الفصل الأول
استيقظت شهد من النوم وأخذت تدير وجهها يمينا ويسارا حتى تستطلع الغرفة التي تنام بها إلى أن تذكرت السبب الذي جعلها تأتي إلى المستشفى.
دخلت الممرضة إلى الغرفة وفتحت الستائر حتى يدخل نور الشمس الساطع إلى الغرفة وهي تردد:
-"حمد الله على السلامة يا مدام شهد".
أخذت الممرضة تقيس لها درجة الحرارة والنبض والضغط ثم سألتها إن كانت تريد منها أن تتصل بأي شخص من أقاربها.
أدارت شهد رأسها بعيدا عن الممرضة وأشارت لها بأصابعها بعلامة تدل على الرفض فخرجت الممرضة وهي مستغربة كيف لفتاة بهذا الجمال تمر بتلك الحالة الصحية ولا يسأل عليها أحد من أقاربها أو أصدقائها فهي يبدو من هيئتها أنها ثرية وقد أكد هذا الظن في عقل الممرضة السلسال الذهبي الذي كانت ترتديه شهد في عنقها وأيضا حضورها إلى تلك المستشفى الخاصة التي تطلب الكثير من المال نظير الرعاية التي يتلقاها المريض بها.
لقد حضرت شهد بمفردها إلى هذه المستشفى الخاصة حتى تقوم بعملية إجهاض فقد مات الجنين الذي كان يستوطن أحشائها وتعرضت أثناء العملية لنزيف حاد جعل حالتها حرجة لدرجة أنها أصبحت معلقة بين الحياة والموت ولكن استطاع الطبيب إنقاذ حياتها بمعجزة وهذا هو السبب الذي دفع الممرضة إلى التساؤل بينها وبين نفسها أين زوج تلك الفتاة وكيف لا يسأل عليها وهي كانت على وشك الموت بالأمس؟!
ظلت شهد جالسة على سريرها داخل الغرفة في المستشفى وتساقطت دموعها فقد كان قلبها يحترق على خسارة طفلها الذي لم يأتِ إلى تلك الحياة وكانت أيضا تبكي الحالة المؤسفة التي وصلت إليها بسبب ظروف حياتها المعقدة.
شعرت نفسها وسط متاهة ثم أحست برأسها يثقل بسبب تلك المسكنات التي أعطتها لها الممرضة.
استسلمت شهد في النهاية إلى موجة النوم العميق التي اجتاحتها حتى تنسى همومها وتمنت ألا تستيقظ من هذه الغفوة حتى لا تتذكر ما حدث معها في ماضيها.
مر بضع ساعات قبل أن تستيقظ شهد من نومها وذلك بعدما دلفت الممرضة إلى الغرفة مرة أخرى حتى تغير لها المحاليل وقد أدت الممرضة مهمتها وهي تنظر لها بنظرات يملؤها الشفقة والعطف.
خرجت الممرضة وتركت شهد غارقة في دوامة أحزانها تتذكر تلك المرة التي جلست بها في الحديقة المقابلة لمنزلها تسترجع فيها ذكريات حياتها المريرة فقد كانت في العام الماضي فتاة في العشرين من عمرها وقبل أكثر من عشر سنوات كانت طفلة جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكانت هي أكبر إخواتها ومدللة أبيها الذي كان يعمل في مهنة بسيطة حتى يوفر لهم قوت يومهم.
كان والدها يأخذها معه في كل مكان يذهب إليه فقد كان يحبها بجنون ولا يستطيع فراقها ولهذا السبب كان تعلقها بأبيها تعلق مرضي وقد أصابتها صدمة كبيرة عندما أتى اليوم الذي مات فيه والدها في حادث وهي لا تزال طفلة لم تتجاوز التاسعة من العمر.
مات والدها وترك خلفه والدتها وإخوتها الثلاثة فهي لديها أختين وأخ صغير ولم تكن تلك العائلة تملك سوى المعاش الذى تم تخصيصه لهم من قبل الحكومة وكانت ثاني صدمة تتلقاها شهد في حياتها أنه لم يسأل عنهم أي أحد من أقاربهم سواء كان عم أو خال وكان شغل والدتها الشاغل هو تدبير احتياجات الأسرة بالمعاش الذي تأخذه كل شهر.
كانت تسمع والدتها تدعو دائما وتردد:
-"يا رب اف*جها من عندك، أنت شايف وعارف الظروف اللي أنا بمر بيها".
حاولت والدة شهد أن تقلل المصروفات التي تصرفها على المنزل بأي صورة ممكنة دون أن تضطر لحرمان أبنائها الأربعة من التعليم وقد فكرت قليلا قبل أن تستغل ماكينة الخياطة التي كانت تحيك عليها الثياب لأبنائها قبل موت زوجها فقد أصبحت تخّيط الملابس لجيرانها ومعارفها مقابل أجر زهيد استطاعت استغلاله مع المعاش حتى تسد أكبر قدر ممكن من احتياجات أسرتها.
استطاعت والدة شهد أن تحصل على عمل في مصنع سجاد ومفروشات ولم تعد تمتلك الوقت الكافي لتبث الحب والحنان لأولادها وبالأخص لشهد حتى تعوضها عن فقدانها لأبيها الذي كان بالنسبة لها كل شيء في حياتها.
أصبحت شهد منغلقة على نفسها وكانت تعيش في منزلها وكأنها مسافرة في رحلة واحدة مع أفراد أسرتها ولا يربطها بهم غير طريق مشترك وهو الحرمان الحب والحنان فقد كان أشقائها أيضا منغلقين على أنفسهم واستمرت تلك الحالة ملازمة لشهد على الرغم من تمتعها بجمال باهر يخ*ف الأبصار ويجعلها محط الأنظار.
أخذت شهد تذاكر وتذاكر لكي تنجح وتحصل على الشهادة الثانوية بمجموعة عالي يؤهلها لدخول كلية تشبع طموهما وقد قررت أن تدخل كلية الإعلام حتى تصبح مذيعة متألقة مثل المذيع المشهور "هاشم العزيزي" فهي معجبة جدا بشخصيته وتتابع دائما حلقات برنامجه.
استمرت شهد بالمذاكرة والاجتهاد ونالت ثمرة هذا التعب عندما نجحت ودخلت كلية الإعلام التي لطالما حلمت بها وكم فرحت لذلك فقد نالت أخيرا الحلم الذي سعت من أجله ولكنها لم تجد من يشاركها هذه الفرحة فكل فرد في البيت يعيش وادي يشغل وقته وطاقته ولا يلتفت للأخر.
أخذت شهد تفكر كيف تدخل هذه الكلية المميزة دون أن يتنمر عليها أحد فهي تعلم جيدا أن غالبية الطلبة الدارسين في كلية الإعلام معظمهم من العائلات المرموقة وسوف ينتبهون فورا إلى ملابسها الرثة التي ستظهر بها داخل هذه الكلية العريقة.
بحثت شهد بين ملابسها عن أي شيء يمكن أن تذهب به إلى الكلية ولكنها زفرت بإحباط لأنها وجدت أنها لا تملك سوى بذلة المدرسة وفستان بسيط يمكنها أن تخرج به في الأماكن المجاورة.
-"أعمل إيه بس يا ربي ، أنا لو روحت الكلية بالهدوم دي كل زمايلي هيتريقوا عليا وهتبقى أيامي صعبة أوي".
اهتدى عقل شهد في النهاية إلى فكرة شراء ملابس مستعملة والتعديل عليها فقد قررت أن تضيف إلى تلك الملابس العديد من التعديلات والإضافات حتى تجعلها شبيهة بتلك الت**يمات التي رأتها على الإنترنت للعديد من الموديلات وسوف تنجح في تقليدها لأنها تمتلك الموهبة والخيال والأحلام التي تساعدها على صناعة ملابس أنيقة تناسب الجمال الباهر الذي تتمتع به فهي تمتلك جسد ممشوق وعينان واسعتان بلون السماء وشعر طويل يشبه في لونه النار المتوهجة بالإضافة إلى تلك الملامح الفريدة والمميزة ستكون كفيلة بإخفاء حقيقة بؤس وفقر عائلتها.
كان هذا الجمال سبب غيرة زميلاتها منها وعدم حبهن لها فقد كانت تسمع في الكثير من الأحيان أصوات الهمسات والهمهمات عندما تمر من أمام أي مجموعة من الفتيات اللواتي ينعتنها بالفتاة المغرورة.
-"شايفة يا بنتي ماشية إزاي وكأنها شايفة نفسها ملكة جمال الكلية".
هتفت فتاة أخرى بنبرة حانقة:
-"ليها حق تعمل كده وأكتر ؛ لأنها شايفة كل الشباب عينيهم عليها ومش بيركزوا مع أي واحدة غيرها".
كانت شهد تتجاهل هذا الكلام الذي تسمعه كل يوم فقد كانت تفكر في طريقة تساعدها على صنع المزيد من الملابس الجميلة التي تبرز جمالها ولم تجد أمامها في النهايه سوى استخدام الحصالة التي كانت تحتفظ بها منذ طفولتها وقررت أن تضع بداخلها جزءاً من المصروف الذي تحصل عليه من والدتها وعلى الرغم من بساطته ولكن عند ادخاره سوف يفيدها ويحقق لها غرضها.
قامت شهد بجمع النقود الذي استطاعت توفيرها وذهبت إلى والدتها لكي تطلب منها مال إضافي حتى تتمكن من شراء ثياب جديدة وجميلة.
نظرت لها والدتها التي تدعى "فريدة" بقلة حيلة وقالت:
-"أعمل إيه بس يا شهد ، أنتِ عارفة أن ما في اليد حيلة وعندك دراية بالبير وغطاه".
تن*دت شهد وقالت:
-"أنا عارفة ظروفنا يا ماما وعشان كده أنا هكتفي بحاجات بسيطة والمبلغ اللي أنا حوشته الفترة اللي فاتت هيكفي أني أشتري شوية قماش وأنتِ تفصليه هنا على المكنة".
وافقتها أمها في الرأي وهي تحتضنها قائلة:
-"أكيد طبعا يا حبيبتي، أنا هعمللك أحسن حاجة أقدر عليها".
ذهبت شهد إلى محلات الأقمشة واشترت القماش ثم عادت إلى المنزل وعرضته على والدتها التي ابتسمت بشدة فتلك الموديلات والأذواق التي انتقتها ابنتها تتناسب مع الأفكار التي وضعتها في رأسها للت**يمات التي ستقوم بها.
نظرت شهد إلى والدتها وهي تقوم بصنع الثياب الخاصة بها وتذكرت أنها كانت تقوم في الماضي بتجربة الملابس التي كانت تقوم والدتها بتفصيلها من أجل الزبائن.
أصابت فريدة حالة من الذهول عندما رأت شهد التي ارتدت الملابس التي قامت بت**يمها ولم تصدق عينيها فقد أخذت تفتحهما وتغمضهما فهي لم تكن تتخيل أنه يوجد لديها ابنة بهذا الجمال والجاذبية وعلمت في هذه اللحظة أن ابنتها خلقت لتكون ذات شهرة وشأن كبير ولن تكون مجرد فتاة عادية أبدا.
وهكذا استكملت شهد أيامها في الكلية حيث كانت محط أنظار الجميع وخاصة بعدما تركت شعرها الطويل يتطاير فوق ظهرها وكأنها حورية من الحوريات.
أصبحت شهد تخ*ف الأنظار كثيرا عندما تخطو في أي مكان حتى في الشارع الذى تسكن فيه فقد أصبح شبابه يهيمون بها وصارت مطمع لكل رجل في هذا الحي ولكنها لم تستغل أبدا هذا الجمال أو تلتفت له فقد كان شغلها الشاغل هو التخطيط لمستقبلها فهي تريد أن تكون مذيعة مشهورة في يوم من الأيام.
لم تنس شهد أبدا تربيتها وأخلاقها التي تتمتع بها فقد تمتعت إلى جانب جمالها الخلاب بأخلاق وخصال حميدة.
استمرت شهد بالانغلاق على نفسها فهي لم تتقرب من أحد ولم تسمح لأي شخص بالاقتراب منها وكان هذا أحد أسباب حصولها على لقب شهد المغرورة وانتهت السنة الأولى لها في الكلية بحصولها على تقدير جيد جدا.
فكرت شهد أن تستغل الإجازة الصيفية وتبحث عن عمل يساعدها على توفير مصروفاتها حتى تخفف العبء عن والدتها وقد رحبت فريدة بهذه الفكرة وشجعتها.
بدأ العام الدراسي الجديد وقررت شهد أن توفر ثمن الكتب وتقوم بتلخيص المحاضرات والمذاكرة منها دون الاستعانة بالكتب وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يهددها بالرسوب ولكنها استمرت في ذلك ونجحت في نهاية العام الثاني واستطاعت أن تحصل على التقدير نفسه الذي حصلت عليه في نهاية العام الأول وقد شعرت في هذه اللحظة أنها نالت مكافأتها على المجهود الذي بذلته طوال العام.
عادت شهد لتبحث عن عمل جديد مثلما فعلت في الإجازة الماضية وقد وجدت شهد العمل بسهولة في أول يوم خرجت فيه للبحث وذلك بسبب مظهرها الجيد وجمالها اللافت للأنظار.
عملت شهد في محل لبيع الملابس الرجالية ولم يكن المرتب الذي تتحصل عليه كبير ولكنها كانت تنال عمولة نتيجة لإقناعها العديد من الزبائن بالشراء وما أسهل ذلك بالنسبة لها فقد كثر زبائن المحل مباشرة بعدما بدأت العمل فيه والكل أصبح يشتري من أجل خاطر عيونها ولم يكن هذا الأمر يخفى على صاحب المحل ولهذا السبب أصبح يغدق عليها بالمكافآت حتى لا تترك العمل وتذهب إلى مكان أخر وقد وصل به الأمر إلى أنه صار يعاملها وكأنها شريكة له في إدراة المحل.
انتهى دوام شهد فنادها صاحب المحل الذي كان يدعى "فتحي" وطلب منها أن تجلس أمامه قبل أن يتحدث:
-"في موضوع أنا كنت عايز أتكلم معاكِ فيه يا شهد".
أطرقت شهد رأسها وهي تقول:
-"خير يا حاج فتحي، اتفضل قول الكلام اللي حضرتك عايزني أسمعه".
ابتسم فتحي قائلا بهدوء:
-"بصي يا شهد، أنا ملاحظ أنك شايفة شغلك كويس أوي من ساعة ما أنتِ اشتغلتِ هنا في المحل وعشان كده أنا بطلب منك أنك تستمري في الشغل هنا أثناء الدراسة وأنا مش هطلب منك تيجي المحل غير بعد ما تخلصي المحاضرات اللي وراكِ".
فكرت شهد قليلا في كلام الحاج فتحي ثم أومأت بالموافقة فقد كان عرضه ممتاز للغاية وسوف يؤمن لها المزيد من المال الذي سوف تحتاجه أثناء فترة الدراسة.
كان العام الدراسي الثالث لها في الكلية مختلف عن العامين السابقين فقد انقلبت حياتها رأسا على عقب حيث أنه تحقق حلمها فقد كانت تحلم دائما وتتمنى أن تأتي لحظة مجئ فارس الأحلام الذي يحتضنها ويخ*فها على حصان أبيض.
لم تخبر شهد أي أحد عن هذه الأحلام أو المشاعر التي كانت متأكدة من أنها سوف تتحقق ذات يوم وكم كانت تتوق إلى هذه اللحظة وتنتظرها بفارغ الصبر وقد جاء هذا اليوم عندما نقلت جدول المحاضرات الخاص بفرقتها ووجدت اسم الدكتور هاشم والذي يكون مذيع مشهور فهو قد انتقل للعمل في جامعتها في هذا العام الجديد وهي لم تكن تعرفه إلا من خلال برنامجه الشهير الذي يذاع على شاشة التلفاز وهي تتابعه بشغف واستمتاع منذ بضع سنوات.
بدأت محاضرة الدكتور هاشم ولم تستطع شهد أن تبعد ناظريها عنه أثناء فترة الشرح فهو على الرغم من أنه رجل في الأربعين من عمره أي أنه يكبرها بعشرين عاما إلا أنه يتمتع بالوسامة الشديدة ويبدو من مظهره أنه في الثلاثين من عمره وقد استطاع أن يجذب انتباه جميع الطلاب والطالبات أثناء الشرح.
وجدت شهد نفسها تنظر له بانبهار وكأنه قد أتى من عالم أخر وظلت على هذا الوضع في المحاضرات التالية التي يلقيها عليهم فقد أخذت تسرح في أحلام اليقظة الخاصة بها ووجدت صورة فارس أحلامها تتلاشى ويحل محلها صورة الدكتور هاشم ولم تكن هي الطالبة الوحيدة التي تعيش هذه الحالة فقد أعجب معظم الطالبات بهاشم ولكنه لم يلتفت إلى أي واحدة منهن فقد تعود على هذا الأمر طوال سنوات عمله.
أخذت شهد تسأل عنه وتتابع أخباره في الصحف والمجلات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من أن الفضول لم يكن أبدا من طبعها وقد عرفت أنه متزوج ولديه ثلاثة أبناء وأن زوجته تكون ابنة عمه وهو من عائلة كبيرة ذات أصل أرستقراطي يعود جذورها إلى الأسكندرية ولكنه نشأ وتربى في القاهرة.
لم تتمكن شهد طوال هذه الفترة أن تركز في أي شيء فقد احتل هاشم عقلها وقلبها بصورة لم تكن تتخيلها في يوم من الأيام وكلما تتذكره تبتسم ابتسامه بلهاء وهي تسرح في جميع تفاصيله ونبرة صوته التي لا تزال ترن في أذنها.
لو كان أحد أخبرها قبل بداية الدراسة أنه سيأتي يوم وتصل إلى هذه الحالة فقد كانت ستضحك عليه بشدة فهي التي لم تلتفت إلى أي شخص حاول التقرب منها من قبل ولم تظن أنه سيأتي اليوم الذي سيمتلك به رجل يكبرها بعشرين عاما قلبها بهذا الشكل المذهل.
انقضت الأيام وأتى موعد محاضرة الدكتور هاشم وقد عزمت شهد أمرها هذه المرة و**مت على أن تلفت انتباهه ولكي تحقق هذا الغرض قامت بالجلوس في أول المدرج وعندما دخل وبدأ شرح المحاضرة وقعت عينيه عليها فشعرت بخفقات قلبها ودقاته التي ارتفعت وعلى الرغم من أنها لا ترى وجهها في انعكاس أي مرآة إلا أنها تعرف جيدا أن خديها قد اصطبغا باللون الأحمر وخاصة بعدما تشابكت نظراتها مع نظرات هاشم لثوانٍ معدودة وكأنه لا يوجد غيرهما داخل القاعة.
نهاية الفصل