نوفيلا حلم عاشقة
الجزء الرابع
كانت ألين تقف عند الباب وسمعت حوراهما ورأت دموع قصي وبكاءه ذهبت غرفتها واخذت تبكي وكأن عينيها لم تبكي قبل اليوم فان دموعنا تعبر احيانا ما تعجز عن تعبيره الكلمات
دخل قصي عليها ليجدها تجلس على السرير في انتظاره استبدل وجهه الحزين بوجه بشوش وقال :
حبيبتي ما رايك ان نسافر الى ايطاليا لاريك اياها سعجبك كثيرا
نظرت اليه ألين في الم اعتصر قلبه وقالت :
لا داعي ان تمثل قصي يمكنك البكاء يمكنك الحزن بالكاد رفعت صوتها قائلة :
يمكنك حتى ان تتطلقني وتتزوج غيري لتنجب منها
قال قصي مستغربا من كلامها :
ألين ما الذي تقوليه
كما سمعتني قصي انا موافقة ان تطلقني ان اردت وتتزوج غيري
يووك لابد انك متعبة وبدأت تهذين قال قصي محاولا التحكم في غضبه
لماذا الم تبكي بين احضان والدتك منذ قليل الست حزينا
قال قصي بنفاذ صبر :
ألين اهدئي ولا تقولي ما تندمين عليه فيما بعد
فيما بعد وهل اصبح هناك فيما بعد بيننا قصي لقد اصبح كل شىء الان مع والدتك اشكي اليها كل ما افعله
صرخ قصي قائلا :
ا**تي ألين
توقفت ألين عن الكلام بينما استمرت دموعها ليكمل قصي بصوته العالي :
الست انسان مثلك اشعر واريد البكاء هل تظني ان ما تمرين به تمرين به لوحدك هل تظني باني لست حزين بقدرك انني اتألم بقدرك انني احتاج من يبث لي الحنان بقدرك هل لانني كتمت ذلك بداخلي ابدو امامك بلا مشاعر حتى لا احزن بانه لن يكون لدي اطفال كانت جملته الاخيرة كفيلة باسقاط اخر دمعة من عيون ألين لتجف بعدها دموعها ابدااا
انهى قصي كلامه في ثورة غضبه وخرج من الغرفة مصفقا الباب خلفه بقوة دون ان يمسح دمعتها هذه المرة ودون ان يحتضنها ربما لاخر مرة
عاد قصي في منتصف الليل ثملا فوجد الغرفة فارغة والخزانة مفتوحة وليس بها ثياب ألين كان ذلك كفيلا بايفاقه خرج مسرعا يطرق باب عرفة احمد وامينة ويسأل بجنون :
اين ألين ابي
ارتدى احمد روبه هو وامينه وخرجوا معه وهو يركض في انحاء القصر مناديا بصوت عالي اشبه الى البكاء :
اين انت ألين عودي انا اعتذر ما كان يجب ان اصرخ فيك ألين ألين ثم جثى على ركبتيه امام الجميع من اهل اابيت والخدم وقال متمتما وهو يبكي :
اين انت ألين عودي لاراضيك مجددا لاحتضنك عودي انا اعتذر
مر اسبوع يبحث قصي فيه عن ألين كان يائسا في الحياة بدونها كان يلوم نفسه كل ليلة لانه صرخ بوجهها تلك الليلة كان يجب ان يراعي حزنها كان يجب ان يتفهمها وان يبث الطمأنينة لقلبها كما كان يفعل دوما كان يتمنى لو يفتح عينيه ليراها بجواره نائمة كالملاك لكنها لم تأتي وهو لم ييأس حتى رن هاتفه المحمول في ليلة كان فيها ثملا وحزينا نظر الى الرقم فلم يكن بجواره اسم اجاب ليسمع صوتها في الجهة المقابلة :
قصي
لم يصدق ما تسمعه اذناه فقال :
ألين
اجابت ألين على الطرف المقابل :
لقد اشتقت اليك تعال قصي تعال الي
ابتسم وهو يقول :
ساتي حبيبتي ارسلي لي اين انت وانا قادم
ثم اغلق الهاتف ووجد رسالة منها تخبره بعنوان الفندق الذي تمكث فيه اغنسل سريعا ليفيق من اثر الكحول ثم ارتدى ثياب اخرى جديدة وغادر وهو سعيدا بان ألين عادت مجددا الى حياته
طرق باب الغرفة وكله لهفة ان يراها مجددا امامه وماهي دقائق حتى فتحت الباب كانت لا تضع اي زينة على وجهها ولكنها كانت جميلة كانت تنظر اليه بعيون تلمعان كلها شوق اليه لم تتمالك زفسها واندفعت نحوه مقبلة اياه بكل ما اوتيت من قوة دخل قصي الغرفة واغلق الباب بقدمه بينما ألين كانت تفك زرائر قميصه اوقفها مرغما من بين انفاسه اللاهثة وقال بصوت مبحون يكاد يسمع :
علينا ان نتحدث
كانت مسندة جبهتها على جبهته ويداها لاتزالان على قميصه فقالت وعينيها مغمضتان :
لنتحدث فيما بعد ثم اكملت فتح القميص ليفقد قصي امام قوتها رغبتها وجرأتها التي لم يراها من قبل اي منطق دفعها نحو الحائط بقوة اشتياقهم لبعض فك ربطة شعرها وهو يقبلها بكل شغف ثم ازال قميصها ثم بدأ يقبل رقبتها بشغف وانفه ملتصق بجلدها لتزيد حرارة انفاسه مع زيادة اشتياقه حملها رأسها لتقوس ساقها بقدمه وشفتاه تأبى ان تفارق شفتاها توجه بها الى السرير مشبعا اشتياقه اليها والذي كان قد بلغ الذروة لدى كليهما
كانت تنظر اليه وهو نائم تشبع عينيها منه ثم دمعت وهي تعود بالذاكرة عندما كانت عند الطبيب
" انا اعتذر ألين هانم لكنكي لن تستطيعي الانجاب **ت ثوان مضيفا لد*ك ورم خبيث بالدماغ لقد ارسلت لصديقي دكتور مختص بهذه الامراض وتأكد من الامر واخبرني انك في مرحلة متأخرة من المرض يعني سيكون صعبا جدا عليك ان تحملي او ان تتحملي حتى الانجاب غير ذلك حتى وان حملت العلاج الكيميائي قد يؤثر بشدة على الطفل
سقطت كلماته كخنجر مسموم في قلب ألين لم تستطع تحمله لتسقط دموعها على خديها فهمي لم تكن تعلم ايدا ان الحياة قد تخفي لها هكذا شىء
قال الطبيب وقد شعر بالحزن لاجلها :
انا اعتذر حقا ألين هانم
لم تجبه فلم تكن الكلمات لتسعفها في تلك اللحظة فلتسقط دموعها ولتبكي المها لتبكي مرضها ولتبكي طفلها التي لن تراه يوما
ألين هانم نادى الطبيب باهتمام هل انت بخير
لم تجب وسارت بها قدماها خارج المكتب كانت تمشي في الشارع لا تعلم الى اين تذهب اي طريق لديها لتسلكه بعد نظرت حولها فلم تجد شيئا وقفت في منتصف الطريق ثم اطلقت العنان لدموعها لتسقط انهارت على الارض تبكي وتبكي وتبكي ربما الا مالا نهاية رفعت وجهها الى السماء وقالت :
يا الله
عندما دخل عليها قصي وفزع لمجرد ان رآها حزينة تذكرت بكاءه يوم سقطت كيف ترجاها ذلك اليوم الا تتركه ابدا امام نظراته القلقة المتساءلة ما كانت لتستطيع ان تخبره لم تستطع ان تخبره انها من المحتمل الا تعيش معه الدهر كله كما وعدته دوما انها من المحتمل الا تشيخ معه انها من المحتمل الا ترى اطفالهما واحفادهما لم تستطع اخباره انها ستنكث بكل وعودها له وبانها قد ترحل ذات يوم للابد اخبرته حينها انها لن تنجب لم تكذب ولكنها لم تخبره الحقيقة كاملة طلبت من الطبيب اخفاء الامر وترجته الا يخبر احدا
كانت تعلم انه يتألم كانت تشعر بدموعه التي تسقط على خدها بعدما يتأكد انها نامت لكنها كانت تعلم ان ذلك اخف عليه من ان تخبره الحقيقة كلها حتى رأته يبكي حتى رات دموعه ذلك اليوم بين احضان والدته لم تكن لتتحمل بكاءه كما لا يتحمل هو بكاءها كانت لا تستطيع ان ترى دموعه تسقط لاجلها قصيي ارجوك لا تبكي قررت تلك الليلة ان تفتعل معه شجارا عله يستطيع ان يكرهها ان ينساها اجل ستغادر كي لا تحزنه اكثر كي لا يتألم اكثر
غادر هو دون ان يودعها وغادرت هي ايضا اسبوع مر عليها كالجحيم في الفندق لم يكن يأتيها احد سوى ايمن " ابيها " الذي لم تخبره هو ايضا بمرضها فان له حياة اخرى على كل حال لا تريده ان يحزن او يمرض هو ايضا عندما يعلم ان ابنته اخر من تبقى من حب قصيه والتي تعرف عليها حزين ورثت ذلك المرض الخبيث منها وستموت به ذات يوم كذلك ودعت اباها ذلك اليوم قبل يوم سفرها ولم تستطع ان تغادر دون ان تراه ان ترى قصيها اجل انه قصي الخاص بها وقصيها وحياتها التي عاشت لاجله تعلم انها كانت انانية منها ان تشبع شوقها منه وتغادر ان تعطيه الامل وتسلبه ثانية لكنها لم تستطع لم تستطع الا تراه الا تشم رائحته مرة اخرى الا تودعه ستقاوم لاجله ستقاتل هذا المرض وحدها وان نجحت في هذه المعركة ستعود ستعود لتجده بانتظارها كما وعدها
سقطت دمعة من عينها على ورقة كتبت فيه جملتان فقط جملتان " سامحني احبك كثيرا "
ثم غادرت تاركة حياة لا تعلم ان كانت ستعود لها مجددا لقد قدر لها ان تعاني ان تقاتل هذه الحياة وحدها وهي ضعيفة لا تملك القوة لمحاربتها لكنها ستحاول ستحاول برغم ضعفها لاجله لاجل ان تراه ثانية وداعا قصي بل الى اللقاء قصيي
شاردة تنظر من نافذة غرفتها على الشجرة الكبيرة المقابلة لها والتي صاحبتها طيلة الفترة التي قضتها في المستشفى تتساءل
" انى لهذه الشجرة ان تكون صامدة هكذا برغم كل ما تمر به برغم هرمها وبرغم تساقط اوراقها "
امسكت دفتر مكتوب على غلافه " هنا سجلت اللحظات التي لم اكن فيها بجوارك لحظات المي وحزني لحظات مرضي " فتحت الدفتر وبدأت الكتابة :
" ربما تكون هذه اخر صفحة اكتبها لك لا اعلم ان كنت سأكتب لك مجددا ام لا لكني سأظل اكتب اليك حتى اخبرك في كل لحظة باني لم انساك وبانك كنت معي دوما
اتألم كثيرا لم يعد جسدي يتحمل العلاج لذا قررت ان انتهي من هذا الالم لكن اتعلم اقسى ما في الامر انني بقدر تألمي اشتاقك كثيرا اشتاق لرائحتك لضمك لي اشتاق حتى لصوتك الحنون يخبرني ان كل شىء سيكون على ما يرام برغم علمي وعلمك انه لن يكن كذلك لكن كلمة واحدة دوما منك كانت تبثني القوة التي احتاجها للنهوض للمقاومة لقد اخبرتني دوما ان اغمض عيني اذا ما تألمت لاجد عندما افتحهما شيئا جميلا ترى ان اغمضتهما الان ساراك او ان اغمضتهما الان سينتهي الالم
لقد خف شعري كثيرا وذبلت عيناي اكثر الاشياء التي كنت تحبها بي قد بدأت في هجري هي الاخرى لم يعد بي شيئا تحبه لاحبه قصي ربما الشىء الوحيد الذي بقي لدي منك والذي قد يهجرني هو الاخر قلبي
اعلم باني احزنتك بمقدار السعادة التي وهبتها لك واعلم الان انني ما كان يجب ان ارحل لكني لم اكن لاستطيع رؤية تألمك حزنك علي انني اتحمل المي الان لكني لم اكن لاستطيع تحمل المك لذا ارجوك ما ان تصلك مذكرتي هذه اعلم انني لم احب في حياتي احدا بقدرك لم يهمني في هذه الحياة شيئا بقدرك لم ابكي او افرح لم ابتسم او احزن الا لاجلك احبك يا اعز ما منحه لي الله في حياتي ارجوك سامحني ارجوك تذكرني ارجوك لا تنساني
ألين هانم لقد ارسلني الطبيب لاسألك ان كنت مستعدة ام لا قالت الممرضة
هل يمكنك منحي فقط دقيقتين اخرى
تمام
اغلقت ألين دفتر مذكراتها ثم نهضت تنظر الى الشجرة مجددا مخاطبة اياها وعيناها تلمعان قائلة :
وداعا لك انتي ايضا
ثم نزعت ثيابها وارتدت ثياب غرفة العمليات نظرت لنفسها بالمرأة كم شعرت انه بدا عليها الكبر عيناها الذابلتان شفتيهان اللتان اتخذا لونا اقرب الى البياض وجنتيها التي لم يعد بها اي قطرة دم وكأنها جثة هامدة امسكت المقص وبدأت بحزن بقص شعرها شعرها الذي كان يحبه تركت دمعة ساخنة تنحدر على وجنتيها اختصرت بها كل ما تشعر به من الم حزن وخوف
قبل ان تدخل غرفة العمليات قالت لكريم بخوف الا تعود مجددا :
ان لم اعد ان لم انجو ارجوك اعطه هذه المذكرة كريم ليكن هذا اخر ما اقدمه له اخبره ان يسامحني لانه انتظرني ولم اعد
حبس كريم دمعة في مقلتيه وقال :
سوف تعودين ألين سننتظرك جميعا ارجوكعودي سقطت دمعته وهو ينطقها بعد ان دخلت
كان كريم قد ارسل لها يوما بعد فقدانه الامل ان تحدثه
" هل نسيتيني " حينها تفاجأ باتصالها به واخباره بصوت ضعيف بانها هنا في امريكا في احد المستشفيات لم يصدق الامر او بالكاد استطاع تصديقه عندما دخل عليها ذلك اليوم ليجدها تنظر اليه بحزن محاولة ان تبتسم لكنه كان يعلم ان تلك لم تكن ابتسامه بل كان بكاءا لان ابتسامتها كانت تنير العالم بجمالها لانه كان يرى دائما كم هو محظوظ قصي ليحظى كل يوم بهذه الابتسامة هذه الابتسامة التي اختفت ولم تعد هذه الابتسامة التي يتمنى لو حقا تعد
فتح كريم عينيه ينظر اليها وهي نائمة من خلف الزجاج لقد مرت فترة وهي بغيبوبة بعد العملية لم تستيقظ ترى هل لازالت تحارب ام استسلمت كان الطبيب يخبره يوميا انها تعيش الان على الاجهزة ولا امل من نجاتها حيث برغم نجاح العملية واستئصال الورم بنجاح الا ان جسمها كان ضعيفا يريد الراحة مما يعني لو ألين سمعت له واستسلمت ستغادر ولن تعد مجددا
ضغط كريم بقبضة يده وهو يقول بنبرة ترجي :
هيا ألين كوني قوية ارجوك عودي الينا
الحياة
كلمة تحمل في معناها الكثير تحمل الحب العشق الحزن الكره الالم والسعادة
وانا قد وهبتني امي روحها لاتي الى هذه الدنيا بكل تلك المعاني ولكي اعيشها انا ايضا احببت وعشقت كرهت مرضي وتألمت وبكيت بكيت لاجل امي بكيت لاجله وبكيت لاجل كل شىء عجيبة هي هذه الدموع انها تنطلق من عيوننا في غزارة واسراف دائما حينما نفرح او نحزن وهي دائما ساخنة ودائما صادقة
صراع يحدث بين عقلي الذي يفكر به يتذكره بكل تفاصيله ويتذكر اجمل ذكرياته معه وبين جسدي جسدي الذي اهلكه المرض واضعفه لم يعد يقوى على التحمل لم يعد يستطيع المقاومة
ادرك ان الحياة لن تتوقف عندي سواء فتحت عيناي الان او اغلقتهما للابد لكن هل هو مازال ينتظرني هل يمكن ان اراه عندما اعود هل وفى بوعده لي هل هل تخبىء لي الدنيا سعادة لم اعشها بعد ،
بعد مرور فترة
اخرجت رأسها من نافذة السيارة ونسمات الهواء تداعب شعرها القصير الاحمر بخفة كانت ابتسامتها اجمل ما تستقبله تركيا في هذا اليوم
ابتسم كريم وهو يقول :
لازلتي كما انتي طفلة ألين
ادخلت رأسها وهي تقول في سعادة :
لا اصدق باني ساراه مجددا كريم
توقف كريم عن الابتسام ونظر اليها بجدية قائلا :
ألين هل انت واثقة انه لايزال ينتظرك
نظرت ألين له وقالت بتردد :
لقد وعدني بذلك انه سينتظرني دائما
التفت كريم ينظر من نافذة السيارة وقال :
لا تصدقي رجلا يخبرك انه سينتظر امرأة
لكن قصي سيفعل اجابت بثقة
التفت اليها وقال :
لا اريدك ان تصدمي فحسب **ت لوهلة ثم قال مشا**ا ثم الا تعد انانية منك ان تتأملي ان ينتظرك القصي كله
اجابته ألين بجدية بدت ظاهرة في عينيها :
لو كنت انا لفعلت كنت لانتظره القصي كله كريم
**ت كريم كمن راى في عينيها انه جرحها دون ان يقصد كان يريد ان يخبرها انه يعلم انها ستفعل ولكنه لا يعلم ان كان قصي كذلك ام لا اجاب مغيرا الموضوع :
ماذا ستخبريه
ساخبره كل شىء ما ان احكي له انا واثقة انه سيسامحني
هل ستذهبين اليه مباشرة
ابتسمت وهي تقول :
اجل ثم نظرت الى سائق الاجرة قائلة
عفوا لكن هلا اسرعت قليلا
لم تنتظر مصعد الشركة وصعدت على قدميها بينما دقات قلبها تتزايد مع كل درجة وصلت الى مكتبه رتبت شعرها ثوبها ثم كانت على وشك الدخول حتى استوقفتها المساعدة قائلة :
عفوا سيدتي هل استطيع مساعدتك
نظرت اليها ألين وقالت بابتسامة :
هل يمكنني رؤية عم اقصد السيد قصي
هل لد*ك موعد مسبق
كلا
اعتذر سيدتي ولكن لابد ان يكون لك موعد حتى اسمح لك بالدخول
اسمعي لابد حقا ان اراه كما اني واثقة انه عندما يعلم انه انا سيسمح لي بالدخول
ابتسمت المساعدة وقالت بفضول :
اعتذر سيدتي ولكن هل لي ان اعرف من انت
ابتسمت ألين وهي تنظر الى باب غرفته وتقول :
انا زوجته
بدى على المساعدة الدهشة ثم قالت :
حسنا اعتذر تستطيعين الدخول سيدتي
واقفا بقامته الطويلة امام نافذة مكتبه الكبيرة يحمل في يده ملفا يطلع عليه ؛ لم تكن تصدق انه حقا يقف امامها الان انها تراه حقا الان كانت تروي عطش عيناها منه ؛ تنظر الى وقفته التي امتلئت شموخا دقنه التي نبتت قليلا عما كانت عليه سابقا لتزيده رجولة ووسامة ، وانتبهت الى ربطة عنقه لتعرف انه اخيرا تعلم كيفية عقدها لكن لم يتسنى لها رؤية عيناه التي تحبهما والني كانت تطالع الملف
سمع طرق الباب ظانا انها درايا مساعدته لكن عندما لم يص*ر صوت منها التفت ليرى من اتى ليفاجأ بها امامه سقطت الاوراق من يده فيداه فقدت توازنها فجأة انها حقا هي مر شريط ذكرياته معها في لحظة امام عينيه ضحكاتهما زواجها مشا**تهما واخيرا ايامهما الاخيرة معا فسرعان ما تتبدل نظرته المذهولة اليها الى نظرة تشوبها الغموض غموض لم تستطع ألين ان تخمن ما ورائه هل هو غاضب ؟! هل اشتاق اليها ؟! ام هل نساها ؟! اقتربت منه تنظر اليه بحب وقالت بتردد :
قصير
لم يجب ولكن بقيت عيناه مثبتة عليها ينظر اليها نظرة يملؤها الغضب الحزن العتاب التساؤل اقتربت خطوة اخرى وهي تقول :
اسمع اعلم بانك غاضب لكن هناك الكثير من الامور التي حدثت يجب ان تعلمها
لم يجب مجددا فاقتربت وهي تنظر اليها بكل شوق وندم قائلة :
الم تشتاق الي
كانت جملتها الاخيرة كفيلة لترى تلك اللمعة في عينيه الغاضبة لتعلم انه اشتاق اليها كثيرا
" اشتقت اليك هل حقا تسألين هذا السؤال والان بعد كل تلك المدة اجل ألين اشتقت اليك كثيرا وكثيرا فوق ما تتصورين بل كل خلية بداخلي تشتاق اليك لكني كنت اعتدت على هذا الاشتياق اعتدت الا اراك الا عندما انام او اغفو اعتدت الا اشتم رائحتك الا بضم وسادتك اعتدت كل ذلك بصراع كبير لم عدت الان بعد ان كنت قد اعتدت غيابك ولو قليلا لم عدت وقد رحلت برغبتك الان قال قصي مخاطبا نفسه ومجاوبا على سؤال ألين لكنه لم يستطع ان يجبها "
اقتربت هي مجددا حتى اصبحت مقا**ه امامه تنظر الى عينيه تلك النظرة التي لو كان قصي صخرة للان امامها ثم قالت :
قصي انا
ولكن صوتا قاطعها قائلا :
قصي يجب عليك ان تغير هذه المساعدة هل تصدق انها لا تريدني ان ادثم توقفت عن الكلام عندما رأت ألين وقالت :
اعتذر هل قاطعتكما
نظر اليها قصي ثم سرعان ما نظر الى ألين التي رأى ذهولها اقتربت سنام منه واحتضنت ذراعه وهي تقول :
اعتذر حقا لمقاطعتكما ثم مدت يدها لألين تسلم عليها قائلة :
مرحبا انا سنام خطيبة قصي
ارتجف قلب ألين في قوة ، ثم اعتصرته قبضة باردة كادت توقف نبضاته وهي تتطلع اليه في ذهول وعتاب وحزن وتساؤل
لم ينفي لم يقل شيئا كان **ته مؤكدا للامر بانها فعلا خطيبته حبست دموعها لا يجب ان تسقط امامه امامهما ابتسمت ابتسامة هي اقرب للبكاء وهي تقول :
انا اعتذر لكن علي ان اغادر
وغادرت بخطوات سريعة مغادرة المكتب امام نظرات قصي الحائرة اجل الحائرة بين غضبه حزنه وعدم تمكنه من احتمال حزنها او رؤية تلك الدمعة الحبيسة في عينيها
خرجت ألين من الشركة وهي تحاول قدر استطاعتها ان تحبس دموعها ان تستوعب الامر كانت خطواتها اشبه الى الركض بحيث تمنت حقا في تلك اللحظة لو تختفي تماما الا يتألم قلبها الى هذا الحد والا تملك هذه العينان التي تبكي ظلت تمشي حتى ابتعدت عن انظار الجميع وتركت العنان لدموعها ان تنهمر اخرجت هاتفها واتصلت بايمن :
ابي ارجوك تعال لتأخذني
اغلق ايمن الهاتف ثم اتصل باحمد وقال :
ألين ذهبت لرؤية قصي لقد عرفت
اغلق احمد الهاتف بعد ان تحدث مع ايمن بخصوص ألين ثم رجعت به الذاكرة :
عندما دخلا هو وايمن على ألين ذلك اليوم كانت تصرخ من الالم وتبكي كانا متألمين لمنظرها كم تمنا حقا لو كانا يستطيعان مساعدتها باي طريقة حينها ولكن المرض كان اقوى منهم جميعا نظرت اليهما من بين المها وقالت من بين شهقاتها :
اريد رؤيته اشتقت اليه كثيرا ازادت بكاء وارتمت على الارض تقول :
انني اتألم كثيرا انه مؤلم
جلس احمد بجوارها بينما كانت دموع ايمن على خده وقال :
هل اخبره هل تريديني ان اجلب قصي عزيزتي
نظرت اليه من بين دموعها والمها وقالت :
لا ارجوك لاتفعل عدني بانك لن تفعل ارجوك عدني عمي الا تخبره ابدا اجل اريد رؤيته كثيرا لكني لا اريد ان ارى المه لا اريد ان اراه مثلكما لا يستطيع ان يفعل لي شيئا ارجوكما عداني
يومها وعد احمد وايمن ألين انهما لن يخبرا قصي ابدا بامر مرضها حتى تعود هي وتخبره بنفسها وان لم تعد ان لم تنجو حينها سيخبرانه كل شىء
مرت هذه اللحظة على ذاكرة احمد بعد مكالمة ايمن امامه وكأنه يراها امام عينه اغمض عينيه متألما ثم نهض من مكتبه الذي في القصر واخذ هاتفه ثم غادر متوجها الى ايمن حيث توجد ألين
___________________
كيف هي الان ؟سأل احمد ايمن يطمئن على ألين
لقد كانت حالتها سيئة لم اكن اعلم ما علي فعله
ربما كان يجب ان نخبرها بالامر لابد انه كان صعبا جدا عليها
**ت ايمن برهة ثم قال :
لقد نهضت بمعجزة احمد قاومت لاجله لم نكن نستطيع حينها ان نسلب ذلك الامل فجأة
اجل معك حق
خرجت ألين بخطوات بطيئة وكأنها تقف بصعوبة على قدميها تطل بوجهها المتعب على ايمن واحمد توقفت ثم قالت بنبرة هادئة قاطعة حديثهما :
عمي خذني معك
نظر احمد الى ايمن متفاجئا من طلب ألين في رغبتها في البقاء مع قصي في مكان واحد لم يعلم ما عليه قوله نظر لايمن فلم يجد منه سوى ايماءة برأسه للموافقة على طلبها فهو يعلم مدى حاجتها للبقاء بجوار قصي كما يعلم انها تريد الان ان تصلح خطئها في تركه ذلك اليوم فقد تأكدت الان انه ما كان يجب عليها ان ترحل
______________
دخلت ألين القصر وشريط ذكرياتها الاخيرة تمر امامها كانت خطواتها خائفة مرتجفة ربما
كان الجميع في انتظارها بلا استثناء هناك من ينظر اليها بغضب كرؤية التي تكره وجودها من الاساس والتي كانت سعيدة برحيلها وامينة التي لا تستطيع ان تسامحها على ما فعلته بابنها
وهناك من كان ينظر اليها بتساؤل وفرحة في نفس الوقت " لم غادرت ولم عادت الان " كايملي واسراء واكرم سلمت ألين عليهم جميعا حتى لم يتبقى سوى امينة التي مشت مولية ظهرها لألين لعدم استطاعتها على مصافحتها حتى فسمعت ألين تنادي عليها بتوسل باكي :
امي
اغمضت امينة عينيها امام كلمتها محاولة استيعاب الموقف ثم التفتت اليها قائلة بالم وحزن :
بل عمتي ألين **تت برهة امام دموع ألين ثم اضافت وهي تكتم دمعتها لقد اعطيتك ثقتي من قبل وخنتها حطمتي قلب ابني غادرت دون ان تلتفتي خلفك حتى فلا حق لك لتعودي مجددا الان
رمت امينة كلماتها في وجه ألين بسرعة ثم غادرت قبل ان تسقط دمعتها وامام انظار الجميع
___________
صعدت ألين غرفتها هي وقصي السابقة والتي كان قد هجرها قصي بعد رحيلها وعاد لغرفته السابقة كانت دموعها الساخنة تسقط واحدة تلو الاخرى على خديها فلم يكن ما تمر به سهلا كما لم تتوقع ان يكون صعبا ومؤلما الى هذا الحد
باناملها الرفيع اخذت تتلمس كل شىء يمر في طريقها الاريكة الجدران الخزانة كيف لهذا الزمن ان يكون هكذا وكأنها غادرت البارحة رحيلها ؛ بكاءها ؛ دموع قصي وصراخه عليها اخر مرة ؛ كل شىء تذكرته ألين وهي تبكي بكل قوة على ما حدث
فتحت خزانة الثياب لتجد فقط قميص واحد لقصي بداخلها من بين دموعها اخذت تنظر اليه لقد كان ملطخا بدموع سوداء عادت بها الذاكرة لذلك اليوم عندما فشل معرضها ؛ كيف عانقها ذلك اليوم ؛؛ كيف احتواها ؛؛؛ قربته من انفها تشتم رائحته وتبكي كم تتمنى لو يعانقها الان مجددا لو يراضيها الان مجددا اغمضت عينيها تحاول ان تشعر بنفسها بين احضانه ان تشعر بحرارة ص*ره التي تبثها الحنان والامان الذي وهبه لها دوما والذي لم يعد موجودا الان لكن الامر لم يزدها سوى حزنا اكثر والما اكثر فهو ليس هنا ولن يمسح دمعتها لانه غاضب لانه مجروح ولانه لم يعد لها هي ايضا غاضبة منه ؛ لانه خان وعده لها لكنها تعلم انها اخطأت لذا لا تريده ان يراها كتلك التي غادرت دون ان تفكر به فهي لم تكف يوما عن التفكير به وبحاله لكنها في ذلك الوقت كانت فاقدة للامل كانت تظن ان ذلك هو الافضل بالنسبة له ان يظن انها غادرت وحسب قد تعود وقد لا تعود بدلا ان يعرف انها مريضة وانها قد لا تعود
عانقت قميصه مقربة اياه من انفها ونامت مقوسة قدميها اغمضت عينيها المليئة بالدموع تتذكر ايامهما السعيدة معا كانت دموعها تتساقط كخيباتها التي تأتي واحدة تلو الاخرى حتى خيل لها ان دموعها قد جفت او انتهت
في الصباح
استيقظت ألين من النوم تشعر بصداع شديد ناتج عن بكائها ليلة البارحة كانت صينية طعام على مقربة منها تذكرت عندما اتت ايملي في المساء ومعها صينية الطعام واخبرتها بنبرة حانية اشتاقت اليها ألين ؛ تخبرها انه يجب ان تتناول شيئا وبرغم وعد ألين لها بان تتناول الطعام الا انها بمجرد خروجها احتضنت قميص قصي مجددا غاطة في نوم عميق لم تنعم به من فترة طويلة _ربما منذ ان تركته _ مكتفية باشتمام رائحته وبالشعور به بجوارها
نهضت ألين من الفراش بثقل ارجعت القميص الى الخزانة ثم اخرجت ثيابها وتوجهت الى الحمام تغتسل وتذهب الى ليلى
بينما كان قصي يجلس على فراشه متكأ على كفيه يفكر في ألين فعندما صعد ليلة البارحة وبرغم تعبه الشديد من العمل الذي كثفه حتى لا يفكر فيها الا انه شعر بها في القصر وبوجودها شعر برائحتها التي لايزال يميزها انفه وعندما رأى ايملي تخرج من غرفتهما التي لم يستطع ان يدخلها بعد رحيلها علم انها عادت عادت بشكل جدي عادت ولا يعلم كيف سيكون لقاءهما فيما بعد حرك شعره ببطء وهو يحاول ازاحة الافكار التي لايريدها من رأسه ثم اخذ ثيابه وتوجه الى الحمام ليغتسل عل تلك الافكار تزول جميعها
لم تحضر ألين تناول طعام الافطار مع العائلة لكي لا تلتقي قصي ولكنها توجهت الى ليلى مباشرة
فتحت لها الخادمة وعندما رأتها قالت بابتسامة متفاجئة :
ألين هانم
مرحبا شيبنام هل ليلى هنا قالت ألين بشبه ابتسامة
اجل تفضلي ساناديها حالا
بعد برهة
وبينما كانت ألين تنتظر ليلى في غرفة المعيشة حتى التفتت لتجدها امامها تنظر اليها بعيون غاضبة معاتبة الى حد كبير وفقت مباشرة وهي تقول بسعادة مشوبة بالحزن :
ليلى
لم تتغير نظرة ليلى بل تحولت الى حزن اكبر وهي تقول باستخفاف :
مرحبا ألين خير ما الذي ذكرك بنا
المت جملتها ألين كما علمت منها مدى غضبها فقالت والدموع تتجمع في عينيها :
لقد اشتقت اليك صديقتي
تماسكت ليلى امام جملتها وقالت بلهجة صارمة :
اشتقت الي حقا لقد ظننت انك نسيتي من الاساس ان لد*ك صديقة تدعى ليلى
ليلى قالت ألين بتألم مطالبة ليلى بان تتوقف عن لومها ولكن ليلى اضافت :
غادرت هكذا واكون انا اخر من يعلم هل تعلمي كم قلقت عليك مدى محاولتي الاتصال بك للاطمئنان عليك فقط لكن ماذا فعلت انتي لم ترسلي لي برسالة واحدة فقط تخبريني فيها انك بخير على الاقل لم تفعلي ألين والان قادمة بعد كل هذه المدة تخبريني انك اشتقت الي بالله عليك
لم تجب ألين فقد كانت دموعها تقول كل شىء في تلك اللحظة مما جعل ليلى ترق لثانية ثم تعود لصرامتها مجددا قائلة :
انا اعتذر حقا ولكني مشغولة الان اراك لاحقا ثم التفتت مديرة ظهرها لألين فقالت ألين بنبرة متوسلة من بين دموعها :
لا تفعلي ذلك انت ايضا ارجوك لا تديري لي ظهرك انت ايضا لم يعد احدا موجودا من اجلي
لم تستطع ليلى ان ت**د امام كلماتها هذه فلطالما اعتبرت بان وجود ألين في حياتها كالاخت التي لم تحظى بها ابدا بل اقرب لم تتحمل فكرة مغادرتها دون ان تعلم كانت قلقة عليها وكأنها كانت تشعر بان امرا سيئا يحدث معها كانت خائفة الا تراها مجددا التفتت تنظر اليها بعتب ثم اندفعت معانقة اياها وهي تض*ب ظهرها بخفة قائلة :
اين كنت يا حمقاء لم غادرت من الاساس لما لم تخبريني
لم اكن اريد احزانك لم اكن اريد احزانكم جميعا ليلى
اوقفت جملتها ليلى عن البكاء ونظرت اليها تقول من بين دموعها :
موجوع قلبي والتعب بيهمن اباوع على روحي ين**ر قلبي عليه موجوع قلبي والتعب بيه من اباوع على روحي ين**ر قلبي عليهتعبان وجهي وعيوني قهرتنيدنيا شلت حال حالي وبحياتي كرهتني كرهت الحب ماريده دمرنيطيب اني وادري طيبي لهالحال وصلنيموجوع قلبي والتعب بيهمن اباوع على روحي ين**ر قلبي عليهكل يوم صدمه اقوى من اللي قبلهااني واصل بالشدايد شده محد واصل الهاكل يوم صدمه اقوى من اللي قبلهااني واصل بالشدايد شده محد واصل الهامحد وقفلي من كنت محتاج وقفهالصلابه بهالناس مدري هاي الدنيا صلبه دخيل الله من الدنيا من العالمربي خلي هذا همي نهاية كل ظالمموجوع قلبي والتعب بيهمن اباوع على روحي ين**ر قلبي عليهماريد كل شي بس انام وراسي بارداني من هسه بحياتي ماعندي ولا واحدماريد كل شي بس انام وراسي بارداني من هسه بحياتي ماعندي ولا واحدماريد اتعب تعبي يطلع مو نصيبيعاجبني اسمي لا حد يقولي حبيبيبدون دموع اريد اكمل باقي عمري وللباري ربي راح اسلم امري