1
الفصل الأول
تقدمت من على فرسها بين جموع الرجال تنتظر متى يأتي دورها في هذه الجولة؟ أخذت تربت على عنق فرسها جولا ري ثم قالت
"لا تخافي يا صغيرتي ستفوزين إهدائي فقط "
قال والدها الواقف بجوارها
"أرى أنك واثقة من ذلك يا كاثي لا تنزعجي يا عزيزتي إذا لم تفوزي اعرف انك طموحة و مجدة كما لا تنسي أنها المرة الأولى لك في سباق كهذا إن هناك فرسان معروفون بتفوقهم في الفروسية وخبرتهم بالخيل ممتازة تفوق خبرتك يا أبنتي"
"حسناً وأنا هنا لأريهم أنهم ليسوا على مستوى جيد واني أنا الفتاة المبتدئة سأفوز عليهم"
" ألا تظنين أن هذا نوع من الغرور؟! ثم أنت قلتها فتاة مبتدئة لم تشارك فتاة في سباق كهذا في الريف سواك لا اعرف كيف أقنعتني بأن ادخل اسمك مع المتسابقين؟ لقد رفضت لجنة السباق ذلك لكن تحت إلحاحي عليهم وافقوا "
"لن تندم سأرفع راسك عاليا ثق بي"
"المشكلة انك تقللين من شأن الفرسان يا بنتي وهذه ليست من قواعد التحدي وأخشى أن تصيبك حالة من الجنون لو خسرتِ! أنك لم ترى بقية المشتركين حتى ألان لم ترى سوى المبتدئين أمثالك أما الآخرون المعروفون كل عام لم يحن دورهم بعد وأنتي لا تعرفين قدرتهم"
"أبى ....أنت تقلل من شأني...لماذا؟؟ ...هل لأني فتاة أم لأنها المرة الأولى لي"
"لا تغضبي منى لكنى أراك طموحة بما يكفي لهذا الطموح أن يحطمك عندما ترين الواقع وعندها سأخسر مبالغ طائلة في العيادات النفسية لأجلك"
" أتسخر منى يا أبى؟ "
" أبدا ولكنى أحذرك أن السيد روبرتسون يفوز بالمركز الأول كل عام والسيد نيكولاس بالمركز الثاني أما الثالث فهو نزع بين السيد غريتس و السيد ادمنور وان فزت على احد اليوم فلن تفوزي على هؤلاء الأقوياء"
"شكرا على تحذيرك ولا تخف عليّ فأنا ابنة توماس ألبرت....."
وفجأة ينادى أسمها ويقطع الحوار بينهما
"و الآن ولأول مرة الآنسة كاثرن ألبرت في جولتها الأولى لهذه المسابقة"
"أتمنى لك التوفيق يا عزيزتي"
"هيا يا جولاري فلنريهم من نحن "
مشت بفرسها منتصبة في جلستها تلبس بذلة مخملية سوداء ناعمة توضح بياض بشرتها وصفائها و بنطال ابيض مع حذاء اسود لامع يع** مدى اهتمامها وعنايتها و قبعة سوداء تخفي تحتها شعرها ثم انطلقت بجولاري وكلها ت**يم و إرادة على الفوز وتحت نظرات الفرسان المستنكرة و صيحات الجماهير المشجعة أخذت تتنقل بجولاري وتقفز الحاجز تلو الأخر بدا وجه السيد روبرتسون يتغير شيء فشيء ويزداد تجهماً وكان بجواره احد الفرسان الذي أومأ برأسه إعجابا لكن عينا السيد روبرتسون لا تزالان تراقبانها بانتقاد جلي .
قفزت جولاري أخر حاجز في الجولة بنجاح و تعال الهتاف والتصفيق فردت كاثرن عليهم بابتسامة صغيرة لكنها جميلة لفت انتباهها وجه رجل صامت لا يتحرك منه إلا عيناه تتفحصانها ولمع فيهما بريق غريب ولم يفتها لغة الاحتقار التي تنطق بهما عادت إلى مكانها و تلقاها أبوها قائلاً
"أحسنت يا كاثى لقد قمت بعمل رائع لكن ....لا تنسي المسابقة لم تنتهي بعد "
"اعلم ذلك وأنا عند قولي لكن ....أبى من هو ذلك الرجل الذي يرتدى بذلة حمراء وبنطال اسود؟"
" أين ..... آه انه السيد روبرتسون اسمه مارتن ..... مارتن روبرتسون إنه شاب قوي ذو خبرة علية في الخيل وله إسطبل يضم أجود أنوع الخيول وهذا يع** مدى اهتمامه بها ويسكن السيد روبرتسون هنا ولكن لا يأتي إلا نادراً وطبعا موسم السباق لا يفوته"
"و لماذا لا يبقى ؟ "
"له بيت في لندن يذهب إليه فهو غني يدير شركات ومؤسسات في إنحاء البلد وهذا ما يجعله يغيب كثيرا عن هذا المكان"
" فهمت "
"أرى في عينك نظرة غريبة أنصحك أن لا تفكري بالفوز عليه فعندما تشاهدين أدائه ستعرفين لماذا أقول ذلك "
لم تجب كاثرن واكتفت بالمشاهدة فلقد جاء دوره أخيرا بدأ بالقفز الحواجز والجماهير لا تكف عن الصياح والتصفير وبقيت كاثرن جامدة تنظر إلى أدائه المتميز فوق جواده العربي الأصيل قسمات وجهه تدل على قوة شخصيته صاحب بشرة برونزية وعينان واسعتان وانف مستقيم يميل إلى الطول قليل ذقنه يشير إلى حزمه وصرامته وأنهى جولته التي كانت نهاية الجولة الأولى بنجاح .
أمضت كاثرن كل الجولات بنجاح باهر حتى أتت الجولة الأخيرة و نادى المعلق بسمها فانطلقت بحماسة وأنهت جولتها في وقت قصير دون أن تسقط حاجز واحداً وهذا ما يجعلها مؤهلة للفوز أكثر وربما بالمركز الأول.
حان دور نيكولاس الذي كان متوترا جدا قفز جميع الحواجز بنجاح لكنه عند الحاجز الأخير تراجع جواده ولم يقفز مما اضطر نيكولاس إلى التراجع والعودة مرة أخرى للقفز وهذا ما جعله يخسر بعض الوقت فقالت كاثرن لنفسها
"هذا يجعلني من الفوز اقرب ربما سأفوز لكن بقي السيد روبرتسون"
التفتت إليه فوجدته مقطب الجبين ولم يتحرك إلا حين جاء دوره فقالت
"حسنا هذا هو دورك لترني ماذا ستفعل يا سيد روبرتسون ؟ "
قال والدها
"هل قلت شيء يا عزيزتي؟ "
"لا يأبي كنت احدث نفسي فقط"
"علي الاعتراف انك أبليت بلاء حسنا لم أكن اعرف أنك موهوبة! "
"هذا لا يهم دعنا نرى السيد روبرتسون فهذا دوره "
حينها انطلق مارتن بجواده الأ**د بسرعة وبخطوات واسع ولفات قصيرة يقفز بين الحواجز بقوة وثقة مما جعل كاثرن تفتح فمها دهشة
" لقد تمكن بذلك من قفز الحواجز في وقت قصير!.....لكن كيف أمكن جواده أن يقفز بمثل هذه الرشاقة ولفاته قصيرة هذا مستحيل؟ ....تبا "
صفق الجمهور إعجابا بما قدم ورموا بقبعاتهم وهو يحيونه بحماسة بالغة فرقص مارتن بجواد سروراً بتشجيع أبماء قريته وقد رسم على وجهه ابتسامة عريضة جذابة
"هه كيف له أن يتبختر فوق جواده قبل إعلان النتائج؟"
"هذا لأنه الفائز الم ترى طريقته و أسلوبه في التحكم بالخيل؟"
"عليّ الاعتراف أن جواده ممتاز"
"تقصدين فارسه "
" أرى انك معجب به كثير!"
" حقاً! لست وحدي فهو الذي صنع ذلك لنفسه إلا ترين الجماهير تصفق له بحرارة هو بحق يثير الإعجاب"
حذرت كاثرى نفسها من أن تعجب به هي الأخرى فهو يتمتع برجولة طاغية وجاذبية شديدة كما أنه يعتبر رجلاً خطيراً وليس شخص عادي أنه فعلاً يثير الإعجاب مر من الوقت نصف ساعة قبل أن تعلن النتائج
"سيداتي آنساتي سادتي سيتم الآن إعلان أسماء الفائزين
فاز بالمركز الأول السيد مارتن روبرتسون....وعلى المركز الثاني الآنسة كاثرن ألبرت .....والمركز الثالث السيد بنغلي نيكولاس"
قال والدها
"تهانينا يا حبيبتي لقد فزت بالمركز الثاني"
تقدم والدها يجر لجام جولاري للوقف في المكان المخصص للتكريم وهذا ما ألزم كاثرن الوقف عن يمين مارتن وكان نيكولاس عن يساره لم تكن تنظر إلى جهته إطلاق وبدل ذلك أشغلت نفسها إما مع أبيها أو النظر إلى لجنة التحكيم حتى قدمت الجوائز ثم ذهبت بعيدا عنهم كان نيكولاس لا يزال غاضبا من نفسه فقال مارتن
" لا تحزن يا صديقي كانت هذه مفاجأة العام التي خبئت لنا "
قال الأخر وقد ظهر على وجهه الغضب
" كيف لفتاة أن تفوز علي؟ إن هذا أمر يثير الضجر لكن علي الاعتراف إنها كانت رائعة "
" لا تنسى أن جوادك هو الذي أخرك ولم يكن هذا الأمر بيدك "
" هذا لا يغير من الحقيقة شيء لقد فازت علي فتاة جميلة "
ثم مضى مبتعدا وهو حاني الرأس التفت مارتن وحاوله المهنئون إلى الفتاة المستديرة نحو أبيها تحدثه أمعن النظر فيها وهي تنزع قبعتها ليسدل شعرها الأحمر بلمعته النحاسية الخفيفة أسفل كتفيها بنعومة ساحرة وهي تقول
" لقد قلت لك أني سأفوز ولكن في العام القادم سأفوز بالمركز الأول "
لم تكن تعلم أن مارتن سمع ما قالته و الذي تجمع الدم في عروقه وضاقت عيناه وهو ينظر لها ويقول في نفسه
"أي مغرورة هذه"!
قال والدها
" كفاك طموحاً يا صغيرتي فليس مارتن بالذي يُستهان به"
" اجل لقد درست كل تحركاته وهذا ما سوف يساعدني على الفوز لكني احتاج إلى قليل من التدريب "
قال مارتن
"سأريك أيتها المغرورة المتهورة سوف أحطم كبريائك حتى تعرفي عن من تتكلمي"
قال والدها
"دعكي من هذا الكلام الآن علي الذهاب له لأهنئه بالفوز هيا بنا "
"هه ماذا أتريدني أن أفعل اذهب معك لا مستحيل اذهب وحدك"
"كما تشائين"
مسحت كاثرن على عنق فرسها وهي تقول
" عمل رائع كنت جميلة للغاية "
اقترب السيد ألبرت من مارتن
" مرحباً سيد روبرتسون تهانينا لك الفوز"
" أهلا سيد ألبرت و شكرا لك"
" لقد كنت رائع كعادتك أيها الشاب وخصوصا في الجولة الأخيرة"
" هذا لطف منك وتهانين لك فوز ابنتك "
"شكراً لك "
" ولكن أين هي؟ "
" آه أنها هناك عند فرسها "
" الحقيقة انك فاجأتنا هذا العام كنت أتوقع مشاركتك لا أن تأتي بفتاة تنافسنا علي الذهاب لأهنئها بالفوز "
"هذا نبل منك يا مارتن ومشاركتها في السباق قصة طويلة"
" أوه سيد ألبرت مضى زمن طويل قبل أن أرك "
قال ذلك صديق قديم له يمشي نحوهما تبادل الرجلان الترحيب وستأذن مارتن منهما متجه نحو كاثرن التي كانت منحنية تربط حبال حذائها معطية له ظهرها
" مرحبا آنسة ألبرت....تهانينا لك الفوز "
وقفت كاثرن وأبعدت شعرها عن وجهها ملتفتة لترى من هو صاحب هذا الصوت الرجولي الخشن رفعت رأسها لرجل طويل القامة ذو شعر **تنائي داكن وعينان رماديتان قاسيتان تنظران لها بازدراء جلي بدت كاثرن صغيرة الحجم أمام جسمه المفتول العضلات
" أهلا....شكرا لك وتهانين لك الفوز بالمركز الأول"
"هذا لطف منك يا آنسة أنا ادعى مارتن ..مارتن روبرتسون"
مد يده ليصافحها فصافحته وهي تقول
"وانأ كاثرن ألبرت...لقد كنت رائع في السباق"
"شكرا لك يشرفني أن اسمع هذا وأنت أعجبت الجمهور"
"هذا أطرا لي شكرا"
" ولكنك في نفس الوقت أدهشته فهذه المرة الأولى التي تشارك فيها فتاة في سباق قريتنا"
لم يفت كاثرن الطريقة الساخرة التي يتكلم بها فتطاير الشرر من عينيها وقالت
"ماذا تقصد"
"لا شيء ولكنى أقول أنك مفاجئة في سباق هذا العام ثم متى كانت استعداداتك لسباق فأنا اعرف سكان القرية كلهم و لست منهم وأنك لم تأتي هنا إلا قريبا .....أم أنا مخطئ يا آنسة ألبرت"
"لست مخطئ يا سيد فأنا لم أكن اسكن هنا أما بالنسبة لسباق فأنا لا أرى في مشاركتي ما هو غريب أو يثير الدهشة كما تقول "
"حقاً؟؟"
" ماذا تريد أن تقول سيد روبرتسون"
أتى السيد ألبرت وقطع حديثهما المشحون
" آسف لقد تأخرت عليكما ولكنه صديق قديم لم أره منذ زمن بعيد فأخذنا الحديث ولم نشعر"
قال مارتن
"لا عليك يا سيد ألبرت ولكن لا تنسى أن تحضر الاحتفال غدا"
قالت كثرى بهمس
"احتفال"
قال والدها
" اجل انه احتفال يقيمه السيد روبرتسون لفوزه بالسباق"
قال مارتن
"وأنتِ مدعوة كذالك آنسة ألبرت أتمنى أن تحضري"
ردت عليه بلامبالاة واضحة
"في الحقيقة أنا لا أعدك فلست واثقة ما إذا كنت استطيع لكنى سأحول"
"حسناً علي الذهاب الآن سررت بمعرفتك آنسة ألبرت وداعاً"
قالت بامتعاض
"وأنا كذالك سيد روبرتسون"
لاحظ ذلك والدها فقال ملاطفا
" يسرنا قبول دعوتك إلى اللقاء ً"
واخذ توماس ابنته قبل أن تقول كلمة أخرى بينما ظل مارتن ينظر إليهما حتى اختفيا قبل آن يتجه إلى زملائه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني
فتح توماس الباب و أضاء النور ودخل ليشعل نار المدفئة أغلقت كاثرن الباب ونظرت إلى والدها
" أبي لما لا تقل شيئاً ....لقد أمضيت الطريق كله صامتاًً"
لم يجبها والدها
" آه......هيا يا أبي اعلم انك غاضب مني "
قال والدها وهو يقف عند المدفئة
" أتريدين قهوة يا آنسة ألبرت؟ "
"أنا سأحضرها دعك منها الآن وقل لي ....آه أبي انظر إلي أنا أكلمك"
"حسناً أجلسي يا كاثي ودعينا نتكلم فيما فعلت اليوم مع السيد روبرتسون "
جلست بجوار والدها على أريكة مخملية حمراء اللون
"أنا لا أعرف لماذا تتكلم عنه و كأنة بطل ؟!... لماذا تهتم به؟ "
" أنا لست أحدثك عنه أنا أتحدث معك عن طريقتك معه أو حتى مع غيره لا أريد أن يتكلم عنك احد بسوء يا كاثي وكونه فاز عليك لا يعنى هذا أن تعامليه بجفاء."
"أبى أنا لم أعامله هكذا لأنه فاز علي وهذا ليس من طبعي و إن كنت لا أحب الهزيمة لكني رأيت في عينيه شيء من السخرية والاحتقار هذا المساء وهذا ما جعلني أغضب و أعامله بتلك الطريقة"
"ولكن هذا لا يبرر أن تقللي من أدبك معه ثم إن السيد روبرتسون يستحيل أن يفعل ما قلته! انه شاب محترم "
"ماذا؟ أتقف معه ...أقول لك انه سخر منى وتقول شاب مهذب أبي"
"كفى يا عزيزتي أنت مدللة وحساسة وتفسرين كل أمر حسب هواك وما تخالج في نفسك من أفكار المهم أريد منك أن لا تكرري هذا الفعل مع السيد روبرتسون أو غيره سواء سخر منك أو لا ...."
عندما رأى تضايقها قال
" اسمعي يا حبيبتي إن سخر منك أي إنسان أو استهزئ بك هل يستحق أن تعيره اهتمامك سيكون الأجدر بك يا أبنت توماس أن لا تنزلي إلى مستواه و أن تبقي في عليائك وعلى ما تربيت عليه من والدك يا آنسة ألبرت"
" آه ....حسناً يا أبي أنا آسفة ....هل تسامحني الآن"
"أجل وهل يمكنني أن أغضب من قلبي "
قبلت كاثرن جبين أبيها وقالت
"سأذهب لأحضر القهوة انتظرني"
ذهبت إلى المطبخ وحضرت القهوة و وضعتها في صينية مع فنجانين و وأرفقته بطبق من بسكويت الشكولاتة ثم عادت إلى غرفة الجلوس و رأت والدها منهمكاً يكتب في ورقة صغيرة وضعت ما في يدها على الطاولة وسكبت لوالدها فنجان القهوة
"تفضل يا أبي "
"شكرا"
"هل تريد بسكويت"
"لا... سأكتفي بالقهوة يا صغيرتي"
أخذت فنجانها وقربت الطبق منها وجلست بجانبه
" قل لي ماذا تكتب؟ "
" أدوات أريد شرائها من سوق القرية غداً صباحا "
"هل لي أن أعرف ما هي؟ أم أن هذا سر"
"بطبع يمكنك إنها مواد طلاء فكرت في أن نعيد طلاء البيت وكذلك مواد غذائية و مواد طبية للخيول و....."
"حسنا كفى لا تكمل ظننت أنها أدوات لتقيم لي حفلا بمناسبة قدومي وفوزي أيضا ولكن يبدو أني مخطئة"
ضحك ولدها
"بطبع سأقيم حفلا لقدومك فأهل القرية لم يعرفوك وقد تفاجئوا عندما رأوك في السباق وعرفوا انك ابنتي وسأدعو الجميع للاحتفال بمناسبة قدومك وتخرجك من الجامعة والفوز أيضا ومن يدري قد يكون لد*ك صديقات جدد هل أنت راضية الآن"
"كنت أمازحك يا أبي ولكنى حقاً أريد أن اعرف القرية وساكنيها "
"يمكنك هذا عندما تحضرين الاحتفال غداً سترين معظمهم "
كادت أن تسقط القهوة من يدها فأخر شيء تتمناه هو أن ترى ذلك الكريه مرة أخرى
" ماذا؟... "
نظر إليها والدها وكأنه شعر بشيء غريب
"أخبريني هل ستحضرين احتفال السيد روبرتسون"
" لا...شكراً لك أفضل البقاء على أن اذهب وأرتكب غلطة أخرى ثم أبقى أنا للمحاكمة بينما السيد ينعم بغروره"
"ولكنك تعلمين أن بقائك وحدك في مكان منعزل...."
قاطعته
"أبي سأكون بخير يمكنك أن تذهب لا تقلق علي ثم أن سائس الخيل بيتر سيكون هنا لحراسة المكان ولن يذهب للاحتفال"
قال والدها ممازحاً مع انه يثق في بيتر
"ماذا لو أمسكك رهينة وطلب مني مبلغاً من المال وقتها ماذا سوف نفعل؟"
" لا تقلق استطيع الاعتناء بنفسي أم تراك نسيت أني أبنتك لا تقلق"
"أجل بعد الذي عملته مع ذاك الطالب المسكين في الجامعة قبل تخرجك بسنة ليس علي أن أقلق أبدا"
أرادت أن تمتنع عن الضحك لكنها لم تستطع فانفجرت ضاحكة
"هل لا زلت تذكر هذا الحادث ؟ "
"أجل بالتأكيد وكيف لي أن أنسى؟ لقد أصبت ذلك المسكين بفتحة في الرأس وثلاثة **ور و كدمات عديدة في جسده وأدخل المستشفى مغمى علية من الض*ب ليتلقى العلاج"
"كان يستحق ذلك لو أنه لم يعترض طريقي ويمد يده ويمسكني لما حصل ذلك له ولكنه ظن أني فتاة ضعيفة لن تستطيع مواجهته"
" أجل ولو أنه علم أنك أخذت الحزام الأ**د وتتسلحين بتلك العصاتان المتصلتان بسلسلة بينهما لفر هارباً عند سماع صوتك"
"على كل حال لقد نال جزائه ثم لا تذكرني بهذا الطالب أشعر بالأسى عليه أتعلم.. أني نادمه على ما فعلته به ولكن كنت ذلك اليوم غاضبة وأتى هذا الفتى آه لننسى الآمر أريدك غدا صباحا أن تعلمني على القتال بالسيف"
نظر إليها والدها بدهشة وهو يرفع حاجبيه استنكاراً
"لماذا...ألا تلاحظين أن اهتماماتك مثل اهتمامات الشباب؟ "
"آه لا إنما هي هوايات وأنا أحب السيف والخيل والكريتية لكن لا أعرف لماذا الناس الذين سبقونا يقصرون كل شيء للشباب دون الفتيات؟ المهم أني أريد غدا أن نتقاتل بالسيف أم أنك خائف من مواجهتي"
"أبدا ولكن ربما نسيت أنني مدرب وأستاذ في نادي ألبرت للقتال بالسيف"
"أتعرف يا أبي أني فخورة بهذا النادي الذي بنيته لقد خرج شباب قادرين على التعامل مع السيف بمهارة ولا يهزمون غالباً في سابقات الأندية"
"هذا شرف لي يا كاثي لطالما أحببت السيف لقد عارضتني أمك بشدة عند بناء النادي"
وقفت كاثرن وبيدها فنجان القهوة و اتجهت نحو المدفأة لتقف أمامها وتتأملها النار شاردة الذهن . نظر إليها والدها و ضوء اللهب يتراقص على وجهها لحظة **ت مرة لا يسمع فيها غير حسيس الحطب المشتعل ثم التفتت إليه
"أبي .....بنسبة لأمي ألا تنوى أن تعيدها لنا؟ "
قام والدها بقامته الطويلة وجسده الرياضي لم يكن كبيرا جدا فهو لا يزال في السابعة والأربعين من العمر تزوج من أمها "أليفيا"في سن مبكر ولم ينجبا إلا كاثرن التي تبلغ الآن الرابعة والعشرون من العمر تقدم نحوها وضعاً يديه على كتفيها
"كاثي أنتِ تعلمين أنها هي التي تركتني وليس أنا "
قالت وفي عينيها نظرة استعطاف
"أعرف يا أبي لكنها لازالت تحبك وأنا واثقة من هذا وأنت أيضا تحبها أليس كذلك؟"
عندما لم تلقى غير ال**ت والأسى في وجهه قالت بتوسل
" أرجوك يا أبي"
"تعلمين أني أحبها وأني لن أتركها مهما يكن لكنها في الأشهر الأخيرة تغيرت كثيرا أصبحت متقلبة المزاج سريعة الغضب غريبة الأطوار لا أعرف ماذا حل بها حاولت معها على أن نسوى الأمر بيننا وأن أعرف ما سر هذا التغير المفاجئ لكنها أصرت على الرحيل فتركتها ربما تهدا أعصبها وتفكر جيدا بما فعلته"
"ولكن مضى على رحيلها الآن خمسة أسابيع!"
ضحك والدها بألم
" آه كاثي أنت تقولين هذا وأنت لم تأتي هنا إلى أسبوع واحد فقط فماذا أقول أنا؟"
أحست كاثرن بالألم العميق في قلب أبيها فقالت بلطف
" هل حاولت الاتصال بها؟ "
"كثيرا في البداية كانت تجيبني و تصرخ في وجهي لكنها في أخر مكالمة أجابتني فيها سألتها عن السبب فغضبت وقالت أن ما بيننا انتهى ثم لم تعد ترد على اتصالاتي أو رسائلي"
" ولم تعرف سبب غضبها عليك؟ "
"حتى الآن لا ....لكن لا تقلقي يا حبيبتي سأحول أعادة الأمور إلى ما كانت عليه أعدك "
" لابد انك تشعر بالوحدة أليس كذلك؟ لما لا تعود إلى شركتك والنادي ستجد انك..."
ولكن والدها وضع أصبعه على شفتيها وأسكتها
"أنا أفضل العيش هنا أطول فترة ممكنة ..فحياة المدينة صاخبة متعبة واشعر بالراحة والسعادة في هذا المكان كما يمكنني أداره أعمالي بنجاح وأنا هنا "
نظرت كاثرن إلى وجه والدها ورأت الخطوط التي رسمتها السنين حول فمه و عينيه الخضراوان التي تتدفقان حنان وعطفا لقد ورثت منه لون العينان وطباعة كذلك
"لماذا تنظرين إلى هكذا؟ "
ابتسمت له وقالت
"كنت أفكر ما أذا كنت أشبهك؟ "