الفصل الثاني

1540 Words
.يحتضن جسد جدته الغض ودموعها التي لم تتوقف منذ أن غادرت ريحان المكان وقرر جده الذهاب لعمه وهو أصر أن يذهب معهم .. من كان يعتقد أن مثل هذا اليوم سيحدث وريحان ستكون في بيته أخيرا ولكن للأسف هي في بيته ونظراتها كلها حقد وكراهية لهذه العائلة التي يحب . وهذه الجدة التي يرى فيها كل حنية العالم وحبه بينما ريحان للأسف كانت تنظر لها بكره ورفض واضح جدا فهل ستتغير هذه النظرة مستقبلا أم ان الأمور سوف تسوء أكثر مما يظن والأحداث سوف تتطور بشكل لا يتوقعه . كان خائف جدا يحاول أن يضع كل الاحتمالات التي قد تحدث بعد هذا اللقاء الغريب في الوقت الأغرب وهو أيضا كان يريد أن يراها مرة أخرى رغم إيقانه التام أنه سيراها وكثيرا . ولكنه يريد رؤيتها الآن . أخذ جدته لحضنه أكثر وكأنه يحمي نفسه من ابتسامتها المستفزة التي تكونت أمامه وكأنها حقيقة أمامه وذكرى ذلك اليوم تتجسد أمامه وهو يقول لها ( بالله عليك ريحان ..من اين تأتين بهذه الابتسامة الباردة لتجيبه وهي ترتشف قهوتها مجيبة ( لما لينظر لها بعتب ( أنها بغيضة وكأنك تقولي للشخص الذي أمامك أنت أحقر إنسان على هذه الأرض لتعلو ضحكتها وشعرها يهتز وهو يغطي ظهرها ( وهذا هو المطلوب ... الشخص الذي ابتسم له بهذه الطريقة يكون كما قلت بالنسبة لي أخذ يتأملها ب**ت لتسأله ( لأي قارة وصلت ليبتسم لها ( إذا كان هناك شخص تكريه فلا داعي للتعامل معه أساسا ..ولن تحتاجي لهذه الطرق الملتوية للتعبير عن كرهك | ابتسمت بهدوء وثقة طالما عشقها بها ( عزيزي أركان . أنت لست مخير لتختار من تحب وتتعامل معهم وتتجاهل الباقي ... الحياة دائما ما تضع أمامك الكثير من الأشخاص فتكون مجبر للتعامل معهم والاحتكاك بهم .. فالأمر كله يعود أننا مسيرين ولسنا مخيرين في هذه الدنيا نظر لجدته التي هدأت قليلا وأخذت بالدعاء وحاله يقول ( هذا يعني أنني أحقر إنسان في نظرك يا ريحان ليتن*د بحسرة و**ت ويده تفرك يدين جدته يهديها القليل من القوة التي هو بأمس الحاجة لها الآن ..................... خرجت من المصعد لترى شقيقتيها تجل**ن ب**ت وما ان رأوها حتى ركضا باتجاهها لتسالها جوري ( هل سوف يأتي أحد نظرت لها ريحان باستغراب لتسأل ( كيف عرفت لتجاوب جودي ( لقد أخبرنا ابي بكل شيء ريحان . هيا اخبرينا ماذا حدث تن*دت ريحان بحسرة ( لا اعلم .. لقد اخبرتهم وعدت نظرت حولها لتدرك ( ولكن لماذا انتما هنا في الخارج اجابتها جوري ( الطبيب في الداخل هزت رأسها يتفهم لتقصد إحدى المقاعد الموجودة وتجلس ب**ت وأثار الزيارة الأخيرة ما زالت تسيطر عليها .. ..................... خرج الطبيب ليخبرهم بأخر المستجدات عن حالة أبيها لتسمع أحدهم يقول من خلفها ( نحن عائلة أدهم الأزهري ليجيب الطبيب بابتسامة ( أهلا وسهلا ليقول نفس الشخص ( ما هي حالة أخي بالضبط لتنظر للجمع الذي ظهر فجأة وعلامات القلق بادية عليهم جميعا . تشعر بأختيها تقفان خلفها بحمائية اعتادت عليها منذ صغرهم وجودي تنطق عند أذنها بخفوت ( هل هؤلاء ؟ لم تكمل جملتها حتى أجابتها ريحان بخفوت وهي تتأمل جدها وجدتها وتتحاشى النظر لأركان ( أجل هم ليقترب واحد منهم كان يشبه والدها بشكل كبير ولكنه اصغر بكثير من والدها وابتسامة حنونة ذكرتها بابتسامات والدها حتى قال وهو يمد يده باتجاه ريحان ( أنا عمكم زياد مدت ريحان يدها بدبلوماسية ( وأنا ريحان نظر لخلفها ليرى نسختين من نفس الشخص .. نفس العلامات مرتسمة على الوجهين .. نظرة الخوف والقلق تعتلي الياقوت في عينيهما ليبتسم بضياع ودهشة وهو يقول ( يا ألهي أنتما توأم لينطقا بنفس الوقت ( أجل فتصدح ضحكته عاليا وهو يقول ( أمي انظري لد*ك حفيدة بجسدين لتضحك ريحان على مصطلحه الغريب ( للوهلة الأولى فقط ستعتقد ذلك اقتربت من التوأمان وهو يحتضنهما معا ليقول ( ليحفظكما الله يا صغيراتي ليبتعد على صفعة من أمه وهي تقول ( ابتعد يا ولد لأرى بنات الغالي لتقترب من التوأم تداعب خد جوري وتمسك يد جودي ودموعها تعود لجولة جديدة ( كم أنتما جميلتان ل فيقترب منها ابنها الأكبر ( هيا أمي تعالي لنرى أدهم .. لقد سمح لنا الطبيب بذلك وبعدا نتعرف بجميلات آل الأزهري أومأت بإيجاب لتقترب من غرفة ابنها وتدخل بهدوء وعلامات الألم والشوق ترتسم على محياها . لقد مرت سبع وعشرين عاما من الغياب .. كانت سبع وعشرين دهرا من الشوق والوجع ... فرحتها دائما منقوصة .. كم بكت .. كم صرخت .. كم كرهت زوجها .. كم كرهت حياتها لابتعاده . ابنها أكثر ابنائها قربا لقلبها غادرها لا تعلم عنه شيء وها هي الآن تراه يرقد على فراش المشفى .. الشيب غزى شعره فزاده وقارا وجلالا . اقتربت أكثر لتصل لمكانه... لقد كان يبكي مثلها تماما . يتألم والشوق مرتسما عليه .. اعتدل في جلسته في محاولة منه لمغادرة السرير لتمنعه بحركة من يدها وتقترب أكثر تأخذه لحضنها وهي تبكي وتصرخ ( ولدي .. ولدي ابعدها عن أحضانه ليقبل يديها .. خدها .. قمة رأسها . ويعود ليقبل يديها ( سامحيني أمي سامحيني لتعيد قبلاته له وهي تبكي من بين دموعها ( يا حبيب قلب أمك ابتعد عنها لينظر لأبيه الصامت وحال قلبه لا يعرف ال**ت أبدا وعينيه تعلن اشتياقه ودموعه تفسر **ته ووقفته تدل على الان**ار لينطق أدهم ( أرجوك أبي اصفح عني كانت جملته الحجر الأخير في دفاعاته لينطلق باتجاه ابنه ويحتضنه متناسيا غضبه .. وقاره . عهده .. فكل ما يريده الآن هو ابنه فقط ( اشتقت لك بني كانت تراقبهم ب**ت دموعها لا تتوقف حتى اقتربا التوأم منها وحالهما لا يقل عن حالها . كان الجميع يبكي .أعمامها و أركان و جدها وجدتها لقد كان لقاء بعد غياب .. لأول مرة تشعر بفرح أبيها رغم بكائه .. لأول مرة تحس أن أبيها اكتمل . أنه اكتفى . كان يحتضن جدها وكأن طفل في السابعة تاه عن أمه ليجدها بعد بكاء طويل . رأت عمها زياد وهو الوحيد الذي تعرفت عليه حتى الآن وهو يقول ( أيها العجوزان .. لنا الحق بأن نسلم على أخينا العاص أيضا لترد جدتها بغضب ( أخرس زياد لتعلو ضحكة زياد وأدهم يقول ( يا ألهي هل أنت زياد حقا .. لقد أصبحت رجل .. والشيب بدأ يزورك يا أخي نظر له زياد بغضب مفتعل ( عودي لاحتضانه أماه .. لا أريد أن أسلم عليه )د لتعلو ضحكات الجميع وعمها الأخر يقترب من زياد يربت على كتفه بحب ( لا تشغل بالك به أدهم أنه مجنون ليبتسم أدهم ( أيهم .. يا شقيق الروح كم اشتقت لك وأيهم يمسح دموعه محتضنا إياه يحاول كتم دموعه ( وأنا أيضا ( هل نسيتم أن لكم أخ يدعى حسام ليضحك أدهم من بين دموعه ( مؤكد لا . كم اشتقت لك أيضا . انظر لنفسك حسام أن تمتلك كرش . يا ألهي لتعلو ضحكة زياد ( يا فرحتك يا زوجة أخي زوجك رسميا أصبح أبو كرش حتى ينطق الجميع بصوت واحد ( أخرس ليلتفت أدهم اتجاه الشخص الأخر ( كيف حالك عامر ليتقرب عامر منه محتضنا إياه بشوق ( لقد اشتقت لك كثيرا ينظر في الغرفة ليسأل ( لكن ألم تأتي معك فاتن ليجيبه ( تركتها تبكي في البيت ..غدا أتي لك بها ليهز أدهم رأسه بتفهم وهو يناظر أركان ليسأل ( من هذا الشاب ؟ لينظر باتجاه أيهم ( لا تقل لي أن هذا أركان ؟ ليهز أيهم رأسه بفخر مجيبا ( هو بالفعل لينطق أركان ( كيف حالك عماه ؟ وأدهم يهز رأسه بفرح ( بخير ليعود لأحضان أمه واضعا رأسه على ص*رها يستمد منه الحنان ( كم اشتقت لك أماه وهي تلعب بخصلات شعره الفضية بحب ( يا قلب أمك حتى لاحظ **ت بناته وهم يتابعون كل شيء ب**ت والدموع ترتسم عليهن ويحتضن ريحان وكأنها أمهما ليبتسم وهو في أحضان أمه ليقول ( هل رأيت بناتي لتلتفت باتجاهن بحب وأمومة ( كالقمر في كبد السماء ليضحك وهو يرفع رأسه بفخر باتجاه صغيراته وهو يقول ( هذه ريحان . شقيقة روحي ..صديقتي .. طفلتي ومدللتي . أما هاتان جوري وجودي وهما توأمي المشا** لتضحك أمه ببكاء وهي تراقب تعابير أبنها السعيدة ليقول ( اقتربن لتتعرفن على العائلة اقتربت الفتيات لتقوم أمه من مكانها تحتضن ريحان ومن ثم التوأم وهي تقول ( صغيراتي فيتعرفن على الجميع ليقول أيهم ( حسنا سوف نواجه مشكلة في التفريق بين جودي وجوري ) لتجيبه ريحان ( جوري صاحبة الشعر الغامق وجودي الفاتح ليقترب زياد منهم يقف أمامهن وهو يضع سبابته عند شفتيه بتفكير ( أنت جوري وأنت جودي لتعلو ضحكة الفتيات وأدهم يجيب ( لقد ع**تهما يا أخي ليضع يده فوق رأسه مدعيا الوجع ( هذا يجلب وجع للرأس فيضحك الجميع وأدهم يقول ( لن تأخذ وقت للتفريق بينهما .. فإحداهما مجنونة والأخرى مزاجية بشكل لا يوصف ليعلو الاعتراض عليهما وهما تنطقان بوقت واحد ( بابا وأدهم يضحك وهو يقول ( أرأيت ؟ وزياد يومئ بتفهم وهو يتمتم بحسنا حسنا . ليغير أبيهما الموضوع وهو يتجه لأدهم بكلامه ( لقد تناقشنا مع الطبيب في وضعك وقال أنه ليس خطر .. سوف تخضع غدا لغسل للكلى وبعدها تخرج من المستشفى ليكمل أيهم ( لقد قال الطبيب أن وضعك مستقر ليكمل أبيه ( سوف يذهب أخوتك للبيت ويأخذن الفتيات معهن و*دا ياتي الجميع إلى هنا لتنطق ريحان بصدمة ( يمكننا أن نعود لشقتنا فهي قريبة من هنا ليقاطعها جدها ( لقد أتخذ القرار يا صغيرة هل سترفضين أمر جدك لتجيبه برهبة ( بالطبع لا ليقف جدها وهو يوجه كلامه لأعمامها ( اذهبوا جميعا للبيت وخذوا بنات أخوكم معكم و*دا تأتون ليسأل عامر ( وماذا عنك عمي لتجيب جدتها ( لا تقلق يا صهري سوف نبقى هنا نظر جدها لأبيها وهو يسأل وعينيه تدور في المكان ( ولكن أين زوجتك أدهم لينظر أدهم باتجاه والده بحزن ثم يعيد نظراته لبناته اللاتي ارتسمت علامات الحزن عليهن بسرعة وجودي تجيب ( أمي لقد توفيت منذ احدى عشر عاما حتى يص*ر الجميع شهقة استغراب وهم يقولون ( ماذا ....................... انتهى
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD