كان المقصد من كلام ادوارد واضحاً بنسبة لمارتن لم يطل اللقاء الذي قلب كل شيء رأسعلى عقب وقال مارتن في نفسه أن النساء مثل بعضهن و أن كاثرن لا تختلف عن أمه والتيلم تتوانى عن خيانة أبيه مع رجال آخرين حتى وهي زوجته قانونياً وأحس بنار محرقة فيداخله لأنه يرى كاثرن مثل أمه وكبح رغبة شديدة في ألعوده إلى ادوارد ليوجه لوجههلكمه تبعده عن طريق كاثرن أنه يريدها ملك له واحده ولكن ليته يستطيع أن يتأكد أنهلم يكن لكاثرن مغامرات عاطفية انتبهت كاثرن إلى مرافقها الصامت فقالت له
"ماذا بك هل هنا شيء؟"
رد عليها بلهجة عدائية
"وهل شكوت؟"
"كلا لكني لم اعرض سوى المساعدة"
فقال بلهجة ساخرة
" وهل تقدمين المساعدة لكل رجل يطلب منك ذلك؟"
" كف عن إطالة الكلام فيما لا داعي له عرضت المساعدة وأنت رفضت وانتهىالأمر"
"ساعدي نفسكِ إن استطعت ؟؟"
تساءلت إن كانت فعلت شيء يغضبه .تارة عذب لطيف لا يمكن مقارنة بأحد وتارة ينقلبإلى إنسان كريه لم ترى أسوء منه أوصلها إلى منزلها وهو يعزم أن هذا أخر يوم يعرفهافيه ولن يهتم بها بعد اليوم أبدا. وهذا بالفعل ما حدث أصبح مارتن يتجاهل اتصالاتهاويتحاشى مقابلتها في حين أن ادوارد بقي سعيدا لبعد مارتن وغيابه و بداء يأتي إلىمنزل كاثرن و يقابل والدها ويحكى لكاثرن عن أخبار أصدقائهم والذي كان أولها أنسالي و سكوت على وشك الزواج و يريدون إقامة حفلة للخطوبة لكنهم ينتظرونها و وكلفوهبأن يبحث عنها ويخبرها بهذا النبأ سرت هي لخطوبتهما وتمنت لهم السعادة .
حضور الخادمة إلى المنزل سهل على كاثرن الخروج وتناول الغداء مع ادوارد خارج البيتوتكفل بيتر بنقل هذه الأخبار إلى أمه التي كانت تتمنى أن تكون علاقة مارتن و كاثرنأقوى مما هي عليه مرت أربعة أيام و كاثرى لا ترى مارتن توقعت أن وجود ادواردسينسيها لكن ليس لوجود ادوارد تلك القوة والجاذبية التي يملكها مارتن وقد أحسادوارد بهذا وفي صباح يوم الخميس طلب منها والدها أن تسلم ملفاً أ**داً إلى مارتنواستأمنها ألا تحاول فتحة وتقرأ محتواه حاولت إقناع والدها أن يذهب به احدالعاملين لكنه أخبرها أنها أوراق مهمة ولا يمكن أن يضعها في يد احد وفي طريقها إلىمنزله لم تخفي كاثرن عن نفسها أنها كانت سعيدة بذلك لتراه وأحست بمشاعر جارفهجميلة كلما اقتربت من منزله .تساءلت عن سبب هذا الشعور المتلاطم حتى اعترف قلبهالها بشجاعة بالنتيجة التي رفضتها. إنها وقعت في حبه طردت هذه الفكرة من رأسها فيالحال إذ كيف يمكن لها أن تحب رجلاً همجي قاسياً نظرته إلى المرأة لا تتجاوز أنتكون خادمة ومربية تسابقت صوره إلى عقلها يوم أن كانا في الغاية ثم في سوق القرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحدثها قلبها أنه قاسٍ لكن حنون صارم محب وعندما وصلت إلى بوابة المزرعة لمتعد تعرف أي رجل هو مارتن ؟ طلبت من الحارس أن يفتح لها البوابة لتدخل وأخبرته منتكون حاول أن يمنعها بطريقة مؤدبة لكنها أصرت وقالت أن الأمر مهم فتح لها البوابةوهي تسأل لما تغير وجهه عندما عرف من تكون؟ أعجبتها الأشجار المحيطة بالطريق وزهورالحديقة أوقفت جوادها أمام الفناء الضخم الجميل وترجلت منه رتبت نفسها وحاولت أنتبدو طبيعيه قبل أن تقابل تلك العينان الرماديتان التي تثيران فيها مشاعر جياشةوعواطف ملتهبة حركت رأسها بعصبية ستكون ساذجة إن استرسلت وتمادت مع أفكارها الغ*يةوأقنعت نفسها بكرهه هذا أفضل حل .طرقت الباب فخرجت لها خادمة ب*عر ابيض تردي ثوبكحلي وقد ربطت على وسطها مريلتها البيضاء .طلبت منها أن تقابل سيدها فقالت لهاالخادمة أن سيدها مشغول ولديه اجتماع و لا يستطيع مقابلتها حاولت كاثرن بشتىالوسائل أقناعها لكن الخادمة ما أن عرفت أسمها حتى زادت شراسة غضبت كاثرن من نفسهالما تزعج نفسها بإقناع المرأة ؟! لترجع إلى والدها وتخبره أنها لم تستطع مقابلته وانتهى الأمر امتطت صهوة جوادها بانزعاج. لم تعبر الطريق الرئيسي للوصل إلى البوابةبل فظلت أن تمشي بين الأشجار لتستمتع بجمال المكان وتستمع لغناء العصافير الصغيرقبل أن تودع المكان وفي طريقها شاهدت سيارة لكزس سوداء تسير حتى تقف عند بابالمنزل وتخرج منها فتاة جميلة رشيقة القد وشعرها ألأ**د الكثيف ينساب بحريره خلفظهرها استدارت المرأة تنظر حولها في المكان فأسرعت كاثرن لتختبئ بين أشجار كثيفةحتى لا تراها الفتاه التي تملك عينان رماديتان واسعتان بأهداب طويل تضيف إلىعينيها سحراً وجاذبية شعرت كاثرن بنار تحرق قلبه وحثت جوادها أن يمشي بسرعة لتبتعدلا تعرف ماذا تملكها عندما رأت هذه الفتاة الجميلة حدثها قلبه أن تلتفت خلفها فرأتمارتن خارج لاستقبال الفتاة وقد عانقها وطبع قبلة على جبينها ودخل المنزل وهو يحيطالفتاة بإحدى ذراعية و يضحك لها بعذوبة أحست كاثرن بخنجر في قلبها وتمنت أنها لمتأتي إلى هنا ولم ترى هذا المشهد الحميم بينهما أسرعت بالخروج واتجهت إلى منزلهاولم تعد تفكر بشيء سوى صورت مارتن وتلك الجميلة دخلت على والده وهي تتظاهر أنهاطبعيه وسلمت الملف وهي تخبره إنها لم تستطع مقابلته .صعدت إلى غرفتها ثم رمت نفسهاعلى السرير وهي تكرر إنها لا تحبه ثم عنفت نفسها بشدة لا يمكن أن تشعر بالغيرةبسبب ما رأته.وبعد مرور وقت كثير و هي مستلقية على سريرها تفكر بمشاعرها اتجاهمارتن علمت أنها تحبه ولا يمكن أن تفكر برجل غيره لكن عليها أن تكافح فهو لا يحبهاولابد أن لا يعلم أنها وقعت في حبه وإلا لمسح ما بقي لها من كرامة وكبرياء .فكرتأنه ليس هناك أكثر سوء من أن مارتن أوقعها في حبه ثم تركها وعادت بذاكرتها إلى أوللقاء لهما كيف أنها حذرت نفسها من الوقوع في حبه لكنها نسيت ذلك مع مرور الأياموتذكرت أن ما حدثها قلبها به من البداية عنه كان صادقاً فقررت أن تقا**ه وتخبرهأنها لن تخدع من أي رجل وأنها تكرهه وتأبى أن تكون لعبه يلهو بها بين يديه وسوفتقلب طاولة العب عليه وعزمت أن تدعوه إلى تناول العشاء معها في القرية وكان أن قبلدعوتها ببرود .
ذهب مارتن إلى بيتها في الليلة المحددة وهو لا يعلم كيف قبل دعوته هل لأنه أشتاقإلى رؤيتها هذا مستحيل بل أنه الفضول معرفة ما تريده كاثرن .اصطحبها معه بسيارتهإلى المطعم كانت في الطريق تسأل نفسها لماذا دعته حقاً؟ هل لتخبره بكرهها أو أنهاتريد أن تجعلها المحطة الأخيرة لتستطيع التغلب على مشاعرها التي خانتها أملتستعيده من تلك المرأة الفاتنة؟ كلا إنها تريد قتل حبه واسترداد قلبها . لم تنتبهأنهما وصلا إلى المطعم اتجهوا إلى الطاولة المحجوزة لهما وجلس كل منهما مكانه نظرتكاثرن إلى مارتن وقالت لتقطع ال**ت الذي اختاره هذا الرجل
"لم أرك منذ فترة طويلة يا مارتن أتمنى أن لا يكون العمل ازدحم عليك ؟"
"وهل هناك غير العمل يشغلني ماذا تختارين من قائمة الطعام؟"
قالت في نفسها أيها الكاذب وأي عمل سيكون مع تلك الفاتنة قالت ببرود يوازي برودة
"دع الأكل فيما بعد فقد دعوتك لأتحدث معك لا للأكل "
" أما أنا فقد أتيت للأكل"
"في الأيام الأخيرة تغيرت كثيرا "
"هل قلت أنا هذا يا حسناء؟ "
"لا تكلمني بهذه الطريقة الباردة وكلمني بجدية"
" ماذا تريدين أن أقول قائمة الطعام أمامك اختاري ما تريدين "
أمسكت كاثرن بقائمة الطعام وهي تسأل نفسها كيف تبدأ اختارت من القائمة ما تريدوكذلك فعل مارتن أرخت ذراعها على الطاولة وأمسكت رأسها بيدها الأخرى تفكر وفي خضمذلك انتبهت أن مارتن أمسك بيدها فقالت وهي تشعر بنفور منه
" لماذا تمسك يدي ؟"
وضع مارتن يدها عند شفتيه وقبلها بلطف ثم حرك يدها على شفتيه برقة وهو ينظر فيعينيها بمكر احمر وجهها و اشتعلت نار الكره في قلبها لتصرفه الوقح من يظن نفسه هلهو واثق من أنها ستستجيب له مثل فتاته صاحبت العينان الكهرمانيتان سحبت يدها منهلكنه ظل ممسك بها ولم يفلتها ثم قال
" أنت جميلة ولذيذة يا صغيرتي"
" أترك يدي أيها الوقح "
" تتصرفين وكأنك عفيفة هيا يا جميلة أنزعي هذا القناع الزائف عن وجهك و دعينانستمتع بالحياة"
صدمت كاثرن لكلامه الجريء ومعناه الخبيث و ازداد احمرار وجهها وقالت من بين أسنانه
" أنت سافل يا مارتن روبرتسون ولا أظن إلا أنك خدعت والدي لتكون أهلا لثقتهأنت لا تستحق كل هذا التقدير منه أترك يدي"
" هل تريدين القول أن هذا الوجه الجميل الذي ينظر له الرجال أينما ذهبت لميلثمه احد وأن الجسد الرشيق والبشرة الناعمة والانحناء المثير لم يحتضنه رجل كفىعن خداعي يا امرأة"
ورمى يدها وكأنه يبعد قذارة عن يده لم تحتمل كاثرن تصرفه وكلامه الجريء ولم تعدتطيق حتى أن تقول كلمة له فقد ظهرت لها حقيقته وكان هذا يكفي لكرهه مدى الحياةوقفت بعصبية و وقف مارتن مبتعد عن الطاولة التي تفصل بينهما وأقترب منها يهمس بلؤم
" لا تقولي أني جرحت عفتك أو خدشت حيائكِ"
وقع كلامه كان قويا عليها لم تعد تحتمل تهكمه فرفعت يده لتصفعه ونسيت أنها في مكانعام لكن مارتن أمسك بيدها بقبضته و شد عليها فقالت بعنف من بين أسنانه وكأن صوتهافحيح الحية
" أترك يدي أيها القذر تعتقد أني سأكون مثل تلك الغ*يات الآتي يصرعن تحتقدميك ما أنت يا مارتن إلى حيوان في صورة بشر تبحث عن الفتيات الجميلات في كل مكانولا تنكر هذا لقد رأيتك وأنت تحتضن أحدهن وتدخلها بيتك ولأنك ساقط تظن أن الناسكلهم مثلك تدعي النزاهة وما أنت إلا رجل فاسق"
اشتدت قبضته على يدها حتى ظنت انه سي**رها لها وقد بدا الغضب على وجهه لكنها لمتعد تهتم لغضبه ولا لقوته فكلمته فقط كانت كفيلةً بأن يفجر قنبلة الغضب في قلبهاويجعلها كالبركان تغلي من الحمم قال وهو ينظر لها بعينين ضيقتين و يزيد في شدتهقبضته
"أعيدي ما قلتِ "
قالت بعناد وهي تتألم
"أترك مع**ي "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكنه لم يتركها بل زاد في قبض يدها وعينه في عين الحمراء الغاضبة الثائرةفقالت وهي تحاول إفلات مع**ها الذي يكاد يتحطم تحت القبضة الفولاذية كم هو مؤلم أنتشعر بضعفها
" أنت تؤلمني"
عندما قالت هذا أرخى قبضته وما أن تمكنت من سحب يدها لم تمهل نفسها الوقت لتفركمع**ها الأحمر وقد رسم فيه خطوط أصابعه إلا وقد دوى في المطعم صوت صفعة قوية رسمتأثر أحمر على وجه مارتن ثم قالت بصوت مختنق
"أنا أكرهك "
نظر الناس نحوهما أخذت حقيبتها وركضت خارج المطعم محاولة ربط جأشها فالدموع أول شيءيجب أن لا يراه مارتن الواقف في مكانه و وجهه مظلم من الغضب كان الناس يحدقون إليهومن بينهم ادوارد الجالس في زاوية المطعم مع نفس الفتاة التي رأتها كاثرن في بيتمارتن لم تكن مرافقة ادوارد ترى شيء مما حدث لان ظهرها كان لجهة مارتن وعندماالتفتت كان مارتن قد سحب نفسه من أعين الناس بهدوء وتبع كاثرن شاهدها وهي تركض فيالطريق المؤدية إلى منزلها ركض خلفها بخطواته الواسعة وأمسك بذراعها وأدارها نحوهبعنف محكم قبضتيه على كلتا يديها لم يكن هناك سوى ضوء القمر الذي مكنها من رؤيةالغضب في وجهه وعيناه تنظران بخطر قريب
"أتصفعينني أمام كل هذه الناس؟ "
" ولو استطعت قتلك لفعلت أتركني لا أريد أن أراك بعد اليوم"
"ليس قبل أن نسوى الحساب بيننا"
دفعها عنه بعنف ورفع يده ليصفعها فأمسكت بيده يد ادوارد
" لم أكن اعلم أن الرجل المحترم يمد يده على فتاة ضعيفة "
" وما شأنك أنت؟ "
لم يرد يجيبه ادوارد وأعطى كاثرن مفتاح سيارته وأشار إلى مكانها وطلب منها العودةإلى بيتها أسرعت كاثرن مبتعدة عنهما وهي تشكر الله من **يم قلبها أنه ساعدها ثمادوارد الذي أنقذها من هذا الوحش حاول مارتن أللحاق بها فاعترض ادوارد طريقه ومنعهمن ذلك. انطلقت كاثرن إلى منزلها وهي تحاول تهدئة نفسها وض*بات قلبها المتصاعدةولم تلتفت إلى الخلف حيث دخل الرجلان في قتال كبير...
دخلت كاثرى البيت وهي تتمنى ألا يراها والدها وقد عادت مبكرة صعدت إلى غرفتهاوأخرجت دفتر مذكراتها الذي لم يولد إلا منذ أسابيع قليلة وبدأت تكتب كل ما حدثوختمت مذكرتها بأن كتبت
" كم هو مؤلم أن تحب شخص وهو يبطن لك البغض
كم هو مؤلم أن تصدم بأناس تحبهم وتجدهم خائنون لك
كم هو مؤلم أن تخدع من قبل من تحب
كم هو مؤلم أن يظن بك السوء من تحب
وكم هو مؤلم أن تقول لمن تحب أني أكرهك "
كتبت التاريخ والساعة وقامت تجهز حقيبتها لتسافر في الصباح الباكر لم تستطع النومتلك الليلة وفتحت النافذة تنظر إلى النجوم المنتشرة على ستار السماء السوداء لمتشعر بالوقت وهو يمر
"انه الفجر سأذهب لأودع شاكي فقد حان وقت الوداع الأخير "
لبست حذاء رياضي و قميصاً أصفر و جينز أ**د ثم نزلت إلى الإسطبل لا يزال الظلاممخيم على المكان كما الحزن في قلبها فتحت الباب وأخرجت شاكي لتمتطى صهوته في جولةأخيرة. ركضت في المزرعة وهواء الفجر البارد ينعش روحها البائسة .عادت إلى الإسطبلوقابلت بيتر
"صباح الخير بيتر لما أنت هنا؟ لا يزال الوقت مبكراً"
"صباح الخير آنستي استيقظت باكرا ولم يكن لدي ما أقوم به فرأيت أن أأتي إلىالإسطبل أنظف الخيل "
ترجلت كاثرن من شاكي وأعطته بيتر وطلبت منه أن يعتني به جيداً لأنها ستسافر اليومولن تعود إلا بعد فترة طويلة و أخبرته كم تتمنى أن ترى أمه قبل رحيلها لكن الظروفلم تسمح لها ثم ودعته ودخلت البيت شاهدت الخادمة تعمل في المطبخ فاتصلت بادواردقبل أن يستيقظ والدها وجدته مستيقظاً فلم ينم هو الأخر طيلة الليل وأخبرته أنهاستأتي لتعيد سيارته وطلبت منه أن يوصلها إلى محطة القطار لتسافر إلى لندن عرضادوارد عليها مشاركتها الرحلة لأنه لم يأتي إلى هنا إلى لأجلها وبما أنها ستسافرفلا حاجة لوجده هنا فوافقت وأخبرته أن يعد أمتعته لأنها ستأتيه في أسرع وقت بعد أنيستيقظ أبيها و تخبره بسفرها . بعد الإفطار أخبرت والدها أنها مسافرة بعد ساعةوتعذرت بحفل سالي و سكوت و أنها ستباشر العمل في الشركة بعد أسبوع من وصولها ووعدته أن ترى أمها وتعرف سبب غضبها و تتصل به لتعلمه . حاول توماس أن ثنيها عنالسفر لكنها أصرت وبعناد فستسلم والدها لرغبتها
ودعت أبيها و تأسفت أنها لم تقضي معه وقت أطول شعرت أنها في سباق مع الوقت عليهاأن تخرج من هذه القرية من المكان الذي سبب لها أكبر ألم في حياتها . ذهبت إلىالفندق الذي يسكن فيه ادوارد ورأته يلبس قبعة يخفي بها وجهه ورفع ياقته معطفه
"ادوارد علينا ألا نتأخر أرفع هذه القبعة عن وجهك لترى الطريق"
" أنا أرى الطريق كيف كانت ليلتك "
أجابها ادوارد بذلك وهو يرفع حقيبته عن الأرض ولم يرفع القبعة عن وجهه مدت كاثرنيدها و اختطفت القبعة من رأسه و رأت أثر لكمة قوية على عينه فقالت بهدوء لكن الغضبواضح في صوتها
"يا الهي.. هل مارتن من فعل هذا بك "
" لا تخافي أنها غير مؤلمه لكنك مدينة لي بتفسير لما حدث البارحة"
" لا وقت لدي الآن سأخبرك في الطرق و عليك أن تعاهدني ألا تخبر احد منأصدقائنا"
" أعدك..انتظري حتى أعيد تلك السيارة التي استأجرتها لصاحبها "
رآها مقطبة الجبين تسرح بخيالها بعيداً فقال
" بما تفكرين"
"لا شيء علينا أن نسرع قبل أن يفوتنا القطار"
مشت في **ت بجانب ادوارد وشكرت له عدم محاولته اللبقة في قطع هذا ال**ت الذياختارته . وهي تتوعد أن قابلت مارتن مرة ثانية أن ترد له الصاع صاعين فما فعله بهاوبصديقها لا يغتفر هل يعتقد أنها امرأة لعوب لقد اعتاد مارتن على شخصية القيادةولم يعتد على أن يقف أحد في طريقة وهذا يفسر هجومه الوحشي على ادوارد أن مارتنيلقى الأوامر لكن لا يتلقها لكنه هذه المرة وجد نداً قوياً وسيرى بنفسه
سافرا إلى لندن وهي تقص على ادوارد أحداث تلك الليلة المظلمة ادوارد صديق مخلص وهوبمثابة أخ لها فقد واسها حتى كاد ينسيها مارتن لولا تلك الض*بة في عينة التي تعيدذاكرتها إليه.
لم ينم إلا ساعة قبل الفجر وهاهو الآن يذرع غرفته ذهاباً وإيابا إلى من يلجئ الآنتوقف فجأة وأخذ سترته من فوق السرير وخرج إلى منزل أم بيتر تلك العجوز التي كانتتخدم في منزل السيد ألبرت مع زوجها الراحل عندما انظم هو إلى تلك الأسرة بعد وفاةوالده الحبيب بسبب الصدمة التي تلقاها من زوجته أنجيلا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن يعرف القصة كاملة في ذلك الوقت وبعد أن أصبح شاب أصر على توماس أن يخبره بالحقيقة كاملة فأخبره توماس بكل شيء يعرفه ولم يخفي عليه من أمر والده شيء
كان والده أندرسن على علاقة جيدة مع توماس فهما صديقان من أيام الطفولة جمعاالقليل من المال وكافحا لتغير معشيتهم قبل أن يتزوجا واستطاعا أن يؤسسا شركة صغيرةوهم في أول شبابهم .إلى أن أتى اليوم الذي حلما به كبرت الشركة وأخيراً قررا الزوجعندما التقى أندرسن بوالدته أنجيلا و وقع حبها في قلبه وطلب منها الزواج لكنهااشترطت عليه أن يأخذ أسهمه من الشركة ويبني شركة لوحده لم يكن هذا سهلاً عليه لكنهلم يرد أن يفقد المرأة التي عشقها فذهب إلى توماس الذي صدم لهذا الشرط من خطيبةصديقة وكان توماس أفضل حظ من أندرسن فخطيبته ألفيا امرأة حكيمة متزنة طلب توماس منألفيا أن تتكلم مع المرأة وتقنعها بالعدول عن رأيها لكن أنجيلا رفضت وأصرت علىرأيها أحتار أندرسن ماذا يفعل فذهب إلى توماس وأعتذر منه في أن يأخذ حصته منالشركة ..حاول توماس أن يبين له أن هذا سيضر بالشركة و ربما خسروا كل ما بنوه طوالهذه السنين وقامت ألفيا تحذره أن تلك المرأة التي يحب لا تصلح له لكن حبه أعماه عنرؤية الصواب وأخذ ماله من الشركة وتزوج أنجيلا
أما توماس فقد أنقذت شركته ألفيا التي أشترت حصة أندرسن بالمال الذي ورثته عنأبيها وعملت مع توماس بنجاح حتى وصلت الشركة على ما هي عليه الآن. وكان والدهالمسكين تاجر بماله وبني شركة مستقلة ورزق بابنه مارتن الذي حينما بلغ السابعة منالعمر خسر كل ماله فقد خدعته زوجته واستطاعة أن تجعله يكتب جميع أمواله بسمها ثمطردته من البيت وطلقته و عاش بعدها أبيه في بيت أخته إليزابيث ومعه مارتن الذي لمتسأل أمه عنه لأنها تزوجت من رجل أخر. بدأت صحة والده تتدهور ومرض مرضاً شديداًوبقى على حاله ثلاث سنوات ولما اشتد عليه المرض أرسل أندرسن إلى توماس وألفيا يطلبحضورهما في منزل أخته إليزابيث .كان توماس وزوجته في لندن فسافرا فوراً إلى بيتالعمة إليزابيث في الريف تاركين أبنتهم الصغيرة التي تبلغ سنتان عند خالتها ليزيفي لندن.
التقى توماس بأندرسن وهو على فراش المرض حينها أوصاه على ابنه مارتن وطلب من ألفياأن تعوضه حنان الأم الذي فقده ثم مات صعب الأمر كثيراً على الزوجين والعمة التيرفضت تسليم مارتن لهما لكنها في نهاية الأمر تركته لهم بعد أن عرفت أنها رغبتأخيها .هام الصبي الصغير اليتيم يبكي على أبيه وكره أمه بل وأنكر وجودها ومنذ ذلكالحين وهو يسميها زوجة أبي ولا يقول لها أمي وكره غباء أبيه الذي سلم كل مالهملامرأة لا ترحم ولا تملك قلباً. أخذ توماس مارتن و أشترى بيت في الريف قريب من بيتالعمة التي كانت قلقة بشأنه وأهتم بتعليمه وما أن بلغ العشرين عاماً أخذه معه إلىالشركة ليتعلم التجارة . ماتت عمته وكان هو الوريث الوحيد فسكن في المنزل وتاجرببقية المال الذي ورثه لم تمضي ست سنوات حتى تسلق سلم الثراء
بدأ يظهر له من بعيد بيت ماري التي التقى بها عندما كان يتيماً في العاشرة من عمرهفي بيت توماس. كانت تظهر محبة عظيمة له وتهتم به بشكل مثير جعله يتعلق بها فيصباه. لا يمكن له أن ينسى تلك المرأة الشابة التي تمسك بيده وتركض به بين الحقولثم تصعد معه إلى هضبة مرتفعة ويجل**ن يراقبان الغروب وتقص عليه من حكايات الماضيحتى يبتعد عن عالمة الأليم كانت مربية جيدة انتزعت طفل بأس لا يرى في طرقة إلىالشوك فزرعته أمامه ورود إنها ملاذه الأمن الذي يذهب إليه عندما يكون مهموم حزينحائر فتضمه إلى ص*رها الدافئ وتستمع إليه وهو يبكي فتمسح دموعه ثم ترشده إلىالطريق الصحيح بدأت ذاكرة مارتن وهو في طريقة تثير ذكرياته المؤلمة.وتذكر أيام حملماري وكأنه يراها الآن تمشي أمامه بتثاقل وهي في الشهر التاسع من حملها وحيناقتربت ولادتها لأبنها بيتر في يوم ممطر لليلة شاتيه مظلمة عندما أخرجته ألفيا منالغرفة فركض خارج المنزل وأسرع ليجلس خلفه تحت نافذة غرفتها ودموعه تمتزج بماءالمطر وهو يدعو الله أن يسلمها سمع صوت الوليد يصرخ ويبكى فعاد إلى المنزل وهومبلل من المطر و استقبله توماس ورفعه عن الأرض وهو يدور به في الهواء ويضحك ليبتهجالصبي الحزين وهو يقول
"أنها بخير بخير وزقت بولد جميل"
أنزله توماس على الأرض ووضع يديه على كتفي مارتن وقال
"سأذهب لأخبر ديفيد لابد أنه قلق على زوجته"
ركض مارتن باتجاه غرفة مربيته فطرق الباب ودخل مسرعاً دون أن ينتظر إجابة وشاهدألفيا جالسة على حافة السرير بجانبها وهي تهز الوليد الصارخ في محاولة لتهدئتهوتضحك و تقول له
"أقترب يا مارتن وانظر إليه أليس جميلاً"
لن ينسى تلك ألحظة حين أقترب من السرير ونظر في وجه ماري والعرق كان لا يزل علىوجهها حين أمسك بيدها وقبل ظهرها ثم لامس بيده المرتعدة خد الطفل وماري تراقبهبعينيها العسليتين وتقول
"أصبح لد*ك أخ صغير وستعتني به لأنك أخوة الأكبر"
فقال بشفتين مرتجفتين وعيناه متسعتان وقد خاف أن يخ*ف الطفل حنانها منه فهويعتبرها أمه
"ولكني ....لست أخوه"
ابتسمت له وقد قرأت ما يدور في نفسه أنها تعرفه وتفهمه وتقرأ أفكاره ككتاب مفتوح
"ستصبح أخوه الأكبر كما أصبحت أنا أمك يا صغيري "
مدت ألفيا الطفل إلى يدي مارتن وقالت
"أمسك أخاك "
كان الصبي يبكى وصراخه ملئ المكان وعندما استقر بين يدي مارتن و هزة بهدوء مخافةأن يسقط على الأرض توقف بكاء الطفل فا فتحت ألفيا عينيها الخضراوان ورفعت حاجبيهاوقالت ممازحة وعلى شفتيها ابتسامة عذبة
"أممممممممم يبدو انه يحبك ولا يحبني "
ضحكت مربيته ماري وضحك مارتن وهو يكاد يشرق بدموعه وألفيا تنظر إليه مميله رأسهاتبتسم فقالت ماري
" لا أعرف ماذا أسميه لما لا تسمي أخاك يا مارتن"
"أنا؟"
"أجل أنت "
قالت ألفيا
"دعوني أفكر في اسم جميل "
لكن مارتن قال
"أسميه بيتر"
قالت ماري وهي تداعب خد مارتن بيدها
"أنه أسم جميل وستعتني ببيتر الصغير يا مارتن أتعدني"
"أجل أعدك يا أمي"
منذ ذلك الوقت وهو يعتني ببيتر و خوفه من فقدان حنان ماري وحبها له لم يكن له وجودفقد زاد اهتمامه به وتفقدها له كي لا تحسسه بالحرمان أو الغيرة ومع توالي السنينكبر بيتر وأصبح مارتن وبيتر أخوة متحابين ومات الرجل العجوز الطيب ديفيد وبكىالجميع عليه كان يوماً مؤلم يدخل إلى مذكرة مارتن الحزينة .عندما أصبح غنى فاحشالثراء طلب من بيتر ومارى السكن معه في منزله الكبير فرفضا ذلك بشدة وفضلوا أنيعيشوا أيامهم المتبقية في بيت ديفيد .وكان هو يعلم في قرارات نفسه أنهم لا يقبلونالإحسان من أحد و يرفضون الشفقة .