قام هاشم بإزاحة ناظريه عنها بأعجوبة وأخذ يشرح المحاضرة وهو ينظر لها كل بضع ثوانٍ وكأنه يشرح لها فقط فهو لم يكن يستطيع أن يبعد ناظريه عنها فكلما أشاح بوجهه تعود عينيه لتلتقي بعينيها مرة أخرى وكأن هناك قوة سحرية بينهما واستمر هذا الحال في كل محاضرة ولمدة شهرين.
كان هاشم عندما يدخل المدرج لكي يلقي المحاضرة يقوم بالبحث عنها وهي كانت تنتظر ذلك بكل جوارحها وهي تريد أن ترقص وتطير من شدة الفرحة التي تشعر بها.
أتى يوم احتفال الكلية بأوائل الخريجين في الدفعة السابقة واستطاعت شهد أن تحصل على دعوة لهذه الحفلة عن طريق أحد زملائها وقد حرصت بشدة على الحضور لأنها كانت واثقة أنه سوف يحضر هذا الحفل.
تمكنت شهد من شراء قطعة قماش سماوية اللون تتناسب مع زرقة عينيها وكانت تلك القطعة ذات جودة عالية وتمتاز بالرقي والفخامة وعلى الرغم من غلو سعرها إلا أن شهد دفعت ثمنها بمنتهى البساطة وذلك من خلال الأموال التي ادخرتها من مرتبها الذي تأخذه نظير عملها في محل الحاج فتحي.
أخذت شهد القماشة وعادت إلى منزلها ثم وضعت القطعة أمام والدتها التي نظرت لها باستغراب قبل أن تقول:
-"إيه ده يا شهد؟! القماشة دي شكلها غالية أوي، أنتِ جبتي البتاعة دي إزاي؟!"
لم تتوقع شهد أن تدرك والدتها مقدار ثمن هذه القطعة التي اشترتها فوالدتها لم تقم أبدا بتفصيل أي ملابس من هذا النوع من القماش.
لم تتسرع شهد في الإجابة على سؤال والدتها وأخذت تفكر قبل أن تتحدث حتى لا تقع في أي خطأ يفضح أمرها.
جلست شهد أمام والدتها وهتفت بحذر:
-"القماشة دي فعلا غالية زي ما أنتِ بتقولي يا ماما بس في واحدة صاحبتي عندها محل في بلدها بيعمل تصفيات فأنا استغليت الفرصة وخليتها تشتري ليا القماشة دي بنص سعرها لأن المفروض في حفلة هتتعمل عندنا في الكلية وأنا لازم أحضرها وعشان كده عايزاكِ يا ست الكل تعملي ليا فستان شيك من القماشة الحلوة دي".
أمعنت فريدة النظر إلى القماشة وأخذت تتحسسها بيدها وهي تهتف بتساؤل:
-"هي الحفلة هتكون إمتى يا شهد؟"
شعرت شهد بارتياح بعدما تأكدت من ملامح والدتها أنها لم تشك في أمرها وأجابت بهدوء:
-"الحفلة هتكون يوم الخميس الجاي يعني على أخر الأسبوع".
ابتسمت فريدة قائلة بلطف:
-"حاضر يا حبيبتي، اديني مهلة يومين والفستان هيكون جاهز عشان تحضري بيه الحفلة".
مر يومين واستطاعت والدة شهد أن تصنع فستان جميل وكأنه من أرقى بيوت الأزياء فهي قد قامت بتطريزه بعناية فائقة وجعلت مظهره رائع وملفت للأنظار.
عادت شهد من الجامعة وارتدت الفستان حتى تجربه وعندما فعلت ذلك انبهرت والدتها عندما رأتها وهي ترتدي هذا الثوب الرائع والذي جعلها تشبه سيدات المجتمع الراقي.
ابتسمت شهد بسعادة وهي تدور حول نفسها بالفستان:
-"تسلم إيدك يا ماما ، الفستان جميل جدا".
انتظرت شهد مجئ اليوم الذي سيقام به الحفلة بفارغ الصبر حتى ترتدي الفستان الذي أنفقت على شراء قماشته نصف راتبها.
مر ثلاثة أيام وجاء يوم الحفل فارتدت شهد فستانها وتأنقت بشدة وأصبحت هيئتها تشبه الحوريات ونجحت فيما سعت إليه فقد لفتت أنظار جميع الحضور الذين أصبحوا يحدقون بها فهم لا يصدقون أنه يوجد فتاة تشبه في هيئتها الملاك الهادئ الذي ي**ق قلوب الجميع في لحظات قليلة.
انتظرت شهد حضور هاشم الذي تسمرت عيناه عندما وقعتا عليها وأخذ يحدق بها ولكن نظراته كانت تختلف عن نظرات الأخرين فهو لم يكن ينظر إليها نظرة إعجاب بل كانت نظراته م**وة بالدهشة الممزوجة بالحنق الشديد.
لم تتحمل شهد هذه النظرات النارية التي يصوبها هاشم نحوها دون سبب أو ربما يكون هناك تفسير منطقي لتلك النظرات ولكنها لا تدركه.
شعرت شهد بنفاذ الهواء حولها بسبب تلك النظرات التي لم تتوقعها فخرجت من قاعة الحفل وتوجهت نحو الخارج حتى تستنشق بعض الهواء النقي.
استمرت شهد بالسير وهي شاردة الذهن ولم تستيقظ من هذا الشرود إلا عندما سمعت صوت تعرفه جيدا ينادي باسمها بنبرة غاضبة.
-"أنتِ رايحة فين يا شهد؟ أنا بقالي ساعة بنادي عليكِ".
استدارت شهد بسرعة لتجد أمامها هاشم فوجهت بصرها نحوه وهو أيضا أخذ ينظر إليها بطريقة دبت الرعب في أوصالها فقد شعرت وكأنه يريد أن يقتلها.
-"خير يا دكتور هاشم فيه إيه؟!"
أفاق هاشم من دوامة أفكاره على صوتها الذي عبر عن استنكارها لتصرفه وضيقها الشديد منه بسبب نظراته.
تن*د هاشم وهو يطلب منها أن ترافقه إلى مكان بعيد عن الكلية لأنه يريد أن يتحدث معها على انفراد ودون أن تلتقطهما عيون بقية الطلاب.
وافقت شهد بسرعة على طلبه فهي كانت تنتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل فقد كانت تحلم في الماضي باتقاط صورة معه أما الآن فهي سوف ترافقه إلى أحد الأماكن العامة.
خرجت من الكلية وانتظرته أمام سيارته إلى أن حضر وفتح لها باب السيارة لتصعد بجواره ثم انطلق بسرعة قبل أن يراهما أحد.
قاد هاشم السيارة وهو هادئ ثم أخرج منديل من جيبه وأخذ يزيل المكياج من على وجهها لتجحظ عينيها من شدة الدهشة.
هتف بصوت متحشرج دون أن يكترث لصدمتها:
-"أنتِ أجمل بكتير يا شهد من غير ما تحطي أي حاجه على وشك، صدقيني أنا كنت عايز أقتلك لما شوفتك بالشكل ده في الحفلة ولقيت كل الشباب اللي حاضرين في الحفلة هياكلوكي بعيونهم".
انتهى من إزالة زينة وجهه ثم تن*د وتابع:
-"أنا كنت عايزة أقتلك في اللحظة دي لأني مش عايز أي شخص يحط عينه عليكِ مهما حصل".
لم تستطع شهد أن ترد عليه بسبب شدة صدمتها فهي لم تتوقع أبدا أن تسمع منه هذا الكلام وكل ما فعلته هو أنها نظرت له للحظات قبل أن يندفع ل**نها بالتحدث دون إرادة منها:
- أنا عمري ما كنت أتخيل أن هيجي يوم وأسمع منك الكلام اللي يخليني أتأكد أنك بتغير عليا".
أمسك هاشم يديها وقال:
-"أنتِ متعرفيش أنا بقى بيحصلي إيه من ساعة ما شوفتك أول مرة، أنا حاسس أن رجعت تاني بالزمن لسن العشرين عشان أقابل البنت اللي بحبها بعيد عن عيون الناس اللي مش هيرحمونا لو شافونا مع بعض".
اتسعت عيني هاشم عندما تذكر تلك النقطة التي غفل عنها للحظات أثناء اعترافه بحبه الشديد لشهد وصرخ بصوت مرتفع:
-"يا نهار أزرق، احنا فعلا في الشارع وممكن أي حد يشوفنا ويصورنا واحنا مع بعض وهتبقى فضيحة بجلاجل وخصوصا لو الصور دي نزلت على أي موقع من مواقع السوشيال ميديا".
استكمل هاشم حديثه بنبرة أكثر هدوءا:
-"احنا ممكن نروح أي مكان محدش يعرفني فيه عشان نقدر نقعد براحتنا".
عندما نطق هاشم تلك العبارة استيقظت شهد من سكرة مشاعرها التي انساقت خلفها لوهلة وكأنها فتاة رخيصة فهي لا تصدق أنها تجلس الآن بجانب أستاذها داخل سيارته وسمحت له أن يلمس وجهها ويزيل زينته دون أن تحتج وتعترض على تجاوزه الحدود في التعامل معها.
كيف حدث ذلك؟! فهي شهد التى يلقبها الجميع بالفتاة المغرورة، كيف أمكنها أن تنساق وراء تلك المشاعر وتسمح له أن يلمسها بهذه الطريقة؟!
نظرت له شهد بضيق وقالت:
-"لو سمحت يا دكتور ممكن تنزلني بعد إذنك، أنا عايزة أروح بيتي حالا".
تفاجأ هاشم بهذا الكلام واستغرب ردة فعلها ولكنه تماسك وهتف ببرود شديد:
-"تمام مفيش مشكلة، أنا مستعد أوصلك دلوقتي لحد باب بيتك".
ردت عليه شهد بسرعة عندما رأته يدير محرك سيارته:
-"لا مفيش داعي، أنا هاخد تا**ي وهخليه يوصلني لحد المنطقة اللي فيها بيتي".
لاحظ هاشم إصرارها على موقفها فتركها تذهب دون أن يعترض على رغبتها.
وصلت شهد إلى بيتها ولم تستطع أن تنام طوال الليل بسبب شعورها بالذنب وأخذت تبكي بشدة فهي لم تستطع أن تنسى ما حدث في السيارة وكيف استسلمت له وتركته يلمسها وكأنها فتاة رخيصة.
لن تنسى أبدا تلك النظرة الباردة التي رماها بها وهي تنزل من سيارته وكأنها عاهره جلبها من وكر لتأجير الساقطات.
ظلت شهد تفكر فيما حدث حتى بعدما ذهبت إلى الكلية بعد مرور يومين وهذا الأمر جعلها لا تتمكن من التركيز في محاضراتها فخرجت إلى الحديقة وجلست بها قليلا إلى هدأ صراع أفكارها ثم نهضت وسارت نحو المدرج الخاص بفرقتها لكي تستأنف محاضراتها.
أخذت شهد تسأل هل تحضر محاضرته أم لا، سألت نفسها هذا السؤال أكثر من مرة إلى أن وجدت نفسها منساقة إلى قاعة المحاضرات وكأن هناك قوة خفية تدفعها لحضور المحاضرة.
دلفت شهد إلى المدرج ولكنها لم تجلس في المقدمة مثلما تعودت أن تفعل بل ذهبت إلى أخر القاعة وتوارت عن الأنظار.
حضر هاشم إلى المدرج وأخذ يبحث عنها بعينيه داخل القاعة إلى أن وجدها ولكنها لم تكن كما تعود أن يراها من قبل فقد كانت ملامحها تدل على مدى الحيرة والحزن التي تشعر بها.
شعر هاشم بقلبه يتمزق عندما رآها بهذه الهيئة لأنه يعلم جيدا أنه المسؤول عن هذا الحزن الذي يراه في عينيها.
لم يشعر هاشم في حياته أنه يحب امرأة مثلما يفعل الآن فهو قد تزوج ابنة عمه إرضاء لوالديه ولأفراد عائلته ولا يشعر نحوها سوى بالتقدير والاحترام أما الحب فلا يوجد له أي مساحة في علاقتهما.
مر شهرين على هذا الوضع وانتهت في هذه الفترة امتحانات منتصف العام وازداد ذبول شهد وفي المقابل ازداد تعلق هاشم بها فقد كانت عيناه تبحث عنها في كل مكان يذهب إليه.
انتهى هاشم من إلقاء المحاضرة وانتظر خروج جميع الطلاب ثم أوقف شهد التي كانت على وشك المغادرة وقال:
-"تعالي ورايا يا شهد على المكتب، أنا عايز أتكلم معاكِ".
تن*دت شهد ولحقت به إلى مكتبه وهي تقدم رجل وتؤخر الأخرى وعندما وصلت إلى المكتب وجدته يجلس على كرسيه ويطالع بعض الأوراق.
رفع هاشم عينيه من على الأوراق وطلب من شهد أن تجلس أمامه ثم نظر لها مطولا قبل أن يتحدث:
-"ممكن أفهم مالك يا شهد؟ أنتِ بقالك أكتر من شهرين بتتجني الكلام معايا وبطلتي تسأليني في المحاضرة زي ما كنتِ بتعملي في أول السنة".
لم تستطع شهد أن تنظر إليه بل أخفضت عينيها ونظرت إلى الأرض وهي تقول بصوت مرتجف:
-"حضرتك عايزني في حاجة يا دكتور ولا أتفضل أمشي؟!"
زفر هاشم قائلا:
-"بصي يا شهد، احنا مش هنقدر نتجاهل اللي حصل".
كان يلتفت في جميع أنحاء المكتب وينظر نحو الباب وكأنه يخاف أن يسمعه أحد ويفضح أمره.
حمل هاشم سترته التي وضعها مسبقا على سطح المكتب ثم أضاف:
-"المكان هنا مش مناسب يا شهد للكلام ده، احنا لازم نتكلم بس في مكان بعيد عن الكلية".
ردت شهد بعصبية:
-"وده هيحصل إزاي بقى؟! وبعدين أنا لسة ورايا محاضرات ومعنديش أي استعداد أسيب محاضراتي وأخرج معاك في مكان بعيد ومعزول وكأني واحدة جايبها من الشارع".
قابل هاشم عصبيتها بنبرة غاضبة:
-"مش مشكلة تحضري باقي المحاضرات النهاردة، الدنيا مش هتطير ولا هيحصل حاجة لو أخدتي باقي المحاضرات من زمايلك".
خرجت شهد من المكتب وهي تزفر بحنق والتقت به بعد ربع ساعة في الشارع الذي يقع خلف الجامعة ثم صعدت إلى سيارته التي انطلق بها إلى وجهة غير معلومة بالنسبة لها.
أوقف هاشم السيارة في مكان منعزل تحيط به الرمال من كل جانب فعرفت شهد أنهما خارج القاهرة وهذا الأمر جعل دقات قلبها تتزايد.
استدار لها هاشم ونظر لها مطولا وهو يقول:
-"أنا مقدرش يا شهد أني أنكر حبي ليكِ، الحب ده اللي سيطر على تفكيري وخلاني أتصرف وكأني شاب مراهق، صدقيني أنا أول مرة أحس بالمشاعر دي في حياتي رغم أن أنا واحد متجوز وقابلت ستات كتير في حياتي من خلال شغلي لكن أنا عمري ما حسيت ناحية أي واحدة منهم بالمشاعر اللي بحسها ناحيتك".
استطرد هاشم حديثه وسط ذهول شهد:
-"أنا عارف كويس أن أنتِ كمان بتبادليني بالمشاعر ديي وأنكِ متقدريش تنكري الموضوع ده".
تن*دت شهد بعمق وهي تبتلع ريقها وشعرت بالدماء تغزو خذيها وتحوله إلى كتلة حمراء اللون فأخفضت عينيها وهي تردد:
-"أنا فعلا مقدرش أنكر المشاعر دي بس ده مش معناه أني إنسانة رخيصة تقدر تستغلها وتخليها تمشي على مزاجك".
رفع هاشم وجهها وهو يحدق في عينيها ويمسح الدموع التي تساقطت منها:
-"أنا مش عايز أستغلك يا شهد، أنا بحبك يا شهد وعايزك تكوني معايا على على طول ومتبعديش عني لحظة واحدة، أنا مش عايز أتسلى بيكِ أو أخدعك زي ما أنتِ مفكرة، أنا مش عايزك تضيعي مني وتكوني ملك لشخص تاني".
نظرت له شهد ببرود وقالت:
-"أنا مش فاهمة، إيه المطلوب مني دلوقتي؟"
تن*د هاشم قائلا:
-"اسمعي يا شهد، أنا بفكر في حل يربطنا ببعض من غير ما أنا أخسر أسرتي وشغلي أو أدمر حياتك، أنا مقدرش في الوقت الحالي أعلن ارتباطي بيكِ لأن وسائل الإعلام كلها هتفضحني وهكون تريند على كل وسائل التواصل الاجتماعي وهيكتبوا بالبنط العريض (فضيحة المذيع المشهور هاشم العزيزي مع إحدى طالباته) ودي هتكون فضيحة ليا وليكِ وأنا مش عايز أعرضك لكل الكلام ده، وعشان كده احنا لازم نتجوز عرفي، أنا بحبك أوي يا شهد وخايف عليكِ ومش عايز أي حد يشوفك ويعرفك غير وأنتِ مراتي بس الكلام ده للأسف مش هينفع طول ما أنتِ طالبة موجودة عندي في الكلية".
أدارت شهد رأسها يمينا ويسارا كعلامة تدل على الرفض التام لهذه الفكرة:
-"أنا مستحيل أقبل بأي علاقة تربطني بيك في الضلمة مهما كان مسمى العلاقة دي".
حاول هاشم أن يزيل رفضها بقوله:
-"لا يا شهد، أنتِ فاهمة الموضوع غلط، احنا هنتجوز رسمي بس مش هنعرف أي أحد لأن لو أعلنت جوازي منك دلوقتي هقضي على كل حاجة عملتها طول حياتي وأنتِ كمان الناس هتبص ليك على أنك بنت حرباية قدرت تلعب على أستاذها في الجامعة وتخليه يرتبط بيها ويتخلى عن مراته وأولاده، صدقيني الموضوع ده هيكون وضع مؤقت لحد ما أقدر أظبط أموري مع مراتي اللي ملهاش ذنب في أن قلبي دق لواحدة تانية".
لاحظ هاشم التردد الذي **ى ملامحها فقرر أن يطرق على الحديد وهو ساخن وتابع:
-"أنا مش هحرمك من أي حق من حقوقك، هشتري ليك شقة وهكتبها باسمك وهد*ك الشبكة والمهر اللي تستحقيهم وال*قد هيتسجل عند محامي أنا واثق فيه وهيكون في شهود على ال*قد وهما اتنين من أصحابي اللي أنا بثق فيهم بس كل اللي أنا طالبه منك أن الجواز يكون سري لفترة ومحدش يعرف عنه حاجة من عيلتي أو عيلتك لحد ما أنتِ تتخرجي وأنا أقدر أظبط أموري مع أهلي اللي كلهم هيعترضوا على موضوع جوازي على بنت عمي".
خرج صوت شهد خافت للغاية وهي تردف:
-"أنا مش هقدر أرد عليك دلوقتي، سيبني أفكر وبعدين هقولك قراري، ياريت توديني في أي مكان قريب من الكلية عشان عايزه أروح بيتي".
نهاية الفصل