فى الصباح :
كانت حور تجلس على الفراش وهى تتمطئ بنعاس ، وهى تقوم بفرك عينيها بيديها الصغيرتين ، وهى تنظر حولها بتمعن ، لتحاول النهوض من على الفراش حتى تستعد ليومها ، فهذا يعد اول يوم فعلى لها فى امريكا ، وسوف تبدأ اليوم بالتعرف على كل شئ .
لتتكلم وهى تنظر الى صورتها على المرأه ، بينما تقوم بابعاد خصلات شعرها المتناثره على عينيها ، وهى تقول :
يا رب يعدى اليوم دا على خير بقا ، وكل حاجه تمشى كويس ، انا اروح اجهز بسرعه احسن ، لان ماجد دا كمان قالى ان هو هيجى هنا الساعه تسعه الصبح .
لتتجه بعد ذلك الى الحمام ، حتى تقوم بالاستعداد ليومها .
بعد حوالى النصف ساعه ، انتهت حور من الاستحمام ، ومن ارتداء ملابسها ، لتتجه خارج غرفه النوم حتى تفطر .
لتقف فى المطبخ ، وتنظر اليه بغرابه وهى تقول :
اى دا ، هو ازاى فى اكل فى المطبخ ، دا تقريبا فى كل حاجه انا ممكن انى اكون محتجاها ، دا انا كنت عشمانه بس انى الاقى شاى وبس ، يااه انا اعمل فطار دلوقتي وافطر بمزاج بقا .
لتنظر حولها بابتسامه مرحه ، لتبدأ باعداد طعام الافطار الخاص بها ، لتجلس بعد ذلك على الطاوله ، وهى تشرع فى تناول طعام الافطار بنهم كبير ، ليقاطعها صوت الجرس الذى يعلن عن وصول ضيف .
لتنهض من على الكرسي بمضض ، وهى تزفر انفاسها بضيق ، وهى تقول :
مين البارد الغتت ال دمه تقيل ال جاى دلوقتي دا وانا لسا بفطر ، انا مش عارفه اى البرود دا ، فى حد يجى لحد على الصبح كدا ، ا انا لسا ملحقتش اخلص فطارى .
ليقاطع تفكيرها صوت الجرس مره اخرى ، لتنهض من على الكرسى ، وهى تتجه نحو باب الشقه ، لتقوم بفتح باب الشقه ، وهى تقول :
مخلاص ادينى جيت اهو ، لازم الصوت دا كله يعنى ، ولازم متشلش ايدك من على الجرس .
لتفاجأة بكون الماثل امامها ما هو الا ماجد ، المسؤال عنها فى هذه البعثه ، لتبتسم بحرج ، وهى تلتفت يمينآ ويسارآ ، وهى تقول :
انا اسفه والله ما كنت اقصد ، بس هى جات فيك كدا معلش ، بس انا مكنتش اقصد ، انا كنت بفطر ، وصوت الباب كان مدايقنى معلش .
ليبتسم ماجد بسبب كلمات حور ، وهو يقول لها بمرح :
لا متقلقيش ، انا عارف انك متقصديش ، بس تقريبا انا سمعت اسم فطار هنا .
لتتكلم حور بمرح وهى تقول له :
فطار فطار اى ، لا مفيش الكلام دا ، مفيش اكل هنا .
لينظر لها ماجد بغرابه وهو يقول لها بمرح :
انا اسف مقصدش والله ، انا كنت بتكلم عادى .
لتضحك حور بمرح ، وهى تنظر اليه ، لتتكلم بعد ذلك وهى تقول له :
انا كنت بهزر ، انا مش بخيله للدرجه دى يعنى ، دا الاكل مفيش اكتر منه يعنى ، اتفضل ادخل نفطر مع بعض ، انا مش بحب اكل لوحدى دايما كمان بتخنق من كدا .
ليبتسم ماجد بعدما استمع الى كلماتها ، فقد كان يظن انها لا تحب ان يشاركها احد فى الطعام .
ليدلف ماجد الى داخل الشقه ، ليجلس على الطاوله ، ليتناول الطعام هو وحور ، بعد انتهائهم من تناول طعام الافطار ، توجهوا الى خارج الشقه حتى ينهوا بعض الاوراق المهمه التى كان يجب عليهم ان يقوموا بانهائها ، من اجل البعثه .
بعد مرور يومين :
بعد انتهائهم من جميع الاوراق اخيرا بعد يومين كاملين ، كان كلآ من حور وماجد يجلسون فى السياره ، وهم فى طريق عودتهم الى الشقه الخاصه بحور ، حتى يقوم بايصالها الى الشقه الخاصه بها ، بعد هذا اليوم الطويل جدا ، من اجل انهاء بعض الاوراق الخاصه باقامتها فى هذا البلد الاجنبى ، من اجل ان يسير كل شئ كما هو مخطط له بالكامل .
ليوقف ماجد السياره فجأة ، وهو ينظر امامه بصدمه ، وهو يقول لحور :
شكله فى حادثه قدامنا ، او فى حاجه ، خليكى هنا انا هنزل من العربيه اشوف فى اى ، وانتى خليكى هنا ، متتحركيش من العربيه يا حور ، واقفلى الباب بتاع العربيه كويس بعد ما انا اخرج ، ومتفتحيش الباب لاى حد غيرى .
لتتكلم حور وهى تنظر له ببعض التوتر ، وهى تقول له :
لا ونبى انا مش هقدر انى اقعد فى العربيه هنا لوحدى ، وانا مش عارفه اى ال حاصل فى الطريق بالظبط ، انا عندى فكره احسن ، يعنى بدل ما انت تنزل من العربيه ، وكل الكلام ال انت قلته ، خلينا نتصل بالشرطه احسن ، هو دا الافضل ، وخلينا احنا نمشى من هنا ، او ننزل احنا الاتنين مع بعض من العربيه نشوف فى اى .
ليتكلم ماجد وهو ينظر الى حور بنفاذ صبر ، وهو يقول لها :
لا يا حور مفيش نزول من العربيه ، وال انا قلته هيتنفذ ، اظن ان كلامى مفهوم .
لينظر لها بعد ذلك بنظرات محذره ، وهو يهم بالخروج من السياره ، ليقوم باغلاق باب السياره بعد خروجه منها ، وهو ينظر الى حور بهدوء ، وكأنه يحذرها من ان تقوم بفعل اى شئ اخرق من شأنه ان يسبب لها اى شئ .
ليتجه ماجد الى موقع الحادث ، ليجد مجموعه من الرجال يحملون العديد من الاسلحه ، بالاضافه الى سيارتين ، يبدوا انهم قد قاموا بتفجيرهم ، بينما يحاط اكمل المكان بسيارات ذات دفع رباعى سوداء اللون .
لينظر ماجد لكل ما يحدث ببعض الخوف والتوتر ، وهو لا يدرى ما كل هذا الذى يحدث ، فيبدوا ان هناك شئ لا يجب ان يقوم هو او حور بمعرفته والا سوف يسبب لهم هذا العديد من النصائب وقد يكون السبب فى انهاء حياتهم ، ليحاول ماجد الابتعاد عن المكان ، بهدوء وذلك من اجل ان يتجه الى حور فى السياره ، ويقوم بقيادة السياره ، ليتجه بعيدا عن هذا المكان الذى يبدوا انه كان ميدانآ لمجزره قد حدثت فى وقت ليس ببعيد .
بينما كان ماجد يحاول الابتعاد عن المكان الذى يوجد فيه المسلحون ، اطلقت بجوار وجهه مباشره رصاصه ، ليتوقف ماجد بصدمه كبيره ، مع خوف من الالتفات الى الخلف حتى يعلم من قام باطلاق هذه الرصاصه .
ليستمع بعد ذلك الى صوت اقدام تقترب منه ، ليتكلم الرجل الذى يقترب منه ، وهو يقول له باللغه الانجليزيه :
يبدوا ان لدينا ضيوف هنا ، مرحبآ بك ايها الضيف ، ولكنك للاسف قد تأخرت على حفلتنا ، فقد انتهت منذ قليل من الوقت ، ولكن لا مانع فى ان نقيم حفله اخره على شرفك ، لتكون انت ضيف الشرف فى هذه الحفله .
كان ماجد يكاد يتوقف قلبه من هول الموقف الذى هو فيه الان ، يتمنى لو استمع الى كلمات حور ورحل من هنا ، او حتى قام بطلب الشرطه ، ورحل هو وحور ، ولكن ما باليد حيله الان ، فما حدث قد حدث ، وها هو الان بين يدى من لا يرحم ، ولا يوجد مفر له من كل ما يحدث ، ولكن اهم شئ له الان ان حور فى السياره ، وهى بأمان هذا هو كل ما يهم .
ليجد ماجد سلاحآ موجهآ له بالقرب من راسه ، ونفس الرجل يأمره بالألتفات له .
ليقوم ماجد بالألتفات الى حيث امره هذا الرجل ، لينظر له هذا الرجل من الاعلى الى الاسفل وهو يقول له :
لا تبدوا مألوفآ لدى للاسف ، لا يبدوا انك من افراد العصابه التى كنا نحتفل معهم .
ليكاد ماجد ان يتكلم ، وهو يحاول ان يجعل هذا الرجل ان يتركه وشأنه ، وان يخبره انه لا شأن له بأى شئ ، وانه لن يخبر اى احد بما قد رأى ، ليقاطعه امر لم يكن بالحسبان وهو ....