ، انا كنت فاكره ان حضرتك اجنبى .
ليتكلم ماجد وهو ينظر الى حور بابتسامه ، بينما يقوم بقياده السياره وهو يقول لها :
انتى عندك حق يا حور انا عربى ، بس انا مولود فى امريكا هنا ، انا من اب وام مصريين ، بس عشت حياتى كلها هنا ، واتولدت هنا واتربيت هنا ، بس والدى ووالدتى هما ال علمونى عربى من وانا صغير ، علشان كدا انا بتكلم عربى كويس جدا ، وكمان مش ب**ر فيه ولا بتكلم كلمه صح وكلمه غلط .
لتنظر له حور بتفهم ، وهى تومئ له برأسها ، وهى تقول له :
فعلا حضرتك بتتكلم عربى كويس جدا ، ودا ال كان مخلينى مستغربه جدا ، ومش عارفه احدد هل حضرتك اجنبى ولا عربى ، خصوصآ ان لهجتك كلها مصرى كمان يعنى مش عربى وبس .
ليتكلم ماجد بابتسامه هادئه تزين وجهه وهو يقول لها :
اهو اد*كى عرفتى انى عربى زى ما انتى عربيه يا حور ، وكمان مصرى ، يبقى سيبك من الرسميات دى خالص ، وبلاش كلمه حضرتك دى ، كدا هنتفاهم انا وانتى اكتر ، اى رايك بقا .
لتتكلم حور وهى تنظر له بهدوء ، وهى تقوم بفرك يدها من التوتر وهى تقول له :
خلاص تمام حضرتك .
ليبتسم ماجد وهو يقول لها بعد ذلك :
تمام اى بقا ، دا انتى زاكرتك ضعيفه جدا ، ازاى موافقه على كلامى ، وانتى بتقولى بردوا حضرتك ، انتى هتحيرينى يا حور ولا اى .
لتتكلم حور بخجل ، وهى تقول له بهدوء :
احم انا اسفه ، مقصدش والله ، بس انا دايما بتكلم مع اى حد برسميه ، مش بعرف غير انى اتكلم كدا وبس ، انا هحاول والله .
لينظر لها ماجد بتفهم وهو يقول لها بهدوء :
خلاص تمام يا حور ، انا مش هضغط عليكى ، المهم انك تكونى مرتاحه ، علشان تكون البعثه دى مثمره ليكى ، وتدرسى بهدوء ، هو دا المهم دلوقتي ، وهو دا ال انا هحاول انى اوفره .
لتبتسم حور بهدوء وهى تنظر امامها ، بينما كان ينظر ماجد امامه وهو يكمل قياده السياره ، حتى يقوم بايصالها الى الشقه التى ستمكث فيها .
ليصلوا بعد قليل من الوقت الى الشقه التى سوف تمكث فيها حور ، ليقوم بالهبوط من السيارة ، ليتجه الى صندوق السياره ليقوم باخراج الحقيبه الخاصه بحور من السياره ، يينما فى الجهه الاخرى من السياره ، خرجت حور من السياره ، وهى تقوم بالسير خلف ماجد ، ليقف كلآ من حور وماجد امام باب الشقه ، ليقوم ماجد باخراج المفتاح من جيب بنطاله ، ليقوم بفتح الباب ، ليقوم بالدلوف الى الشقه ، ليقوم بوضع الحقيبه الخاصه بحور فى الشقه ، ليقوم بالرحيل بعد ان قام باعطاء ، مفتاح الشقه لحور ، لتنظر حور لاثره وهى تزفر انفاسها بارهاق ووهن .
لتجلس على اقرب اريكه تقابلها ، وهى تقول :
ياه اخيرآ ريحت رجلى ، شكل الواحد داخل على ايام زى الفل .