نوفيلا حلم عاشقة
الجزء الثالث
مرت سنة على زواجكما الا تنويان ان ترزقا بطفل
نظرت ألين لامينة بتوتر بدى عليهة ولم تستطع الاجابة وضعت امينة يدها على يد ألين وقالت بابتسامة حنونة :
تعلمين انا واحمد اصبحنا متفرغين وكم نتمنى ان نرى حفيد يلعب في هذا البيت اعلم انك لا تريدي ذلك الا بعد الانتهاء من دراستك لكن
قاطع كلامها قصي الذي عاد من العمل قبل جبهتها وخد ألين ثم قال :
ترى فيما كانت الزوجة وحماتها يتحدثان
كلام خاص لا يجب ان تعرفه اجابت امينة مازحة
ابتسم قصي وقال :
هكذا اذا
نظرت ألين اليه وقالت بابتسامة :
اجل
اقتربت امينة من ألين وقالت لها هامسة :
اتمنى ان تفكري في كلامي عزيزتي وساحترم قرارك مهما كان
ابتسمت ألين وهزت لها رأسها قائلة :
تمام
دخلت اسراء تحمل صينية الحساء بعد ان انتهت منها ألين فقالت امينة لها :
اعدي لقصي طبقا ليتذوقه
قال قصي :
لا بأس ساتذوق ما بقي من زوجتي ثم نظر لألين مبتسما
ناولته اسراء الطبق ثم نظرت لألين وقالت :
اه ألين هانم كنت سانسى ان اخبرك يبدو انه كان هناك لص البارحة في مرسمك مستغلا انه لا تحد في البيت
قالت ألين باندهاش :
ماذا لص
اجل سيدتي اخبرني بذلك اكرم اليوم عندما وجد باب المرسم مفتوح وذهب ليغلقه وجد كل شىء هناك في غير محله كان المرسم فوضى
سعل قصي وهو يتناول الحساء عندما سمع كلام اسراء ثم نظر الى ألين التي تحاول اخفاء خجلها وابتسامتها في نفس الوقت وقال :
اووه يبدو انه لص محترف
كتمت ألين ضحكتها وقالت :
وفوضوي ايضا
اجابت امينة التي كانت تتابعهما :
تتكلمان وكأنكما تعرفان اللص
نفت ألين سريعا بعد ان شعرت بالحرج :
من اين لنا ان نعرفه امي لكن هذا ما بدا
نظرت امينة الى اسراء وقالت :
اخبري اكرم ان يغير قفلا اخر للباب كان اخر همنا ان يدخل لصوص القصر ايضا
لصوص ماذا قالت رؤية وهي تدخل الغرفة
لن تصدقي يبدو انه كان هناك لص يحاول سرقة لوحات ألين
يوك ارتك قالت رؤية بسخرية ثم انتهبت الى نظرات امينة الغاضبة فقالت محاولة توضيح موقفها اعني لابد انك مخطئة قد تكون قطة او ماشابه
قطة تجعل المرسم بهذه الفوضى لا اصدق
نظر قصي لألين بانحراف فقالت هاربة من نظراته وحوار امينة ورؤية المحرج :
حسنا امي سنستأذنك انتي وعمتي ثم نهضت ونهض خلفها قصي
دخلت الغرفة ووجنتاها تنفجران حمرة بينما دخل خلفها قصي وهو يحاول الا يضحك فابتسمت ألين وقالت :
اضحك انظر للموقف الذي اقحمتنا فيه ماذا ان كانوا لاحظوا الامر الان
احاط قصي ألين من خصرها بينما احاطت ألين رقبه بذراعيها وقال :
ليلاحظوا باناني انتي زوجتي والقصر قصري
ابتسمت ألين في خجل ثم قالت مغيرة موضوع الحديث :
كيف كان يومك
لا تسألي كان متعبا جدا دعكي مني كيف مر يومك انتي
اممم كان عاديا ولكن
ولكن ماذا
امي اعني والدتك لقد حدتثني في امر منذ قليل
عقد قصي حاجباه متسائلا :
امر ماذا
انها انها تريد حفيد
رفع قصي حاجباه بابتسامة مرددا :
حفيد
ابعدت ألين نظرها عنه وقالت :
اجل
لابد ان نجتهد في الامر اوزمان
ض*بته ألين بخفة على كتفه وقالت :
لا تتواقح لنتكلم بجدية
تمام ما رايك
لا اعلم تبدو لي انها تريد الامر بشدة لكنها لا تريد الضغط علينا ماذا عنك مارايك انت
انا لا مانع لدي ساكون سعيدا ان يكون لدي طفل منك يشبهك تماما
ابتسمت ألين وقالت :
لا اعلم شعرت بشىء غريب عندما قلت طفل يشبهني انه شعور جيد ان يكون لدينا طفل اليس كذلك
بالطبع كذلك سيسعد ذلك امي وابي كثيرا
تحمست ألين للفكرة وقالت :
لنذهب الى الطبيب غدا اذا لاجري بعض الفحوصات
حسنا اذا
لكن لا تخبر امي لنجعلها مفاجأة لها
موافق
ابتسمت ألين بسعادة كلما فكرت بالامر وقالت :
ايي اريده ان يشبهك كثيرا قصي ان اراك فيه
ليشبه كلينا اراك فيه وتريني ولتكن فتاة جميلة مثلك تخ*ف قلب وعقل كل من يراها
وان تكون طيبة القلب مثلك قلبها يسع الجميع ويكفي لحبيب واحد فقط
ابتسم قصي وقال :
لتكن قطع اخرى ثمينة منك ألين احتفظ بها بين قطعي النادرة لتكن دوما مميزة وفريدة كوالدتها
ابتسمت ألين ثم قبلته في كتفه وعانقته بكل حب وحنان فرحة بقرارهما وبكلامه الذي يشعرها دوما بتميزها
في اليوم التالي
لم يستطع قصي ان يذهب مع ألين للطبيب حتى حدث معه اجتماع طارىء يجب ان يحضره مما جعل ألين وبرغم خوفها من الذهاب بمفردها الى حثه على الذهاب كي لا يتأخر شىء وبانها ستقوم بالامر بمفردها ثم ستطمأنه عبر الهاتف وافق قصي على مضض واخبرها انه سيعوضها ذلك عند ذهابها للطبيب عندما تصبح حامل
ارتدت ألين تنورة سوداء قصيرة ضيقة وعليها قميص من الكتان حمراء داكنة اللون ذات اكمام ثم فردت قامت بفرد شعرها ووضعت بعض الزينة ثم خرجت متجهة الى المستشفى
قامت ألين بالفحوصات اللازمة ثم دخلت للطبيب الخاص بالعائلة
مرحبا ألين هانم تفضلي قال الطبيب سنان بابتسامة
ابتسمت ألين ثم جلست كان الطبيب ينظر الى الفحوصات بدقة كبيرة ثم بعد ان انتهى ابتسم لألين وقال :
ألين هانم
تفضل سنان بيه
هل لي ان اطلب منك القيام بفصوحات اخرى
توقفت ألين عن الابتسام وقالت :
هل هناك مشكلة
هز سنان رأسه نافيا بنصف ابتسامة مجاملا :
لا تقلقي ألين هانم لكني لا استطيع ان اخبرك اي شىء حتى ارى الفحوصات التي ساطلبها منك يمكن
هزت ألين رأسها بالايجاب قائلة :
تمام
قامت ألين بالفحوصات والتحاليل الاخرى التي طلبها منها الطبيب سنان
بعد ساعة
دخلت عليه لتجده يدقق مجددا في تحاليلها والفحوصات القديمة والجديدة عندما رآها اشار اليها بالجلوس :
تفضلي ارجوك ألين هانم
ما الامر سنان بيه هل هناك شىء ما
ألين هانم انا حقا اعتذر لكنك لا تستطيعي الانجاب
دخل قصي الغرفة ليجد ألين تجلس على السرير تشبك اصابعها شاردة مهمومة وحزينة بشكل لم يرها عليه من قبل فقد كانت عينيها حمراوتان وقد مسحت الزينة التي على وجهها جثى على ركبتيه بجوار قدمها وقال بلهفة :
ألين حبيبتي ما الامر هل انت بخير
لم تجب ألين وبقيت عينيها مثبتتان ليدها المتشابكتان
عندما لم تجبه قال قصي بلهفة وقلق اكبر :
ألين ارجوك اجيبيني ما الامر عزيزتي
رفعت ألين وجهها ونظرت في عينيه لتدمع عينيها وهي تقول بصوت اقرب الى البكاء :
انا لن استطيع الانجاب قصي لن استطيع ان امنحك شىء مني
**ت قصي وكأن العالم توقف من حوله فقد كانت كلماتها الباكية تمزق كل جزء من قلبه **اكين حادة لم يعلم ماذا يجب ان يقول كان ينظر اليها الى دموعها الاكثر حزنا وكان ينظر الى حالهما الى قدرهما اللذي لا يعلم ما يخططه لهما حاول التحدث وشفتاه ترتجفان قائلا :
اليس هناك ما يمكننا فعله نستطيع الذهاب لاي طبيب اخر هنا خارج تركيا في اي دولة اخرى
هزت ألين رأسها نافية :
لا نستطيع فعل شىء لن يستطيع احد مساعدتنا
حاول قصي اخفاء حزنه الذي بدى وبشدة امام ألين ثم نهض وجلس بجوارها قائلا محاولا تهدئتها وتخفيف حزنها الذي يدمي له قلبه :
ألين اذا هذا هو ما مقدر لنا فانا راض يكفيني انت بجواري ساحتفظ بالقطعة الوحيدة والمميزة لدي ارجوك لا تبكي
نظرت له ألين من بين دموعها وقالت :
الا تريد طفل مني
المت جملتها قصي فقال نافيا :
بالطبع اريد ألين وبشدة لكن الا ترين ان الله لا يريد لنا ذلك الان
لم تجبه ألين فقد كانت دموعها المتألمة تحكي الف قصة ورواية عن مدى حزنها احاطها قصي من الخلف ضامنا اياها في ص*ره لتبكي بصوت عالي كالطفلة الصغيرة التي ان لبثت ان اعطتها الحياة السعادة حتى سلبتها مجددا
بعد ليلة طويلة قضتها ألين بالبكاء ونامت بعدها من شدة الارهاق كان قصي نائما بجوارها ينظر اليها ودموعه على خده كان يتمنى لو يشاركها البكاء ان يبكي لاجلها لاجله ولاجل كل شىء لكنه لم يستطع ؛ كان يجب ان يحتويها ان يهدئها ان دفنته التي تبكي دفنته التي لن يستطيع الحصول على نسخة اخرى منها حيث بعد ليلة طويلة من التفكير والبكاء نام هو ايضا بجوارها يحتضنها في ص*ره
استيقظ قصي في الصباح فزعا عندما لم يجد ألين بجواره التفت حوله ليجدها تقف بالشرفة بقميص نومها تشاهد شروق الشمس
عانقها من الخلف وهو يغطيها بشال خفيف بعد **ت طال بينهما وهما يشاهدان شروق الشمس سقطت دمعة من عين ألين على ذراع قصي المحيط بها ثم قالت بصرتها الباكي :
كنت اريد ان اهبك جزء مني يذكرك بي دوما كنت اريد ان ان تكتمل سعادتي بوجدكما معا فيها طفل واحد فقط طفل واحد فقط ما اريده ولا اريد شيئا اخر صدقني
حبس قصي دموعه بشدة وقام لف بألين اليه محتضنا اياها ومقبلا كتفها لتشهق هي بالبكاء مزيدة الم قلبه وروحه فقال من بين دموعه :
لا تبك حبيبتي لا تبك يا قصيي لا تبك دفنتي
بعد مرور اسبوع ألين لم تنتهي فيهم من البكاء لم تكن تشارك فيه العائلة في وجبات الطعام وكان قصي يتحجج لها بانها تدرس وتعمل وليست متفرغة كانت حالتها تسوء يوما عن يوم حتى بدى ذلك لامينة التي نادت قصي في ليلة وقالت :
بني هل هناك شىء بينك انت وألين
كلا امي لماذا
لا اعلم هي اصبحنا لا نراها حتى المرسم لم تعد تنزله وانت اصبحت شاردا ومهموما وضعت يدها على يده وقالت بصوتها الحنون :
بني ان كان هناك شىء اخبرني علي استطيع مساعدتكما
نزلت دمعة من عين قصي رغما عنه وقال :
ألين لن تستطيع الانجاب امي لن نستطيع ان نهبكم حفيد
نزلت جملة قصي كالصاعقة على امينة التي تغير لونها فجأة وقالت :
ماذا **تت برهة واضافت الا يمكن ان تعالج في الخارج
كلا امي ألين اخبرتني ان الطبيب اخبرها انه لا يمكننا ان نفعل شيئا
وضعت امينة كفها على وجه قصي وقالت وعيونها تلمعان :
اه بني اي امر هذا اه بني
لم يتمالك قصي نفسه وعانق امينة مخرجا بكاء اسبوع كامل اسبوع كتمها كي لاتراه ألين فتحزن اكثر
كانت ألين تقف عند الباب وسمعت حوراهما ورأت دموع قصي وبكاءه ذهبت غرفتها واخذت تبكي وكأن عينيها لم تبكي قبل اليوم فان دموعنا تعبر احيانا ما تعجز عن تعبيره الكلمات
دخل قصي عليها ليجدها تجلس على السرير في انتظاره استبدل وجهه الحزين بوجه بشوش وقال :
حبيبتي ما رايك ان نسافر الى ايطاليا لاريك اياها سعجبك كثيرا
نظرت اليه ألين في الم اعتصر قلبه وقالت :
لا داعي ان تمثل قصي يمكنك البكاء يمكنك الحزن بالكاد رفعت صوتها قائلة :
يمكنك حتى ان تتطلقني وتتزوج غيري لتنجب منها
قال قصي مستغربا من كلامها :
ألين ما الذي تقوليه
كما سمعتني قصي انا موافقة ان تطلقني ان اردت وتتزوج غيري
يووك لابد انك متعبة وبدأت تهذين قال قصي محاولا التحكم في غضبه
لماذا الم تبكي بين احضان والدتك منذ قليل الست حزينا
قال قصي بنفاذ صبر :
ألين اهدئي ولا تقولي ما تندمين عليه فيما بعد
فيما بعد وهل اصبح هناك فيما بعد بيننا قصي لقد اصبح كل شىء الان مع والدتك اشكي اليها كل ما افعله
صرخ قصي قائلا :
ا**تي ألين
توقفت ألين عن الكلام بينما استمرت دموعها ليكمل قصي بصوته العالي :
الست انسان مثلك اشعر واريد البكاء هل تظني ان ما تمرين به تمرين به لوحدك هل تظني باني لست حزين بقدرك انني اتألم بقدرك انني احتاج من يبث لي الحنان بقدرك هل لانني كتمت ذلك بداخلي ابدو امامك بلا مشاعر حتى لا احزن بانه لن يكون لدي اطفال كانت جملته الاخيرة كفيلة باسقاط اخر دمعة من عيون ألين لتجف بعدها دموعها ابدااا
انهى قصي كلامه في ثورة غضبه وخرج من الغرفة مصفقا الباب خلفه بقوة دون ان يمسح دمعتها هذه المرة ودون ان يحتضنها ربما لاخر مرة
عاد قصي في منتصف الليل ثملا فوجد الغرفة فارغة والخزانة مفتوحة وليس بها ثياب ألين كان ذلك كفيلا بايفاقه خرج مسرعا يطرق باب عرفة احمد وامينة ويسأل بجنون :
اين ألين ابي
ارتدى احمد روبه هو وامينه وخرجوا معه وهو يركض في انحاء القصر مناديا بصوت عالي اشبه الى البكاء :
اين انت ألين عودي انا اعتذر ما كان يجب ان اصرخ فيك ألين ألين ثم جثى على ركبتيه امام الجميع من اهل اابيت والخدم وقال متمتما وهو يبكي :
اين انت ألين عودي لاراضيك مجددا لاحتضنك عودي انا اعتذر
مر اسبوع يبحث قصي فيه عن ألين كان يائسا في الحياة بدونها كان يلوم نفسه كل ليلة لانه صرخ بوجهها تلك الليلة كان يجب ان يراعي حزنها كان يجب ان يتفهمها وان يبث الطمأنينة لقلبها كما كان يفعل دوما كان يتمنى لو يفتح عينيه ليراها بجواره نائمة كالملاك لكنها لم تأتي وهو لم ييأس حتى رن هاتفه المحمول في ليلة كان فيها ثملا وحزينا نظر الى الرقم فلم يكن بجواره اسم اجاب ليسمع صوتها في الجهة المقابلة :
قصي
لم يصدق ما تسمعه اذناه فقال :
ألين
اجابت ألين على الطرف المقابل :
لقد اشتقت اليك تعال قصي تعال الي
ابتسم وهو يقول :
ساتي حبيبتي ارسلي لي اين انت وانا قادم
ثم اغلق الهاتف ووجد رسالة منها تخبره بعنوان الفندق الذي تمكث فيه اغنسل سريعا ليفيق من اثر الكحول ثم ارتدى ثياب اخرى جديدة وغادر وهو سعيدا بان ألين عادت مجددا الى حياته
طرق باب الغرفة وكله لهفة ان يراها مجددا امامه وماهي دقائق حتى فتحت الباب كانت لا تضع اي زينة على وجهها ولكنها كانت جميلة كانت تنظر اليه بعيون تلمعان كلها شوق اليه لم تتمالك زفسها واندفعت نحوه مقبلة اياه بكل ما اوتيت من قوة دخل قصي الغرفة واغلق الباب بقدمه بينما ألين كانت تفك زرائر قميصه اوقفها مرغما من بين انفاسه اللاهثة وقال بصوت مبحون يكاد يسمع :
علينا ان نتحدث
كانت مسندة جبهتها على جبهته ويداها لاتزالان على قميصه فقالت وعينيها مغمضتان :
لنتحدث فيما بعد ثم اكملت فتح القميص ليفقد قصي امام قوتها رغبتها وجرأتها التي لم يراها من قبل اي منطق دفعها نحو الحائط بقوة اشتياقهم لبعض فك ربطة شعرها وهو يقبلها بكل شغف ثم ازال قميصها ثم بدأ يقبل رقبتها بشغف وانفه ملتصق بجلدها لتزيد حرارة انفاسه مع زيادة اشتياقه حملها رأسها لتقوس ساقها بقدمه وشفتاه تأبى ان تفارق شفتاها توجه بها الى السرير مشبعا اشتياقه اليها والذي كان قد بلغ الذروة لدى كليهما
كانت تنظر اليه وهو نائم تشبع عينيها منه ثم دمعت وهي تعود بالذاكرة عندما كانت عند الطبيب
" انا اعتذر ألين هانم لكنكي لن تستطيعي الانجاب **ت ثوان مضيفا لد*ك ورم خبيث بالدماغ لقد ارسلت لصديقي دكتور مختص بهذه الامراض وتأكد من الامر واخبرني انك في مرحلة متأخرة من المرض يعني سيكون صعبا جدا عليك ان تحملي او ان تتحملي حتى الانجاب غير ذلك حتى وان حملت العلاج الكيميائي قد يؤثر بشدة على الطفل
سقطت كلماته كخنجر مسموم في قلب ألين لم تستطع تحمله لتسقط دموعها على خديها فهمي لم تكن تعلم ايدا ان الحياة قد تخفي لها هكذا شىء
قال الطبيب وقد شعر بالحزن لاجلها :
انا اعتذر حقا ألين هانم
لم تجبه فلم تكن الكلمات لتسعفها في تلك اللحظة فلتسقط دموعها ولتبكي المها لتبكي مرضها ولتبكي طفلها التي لن تراه يوما
ألين هانم نادى الطبيب باهتمام هل انت بخير
لم تجب وسارت بها قدماها خارج المكتب كانت تمشي في الشارع لا تعلم الى اين تذهب اي طريق لديها لتسلكه بعد نظرت حولها فلم تجد شيئا وقفت في منتصف الطريق ثم اطلقت العنان لدموعها لتسقط انهارت على الارض تبكي وتبكي وتبكي ربما الا مالا نهاية رفعت وجهها الى السماء وقالت :
يا الله
عندما دخل عليها قصي وفزع لمجرد ان رآها حزينة تذكرت بكاءه يوم سقطت كيف ترجاها ذلك اليوم الا تتركه ابدا امام نظراته القلقة المتساءلة ما كانت لتستطيع ان تخبره لم تستطع ان تخبره انها من المحتمل الا تعيش معه الدهر كله كما وعدته دوما انها من المحتمل الا تشيخ معه انها من المحتمل الا ترى اطفالهما واحفادهما لم تستطع اخباره انها ستنكث بكل وعودها له وبانها قد ترحل ذات يوم للابد اخبرته حينها انها لن تنجب لم تكذب ولكنها لم تخبره الحقيقة كاملة طلبت من الطبيب اخفاء الامر وترجته الا يخبر احدا
كانت تعلم انه يتألم كانت تشعر بدموعه التي تسقط على خدها بعدما يتأكد انها نامت لكنها كانت تعلم ان ذلك اخف عليه من ان تخبره الحقيقة كلها حتى رأته يبكي حتى رات دموعه ذلك اليوم بين احضان والدته لم تكن لتتحمل بكاءه كما لا يتحمل هو بكاءها كانت لا تستطيع ان ترى دموعه تسقط لاجلها قصيي ارجوك لا تبكي قررت تلك الليلة ان تفتعل معه شجارا عله يستطيع ان يكرهها ان ينساها اجل ستغادر كي لا تحزنه اكثر كي لا يتألم اكثر
غادر هو دون ان يودعها وغادرت هي ايضا اسبوع مر عليها كالجحيم في الفندق لم يكن يأتيها احد سوى ايمن " ابيها " الذي لم تخبره هو ايضا بمرضها فان له حياة اخرى على كل حال لا تريده ان يحزن او يمرض هو ايضا عندما يعلم ان ابنته اخر من تبقى من حب قصيه والتي تعرف عليها حزين ورثت ذلك المرض الخبيث منها وستموت به ذات يوم كذلك ودعت اباها ذلك اليوم قبل يوم سفرها ولم تستطع ان تغادر دون ان تراه ان ترى قصيها اجل انه قصي الخاص بها وقصيها وحياتها التي عاشت لاجله تعلم انها كانت انانية منها ان تشبع شوقها منه وتغادر ان تعطيه الامل وتسلبه ثانية لكنها لم تستطع لم تستطع الا تراه الا تشم رائحته مرة اخرى الا تودعه ستقاوم لاجله ستقاتل هذا المرض وحدها وان نجحت في هذه المعركة ستعود ستعود لتجده بانتظارها كما وعدها
سقطت دمعة من عينها على ورقة كتبت فيه جملتان فقط جملتان " سامحني احبك كثيرا "
ثم غادرت تاركة حياة لا تعلم ان كانت ستعود لها مجددا لقد قدر لها ان تعاني ان تقاتل هذه الحياة وحدها وهي ضعيفة لا تملك القوة لمحاربتها لكنها ستحاول ستحاول برغم ضعفها لاجله لاجل ان تراه ثانية وداعا قصي بل الى اللقاء قصيي
شاردة تنظر من نافذة غرفتها على الشجرة الكبيرة المقابلة لها والتي صاحبتها طيلة الفترة التي قضتها في المستشفى تتساءل
" انى لهذه الشجرة ان تكون صامدة هكذا برغم كل ما تمر به برغم هرمها وبرغم تساقط اوراقها "
امسكت دفتر مكتوب على غلافه " هنا سجلت اللحظات التي لم اكن فيها بجوارك لحظات المي وحزني لحظات مرضي " فتحت الدفتر وبدأت الكتابة :
" ربما تكون هذه اخر صفحة اكتبها لك لا اعلم ان كنت سأكتب لك مجددا ام لا لكني سأظل اكتب اليك حتى اخبرك في كل لحظة باني لم انساك وبانك كنت معي دوما
اتألم كثيرا لم يعد جسدي يتحمل العلاج لذا قررت ان انتهي من هذا الالم لكن اتعلم اقسى ما في الامر انني بقدر تألمي اشتاقك كثيرا اشتاق لرائحتك لضمك لي اشتاق حتى لصوتك الحنون يخبرني ان كل شىء سيكون على ما يرام برغم علمي وعلمك انه لن يكن كذلك لكن كلمة واحدة دوما منك كانت تبثني القوة التي احتاجها للنهوض للمقاومة لقد اخبرتني دوما ان اغمض عيني اذا ما تألمت لاجد عندما افتحهما شيئا جميلا ترى ان اغمضتهما الان ساراك او ان اغمضتهما الان سينتهي الالم
لقد خف شعري كثيرا وذبلت عيناي اكثر الاشياء التي كنت تحبها بي قد بدأت في هجري هي الاخرى لم يعد بي شيئا تحبه لاحبه قصي ربما الشىء الوحيد الذي بقي لدي منك والذي قد يهجرني هو الاخر قلبي
اعلم باني احزنتك بمقدار السعادة التي وهبتها لك واعلم الان انني ما كان يجب ان ارحل لكني لم اكن لاستطيع رؤية تألمك حزنك علي انني اتحمل المي الان لكني لم اكن لاستطيع تحمل المك لذا ارجوك ما ان تصلك مذكرتي هذه اعلم انني لم احب في حياتي احدا بقدرك لم يهمني في هذه الحياة شيئا بقدرك لم ابكي او افرح لم ابتسم او احزن الا لاجلك احبك يا اعز ما منحه لي الله في حياتي ارجوك سامحني ارجوك تذكرني ارجوك لا تنساني
ألين هانم لقد ارسلني الطبيب لاسألك ان كنت مستعدة ام لا قالت الممرضة
هل يمكنك منحي فقط دقيقتين اخرى
تمام
اغلقت ألين دفتر مذكراتها ثم نهضت تنظر الى الشجرة مجددا مخاطبة اياها وعيناها تلمعان قائلة :
وداعا لك انتي ايضا
ثم نزعت ثيابها وارتدت ثياب غرفة العمليات نظرت لنفسها بالمرأة كم شعرت انه بدا عليها الكبر عيناها الذابلتان شفتيهان اللتان اتخذا لونا اقرب الى البياض وجنتيها التي لم يعد بها اي قطرة دم وكأنها جثة هامدة امسكت المقص وبدأت بحزن بقص شعرها شعرها الذي كان يحبه تركت دمعة ساخنة تنحدر على وجنتيها اختصرت بها كل ما تشعر به من الم حزن وخوف
قبل ان تدخل غرفة العمليات قالت لكريم بخوف الا تعود مجددا :
ان لم اعد ان لم انجو ارجوك اعطه هذه المذكرة كريم ليكن هذا اخر ما اقدمه له اخبره ان يسامحني لانه انتظرني ولم اعد
حبس كريم دمعة في مقلتيه وقال :
سوف تعودين ألين سننتظرك جميعا ارجوكعودي سقطت دمعته وهو ينطقها بعد ان دخلت
كان كريم قد ارسل لها يوما بعد فقدانه الامل ان تحدثه
" هل نسيتيني " حينها تفاجأ باتصالها به واخباره بصوت ضعيف بانها هنا في امريكا في احد المستشفيات لم يصدق الامر او بالكاد استطاع تصديقه عندما دخل عليها ذلك اليوم ليجدها تنظر اليه بحزن محاولة ان تبتسم لكنه كان يعلم ان تلك لم تكن ابتسامه بل كان بكاءا لان ابتسامتها كانت تنير العالم بجمالها لانه كان يرى دائما كم هو محظوظ قصي ليحظى كل يوم بهذه الابتسامة هذه الابتسامة التي اختفت ولم تعد هذه الابتسامة التي يتمنى لو حقا تعد
فتح كريم عينيه ينظر اليها وهي نائمة من خلف الزجاج لقد مرت فترة وهي بغيبوبة بعد العملية لم تستيقظ ترى هل لازالت تحارب ام استسلمت كان الطبيب يخبره يوميا انها تعيش الان على الاجهزة ولا امل من نجاتها حيث برغم نجاح العملية واستئصال الورم بنجاح الا ان جسمها كان ضعيفا يريد الراحة مما يعني لو ألين سمعت له واستسلمت ستغادر ولن تعد مجددا
ضغط كريم بقبضة يده وهو يقول بنبرة ترجي :
هيا ألين كوني قوية ارجوك عودي الينا
الحياة
كلمة تحمل في معناها الكثير تحمل الحب العشق الحزن الكره الالم والسعادة
وانا قد وهبتني امي روحها لاتي الى هذه الدنيا بكل تلك المعاني ولكي اعيشها انا ايضا احببت وعشقت كرهت مرضي وتألمت وبكيت بكيت لاجل امي بكيت لاجله وبكيت لاجل كل شىء عجيبة هي هذه الدموع انها تنطلق من عيوننا في غزارة واسراف دائما حينما نفرح او نحزن وهي دائما ساخنة ودائما صادقة
صراع يحدث بين عقلي الذي يفكر به يتذكره بكل تفاصيله ويتذكر اجمل ذكرياته معه وبين جسدي جسدي الذي اهلكه المرض واضعفه لم يعد يقوى على التحمل لم يعد يستطيع المقاومة
ادرك ان الحياة لن تتوقف عندي سواء فتحت عيناي الان او اغلقتهما للابد لكن هل هو مازال ينتظرني هل يمكن ان اراه عندما اعود هل وفى بوعده لي هل هل تخبىء لي الدنيا سعادة لم اعشها بعد ،
بعد مرور فترة
اخرجت رأسها من نافذة السيارة ونسمات الهواء تداعب شعرها القصير الاحمر بخفة كانت ابتسامتها اجمل ما تستقبله تركيا في هذا اليوم
ابتسم كريم وهو يقول :
لازلتي كما انتي طفلة ألين
ادخلت رأسها وهي تقول في سعادة :
لا اصدق باني ساراه مجددا كريم
توقف كريم عن الابتسام ونظر اليها بجدية قائلا :
ألين هل انت واثقة انه لايزال ينتظرك
نظرت ألين له وقالت بتردد :
لقد وعدني بذلك انه سينتظرني دائما
التفت كريم ينظر من نافذة السيارة وقال :
لا تصدقي رجلا يخبرك انه سينتظر امرأة
لكن قصي سيفعل اجابت بثقة
التفت اليها وقال :
لا اريدك ان تصدمي فحسب **ت لوهلة ثم قال مشا**ا ثم الا تعد انانية منك ان تتأملي ان ينتظرك القصي كله
اجابته ألين بجدية بدت ظاهرة في عينيها :
لو كنت انا لفعلت كنت لانتظره القصي كله كريم
**ت كريم كمن راى في عينيها انه جرحها دون ان يقصد كان يريد ان يخبرها انه يعلم انها ستفعل ولكنه لا يعلم ان كان قصي كذلك ام لا اجاب مغيرا الموضوع :
ماذا ستخبريه
ساخبره كل شىء ما ان احكي له انا واثقة انه سيسامحني
هل ستذهبين اليه مباشرة
ابتسمت وهي تقول :
اجل ثم نظرت الى سائق الاجرة قائلة
عفوا لكن هلا اسرعت قليلا
لم تنتظر مصعد الشركة وصعدت على قدميها بينما دقات قلبها تتزايد مع كل درجة وصلت الى مكتبه رتبت شعرها ثوبها ثم كانت على وشك الدخول حتى استوقفتها المساعدة قائلة :
عفوا سيدتي هل استطيع مساعدتك
نظرت اليها ألين وقالت بابتسامة :
هل يمكنني رؤية عم اقصد السيد قصي
هل لد*ك موعد مسبق
كلا
اعتذر سيدتي ولكن لابد ان يكون لك موعد حتى اسمح لك بالدخول
اسمعي لابد حقا ان اراه كما اني واثقة انه عندما يعلم انه انا سيسمح لي بالدخول
ابتسمت المساعدة وقالت بفضول :
اعتذر سيدتي ولكن هل لي ان اعرف من انت
ابتسمت ألين وهي تنظر الى باب غرفته وتقول :
انا زوجته
بدى على المساعدة الدهشة ثم قالت :
حسنا اعتذر تستطيعين الدخول سيدتي
واقفا بقامته الطويلة امام نافذة مكتبه الكبيرة يحمل في يده ملفا يطلع عليه ؛ لم تكن تصدق انه حقا يقف امامها الان انها تراه حقا الان كانت تروي عطش عيناها منه ؛ تنظر الى وقفته التي امتلئت شموخا دقنه التي نبتت قليلا عما كانت عليه سابقا لتزيده رجولة ووسامة ، وانتبهت الى ربطة عنقه لتعرف انه اخيرا تعلم كيفية عقدها لكن لم يتسنى لها رؤية عيناه التي تحبهما والني كانت تطالع الملف
سمع طرق الباب ظانا انها درايا مساعدته لكن عندما لم يص*ر صوت منها التفت ليرى من اتى ليفاجأ بها امامه سقطت الاوراق من يده فيداه فقدت توازنها فجأة انها حقا هي مر شريط ذكرياته معها في لحظة امام عينيه ضحكاتهما زواجها مشا**تهما واخيرا ايامهما الاخيرة معا فسرعان ما تتبدل نظرته المذهولة اليها الى نظرة تشوبها الغموض غموض لم تستطع ألين ان تخمن ما ورائه هل هو غاضب ؟! هل اشتاق اليها ؟! ام هل نساها ؟! اقتربت منه تنظر اليه بحب وقالت بتردد :
قصير
لم يجب ولكن بقيت عيناه مثبتة عليها ينظر اليها نظرة يملؤها الغضب الحزن العتاب التساؤل اقتربت خطوة اخرى وهي تقول :
اسمع اعلم بانك غاضب لكن هناك الكثير من الامور التي حدثت يجب ان تعلمها
لم يجب مجددا فاقتربت وهي تنظر اليها بكل شوق وندم قائلة :
الم تشتاق الي
كانت جملتها الاخيرة كفيلة لترى تلك اللمعة في عينيه الغاضبة لتعلم انه اشتاق اليها كثيرا
" اشتقت اليك هل حقا تسألين هذا السؤال والان بعد كل تلك المدة اجل ألين اشتقت اليك كثيرا وكثيرا فوق ما تتصورين بل كل خلية بداخلي تشتاق اليك لكني كنت اعتدت على هذا الاشتياق اعتدت الا اراك الا عندما انام او اغفو اعتدت الا اشتم رائحتك الا بضم وسادتك اعتدت كل ذلك بصراع كبير لم عدت الان بعد ان كنت قد اعتدت غيابك ولو قليلا لم عدت وقد رحلت برغبتك الان قال قصي مخاطبا نفسه ومجاوبا على سؤال ألين لكنه لم يستطع ان يجبها "
اقتربت هي مجددا حتى اصبحت مقا**ه امامه تنظر الى عينيه تلك النظرة التي لو كان قصي صخرة للان امامها ثم قالت :
قصي انا
ولكن صوتا قاطعها قائلا :
قصي يجب عليك ان تغير هذه المساعدة هل تصدق انها لا تريدني ان ادثم توقفت عن الكلام عندما رأت ألين وقالت :
اعتذر هل قاطعتكما
نظر اليها قصي ثم سرعان ما نظر الى ألين التي رأى ذهولها اقتربت سنام منه واحتضنت ذراعه وهي تقول :
اعتذر حقا لمقاطعتكما ثم مدت يدها لألين تسلم عليها قائلة :
مرحبا انا سنام خطيبة قصي
ارتجف قلب ألين في قوة ، ثم اعتصرته قبضة باردة كادت توقف نبضاته وهي تتطلع اليه في ذهول وعتاب وحزن وتساؤل
لم ينفي لم يقل شيئا كان **ته مؤكدا للامر بانها فعلا خطيبته حبست دموعها لا يجب ان تسقط امامه امامهما ابتسمت ابتسامة هي اقرب للبكاء وهي تقول :
انا اعتذر لكن علي ان اغادر
وغادرت بخطوات سريعة مغادرة المكتب امام نظرات قصي الحائرة اجل الحائرة بين غضبه حزنه وعدم تمكنه من احتمال حزنها او رؤية تلك الدمعة الحبيسة في عينيها
خرجت ألين من الشركة وهي تحاول قدر استطاعتها ان تحبس دموعها ان تستوعب الامر كانت خطواتها اشبه الى الركض بحيث تمنت حقا في تلك اللحظة لو تختفي تماما الا يتألم قلبها الى هذا الحد والا تملك هذه العينان التي تبكي ظلت تمشي حتى ابتعدت عن انظار الجميع وتركت العنان لدموعها ان تنهمر اخرجت هاتفها واتصلت بايمن :
ابي ارجوك تعال لتأخذني