الحلقه التاسعة
( الظل و المصل )
بمجرد خروجه من المكتب وقد صعد رنين هاتفه النقال ، إلتقطه بضيق وهو يتوجه إلى تلك الغرفه التي خُصصت من أجله ليمكث بها بفيلا القاسم
وجده رقم صديقه أجاب بنبره مختنقه وهو يجلس على السرير :
- أيوه يا عاصم .....
فتحت باب الحجره لتدلف إلا أنها وجدتها خاويه قطبت بين حاجبيها بضيق وهي تدور بحثاً بالغرفه هاتفةً :
- صفوه ... صفوه إنتي فين ؟
قالت جملتها وهي تنظر بداخل الشرفه ... قطبت بين حاجبيها بإستغراب شديد ثم إحتل الخوف قلبها
أخرجت هاتفها النقال لتهاتف صديقتها بقلق حنما لم تجد لها أي أثر ، ثوانٍ من الإنتظار لتتحدث بلهفه هاتفةً:
- ألو ... صفوه إنتي فين ؟
كانت تقبع بسيارته المتجهه بهما نحو مكتب عقد القران ...... لم تجرأ على النظر نحوه مطلقاً ، بمجرد ما أن نطق بتلك الكلمه وقد إنتفض قلبها خوفاً من القادم
محاصره من كلتا الناحيتين ... واحدٌ لا تعرف عنه شيئاً إن كان سيئاً أم لا ولن تسطيع مطلقاً أن تتزوجه بهذا الشكل و الآخر لا.....
لا تدري ما الذي يحدث .... الآخر إتهمها زوراً و قام بإهانتها بقوه وهي ... هي من ذهبت إليه تتوسله بأن يتزوجها ....
ماهذا الغباء أين كان عقلها بتفكيرها بهذه الخطوه ؟ وهو .... هو من كان يقول بأنها ... عاهره وترتكب الزنا مقابل المال ، ما الذي يجبره الآن على الزواج منها إلا إن كان يخطط لشئ مسبقاً .....
؟؟
أجفلت حينما قاطع أفكارها مردفاً بهدوء :
- وصلنا ....
إنتبهت إلى توقف السياره لتدور بعينيها الغائرتين المكان من حولها لتقع عينيها على حدقتيه المحدقتين بها بنظره غريبه .....
خليطٌ غريب مابين اللهفه ..... الترقب .... الحزن و ..... إن أقسم لها أحداً بأنه تمكن من رؤية لامعان من السعاده بتلك الزرقاوتين خاصته بالتأكيد لن تصدق ..... دى
كان هو أول من قطع ذلك التواصل ليترجل من السياره هاتفاً بهدوء :
- أنا إتصلت بجسار وهو زمانه جاي إتفضلي ....
ترجلت بأقدام مرتجفه من السياره لتغلق الباب بهدوء ، نظر لها مره أخيره ليجدها تحتضن حقيبتها أمام ص*رها وهي تحدق بأعين مرتعبه بالبنايه
تملك من عينيه الحزن وهو يشعر بنفورها من هذه الخطوه ، طأطأ برأيه قليلا ثم إبتلع ريقه ليرفع عينيه لها ليهتف بهدوء :
- ص ...صفوه هانم ... لو حضرتك متردده ممكن نوقف كل حاجه ... و مف....
قاطعته مسرعة بقوه :
- لأ موافقه ....
نظر لها بهدوء بينما هي تشتت بأنظارها بعيداً عن عينيه لتتحدث بتلعثم شديد :
- لو ... لو س... سمحت .....
أومأ برأسه بتفهم حينما إنقطعت عن الكلام ليهتف بحنو و هو يتحرك نحو البنايه :
- إتفضلي
شعرت بتوعك شديد بداخل أحشائها لتقبض بأناملها على بطنها وقد تغضنت تعابيرها ألماً ، أخرجت زفيرا حارا وهي تعض على شفتيها هامسة بنبره مختنقه :
- ساعدني ياااارب .....!!
...........................................................
- عاصم .... عاصم يا صفوه ؟؟
هتفت بها كارما بحده شديده بينما صفوه كانت تقبع جالسةً أمامها بخزي مطأطأة برأسها أرضاً وعبراتها تنساب في صمت
أخذت كارما تجيئ وتذهب بعصبيه وهي لا تتوقف عن نهرها لتهتف صفوه من بين عبراتها قائلة :
- في كلتا الحالتين كنت ميته يا كارما .... لو كان من جوازي غصب من ابن عمي اللي معرفش عنه حاجه والله أعلم أخلاقه عامله إزاي وإلا مكنش جدي قطع علاقته بعمي وبيه ، والتاني .... التاني هانني ومس كرامتي بس إتفقت معاه إنه فترة الجواز دي تكون على الورق ولمده معينه عشان جدي ميقدرش يعمل حاجه .......
و بعدها يطلقني وكل واحد فينا يروح لحاله ، وكمان إتفقت معاه إنه مايكونش فيه أي تواصل بيني وبينه ولا حتى مكالمة تليفون و يسيبني لحد مانا أطلب الطلاق ....
تن*دت كارما بضيق مستسلمه وهي ترفع رأسها عالياً هاتفة بحيره شديده :
- ياارب ... أنا معرفش ... معرفش مخك كان فين ؟ و إنتي فكرك إنه واحد زي عاصم ده هايسيبك كده في حالك ...؟
رفعت صفوه رأسها بسرعة البرق لتهتف بذعر من بين عبراتها :
- هو ممكن يعمل فيا حاجه ...؟؟
هزت كارما رأسها مقطبة بين حاجبيها بمعنى ما الذي فعلته أيتها الحمقاء ؟
تن*دت قائلة بهدوء :
- بكره هنسافر أسبانيا جهزي نفسك ، ولما جدو يعرف ...... ربنا يستر ، نامي يا صفوه نامي ....
تراجعت صفوه بجسدها للوراء لتتمدد على السرير بينما وقفت كارما تحدق بها لوهله قبل أن تقطب بين حاجبيها بحده شديده لتتحرك نحو الأسفل
كان يجلس بالشرفه التي تطل مباشرة على الحديقه بالطابق الأرضي ، يجلس بأريحيه على ذلك الكرسي وهالة الدخان تحيط به متمعناً بتفكيره فيما أقدم صديقه على فعله .....
قاطع تفكيره طرقات خافته على الباب ليقطب بين حاجبيه بإستغراب ، نهض بضيق من على المقعد ليتوجه بخطوات هادئه نحو الباب
حانت منه نظره نحو الساعه ليجدها أصبحت الواحده صباحاً .... قام بفتح الباب بحده و هو يهتف بنزق بداخله .... من هذا المزعج الذي يؤرق جلسته الآن ؟؟......
بمجرد ما إن طالع هيئتها أمامه وقد إبتسم بجانب فمه بسخريه مصححاً لنفسه ..... أااه الآن عرفت الإجابه .... الإجابه هي ...هذه المزعجه ....
قطب بين حاجبيه بحده متسائلا بفحيح :
- عاوزه إيه ...؟
تلفتت حولها يمينا ويساراً ثم نظرت له لتدفعه بقبضتيها بص*ره بقوه شديده ليتراجع للوراء خطوه واحده لتندفع للغرفه لتقوم بإغلاقها مسرعة
هتف بعصبيه وهو يشيح براحته مهدداً :
- إنتي إتجننتي يابت إنتي .... إخفي إطلعي بره أحسنلك .....
دفعته براحتيها بحده شديده بص*ره عدة مرات هاتفةً دون أن يتسرب لها الخوف :
- طبختوها سوا إنت وصاحبك ....؟ دمرتوا أختي يا كلاب .... والله لأدفعك.....أاه....
كان يكز على أسنانه غيظاً مع كل دفعةٍ منها لينفذ صبره ليقبض على أناملها الإثنتين ليدفعها للخلف بسرعه مخيفه لتجد ظهرها ملاصقا للحائط وقبضتيها في راحه واحده من خاصته أعلى رأسها
أخذت أنفاسها تتسارع بعنف وهي تحدق به بأعين متسعه خوفاً بينما هو كان يميل برأسه نحوها ليحدق بحده بمقلتيها ، تحدث بفحيح قائلاً :
- إسمعيني كويس ... أنا أكتر واحد كنت معارض الموضوع ده ....
قاطعته بعصبيه وهي تلهث هاتفة أمام وجهه :
- أه عشان كده كنت الشاهد على كتب الكتاب مش كده ؟؟
ضرب بقبضته الحره الحائط بجوار رأسها لتنتفض وهي تغلق جفنيها بقوه وخاصة حينما زمجر بقوه آمراً :
- إخرسي وإسمعيني .....
لم تفتح مقلتيها وإنما إكتفت بأنفاسها الحاره التي كانت تخرج بعنف وتسارع ، حدق بعينيه بمعالمها ليدق ناقوس الخطر مما يحثه قلبه على القيام به الآن ..... ليلهث بعنف وهو يهتف بقوه زائفه قائلا :
- إفتحي عينيكِ .....
لم تستجب له و إنما زادت من عنادها ...... وهذا هو الأفضل ، فلو قامت بفتحهما لتوقف خافقها من هول نظرات الرغبه الجامحه التي تطوف بمقلتيه
أغمض عينيه ليحافظ على ثباته قليلاً ليهتف بقوه مهدداً :
- كارما .... بصيلي يا إما أنا مش مسئول عن اللي ممكن يحصل دلوقتي ...
دب الذعر بقلبها لتفتح مقلتيها لتتلاقى الأعين بحده لتتلوى بين يديه بقوه لتشتد قبضته على ساعديها أعلى رأسها ليرفع راحته الأخرى ليضعها ببطئ على ص*رها بالقرب من ترقوتها هامساً :
- هششش .....
توترت بشده حينما تلامست انامله مع بشرتها لإرتدائها تلك الكنزه البيضاء التي كانت بلا أكمام وفتحة عنق مستديره واسعه أسفلها بنطال بني وخصلاتها مرفوعه عشوائيا لأعلى
كان يحدق بها ببلاهه وهو يهتف بداخله بغباء .... ما الذي فعلته أيها الأ**ق ؟ هل هدأ ذلك الصراع بداخلك ...... أجاب برحابة ص*ر .... إطلااقااا ...... بل زادني شوقاً وحرقه و أنا شغوفٌ بذلك العذاب ....
حانت منه إلتفاته نحو راحته ليجدها تعلو وتهبط بسرعه بالتزامن مع تنفسها ، رفع عينيه لها ليقترب منها قليلاً لتصل رائحة التبغ لأنفها والتي يجب أن تنفر منها ولكن ..... تداخلت تلك الرائحه مع عطر ثيابه الصارخ لتنتج عطرٌ رجوليٌ مهلك
همس بحراره وهو يتمعن بخلجاتها بينما أشاحت هي بعينيها بعيداً :
- أنا مكنتش موافق على القرار ده يا .... يا بوڤارديا ...
إتسعت مقلتيها بقوه وهي تحدق به بينما هو إبتسم بجانب فمه بهدوء وهو يخفض عينيه لأسفل ثم رفعها مره أخرى لينظر لها ليجدها على حالها
تحدثت بتلعثم متسائلة بغير تصديق :
- إنت.... إنت جبت .... مين قالك على الإسم ده !!؟؟
إبتسم جسار بعبث وقد تراخت قبضته على ساعديها بينما تحركت راحته الأخرى ببطئ لتستقر فوق قلبها وهي ..... في ملكوتٍ آخر ليكمل همسه متغزلاً بها بأعين مظلمه رغبةً :
- بوڤارديا ....... أااه يا وردتي النادره الأكثر جمالأ و أيقونتي الفاتنه .....
فغرت فاها محدقةً به و كأن من أمامها كائناً أسطورياً ، رمشت بعينيها عدة مرات وهي تبتلع ريقها إلا أن تلك الهمسات المهلكه مازالت تخدرها لتهمس بلاوعي :
- جسار حرب .....
حدق هو بمقلتيها ليميل على وجهها وهو يهمس بحراره كالمغيب :
- يا عذاب جسااار !!
أومأت برأسها وهي تهمس بالأسبانيه بأنفاسها اللاهثه بأعين متنقله بين مقلتيه وشفتيه:
- أُو تو دي أُون إديُوتو جُوابو جسااار " يا لك من أ**ق وسيم جسار "
ضيق عينيه وهو يتسائل هامساً :
- قولتي إيه ؟ ....
دفعته بقوه لتركض نحو الباب لتخرج مسرعة من الغرفه و هي تشعر بلهيب وجنتيها وحرارة جسدها التي إرتفعت بقوه و نبضات صغيرها لا تتوقف ، إندثت أسفل الفراش لتخبأ جسدها بأكمله بجوار صفوه وهي تحاول إلتقاط أنفاسها
توجه نحو باب الغرفه ليتن*د بضيق وهو يرفع راحتيه لوجهه ليمسح بهما وجهه ثم مالبث أن أزاحهما على رأسه للخلف ليستقرا على رقبته من الخلف وهو ينفخ بضيق هامساً :
- إيه اللي أنا بعمله ده ياربي ؟
قال جملته ليضرب بقدمه المقعد المتواجد أمام المرآه ليطيح أرضاً
.......................................................
زوجته ..... حقاً أصبحت كذلك .... لا يصدق و بالواقع هو معذور في ذلك ، تن*د بحزن وهو و يتمدد بجسده على السرير
حدق بالصوره المنسخه عن الصوره الأصليه من قسيمة الزواج والتي إشترطت هي الإحتفاظ بها ..... هي لا تريد تلك الزيجه أو بالأصح مرغمةٌ عليها
ضحك بسخريه وهو يفكر وم الذي كنت تتوقعه أنت ...!! أن تطير فرحةً بها ...؟ أن تكون سعيده بإرتباطها بمن أهانها سابقاً و آلمها ؟
أغمض جفنيه ألماً و ذاكرته تعود لبضع ساعات للخلف .....
بعد الإنتهاء من توقيع الشهود على عقد الزواج والمكونين من جسار و المحامي الخاص بعاصم ، حدق جسار بحده لصديقه ليتن*د عاصم بإستسلام وهو يخفض عينيه أرضاً
تكورت صفوه على نفسها وهي تحدق بعقد الزواج بشرود وخوف لينتبه لها عاصم
بعد خروجهم من المكتب وجدها على حالها هم بالتحدث لها ليقاطعه جسار وهو يتحدث بحده من بين أسنانه :
- إنت إيه اللي هببته ده ....؟ إنت واعي للكارثه اللي هاتحصل لما جدها يعرف وشكلها هايكون إيه ؟
نظر عاصم لصفوه للحظه ثم عاود نظره لصديقه ليتن*د قائلا بهدوء :
- جسار أنا دلوقتي مش قادر أتكلم هابقى أفهمك كل حاجه بعدين بس .... بس دلوقتي لازم .... أتكلم مع .... مر.. صفوه ....
رمقه جسار بنظره أخيره حاده ليتحرك منصرفاً وهو يهتف :
- لينا قاعده ...
تحرك عاصم نحو صفوه التي مكثت بالسياره في إنتظاره بشرود وعبراتها تنساب في صمت بتعابير خاليه ، صعد للسياره ليجدها على هذه الحاله لينقبض قلبه وهو يتحدث بقلق :
- صفوه إنتي كويسه ؟
لم تجيبه فقط إستمرت بالصمت ليزداد قلقه الشديد وهو يعتدل بجسده كلياً لها ليرفع أنامله نحو وجهها ليمسح عبراتها إلا أنها صرخت بحده وهي تبتعد عنه ملتصقه بظهرها لباب السياره :
- ماتلمسنيش ....
شعر بتلك الغصه المريره بحلقه و هو يطالع ذلك الكره وهذه الحده بعينيها ليتحدث بخفوت حزين وهو يشيح بعينيه بعيداً :
- أنا ..... أسف بس ..... إهدي .... مكنش قصدي حاجه ....
تحدثت بحده قائلة :
- فين قسيمة الجواز عاوزاها معايا ؟
رفع عاصم مقلتيه نحوها ليتسائل بتعجب :
- هاتعملي إيه فيها سيبيها معايا ؟
إلتفتت له لتهتف بحده شديده :
- إنت إتجننت ؟ لتكون فاكر جوازنا ده حقيقي .... فوق يا عاصم بيه ده كلام على ورق مش أكتر أنا لايمكن أكون زوجه لواحد زيك أبداً .....
بالواقع لم ينتظر منها أن تقفز مرحاً وهي تتعلق بعنقه هاتفةً بحب :
- لو تعلم مقدار فرحتي حبيبي .... أكاد أطير من السعاده ......
ولكن لم يتوقع أيضاً بأن يكون الرد مؤلماً كطعنات من السكين التي تتوالى تباعاً وكل واحده أكثر عمقاً من سابقتها
إبتلع ريقه بصعوبه وهو يحدق فيما أمامه متحدثاً ببرود زائف :
- قولي هاعمل إيه و أنا هاعمله يا ... صفوه هانم ....
هتفت بصرامه قائلة من بين عبراتها المجمده على وجنتيها :
- جوازنا مش حقيقي لفتره مؤقته لحد ماخلص بس من المشكله اللي أنا فيها وياريت لو ميكونش فيه تواصل بينا إطلاقا .... تقدر تمارس حياتك بشكل طبيعي أكنك مش متجوزني
ولحد ماربنا يسهل والمصيبه بتاعتي تعدي على خير ، حضرتك تقدر تطلقني علطول وكل .... كل واحد يروح لحاله وتستريح من واحده زيي ......***** مش دي كانت كلمتك برده ؟!
جراح الكلام الحاد أحياناً ما يكون كافياً لينحفر بعمق داخل جدران العقول حيث تقبع الذاكره تماماً ..... بعض الكلمات لا تُنسى مهما مر من الوقت .....
كلمة حب ... طمأنينه .... حنان .... حزن وغضب ..... و الأنكى من ذلك .....كلمه تندلع بها شرارة نيران العذاب ....
عذاب إستمراره يترتب على مدى قوة الكلمه ، وها قد بدأت أولى خطواتها في طريقها نحو عذابه
أغمض عينيه بقوه وهو يكز على أسنانه ويديه تقبض على المقود بشده ليفتح جفنيه ببطئ ليتحدث بجمود شديد دون أن ينظر نحوها :
- كل اللي قولتيه هو اللي هايحصل .... صفوه هانم .... كل اللي قولتيه .....
عاد بذاكرته للوقت الحاضر لتتلمس أنامله صورتها بشوق وهو يتن*د بحرقه هامساً :
- ليه يا صفوه مادتنيش فرصه تانيه ...... هاقدر أستحمل إزاي إنك .... إنك تكوني ملكي ..... ومش قادر أوصلك ؟
عامل زي ماتكوني رمتيني في صحرا من غير أي وسيلة مساعده و من غير مايه و قولتيلي إنجد روحك ...... ربنا يقدرني .....
قال جملته ليغمض جفنيه قليلا وهو يتن*د بحرقه ليحاول النوم قليلا
...........................................................
فتحت جفنيها بهدوء وهي تعتدل بجلستها على السرير ، تثاءبت وهي تدور بعينيها لصفوه لتجدها مستلقيه على ظهرها محدقة بالسقف بشرود
تن*دت بحزن لتميل عليها معانقة لها وهي تهتف بمرح :
- صباح الخير يا صفصف ....
إبتسمت صفوه بهوان وهي ترد التحيه بهمس لتقوم كارما بمرح وهي تدفع بها هافتة :
- يلااا يلا نطير على أسبانيا
إبتسمت صفوه وهي تتحرك بهدوء قائلة :
- طب براحه كده هاتطيريني أنا .....
نزلت الفتيات للأسفل بثيابهن المنزليه بعد أن جهزن الحقائب الخاصه بالثياب وكل ما يلزمهن ، توجهتا ناحية المائده بغرفة الطعام وجدت كارما سيف الدين يتناول الفطور لتحيط بعنقه من الخلف مقبلة وجنته وهي تهتف :
- صباح الخير يا بابا
إبتسم سيف الدين وهو يرد التحيه على إبنته وكذلك صفوه التي إبتسمت له ، جلست كارما بجوار والدها لتجاورها صفوه ليشرع الجميع في تناول الطعام
تحدث سيف الدين قائلا :
- هاه يابنات جهزتوا نفسكم ؟
أومأت كارما برأسها هاتفة :
- ايوه يا بابا
إبتسم سيف الدين بحنو قائلا :
- وإنتي يا صفوه يا بنتي جاهزه عشان كتب الكتاب ... إحنا إن شاءلله هنسافر بعديه علطول انا كلمت عبدالعزيز بيه وهو وافق ....
نظرت الفتاتان لبعضهما بتوتر شديد في صمت لتقاطع صفوه ذلك الصمت قائلة بخفوت وهي تخفض عينيها لأسفل :
- مفيش ... داعي يا عمو ....
قطب سيف الدين وهو يرأسه نحوهما بغير فهم لتكمل صفوه قائلة بثبات زائف :
- أا .... أنا ...خلاص ... خلاص إتجوزت ....
أغمضت كارما عينيها وهي تحدق أمامها بينما توقف سيف الدين عن مضغ الطعام وهو يحدق بها بدهشه شديده ليتسائل متأكداً :
- معلش يا صفوه ماسمعتش بتقولي إيه .....؟؟
- إزاي تعملي حاجه زي كده يا صفوه إنتي عارفه جدك ممكن يعمل إيه لو عرف ....مش بعيد يقتل جوزك ده ....
هتف بها سيف الدين بقوه عالياً وهو يصيح بالفتاتين بمكتبه ليخرج جسار من حجرته مقطباً بين حاجبيه بتساؤل عما يحدث
وصل للمكتب ليقوم بطرق الباب ليأتيه صوت سيف الدين الحاد هاتفاً :
- إدخل ....
دلف جسار لتقع عينيه على الفتاتين تقفان كالأطفال المعاقبين مطأطأتين برأسهما أرضاً ، تحدث جسار قائلاً بهدوء :
- خير يا باشا حضرتك طلبتني .....
رفعت كارما عينيها نحوه لتحدق به بغضب شديد وشفتيها تتمتمان بكلمات غير مسموعه ، حدق بها جسار ليضيق عينيه وهو يكاد يتآكل لمعرفة ما الذي تتفوه به تلك اللعوبه ....
ضحك بسخريه من نفسه وهو يردف ..... بالتأكيد تلقي بقصائد من المديح العذب .... يالك من غ*ي !!
قطع تفكيره هتاف سيف الدين الحاد قائلاً :
- جسار مابلغتنيش ليه إن صاحبك إتجوز صفوه لأ وحضرتك كمان كنت الشاهد على كتب الكتاب .......؟
حانت من جسار نظره لخلف سيف الدين نحو الفتاتين ليجد كارما تبتسم بشيطانيه وهي ترفع قبضتها المضمومه فيما عدا إبهامها نحو رقبتها لتشير بإبهامها علامة الذبح قاصدة إياه .... لقد إنتهيت أيها الجوستاڤو .....
نظر لها ببرود شديد لينظر نحو سيف الدين هاتفاً بهدوء :
- سيف باشا لو سمحت إهدى عشان أفهمك كل حاجه .... وعن إذنك عاوز أتكلم معاك على إنفراد ....
هتف سيف الدين بقوه :
- كارما إطلعي بره إنتي وصفوه ....
تحركت الفتاتان نحو الخارج لتغلق كارما الباب خلفهما لتلتفت لصفوه التي كانت تحدق بها بخوف قائلة :
- لما عمو سيف عمل كده .... جدو ...جدو ممكن يعمل إيه ....
إبتسمت كارما بحنو وهي تعانقها قائلة :
- ربنا هايستر يا حبيبتي إن شاءلله ..... قولي يااارب .....
.....................................................
دلفت لذلك المبنى الفخم بتوتر شديد ، رمشت بعينيها عدة مرات اسفل عويناتها التي رفعتها تلقائيا كعادتها قليلاً أمام عينيها
حدقت بتلك الفتيات اللاتي تحركن من حولها بأجسادهن المهلكه لتنظر نحو جسدها بإحدى المرايا لتلاحظ الفرق الشاسع بين حجمها وحجم تلك الفتيات بالإضافه إلى .....
ثيابها ..... والتي كالعاده مكونه من قميص ذكوري قليلاً طويل يصل لمنتصف فخذها أسفله بنطال جينز قديم وحذاء رياضي أرضي
تعلق حقيبة الظهر على أحد كتفيها وتعقص خصلاتها ال**تنائيه في كعكه أسفل رأسها لتضع فوقها ذلك الكاب الأ**د
نظرت للفتيات مره أخرى لتحدق بثيابهن التي تظهر جمال القد و الجسد لترمش بعينيها عدة مرات وهي تتنحنح لتسير بخطواتها قليلا ومقلتيها تتنقلان بهدوء وحيره بين تلك الأجهزه الحديثه والتي تستخدم في التمارين الرياضيه
إبتسمت عينيها وشفتيها قليلاً وهي تشعر بالحماس الشديد من أجل البدء بأولى خطواتها لتحين منها إلتفاته ناحية الخارج لتقع مقلتيها على ذلك المسبح الضخم لتبتسم بسعاده وهي تهتف قائلة بصوت خافت :
- هابدأ سباحه .....
الرياضه التي تعشقها بلا منازع على الرغم من إمتلاء حجمها قليلاً إلا أن ذلك لم يكن عائق أمام هوايتها المفضله
تحركت نحو غرفة تبديل الثياب لترتدي خاصتها بالسباحه وهي بذله كامله مكونه من بنطال يصل لأسفل الركبتين يعلوه الجزء العلوي عباره عن كنزه بأكمام تصل للمرفقين لتتحرك بعدها نحو حافة المسبح
همت بتقفز بالداخل إلا أنها توقفت بسرعه شديده وهي تراه يخرج من أسفل المياه يشهق بقوه ليندفع كالصاروخ يشق طريقه بحرفيه عاليه وزمن قياسي وهو يمارس رياضة السباحه
لم تشعر بنفسها وهي تجلس بهدوء شديد على حافة المسبح لتراقبه في صمت وإعجاب شديد وخاصة مع تلك القوه العاتيه التي يظهرها وهو يسبح بسرعه
كانت تجلس تلى الحافه واضعة قدميها بمياه المسبح لتصل لركبتيها بينما مقلتيها تتحركان أسفل تلك العوينات التي إرتدتها خصيصاً لتراقبه بتمعن عاقصةً خصلاتها على كعكه عشوائيه
وجدته يتوقف عن السباحه قليلا ليتحرك نحو الحافه ليستند بذراعيه عليها دون أن يخرج من المياه مغمضاً عينيه بهدوء وهو يرجع رأسه للخلف
كانت تحدق به بحالميه وهي تتمعن بتلك الخلجات الرجوليه ليُفاجأها بشده حينما إعتدل برأسه وهو يفتح جفنيه لتقع نظراته عليها
أجفلت بقوه وهي تحدق بنظراته الحاده المصوبه نحوها لترتبك بشده وهي تتشتت بمقلتيها بعيداً عنه ناظرة من طرف عينيها له
تحرك نحوها بهدوء مخيف في المياه وحدقتيه لا تغادر وجهها لتتسع عينها ذعراً وقلبها ينبض بقوه و هي على وشك الإصابه بحاله من الإغماء وخاصة بعد أن تملك الحياء بقوه منها
همت لتنهض راكضة لتبتعد عنه إلا أنها وجدته قد إختفى فجأة لتقطب بين حاجبيها بتساؤل شديد وعينيها تمسح المياه بحثاً عنه
إنتفضت بقوه وهي تشهق بخوف حينما خرج من أسفل قدميه برأسه مباشرة لتتلامس ركبتيها مع ص*ره العاري أسفل سطح لتتسارع أنفاسها بقوه وهي تحدق به بهلع
إلتصق بقدميها وهو يقترب منها دون ان يخرج من المسبح ليضع راحتيه حولها على حافته محيطاً بها وهو يتسائل بهدوء :
- إنتي معانا في الدفعه مش كده ...؟
ألجم لسانها عن الرد وهي تحدق به بغير تصديق .... أيتحدث معها الآن لا تعرف أين إختفت الأحرف والكلمات فقط إكتفت بتلك التهته المرتبكه قائلة :
- أا.. إنت ... أانا ...هاه
قطب بين حاجبيه بإستغراب ليردف متسائلا :
- مش إنتي إللي كنتي قاعده جنب كارما وصفوه ؟
أومأت برأسها بخفوت وهي تشيح بعينيها بعيداً ، حدق هو بخلجاتها البريئه ليهتف متمعناً بها :
- إسمك إيه ؟
قبضت بقوه على الأرض بجوارها لتهمس بصوت لا يكاد يسمع دون أن تجرأ على رفع عينيها نحوه :
- ر..ه..ف ....
هتف بها متسائلاً :
- إيه ؟
همست بصوت أعلى قليلاً وهي تفرك يديها ببعضها :
- ر... رهف .....
إتسعت حدقتيه وهو يهتف بفحيح من بين أسنانه :
- رهف عزمي ...؟
نظرت له بدهشه لتعدل من وضع عويناتها قليلا وهي تتسائل بتعجب وبراءه :
- إنت تعرفني !!
إبتسم بسخريه بجانب فمه مكملاً :
- أكيد هايكون عندي علم بالمنافس الأول ضدي على الدفعه بس الحقيقه مكنتش أعرفك ....
تشتت أنظارها بكل مكان حولها ثم هتفت بخفوت وهي تريد النهوض :
- عن إذنك ....
همت لتنهض إلا أنأن قاطعهم صوت نورهان القادم من الجهه الأخرى لحافة المسبح قائلة :
- عمرو .....
إلتفت عمرو لها بينما تراجعت رهف وهي تحدق بها بتلك الثياب الفاضحه المخصصه للسباحه لتعاود الجلوس بمكانها في ترقب لما سيحدث ، نظر لها عمرو ليهم بالتحرك مبتعدا بحده بالمياه لتقفز نورهان خلفه تحت أنظار رهف التي تتآكل غيرة
أوقفت نورهان عمرو بالمياه وهي تتعلق بظهره من الخلف لتعض رهف على شفتيه حزنا وهي تحدق بكلاهما ، تأفف عمرو بضيق ليبعدها عنه بحده قائلا :
- إبعدي عني يا نورهان ....
هتفت نورهان وهي تتمسك به بقوه :
- أنا أسفه يا عمرو حقك عليا أنا عارفه إني غلطت في صفوه
هتف هو بضيق شديد قائلا :
- ولما إنتي عارفه إن موضوع زي ده ممكن أخليني أسيبك وخصوصي إنك عارفه إن صفوه زي أختي إيه اللي بيخليكي تعملي كده ....؟
تصنعت البكاء وهي تبتعد عنه قليلا قائلة :
- أنا أسفه يا عمرو أرجوك سامحني .... طب قولي أعمل إيه وأنا أعمله بس ماتبعدش عني ....
نفخ بحده وهو يهتف مشيرا لنفسه :
- مش المطلوب منك تعملي عشاني إعملي عشان صفوه .... تروحي الجامعه بكره وزي ماوقفتي في نص المدرج وقولتي الكلام ده عليها تقفي وتعتذريلها قدام الدفعه ....
كزت على أسنانها غيظا وهي تهتف بإبتسامه صفراء :
- حاضر يا حبيبي من عينيا بس مش عاوزاك تسيبني وتضايق مني .....
أشاح بعينيه بعيدا بحده لتنتهزها فرصه لتتعلق بعنقه وهي تعانقه بقوه مقبلة وجنته لينظر لها بطرف عينه لتردف بدلال :
- خلاص بقى يا قلبي ..... عشان خاطري إنسى ....
نظر لها ثم إبتسم إبتسامه صغيره كانت الإشاره الخضراء لها لتعاود تقبيل وجنته بقوه هاتفة بسعاده :
- حبيبي إنت ....
قام برفعها عاليا لتسقط في المياه وسط ضحكاته المقهقه لترتفع فوق سط المياه ليمرح كلاهما بالمياه
لم ينتبه الإثنان لتلك الأعين المن**ره و المتألمه التي كانت تطالعهم بعبرات منهمره في صمت بسبب تلك الحرقه التي لا تغادر قلبها وهي تحدق بحبها يشارك محبته لأخرى .... سعادته يختص بها شخص آخر غيرها ..... قلبه ملك لأخرى
نزعت عويناتها بقوه لتمسح مقلتيها بعنف شديد بظهر يدها كالأطفال وشهقاتها لا تتوقف .... نهضت مسرعة من ذلك المكان لتبتعد عن أعين الجميع كعادتها دائما حينما تريد إخراج ما بداخلها من حزن .......
.............................................................
- من النهارده ملكيش قعاد في الفيلا عندي ملكيش جد ولا أهل ساامعه ....!!
إنتفضت بقوه على كلمة جدها وهي تبكي بمراره وشهقاتها لا تتوقف ، تحدث عاصم الواقف بجوارها أمام عبدالعزيز قائلا بهدوء :
- عبدالعزيز بيه ..... حضرتك ممكن تهدى ....
قاطعه عبدالعزيز الذي هتف بقوه شديده :
- إخرس ياله إنت أنا عارف الأشكال بتاعتك دي كويس بتلف وتدور حوالين اللي زي صفوه لحد ما توقعهم وتاخد اللي وراهم وإللي قدامهم ....
كز جسار على أسنانه غيظاً مما يتلقاه صديقه من إهانه بينما شعرت كارما بالشفقه من أحل رفيقتها ، حاول سيف الدين التدخل لتهدئة الموقف إلا أن عاصم قد هتف بقوه قائلا بنبره حاده :
- لو سمحت يا عبدالعزيز بيه إنت مش شايفني بشحت قدامك ولا من اللي بيلفوا ورا اللي معاهم فلوس عشان يسرقوهم أنا ظابط محترم وليا مكانتي وعندي فلوس تعيش حفيدتك سعيده العمر كله .....
و أنا معملتش حاجه غلط أنا إتجوزتها على سنة الله ورسوله و إذا كنت حضرتك شايف إن كل غرضي إني أسرقها مفيش حاجه تقدر تمنعني إني أطلقها وكل واحد فينا يروح لحاله ......
نظرت له صفوه بلهفه من بين عبراتها ليلتفت برأسه نحوها ليجدها تهز رأسها بالنفي بخفوت وقد إزدادت دموعها إنهماراً
تحدث عبدالعزيز بحده هاتفاً :
- طلقها .... وفوراً ..... و أنا هاد*ك فلوس لو حبيت ....
نظر كلا من كارما وجسار نحو عبدالعزيز وكلا منهما مندهش من هذه العقليه وفيما يفكر ، حدق عاصم بحزن بصفوه التي كانت تتوسله برأسها بالرفض ليتن*د بألم وهو يعاود النظر لعبدالعزيز قائلاً :
- بس أنا محدش يقدر يغصبني على حاجه أنا مش عاوزها وخصوصي أي حاجه ...... متعلقه بمراتي ....
نظرت له صفوه بإبتسامه صغيره ممتنه بينما هو كان يحدق بتحدي لعبدالعزيز الذي هتف بحده :
- صفوه عاوزه تطلقي ....؟؟
نظر عاصم نحوها بلهفه وتوسل بألا تتفوه بتلك الكلمه مطلقاً لتبادله النظرات بأخرى خائفه ومرتعبه ليبتسم لها بحنو وهو يرفع راحته لها أمام أعين الجميع
نظرت ليده لثوانٍ ثم مدت خاصتها لتتعلق به، إبتسم عاصم بسعاده وهو يشعر بأناملها الناعمه بين خاصته ....
لكم تتمنى شفتيه لو تقبل تلك الأنامل بقبله عاشقه ، تحركت صفوه ببطئ وخاصة حينما وقعت أنظارها على جدها لتختبئ خلف ظهر عاصم الذي وقف أمامها كالحائل بينها وبين جدها الذي هتف من بين أسنانه بحده قبل أن يغادر :
- حسك عينك أشوفك راجعه الفيلا عندي و لو جالي خبر كمان إنك جيتي هنا الفيلا عند سيف إنتي حره .... وإنت يا سيف هايكون آخر تعامل بيني وبينك
قال جملته الأخبره لسيف الدين بحده لتقطب كارما بين حاجبيها بغضب شديد بينما إندفع عبدالعزيز نحو الخارج ليتن*د الجميع بحده وحزن ، هتفت كارما بقلق قائلة :
- بابا أكيد صفوه مش هانسيبها كده ومستحيل حضرتك تمشيها من هنا ....
نظر سيف الدين بحنو لصفوه وهو يتحدث قائلا :
- مستحيل أسيب بنتي تمشي و إذا كان على عبدالعزيز بيه فا انا هاعرف أتفاهم معاه كويس وإن ......
قاطعه عاصم قائلا بجديه :
- لو سمحت يا سيف باشا صفوه ..... دلوقتي مراتي و أنا ... جوزها و بيتي هو المكان اللي مفروض يبقى ملكها من هنا ورايح .....
نظرت له صفوه بذهول لينظر نحوها وهو يبتسم بدفئ لتلاحظ هي أن أناملها ما زالت تتعلق بخاصته حينما ضغط عليها بنعومه أبعدت أنامله بحده في الخفاء عن خاصتها ليبتلع ريقه في صمت وهو يسبل جفنيه أرضاً
هتفت كارما قائلة بدهشه :
- هاتروحي معاه يا صفوه ؟
نظرت لها صفوه بحيره وحزن ليهتف سيف الدين قائلا بهدوء :
- ده الصح يا بنتي دلوقتي هي في عصمة راجل ولازم تفضل مع جوزها و عبدالعزيز بيه مش فاهم الموضوع كويس وكلها فتره و هو مش هايقدر يستغني عنها مهما كان صفوه الحاجه الوحيده اللي باقيه من ريحة إبنه وحفيدته .....
هتفت كارما بحزن وهي تحدق بصفوه :
- طب و أسبانيا ؟
قلب جسار عينيه لأعلى ثم إستغل الفرصه ليهتف ببروده قائلا :
- أنا من رأيي معاليكِ تشيلي الفكره دي من دماغك بقى صاحبتك و هاتفضل هنا ومن الأحسن إنك كمان تفضلي هنا سيادتك
هتفت كارما بعند قائلة بحده :
- بعينك برده مش هناولك اللي في بالك ... بابا أنا عاوزه أسافر وصفوه هاتيجي معايا ...
هتفت صفوه بهوان قائلة بإبتسامه صغيره :
- روحي إنتي يا حبيبتي أنا بجد والله مش قادره ومكنتش عاوزه أزعلك وأقولك لأ ... بس بجد غصب عني ولازم أفضل هنا اليومين دول عشان مش هاقدر أسيب جدو لوحده في الحاله دي
تهدلت اكتاف كارما إحباطاً وهي تنقل نظراتها بين صفوه ووالدها لتهتف كارما بإبتسامه حزينه قائلة وهي تعانقها :
- ماشي يا حبيبتي نخليها مره تانيه ....
تحدث عاصم قائلا بهدوء :
- صفوه .... يلا عشان نروح الفيلا بتاعتي ...
نظرت له صفوه بأعين غائره لينقبض قلبه حينما شعر بخوفها منه ليبتسم بطمأنينه قائلا :
- البيت مش بعيد عن هنا و إن شاءلله الفيلا هاتعجبك ....
هزت رأسها بتوتر وهي تهم بالتحرك خلفه لتلقي بنظره أخيره على الجميع قبل خروج الإثنين ، إلتفتت كارما لوالدها قائلة بهدوء :
- طيب يا بابا هنسافر إمتى بقى ؟
نفخ جسار بضيق شديد بينما رفع سيف الدين يده قائلا :
- إنتي هاتستني يومين هنا يا كارما وبعدين هاتحصليني أما أنا لازم أسافر دلوقتي ضروري ....
هتفت بتذمر قائلة :
- و أستنى يومين ليه ....؟ ثم إنتبهت قائلة :
- لأ صح كويس اليومين دول أطمن فيهم على صفوه وبعدين أسافر ، خلاص ماشي يا بابا .... مع السلامه يا حبيبي ....
عانقت والدها ليقبلها ثم إبتعد عنها ليسحبي حقيبته خلفه ليميل على أذن جسار هامساً :
- زي ما فهمتك يا جسار عينك ماتنزلش من عليها ..... روحي بين إيد*ك دلوقتي ....
اومأ جسار بخفوت وهو يردف بصرامه :
- ليك وعدي يا باشا .....
نظر سيف الدين بنظره أخيره لإبنته ليلوح لها بإبتسامه سعيده قبل ان يخرج منصرفاً ، إلتفت جسار نحو كارما ببرود لتتشنج تعابيرها وهي تحدق به بإشمئزاز لتتحرك نحو الباب لتخرج إلا انه كان يقف كالحائط امامها
ضربته بخفه بكتفه وهي تكمل بعصبيه :
- خمسه على جنب كده خليني أعدي
تحرك بسخريه جانباً لتبتعد عنه خروجاً من الغرفه إلا أنه هتف من خلفها قائلا :
- الساعه عشره بالليل تكوني لابسه معاليكِ
قال جملته ليتحرك نحو الباب ليجدها تلتفت تهم بسؤاله إلا أنه دفعها جانباً لتترنح قليلاً لترمقه بغيظ مبتعدا عنها
............................................................