" رويدك, رويدك يا حلوة قبلت سوف أحضر وكوني مستعدة لأداء دورك على أكمل وجه "
قال هذا بمرح وسمعت ضحكته الخفيفة فقالت وهي تعلم انه يستمتع بإغضابها
" اتفقنا و شكراً على تعاونك "
بعد ذلك استعدت تنظف المنزل وتستعد لاستقبال ضيفهم الثقيل. جاء مارتن في الوقت المحدد وتجاذب أطراف الحديث مع توماس وكأن شيء لم يكن و كاثرن تنظر إليهما وترد على ابتسامة مارتن بأخرى مزيفة وبعد الغداء أعتذر توماس له وطلب منه أن يدخل إلى أرضهم كما يحلو له ونظر إلى أبنته يسألها عن رأيها فقدمت اعتذارها لمارتن و وافقت أبيها وطلبت منه الدخول إلى أرضهم بإلحاح مبالغ فيه كان مارتن يعلم أنها لا تريده فسألها مرة أخرى إن كانت تريد هذا فعلاً فأجبت أنها واثقة تماماً وقال مارتن لتوماس انه هو و كاثرن سيظلان صديقان حميمان إلى الأبد ولن يؤثر في صداقتهما شيء بعد الآن وأقترح على كاثرن الخروج معه إلى الغابة تمنت لو أنها أستطيع ض*به بكأس الشاي الذي في يدها حتى تمحو تلك الابتسامة الخبيثة عن وجهه رأت والدها ينظر إليها فرحبت بذلك واستأذنت من أبيها إن كان لا يحتاجها في عمله وتمنت انه لم يقبل عرض مارتن الذي ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة .
ركضا بجواديهما حتى اقتربا من أطراف الغابة فقالت له متجهمة
" لم يكن الأمر بحاجة إلى كل تلك الحميميه ؟ "
" لم أكن اعرف هذا لكنك تجيدين التمثيل "
" وأنت تجيد إمراض أعصابي"
لاحظ غضبها كانت جميلها في كل أحولها وهي تبكي أو تضحك أو تفكر أو غاضبة و عاقدة حاجبيها كما هي الآن فأحب أن يبدل هذا الجو المشحون
"سأعقد هدنة معكِ"
"هدنه؟؟ أمممم أشك في هذا"
" ما رأيك أن نتسابق في الوصول إلى الغابة "
نظرت إليه مستنكره
"حقا ؟ً"
"لنبدأ إذاً لكن لن تسبقيني"
ترك كاثرن تنطلق قبله ثم لحق بها لا تعرف كيف نسيت غضبها وتركت لنفسها الاستمتاع بالطبيعة ناسية أمر السباق وصل مارتن قبلها فقالت وهي تضحك بمرح ورزانة
"لقد سبقتني لكن في المرة القادمة لن اسمح لك "
"ماذا ستفعلين؟"
" سأجعلك تروض شاكي ثم أسابقك به"
" ومن هو شاكي؟"
"انه اسم الجواد الذي أهديتني إياه"
"اسم جميل "
" مارتن نسيت أن أشكرك على تلك الهدية شكراً جزيلاً لك"
"العفو"
" لكن كيف عرفت أني أريده ؟"
"مجرد صدفة "
" لا أعرف لما لا استطيع تصديقك "
" لماذا ؟"
" لأني أشك في ذلك "
دخلا الغابة مشياً على قدميهما ومارتن يخبرها عن كل ما يعرفه عن الغابة من قصص وهذا ما أبقى رحلتهما هادئة بعيدة عن المشادة الكلامية وفي طريقهما رأت كاثرن فرخ طير صغير لم يكتمل نمو ريشة حملته بين يديها تريه مارتن
"مارتن أنظر إلى هذا"
"انه فرخ صغير لابد انه سقط من عشه من هذه الشجرة"
كانت شجرة عملاقة وفروعها متداخلة حاولا رؤية العش كان بعيد قليلا لا يمكن لشخص الوصول إليه بمفرده وانحنى مارتن وطلب من كاثرن أن تقف على كتفيه فترددت أعتدل في واقفا و أقترب منها حتى وقف بجنبها ينظر إلى الشجرة ثم إليها فقال
"ماذا هل تخافين من المرتفعات يا جبانة؟"
" كلا إن تسلق الأشجار والمرتفعات أمر مسلي ولو كنت تعلم أن خالتي تقفل علي داخل المنزل كي لا أتسلق أشجار حديقتها لما قلت هذا"
قال ممازحاً
" وهل تسلقت الأشجار بعد أن انتقلت من عندها و دخلت الجامعة؟"
" كلا لما افعل لكنه لم يكن خوفً أو ضعف فمن يتعرض إلي **رت ذراعه وقد أدخلت احدهم المستشفى "
" هل تمزحين معي لتخيفيني ؟"
" لا و الحقيقة إني ندمت لم أكن اقصد إيذائه"
" أراهن إن كان احد شباب الجامعة يحبك"
وكزته كاثرن بمرفقها في بطنه وهي تبتسم وقالت
"لا تكرر هذا "
ضحك مارتن لها وقال
"حسنا هيا ارني قوتك أيها الصبي"
وضعت الطائر في جيب قميصها عند ص*رها وانحنى مارتن ثم وقفت فوق كتفيه ورفعها ببطء حتى اعتدلت قامته ولكن العش لا يزال بعيدا عن يدها ولا يحتاج الوصول إليه سوى تسلق غصن واحد رفعت قدمها عن كتف مارتن وتسلقت الشجرة ثم أخرجت الطائر و رفعت قامتها وأدخلته في عشه نزلت بهدوء و اقترب مارتن من الشجرة وعندما وضعت قدمها فوق كتفه قفز أمامها سنجاب أخافها فختل توازنها وختل توازن مارتن أيضا فسقط على الأرض و وقعت فوقه وقد خدش غصن خدها وسال قليل من الدم على وجهها. انتبهت كاثرن أن رأسها على ص*ر مارتن جلست بسرعة على الأرض ونظرت إلى مارتن وهي محرجه محمرة الوجه وقالت له وهو يجلس
"أنا آسفة لقد اختل توازني بسبب سنجاب قفز أمامي فجأة هل أنت بخير؟"
" لا عليك أنا بخير ماذا عنك؟ "
"بخير لم اصب بأذى"
مد مارتن يده يمسح الدم عن خدها بإبهامه
"لقد آذيت خدك"
أبعدت يده و مسحت خدها بظهر يدها المرتعشة
"انه خدش بسيط "
اقترب مارتن من الشجرة واسند ظهره وأغلق عينيه و كاثرى أمامه تأملت ملامحه وقالت في نفسها انه يبدو جميلا بوجهه الصارم وجسمه الرياضي أنه غباء أن تعجب بشخص تكره أبعدته من رأسها و قالت
"مارتن أريد أن أسالك؟ "
"ماذا؟ "
"ما هو السر الذي تخفيه عني؟ "
انقبضت ملامح وجه مارتن وفتح عينيه ينظر إليها
"أيّ سر ؟"
" الذي يتعلق بابي وشركته لا تنكر أنه لا يجود شيء لقد قلت لي أنك ستخبرني "
" لا تفهميني خطاء لكن ما الذي جعلك تسألين مثل هذا السؤال الآن؟ "
" يبدو أنك لا تريد أخباري لا يهم أنسى الموضوع يمكنك ألا تجيبني فليس الأمر مهما لآني سأعرف بطريقتي الخاصة هيا لنكمل نزهتنا"
وقفت كاثرن وانحنى مارتن بسرعة ممسكاً مع**ها وأجلسها بجانبه ثم عاد وأسند ظهره إلى الشجرة و أغلق عينيه
" لما لا تغمضي عينيك و تستمتعي بطبيعة مثلي؟ "
" كيف لي أن استمتع وأنا قلقة "
"أخشى انك قد لا تستمعين بها ثانية فأمامك الكثير لتقلقي عليه بعد أن تعودي إلى لندن قد تنجحين وقد تخفقين هذا متوقف عليك يا كاثرى "
"عن ماذا تتكلم وضح يا مارتن **تك هذا يخيفني ويحدثني انك تخفي أمرا عصيباً"
أخيرا فتح الرجل الذي بجانبها عينيه ونظر إليها بحب وألم
"لا استطيع إخبارك يا عزيزتي لكنك ستفهمين ما أقوله في يوم ما "
" حينها سيكون الأوان قد فات أخبرني ألان يا مارتن"
"اسمعيني أنا أعدك أن لا يحدث هذا وسأجعلك تعرفين ما اقصد إذا لم انجح أنا لأنك الحل الأخير لدي"
" أنجح ,أخفق ,حل أخير..اكره الألغاز في الكلام وأحب الوضوح يا غامض "
"ليس هذا وقته صدقيني"
وقف مارتن ومد يده يساعدها على الوقوف وأكملا رحلتهما في الغابة .خرجا إلى ارض مكشوفة للشمس مشيا طويل في **ت مطبق ذهنها كان مشغولاً بما قاله مارتن وهي تحاول أن تستشف الحقيقة المتعلقة بالشركة وإرهاق ولدها.
أخيراً لم تصل إلى شيء تعبت كاثرن من المشي وهي تحاول ألحاق بخطوات مارتن الواسعة الذي ابتعد قليلا عنها ولم ينتبه. أغضبها سرحانه وإهماله لها فقالت له تمازحه
"مارتن لقد أطلت المشي في الشمس وهذا سيؤثر على بشرتي التي اعتنيت بها طويلاً"
قال مشككاً في كلامها
"أنت تعتنين بها ؟ "
توقفت عن المشي و وضعت يديها على خصرها وقالت وقد حمرت وجنتاها من الشمس
"ماذا تقصد "
التفت مارتن إليها وهي بهذه الحال وهو يرى شعرها الذي أصبح شعلة نار تحت أشعة الشمس فأقترب منها
" لم اقصد شيء ماذا ستقولين لوالدك عن الخدش الذي في وجهك؟ "
" سأقول انك من فعل هذا بي"
وقف بجانبها و وضع ذراعه حول كتفيها و قال مبتسما
"يبدو أن الشمس أثرت كثيرا على بشترك الناعمة وعقلك يجب أن نعود إلى البيت "
"هل هناك شيء يا مارتن ؟"
"كلا ولكنا غبنا طويلا عن البيت لماذا هل يقلقك رجوعنا؟ "
"أبدا ربما هذا ما أحتاج إليه "
" لا عليك ما رأيك بالذهاب إلى سوق القرية غدا؟"
" لا اعرف"
" لا تحاولي معرفة شيء من أبيك فلن يخبرك وبالمقابل سوف تتعبينه أكثر"
" هل المشكلة كبيره إلى حد إلا يخبرني بها ؟"
" انه يحاول حمايتك...آه أنظري إلى الأرنب الصغير بين الأعشاب هناك أليس جميلاً "
عرفت أنه لا يريد التحدث بهذا الشأن وإنما أراد تحذيرها من محاولة إرهاق والدها بالسؤال أوصلها إلى البيت و أوصاها أن تعد نفسها في الساعة الربعة مساء اعتذرت عن الخروج معه غداً لكنها وعدته باليوم الذي يليه وسألته عن شاكي متى سيروضه فقال انه سيبدأ بذلك صباح الغد .دعته لدخول فامتنع وطلب منها تبليغ أبيها تحياته وانصرف. شعرت بالسعادة لان مارتن كان لطيف معها على غير عادته لكن لماذا هي سعيدة لهذا أليست تكرهه ؟ وقبل أن تدخل إلى المنزل أخبرت بيتر أنها ستقوم بزيارة أمه غداً صباحاً رحب بيتر بها وأشار إلى أن أمه ستكون سعيدة برؤيتها كما أخبرها والدها حين دخولها أن سكرتيرته تمكنت من أن تجد خادمة تعمل في الريف و سوف تصل بعد يومين ...أسعدها هذا كثيرا لأنه سيجعلها تعود إلى لندن قريباً ثم أسرعت إلى غرفتها و أمسكت دفتر المذكرات وبدأت في تدوين ألحظات التي كان مارتن فيها حنوناً ستكتب ألحظات الجميلة التي قضتها في الريف لتحتفظ بها ذاكرتها مدى الحياة...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثامن
أتى مارتن كما وعدها في الصباح وأمتطى صهوة الجواد الهائج أعجبت بقوت مارتنورشاقته وحركات عضلاته المرنة حتى انه استطاع ترويض شاكي في وقت قصير وقبل أن يذهبذكرها بموعدهما غداً بعد الظهر خرجت كاثرن مع بيتر إلى أمه وسعدت بهذه الزيارةكثيرا كانت أم بيتر عجوز كبيرة لكنها بدت حميمة ولطيفة للغاية ثم عادت إلى منزلهاتتحدث مع أبيها عن زيارتها لأم بيتر و أثناء حديثهما اخبر توماس أبنته عن وجودبحيرة صغيرة جميلة في الغابة وأثناء حديثها مع والدها و وصفه للبحيرة ومكان وجودهاحدثت نفسها بذهاب إلى هناك وأن تسبح في تلك المياه العذبة لكنها شعرت بالخوف ماذاولو كان فيها ثعبان أو حيوان مؤذي سألت والدها بطريقة لا تشعره باهتمامها إن كانتالبحيرة خطره لمن يحاول السباحة فيها فضحك وقال أنها شفافة جميلة ولا تعيش فيهاح*****ت مؤذية أبدا
أثناء انهماك توماس في العمل كانت كاثرن قد جهزت حقيبة صغيرة وضعت فيها ثوبالسباحة ومنشفة كبيرة وأخرى متوسطة ثم تسللت دون أن يراها والدها و وضعت الحقيبةعلى ظهر الحصان ثم عادت إلى والدها في المكتب
" أبي هل تأذن لي ؟"
"ماذا يا كاثي؟"
" أممم...أريد أن اطلب منك شيء وأرجو أن تلبيه لي"
"ما هو؟"
"عدني ألا تنفعل وتغضب"
"أذاً يبدو أني سأغضب"
"لا أرجوك يا أبي انه طلب بسيط جداً وصغير"
"حسناً أخبريني"
" الحقيقة...أنا...أنا أريد الذهاب إلى الغابة وحدي"
"لكن أنت تعلمين..."
"أرجوك يا أبي صدقني لن أتأخر ولن أتوغل في وسط الغابة "
"هل تذكرين ما حدث لك أخر مرة ؟ "
"أذكر ولكن لكل جواد كبوه واعدك أني سأتوخى ألحذر"
"حسناً أذهبي"
"حقاً هل أنت موافق؟!"
"أجل و أتمنى لك وقت ممتعاً"
نظرت إليه بدهشة فقال
"أذهبي قبل أن أبدل رأي"
قبلت والدها وأسرعت تركض إلى خارج الغرفة قبل أن يغير رأيه لكنه أستوقفها
"كاثي كوني حذرة"
"حسناً "
خرجت إلى الإسطبل وابتعدت لم تتوقع أن يوافق والدها بهذه السهولة توقعت أن تجدالأمر شاقاً إن تصرف والده جعلها في حيرة من أمرها في حين أن توماس رفع سماعةالهاتف ونقل أصبعه بين الأرقام
"آلو "
"أهلا سيد ألبرت"
"هل لي أن أطلب منك خدمة؟ "
" أنت تعلم أني رهن أشارتك "
"أبنتي اتجهت إلى الغابة وحدها ولم تكن تريد من يرافقها فهل تتكرم بانتراقبها من بعد من دون أن تراك"
" ولكن إلى أي مكان في الغابة تحديداً؟ "
" اعتقد أنها اتجهت للبحيرة "
"انك تدلل ابنتك كثيراً يا سيد ألبرت"
"أعلم فليس لدي سواها لكنى أحافظ عليها"
"حسناً سوف ألحق بها الآن كن مطمأن "
بعد بحث جاد وجدت كاثرن البحيرة التي وصفها والدها وهي تمتد أمام ناظريها تع**لونها الفضي عندما تعانق أشعة الشمس الذهبية اقتربت من البحيرة وخلعت حذائها ثموقفت على ركبتيها تتأمل وجهها الجميل على سطح الماء الأزرق غسلت وجهها منتعشةبعذوبة المياه ثم أدخلت رجليها في الماء مشت قليلً ثم نقلت بصرها في المكان حولهالا يوجد أحد أسرعت إلى حصانها الذي ربطته بالشجرة القريبة وتناولت الحقيبة أخرجتالمنشفتان وعلقتهما بغصن ممتد من الشجرة ثم اختبأت بين أعشاب كثيفة بين الأشجاروهي تلبس ثوب السباحة بسرعة وعيناها تراقبان المكان من حولها خشية وجود احد
دخلت كاثرن إلى الماء بهدوء ثم بدأت تسبح وكأنها في سباق تعلو و تغوص ولم تشعربعيني الرجل الثاقبتين اللتان لم تنتقلان عنها كان قد اختباء عندما أخرجت رأسها منالماء تنظر حولها توقفت عن السبحة لتستريح لكنها لم تخرج من الماء مما استدعاه إلىأن يتأكد أنها لم تصب بمكروه
تقدم خطوة ف**ر غصناً تحت قدمه واختباء خلف الشجرة قبل أن تراه وهو يراقبها. لمالم تشعر بالارتياح نظرت حولها لا أحد لكن عينها لم تستطع رؤية الرجل الذي كلفهوالده بمراقبتها لم يكن والدها يعلم أنها ترغب بالسباحة وإلا لكان ذهب معها بنفسهتاركاً أعماله لوقت لاحق
أغمضت عينيها وأرهفت سمعها لاشيء سوى صوت الماء الطيور والخيل فاعتقدت أنها واهمةوبدأت في الغوص تحت الماء **مكة سمع الرجل صوت الماء وهي تكمل سباحتها فأراح ظهرهعلى الشجرة و وقف على ساق وحدة مرتكز بالأخرى على الشجرة عاقداً ذراعية على ص*رهأرخى قبعته البنية مخفياً عينيه وهو يلعب بساق نبتة رفيع في فمه ولو رأت كاثرنذقنه الأسمر لما أخطأته وان كان اخفي معظم وجهه. هذه المرة أطالت الغوص حتى كاديتعجل و يغوص ليلحق بها. أخيراً خرجت من الماء وهي تأخذ نفس عميقاً اتجهت إلىالمنشفتان لفت الكبرى حول جسدها والأخرى بدأت تجفف بها شعرها ثم اختبأت في مكانهاالسابق وبدلت ملابسها لا يزال شعرها الكثيف الأحمر مبللاً هذه المرة نظرت حولهابتمعن لماذا تتوقع أنها سترى العينان الرماديتان؟ كلا هذا ض*ب من المستحيل أنه لايعلم أنها هنا امتطت صهوة جوادها حصانها ثم اتجهت تركض وشعرها الرطب يداعبه نسيمالغابة الرقيق لقد أطالت البقاء في الغابة ستعود إلى البيت قبل أن يغضب والدهاولما اطمأن مارتن إلى وصولها عاد إلى منزله وهو يحاول تحديد مشاعره تجاه تلكالحمراء العنيدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر بقيت في الحديقة منتظرة مارتن بفارغ الصبر تساءلت في نفسها عن سرهذا الشوق والانتظار ثم أبعدت هذا التعبير من رأسها وقالت انه ليس سوى حماس لذهابإلى القرية وعند الساعة الرابعة جاء مارتن و رآها جالسة في الحديقة ترسم فيكراستها . أغلقت الكراسة عندما رأته قادم نحوها
" هل يمكنني أن أرى رسمك يا كاثرى؟ "
" لا استطيع انه ليس جميل لكنى أتسلى به"
" دعيني أرى سأقيمك فالإبداع لا يكون من الخطوة الأولى "
لكنها رفضت فمد يده بسرعة ليخ*ف الكراس من يدها وكانت أسرع منه حيث قفزت من الكرسيوركضت نحو المنزل وهي تقول له
"انتظرني سأعيد كراستي و أعود أليك في الحال "
انتظرها مارتن ثم ذهبا إلى القرية سوياً سألها لما تخفي عنه رسمها فقالت له انهمخجل وليس متقن كما يظن وانه لن يجد إي لمسة إبداع فيه.
كان التسوق مع مارتن له طابعه الخاص أينما اتجهت تجده بجانبها يحمل عنها مشترياتهاوله ذوق رفيع و طبع رقيق كان خفيف الظل لم تتوقع انه مرح إلى هذا الحد كان أكثرلطفاً من وجوده معها في الغابة خرجا من احد المتاجر وهي تضحك بشدة من نكتة قالهامارتن ومارتن خلفها ينظر بحنان لها فقالت له بارتباك
" لما تحدق بي هكذا؟ "
" أبداً لا شيء "
" لا تكن غامضاً قل لي ما الذي كنت تود قوله؟"
ثم غمزت له بعينيه بحركة عفوية وقال
" أم انك من أهل الأسرار"
قال وهو ينظر إليها بهزل
" أخاف أن أكون تسرعت و تغضبي مني "
" لن يحدث هذا قل ولا تتردد"
" مهما يكن ؟"
"مهما يكن"
"ونبقى أصدقاء إلى الأبد"
"الم تقل لي أنها مزعومة وأنها أمام والدي فقط؟ "
اقترب منها مارتن ونظر في عينيها وابتسم ثم همس في أذنها بصوت أجش وأنفاسه تصدمبوجهها
" وهل ترفضين صداقتي يا طفلتي"
احمر وجه كاثرن و ابتعدت عنه قليلاً
"بطبع لا .... قلي ماذا كنت تريد أن تقول"
"كنت أود القول أني ......"
صوت قادم قطع على مارتن ما أراد قوله ص*ر من رجل وسيم اسمر طويل القامة معتدل القدولون شعره وعينيه اسود يرتدى قميصا ابيض مغلق مشقوق من الأعلى اظهر عضلاته المرنة
"مرحباً كاثي وأخيراً وجدتك"
استدارت كاثرن إلى المتكلم ولم تكن تتمنى أنه قطع عليها هذه ألحظة بذات كان هذاصديقها في الجامعة ادوارد
"أهلاً ادوارد كيف حالك؟"
أمسك ادوارد بكتفيها و قال و مارتن واقف ينظر
"حالي أتسألين عن حالي كيف تركتني هكذا دون أن تكتبي لي رسالة أو تخبري أحداًأقلقتني و بقية الأصدقاء عليك"
" أنا آسفة لم أكن اعرف أني مهمة إلى هذه الدرجة"
" بل أنت أهم عندي من نفسي يا عزيزتي كاثي "
" كيف عرفت أنني هنا؟"
"غاليتي هل يخفى القمر ثم الذي دلني عليك قلبي لكن من هذا الرجل ألن تعرفيناببعضنا البعض؟ "
نظرت كاثرن إلى مارتن وقد تغير عن الرجل الذي عرفته قبل قليل لقد عاد قناعة القاسيإلى وجهه
" مارتن روبرتسون أنه صديق للعائلة و أكثر الناس قرباً إلى قلب والدي...مارتن هذا ادوارد الفريدو صديقي في الجامعة"
رحب الرجلان ببعضهما بطريقة رسمية بعدها قالت كاثرن
"هل تسكن هنا يا ادوارد؟"
" اجل في فندق القرية ليس فخماً لكن لا بائس سأحتمل لأنك هنا فقط "
ضحكت له بعذوبة زادت من تجهم وجه مارتن
"علي الذهاب الآن خذ هذا رقم منزل أبي أتصل بي و سعيدة أني رأيتك "
" وأنا كذلك يا حبي إلى اللقاء و وداعاً سيد روبرتسون "