ضحك والدها وقال
" قطعا لا فأنت جميلة كوالدتك"
"علي أن أجهز العشاء قبل أن يمضي الوقت و ننام ببطون فارغة "
أخذت تعمل على تحضير العشاء وذهنها مشغول بوالديها ثم بمارتن وأهل القرية بينما كان والدها يعمل في مكتبه. أخيرا تناولت العشاء معه ثم جلسا يشربان الشاي
"لقد تأخر الوقت يجب أن اذهب لأنام طابت ليلتك يا أبي ولا تطل السهر"
" لدي أعمال سأقوم بها ثم أنام يا عزيزتي طابت ليلتك وشكراً على العشاء كان لذيذا "
أكتفت بمبادلته الابتسامة ومشت نحو الباب لتذهب إلى غرفتها كانت على منتصف غرفة الجلوس عندما نادها والدها
"كاثي"
"نعم يا أبى هل تريد شيء؟ "
"أجل هناك موضوع أريد أن أتحدث معك فيه"
"ما هو أرجو أن لا يكون السيد روبرتسون مرة ثانية !"
" بل يخصك لقد تخرجت من الجامعة و إلى الآن لم تبحثي عن عمل؟ "
"أني أريد أن أخذ وقت لراحة والمتعة قبل أن أعود إلى لندن للبحث عن عمل فقد أعجبني الريف كثيرا "
" أجل ولكني فكرت أن تعملي في الشركة عوضاً عني"
"ماذا؟؟ "
"ولماذا أنت مندهشة .... لم تتوقعي عرضي أليس كذلك"
"في الحقيقة نعم كنت أتوقع انك تريد رجلا يكون مساعدا لك ويدير أعمالك وليس فتاة وهذا الرجل كان من المفترض أن يكون ابنك الذي تمنيته وليس أنا"
"كاثي لا تقولي هذا تعلمين مدى حبي لك ولو وجد أخ لك فلن يغير من الموضوع شيء ولا أظن هناك أجدر منك بإدارة أعمالي فأنت متخرجة من قسم إدارة أعمال وبامتياز وهذه فرصة لتتعلمي مني فالمال سيئول لك بعد وفاتي"
"أبي لا تقول شيء كهذا انك تتكلم وكأنك قد بلغت التسعين من عمرك"
"ماذا قلت عن العمل في الشركة؟ "
"إنها ....."
أرادت أن تكمل لكنها هزت رأسها بيأس وقالت
"لا أستطيع يا أبي لقد كنت اسمع جدتي كثير تقول لو أنها كانت صبي ليساعدك في إعمالك و أنا حقاً لا أستطيع العمل في الشركة آسفة"
"أقسم لك يا كاثي أني لم أكن اهتم لما تقول جدتك و أنى احبك أعظم من أي شيء آخر ولو كان هناك أخ لك لكنت أنت قلبي وحبي الوحيد "
"متأكد؟ "
"ألا تثقين بي ؟ حتى لو أصبح لد*ك أخ في المستقبل فأنت كل حياتي يا حبيبتي"
قالت بدلال
"بلى أثق بك ولو أصبح لي أخ سيكون الأمر رائع في هذه الحالة سأستطيع ض*به وأن امثل دور الأخت الناصحة التي تخاف على مصلحته"
ضحك والدها وقال
"لكن لا تكثري عليه وإذا رفع صوته عليك أو أنطلق لأمك يبكي شاكياً لها منك فتعالى إلى أبيك الذي يحبك"
ضحكت كاثرن ومن أعماق قلبها كانت تتمنى أن يكون لها أخ تدللــه
"لم تقولي لي هل ستعملين في الشركة؟ "
"لقد تأخر الوقت وأنا متعبه لنناقش هذا الموضوع لاحقا طابت ليلتك"
كانت على وشك الخروج هذه المرة فقال
"كاثي"
"نعم"
"ألن تقبليني قبل أن تنامي؟ "
قالت تمازحه
" ألا ترى أنى كبرت ؟ "
"لكنك أبنتي "
"حسنا"
قبلت والدها على جبينه فقال لها
"أحلام سعيدة "
ابتسمت له وخرجت من غرفت الجلوس وقبل أن تصعد إلى غرفت نومها رن جرس الهاتف الذي كان في الممر على طاولة صغيرة بجانب باب غرفة الجلوس
"كاثي هلا أجبتي على الهاتف يا بنتي"
"حاضر مع أني اعلم أن المكالمة لك فلا أحد من أصدقائي يعرف أني هنا"
أمسكت سماعة الهاتف
"نعم"
سمع المتصل صوتها الناعم فقال لها بصوت رقيق
"مساء الخير"
قالت مزمجرة كارهة الطريقة التي يتكلم بها المتصل
"مساء الخير من المتحدث؟ "
أحس المتصل المجهول بنبرة الغضب في صوتها فأراد أن يطيل الاتصال
"هل هذا منزل السيد ألبرت؟"
"أجل "
"هل يمكنني التحدث إليه؟ "
نادت كاثرن على أبيها
"أبي المكالمة لك"
قام والدها واتجه نحوها وهو يقول
"الم يقل من هو؟ "
"سألته ولم يجبني و سألني عنك بعد أذنك سأذهب لنوم و الأفضل أن لا أقول طابت ليلتك وإلا سأبقى مستيقظة حتى الصباح "
ضحك والدها فضحكت له بنعومة و سمع المتصل صوتها وضحكها وبقى صامتاً يفكر
صعدت كاثرن و وقفت في منتصف السلم تنظر إلى والدها
"ألو ...آلو....هل هناك احد "
التفت لها والدها متسائلا فهزت كتفيها متعجبة ثم أتاه صوت المتحدث
"آه مرحبا سيد ألبرت أنا آسف شغلت قليلاً"
نظر لها والدها وابتسم عند سماعه للمتصل وقال
" أهلا سيد روبرتسون كيف حالك"
عقدت كاثرن حاجبيها وظهرت الحدة في عينيها وهزت كتفيها دلالة على الاهتمام ثم صعدت إلى غرفتها وهي تسأل نفسها لماذا تحدث إلي بكل هذه الرقة وهو يعرف أني أنا المتحدثة؟ هل كان يسخر مني؟ سأريك يا سيد روبرتسون…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثالث
في الصباح اليوم التالي ذهب السيد ألبرت إلى القرية بعد أن تناول الإفطار مع ابنته و اتجهت كاثرن إلى الحديقة وبقيت هناك قليلاً ثم ذهبت إلى الإسطبل لاصطحاب جولاري في جولتها الصباحية
"صباح الخير جولاري تبدين بخير هذا جيد"
ركبت فرسها و ذهبت إلى مزرعة والدها وهي تنشد أحدى قصائد ش**بير بلحن متناغم
من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت في ناظري أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا إذ عقدة المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا في وجهها الذهبي نور يغرب
لا بد للحسن البهي عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير وأطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدي ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذي ملكته فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك في حماه يجول
ستعاصرين الدهر في شعري وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعري خالداً وعليك عمراً يغدق
كانت تنشدها بصوت عذب رقيق مستمتعة بالهواء الناعم الذي يداعبها وبأشعة الشمس اللطيفة تلامس بشرتها وبالطبيعة الساحرة التي تلتف حولها ولم تسمع خطوات الحصان الذي خلفها حتى قاطعها الصوت
"صباح الخير آنسة ألبرت"
انطلقت صرخة خافتة منها فقد فاجأها
"ماذا هل أخفتك؟ أنا آسف"
مشى بجواده حتى أصبح موازياً لها تماما وابتسامته الساخرة لا تفارق وجهه الصارم
"السيد روبرتسون؟! صباح الخير"
"صباح الخير لم تجيبي على سؤالي؟"
"بطبع لم أخف و الآن ماذا تريد؟ "
تجاهل سؤالها وقال وكأنه لم يسمعها
"أحقا لم تخافي؟ كأنني سمعت صرخة طفلة صغيرة خائفة"
حدثت نفسها أنه رجل بغيض وأوقح شخص شاهدته في حياتها ثم نظرت إليه بازدراء و قالت بسخرية تماثل سخريته
"لم أكن أعلم أنك حيوان متوحش يجب أن أخاف منه؟ ماذا تريد من حضورك هنا؟ "
" أتيت لأرى السيد ألبرت "
"أبي ..."
"أجل اتصلت به البارحة وقال أنه يمكنني أن أراه اليوم صباحاً ذهبت إلى البيت ولم أجد أحدا هناك فقلت ربما يكون في المزرعة"
تذكرت مكالمته لها بطريقته الساخرة فقالت ببرود
"ولماذا تريده ؟ "
أجاب باقتضاب
" إنها أعمال رجال "
"ما الذي تعنيه من كلامك هذا؟ "
هنا تبدد هدوئه وقال بضجر
"أعنى أن لا تتدخلي في شؤون الرجال"
بلغ بكاثرن الغضب مبلغة أنه فوق أرضها ويملي عليها أوامره فقالت من بين أسنانها وعيناها تقذفان النار
" أتجرؤ...."
لم تكمل كلماتها لأن والدها قال من بعيد
"مارتن صباح الخير"
ذهبت الشدة من صوته وهو يقول
" صباح الخير سيد ألبرت"
" كيف حالك"
" بخير "
قالت كاثرن في نفسها
"هذه هي المرة الثانية التي ينقذك أبي مني ولكن لن تفلت منى مرة أخرى يا مارتن روبرتسون"
لم يفت مارتن نظرتها الغاضبة الحاقدة نحوه تجاهل وجودها تماماً وحول انتباهه إلى والدها
"أنا أسف على تأخري يا مارتن"
"لا عليك فقد سررت بالحديث مع الآنسة ألبرت"
مر طيف ابتسامة على وجه والدها لكنها سرعان ما اختفت حين قالت كاثرن
" بأذنك يا والدي علي العودة إلى المنزل فلدي عمل"
"كاثي أريدك معي لتسمعي حوارنا أنه يخص العمل بالشركة"
التفتت كاثرن وكلها كره لرجل الذي بجوار أبيها والذي افسد عليها يومها
"كلا أنه عمل لرجال"
"كاثي ما الذي أسمعه ؟ لقد اتفقنا ليلة البارحة"
" سامحني يا أبي ولكن "
ثم التفتت إلى مارتن قبل أن تكمل
"قد لا يرغب السيد روبرتسون في وجودي وهو يناقش أعماله معك أراك في البيت"
لم يبدي مارتن أي اعتراض على ما قلته و وجهه لا يعبر بشيء فقال والدها مستسلماً
"إذا اعدي لنا الشاي سنأتي إلى المكتب بعد خمس دقائق"
"حسنا يا أبي"
ركضت بجولاري لتخفف من نوبة الغضب التي اعترتها فنظر لها والدها ثم التفت إلى مارتن وقال
"أخبرني الآن ماذا حدث بينكما؟".
أعدت كاثرن الشاي وأفكارها تذهب بها إلى كل مكان وعند سماعها صوت والدها يدخل المكتب انتظرت قليلاً ثم حملت صينية الشاي وقبل أن تطرق الباب أخذت نفساً عميق لسيطرة على أعصابها ثم دخلت قال لها والدها بعد أن قدمت له كوب الشاي
"شكرا لك يا عزيزتي "
"العفو تفضل يا سيد روبرتسون"
ناولته كوبه ولم ترد عليه حين شكرها وكأنها لم تسمعه ثم اتجهت إلى الباب قال والدها
"إلى أين أنت ذاهبة يا كاثي؟ أبقى معنا فقد انتهينا "
"سأذهب إلى القرية لد*ك إعمالك ولا أريد أن أشغلك بالذهاب معي"
" أنا آسف يا عزيزتي لقد شغلت هذه الأيام لا تتعجلي أريد أن نذهب سويا إلى القرية واعدك أن يكون ذلك قريبا"
تكلم مارتن
"سيد ألبرت أن سمحت لي بإمكاني أخذها إلى القرية الآن فليس لدي شيء يشغلني وهي لا تستطيع أن تتدبر أمرها في القرية وسأسر وأتشرف بمرافقتها"
لم تحتمل كاثرن ذلك ورأت علامات الترحيب على وجه والدها وقبل أن يعلن موافقته صرخت في وجهه مارتن
"عفوا ومن قال لك بأني أريدك أن تذهب معي؟! ليس الآن و لا لاحقا سيد روبرتسون و شكرا جزيلاً لك"
خرجت وأغلقت الباب وهي تقول
"من يظن نفسه ليتكلم بهذه الطريقة و كائنه صديق أو شخص يحق له أن يبدي رأيه ...علي أن اذهب وأنظف جولاري قبل أن يأتي أبي ويوبخني لأجل ذاك المتغطرس أتسأل لماذا هو معجب به؟؟؟ ما كان على أن أنفعل وأن يعرف هذا المتعجرف أنه نجح في استفزازي"
بينما كانت كاثرن منهمكة في عملها سمعت والدها يودع مارتن ويقول الأخر له
" إلى اللقاء وبلغ تحياتي للآنسة يبدو أنها غاضبة مني"
قالت في نفسها ساخرة
"يآل أدبة الجم "
خطوات الجواد يبتعد وصوت والدها يقترب منها و يناديها
"كاثرن .....كاثرن"
" حان وقت العقاب"
لا يناديها والده بسمها عادة إلا أذا كان غاضب منها
"أنا هنا يا أبي"
قال وهو يقف بعيداً عنها
"هل من الممكن أن تفسري لي سبب تعاملك مع ضيفي بهذه الطريقة؟"
" أبي انه إنسان..."
"قلت انه ضيفي"
"كفى يا أبي أكاد امرض حتى من ذكر أسمه "
"ولكنك أخطأت عليه بينما كان في غاية اللطف معك"
"لطف؟! أتسمي هذا لطفاً منه ؟لم يكن كذلك ! كان يحاول استفزازي ويقول لي......"
" ا**تي أنا لا أكلمك عنه. هو ليس أبنى وليس لي شأن بتصرفاته أما أنت فا أبنتي و يهمني أن تكوني راقية في تصرفك وتعاملك"
انفجرت كاثرن محتجة والكلمات تتسابق على لسنها
"ولكنه هو الذي يدفعني إلى التصرف هكذا انه يشير إلي في كل مرة بكلماته السخيفة الجريئة صدقني لم أعد احتمل حتى دخوله إلى هذا المنزل ولا تطفله علي أنى أكرهه يا أبى وأنت لا ترى إلا أخطائي بينما هو يحق له أن يخطئ لماذا؟ هل لأنه رجل علي أن ا**ت "
ارتخت كتفي والدها استسلاماً وقال ليهدئ من غضبها
" أنا آسف يا كاثي لكن لا تفهميني خطأً أنى أريد لك الأفضل هذا كل شيء حتى لو اخطأ عليك أو كرهته لابد أن تكوني صبورة وحكيمة في تصرفك غدا عندما تتسلمين العمل في الشركة ستتعاملين مع أشكال مختلفة من الناس ولكي تكوني سيدة أعمال ناجحة لبد أن تكوني هادئة وتخفين كل مشاعرك ولا تسمحي لأحد أن يعرف ما بداخلك اعتبري السيد روبرتسون مجرد اختبار لترى مدى صبرك .لا تجعلي أحد يكون عدوا لك حتى لو كهرته ألم تتعلمي ذلك من مدربك الكريتية؟ لابد أن تسيطري على أعصابك "
" أجل يا أبى ولكن هذا الأسنان يفقدني صبري"
"أتعلمين لماذا لأنه يتصرف بهدوء بينما أنت تغضبين بسرعة أتعيدينني أنك سوف تعاملينه هو أو غيره باحترام؟ "
"هذا صعب أتريد أن لا يكون لي احترام عند أحد وأتحمل اخطأ الآخرين؟"
" لم أقول ذلك كوني باحترامك واجعليه هو الذي يخطئ ويفقد أعصابة هل تعيدينني يا عزيزتي"
"آه ... أعدك"
أراد توماس أن يخفف عن أبنته فقال
"أرفعي رأسك يا كاثي بالمناسبة ما رأيك أن أعلمك القتال بالسيف غداً"
عادت إلى طبعها المرح وهي تقول بانفعال
"حقاً؟... شكرا لك سأنتظر الغد بفارغ الصبر"
"هيا تعالى وساعديني فهناك أوراق كثيرة تتعلق بشركة أريدك أن تقرئيها علي"
أمضت كاثرن اليوم بأكمله تفكر بكلام والدها وكانت متكئة بساعديها على سور الفناء مريحة رأسها على يديها تراقب غروب الشمس أنه منظر يثير المشاعر الكامنة و يبث الراحة في النفس
"أنه الغروب ما أجملة "
قال هذا والدها وهو يريح يده فوق كتفها التفتت أليه ورأت انه قد لبس ملابسه وكأنه مسعد للخروج إلى مناسبة
" أرى انك مستعد إلى الخروج إلى أين أنت ذاهب؟ "
"هل نسيت الليلة هي حفلة السيد روبرتسون اعتنى بنفسك قد أتأخر الليلة"
"لكن الوقت لا يزال مبكراً ؟"
" اعرف هذا سأقوم بزيارة صديق لي ثم أذهب إلى الحفل هل سكونين بخير؟ "
"لا تقلق علي أستمتع بوقتك "
" أنتبه لنفسك يا حبيبتي طاب مسائك "
ثم طبع قبلة على جبينها
"طاب مسائك يا أبي"
نظرت إلى والدها وهو يركب سيارته ثم يختفي عن عينيها فقالت
"وألان ماذا علي أن افعل أنظف ثم أستحم وبعد ذلك أتناول عشائي ثم أقراء كتاب وبعدها أنام "
كانت حفلة رقص هادئة وجميلة . مارتن بين زملائه يتحدث و يضحك معهم حتى رأى السيد ألبرت يدخل بمفرده
"بأذنكم .... مرحبا سيد ألبرت يسرني قبولك دعوتي "
"أهلا مارتن تبدو أنيقا بهذه البذلة "
"شكراً ولكن أين هي الآنسة ألبرت؟"
"الحقيقة أنها لم تستطع المجيء "
"لماذا؟ هل لديها عمل أم أنها لا تريد الحضور؟"
"لا...لا..كانت تريد أن تأتِ لكنها أجهدت نفسها بتنظيف المنزل أنها متعبة قليلاً أنت تعرف أن المنزل كبير ولم أجد خادمة حتى الآن فالحصول على خادمة في القرية أمر صعب ويحتاج إلى وقت وابنتي تقوم بشؤون المنزل كلها إضافة إلى اهتمامها بى لا أعرف ماذا كنت سأفعل بدونها لا شك أن الوضع سيكون أصعب إذ لن تراني بهذا الترتيب أبدا "
" أهي مريضة ؟"
"لا الأمر لا يستحق كل هذا يا مارتن مجرد إرهاق"
"بل قل أنها لم ترد المجيء "
"مارتن أنها مرهقة فقط وطلبت مني أن أبلغك تحيتها و اعتذارها عن الحضور"
" أتمنى ذلك ...هيا لننظم إلى المجموعة هناك"
كنت كاثرن لتوها قد فرغت من غسل صحون العشاء نظرت إلى الساعة
"إنها التاسعة والنصف سأذهب إلى غرفتي"
مسحت يدها المبللتان بالمنشفة وسمعت صوت الهاتف يرن
"ترى من المتصل؟ لعل أبي أراد أن يطمئن علي"
أسرعت إلى الهاتف ورفعت السماعة
"مرحباً "
"أهلا آنسة ألبرت "
"من المتحدث؟"
سألت هذا السؤال وهى تعرف من المتكلم الذي لا يمكن أن يخفى عليها صوته ولكن لتوضح عدم اهتمامها به
"الم تعرفيني؟ أنا مارتن"
" أهلا سيد روبرتسون ماذا تريد؟ أعتقد أن أبى متواجد عندك وليس هنا لتحدثه عن أعمال الرجال ماذا أردت من اتصالك؟"
"لا شيء قال لي والدك أنك متعبة وأراد أن يطمئن عليك فقررت أن أتصل أنا بك هل أنت على ما يرام؟ "
"شكرا على اهتمامك يا سيد روبرتسون أنا بخير"