الحلقه السابعة
( الظل و المصل )
أغلقت الباب لتلتفت لشقيقتها لتضمها لص*رها بحنان وهي تتوجه بها نحو الأريكه لتقف أمامها ، أحاطت كارما بوجنتيها لتبتسم بحنو قائلة :
- إنسي كل اللي حصل معاكِ يا صفصف ، مش عاوزاك تفتكري حاجه يا حبيبتي نهائي ...
إرتجفت شفتي صفوه وهي تتحدث بنبره على وشك البكاء :
- مش هقدر يا كارما .... مش هقدر
هتفت كارما بإصرار قائلة :
- لازم تحاولي إعتبري اللي حصل ده نقطه سوده في حياتك وتحاولي تمسحيها لازم يكون جواكِ إراده وإطمني مستحيل أسيبك هنا هاتخرجي معايا دلوقتي ونروح
هتفت صفوه بلهفه فور إنتباهها للأمر :
- جدو ... جدو يا كارما .... حصله حاجه ؟
تن*دت كارما بعمق ثم تحدثت بهدوء قائلة :
- ماتخافيش هو كويس الحمدلله ، تعب شويه بس عشان إختفائك ونقلناه المستشفى ودلوقتي كويس الحمدلله .....
وضعت صفوه أناملها على فمها وهي تبكي بشده لتهتف كارما وهي تقبض على راحتيها :
- خلاص يا صفوه عياطك مش هايفيد بحاجه لازم تكونِ قويه
نظرت لها صفوه وهي تجفف عبراتها بظهر يدها لتومأ برأسها بعزيمه لتبتسم لها كارما بإبتسامه مشجعه لتبادلها صفوه إياها
تحدثت كارما وهي تقوم بحل سترتها وسط تساؤلات صفوه قائلة :
- إقلعي الزفت اللي إنتي لابساه ده خدي إلبسي الجاكت بتاعي
نزعت سترتها ليظهر ذلك التوب الأحمر ذو الحماله الواحده وبالكااد يصل لمنتصف خصرها ليكشف عن جزء من بطنها بطريقه مثيره
هتفت صفوه بإعتراض قليلا :
- لأ يا كارما خليكِ بالجاكت ....
قاطعتها كارما وهي تبعد عنها قميص عاصم لتضع سترتها عليها قائلة :
- هششش... إلبسي وإسكتي ...
أغلقت لها سحابة الستره لتلتقط قميص عاصم لتضعه على خصر صفوه وهي تقوم بعقد ذراعيه من الجهه الأماميه ليغطي أقدامها التي تظهر بسخاء
أتبعت ذلك بنزع ربطة خصلاتها البنيه لتنساب خصلاتها المموجه "كيرلي " بهيئه غجريه تصل لمنتصف ظهرها لتقف خلف شقيقتها تجمع خصلاتها السمراء بعقده أسفل رأسها في حنان لتقف أمامها مره أخرى مبتسمه وهي تبعد بعض الخصلات الناعمه عن مقلتي صفوه
لتبتسم صفوه بوهن لتلمع عبراتها إلا أن كارما أوقفتها قائلة :
- ممم ؟ هانعيط تاني ....!!
هزت صفوه رأسها نفيا لتقع أعين كارما على أرجل شقيقتها الناعمه التي تملؤها الجروح ، إنحنت لتنزع حذاؤها الرياضي لتلبسه لها وسط إعتراض صفوه الشديد إلا أن كارما لم تسمح لها بذلك
بعد أن إنتهت إعتدلت كارما وهي تهتف برضا محدقة بصفوه كلياً :
- بس كده تمام ..
هتفت صفوه قائلة :
- ليه يا بنتي عملتي كده ...؟
وضعت كارما إصبعها على فمها لتسكتها قائلة :
- هششش..! خليكِ هنا أما أطلع أنادي للبهوات اللي بره أخليهم يجيوا يخلصوا القرف ده
قالت جملتها لتومأ لها صفوه برأسها لتتحرك نحو الباب بأقدامها العاريه لتقوم بفتحه
وقفت أمام الباب لتحدق بمن حولها لتجد عاصم جالسا على أحد المقاعد منحنيا للأمام مستنداً بمرفقيه على ركبتيه وهو يحدق أمامه بشرود
تغضنت تعابيرها غضبا لتتحرك نحوه لتقف بجواره هاتفة بحده :
- البيه التاني اللي معاك فين ؟
إنتبه عاصم لها ليرفع أنظاره نحوها ليقطب بين حاجبيه من هيئتها إلا أنه أجاب قائلا :
- جسار ...جسار في مكتبي ...
نظرت له كارما لتهتف بحده وهي تهم بالتحرك مبتعده :
- هاروح أناديله والأحسن إني ماشوفكش عند أختي جوه عشان مش هايحصل كويس
قالت جملتها لترمقه بإشمئزاز وهي تتحرك مبتعدة عنه بينما نظر هو نحو تلك الغرفه التي تقبع بها صفوه ليتن*د بحزن وهو يضع رأسه بين يديه
تحركت لتبحث عن المكتب وسط الأنظار الثاقبه التي تحدق بها بتمعن وهي تسير بتلك الهيئه الفاتنه متسائلة لمن يمر بجوارها :
- لو سمحت جسار باشا فين ؟
أكملت البحث وسط هذه النظرات حتى توقفت بمنتصف الرواق وهي تجده قادما بنهاية الرواق يتبعه شخصٌ ما حاملا بيده ملفاً كبيراً
كان يتحرك بخطوات حاده يتبعه مساعده ليتجمد أرضا حينما وقعت فضيتيه على تلك الشعله المتوهجه أمامه
تحركت فضيتيه إبتداءا من خصلاتها التي تستفزه بشده ليكون هو الوحيد الذي له الحق ليخلل أنامله بها .... أنفاسه اللاهثه التي صاحبت أفكاره ال**بثه و مخيلته تتنعم بتلك الهيئه حينما تفترش خصلاتها وسادته لتتحرك بنعومه على وجهه وهي بين ذراعيه
هبطت فضيتيه القاتمه نحو قدحي القهوه الواسعين والمحدقين به بشراسه لتضيق فضيتيه عبثا حينما هبطت لدعوة التقبيل المزمومه بغضب مما أدى إلى إختفاء شامتها
تلك النيران المشتعله بجسده تطالبه بقوه للذهاب نحو تلك الشعله لتعيد شفتيه دعوة التقبيل لطبيعتهما باحثة عن تلك الشامه التي إختفت أسفل تلك الأسنان البيضاء
فضيتين إزدادتا قتامه وهي تحدق بذلك الثوب القصير الذي أفصح عن جسد غض بسخاء إبتداءاً من نحر طويل مصاحبا لكتفين بذراعين ناعمين ل .... لتلك المقومات المغريه يليها ذلك الخصر الفتاك....
تابع حركة خصرها المائله صعودا وهبوطا بفتنه بخطواتها التي تهادت بها وهي تتحرك نحوه بأقدامها الحافيه وتلك الخصلات التي إهتزت مع كل خطوه ناعمه
أخرجه مساعده من تخيلاته حينما هتف بأعين معلقه بكارما :
- أوبااا ....مين الفرسه دي يا باشا .... شكلها جايه علينا !!
إنتبه جسار لتلك الأعين التي تحدق بصغيرته برغبه شديده ليلتفت ببطئ لمساعده وقد لمعت فضيتيه ببريق مخيف
عاد بنظره نحوها ليجدها قد إقتربت نحوه لتقف أمامه عاقدة يديها أمام ص*رها لتتحدث بذقن مرفوع قائلة :
- يلا عشان عاوزه أمشي أنا وأختي من هنا ....
هتف بفحيح مرعب لمساعده قائلا وهو يحدق بقدحي القهوه :
- خد الملف وإسبقني يا سمير على المكتب بتاع عاصم .... يلااا
توتر مساعده كثيرا ليتحرك بإرتباك عائدا للخلف نحو المكتب
إضطربت كارما كثيرا من تلك الهيئه المخيفه التي تراه بها أول مره ، دائما ما كان لمعان يخيفها لدلالته على غضبه ولكن هذه المره كان مرعبا ..... ببساطه لمعان فضيتيه هذه المره مختلفا وكأنه على وشك الفتك بشئ ما ... أو .. الأصح فتكها هي ....
إنتبهت إلى فضيتيه اللتين أخذتا تحدقان حولها بشراسه لتنتبه لتلك الأعين التي تتفحصها بنظرات ثاقبه من كل من يمر بهما
أجفلت بقوه حينما وجدت تلك الأنامل القويه تنغرز بقوه في ذراعها تكاد بتفتك به ، تشنجت تعابيرها بألم شديد لتتأوه بخفوت وهي ترفع مقلتيها نحوه ليُعقد لسانها حينما وجدت تلك الفضيتين المرعبتين تحدقان بها
تحرك بها بخطوات واسعه نحو المكتب عائدا بها بينما هي تعثرت أكثر من مره خلفه ، دلف بقوه للمكتب وهو يزمجر بقوه :
- سمير إطلع بره
تحرك الرجل في طاعه ليخرج مسرعا من الحجره ليدفع بكارما بقوه لتسقط على الأريكه خلفها وهي تتأوه بينما هو أغلق الباب بركله من قدمه إنتفضت لها ليعود نحوها كالعاصفه
أمسك بذراعيها ليجذبها نحوه لتنهض إلا أنه من شدة غضبه لم يشعر بقبضتيه اللتين قامتا برفعها عن الأرض لمسافه صغيره بينما هي كانت تحدق به بهلع و ألم شديد ، نظرت للأسفل لتجد جسدها مرفوعا عن الأرض لتعلو أنفاسها بقوه وهي تعاود التحديق بفضيتيه
تحدث من بين أسنانه بحده قائلا :
- إزاي .... تمشي .... بالمسخره دي هنا في القسم ... فاكرك نفسك فين ؟ عارفه أنا نفسي في إيه دلوقتي ؟ .....عاوز أمسك دماغك وأ**رها عشان تبطلي عند .....
تلوت بعنف بين يديه وأرجلها تتحرك بالهواء لتهتف من بين أسنانها بعصبيه :
- نزلني ... إنت فاكر نفسك مين عشان تعمل فيا كده ...؟ إنت إتجننت فوق يا بابا .... إنت شغال عندي يعني تبعد عني حالا بدل ما أندمك على اللي بتعمله ده ....
إزدادت تعابيره غضبا وهو يلصقها بص*ره مائلا برأسه نحوها ليهتف بفحيح حاد :
- بس أنا لسه معملتش حاجه ....
قال جملته وأنفاسه الحارقه تلفح وجنتيها لتقطب بين حاجبيها بغضب قائلة بتحذير :
- جسااار.....
إبتسم بجانب فمه عبثا و مقلتيه تحدق بشامتها قائلا بهمس أرجفها بقوه:
- غلطتي لما قولتيها دلوقتي يا كرمله
أتبع جملته بتلك القبله التي إنقضت على شامتها تقبلها بجنون هي ودعوة التقبيل لتنتفض كارما بقوه و تتسع عينيها جحوظا وهي تشعر بقلبها على وشك التوقف من هول الصدمه ....
ذراعاه اللتان كبلتا جسدها الصغير بقوه جعلتها على وشك الإختناق وهو لا يتوقف عن تقبيلها بينما هي غير قادره على إلتقاط أنفاسها
تلوت بين ذراعيه بعنف شديد وهي تدفعه براحتيها بص*ره ليبتعد عنها وهو يلهث بحده لتسقط على الأريكه خلفها وخاصة بعد أن أصبحت قدميها كالهلام
أخذت تلهث عاليا وهي تحدق به بهلع بينما شفتيها تحملان آثار ما حدث منذ ثوانٍ
يا إلهي ... لقد كانت شهيه للغايه ، ناعمه و لذيذه كالفراوله ، خصلاتها التي تخللت أنامله إياها كانت تزيد من جنونه وخصرها الذي شعر بأنه على وشك شطره إن زاد من قوة الضغط عليه ......
ضعفها كأنثى زاد من نشوته بالسيطره وتملكه لها.... إنها لمعجزه عندما إستطاع التوقف ..... إن كانت دعوة التقبيل شغفا سابقا فالآن أصبحت هوساً
بالكاد تحاملت على نفسها لتقف بصعوبه وهي تحدق به بأعين تكاد تخرج من محجريهما متنفسة بعنف عاليا ، تحركت نحوه ببطئ شديد لتقف أمامه
كان محدقاً بها ببرود تام يخالف ما بداخله من أعاصير ورغبه حارقه ، إقتربت منه قليلا لترفع أناملها لتقوم بصفعه بقوه على وجنته
هتفت من بين أسنانها بصراخ حاد :
- إنت إتجننت .... إزاي تعمل كده والله لأخليك تندم ..... أنا هدفعك التمن يا جسار ...
قالت جملته وهي تهم برفع أناملها لتعاود صفعه إلا أنه قبض عليها بقوه آلمتها
رفعت قبضتها الأخرى لتحاول تحرير قبضتها وهي تهتف بعبراتها التي تهدد بالسوط بحده شديده :
- إبعد عني يا حقير ..... أاه
أطلقت صرختها الخافته وهو يلوي قبضتها خلف خصرها ليلصق ص*رها بخاصته بينما اليد الأخرى قد وضعها على ص*ره وهو يقبض على أناملها
تحدث من بين أسنانه قائلا بتهديد :
- إسمعيني كويس ..... لسانك ده إوعي تفكري في يوم إنك تطويله عليا ، ويكون في علمك لا إنتي ولا غيرك تقدروا تعملوا فيا حاجه ، ولو فكرتي إنك تخليني أسيب الشغل عند .... والدك تبقي غلطانه فكري هايكون السبب إيه .... فهماني طبعا !!
ولازم تعرفي إنه اللي حصل دلوقتي عشان إنتي إتحدتيني ودي هاتكون النتيجه لو فكرتِ تعمليها تاني ، ولو سيبت الشغل هيكون في حاله واحده بس إني أموت .....
قاطعته وهي تهتف بنبره باكيه من بين أسنانها بغضب :
- موت ... موت وإبعد عني مش طيقاك ....
ضحك بشراسه وهو يكمل :
- لازم تطيقني معاليكِ عشان أنا مش هسيبك .... أنا الحارس الشخصي يعني معاكِ في كل حته ، أنا ....ظلك اللي في كل حته هتلاقيه مش مفارقك
همست بأنفاس متقطعه وهي ترمش بقدحي القهوه :
- ظلي .... ظلي اللي هيحميني ؟ ولا اللي هيأذيني ...؟
همس بخشونه وهو يتمعن بحدقتيها بعد أن خفت قضبتيه قليلا :
- الظل عمره ما هيأذي .....
قاطعته متحدثة بغضب بعبراتها :
- سبق وعملتها حالا .....
تحدث جسار هامسا بهدوء وفضيتيه تدور على وجهها :
- بس أنا معملتش كده عشان أأذيكِ أنا .... أا....أنا ...
تن*دت بعمق مغمضة عينيها بقوه ،أردفت بنبره مختنقة من البكاء بصرامه :
- إبعد عني يا جسار .... مش ... مش قادره أشوفك قدامي ..... عملت كده ليه ؟
قالت جملتها الأخيره وهي تحدق بقدحي القهوه الحزينين بفضيتيه
إستغلت الفرصه وهو يرخي قبضتيه حولها لتفلت من بين قبضتيه وهي تتراجع للوراء ينما هو حدق بها بهدوء ، تحدثت بجمود شديد قائلة :
- إطلع من حياتي ....
قالت جملتها ثم همت بالتحرك ليقطع الطريق أمامها وهو يحدق بها بشرارات متطايره لينقبض قلبها خوفا ، إقترب منها ليرفع إصبعه في إشاره تحذيريه منه قائلا :
- لو رجلك بس هوبت ناحية الباب بجسمك ده قسماً بالله لكون دابحك
إرتجفت بداخلها إلا أن ذلك لم يظهر من جمودها ، تحرك نحوها وهو ينزع سترته ليضعها عليها وهو يحكم إغلاقها وسط جمودها الشديد الذي قاطعته قائلة :
- عارف أنا حاسه بإيه دلوقتي ....
نظر لها بترقب لتردف بإشمئزاز قائلة :
- مش طايقه جسمي وعاوزه أرجع عشان شامه ريحتك حواليا محوطاني
برود شديد يظهره ذلك الجوستاڤو بينما بداخله قبضه من جليد تعتصر ذلك القلب من تلك الأحرف اللاذعه التي كانت كالسهام مصوبةً نحوه
تحرك ليخرج من الغرفه قائلا :
- خليكِ هنا وهاروح أجيب صفوه هانم عشان أخلص المحضر
******************************
توقفت السياره أمام الڤيلا ليترجل الجميع منها ، وجدت كارما والدها في إنتظارها وبجواره بعض الحرس ، ضمت صفوه لص*رها وهي تتحرك نحو والدها الذي تحرك نحوهما هو الآخر
تحدث سيف الدين بأعين متلهفه لصفوه وهو يتفحصها :
- إنتي كويسه يا بنتي ؟
لم تستطع صفوه التحكم بعبراتها لترتمي في عناق سيف الدين وهي تجهش بالبكاء بينما هو ضمها هو في حنو أبوي وهو يربت على ظهرها مهدهداً لها :
- خلاص يا صفوه إطمني يا بنتي
حانت منه إلتفاته نحو كارما ليهتف بصرامه :
- وإنتي حسابك بعدين عشان خرجتي من غير ماتقولي لوحدك
توترت كارما وهي تتشتت بعينيها بعيدا متحدثة بتلعثم :
- يا بابا صفوه ....كانت ....محتجاني ....و ....
قاطعها سيف الدين وهو يتحدث بجديه :
- خلاص مش وقته دلوقتي ، خدي صفوه دخليها جوه و إستريحوا
إبتعدت صفوه عن ذراعيه وهي تتسائل بقلق :
- جدو ....عاوزه أشوف جدو يا عمو ....
تحدث سيف الدين بإبتسامه حنونه قائلا :
- دلوقتي إرتاحي يا حبيبتي الفجر قرب يأذن إرتاحي وبعدين هاخدك ليه ماشي !!
أومأت صفوه برأسها بخفوت وهي تمسح عبراتها
لم تبتعد فضيتيه عنها وهي تتجنب النظر له ، لم يتوقف لسانه عن إطلاق السباب لما فعله معها .... من أين له السيطره وهي بهذه الفتنه بين يديه ؟ وخاصة بمعشوقه القاتل .... الأحمر
شعله حمراء بخصلات غجريه متمرده يتداخل لونها بين البني المحروق والأ**د ...... بمساعدة دعوة التقبيل وشامه صغيره .....
لم تغفل عينيها عن الإنتباه للفضيتين اللتين تحدقان بها بلا هواده ، لم تستطع التحمل أكثر من ذلك ، حاوطت صفوه لتتحدث بإبتسامه متوتره وهي تتجنب النظر نحوه :
- يلا يا حبيبتي خلينا نطلع
تحركت كلتاهما لتدلفا نحو الڤيلا ليلتفت سيف الدين لجسار ليتحدث بإرهاق قائلا :
- متشكر جدا يا جسار عشان البنتين ....
هز جسار رأسه بالنفي وهو يردف بهدوء قائلا :
- ده شغلي يا سيف بيه وحماية الهانم واجبي
أومأ سيف الدين رأسه ليتن*د بعمق متحدثا :
- يا جسار أنا عرفت الخبر من التلفزيون ، شوفت صفوه وهما جايبنها في الوضع ده ماتعرفش عبدالعزيز بيه ممكن يروح فيها لو شاف حفيدته في الحاله دي
تحرك كلاهما نحو الحديقه ليجلسا بها ، تحدث جسار بهدوء وهو يجلس :
- لما فتحت المحضر اللي فهمته منها إن جماعه خطفوها ولما فاقت لقت نفسها في البيت ده ، ولما إستجوبنا غيرها عرفت إنهم بيخطفوا البنات وبيشغلوهم كده
تأفف سيف الدين بضيق وهو يردف :
- جسار أنا عاوزك توقف الخبر ده صفوه من عيله كبيره جدا وده هايضرهم جامد ، ده مش بعيد يخليهم يفلسوا لما شركاء عبدالعزيز بيه يوصلهم خبر زي ده
تحدث جسار بعد أن أمعن التفكير قليلا :
- الحل اللي قدامنا إننا نكدب الخبر ده أو نقول واحده شبهها ده بعد طبعا ما نوقف التلفزيون من نشر الخبر ده ودي سهل عليك تعمل إنت يا باشا
أومأ سيف الدين برأسه لينتبه لشئ ما :
- جسار أنا عاوز أطلب منك طلب وياريت تنفذه .....
نظر له جسار في ترقب ليكمل سيف الدين بهدوء قائلا :
- للأسف مضطر أسافر اليومين اللي جايين أسبانيا وهاضطر أسيب كارما لوحدها عشان كده مش عاوزك تفارقها أبدا .... ويفضل ...لو ... تيجي تقعد هنا في الفيلا معاها
نظر له جسار بتعجب قليلا ليكمل سيف الدين بتوضيح :
- مش عاوزها تغيب عن عينك ومش هاطمن عليها غير معاك وخصوصي بعد اللي حصل مع صفوه ، ماتعرفش كارما عنيده أد إيه .... بس محدش قدر ي**ر العند ده غيرك بحسها بتسمع كلامك وتعملك حساب ..... أنا مش بقدر أزعلها يا جسار دي بنتي الوحيده وماليش غيرها ولو حصلها حاجه ......
هتف جسار مقاطعا بصرامه حاده :
- محدش يقدر ... يلمس شعره منها .... أنسفه ...
نظر سيف الدين بتمعن قليلا بجسار ثم إبتسم بطمأنينه وهو يكمل :
- يعني هاتيجي تقعد هنا ، في هنا أوضه كبيره في الدور الأول فاضيه هاخلي الشغاله تنضفها وتجيب هدومك هنا
تن*د جسار بضيق قليلا ، اللعنه .... يكابح بالإبتعاد حتى لا يتهور أكثر من ذلك وها هو القدر قد سخر منه ليجبره على العوده و الإقتراب منها
يا إلهي فقط عدة ساعات باليوم وتسبب له كل ذلك ماذا سيحدث إذاً ببقائه معها طوال الأربع وعشرون ساعه ، فليعينه الله على تلك الكارثه
شعر سيف الدين ببعض القلق من صمت جسار ليتن*د بإبتسامه واسعه بمجرد ما أن قال الأخير :
- حاضر يا سيف بيه ......
إنصرف من الحديقه إلا أنه تن*د بعمق ليرفع عينيه للأعلى لتقع على نافذة تلك المشاغبه الصغيره التي كانت تحدق به ببرود شديد ، ظل تحدي المقلتين قائما ......
همس بشفتيه دون أن يخرج منه صوتا وهو يحدق بفضيتين قاتمتين :
- الظل .... أنا ظلك يا كارما
قال كلمته الأخيره وهو يضع راحته فوق ص*ره على مضخته لترتفع أناملها تلقائيا بلا وعي نحو شفتيها
تلمست أناملها دعوة التقبيل و قدحي القهوه يغوصان بفضيتيه ، إنتبهت لما تفعله لتبعد أناملها بعنف لتحدق به بغضب ثم تراجعت للوراء لتغلق النافذه بقوه دون أن تنتبه لتلك الإبتسامه الخافته التي ترتسم على جانب فمه ثم مالبث أن تحرك لينصرف
**********************************
في مكان آخر كان يقف بحديقة واسعه بجانبه مساعد ما يترجم له ما يتفوه به من يقابله ، يحيط بكلاهما عددا كبيرا من الأشخاص الضخام يتفرقون بعشوائيه لتأمين المكان من حولهم
أومأ الرجل الذي يبدو من معالمه أنه ليس عربيا ليتحدث لمترجمه بعدة كلمات ليلتفت المترجم قائلا بلغه ركيكه :
- الباشا قول إنه جاي كمان يومين
رفع ذلك الرجل إصبعه ليحك بجوار فمه بتفكير ثم أردف بلغه مصريه قائلا :
- بس كده مش هانلحق نخلص اللي عاوزينه ، إنتوا بتقولوا مش عاوزين تظهروا في الموضوع وعشان نعمل الخطه عاوزلها شوية وقت كده لازم نغير كل خطواتنا
إلتفت المترجم لذلك الأجنبي ليتحدث بالأسبانيه مترجما كل ما قاله الآخر ليتحدث بعدها الرجل بلغته وبعد ان إنتهى عاود المترجم التحدث قائلا :
- الباشا قول إدفع فلوس أكتر
ضحك الرجل متهكما ليردف قائلا :
- يا باشا مش مسألة فلوس إحنا بنتكلم في الوقت اللي زنقنا ، العمليه مش سهله وغير إنها محتاجه وقت عاوزه ناس دماغها عاليه تشتغل معانا .... أقصد يعني ناس بتفهم علماء يعني
وضح المترجم ما يتلفظ به الرجل ليتفهم الأجنبي ما يرمي إليه الآخر ليومأ برأسه وقد تحدث بالعديد من الكلمات ليتحدث المترجم بهدوء قائلا :
- الباشا يجيب Scientist كتير عشان عمليه ، لا تقلق .....
هتف الرجل وهو يشير بيديه لهما قائلا :
- لا وربنا مقلق حاكم إنتوا الخواجات ملكومش عزيز ....
قطب الإثنان بين حاجبيهما بغير فهم ليردف الرجل بإبتسامه ساذجه :
- ما تاخدوش في بالكم خلاص جهزلي إنت الرجاله بتوعكم دول و بلغني هايبدأو إمته
**********************************
إستيقظت من النوم لتقع عينيها على صفوه التي تنام بداخل أحضانها لتنظر لها بحزن ثم إبتسمت بحنو ، شردت بعينيها ليعود أمام عينيها مشهد تقبيل ذلك الجوستاڤو لها لتطلق سباب من بين شفتيها وهي تتن*د بضيق
نهضت بهدوء من جوار شقيقتها بعد أن قبلت رأسها بحنو ، صدع رنين هاتفها لتلتقطه مسرعة حتى لا يوقظ صفوه لتسارع بالرد وهي تتجه صوب الشرفه بمنامنتها القطنيه البيضاء الطفوليه بأكمامها الطويله وبنطالها الذي يصل للكاحل
أجابت بهدوء قائلة بإبتسامه صغيره :
- ألو .... صباح النور يا رهف
تحدثت رهف وهي تتجه صوب قاعة التدريس قائلة بقلق :
- أيوه يا كارما ... إختفيتي فين أنا قلقت عليكِ ؟
إبتسمت كارما بحنو قائلة :
- ماتقلقيش يا حبيبتي أنا بس كنت تعبانه اليومين اللي فاتوا
ترددت رهف قليلا ثم أردفت بصوت خافت وهي تجلس بآخر مقعد بعيدا عن الجميع :
- طب ... و .. صفوه ... صفوه عامله إيه ؟
قطبت كارما بين حاجبيها قليلا لتنظر نحو صفوه النائمه لتتحدث بتساؤل :
- مالك يا رهف في إيه ؟
تن*دت رهف بإستسلام ثم تحدثت قائلة بحزن :
- أووف ... إسمعي يا كارما بس بالله عليكِ عاوزاكِ تهدي عشان تعرفي تتصرفي
قاطعتها كارما وهي تهتف بقلق شديد :
- في إيه يا رهف إحكي ؟؟
تحدثت رهف بإستسلام قائلة بخفوت :
- الجامعه كلها شافت اللي حصل مع صفوه في التلفزيون الصبح و كله عمال يتكلم ، ده حتى ....حتى عمرو ... كان مسافر بقاله يومين .... ولما رجع النهارده وسمع اللي بينقال الشيطان ركبه ...... وعمال يضرب في كل اللي يفتح السيره دي أو يقول حاجه .....
وضعت كارما أناملها على ثغرها وهي تردف بخوف شديد :
- يارب إستر من عندك ....
تسائلت رهف قائلة بقلق :
- يعني حقيقي اللي طلع في التلفزيون يا كارما ؟
هزت كارما رأسها بقوه نافية :
- لأ يا رهف الموضوع مش زي ما إنتوا فاهمين كل ده كدب ..... لازم الكل يعرف كده
تسائلت رهف قائلة :
- طب هاتعملوا إيه دلوقتي ؟
هتفت كارما بقوه قائلة :
- ربع ساعه وتلاقينا عندك
أغلقت معها لتلتفت لتقع عينيها على صفوه التي كانت تقف خلفها وهي تنظر لها بإن**ار بينما نظرت لها كارما بتشجيع لها ولإمدادها بالثقه
هبطت كلتاهما الدرج مرتدتين ثيابهما المكونه من بطال جينز و كنزه قطنيه يعلوها ستره رياضيه ، وقعت عينيهما على جسار الذي كان يدلف من باب الفيلا وهو يحمل بيده على كتفه حقيبه كبيره نسبيا
قطب بين حاجبيه وهو يحدق بكلتاهما ليهتف بقوه قائلا :
- رايحين فين معاليكِ ؟
نظرت له كارما بحده لتهتف بغضب وهي تهم بالعبور من أمامه :
- ماتدخلش سيادتك .... يلا يا صفوه
قالت جملتها الأخيره وهي تقبض على أنامل صفوه لتهم بالتحرك إلا أنه زمجر عاليا وهو يلقي بحقيبته بعنف أرضا لتجفل كلتاهما :
- مش عاوز أسمع صوتك و كلمتي تتسمع ...
أخذ ص*رها يعلو ويهبط بعنف وهي تحدق به بحده شديده لتردف بصياح عالي :
- كلمة مين اللي تتسمع ؟ إنت إزاي تتكلم معايا كده نسيت نفسك ؟
همست صفوه بتوتر قائلة :
- كارما إهدي شويه ..... حضرة الرائد إطمن إحنا رايحين الجامعه
هدأت ثورة الغضب الخاصه به قليلا لتهتف كارما بحده محدقة به :
- وإنتي تبرري ليه يا صفوه إحنا حرين ....!!
هتف جسار ببرود قائلا :
- ثواني والعربيه تكون جاهزه معاليكِ
كزت كارما على أسنانها لتهم بالهتاف معترضه إلا أن قاطعهم دخول عمرو من باب الفيلا وهو يهتف مناديا :
- كارما ...؟
توقف عن الهتاف حينما وقعت عينيه عليهم جميعا ليتحرك نحوهم مسرعا ليقف أمامهم قائلا :
- صفوه إنتي كويسه ؟
تشنجت تعابير جسار وهو يحدق بذلك العمرو هاتفا بنزق بداخله :
- وهذا ما ينقصني الآن ... اللهم يطيلك يا روح ....
هزت صفوه رأسها مومأة بخفه وهي تمنع عبراتها من الإنهمار ، نظر لها عمرو بشفقه ليتحرك نحوها ليجذب رأسها لص*ره وهو يضمها بعناق أخوي ليربت على رأسها بهدوء لتزداد هي بالبكاء بقوه
تلألأت العبرات بعيني كارما لتقوم بمسحهما بخفه لتحين منها إلتفاته نحو الجوستاڤو لتجده محدقا بها بشراسه لتنظر له شزراً
كان الجميع غافلاً عن تلك البحور المهتاجه التي تراقبهم من باب الفيلا ، كان يحدق بها وهي في أحضان ذلك اللزج من أسفل عينيه .... إن قيل بأن معالمه الآن بدلاً من أن تُوحي لمن يراها بأنه ضابطا نزيهاً أصبحت تُوحي بأنه سفاحاً في إنتظار فريسته القادمه أيتم التصديق .....؟؟
هكذا كان وهكذا أصبح ، قبض على أنامله بقوه دون أن يبعد حدقتيه الزرقاوين عنها ..... إنتبه له جسار حينما أبعد مقلتيه عن مشاغبته الصغيره ليهتف بإستغراب :
- عاصم ...!!
إلتفتت مسرعة نحو جسار لتنظر إلى إتجاه عينيه لتقع زيتونيتيها على زرقاوتيه المحمرتين كالجمر بتلك المعالم الجامده بشده ، تحولت معالمها للحده الشديده وهي تحدق به لتهتف بصراخ عالياً مشيره بيدها نحو الباب :
- إنت إيه اللي جابك هنا ؟ ...... إطلع بره ....برررره .....
إندفعت كارما نحوها لتضمها بقلقل شديد وهي تردف :
- إهدي يا حبيبتي ... إهدي يا صفوه ....
ثم نظرت لعاصم بغضب وهي تهتف بقوه :
- إنت جاي ليه إتفضل إطلع بره ... وياريت تاخد صاحبك في إيدك هو كمان وتمشوا وتختفوا من حياتنا.....
هتف عمرو بغير فهم لما يحدث بحده :
- في إيه ... إيه اللي بيحصل ده أنا مش فاهم حاجه .... إهدوا وفهموني ؟
زمجر جسار عاليا بقوه وهو يشير بإصبعه :
- إنت إخرس دلوقتي.... وإنتي مش عاوز أسمع صوتك .... و إنتي يا صفوه ياريت تهدي شويه ....
إلتفت لعاصم ليردف بجمود قائلا وهو يتوجه نحوه :
- خير يا عاصم !!
إبتسم عاصم بسخريه وهو يحدق بصفوه التي ترمقه بنظرات ناريه ليتحدث بصوت خافت وصل لمسامع الجميع :
- الظاهر إني كنت غلطان .... شكل الهانم مكنش مكفيها بيت الدعاره و حبت تكمل هنا ...
شهقت كارما وصفوه بغير تصديق من حديثه بينما هتف عمرو بصياح غاضب قائلا :
- إنت إتجننت عشان تقول كده ؟؟
إلتفت له جسار ليوقفه قائلا بزئير قوي :
- إسكت إنت ....
هم عمرو بالرد إلا أن جسار قد قبض على تلابيب عاصم بقوه ليزمجر بخشونه قائلا :
- إخرس يا عاصم عشان إنت بتدمر نفسك باللي شيطانك بيقوله ...
قاطعهم دخول سيف الدين من باب الفيلا بصحبة عبدالعزيز ليعتدل الجميع إحتراما لهما ، ركضت صفوه نحو جدها وهي تبكي لتعانقه إلا أن هتافه القوي أوقفها مكانها قائلا :
- إياكِ تقربي مني ....
تجمدت صفوه مكانها أرضا بينما أشفق كلا من عمرو وكارما عليها بشده وكذلك سيف الدين الذي تحدث بخفوت قائلا :
- عبدالعزيز باشا صحتك إهدى مش كده ....
هتفت صفوه من بين بكاؤها وهي تقترب منه ببطئ :
- جدو .... إنت مصدق إن.....
هتف عبدالعزيز بصرامه قائلا :
- كل حياتنا إنهارت .... إنهارت بسبب اللي عملتيه ، سمعتي بقت في الأرض ... إسمي وسختيه و ضيعتيه ....
تساقطت عبرات كارما حزناً على شقيقتها و أشفق الجميع حزنا على تلك المسكينه التي كانت تحدق بجدها كالتمثال
حدق عاصم بها بأعين ملتاعه ليقطب بين حاجبيه بألم وهو يراها بتلك الهيئه المن**ره وذلك الألم الذي يمزقها ، طوال الليل لم يتمكن من إغلاق عينيه بسبب طيفها المتألم الذي كان يشاركه ليلته وخاصة بعد إستجوابات الفتيات معها وما تداركه من حقيقة أنه تم إختطافها للقيام بتلك الأفعال الفاضحه ......
عزم الأمر على المجيئ للإعتذار .... ضحك بسخريه أي إعتذار ؟ و أي عين يستطيع بها أن يواجهها ولكن .... برؤيتها في عناق لذلك العمرو قد أشعل به الغضب ليتفوه لسانه بتلك التفاهات بلا وعي ....
قاطعهم حديث عبدالعزيز الصارم بلا نقاش :
- إعملي حسابك إبن عمك جاي كمان يومين وهايكتب كتابه عليكِ وتاني يوم الفرح
كلمات كانت كالصاعقه التي تهبط على آذان الجميع ، تفاجئ الجميع فيما عدا سيف الدين والذي كان من الواضح أنه على علمٍ مسبقاً بذلك القرار
شهقت كارما بغير تصديق وهي تتبادل النظرات مع عمرو بينما حدق جسار مباشرة برفيقه عاصم الذي كان كالجسد بلا روح فقط محدقا بصمت بصفوه دون أن يرف له جفن
أحياناً ما تكون الكلمات كنصل السيوف كافيه للقتل و إحداث الجروح المميته .... ويكون التعافي في كلتا الحالتين بأمر مستحيل ، و إن كان السيف قد أحدث جراحاً غائره بصفوه قد تكون معذبةً لها على المدى الطويل ..... فهذا السيف قد ضرب عنق عاصم بلا تردد
هزت صفوه رأسها بالنفي بقوه وهي تتحدث بهيستريه :
- لأ ... لأ ... لأ .... أكيد ما تقصدش يا جدي .... بت..
قاطعها بحده وهو يؤكد حديثه قائلا :
- قرار نهائي ومفيش رجعه منه يا صفوه ، إبن عمك وجاي و هايتجوزك و أنا جهزت كل حاجه ولو مانفذتيش اللي قولته لا إنتي حفيدتي و لا أعرفك ....
قال جملته ليتحرك خارجا من الفيلا يتبعه سيف الدين محاولا تهدئته قليلا بينما توجه كلا من كارما وعمرو مسرعين نحو صفوه التي سقطت أرضا لتضمها كارما لص*رها وهي تحاول ان تهدئها
حدق عاصم بصفوه بتعابير خاليه وهي تبكي وتنوح بقوه بينما هو ذلك الجمود يخفي بداخله حرقه و ألما لضياعها من بين يديه
لا ينكر بأن بداخله بعض التردد من كونها حقيقة بريئه مما كان موجهاً لها فليس لديه دليل ملموس بأنها لم تتردد على ذلك المكان سابقا فمجرد بعض الأقاويل لا تؤكد الحقيقه فمن الممكن بأنها قد ذهبت له دون وجود تلك الفتيات الأخريات
إلا أن ذلك الفؤاد يكاد يقسم بكل قوه بأن ذلك الملاك لم يسبق بأن عرف معنى كلمة السوء سابقا .... ذلك الملاك الذي تعلقت به بحوره الدفينه بمجرد ما أن رأى تلك العاطفه الحنونه مع هره صغيره وتلك الإبتسامه الناعمه التي تكرمت عليه بها مره واحده فقط ولم تكن من أجله أيضا ......
أمسك جسار بكتفه ليردف قائلا بهدوء :
- تعالى يا عاصم ...
تحرك معه رفيقه وهو يتراجع بخطواته للوراء بمقلتين متعلقتين بملاكه الصغير بينما يجذبه جسار نحو الخارج لتكون آخر ما إلتقطته زرقاوتيه هيئتها الباكيه بين أحضان رفيقتها متعلقة بها من أجل مستقبل محتوم
************************************