bc

أثر عشق / بقلم قسمة الشبينى

book_age18+
772
FOLLOW
5.3K
READ
drama
like
intro-logo
Blurb

لم يكن العشق له طريقا لكنها رسمت له فى أحلامه طريقا للعشق بدمائها فما كان منه إلا أتباع هذا الأثر .

رأى الألم بدربها المخضب بالدماء لكنه لم يملك إلا أتباع أثرها الذى سينهى جدب حياته ويروى ظمأ السنوات .

لم يهتم كونه سيتألم فقد أصبح نزع الألم عنها هو منهاجه ومبتغاه

تبعها واصاب قلبه عشقها دون أن يدرى .. وجد نفسه غارقا فى عشق فتاة نزعت منها فى ساعة واحدة كل معطيات الأمان .

فهل يمكنه أن يمنحها الأمان ؟

هل يمكنه أن ينزع عنها الألم ؟

هل يمكنه أن يعيد لها حياتها لتزهر حياته ؟

الإجابة سنجدها حتما بين طيات السطور

قسمة الشبينى

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
الفصل الأول تميز الريف المصري على مر العصور بقوة رجاله الذين اتخذوا من قوة الشمس داعما لقوتهم . لم يزدهم لهيبها إلا قوة وتفننا لاستخراج نعيم مكنون باطن الأرض التى تنبت بالخير والحب .. على مر الزمان انبتت هذه الأرض رجالا لهم جذور أقوى من النخيل قادرين على تحمل أعتى العواصف وأكثرها تدميرا . وتحت هذه الشمس وفوق هذه الأرض سطر العشق فصولا بحروف دامية لكنه منذ أول حرف فى قصته ومنذ اول نظرة ضمتها فيها عينيه كتب خاتمة قصته وأصبح أسيرا لأشواقها . فى إحدى قرى محافظة الشرقية وبعد صلاة الفجر مباشرة يسير المصلون عائدين إلى منازلهم عابرين الحقول التى انبعثت منها رائحة الزراعات تضفى على الأجواء سحرا لا يلمسه إلا من عاش هذا السحر .. جلست الحاجة دهب قرب باب شقتها وبين أناملها مسبحتها تذكر الله بخشوع وتنتظر عودة أبنائها من أداء الصلاة .. لم يطل انتظارها ليتقدم منها أربعة شباب هم حصيلة عمرها وادخارها لأيام الكبر ؛ محمد شاب فى الثامنة والثلاثين من عمره يعمل محاميا مستقلا وقد تزوج سلفا من ابنة عمه تهانى ليرزقه الله صغيرين ينيران حياته هما احمد وأميرة .. نادر شاب في السادسة والثلاثين من عمره يعمل محاسب بإحدى الشركات وقد تزوج من فتاة احبها كثيرا هى أمنية وقد رزقه الله صغيرين أيضا هما عبيد وياسر .. وأما الشابين المتشابهين لحد الاختلاط هما حسن وحسين ذوا الثلاثين عاماً ذلك التوأم الذى سبب الحيرة لأغلب أهل القرية منذ مولدهما لشدة الشبه بينهما وقد كانا يزيدان التشابه بينهما بالملابس المتماثلة .. حسن متزوج من فتاة تنتمى لنفس القرية تدعى سما وله ابنة وحيدة لقبها ندى أما توأمه ونصفه الأخر حسين فلم يتزوج بعد فقد تمت خطبته لابنة عمه عبير التى ينتظر أن تنهى دراستها الجامعية ليتمم زواجه منها بينما يرى الجميع مظاهر الحب التى يحيطها بها كلما أتت للقرية فعمه عبد العزيز يعيش وأسرته فى القاهرة منذ أنهى دراسته وأسس حياته لكن ارتباطه بقريته وأصوله يعيده دائما حتى تم ارتباط ابنته وابن اخيه . لم ينته التشابه بين حسن وحسين فى حدود القسمات التى يصعب التفريق بينها لكنهما أيضا يحظيان برابط روحى زاد حيرة المقربين منهما حيث يتشاركان الأحلام والألم فى رابطة خصتهما دون الجميع.. لم يفترقا طيلة حياتهما ولم يفلح أحدهما قط فى طمر سر عن شق روحه الأخر .. كان أول اختلاف يظهر بينهما بعد انتهاء الدراسة الثانوية حيث احب حسين دراسة الطب البيطري لتعلقه الشديد بالح*****ت وشغفه بتربية الكلاب للحراسة بينما فضل حسن دراسة الهندسة المعمارية ليكن اول فراق لهما مع سفر حسن للدراسة بالاسكندرية ومع عودته الأسبوعية كان كل منهما يحيا تفاصيل يومية شديدة الدقة عاشها أخيه . تقدم الشباب الأربعة إلى حيث تجلس والدتهم ونظرات عينيها السعيدة التى تستقبلهم بها دائما وكأنهم عائدون للتو من أول صلاة بالمسجد .. تحدثت دهب بودها المعروف : تعالوا يا ولاد ربنا يتجبل اعتلت الابتسامات الأوجه : منا ومنكم يا امى. اتجهت بأبصارها نحو حسين : عاوزاك يا حسين انتبه فورا واقترب من مقعدها لتتحدث بحماس معروف عنها : روح نجى خروف كبير وادبحه .. عمك ومراته وولاده جايين النهاردة وزينب اختك چاية وجالت لى معها ضيفة ابتسم مبديا سعادته بزيارة خطيبته لينظر له حسن بحدة وقسمات غاضبة حين تساءل : عمى چاى النهاردة ؟ ابتسمت دهب لرؤية سعادته : امال ايه وهكلمهم فى حكاية كتب الكتاب زى ما انت عاوز انا ماليش غير راحتك يا أبا احنى رأسه يقبل كف أمه ممتنا لتربت فوق رأسه بحنو : والله يا حبيبي لولا وصية الحج الله يرحمه إنك تتچوز بنت عمك ماكنت جبلت بالبت دى واصل تحدث حسين بخيبة أمل واضحة : ليه بس كده يا أما .. ماطيجهاش ليه ؟ عملت إيه ؟ تتن*د دهب بحزن : حاطة منخيرها فى السما ع الفاضى ولابسة توب مش توبها وهى حزينة ومش تسوى أصر حسين مدافعا عن عبير : بكرة لما نتچوز وتعشريها هتحبيها يا أما تعود البسمة مكللة ملامح دهب : احبها علشان خاطرك يا حبيبي ده انى منى عينى افرح بيك زى اخواتك وافوج بجا لأختك زينب ( زينب فتاة رقيقة فى الثانية والعشرين من عمرها تدرس بعامها الاخير بكلية الهندسة جامعة القاهرة ولكونها الأخت الوحيدة للأشقاء الأربعة والأصغر عمرا بينهم تحظى بحب واهتمام ودلال مضاعف منهم ومن أمها ) راقب الأشقاء الحديث الذى يدور بين حسين وأمهم شاعرين بالسعادة لأجله عدا حسن الذى لم تتغير نظراته المستنكرة والغاضبة دون أن يفهم أحدهم سببا لهذه النظرات سوى حسين نفسه لذا تلاشى تماما النظر نحو توأمه بينما حثتهم دهب لسرعة التحرك : يلا يا أبا سمى الله وشوف شغلك عاوزين نلحج الغدا بدرى يتحدث محمد بحنانه المعروف : انا هروح اصحى تهانى ونيچى نساعد حسين اسرعت أمه معترضة: لا يا أبا لسه بدرى خليها تنام لها شوية كمان وتعالى انت ساعد اخوك علشان تنفضوا جوام وتروحوا اشغالكم وانت كمان يا نادر انت وحسن تحرك الجميع برفقة الأم بينما تخلف نادر لتتجاوزه أمه دون احراجه فجميعهم يعلم كم يؤلمه حضور عملية الذبح !؟ لكنه لا يتخلف عن تقديم العون بعد سلخ الذبيحة لذا يمنحوه دائما الوقت الكافى الذى يدعى أنه يبدل ملابسه خلاله كل مرة ويدعون كل مرة أيضا تصديقهم زعمه . بعد ساعة من هذا التوقيت ألقى حسين القطعة الأخيرة من اللحم التى قطعها للتو بأحد الأوعية المعدنية ناظرا نحو أمه متسائلا : حلو كده يا أما ؟ ابتسمت دهب شاكرة لهم مجهودهم : تسلم ايدك يا أبا وتسلم عافيتكم كلكم .. دخلوا الاطباج دى چوه .. ولما تطلع يا محمد شيع لى تهانى وانت يا نادر شيع لى أمنية وارتاحوا ساعة علشان تروحوا اشغالكم نظر حسن لأمه بجدية متسائلا : أما اصحى سما تساعدكم فى حاچة ؟ رفضت دهب بتهذيب : لا يا أبا خليها براحتها بس نبه عليها تيچوا تتغدوا ويانا . *** محافظة القاهرة منزل عبد العزيز دخلت زوجته تنادى ابنتها التي تأففت رافضة التيقظ فى هذا التوقيت المبكر رغم أن أبيها شدد عليها أمس لتفعل لكنها ظلت ساهرة لوقت طويل تشاهد التلفاز لتعجز عن التيقظ كالعادة نهرتها أمها لتنظر لها بحدة: اقوم اعمل ايه يا ماما دلوقتى؟ مش بابا راح يمضى ويستأذن؟ صحينى لما يجى **** دخلت دهب للمطبخ تعد ما تستطيع القيام به حتى تنزل تهانى وأمنية فهى تثق أنهما سترفضان أن تقدم المساعدة وفى نفس الوقت لا تريد هى اجهادهم بالعمل . بدأت تعد ما يمكنها إعداده بسرعة ودون جهد كبير . بالدور الثاني حيث حصل حسين على حمام دافئ ليزيل عن بدنه اثر الجهد الذي بذله فى الذبح ويمنح نفسه بعضا من هدوء هو فى اشد الحاجة إليه اليوم الذى يتمنى أن يمر بسلام دون صدام جديد مع عبير ودون أن تتلاعب على اوتار رجولته مستخدمة كل أسلحتها الأنثوية لإذابة صموده الذى يتمسك به . يجول برأسه من حين لاخر عدة أفكار عن احتمالية ممارسة هذه الالاعيب مع شخص آخر ، لو لم يكن هو متمسك بمبادئ دينه وبصموده الشخصى لكان الوضع كارثيا وكانت النتائج لا تحمد ابدا .. كم يكره تهورها لكنه حتى الآن لا يملك الحق فى تقويمها . تن*د وغادر الحمام بأريحية فهو وحيدا بالشقة حيث أسس كل من إخوته حياته المستقلة وزينب ليست بالمنزل كما أن أمه متواجدة بالدور الأول وهو يحظى بكل الخصوصية التى يحتاج . إن وافق عمه على عقد قرانه لرفع عن كاهله الكثير من الاحمال التى تثقله ولحظى هو ببعض الراحة حيث يمكنه بهدوء أن يوضح لها خطورة ما تقوم به فى حدود عقد القران والذى لا تسمح له الخطبة بتوضيحه أو مجرد الإشارة إليه رغم أن عبير ابنة عمه . بالدور الثالث دخل محمد وكانت تهانى تقف وطفليها يجلسان دون أن تزول أثار النعاس عن وجهيهما خاصة اميرته الصغيرة التي تتذمر دائما للاستيقاظ مبكراً والتوجه للمدرسة . اقترب منهم ليحيط ذراعه كتف زوجته: صباح الخير يا ولاد ابتسم احمد بينما اسرعت أميرة تكمم أنفها اعتراضا ونفورا من رائحة الدماء المحملة بها ملابس أبيها الذى امتعضت ملامحه أيضا وهو يلومها: مش للدرچة دى يعنى ضحكت تهانى بينما أشارت أميرة لأبيها نحو الداخل: بابا ريحتك خروف زادت ضحكات تهانى ونهرها محمد: دى شتيمة يا به.. لو چدتك سمعتكى هتعلجك على الباب تأففت أميرة وتذمرت: ماليش دعوه انا مش قولت حاجة تشتم ضحك محمد: ماشى يا چبانة انى انضف منيكى يا به تساءل أحمد بجدية: مش صحتنى ليه يا بابا ادبح معاكم ابتسم محمد لقوة شخصية ولده رغم صغر سنه الذى لم يتجاوز الثانية عشر ليربت فوق رأسه: لما تبجى إچازة يا أبا تبجى تدبح ويانا . ثم أشار لابنته: اتعلمى من اخوكى حاچة اشاحت وجهها معترضة ليضرب مؤخرة رأسها بخفة ثم يتجه للداخل: تهانى ناولينى غيار نضيف وشويه ملح أنجع الهدوم اللى كلاتها دم دى تبعته تهانى : ادخل يا محمد الغيار فى الحمام وسيب الهدوم انى هنجعها واطلع نام لك ساعة سارت خطوات قليلة لتنادى ابنتها أميرة: ماما انا عاوزة كبدة الخروف دارت تهانى تواجهها ليتساءل أحمد: مش كنتى قرفانة دلوقتى.. انا اللى هاخد الكبدة انتفضت أميرة غاضبة: والله لاقول لعمى حسين يدبح لى خروف لوحدى ومش هتاكل من الكبدة بتاعته. ضربت تهانى كفيها ببعضهما وتركت هذا الشجار الصباحى المعتاد والذى تعرف نهايته جيدا ولحقت بزوجها . *** بالدور الثالث دخل نادر ليقابله الهدوء فصغيريه لم يستيقظا بعد .. توجه نحو غرفته ليجد أمنية تجلس تردد اذكار الصباح .. ابتسمت فور رؤيته ليتساءل: انت صاحية بدرى ليه حبيبتي؟ ابتسمت أمنية وتحركت نحوه: انت عارف مابعرفش انام وانت مش جمبى أعتذر بلا تردد: معلش كنا بندبح علشان فى ضيوف النهاردة قبلت خده ليبادلها بعفوية لتتابع: ما هو واضح من هدومك ربتت فوق كتفه بحنان: طيب ادخل خد دش وارتاح شوية تعلم جيدا أنه مجهد نفسيا فى هذا الوقت لذا لم تمانع تمسكه بكفها وقبل أن يطلب بادرته متسائلة: تحب اساعدك؟ أومأ بصمت لتدفعه برفق وتسير بجواره نحو الحمام دون أن يعترض على كل ما تقدمه له من عون هو بحاجته وهى لن تتوانى عن تقديمه .. يثق أن حبيبته تطلع على كل خباياه وهو لا يحاول أن يخفى عنها ما يؤلمه بل يترك لها المجال لتنزع عنه مع تلك الملابس المخضبة بالدماء ضغوطه النفسية التى مهما حاول مواجهتها ترهقه لكنه لا يتوقف عن متابعة المحاولة ومع مراعاة الجميع يثق أنه فى يوم ما سيتغلب عليها . غمرته بالماء ودلكت رأسه ليغمض عينيه ويمد ذراعه يجذبها نحوه لتعترض بدلال : نادر مش وقت دلع لكنه دفن وجهه بين ثناياها راجياً: معلش يا أمنية محتاج لك اوى غمرته بدفئها بلا تردد فكل شيء يمكنه أن ينتظر حتى تسكن روح حبيبها ويستكين ص*ره . **** اعتدلت سما فور شعورها بدخوله الغرفة، نظرت لملابسه ثم تفحصت ملامحه لتتساءل: مالك يا حسن؟ اتجه نحو الخزانة متهربا من عينيها: مالى يا سما!! انا كويس اهو هاخد دش وجاى تحرك ومنحته الفرصة ليتهرب لكنها لن تمهله الكثير هى أيضا بحاجة لتفريغ الشحنات التى تتصارع داخل ص*رها. نهضت فوضعت عليها مئزرها وانتظرت انتهائه من حمامه الدافئ .. حملت صغيرتها للغرفة الأخرى وتأكدت من راحتها ثم عادت وهو يغادر الحمام نظر لفراش الصغيرة الخاوى ليتساءل:ندى فين؟ أغلقت باب الغرفة وواجهته وهو لم ينه ارتداء ملابسه كاملة لتقول بلا تردد: حاجة بخصوص حسين بردو؟ نظر لها مدعيا عدم فهم ما ترمى إليه: ماله حسين؟ زفرت بضيق وارتفعت نبرة صوتها: كفاية بقا يا حسن وقف أمامها: هو ايه اللي كفاية !! انا مش فاهم منك حاجة، هو غم على صباحية ربنا وخلاص . ابتعدت عنه خطوة بحدة: انا تعبت يا حسن.. انا مش فاهمة إيه بينك وبين اخوك ولا عاوزة افهم دارت على عقبيها تنظر له بحزن وتتابع : عارف يا حسن لما شوفتك وشوفت حسين كان قلبى دايما حيران انعقد حاجبيه بحدة بينما تابعت: قلبى محتار وحيران ازاى بيدق لك حب ويتخنق لما ابص فى وش حسين .. انا مش بكره اخوك يا حسن انا بغير منه ردد بلا فهم : بتغيرى من اخويا يا سما؟؟ صرخت سما: ايوه بغير منه .. يمكن اكتر ما بغير عليك من اى ست تانية .. بغير منه لأنه بيشاركنى فيك .. مش بس فى الحب ده مشاركنى فى كل حاجة .. حياتك ومشاعرك وقلبك ومشاكلك .. انا مش اعرف عنك حاجة قد ما اخوك يعرف زادت حدة صوتها دليلا على تخبطها : ليه يا حسن ده انا مراتك ؟؟ اقترب منها حسن فى محاولة لامتصاص هذه المشاعر السلبية التي يقدرها لكنه لن ينفيها فهى صادقة تماماً: يا سما انت مش بس مراتى .. انت حبيبتى ونور عيني ابتعدت عنه: وانا بحبك يا حسن وعاوزاك ليا .. عاوزة جوزى ليا لوحدى يا حسن ولا ده مش من حقى خلل اصابعه بين خصلات شعره مستدعيا صبره قبل أن يقول: يا سما انا حقك وحق اخويا وحق اهلى .. غصب عني وعنك وعنهم انا شرك بينكم كلكم عاد يقترب منها : بس المهم انى مش مقصر في حق حد منكم عادت تدفعه : لا مقصر يا حسن انت فاكر انى مش بحس بيك؟؟ مش بشوف وجعك وخوفك وكوابيسك ؟؟ ازاى ابقى مرتاحة وانت تعبان ومش سامح لى اريحك ؟؟ وازاى انت مش مقصر وانت حياتك عايش فيها حياة اخوك وانا بعيد ألقى حسن بدنه فوق الفراش بإنهاك: انت عاوزة إيه دلوقتي يا سما ؟؟ انا تعبان وعاوز ارتاح اسرعت تجلس بجواره ترجوه : تعالى نمشى من هنا يا حسن .. مش انت يوسف صاحبك عنده شركة مقاولات؟؟ اشتغل معاه وننقل حياتنا كلها اسكندرية اتسعت عينا حسن بإستنكار وارتقى الفراش بحدة : انا مش هنقلع من جدورى يا سما ومش هسيب اهلى .. انا لو عاوز أكمل فى اسكندرية ماكنتش رجعت من أصله .. نظر لها بلمحة حزينة : انا زى السمك وأهلى هم نيلى .. لو بعدت عنهم هموت يا سما .. وحتى لو عشت هعيش من غير روح .. سما انا قولت لك من زمان أن حسين اخويا حتة من روحى وانت قبلتى بيا على كده دفنت وجهها بين كفيها : ماكنتش فاكرة الوجع هيبقى كده انا اخوك مشاركنى فيك يا حسن وواخدك منى اقترب منها يغمرها بحنان متفهم تماما لكل تلك المشاعر التى منبعها عشقها له ثم تحدث بهدوء: سما افهمينى .. انت حبك حاجة وحب حسين حاجة تانية .. سما انت جنتى ومش صح انى مش برتاح معاكى . انا مش برتاح من كل وجعى ووجع حسين اللى يعيشه غصب عني غير فى حضنك انت .. سما انا مش عاوز غير انك انت كمان ترتاحى .. انا بحبك يا سما وبحب اهلى .. مااقدرش استغنى عنك ولا عنهم قاطعته سما بنبرة حزينة : اهلك كلهم كوم وحسين كوم تانى يا حسن .. وماتفكرش أن دى مشاعرى لوحدى لا دى مشاعر اخوك كمان .. ولو سألته مش هينكر تن*دت بحزن : حسن انت مش هتقدر تتغير وانا مش هقدر أتنازل عن جوزى اللى بحبه ولا هتنازل عن حقى فيك اغمض عينيه وقد بلغ الإرهاق منه مبلغا حد الألم .. أغمضت سما عينيها أيضا تطمر هذا الغضب وهذا الألم وتحرر بعضا من دموعها التى تشعرها بالاختناق حاولت أن تتنفس بهدوء لكنه شعر بإضطراب أنفاسها ليفتح عينيه وينظر لها بألم لعجزه عن نزع ألمها رغم وضوحه .. اقترب مقبلا عينيها الباكية وهو يرجوها بلهفة : بلاش دموع يا سما علشان خاطرى وكأنه يدعوها للمزيد لتجهش فى البكاء وهى تتعلق بص*ره فيزيد من ضمها لتتراكم اوجاعه . استلقى وجذبها ولم تحاول دفعه مجددا فهى فى اشد الحاجة لهذا القرب الذى تتمنى أن تظل فيه حتى تزهق أنفاسها خوفا من التعرض لألم مشاركته بهذا الشكل مع أخيه الذى لم تتخيل أن تصل لهذا الحد . *** أنهى محمد حمامه وعاد لغرفته وكانت تهانى بانتظاره ، نظر لها مبتسما : يا تهانى بطلى تعاملينى على انى احمد ابنك .. يعنى انا مش هعرف ألبس لوحدى؟؟ لم يبد على تهانى أنها استمعت ما قاله وهى تمرر سترته عبر رأسه وتقول : هو لازم تبقى صغير زى أحمد علشان اساعدك تلبس؟؟ انا بحب اعمل كل حاجة تخصك بإديا وعارفة انك تقدر وتعرف وكل حاجة بس انا بحب كده . دفع ذراعه عبر الكم لتضبطها وتغلق سحابها ثم تربت فوق ص*ره متابعة: ايوه كده علشان مش تبرد رفع حاجبيه اعتراضا لتدفعه برفق نحو الفراش : هجيب لك شراب تلبسه واعملك كوباية لبن ونام وهبقى اصحيك بعد ساعة هز رأسه مبتسما رغم يقينه أنها تقوم بكل ما يخصه محبة إلا أنه لا يريد اثقالها بألمزيد من الأعباء التى يمكنه أن يرفعها عنها . وضعت جوربا ثقيلا بين كفيه : هسيبك تلبس الشراب لوحدك اهو اتجهت للخارج يتبعها ضحكاته فيالها من مسئولية صعبة أن تسمح له بإرتداء الجورب دون مساعدة . تسطح بالفراش لتعود بعد دقائق فتنهره برفق : انت نايم من غير غطا كمان؟؟ وضعت الكوب لتجذب الدثار تحيطه به جيدا ثم تجلس بجواره فيقول : انزلى وماتشليش همى انا هظبط المنبه واصحى وهعرف ألبس ماتخافيش وهعدى عليكى اخد التمام مرضية كده ؟؟ هزت كتفيها : انا مرضية من يوم ما أسمى انكتب على اسمك . أمسك كفها بيساره والكوب بيمينه يرتشف منه ببطء: عمى عبد العزيز چاى اومأت بصمت ليتعجب : مالك يا تهانى؟ تن*دت تهانى : تعرف يا محمد أنا سواعى بحس إن حكايتى أنا وأنت بتكرر مع حسين وعبير قاطعها محمد : حسين ماشى بس عبير ازاى يعنى؟ دى ولا تيچى ضافرك حتى ابتسمت لإطراءه ثم نظرت أرضا وتابعت: بس مع أن حسين باين بيحبها بس عنيه مش فرحانة .. قطب محمد جبينه يستزيد كلماتها التى يثق فى عفويتها وهى تتابع : حسين مغصوب يا محمد استنكر محمد قولها: هو فى راچل بينغصب على واحدة يا تهانى ؟ أجابت بلا تفكير : انت بهت محمد ووضع كوبه جانبا ليرفع رأسها ناظرا لها بحدة: أنى؟! أنى اتغصبت على إيه يا تهانى ؟! عليكى انت ؟؟ انسابت دمعة من عينيها ليزفر بضيق ويجذبها لص*ره ، طالما كانت زوجته شديدة الحساسية منذ بكورة عمرها .. منذ توفى أبيها لاحقا أمها التى توفت أثناء ولادتها . كان بعمر الثامنة فقط لكنه يذكر كل التفاصيل .. صراخ متألم يص*ر عن زوجة عمه التى تضع مولودها الأول .. هرولة عمه وتلك القابلة التى يسحبها عمه بفزع ملقيا بها خارج المنزل لتهرع نحوه دهب ترجوه أن يسرع بنقل زوجته للمشفى . ركض هنا وهناك والصرخات المتألمة تخبت وتتحول لأنين مكتوم يمزق القلوب وفى غضون دقائق كان عمه يحمل زوجته ويركض خارج المنزل تلحقه أمه وبعد ساعات عادت أمه وحدها تحمل تهانى التى فقدت أمها قبل أن تشعر بدفء ضمتها . ورعتها أمه خاصة أنها لم تحظ بإنجاب فتاة سوى بعد ذلك بسنوات وقبل أن تعى تهانى أو تحفر صورة أبيها بعقلها لحق بأمها ليكفلها أبيه . عاشت بمنزلهم تنمو أمام عينيه يوما بعد يوم وينمو بقلبه شغف بها احكم عليه الخناق خوفا من الفرقة وبمجرد إتمامه تعليمه الجامعي طلب من والده أن يزوجه ابنة أخيه وربيبته لكنه لم يفلح يوما أن ينزع ذلك الظن من قلبها .. لم يتمكن عشقه لها أن يبرأ جرح اليتم الذى ترك أثرا فى روحها لم تفلح رعايته لها أن تروى تعطشها لحياة سوية تحياها طفلة بين أبويها . عاد من ذكرياته على محاولتها التحرر من ضمته لكنه أحاط وجهها يمنعها من الفرار هامسا : امته هتحسى يا تهانى بحبى .. امته هتصدقى أن انى اللى طلبتك ابويا لا فرض عليا ولا فتح الكلام ده معايا من أصله .. انا كنت بترعب لما تروحى مع امى فرح ولا زيارة ولا اسمع أن جالك عريس .. انا كنت بموت وانا بفكر أن ممكن ماالحقش وغيرى ياخدك منى .. تهانى انت بنت قلبى اللى كبرت قدام عنيا وفى قلبى .. انت مش مراتى انت حتة من روحى يا تهانى افهمى كده .. لا انت زى عبير ولا زى اى حد .. انت اصلا مش ليكى زى عادت لص*ره تتلمس حاجتها إليه قليلا قبل أن تبتعد مجددا : هنزل اشوف اللى ورايا تمسك بكفيها وعجز لسانه عن البوح بمخاوفه .. كلما عرضت هذا الأمر أمامه شعر أنها قبلت به زوجا لأسباب عدة ليس الحب من بينها . حررها آسفا ومضطرا لتمسح وجهها بكفيها وتعيد رسم ابتسامة تحب أن تكون ما يراها عليه دائما ليرفض هو مغادرتها بهذه الابتسامة فيخطفها بشوق لا يفتر لجمع ابتسامات لا حصر لها عبر شفتيها .

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

أنين الغرام

read
1K
bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook