نوفيلا حلم عاشقة
الجزء الخامس
كان كريم قد ارسل لها يوما بعد فقدانه الامل ان تحدثه
" هل نسيتيني " حينها تفاجأ باتصالها به واخباره بصوت ضعيف بانها هنا في امريكا في احد المستشفيات لم يصدق الامر او بالكاد استطاع تصديقه عندما دخل عليها ذلك اليوم ليجدها تنظر اليه بحزن محاولة ان تبتسم لكنه كان يعلم ان تلك لم تكن ابتسامه بل كان بكاءا لان ابتسامتها كانت تنير العالم بجمالها لانه كان يرى دائما كم هو محظوظ قصي ليحظى كل يوم بهذه الابتسامة هذه الابتسامة التي اختفت ولم تعد هذه الابتسامة التي يتمنى لو حقا تعد
فتح كريم عينيه ينظر اليها وهي نائمة من خلف الزجاج لقد مرت فترة وهي بغيبوبة بعد العملية لم تستيقظ ترى هل لازالت تحارب ام استسلمت كان الطبيب يخبره يوميا انها تعيش الان على الاجهزة ولا امل من نجاتها حيث برغم نجاح العملية واستئصال الورم بنجاح الا ان جسمها كان ضعيفا يريد الراحة مما يعني لو ألين سمعت له واستسلمت ستغادر ولن تعد مجددا
ضغط كريم بقبضة يده وهو يقول بنبرة ترجي :
هيا ألين كوني قوية ارجوك عودي الينا
الحياة
كلمة تحمل في معناها الكثير تحمل الحب العشق الحزن الكره الالم والسعادة
وانا قد وهبتني امي روحها لاتي الى هذه الدنيا بكل تلك المعاني ولكي اعيشها انا ايضا احببت وعشقت كرهت مرضي وتألمت وبكيت بكيت لاجل امي بكيت لاجله وبكيت لاجل كل شىء عجيبة هي هذه الدموع انها تنطلق من عيوننا في غزارة واسراف دائما حينما نفرح او نحزن وهي دائما ساخنة ودائما صادقة
صراع يحدث بين عقلي الذي يفكر به يتذكره بكل تفاصيله ويتذكر اجمل ذكرياته معه وبين جسدي جسدي الذي اهلكه المرض واضعفه لم يعد يقوى على التحمل لم يعد يستطيع المقاومة
ادرك ان الحياة لن تتوقف عندي سواء فتحت عيناي الان او اغلقتهما للابد لكن هل هو مازال ينتظرني هل يمكن ان اراه عندما اعود هل وفى بوعده لي هل هل تخبىء لي الدنيا سعادة لم اعشها بعد ،
بعد مرور فترة
اخرجت رأسها من نافذة السيارة ونسمات الهواء تداعب شعرها القصير الاحمر بخفة كانت ابتسامتها اجمل ما تستقبله تركيا في هذا اليوم
ابتسم كريم وهو يقول :
لازلتي كما انتي طفلة ألين
ادخلت رأسها وهي تقول في سعادة :
لا اصدق باني ساراه مجددا كريم
توقف كريم عن الابتسام ونظر اليها بجدية قائلا :
ألين هل انت واثقة انه لايزال ينتظرك
نظرت ألين له وقالت بتردد :
لقد وعدني بذلك انه سينتظرني دائما
التفت كريم ينظر من نافذة السيارة وقال :
لا تصدقي رجلا يخبرك انه سينتظر امرأة
لكن قصي سيفعل اجابت بثقة
التفت اليها وقال :
لا اريدك ان تصدمي فحسب **ت لوهلة ثم قال مشا**ا ثم الا تعد انانية منك ان تتأملي ان ينتظرك القصي كله
اجابته ألين بجدية بدت ظاهرة في عينيها :
لو كنت انا لفعلت كنت لانتظره القصي كله كريم
**ت كريم كمن راى في عينيها انه جرحها دون ان يقصد كان يريد ان يخبرها انه يعلم انها ستفعل ولكنه لا يعلم ان كان قصي كذلك ام لا اجاب مغيرا الموضوع :
ماذا ستخبريه
ساخبره كل شىء ما ان احكي له انا واثقة انه سيسامحني
هل ستذهبين اليه مباشرة
ابتسمت وهي تقول :
اجل ثم نظرت الى سائق الاجرة قائلة
عفوا لكن هلا اسرعت قليلا
لم تنتظر مصعد الشركة وصعدت على قدميها بينما دقات قلبها تتزايد مع كل درجة وصلت الى مكتبه رتبت شعرها ثوبها ثم كانت على وشك الدخول حتى استوقفتها المساعدة قائلة :
عفوا سيدتي هل استطيع مساعدتك
نظرت اليها ألين وقالت بابتسامة :
هل يمكنني رؤية عم اقصد السيد قصي
هل لد*ك موعد مسبق
كلا
اعتذر سيدتي ولكن لابد ان يكون لك موعد حتى اسمح لك بالدخول
اسمعي لابد حقا ان اراه كما اني واثقة انه عندما يعلم انه انا سيسمح لي بالدخول
ابتسمت المساعدة وقالت بفضول :
اعتذر سيدتي ولكن هل لي ان اعرف من انت
ابتسمت ألين وهي تنظر الى باب غرفته وتقول :
انا زوجته
بدى على المساعدة الدهشة ثم قالت :
حسنا اعتذر تستطيعين الدخول سيدتي
واقفا بقامته الطويلة امام نافذة مكتبه الكبيرة يحمل في يده ملفا يطلع عليه ؛ لم تكن تصدق انه حقا يقف امامها الان انها تراه حقا الان كانت تروي عطش عيناها منه ؛ تنظر الى وقفته التي امتلئت شموخا دقنه التي نبتت قليلا عما كانت عليه سابقا لتزيده رجولة ووسامة ، وانتبهت الى ربطة عنقه لتعرف انه اخيرا تعلم كيفية عقدها لكن لم يتسنى لها رؤية عيناه التي تحبهما والني كانت تطالع الملف
سمع طرق الباب ظانا انها درايا مساعدته لكن عندما لم يص*ر صوت منها التفت ليرى من اتى ليفاجأ بها امامه سقطت الاوراق من يده فيداه فقدت توازنها فجأة انها حقا هي مر شريط ذكرياته معها في لحظة امام عينيه ضحكاتهما زواجها مشا**تهما واخيرا ايامهما الاخيرة معا فسرعان ما تتبدل نظرته المذهولة اليها الى نظرة تشوبها الغموض غموض لم تستطع ألين ان تخمن ما ورائه هل هو غاضب ؟! هل اشتاق اليها ؟! ام هل نساها ؟! اقتربت منه تنظر اليه بحب وقالت بتردد :
قصير
لم يجب ولكن بقيت عيناه مثبتة عليها ينظر اليها نظرة يملؤها الغضب الحزن العتاب التساؤل اقتربت خطوة اخرى وهي تقول :
اسمع اعلم بانك غاضب لكن هناك الكثير من الامور التي حدثت يجب ان تعلمها
لم يجب مجددا فاقتربت وهي تنظر اليها بكل شوق وندم قائلة :
الم تشتاق الي
كانت جملتها الاخيرة كفيلة لترى تلك اللمعة في عينيه الغاضبة لتعلم انه اشتاق اليها كثيرا
" اشتقت اليك هل حقا تسألين هذا السؤال والان بعد كل تلك المدة اجل ألين اشتقت اليك كثيرا وكثيرا فوق ما تتصورين بل كل خلية بداخلي تشتاق اليك لكني كنت اعتدت على هذا الاشتياق اعتدت الا اراك الا عندما انام او اغفو اعتدت الا اشتم رائحتك الا بضم وسادتك اعتدت كل ذلك بصراع كبير لم عدت الان بعد ان كنت قد اعتدت غيابك ولو قليلا لم عدت وقد رحلت برغبتك الان قال قصي مخاطبا نفسه ومجاوبا على سؤال ألين لكنه لم يستطع ان يجبها "
اقتربت هي مجددا حتى اصبحت مقا**ه امامه تنظر الى عينيه تلك النظرة التي لو كان قصي صخرة للان امامها ثم قالت :
قصي انا
ولكن صوتا قاطعها قائلا :
قصي يجب عليك ان تغير هذه المساعدة هل تصدق انها لا تريدني ان ادثم توقفت عن الكلام عندما رأت ألين وقالت :
اعتذر هل قاطعتكما
نظر اليها قصي ثم سرعان ما نظر الى ألين التي رأى ذهولها اقتربت سنام منه واحتضنت ذراعه وهي تقول :
اعتذر حقا لمقاطعتكما ثم مدت يدها لألين تسلم عليها قائلة :
مرحبا انا سنام خطيبة قصي
ارتجف قلب ألين في قوة ، ثم اعتصرته قبضة باردة كادت توقف نبضاته وهي تتطلع اليه في ذهول وعتاب وحزن وتساؤل
لم ينفي لم يقل شيئا كان **ته مؤكدا للامر بانها فعلا خطيبته حبست دموعها لا يجب ان تسقط امامه امامهما ابتسمت ابتسامة هي اقرب للبكاء وهي تقول :
انا اعتذر لكن علي ان اغادر
وغادرت بخطوات سريعة مغادرة المكتب امام نظرات قصي الحائرة اجل الحائرة بين غضبه حزنه وعدم تمكنه من احتمال حزنها او رؤية تلك الدمعة الحبيسة في عينيها
خرجت ألين من الشركة وهي تحاول قدر استطاعتها ان تحبس دموعها ان تستوعب الامر كانت خطواتها اشبه الى الركض بحيث تمنت حقا في تلك اللحظة لو تختفي تماما الا يتألم قلبها الى هذا الحد والا تملك هذه العينان التي تبكي ظلت تمشي حتى ابتعدت عن انظار الجميع وتركت العنان لدموعها ان تنهمر اخرجت هاتفها واتصلت بايمن :
ابي ارجوك تعال لتأخذني
اغلق ايمن الهاتف ثم اتصل باحمد وقال :
ألين ذهبت لرؤية قصي لقد عرفت
اغلق احمد الهاتف بعد ان تحدث مع ايمن بخصوص ألين ثم رجعت به الذاكرة :
عندما دخلا هو وايمن على ألين ذلك اليوم كانت تصرخ من الالم وتبكي كانا متألمين لمنظرها كم تمنا حقا لو كانا يستطيعان مساعدتها باي طريقة حينها ولكن المرض كان اقوى منهم جميعا نظرت اليهما من بين المها وقالت من بين شهقاتها :
اريد رؤيته اشتقت اليه كثيرا ازادت بكاء وارتمت على الارض تقول :
انني اتألم كثيرا انه مؤلم
جلس احمد بجوارها بينما كانت دموع ايمن على خده وقال :
هل اخبره هل تريديني ان اجلب قصي عزيزتي
نظرت اليه من بين دموعها والمها وقالت :
لا ارجوك لاتفعل عدني بانك لن تفعل ارجوك عدني عمي الا تخبره ابدا اجل اريد رؤيته كثيرا لكني لا اريد ان ارى المه لا اريد ان اراه مثلكما لا يستطيع ان يفعل لي شيئا ارجوكما عداني
يومها وعد احمد وايمن ألين انهما لن يخبرا قصي ابدا بامر مرضها حتى تعود هي وتخبره بنفسها وان لم تعد ان لم تنجو حينها سيخبرانه كل شىء
مرت هذه اللحظة على ذاكرة احمد بعد مكالمة ايمن امامه وكأنه يراها امام عينه اغمض عينيه متألما ثم نهض من مكتبه الذي في القصر واخذ هاتفه ثم غادر متوجها الى ايمن حيث توجد ألين
___________________
كيف هي الان ؟سأل احمد ايمن يطمئن على ألين
لقد كانت حالتها سيئة لم اكن اعلم ما علي فعله
ربما كان يجب ان نخبرها بالامر لابد انه كان صعبا جدا عليها
**ت ايمن برهة ثم قال :
لقد نهضت بمعجزة احمد قاومت لاجله لم نكن نستطيع حينها ان نسلب ذلك الامل فجأة
اجل معك حق
خرجت ألين بخطوات بطيئة وكأنها تقف بصعوبة على قدميها تطل بوجهها المتعب على ايمن واحمد توقفت ثم قالت بنبرة هادئة قاطعة حديثهما :
عمي خذني معك
نظر احمد الى ايمن متفاجئا من طلب ألين في رغبتها في البقاء مع قصي في مكان واحد لم يعلم ما عليه قوله نظر لايمن فلم يجد منه سوى ايماءة برأسه للموافقة على طلبها فهو يعلم مدى حاجتها للبقاء بجوار قصي كما يعلم انها تريد الان ان تصلح خطئها في تركه ذلك اليوم فقد تأكدت الان انه ما كان يجب عليها ان ترحل
______________
دخلت ألين القصر وشريط ذكرياتها الاخيرة تمر امامها كانت خطواتها خائفة مرتجفة ربما
كان الجميع في انتظارها بلا استثناء هناك من ينظر اليها بغضب كرؤية التي تكره وجودها من الاساس والتي كانت سعيدة برحيلها وامينة التي لا تستطيع ان تسامحها على ما فعلته بابنها
وهناك من كان ينظر اليها بتساؤل وفرحة في نفس الوقت " لم غادرت ولم عادت الان " كايملي واسراء واكرم سلمت ألين عليهم جميعا حتى لم يتبقى سوى امينة التي مشت مولية ظهرها لألين لعدم استطاعتها على مصافحتها حتى فسمعت ألين تنادي عليها بتوسل باكي :
امي
اغمضت امينة عينيها امام كلمتها محاولة استيعاب الموقف ثم التفتت اليها قائلة بالم وحزن :
بل عمتي ألين **تت برهة امام دموع ألين ثم اضافت وهي تكتم دمعتها لقد اعطيتك ثقتي من قبل وخنتها حطمتي قلب ابني غادرت دون ان تلتفتي خلفك حتى فلا حق لك لتعودي مجددا الان
رمت امينة كلماتها في وجه ألين بسرعة ثم غادرت قبل ان تسقط دمعتها وامام انظار الجميع
___________
صعدت ألين غرفتها هي وقصي السابقة والتي كان قد هجرها قصي بعد رحيلها وعاد لغرفته السابقة كانت دموعها الساخنة تسقط واحدة تلو الاخرى على خديها فلم يكن ما تمر به سهلا كما لم تتوقع ان يكون صعبا ومؤلما الى هذا الحد
باناملها الرفيع اخذت تتلمس كل شىء يمر في طريقها الاريكة الجدران الخزانة كيف لهذا الزمن ان يكون هكذا وكأنها غادرت البارحة رحيلها ؛ بكاءها ؛ دموع قصي وصراخه عليها اخر مرة ؛ كل شىء تذكرته ألين وهي تبكي بكل قوة على ما حدث
فتحت خزانة الثياب لتجد فقط قميص واحد لقصي بداخلها من بين دموعها اخذت تنظر اليه لقد كان ملطخا بدموع سوداء عادت بها الذاكرة لذلك اليوم عندما فشل معرضها ؛ كيف عانقها ذلك اليوم ؛؛ كيف احتواها ؛؛؛ قربته من انفها تشتم رائحته وتبكي كم تتمنى لو يعانقها الان مجددا لو يراضيها الان مجددا اغمضت عينيها تحاول ان تشعر بنفسها بين احضانه ان تشعر بحرارة ص*ره التي تبثها الحنان والامان الذي وهبه لها دوما والذي لم يعد موجودا الان لكن الامر لم يزدها سوى حزنا اكثر والما اكثر فهو ليس هنا ولن يمسح دمعتها لانه غاضب لانه مجروح ولانه لم يعد لها هي ايضا غاضبة منه ؛ لانه خان وعده لها لكنها تعلم انها اخطأت لذا لا تريده ان يراها كتلك التي غادرت دون ان تفكر به فهي لم تكف يوما عن التفكير به وبحاله لكنها في ذلك الوقت كانت فاقدة للامل كانت تظن ان ذلك هو الافضل بالنسبة له ان يظن انها غادرت وحسب قد تعود وقد لا تعود بدلا ان يعرف انها مريضة وانها قد لا تعود
عانقت قميصه مقربة اياه من انفها ونامت مقوسة قدميها اغمضت عينيها المليئة بالدموع تتذكر ايامهما السعيدة معا كانت دموعها تتساقط كخيباتها التي تأتي واحدة تلو الاخرى حتى خيل لها ان دموعها قد جفت او انتهت
في الصباح
استيقظت ألين من النوم تشعر بصداع شديد ناتج عن بكائها ليلة البارحة كانت صينية طعام على مقربة منها تذكرت عندما اتت ايملي في المساء ومعها صينية الطعام واخبرتها بنبرة حانية اشتاقت اليها ألين ؛ تخبرها انه يجب ان تتناول شيئا وبرغم وعد ألين لها بان تتناول الطعام الا انها بمجرد خروجها احتضنت قميص قصي مجددا غاطة في نوم عميق لم تنعم به من فترة طويلة _ربما منذ ان تركته _ مكتفية باشتمام رائحته وبالشعور به بجوارها
نهضت ألين من الفراش بثقل ارجعت القميص الى الخزانة ثم اخرجت ثيابها وتوجهت الى الحمام تغتسل وتذهب الى ليلى
بينما كان قصي يجلس على فراشه متكأ على كفيه يفكر في ألين فعندما صعد ليلة البارحة وبرغم تعبه الشديد من العمل الذي كثفه حتى لا يفكر فيها الا انه شعر بها في القصر وبوجودها شعر برائحتها التي لايزال يميزها انفه وعندما رأى ايملي تخرج من غرفتهما التي لم يستطع ان يدخلها بعد رحيلها علم انها عادت عادت بشكل جدي عادت ولا يعلم كيف سيكون لقاءهما فيما بعد حرك شعره ببطء وهو يحاول ازاحة الافكار التي لايريدها من رأسه ثم اخذ ثيابه وتوجه الى الحمام ليغتسل عل تلك الافكار تزول جميعها
لم تحضر ألين تناول طعام الافطار مع العائلة لكي لا تلتقي قصي ولكنها توجهت الى ليلى مباشرة
فتحت لها الخادمة وعندما رأتها قالت بابتسامة متفاجئة :
ألين هانم
مرحبا شيبنام هل ليلى هنا قالت ألين بشبه ابتسامة
اجل تفضلي ساناديها حالا
بعد برهة
وبينما كانت ألين تنتظر ليلى في غرفة المعيشة حتى التفتت لتجدها امامها تنظر اليها بعيون غاضبة معاتبة الى حد كبير وفقت مباشرة وهي تقول بسعادة مشوبة بالحزن :
ليلى
لم تتغير نظرة ليلى بل تحولت الى حزن اكبر وهي تقول باستخفاف :
مرحبا ألين خير ما الذي ذكرك بنا
المت جملتها ألين كما علمت منها مدى غضبها فقالت والدموع تتجمع في عينيها :
لقد اشتقت اليك صديقتي
تماسكت ليلى امام جملتها وقالت بلهجة صارمة :
اشتقت الي حقا لقد ظننت انك نسيتي من الاساس ان لد*ك صديقة تدعى ليلى
ليلى قالت ألين بتألم مطالبة ليلى بان تتوقف عن لومها ولكن ليلى اضافت :
غادرت هكذا واكون انا اخر من يعلم هل تعلمي كم قلقت عليك مدى محاولتي الاتصال بك للاطمئنان عليك فقط لكن ماذا فعلت انتي لم ترسلي لي برسالة واحدة فقط تخبريني فيها انك بخير على الاقل لم تفعلي ألين والان قادمة بعد كل هذه المدة تخبريني انك اشتقت الي بالله عليك
لم تجب ألين فقد كانت دموعها تقول كل شىء في تلك اللحظة مما جعل ليلى ترق لثانية ثم تعود لصرامتها مجددا قائلة :
انا اعتذر حقا ولكني مشغولة الان اراك لاحقا ثم التفتت مديرة ظهرها لألين فقالت ألين بنبرة متوسلة من بين دموعها :
لا تفعلي ذلك انت ايضا ارجوك لا تديري لي ظهرك انت ايضا لم يعد احدا موجودا من اجلي
لم تستطع ليلى ان ت**د امام كلماتها هذه فلطالما اعتبرت بان وجود ألين في حياتها كالاخت التي لم تحظى بها ابدا بل اقرب لم تتحمل فكرة مغادرتها دون ان تعلم كانت قلقة عليها وكأنها كانت تشعر بان امرا سيئا يحدث معها كانت خائفة الا تراها مجددا التفتت تنظر اليها بعتب ثم اندفعت معانقة اياها وهي تض*ب ظهرها بخفة قائلة :
اين كنت يا حمقاء لم غادرت من الاساس لما لم تخبريني
لم اكن اريد احزانك لم اكن اريد احزانكم جميعا ليلى
اوقفت جملتها ليلى عن البكاء ونظرت اليها تقول من بين دموعها :
احزاننا !!!!
ألين هل انت مجنونة كيف تفكرين هكذا كيف استطعت حتى ان تفكري هكذا هل ظننت حقا انه من حقك الا تشاركينا المك هل يجب ان نتشارك السعادة فقط
انا اعتذر انا حقا اعتذر ليلى
وضعت ليلى يدها على خد ألين وقالت بتأثر :
اه ألين كيف تحملتي كل ذلك بمفردك لابد انه كان مؤلما
امسكت ألين يد ليلى وانزلتها وهي لاتزال تمسكها ثم قالت بنبرة مطمئنة حزينة :
لقد مر ليلى لقد مر
وضعت ليلى يدها الاخرى فوق يد ألين وقالت بندم :
سامحيني ألين لانني لم اكن بجوارك ولانني غضبت منك لقد كنت فقط خائفة ولم يكن ليخطر امرا كهذا ابدا على تفكيري
ابتسمت ألين نصف ابتسامة وقالت :
لا بأس عزيزتي
**تت ليلى لدقائق ثم قالت بتردد :
اه قصي هل رأيتيه ؟
اجابت ألين بنبرة حزينة يائسة وهي تخفض نظرها الى الارض :
رأيته ليلى ورأيت خطيبته ايضا ثم نظرت لليلى تسأل بالم :
هل تألم كثيرا
لم اره كثيرا لكني سمعت من انور حينها انه بقى في غرفتكما مدة ينتظر مجيئك او كان يعتقد انك ستعودين في اي ثانية كان قليلا ما يتناول الطعام وباصرار عمتي امينة ايضا حتى خرج فجأة منها واصبح يقضي طيلة وقته في العمل يخرج مبكرا ويعود متأخرا في المساء
لقد اصبح ناجحا جدا في ادارة الشركة كما يشهد الجميع انه سبب الان بازدهار ونهوض الشركة عن ذي قبل **تت برهة وهي ترى ألين شاردة بنظرها بعيدا تستمع اليها ثم اضافت :
لقد انتظرك كثيرا ومنذ فترة بسيطة جدا اتى بتلك الفتاة التي تدعى سنام فجأة سمعت ان والدها له نسبة من اسهم الشركة وكما علمت خطبها لكن لا عمتي امينة ولا عمي احمد كانا موافقين على الامر لا احد يعلم لم كان مصرا على خطبتها
سقطت دمعة خيبة من عين ألين تأثرت لها ليلى لكنها لم تستطع قول شىء سوى انها ربتت على يدها تخبرها انها بجوارها فابتسمت لها ألين حتى اتت شيبنام تمد_ بطفلة جميلة بيضاء البشرة شعرها الخفيف بني اللون وعيناها بنيتان جميلتان كعيناي ليلى_ ثم قالت :
ليلى هانم يبدو ان زهرة اشتاقت اليك في هاتين الدقيقتين لم تتوقف عن البكاء منذ تركتها
ابتسمت ليلى وهي تاخذها وتقول :
اوووه هل اشتاقت الي زهرتي
ابتسمت ألين تلقائيا وهي ترى الطفلة تضحك لليلى نظرت اليها ليلى ثم مدتها لها قائلة :
الن تسلمي على زهرتي
اخذت ألين زهرة وهي تنظر اليها بابتسامة بريئة ثم سألت :
زهرتك ؟!
اجل انها الشىء الوحيد الجيد الذي اخذته من انور
نظرت اليها ألين في ذهول ثم قالت :
الشىء الجيد ؟!
ابتعدت ليلى بنظرها بعيدا وهي تقول في يأس :
انا وانور تطلقنا لقد خانني الا**ق
تغيرت ملامح ألين المذهولة الى المتسائلة :
ماذا ؟؟؟
نظرت اليها ليلى وقالت مغيرة محور الحديث :
ساحكي لكي فيما بعد ثم مسحت على رأس زهرة قائلة
اصبحت زهرة كل حياتي الان قريبا جدا ساحصل على عمل حتى اتخرج من الجامعة ساؤسس حياتي لنا انا وهي فقط ابتسمت ثم اضافت اريد ان اشتري بيتا بعيد عن هنا اتعلمين بيت بسيط للغاية ولكنه يطل على الخضرة والطبيعة ربما نأخذك معنا انتي ايضا اليس كذلك زهرتي
ابتسمت زهرة وهي تحرك يدها بطفولة باتجاه ليلى
ابتسمت ألين ولم تحاول ان تستغرق في الحديث مع ليلى طويلا في الموضوع حتى تحكي هي لها نظرت الى زهرة التي تراها فعلا افضل شىء في حياة اي انسان ثم قالت تداعبها :
هل ستكونين صديقتي المقربة كوالدتك انت ايضا
اص*رت زهرة صوتا وهي تبتسم ابتسمت على اثره ألين وليلى ثم قالت ألين بسعادة مفاجئة لم تشعر بها الا وهي تحمل زهرة وتداعبها :
وانا ايضا ساكون سعيدة بصداقتك زهرة هانم
ثم قبلتها في خدها بينما زهرة تلامس شعرها الاحمر القصير فابتسمت ليلى وهي تقول :
يبدو انها ايضا اعجبت بلون شعرك
ابتسمت ألين بيأس ثم قالت :
اليس كذلك هو ايضا كان يحب شعري كثيرا
ولايزال ألين لايزال لكنه فقط يحتاج بعض الوقت
في المساء
وبعد ان تناول الجميع طعام العشاء في سكون خاصة وان تلك اول مرة تشاركهم فيها ألين الطعام وبوجود قصي لم يتحدث احد فقد كان جو ملىء بالتوتر بين غضب امينة وغرور رؤية وتفهم احمد وتجاهل قصي او تظاهره بذلك و**ت ألين التي ما ان انتهت من تناول الطعام حتى نهضت مسرعة توجهت الى الشرفة تستنشق الهواء بعيدا محاولة التفكير كيف ستحدث قصي وتخبره كل شىء وهو يتجاهلها تماما وكانها ليست موجودة او كأنها لم تكن حتى موجودة من قبل اغمضت عينيها آخذة نفس عميق وعندما فتحتها وجدته امامها ليتجمع كل ذلك الهواء في رئتها مسبب لها الم لم تعلم هل هو حقا بفعل الهواء او بفعل نظراته الثاقبة التي يوجهها لها لم يتكلم ولكنه مد لها بدفتر مذكراتها التي كانت تركته بجواره تناولته ثم وقبل ان تقول له شيئا اولى ظهره مغادرا لكنها استوقفته بسؤالها المكتوم بالدموع :
الم تفتحه ؟؟؟
في المساء
وبعد ان تناول الجميع طعام العشاء في سكون خاصة وان تلك اول مرة تشاركهم فيها ألين الطعام وبوجود قصي لم يتحدث احد فقد كان جو ملىء بالتوتر بين غضب امينة وغرور رؤية وتفهم احمد وتجاهل قصي او تظاهره بذلك و**ت ألين التي ما ان انتهت من تناول الطعام حتى نهضت مسرعة توجهت الى الشرفة تستنشق الهواء بعيدا محاولة التفكير كيف ستحدث قصي وتخبره كل شىء وهو يتجاهلها تماما وكانها ليست موجودة او كأنها لم تكن حتى موجودة من قبل اغمضت عينيها آخذة نفس عميق وعندما فتحتها وجدته امامها ليتجمع كل ذلك الهواء في رئتها مسبب لها الم لم تعلم هل هو حقا بفعل الهواء او بفعل نظراته الثاقبة التي يوجهها لها لم يتكلم ولكنه مد لها بدفتر مذكراتها التي كانت تركته بجواره تناولته ثم وقبل ان تقول له شيئا اولى ظهره مغادرا لكنها استوقفته بسؤالها المكتوم بالدموع :
الم تفتحه ؟؟؟
لتسمع رده بعد تفكير دون ان ينظر اليها :
كلا
اعادت سؤاله :
الم ينتابك الفضول لترى ما بداخله
لم يجب فسألت سؤال اخر :
الن تسألني لم غادرت
بصوت مبحوح يكاد يخرج قال :
لما قصصت شعرك ؟!
اومأت ألين برأسها فقد فهمت المغزى من سؤاله واجابت بابتسامة حزينة بخيبة :
اي انك تخبرني بانك لم تعد تعرفني تغيرت **تت ثم اضافت وانت لم اوقفت ساعتك ؟!تقصد بها ساعتهما التي اهدتها له والتي اعاد ضبطها لتكون ساعتهما فقط
اغمض قصي عينيه وقال بتألم :
هي توقفت بمفردها ربما انتهت اوقاتنا معا
سقطت دمعة ألين متأثرة بما قاله والتي لم تكن تتوقع ان يقوله بينما هو غادر فبل ان يستسلم لمشاعره التي تأبى وترفض ما يقوله دخل غرفته واغلق الباب سريعا ودقات قلبه الحزينة تتسارع لا يعلم لما لم يسألها برغم فضوله الشديد ليعرف سبب مغادرتها لكنه خائف ان تخبره شيئا اخر شيئا لن يستطيع تحمله شيئا يرفض عقله حتى ان يفكر به
دخل احمد على امينة التي كانت تقف باتجاه الشرفة شاردة احتضنها ثم قبلها في خدها وقال :
فيما تفكرين ؟؟
التفتت اليه امينة وقالت بنبرة جادة :
احمد لم احضرت ألين الى هنا مجددا
عقد احمد حاجباه وقال :
ما الذي تقولينه امينة هذا بيتها مكانها
اجابت امينة بغضب :
لكنها غادرت وتخلت عن هذا المكان دون اي سبب
لم يكن الامر بيدها اجاب احمد بعصبية ودون تفكير
**ت احمد امام انظار امينة المذهولة ثم جلس على السرير فاقتربت منه امينة :
هل هناك امر اجهله احمد
نظر اليها احمد بحزن ثم قال :
لقد كان عندها مرض سارة
بعد حديث قصي مسحت ألين دموعها ببطء واتجهت نحو المرسم الذي وجدته كما هو لمحت لوحة موضوعة على جانب اللوحات اقتربت منها ورفعتها بيدها تنظر اليها فهي لم تتذكر انها رسمت لوحة كهذه يوما حيث كانت تحتوي اللوحة على ثلاث الوان هما الابيض والاحمر والاصفر متمازجين بشكل جميل فوق بعضهم البعض رجعت ألين بذاكرتها لاخر يوم كانت فيه في المرسم قبل رحيلها انه ذلك اليوم الذي اتاها فيه قصي يطالبها بقضاء الوقت معه تعمقت في تذكر الموقف اكثر وهي تتذكر عندما رفعها قصي بين يده بعد ان رمى الالوان واللوحات على الارض ليضعها مكانهم كانت هذه اللوحة هي نتاج ذلك اليوم اذا لم يرمها اكرم ذلك اليوم ظنا منه انها من احدى لوحات ألين اوقفت ألين اللوحة تنظر اليها مجددا وتتأملها وكانها مرسومة بيدها ثم تناولت ريشة لم تضف على اللوحة شيئا سوى انها وضعت لها في الزواية اسم " العشق "
دخلت امينة على ألين المرسم تنظر اليها بحزن ، سقطت الريشة من يد ألين وهي تقول بدهشة :
ام عمتي
امسكت امينة يدها بحنان وقالت :
امي امي ألين
بعيون حائرة كانت تنظر ألين الى امينة ، فقالت امينة والدموع متجمعة في عينيها :
انا اسفة ابنتي انك عانيت كل ذلك وحدك انا اعتذر لغضبي منك انا
فقاطعتها ألين والدموع في عينيها :
امي ارجوك لا تعتذري ، فانا لم احزن مما قلته او حتى من غضبك فقط حزنت لاني كنت ساحرم من قول امي مجددا
بمجرد ان انهت ألين كلماتها حتى احتضنتها امينة بحرارة وهي تبكي قائلة :
عزيزتي شكرا لانك عدت مجددا ، شكرا لك لانك لم تتركينا
لتبكي ألين بين احضانها الدافئة الحنونة وهي تردد :
امي
في الصباح