الحلقه الخامسه
( الظل و المصل )
- بقى في حد يعمل إللي إنت عملته ده ؟
هتف بها عاصم بغير تصديق وهو يحدق برفيقه الجالس أرضا يفترش العشب أمامه وهو ينفث دخانه بقوه
ظر له جسار بطرف عينيه دون أن يتفوه بكلمه ليعاود النظر أمامه ببرود
كز عاصم على أسنانه غيظا من تصرفات صديقه البارد ليهتف بحنق قائلا :
- تصدق بالله إنت أكتر بني آدم بارد شوفته في حياتي
ضحك جسار بجانب فمه وهو ينفث دخانه ليتحدث بهدوء قائلا :
- مش ناوي تدخل معايا الشراكه برده ...؟
نفخ عاصم بضيق وهو يرجع بجسده للخلف ليستند بمرفقه على العشب قائلا :
- مانا كده كده معاك بس مش عاوز أسيب الشغل بتاعي
وضع جسار اللفافه بفمه ليأخذ شهيقا منها ثم أبعدها ليتحدث وفمه يخرج الدخان مصاحبا لأحرفه :
- هو أنا بقولك سيبه ...؟ غير مكانك وتعالى عمليات خاصه عشان تعرف تدير معايا الشركه كويس
تمعن عاصم بهدوء بحديث جسار ليهتف جسار مستحثه وخاصة بعد أن شعر بإستمالة عاصم لرأيه قليلا :
- هاه قولت إيه ...!!
تن*د عاصم وهو ينهض بهدوء من جوار رفيقه قائلا :
- ماشي هافكر في الموضوع ، يلا لازم أروح دلوقت
نهض جسار هو الآخر ليلقي بلفافة تبغه ليقوم بدهسها تحت قدميه وهو يتحدث بجمود :
- ماتمشيش خليك معايا ، هاتروح فين ماكش حد غيري بات معايا
قال جملته ليتحرك متجاوزا صديقه ليضحك عاصم بدون صوت وهو يهز رأسه يأسا من حال صديقه ، نظر في أعقاب صديقه للحظات ليتن*د بحزن ..... لم يكن جسار كذلك من قبل ، ذلك الجمود والبرود الشديد الذي يتملك منه لم يكن له وجود من قبل
أخرج زفيرا حارا ليتبع رفيقه نحو الداخل وهو يدعوا الله أن يساعده
..............................................................
كانت تتحرك بعصبيه ذهابا وإيابا بالحجره الخاصه بها وهي تتمتم مع نفسها بغل :
- البارد المستفز الجوستاڤو أبو عينين بتلمع يقولي كده
عادت بذاكرتها للخلف بعد أن وصل الجميع للفيلا ، ساعدت صفوه كارما في الترجل من السياره بهدوء
تحدثت صفوه فجأة :
- صحبح يابت نسيت أقولك الدكتور منى النهارده عملتلنا شيت مفاجئ وإمتحنا
هتفت كارما بذعر وقد إتسعت عينيها بشده :
- إييه .... بتقولي إييييه شيت إيه ودرجات إيه ؟ ينهار إسود وبعدين هاعمل إيه ...؟
تحرك جسار ليلف حول السياره وهو يطالعهم ببرود بينما تحدثت صفوه متن*دة :
- إطمني أنا لما لقيتك إتأخرتي كده قولت للدكتور إنك تعبانه و مقدرتش تيجي وتقدر تمتحنك المحاضره الجايه ....
هتفت كارما بلهفه قائلة بقلق :
- طب والمحاضره الجايه إمتى ؟
فكرت صفوه قليلا لتتحدث قائلة :
- ممم بعد بكره
هتفت كارما بفزع قائلة :
- إيييه .....!!
إلتفتت لتدلف مسرعة لتجد جسار الذي كان يقف خلفها لتكز على أسنانها غيظا وهي تقف أمامه لتهتف بعصبيه عاليا :
- كله منك ، لو مكنتش شربت سجاير جنبي مكنش ده زمانه حصل .... إنت ... إنت رخم ، رخم وبارد ....و ...و ...ومستفز
إبتسم بسخريه وهو يضع يديه بجيب بنطاله ليتحدث بسخرية لاذعه :
- ماتجيش تعلقي فشلك على شماعتي ، إنتي ساقطه ماليش فيه
إتسع فم صفوه مترين وهي تحدق بدهشه بينما شهقت كارما عاليا وهي تضع يدها على فمها غير مصدقه لما تفوه له هذا الجوستاڤو
تحدثت كارما بغير تصديق وهي تشير لنفسها مرددة :
- أا...أنا فاشله ....و ...ساقطه ....
رمقها بنظره أخيره متهكمه ليتحرك نحو السياره ليصعد بها وسط صدمة الفتاتين ليهتف بصرامه قبل أن ينطلق بسيارته مبتعدا :
- بلغي سلامي لسيف بيه
قالها لينطلق بسيارته مبتعدا مخلفا الغبار خلفه وها هي تقف الآن تغلي وتزبد بسبب ما تفوه به البارد ، رفعت أناملها لفمها لتعض على أظافرها بحنق شديد مرددةً :
- أاااه .... بقى البجم ده يقولي أنا كده ؟.... أنا عمري ماحد حطني في الموقف الزباله ده .... !!
توقفت لحظه وهي تردد بتقطيبه بين حاجبيها قائلة :
- ماهو عنده حق صحيح طب والله ماعرف الدكتوره منى دي بتاعة إيه ؟
عادت لجديتها الشديده وهي تقطب بين حاجبيها بغل لترفع هاتفها وهي تعاود الإتصال برفيقتها إلا أنها لا تجيب
نفخت بضيق وهي تبعد الهاتف عن أذنها لتلقيه على السرير وهي تردد بحنق :
- هو ده وقتك يا صفوه إنتي كمان ....؟!
.....................................................................
تحرك جفنيها وتشنجت تعابير وجهها نتيجة تلك الصفعات الخفيفه على وجنتيها ، أفاقت من فقدانها للوعي لتفتح عينيها الخضراء لتجد الرؤيه مشوشه قليلا ثم مالبثت أن إتضحت معالمها لتقع مقلتيها على إمرأة ما مشرفة عليها وهي تحدق بها هاتفة بنزق :
- قومي ياختي فزي يلا ...
إرتفعت صفوه بجسدها قليلا لتستند على مرفقيها وهي تحدق بإستغراب شديد بما حولها ، تحدثت المرأه بنزق وهي تلوي جانب فمها بإمتعاض :
- قومي ياختي قومي ، يلا عشان الست غزال هاتيجيلك دلوقت
نهضت المرأه من مكانها لتتحرك بفستانها البراق الذي كان مرصعا بالخرز اللامع وملاصقا لجسدها ليظهر مفاتنها بقوه ، عاقدة حجابا صغيرا على خصلاتها من الأمام لتترك العنان لها من الخلف وترتدي العديد من الأساور اللامعه
نهضت صفوه بفزع وهي تتلفت يمينا ويسارا لتتسائل بقلق قائلة :
- أنا فين ؟
مصمصت المرأه شفتيها وهي تتخصر بإحدى يدها قائلة بمياعه :
- يعني ياختي مش عارفه إنتي فين ...؟ إنتي في وكر الست غزال ويلا إقلعي الهدوم دي وجهزي نفسك عشان الشغل هايبتدي دلوقتي
هوى قلب صفوه بين قدميها وهي تتسائل بشفاه مرتجفه :
- إنتوا مين ؟ وجايبني هنا ليه ؟ وشغل إيه اللي بتتكلمي عنه ...!!
هتفت المرأه بحده عاليا أجفلت صفوه بقوه :
- بقولك إيه إنتي هتفضلي ترغي كتير إنجري يلا إقلعي الزفت ده وإجهزي
هزت صفوه رأسها بعنف يمينا ويسارا وقد تجمعت العبرات بعينيها لتهتف بصراخ وهي تهم بالركض نحو الباب لتخرج :
- لأ أنا عاوزه أمشي ... طلعوني من هنا ....
ضربت المرأه ص*رها بذعر مولولة بعد أن ركضت صفوه نحو الخارج :
- يلهوي ، إمسكوا البت دي ....
قبض رجل ضخم على جسد صفوه ليكبلها بقوة لتصرخ بهيستيريه عاليا وهي تتلوى بعنف بين يديه :
- سيبوني ... إبعدوا عني سيبوني أمشي ..... جدووو ....!!
كتم الرجل فمها بقوه لتهمهم عاليا وهي تبكي بشده مرتجفه ليقاطعها صوت إمرأةٍ ما وهي تتحدث بسخريه :
- جرى إيه يا عينيا مالك حاميه كده ليه ؟
توقفت صفوه عن التحرك لتبكي بشده وقد إزدادت رجفتها ، هتفت المرأه عاليا :
- بت يا سنيه ...
أتتها الفتاه مهرولة وهي تردف بطاعه :
- أُأمري يا أبلتي ...
أشارت غزال نحو صفوه التي إتسعت مقلتيها بشده وقد أخذت أنفاسها تزداد بقوه ، تحدثت غزال قائلة بصرامه :
- تاخدي السنيوره دي تقلعيها الهدوم و تخليها تلبس حاجه شفتشي من عندك كده ، عاوزه على سنجة عشره ودخليلها أول زبون
أشارت الفتاه نحو عينيها مبتسمه قائلة :
- عينيا يا أبلتي
هزت صفوه رأسها نفيا بعنف وعبراتها تنساب بشده على وجنتيها ، أخذت تتلوى بكل قوتها وهي تحاول أن تصرخ عاليا إلا أن ذلك الرجل الذي يكممها لم يسمح لها بذلك بل ما جعلها تنهار أكثر لتصرخ عاليا بكل قوتها حينما شعرت بلمسات ذلك القذر على جسدها وهو يضمها نحوه
تحرك بها نحو إحدى الغرف يتبعه تلك الفتاه ليلقيها على السرير لتندفع صفوه نحو زواية ما وهي تتكور على نفسها لتنتحب برعب وجسدها يهتز إرتجافا محدقة بهم بأعين مرتعبه ، تحدثت الفتاه وهي تشير بيدها له ليخرج :
- إطلع بره يا عبده يلا .....
تحرك الرجل ليخرج من الغرفه بعد أن رمق صفوه بنظرات جعلتها تنتفض فزعا ، أجفلت بقوه على هتاف الفتاه الحاد بها قائلة :
- فزي يابت على الحمام عشان تغيري الزفت ده ،..... إنجري
..........................................................................
طرق على الباب أجفلها لتنهض بنعاس شديد على صوت والدها الذي دخل مهرولا نحو غرفتها :
- كارما ...كارما فوقي ...
أجفلت لتعتدل بترنح على السرير وهي تنظر له بهيئتها المشعثه لتتسائل بقلق شدي قائلة :
- مالك يا بابا في إيه ؟
كان كلاهما يركض مسرعا بذلك الرواق نحو تلك الغرفه التي يتواجد بها عبدالعزيز ، دلف كلا منهما لها مسرعين بينما توقف الحرس الخاص بهم بالخارج
توجه سيف الدين نحو عبدالعزيز ليتسائل بقلق :
- إنت كويس يا عبدالعزيز بيه ؟
نظر له بضعف ليتحدث متوسلا :
- صفوه مش لاقيها يا سيف ، ضاعت مني
قاطعته كارما متلهفة وهي تبكي :
- هنلاقيها إن شاءلله يا جدو متخافش
طمأنه سيف الدين قائلا :
- ماتقلقش يا عبدالعزيز بيه إن شاءلله هاترجعلك علطول وأنا مش هقصر ومش هنسى وقفتك جنبي انا كمان ، إرتاح إنت عشان صحتك ... كارما خليكِ جنبه أنا هاروح مشوار وراجع علطول مش هتأخر
قالها ليخرج من الغرفه بعجاله بينما نظرت كارما في إثره لثواني ثم عادت بنظرها نحو عبدالعزيز الذي أغلق جفنيه مستسلما لذلك الإرهاق الذي تملك منه
..............................................................................
صعد رنين هاتفه النقال الموضوع على تلك الطاوله الصغيره بجوار السرير ، تململ في رقدته قليلا ليلتقطه وهو ينفخ بضيق ، إعتدل قليلا وهو يفتح مقلتيه الناعستين بصعوبه ليحدق بضوء الهاتف
أجاب بصوته الخافت قائلا :
- أيوه يا علاء .... دلوقتي حالا ...؟ طب ماتروح إنت يا علاء .... طب ...أوووف ... خلاص خلاص جاي إقفل منك لله طيرت النوم من عيني ....سلام
أنهى مكالمته لينهض من على السرير وهو يزمجر بحنق ليتوجه نحو الخزانه ليلتقط ستره رماديه وبنطال جينز أ**د ليتوجه بهما نحو الحمام
كان يتمدد على السرير محدقا بالفراغ أمامه وهو يدخن بشراهه ، مرتديا بنطال قطني زيتي فقط تاركا جزعه العلوي عاريا بسخاء فقط تلك القلاده الجلديه السوداء ما يحيط بعنقه ، لفت إنتباهه صوت ضجيج بالخارج فإلتفت بسرعة البرق نحو الباب ليقطب بين حاجبيه بحده
تحرك بخفه لينهض من على السرير بعد أن إلتقط مسدسه من أسفل الوساده الخاصه به ، تحرك بخطواته الصامته نحو الباب ليقوم بفتحه ببطئ وهو ينظر للخارج
تحرك ليخرج بهدوء وهو شاهرا سلاحه ليسير بخفه مسرعا خلف الصوت لتقع عينيه على رفيقه الذي كان يتجرع بعض المياه ليتن*د بعمق وهو يتحدث بحده مخفضا مسدسه :
- بتعمل إيه عندك ...؟
وضع عاصم زجاجة المياه ليتحدث متحركا نحو الخارج بسرعه :
- ورايا مأموريه دلوقتي ولازم أمشي ، سلام
قال كلمته الأخيره وهو يتحرك بعجاله نحو الخارج لينظر جسار في إثره بهدوء ليضع المسدس بظهره وهو يتحرك بعدها نحو غرفة الإستقبال
مرت ساعه منذ أن خرج والدها ولم يهاتفها سوى مرات قليله وها هي تقبع الآن بالمشفى وهاتفها لا يتوقف عن الإتصال بصفوه ليعطيها الإجابه التي حفظتها عن ظهر قلب ...." الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح ....." .....
مقلتيها الحمراء المنتفخه من كثرة البكاء وشفتيها اللتين تماثلانها لم تتوقفا عن الدعاء لرفيقتها
جسار ... فقط أربعة أحرف جعلت خافقها يقرع وهي تفكر بأنه الوحيد الذي من الممكن أن يتوصل لصفوه ، لا تدري كيف أتت تلك الخاطره ببالها ولكن قلبها يخبرها بأن ملاذها لن تجده عند شخص سواه ....
إرتدت حقيبة ظهرها العمليه لتتحرك مسرعة بخفوت نحو خارج الحجره ، أغلقت الباب خلفها ثم تلفتت يمينا ويسار ا لتجد شخصين حارسين ، توجهت نحوهما لتردف بصرامه قائلة :
- خلبكم هنا مع عبدالعزيز بيه أنا رايحه الكافيه وجايه ماتتحركوش من عنده ، تمام ...!!
أومأ الرجلان برأسهما لتتحرك هي مسرعة بالرواق وهي تلتقط أنفاسها ماسحة عبراتها بباطن يدها مزيحة خصلات غرتها المموجه القصيره للخلف
ركضت لخارج المشفى لتحاول إيقاف أي سيارة نقل تقلها إلى حيث تقبع فيلا جسار ، كانت ترتدي كنزه قطنيه من اللون البني بأكمام طويله وبنطال جينز أزرق وحذاء رياضي أبيض وفوق خصلاتها المموجه توجد قبعه صوفيه سوداء تخىج من أسفلها غرتها الناعمه
أوقفت سيارة ما لتصعد نحوها آمرة السائق بالتوجه نحو العنوان المحدد .....
بعد عدة دقائق وصلت إلى بوابة الفيلا الضخمه لتترجل من السياره متجهة نحو بوابة الفيلا بعد أن جابت بنظرها المكان المحيط من حولها
من حسن الحظ أن عاصم من عجالته لم ينتبه إلى البوابه التي تركها مفتوحة خلفه ، قامت بفتحها بهدوء لتدلف بالفيلا وعينيها تتجولان بكل مكان
وصلت لباب الفيلا لتقف أمامه ، أخذت شهيقا عاليا ثم قامت بطرقه بخفوت شديد ، حتما لم يسمع صوت ضرباتها الناعمه لذلك زادت من قوة الطرق قليلا
مره وإثنتان ليفتح الباب لتجد ذلك التنين مشرفا عليها بكتلاته المعضله وفوهة سلاحه أمام قدحي القهوه تماما
........................................................................
كانت كالجثه الهامده تقف أمام المرآه وخلفها تلك الفتاه تقوم بتجهيزها وهي تعبئ وجهها بمستحضرات التجميل بينما أعين صفوه ميته ، النهايه قادمه لا محاله ..... حانت منها إلتفاته نحو السراحه لتجد تلك المرآه الصغيره ...
تساقطت عبراتها في جمود تام وهي تتن*د بعمق .... ها قد وجدت الوسيله للهروب ، ليس الهروب من ذلك المكان .... بل الهروب من العالم بالموت .... تغضنت معالمها بكاءا وهي تدرك بأنها ستكون كافره ولكن .... لا تستطيع .... لن تقدر على تحمل ذلك الموت أهون مما سيحدث في غضون دقائق
أنهت الفتاه تجهيزها لتتحدث بإبتسامه مستفزه وهي تشير لصفوه بالمرآه أمامها :
- تسلم إيدك يابت يا فاتن إتف*جي كده ياللي تنخفي وشوفي نفسك حلوه إزاي
نظرت صفوه بتعابير خاليه من الحياه لهيئتها العاهره إبتداءا من قميص النوم العاري الذي ينسدل على جسدها بشكل مقزز وجسدها الغض الذي يظهر بكرم فائق
بالإضافه إلى مستحضرات التجميل التي جعلتها تظهر كعروس مبهرجه ، تحدثت الفتاه بهتاف غاضب حينما وجدت عبراتها التي لا تتوقف عن الإنهمار تسيل ليفسد الكحل الأ**د وهو ينسدل على وجنتيها :
- إهمدي بقى جتك القرف بوظت الشغل وتعبي راح على الفاضي ، خليكِ بالقرف بتاعك ده جتك نيله عيله مقرفه
قالت جملتها الأخيره وهي تدفع بصفوه بكتفها بقوه لتوقعها أرضا ثم تحركت نحو الخارج لتدعو الرجل للدخول بينما تحركت صفوه مسرعة لتتكور على الأرض بأحد الأركان مختبئه بعد أن إلتقطت بيديها قطعة المرآه الحاده لتخفيها بقبضتيها وهي تضمها لص*رها
....................................................................
- كارما ...!!
خرجت تلك الكلمه من بين شفتيه بتعجب وهو يخفض مسدسه بينما هي كانت تحدق بفوهة المسدس برعب ونظراتها تتنقل بينه وبين فضيتيه
تحولت معالمه المتعجبه إلى معالم حاده ليقبض على ذراعها وهو يجذبها للداخل بعنف مغلقا الباب بقوه أجفلتها ، إلتفتت وهي تمسد على ذراعها بألم مخفضة رأسها بالنظر نحوها
رفعت مقلتيها لتجفل وهي تجده مشرفا عليها بطوله الفارع و عضلاته الضخمه وتلك الفضيتين اللامعتين
تلك القشعريره التي باتت تتملكها كلما حدقت بهاتين المقلتين صاحبها صعوبه في التنفس قليلا وخاصة حينما إنتبه قدحي القهوه إلى هيئته العاريه لتبتلع ريقها بصعوبه وهي تتشتت بأنظارها بعيدا عنه
عفويا منها لم تشعر بأقدامها التي تراجعت ببطئ بالتزامن مع خطواته التي تقدمت نحوها
تحدث هو بأعين حاده لامعه من بين أسنانه :
- إنتي إزاي تيجي لوحدك في الوقت ده ...... إنتي إتجننتي !!
قال كلمته الأخيره بصياح شديد لتنافض بقوه وهي تحدق به بأعين مرتعبه بعد أن توقفت خطواتها عن الرجوع للخلف حينما كانت النهايه هي ذلك الحائط خلفها
تلألأت العبرات بعينيها وهي تحاول أن تخرج أحرفها بشفاه مرتجفه ، لتخرج متقطعه بماسات لامعه تجمعت عند طرفي قدحي القهوه :
- أا... أنا ...خا...خايفه ...
لا تدري لما تلك الكلمه التي تفوهت بها بهذا الوقت ، بالتأكيد ليست المطلوبه الآن إلا أن من هتف بها هو القلب ليس إلا ....
ثوانٍ وهو على حاله الغاضبه بشده من مخاطرتها بالخروج في هذا الوقت لتتحول تلك الحده وذلك الغضب لوهله صغيره لنظره حانيه ثم مالبثت أن عادت نظراته للحده وهو يهتف بعصبيه :
- وبعدين إنتي إتجننتي عشان تيجي هنا الفيلا وإنتي عارفه إني ساكن لوحدي ....؟؟
لم تتمكن هذه المره من السيطره على شفاهها المرتجفه بشده لتشرع في البكاء وهي تحدق به بألم ليغمض عينيه بقوه وهو يعض على شفتيه غيظا بقوه أدمتها وهو يحاول أن يسيطر على تلك الحمم البركانيه التي تتصاعد بداخله كلما حدق بدعوة التقبيل وقدحي القهوه المغريان بفتنه
رفع رأسه عاليا وهو ينفخ بضيق هامسا من بين أسنانه :
- الصبر من عندك يارب .....!!
عاد بنظره للأسفل ليجدها لم تتوقف بعد ليهتف بقوه إنتفضت لها :
- إسكتي بقى !!....
رفعت قدحي القهوه نحو فضيتيه وهي تنظر له من خلف غشاء العبرات اللامع لتهمس بشفاهها المرتجفه بأعين متوسله :
- جسااار ....
مااات .... جسار قد مات بالسكته القلبيه .... أااه من دعوة التقبيل تلك حينما خرجت أحفه همسات منهما ......
كفاكِ يا مستفزه ، أتدرك تلك الفتاه لما تثيره بي نحوها ...؟؟ ، بالتأكيد إن لم تتوانى عن هتافها بإسمي بهذه الحميميه لن أتمكن من القدره على التحمل
أظلمت فضيتيه وهما تتنقلان على خلجاتها لتتحرك عفويا نحو معشوقتيه وهي تعاود الهتاف هامسة :
- جسااار ... أا....
قاطعها وهو يضع أنامله الخشنه على شفتيها المنتفختين بكاءا واليد الأخرى إصبعه على فمه :
- هشششش ..... إسكتي كارما .... متعمليش حاجه إنتي مش في حمل العواقب بتاعتها
قطبت ببن حاجبيها بغير فهم وهي تنقل نظراتها بين فضيتيه ، همست بصوت مبحوح دون أن يتحرك إصبعه من على شفتيها :
- جسار ...
قاطعها بصرامه وهو يبعد أنامله من على شفتيها ليستند بها للحائط بجوار رأسها ، مال على أذنيها لتلفح أنفاسه الحارقه عنقها وهو يهمس بخشونه :
- قولتلك مش حمل عواقب اللي بتعمليه يا كارما .....
إنتبهت إلى فضيتيه القاتمه بشده لتتعلق مقلتيها بها ، إبتلعت ريقها بصعوبه لتتعلق فضيتيه بدعوة التقبيل ، همست بتلعثم بأنفاس متقطعه :
- بس ... أا...أنا عاوزاك...عاوزاك تساعدني ....
تن*د بحرقه شديده وهو يهمس بفضيتين متعلقتين بدعوة التقبيل :
- و أنا مين يساعدني ....؟؟
قطبت بين حاجبيها بغير فهم ثم إنقطعت أنفاسها من ص*رها حينما إلتصق ص*ره الصلب مع خاصتها ، فوران الدماء الذي كان بكلاهما مع تلك الحراره المرتفعه التي يبعثها الجسد وذلك التوتر الذي تملك منهما
أصوات القلوب تقرع عاليا تكاد تصم الآذان ، كاد قلبها ليتوقف حينما لاحظت إقتراب وجهه منها ببطئ شديد وفضيتيه القاتمه لا تغادر موقعهما ، أغلقت عينيها وهي تهمس بصوت لا يكاد يسمع :
- جسار .... لو سمحت ..... إبعد ....
شعرت بأرنبة أنفه تلامس خاصتها دون أن يتمادى بذلك ، فتحت مقلتيها ببطئ لتجد وجهه قد إحتله الجمود الشديد وهو يحدق بها بصمت بعد أن إعتدل بجسده ليقف كالجبل أمامها واضعا يديه بجيب بنطاله
تحدث ببرود قاتل يخالف تلك الزوبعه التي كانت تتملكه منذ لحظات :
- جيتي ليه يا كارما ؟
أخرجت زفيرا مرتاحا حينما إبتعد ، رفعت أناملها المرتجفه لتمسح وجنتيها الحمراء بشده لتتحدث بتلعثم وأعينها تتشتت في جميع الأنحاء :
- عاوزاك تساعدني ....
تسائل بجمود دون أن يتحرك من مكانه :
- ليه ...؟
تلألأت العبرات بعينيها وإرتجفت شفتيها بقوه ، رفعت قدحي القهوه الباكيين نحوه بشفاهها المرتعشه لتتحرك نحوه بخطى معدوده لتقف أمامه مباشرة
اللعنه .... اللعنه .... إبتعدت عنها هروبا مما يمكن أن أقوم بإرتكابه وتلك الحمقاء تأتي إليّ بقدميها مره أخرى ...
ألو قمت بت**ير رأسها المصفح هذا سيكون عليّ من حرج ...؟!
همست بنبره باكيه قائلة :
- جسار ... صفوه مش لاقينها ... إنخطفت وأنا ... أنا خايفه عليها .... عشان خاطري .... عشان خاطري جسار ... رجعلي صفوه ...
قالت كلماتها الأخيره بتوسل أطاح بلبه وهو يحدق بها بشفاهٍ مفترقه قليلا
...." عشان خاطري " .... و " جسار " ...... في جمله واحده جعلته كالتمثال المجمد أرضا خارجيا وداخلياً ..... كل ما يمكن أن يُقال في وصفه الآتي ....
حمم بركانيه ثائره .... إرتفاع قاتل بدرجة الحراره قد يعرضه للحُمى .... مضخة دماء جباره على وشك الإنفجار بص*ره .... جسد يتآكل كل عضوٍ به متمنيا و لو لمسه مداعبه حانيه لوجنتيها ... أناملها ....خصرها و ...و دعوة التقبيل خاصته
ولكن لن تتلمس الأنامل دعوتها ، هل هو غ*ي ليُضيع تلك الفرصه التي قد لا تأتي بالعمر مره أخرى ......
قطبت بين حاجبيها بإستغراب وهي تشاهد شروده دون أن يجيبها لتهتف مره أخرى به بصوتها المبحوح مصاحبا لعبراتها الماسيه :
- جسار ... رد عليا هتساعدني .....؟
كان يحدق بها ببلاهه وهو يحاول إبتلاع ريقه بصعوبه تحت كل ما تثيره تلك المشاغبه بداخله ، أفاق من شروده على صوت همسها مستحثا له ليقطب بين حاجبيه وهو ينفخ بضيق قائلا :
- طيب ....
ليته لم يتفوه بتلك الكلمه ، لم يكن على درايه بأن ثلاثة أحرف سوف تمكنه من رؤية أجمل إبتسامه بالعالم أجمع .....
حدقتين لا معتين بسعاده ضاقتا قليلا نتيجه لإرتفاع خدين ورديين ناعمين حينما أعلنت عن إنفراج شفتيها في إبتسامه واسعه لتفصح عن صفين من اللؤلؤ المتراص يتخلل العلوي منهما تلك الثغره الرفيعه الطويله
لم يشعر بمقلتيه اللتين حدقتا بإعجاب وحنو لها وقد تحرك جانب شفتيه قليلا محاولا إخفاء تلك الإبتسامه من رؤيتها هكذا وخاصة حينما شكرته بإمتنان قائلة :
- شكرا شكرا شكرا شكرا .....
أومأ برأسه بخفوت شديد وهو يبتسم بجانب فمه قائلا :
- العفو ... ثم أكمل بصرامه قاطعه بحاجبين مقطبين :
- بس يكون في علمك خروجك دلوقتي مش هعديهولك ، وبعدين إزاي سيف بيه خلاكِ تيجي لوحدك وخصوصي بعد اللي حصل مع صفوه ...؟
كانت تحدق به ببلاهه وخاصة حينما وجدته يبتسم ، قطب بين حاجبيه بإستغراب حينما لم ترد :
- كارما سمعتي قولت إيه ...؟
تحدثت بإبتسامه واسعه منبهره قائلة :
- مش معقول ... الجوستاڤو طلع بيعرف يضحك ...؟
هتف بغباء قائلا :
- مين ؟؟
ضحكت كارما بخفوت وهي تشير يدها بالنفي قائلة :
- ماتاخدش في بالك ، المهم دلوقتي هاتعمل إيه ؟
تن*د بعمق وهو يتحرك مبتعدا هاتفا بقوه آمرا :
- إترزعي عهنا على مالبس ونازلك
إبتسمت وهي تهتف في إثره :
- ماشي مش هاتحرك
........................................................................
فُتح الباب فجأة ليدلف ذلك الرجل بلهفه ، إنتفضت بجلستها وتكورت على جسدها بقوه وقد إشتدت أناملها دون أن تدري على قطعة الزجاج لتشق بشرتها الناعمه لتنزف قطرات دماء إنسابت على راحتها
وقعت عيني الرجل عليها لتنهض فورا وهي تحاول أن تأخذ أنفاسها بصعوبه شديده ، تحرك نحوها ببطئ كالفريسه لتنكمش على جسدها وقد تساقطت العبرات من عينيها بقوه مع إرتجافة شفتيها الشديده
تحدث الرجل بشكل مقزز قائلا :
- إيه الجمال ده ؟ ده غزال طلعت بتفهم أهو .... بقولك إيه بقى يا حلوه عاوزك تبسطيني الليله بقى عاوز أنسى ....
وضعت صفوه يدها على فمها تمنع حالها من التقيؤ من بشاعة الحديث الذي يتفوه به ذلك الحقير ، حاولت التحدث بتوسل وهي تضرب براحتها على ص*رها قائلة بأنفاس متقطعه وهي تتراجع فأكثر في خطواتها :
- أا...أبوس ... إي...إيدك .... أبوس إيدك ... سيبني .... سيبني أمشي .....
ضحك الرجل بسخريه وهو يقترب منها أكثر يكاد يلاصقها وخاصة حينما توقفت صفوه عن الرجوع بعد أن إصطدم ظهرها من الخلف بالحائط لتنظر له بهلع شديد وقد تسارعت عبراتها على وجنتيها بغزاره
تحدث الرجل بتهكم وهو يمد أنامله نحو خصلاتها ليبعدها للخلف قائلا :
- تمشي مين يا حلوه ؟.... وبعدين ماتخافيش هاتبوسي براحتك و أنا كمان ماهو مفيش حاجه ببلاش .....
أطلقت صفوه صرخه عاليه وهي تنتفض ذعرا ليقاطع صراخها صوت إطلاق النيران بالخارج ، إنتفض الرجل حينما وصل لمسامعه ذلك الصوت ليهتف بفزع حينما توجه نحو الباب ليرى ما يحدث :
- ينهار إسود كابسه يابنت ال**** واحده فقر صحيح
قال جملته وهو يركض نحو النافذه ليقفز منها للخارج هاربا بينما هي كانت تقف منكمشه على جسدها الذي يرتجف بقوه دون أن تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله .....
بالخارج إقتحم عددا من رجال الشرطه تلك الشقه بقيادة عاصم ، إنتفض الجميع فزعا وهم يرون رجال الشرطه أمامهم ، إبتسم عاصم بسخريه وهو يفرد ذراعيه الإثنان أمامه مشيرا لهم :
- الله ده الحبايب كلهم هنا ، متجمعين عند النبي إن شاءلله ..... هاتووهم ...
قال كلمته الأخيره بصياح غاضب لينتفض الجميع كلا يركض يحاول الهرب إلا أن رجال الشرطه قد تفرقوا ركضا خلفهم
حاول أحدهم أن يتطاول بالسكين كبير إلا أن عاصم قد أطلق النيران عليه ليقع صريعا ، على عويل النساء وصرخاتهم ليصيح عاصم بزمجره عاليه :
- لمي لسانك منك ليها .... هاتوهم كلهم ، ودورا في كل الأوض اللي هنا ..... إرموهم كلهم في البو** يلااا.....
تحرك عددا من رجال الشرطه نحو عدد من الغرف لتفتيشها وكذلك عاصم ، إقتحم غرفة ما لتقع عينيه على جسد فتاه وهي تتحرك نحو النافذه لتهم بالقفز إلا أن زمجرته الحاده أوقفتها قائلا :
- عندك يا روح أمك .....
تجمدت صفوه مكانها أرضا وقد إتسعت حدقتيها بذعر ليتسارع تنفس ص*رها بقوه ، أجفلت بشده على هتافه الغاضب وهو يتوجه نحوها :
- لفي يابت ..... وقعت أمك سوده فاكره نفسك هاتفلتي من.....
ألجم لسانه لتختفي الكلمات من شفتيه وهو يحدق بها ، إتسعت عينيه شيئا فشيئا وهو يهمس بغير تصديق :
- إنتِ ....!!
حدق بها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ، خصلاتها المشعثه بتلك المساحيق التي تلطخ بها وجهها وقد تداخلت بقوه مع السواد الذي كان سببه الكحل بمقلتيها
تحركت مقلتيه المصدومتين نحو تلك الثياب التي ترتديها .... أحقا يطلق عليه ثوب !! ، تشنجت تعابير وجهه إشمئزازا وهو يطالعها بإستحقار شديد .... حينما صادفها للمره الأولى لم يكن يبدو عليها ذلك الإنحلال ، كانت تبدو من عائله مرموقه وذلك كان واضحا من السياره التي صعدت بها والأناقه التي كانت بها
ضحك بسخريه وهو يردد بداخله ، أحياناً ما يكون أولاد الأكابر ذو ذوق منحدر ، نظر لها بإستحقار ثم مالبث أن هتف بقوه عاليا وهو يصيح بوجهها :
- يا عسكررري ......
إنتفضت فزعه وهي تحيط جسدا بيديها ليأتي ذلك الصوت من خلفها قائلا بصرامه :
- تمام يا فندم ....
أشار عاصم بيده نحوها ليتحدث بعصبيه مفرطه قائلا :
- لفلي الهانم دي في ملايه و هاتهالي معاهم
قالها ليتحرك مارا من جوارها ليتقدم الرجل نحوها قابضا على ذراعها لتنتفض صفوه باكية بشده ليلقي الرجل بملاءه نحوها وهو يهتف بحه :
- يلا ياختي لفي نفسك وإنكشحي قدامي نسوان وسخه صحيح
............................................................