7

3383 Words
لم ترد كاثرى عليه وتفادت النظر إلى عينيه الرماديتين لأنها تشعر بالذنب اتجاه بيتر نظر مارتن أليها ثم أمسك شعره الناعم ورفعه عن جبهته .ما زالت يده ممسكة ب*عره ال**تنائي ويده الأخرى داخل جيب بنطاله البني الغامق ينظر في الأفق .خرجت من بين شفتيه آهةٌ خفيفة وكأنه يحاول ضبط أعصابه المفقودة رفعت بصرها إليه فالتقت بعينه أنزل يده عن رأسه وأشار بسبابته أما وجهها وقال بصوت منخفض غاضب "لولا عناية الله لكنت أنت أو هو في عداد المعاقين أو الموتى ولأفقدت الأم العجوز ابنها الوحيد بعد أن لم يبقى لها في هذه الحياة إلا هو أتدركين حجم المعانة التي ستعانيها لو مات أبنها أو عاش معاق وكأنه ليس مع الأحياء؟ " ثم رفع صوته أكثراً صارخاً بها " هل تفهمين ما قلت يا كاثرى هل تعرفين ما أعني؟ " قذف صوته أرعب في قلبها وهز أعماقها أنها على وشك البكاء فقد أحمر وجهها و امتلأت عينها بدموعها تباً له لم تشعر بضعف أمام أحد ولم يهز يوم شخص ثقتها بنفسها وقوة شخصيتها سوى مارتن كان صوتها مختنق وهي تتوسل أن يكف عن تأنيبها "مارتن كفى أرجوك اعلم أني أخطأت و قلت لك أني لم أكن اقصد ذلك فأنا لا أعرف عن ترويض الخيل شيء" لكن مارتن لم يستجيب لها ومرر يده أمام وجهها بعصبيه وقطع كلامها صارخا "أذاً ابتعدي عن هذا المكان و اتركي الرجال يعملون بسلام ولا تسببي لهم المتاعب فيطردون ولا يجدون عملاً فهم أناس فقراء" لم تحتمل كاثرن كل هذا السلطة منه وطريقته القاسية في العتاب وقد اعترفت له بخطاها فغضبت هي الأخرى وصرخت فيه " توقف عن الصراخ في وجهي و لا تنسى أنك تحاسبني فوق ارضي وأنا التي عليها أن تحاسبك على دخول أرضها كل يوم دون أستاذان وتدخلك في شئنها" كانا يتكلمان بصوت مرتفع فتوقف من حولهم عن العمل وأخذوا ينظرون أليهم لكنهما لم ينتبها واستمرا بالصراخ أشتعل الغضب في قلب مارتن و حاول ضبط أعصابه قبل أن تنطلق يده لصفع وجهها فقال بلهجة ساخرة "ماذا؟... هل ستمنعينني من دخول هذه الأرض وبصفتك من؟" "بصفتي مالكة هذه الأرض" "عندما تكون ملكك أعدك أن لا تخطو قدمي فوقها " "قلت لك إياك أن تدخل هذه الأرض إلا بأذني يا مارتن أنا أحذرك" "وإن لم أفعل ؟!" "سأتدخل أنا " قال هذا توماس الذي لم يسمع إلا كلامهما الأخير فغضب من أجل أبنته و إن كان يحب مارتن ولكن هذا لا يبرر ترك مارتن يتكلم مع كاثرن بهذه الطريقة وأمام من يعملون عنده لم يعرف توماس سبب الشجار الذي وقع بينهما فتسرع في كلامه نصرةً لبنته التي رأى عينيها تحبس دموعها تجمدت كاثرن في مكانها ولم تستطع أن تتحرك وعينيها مثبتتان باتجاه مارتن أما مارتن رفع رأسه ونظر إلى توماس الرجل الذي أحبه كأبيه عندما أراد أن يتم كلامه " أعتقد انك سمعت ما قالته يا مارتن" رد مارتن عليه وهو في غاية الأدب والاحترام له "صباح الخير سيد ألبرت؟" " صباح الخير يا مارتن هل استوعبت كلامي ؟" نظر مارتن إلى الواقفة أمامه وهي تنظر إليه جامدة لا تحرك شيء حتى عينيها وكأنها قد صعقت بتيار كهربائي عقد حاجبيه لها ثم التفت إلى توماس بقسمات وجه هادئ و أغلق عينيه وهي يقر في دخله أنه كان كأبيه وسيبقى كذلك فلا ذنب له أنه لا يعرف ما حدث بينهما لذلك هو يعذره ويتمنى أن ينتهي هذا قريبا وان لا تزيد ابنته الشقاق بينهما أما هي فلن ينسى يوم دخولها هذه القرية الهادئة لأنه في ذلك اليوم دخلت المتاعب معها ...الآن عرف لما نفر قلبه منها من أول لقاء وردد في داخله "أنا أكرهك يا كاثرى" فتح مارتن عينيه ونظر إلى توماس وقال "أجل يا سيد ألبرت استوعبت كلامك جيداً ولم أعرف أن هذا رأيك أيضاً علي أن أذهب" "قبل أن تذهب عليك أن تعتذر لكاثي" شعر مارتن بحبل حول عنقه كان يحاول أن يجنبها الخطر ويرى نفسه الآن المخطئ ويعتذر لها. أدرك مارتن أن حظه عاثر اليوم و أنه اسود مثل القميص الذي يلبسه الآن .نظر إلى كاثرن الواقفة كصنم لا حياة فيه وتمنى لو يصفعها لتفيق من سكرتها التي هي فيها . أما هي فشعرت أن الدنيا تدور بها لسماعها الحوار الجاف بينهما بسببها وكأنهما لا يعرفان بعضهما أبدا مع أنها تعلم مقدار حب كل منهما للأخر .حدثت نفسها أنها تحلم لكن بعد أن التقت عينيها بعيني مارتن الغاضبتين وسمعت اعتذاره " اعتذر عما بدر مني يا آنسة ألبرت لابد أن أذهب فلدي أعمال أقوم بها" علمت أنها لا تحلم تحرك مارتن مبتعدا عنها وعينيها لا تزالان على ظهره لم تقصد كل كلمة قالتها له لم تكن إلا لرد اعتبارها بقيت تنظر إلى الرجل المرتدي بنطال بنيً غامق وقميصاً اسوداً ضيقً ملتصق بعضلاته وهو يمتطى صهوة جواده الأ**د بهدوء تحرك الحصان مبتعدا يحمل فوق ظهره فارسه الذي يداعب النسيم شعره ال**تنائي فعلمت أنها فقدت مارتن و إلى الأبد . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا احلل مسح اسمي من على الرواية .. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفصل السابع سارت كاثرن مع والدها إلى المنزل وحانت منها نظرة إلى الجواد الغاضب داخل السياج لم تكلم والدها بسبب ما حدث حتى دخلُوا إلى المنزل فاتجهت إلى غرفتها تركض .هناك شيء في قلبها لا تستطيع إظهاره أمامه. توماس دخل مكتبه وأغلق الباب وجلس على كرسيه وضعاً رأسه بين يديه المشاكل تحاصره من جميع الاتجاهات من كل مكان وفي وقت واحد. دخلت كاثرن غرفتها ورمت نفسها فوق السرير وبكت حتى فرغت شيء كبير من داخلها لكن بقي شيء لم يخرج وقد تعبت من كثرة البكاء ورأسها أصبح يؤلمها أبقت رأسها على الوسادة المبتلة أرادت النوم فلم يأتي النوم إلى عينيها التي لا ترى سوى رحيله. عضت على شفتها السفلى وما أسرع ما تجمعت الدموع في عينيها مدت يدها إلى دفتر داخل الدرج لم تشتريه من سوق القرية إلا لتحتفظ به فقد كان جميلاً ولم تتوقع يوم أن تكتب فيه . أخذت قلما وبدأت تكتب كيف أنه أهداها الخيل ثم رحل وهو غاضب دونت كل ما حدث وهي تصف مارتن بالجواد الغاضب وأخذت تصور شخصيته وصفاته من أول لقاء لهما إلى يوم رحيله فكرت أنها لم تكون صورة رائعة عنه لكن هكذا كانت تراه انتهت من الكتابة وهي تفكر أنها يوم كانت بين أصدقائها لم تكن تفعل هذا أغلقت الدفتر وأدخلته في الدرج ثم خرجت تغسل وجهها ولبست بنطال ابيض و قميصاً أ**داء طويلة الأكمام نظرت في نفسها في المرآة كان واضح على وجهها أثار البكاء وضعت قليل من الماكياج لإخفائه ثم نزلت إلى الأسفل شعرت أنها بحجة للخروج و لن تستطيع أن تطلب من أبيها ذلك فكتبت له ورقة وتركتها بجانب المزهرية وهي تعلم انه سيغضب ثم خرجت إلى القرية .كان عقلها في الطريق يفكر بمارتن ورحيله لم تكن تريده أن يذهب غاضبً وبعد أن أهداها المهرة التي كلفته الكثير من المال " لقد تسرعت" أحاسيس غريبة تخالج في قلبها ومشاعر متلاطمة في داخلها أنها مسالمة وتكره أن يكون هناك من يكرها وما بقيت تعرف ما تفعل لتصلح الأمور بين مارتن وأبيها ثم ترحل إلى لندن وأصدقائها وصلت إلى القرية و توجهت إلى مشتل الورود واشترت باقة حمراء لتضعها في غرفة الجلوس ودخلت إلى متجر التحف بجانبه لتبحث عن تحفة جميلة هدية لصديقتها المفضلة في لندن عند عودتها . اتجهت إلى البائع كان شاب وسيم أزرق العينين وله شعر أشقر قام يعرض عليها أجمل ما لديه وابتسامته العذبة لا تفارق شفتيه وفجأة غابت الابتسامة من وجهه و تجمد في مكان و تسمرت عيناه خلف كاثرن مما استدعها إلى النظر خلفها لترى مارتن واقف ينظر إلى البائع بحده امسك مارتن ذراعها وسألها أن تخرج من المتجر وتنتظره في الخارج ولأنها لم ترد الشجار معه وافقت وانتظرت عند الباب. سمعت صوت زجاج يت**ر وض*ب وصراخ البائع. حدثها قلبها أن تدخل لكنها بقيت مكانها و ما هي إلا دقائق حتى خرج مارتن لها و أمرها بضجر أن تعود إلى البيت و ألا تأتي إلى القرية وحدها وإن احتاجت إلى شيء فالترسل احد عاملي أبيها ثم نظر إليها باحتقار بالغ و أعطاها ظهره ذاهباً فاستوقفته "مارتن كف عن إلقاء الأوامر هكذا لماذا تطلب مني ألا أذهب إلى القرية وحدي أريد تفسير لهذا كما أريد أن اعرف ما ذا فعلت بالبائع؟ لقد سمعته يصيح ويستنجد " " تخافين عليه سأخبرك بما انك أردت أن تعرفي أن هذا البائع زير نساء وأمرته أن يبتعد عنك " "هل ض*بته؟ " " طبعا وماذا تتوقعين مني أن افعل وهذا لأجل أبيك لا أريدك أن تأتي إلى القرية حتى لا تقابلي أمثال هذا من الرجال و القرية صغيرة وينتشر فيها الكلام والإشاعات و أنا لا أريد أن يمس اسم عائلة السيد ألبرت بسوء أعتقد أنك فهمت الآن" قالت بسخرية رداً على الشتيمة خلف كلامه " ولماذا لم توضح لي أن الأمر كذلك حتى أفهمك ولا أظن بك ظناً سيء" "أخبريني هل من الضروري يا جميلة أن تتبرجي قبل ذهابك إلى القرية بوضع المساحيق على وجهك" كانت أساة لاذعة منه ولفته ****ة يقصد ورائها الكثير من المعاني ركب مارتن جواده وقال لها بعصبية "أمتطي جوادك بسرعة " " ماذا ؟ " قال مهددا وبنظرة صارمة " أسمعي لست في مزاج جيد لأتحدث معك أمتطي جوادك فليس لدي وقت " شعرت كاثرن بضعفها أمام تهديده كما أنها تريد إنهاء الخلاف بأسرع وقت لذلك ركبت حصانها ب**ت وفي يديها باقة الورود ابتعدوا عن القرية فسألها "ماذا كنت تفعلين هنا؟ " " ليس هذا من شانك" " هل يعلم والدك بخروجك ؟ " "كلا تركت له ورقة" صاح بضجر ودهشة " خرجت بدون علمه ؟؟؟؟ " فصرخت في وجهه بنفاذ صبر " قلت لك أني تركت له ورقة ثم أني لست طفلة لتعاملني بهذه الطريقة المتعالية " قال بغضب " أجل فأنت فرس جموح يحتاج إلى ترويض" " وأنت حيوان متوحش " " كفي عن مجادلتي أيتها الغ*ية " " أنا لست..." " أ**تي أنت صغيرة مشا**ة جريئة فا بعد كل الذي فعلته بيني وبين السيد ألبرت تناقشين " " أنت الذي استفزني " " أتعرفين ماذا أتمنى....أن أصفعك على وجهك الجميل لتعودي إلى رشدك" قال كلمته بطريقة جعلت كاثرن تشعر بمدى الغضب في داخله وكرهه لها كانت على وشك أن تتكلم وتذكرت إنها لن تقضي هنا إلى أيام قليلة لتصلح بينهما ثم تذهب إلى أصدقائها بقيت صامته ولاحظ هو **تها المفاجئ ولم يهتم لها أكملا طريقهما حتى اقتربوا من المنزل فقال قبل أن يبتعد "إياك أن تخرجي من المنزل مرة أخرى لوحدك دون علم والدك يا صغيرة" ثم ابتعد مضت إلى المنزل وهي تشعر بضيق شديد من كرهه لها ونعته لها بالصغيرة التفتت إلى غرفة الجلوس و رأت ورقتها كما هي وضعت الورود بجانب ورقتها و اتجهت إلى مكتب أبيها .دقت الباب فلم يرد احد ظنت انه خرج إلى المزرعة مسرعاً ولم يرى رسالتها أو يكون خرج للعمل .ذهبت إلى المزرعة و شاهدت بيتر يعمل. سألته إن كان رأى والداها فأكد لها انه لم يخرج وحصانه لا يزال في الإسطبل و أن سيارته في الكاراج. قلقت كاثرن على والدها فأسرعت إلى البيت وطلبت من بيتر أن يتبعها وصلوا إلى باب المكتب دقت الباب بطريقة مزعجة ونادت أبيها بصوت مرتفع ولم يرد احد أثار سكون البيت الواسع الخوف في قلبها اتجهت إلى الأعلى لتنظر إن كان في غرفته لكن الغرفة كانت فارغة نزلت إلى بيتر الذي ينتظرها في الأسفل و صرخت فيه "بيتر إن أبي غير موجود في غرفته " " إهدائي يا آنسة ألبرت لابد أن يكون في مكان ما ونحن لا نعلم " " أين يمكن أن يكون...ا**ر هذا الباب حالاً يا بيتر" "ولكن ..." "قلت لك أ**ره ..." دفع بيتر الباب عده مرات ثم استجمع قوته و**ر الباب أسرعوا إلى الداخل و وجدوا توماس على كرسيه ورأسه ملقى فوق المكتب أمسكته كاثرن وهي تبكى خوفاً عليه وتهزه وتناديه لكن دون فائدة أبعدها بيتر عنه وأعاد سيده على كرسيه وتحسس نبضة وتنفسه فوجدهما بشكل طبيعي التفت إلى كاثرن وأخبرها انه بخير. أمرته أن يخرج إلى مارتن الذي لم يبتعد عنهم وأن يطلب منه القدوم إلى هنا ثم يمضي في طريقه و يحضر الطبيب ركب بيتر حصان كاثرن وأسرع في اثر مارتن وأخبره بما حدث وأكمل طرقه إلى بيت الطبيب بينما اتجه مارتن بسرعة نحو بيت السيد ألبرت واتجه مباشرة إلى المكتب. شاهد كاثرن واقفة على ركبتيها تبكي ورأسها في حجر والدها الملقى على الكرسي أبعدها مارتن و حمل توماس على كتفه وصعد به إلى غرفته و مدده فوق السرير نظر خلفه ليرى كاثرن فلم يجدها بحث عنها.و وجدها في مكانها تبكى أخذها إلى غرفة الجلوس وعاد إلى توماس الذي فتح عينه كان شاحب الوجه ويشعر بدوار في رأسه مما أقلق مارتن كثيراً عليه كان يحاول تهدئته إلى حين وصول الطبيب وصل الطبيب فأسرعت كاثرن به إلى فوق وبيتر خلفهما أمرهم الطبيب جمعيهم بالخروج وأغلق الباب خلفه. نظر مارتن إلى العينين الباكيتين القلقتين "بيتر عد إلى عملك وأنتِ يا كاثرى لننزل إلى الأسفل" ذهب بيتر إلى عمله أما هي فقالت " كلا سأبقى هنا حتى يخرج" "لن يفيدك هذا وأنا واثق انه بخير أنه قوي البنية ولا يعاني من إي مرض هيا لا تكوني عنيدة" لم تستجب له و بقية واقفة تبكي لم يكرر كلامه وأخذ يمشي في الممر ذهاباً وإياباً حتى خرج لهما الطبيب و أخبرهما انه بخير لكنه أغمي عليه من قلة النوم ونقص الأكل وكثرة الإعياء والقلق ونصحهم أن يلزم الراحة و لا يجهد نفسه ويرهق أعصابه كما أمرهما بأبعاد كل ما يوتره اخذ مارتن الطبيب إلى الأسفل ودخلت كاثرن على والدها النائم مشت بهدوء وجلست على جانب السرير. ودع مارتن الطبيب ودخل على كاثرن وهي تمد يدها لتمسح رأس أبيها فأوقفها مارتن وقادها إلى الخارج ليرتاح السيد ألبرت لم تكف كاثرن عن البكاء على أبيها وجعل هذا مارتن يذكر بكائه على أبيه يوم موته وهو صبي لم يكن يريد استعادت تلك الأيام فصرخ في وجه كاثرن "كفي عن البكاء أن والدك بخير" "دعيني وشأني" " أنت فعلاً عنيدة " " عنيدة؟؟ أنت لا تعرف ما أشعر به لائك عشت يتيماً " " أن والدك مثل أبي و اعرف الشعور الذي تشعرين به فقد جربته وأعلمي أن شعور الطفولة أقسى" لكنها ظلت تبكي ولم تستمع له فأفزعها صراخه "أسمعي لم اعد أحتمل تصرفاتك الصبيانية كفى عن البكاء الآن " "ما الذي فعلته لك حتى تكرهني؟ " "أنا لا أكرهك " "إذا لما تصرخ في وجهي كلما رأيتني وتسمعني كلامك ألاذع " "لأني أراك تتصرفين كطفلة لا تشعر بما يدور حولها ولا تتحمل المسؤولية وليس كفتاة ناضجة مستعدة للوقوف بجانب أبيها في محنته " غطت وجهها بيديها ومارتن يمشي في الغرفة بعصبية وكأنه يحاول أن يجد كلاماً مناسباً ففكرت أن تكلمه بشأن ما حدث بينه وبين أبيها لتصلح الأمر وترحل إلى لندن " مارتن.." " ماذا ... ماذا تريدين مني الآن يا آنسة؟" " أريد ...أن..أتحدث معك في موضوع" نظر إليها وقال و كأنه يسأل " موضوع ؟" خافت أن تمهد للموضوع فيقاطعها ولا يسمع لها فأسرعت تقول ودموعها تخط على خديها و تشهق من البكاء "أنا آسفة على ما حدث اليوم لم أكن اقصد كنت أريد أن أرد اعتباراً لنفسي ولم أتوقع أن أبي يسمعنا لقد أخطأت في حق أبي وحقك وحق بيتر وأمه العجوز أنا آسفة سأخبر أبي بما حدث وانك إنما أردت تجنيبنا الخطر و سأعمل على أن تصطلحا مع بعضكما ثم أسافر إلى لندن" انتقل بصره إلى عينيها كان مظهرها يدعو لرثاء و يجعل من يسمعها وهي لا تستطيع أن تتكلم بوضوح يتعاطف معها لكن ليس مارتن أدار لها ظهره وقال " لقد فات الأوان يا كاثرى كل ما أريده أن تكون علاقتي مع السيد ألبرت كما كانت فهل ستفعلين؟ لا أظنك قادرة" "بل استطيع" "إذا أنت لا تعرفين والدك جيدا" " سأخبره بكل شيء حدث وما فعلته كان لأجل نصحي " استدار مارتن لها "ستضرين بيتر وسيطرد" " مارتن أرجوك أريد أن انهي هذا الأمر لا أظن أن أبي سيطرده من عمله سأمنعه من ذلك ولو كلفني الكثير " لم تتوسل كاثرن إلى احد في حياتها سوى مارتن وهذا ما جعل شعور الكره نحوه يزداد "سينتهي إذا استطعت أن تنفذي ما قلته " "سأفعل إن والدي لا يرد لي طلباً" "هل تريدين ذلك حقاً؟ " "اجل أنت لا تعرف كم يحبك أبي يا مارتن" " لكنه يعاقب ...أنت لا تعرفين والدك جيدا يا كاثرى الم تعيشي معه؟" تكلم هذه المرة بطريقة لينه وهو يجلس على كرسي قريب منها جعلها ذلك اقل توتراً ولا تعرف كيف انطلقت الكلمات من فمها "ليس كثيرا فقط في الطفولة. تعلمت في بيت خالتي إلى أن وصلت المرحلة الجامعية و أصبحت مستقلة في شقة قريب من جامعتي" " و والد*ك" "أرهما في الإجازات فقط اذكر أن أبي وأمي كانا و أنا طفلة صغيره يعملان بجد ولأنهما يكثران السفر في التجارة تركوني عند خالتي حتى لا تتأثر دراستي و أردت أن أعوض كل ما فآتني من حنانهما بعد الحرمان منه فأتيت إلى هنا لكنهما افترقا قبل قدومي كما تعلم" "الم تعرفي السبب بعد؟ " "لا ولكنى أمل أن تعود قريباً.... ألا تلاحظ أني أطلعتك على أخبار العائلة كلها؟ " حدق في وجهها قليلا ثم قال لها " لا بأس أنا صديق للعائلة " بدأ التوتر الذي كان بينهما يخف قليلاً فقالت "هل لي أن أسألك سؤلاً ؟ " " تفضلي " " هل تعرف أوضاع شركت والدي؟ " تغير وجهه كثيراً ونظر للجهة الأخرى بعيداً عنها ثم قال " اجل اعرف كل شيء هل أخبرك والدك" " الحقيقة أن والدي قال لي أنه يمر بأزمة ماليه لابد انك تعرف هذا؟" " أجل لقد أخبرني " "قال لي أنها ديون على الشركة وأصحاب الأموال يريدون مالهم وقد تتضرر الشركة بسبب ذلك و أخبرني انه سيتجاوز هذه المحنة " اطرق مارتن رأسه يفكر " قل لي يا مارتن هل هذا الوضع خطير وهل يهدد أعماله؟ " لكن مارتن كان غارق في بحر أفكاره "مارتن ....مارتن هل هناك شيء لم تجب على سؤالي؟" "لا أبدا كنت أفكر في حل المشكلة أسمعي يا كاثرى أريدك أن تقتربي من أبيك أشعريه انك كبرت وانك تتحملين الصدمات ولم تعودي طفلة تجلس على كرسي خلف طاوله تنتظر أوامر معلمتها اجعليه يخرج لكي كل ما في قلبه" "مارتن كلامك يخيفني أنت تخفي عني أمرا خطير و يتعلق بأبي أريد أن تخبرني... ما الذي تخفيه و الآن" "سأخبرك لاحقا عليّ الذهاب الآن أعتني بأبيك إلى اللقاء" " لحظة يا مارتن " لم يستمع لها وخرج من غرفة الجلوس فلحقته وأمسكت بذراعه وعيناها تتوسلان إليه "أخبرني ما الذي تخفيه عني؟ " "قلت لك لاشيء " "كلا قلت لي سأخبرك لاحقاً وأنا أريدك أن تخبرني الآن" "كفي عن الصياح يا كاثرى الأمر لا يستحق كل هذا" " بل يستحق وأنت تعلم هذا أرجوك يا مارتن لا تعذبني أكثر" كان صوتها ضعيفاً و وجهها المحمر قد أبتل بدموعها التي لا تقف نظر إليها نظرة عادية ونزع يده عن ذراعها ومشى مبتعداً عنها نظرت إليه والحزن قد خيم عليها أي قلب لدى هذا الرجل وقفت محطمة يائسة بائسة وهو يفتح الباب ليخرج كم تكرهه أنه متحجر قاسي كيف له أن لا يرحم توسلاتها لكنه فجأة وقف وكأنه أحس بما يدور في نفس الفتاة الحزينة التي خلفه فعاد إليها واقترب منها حتى لم يعد يفصلهما غير خطوتين كان قريباً جداً منها لكنها لم تهتم فلم تعد تفكر إلا في أبيها وفي السر الذي يخفيه هذا الكريه أمسك وجهها بيديه ومسح بإبهامه دموعها ثم قال بصوت منخفض أثار الحزن في نفسها وخنق دموعها في حلقها " عندما يتحسن والدك سأخبرك هل أنت راضية؟ " " ولكن لما ليس الآن؟" " لأنه ببساطه ليس الوقت المناسب هل تسمحين لي بذهاب الآن؟" قالت وهي تحاول أن توقف دموعها " يمكنك أن تذهب " أنزل يديه وخرج مضت أربع ساعات حتى استيقظ توماس ورأى ابنته جالسة قريباً منه تنظر إليه سألها عن الذي حدث له فأخبرته أنها وجدته مغمياً عليه في مكتبه وقصة عليه كل ما حدث له و أمرته أن لا يفكر بالعمل بعد الآن وأنها ستتولى العمل بدلاً عنه لكنه رفض و أخبرها أنه سيكون بخير ولتستمع هي بأجازتها . اليوم التالي شعر توماس بتحسن وأراد أن يذهب إلى مزرعته لكن لخوف كاثرن المفرط عليه منعته من أن يخرج إلا في يوم الغد حاول ثنيها عن قرارها لكنها كانت اعند منه ولم تدعه يخرج إلا بعد أن أشرقت شمس صباح يوم جديد خرج والدها معها إلى الحديقة وتكلمت معه عن مارتن و أنها لم تكن تعني ما قلته له و طلبت من أبيها أن يسامحها لأنها السبب في ما قام به بيتر و ما فعله مارتن كان لأجلهما قال لها و توماس انه حزن كثير وحدثه قلبه أن مارتن لا يمكن أن يفعل شيء كهذا إلا بسبب وصرح لكاثرن رغبته الشديدة في أن يكونا صديقين وقالت له مجاملة إنهما سيكونان كذلك بينما رفض عقلها وقلبها هذا الأمر أرادت أن تعيد السعادة إلى قلب والدها وتنهي الخلاف بينه وبين مارتن لتعود إلى لندن بأسرع وقت فطلبت من أبيها أن تدعو مارتن إلى الغداء معهما رحب توماس بذلك فعادت إلى البيت واتصلت بمنزل مارتن لكن أحداً لم يرد عليها أعادت المحاولة فسمعت صوت مارتن يقول "آلو" "مرحباً مارتن أتمنى ألا أكون اتصلت في وقت غير مناسب" " لا أبداً كيف هو حال والدك؟ " " أنه بخير ولأجله اتصلت بك إن والدي يدعوك لتناول الغداء معنا " " هل أخبرته بما حدث؟ " " أجل و وعدني بإبقاء بيتر في عمله و ....." لم تعرف كيف تكمل بكلمة مناسبة فقال " و ماذا بعد؟" " لقد عبر لي عن رغبته في أن نكون صديقين وأخبرته أني أرحب بهذا وطبعاً لن يكون هذا إلا أمامه فهل تقبل بأن تمثل دور صديق لأجل والدي واعدك أن هذا لن يطول لأني سأسافر حال ما تتحسن صحته ماذا قلت ؟" قال لها بصوت **ول وكأنه يتمطى " الم يكن أنا من عرض هذا الاقتراح من قبل؟" قالت وقد اشتعلت من الغضب
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD