الفصل الرابع

3393 Words
الفصل الرابع قال حفيظ بحزم " غدا سنقرأ الفاتحة لا أظن أنك تستطيع أن تأتي"  قال بسام براحة " مبارك لها أبي، أخبرني عن خطيبها كيف هو هل هو شاب جيد"  قال حفيظ بثقة " هو جيد بالنسبة لي و أنا أعلم أنه سيعتني بمهيرة و يحافظ عليها و على مالها"  سأله بسام " هل هى سعيدة بالأمر"  قال حفيظ بهدوء" نعم بالطبع و هذا ما يهمني سعادتها، يمكنك أن تخبر زوجتك أن ترتاح الآن " ارتبك بسام و قال بضيق " و ماذا بها زوجتي و ما الذي يتعبها في زيجة مهيرة " قال والده بسخرية" لا شيء، لقد أردت أن أخبرك فقط " رد بسام بتوتر " حسنا أبي لا أظن أنه نستطيع المجيء قبلها"  قال حفيظ بحزم" مجئ لن يقدم أو يؤخر فالغد خطبتها " رد بسام بضيق" حسنا أبي أرسل سلامي لها و هنئنها نيابة عني لحين أتي " رد حفيظ مودعا" حسنا أراك فيما بعد و قبل لي مجد و هنا " أغلق حفيظ معه و قام باتصاله الآخر بحزم و تصميم...  *************** دلف داري لغرفة رتيل مندفعا بعد أن أغلق الهاتف مع حفيظ الذي أبلغه أن يأتي مساءا ليقرأ فاتحة مهيرة و أنه وافق على طلبه  " مهيرة ستصبح لي اليوم" قالها بظفر  نظرت رتيل إليه و استدارت بمقعدها قائلة بسخرية " مبارك عليك يا ابن العم"  سألها بجدية " حقا لن تتضايقي رتيل"  زفرت بضيق " لا تكن مملا كم مرة سألت و أجبت ، لا لا لا لن أتضايق مبارك عليك"  تن*د داري براحة و جثي أمامها و أمسك بيدها سائلاً بلهفة" أخبريني ماذا أحضر لها معي، ماذا أشتري لها من هدايا"  ابتسمت رتيل غصباً و كأنه أول مرة يتزوج و قالت بسخرية" هدايا مرة واحدة، قل هدية واحدة فقط لحين تعقد القران أجلب لها ما شئت و إن كان النجوم في عقد"  نهض ثانياً و قال و هو يعاود الخروج كما دخل " حسنا سأذهب الآن قبل الموعد " ابتسمت رتيل بحزن هل سيأتي يوم و تشعر بما يشعر به داري من حماسة للزواج ممن يحب.. ربما يوما ما..  *********** كانت مهيرة تقطع غرفتها باكية منذ حديثها مع حافظة أمس و علمها بكل تلك المعلومات عن الرجل الذي اختاره لها عمها دون عن الجميع ليتزوجها هى، اليوم سيقراء الفاتحة، فاتحتها .. لا تصدق عمها لم يورطها مع رجل كهذا متزوج و لديه طفل و ليس متزوج بواحدة بل اثنان و منهما ابنة عمه المقعدة .. تبا يا له من حقير .. هل حقا عاد هاربا من الخارج بعد أن قتل زوجته كما قالت حافظة . فهى تقول أن ابنه كان صغير على أم تتركه لوالده إذن ربما حديثها صحيح و هو قتل زوجته بالفعل .. ماذا تفعل هل توافق و تمتثل لأمر عمها .. أم تخبره أنها ليست موافقة و ترفض . و لكن كيف ترفض و قد صمتت بالأمس .. يا الله ما هذه الورطة .. بسام , يجب أن أذهب لبسام هو من سيساعدني و لكن متى أذهب .. حسنا سأذهب وقت يكون عمي غافيا , و قراءة الفاتحة اليوم . حسنا و ماذا بها هى ليست عقد قران فليقراها لا يهمني .. كانت تقطع غرفتها كالليث الحبيس و دموعها لم تجف , حنى شعرت بصداع شديد من كثرة التفكير .. ما أن استقر رأيها على الذهاب لبسام حتي هدأت قليلا و تمنت أن يمر الوقت فقط حتى تذهب جلست على الفراش و هى تفرك جبينها المتألم و بعد قليل تمددت عندما لم تستطع فتح عيناها حسنا لتغفو قليلا حتى يصفو عقلها ..سمعت طرق على الباب و حافظة تقول بخغوت " مهيرة .. لقد أتي خطيبك و عمك يطلبك لتذهبي لتريه " قالت مهيرة غاضبة " أخبريه أني متعبة و لا أستطيع المجئ " قالت حافظة بضيق " مهيرة كفاك جنون . كيف أخبره بهذا , هيا أخرجي لا أحد من أعمامك جاء " فكرت مهيرة . لا أحد جاء إذن هم أيضا برفضون هذه الزيجة جيد هذا لصالحي .. قالت مهيرة بضيق " أخبريه أني أشعر بالتعب و لدي صداع و أنه يستطيع فعل ما يريده " دلفت حافظة بضيق و نظرت إليها بحدة " ما هذا الهراء الذي تتفوهين به . كيف مريضة و يفعل ما يريد .هل تضنين أنه ببساطة عندما أخبره أنك مريضة و يفعل ما يريد سيقبل دون المجي و رؤيتك " عادت مهيرة للبكاء فنظرت إليها حافظة بشفقة و قالت برفق " حبيبتي . دعي اليوم يمر فقط و بعدها سنري ما سنفعله " قالت مهيرة بمرارة " ماذا نستطيع أن نفعل , عمي لن يتراجع أعرفه جيدا " قالت حافظة مهدئة " مؤكد ستتفاهمان و لكن فقد يمر اليوم على خير فالرجل جالس معه في الخارج . هيا تعالي معي " هزت مهيرة رأسها بعنف قائلة " لا . لا أستطيع أنا لا أريد رؤيته ,اخبريه فقط أني متعبة و يستطع أن يقرأ الفاتحة و لا داعي لوجودي . لعل هذا الرجل يعلم أني أرفضه " تن*دت حافظة " حسنا سأخبر عمك على راحتك " تركتها حافظة فعادت لتستلقي على الفراش مرة أخري .. لم تعلم كم مر عليها من وقت و لكنها لم تستطع فتح عيناها أكثر قأستسلمت للنوم و قد تأكدت أن عمها لن يأتي لرؤيتها و الضيف موجود ..  *************** كان حفيظ يشعر بالغضب من تصرف مهيرة و لكنه لم يعلق .. قال لداري بتوتر " يمكننا أن نقرأ الفاتحة فيبدوا أن مهيرة خجلة لذلك لا تستطيع أن تأتي " قال داري بهدوء رغم شعوره بالخيبة و القلق لعدم مجيئها و هذا يعني أنها ترفضه بالفعل كما يظن .." لا بأس سيد حفيظ أعلم أنها مازالت صغيرة و تخجل بالطبع يمكننا أن نقرأ الفاتحة و أنت تعطيعا هديثها غدا " و هكذا قرأ داري و حفيظ الفاتحة بهدوء دون أي مظاهر للفرحة فلا أحد من أقارب أي منهم موجود .. ما أن خرج داري بعد أن مكث قليلا يتحدث مع حفيظ في بعض الشروط للزواج و أتفاقهم على كل شيء حتى استأذن واعدا إياه بالمجئ وقتا أخر .. أخرج هاتفه ما أن صعد لسيارته قائلا بحزم " ليس الجامعة فقط مهمتك تبدأ منذ اليوم لا أريد أن تغفل عيناك عنها " أغلق الهاتف بعد أن انصت قليلا للمتصل و أدار السيارة عائدا للمنزل متمنيا أن يجد الجميع نائما فلا طاقة له للحديث عن شيء  ما أن دلف للمنزل حتى وجد رتيل في أنتظاره على مقعدها المتحرك .. كانت تشاهد التلفاز بصوت خافت و هنية تجلس بجانبها على الأريكة رأسها ساقط على ص*رها و هى غافية .. ما أن رأته حتى أطفئت التلفاز و نظرت إليه بتساؤل .. تن*د داري و جلس على المقعد مستسلما لفيض الأسئلة التي تريد أن تخرج من حلقها و لكنه تفاجئ بقولها الهادئ " تعلم أن الأمر صعب علي أي فتاة تقبله خاصة هى و هى مدللة عائلتها كما تذكرها لمياء ابنة عمي .. أنت داري رجل يكبرها بالكثير من وجهة نظرها كفتاة في التاسعة عشر " قاطعها بهدوء " في العشرين " ابتسمت رتيل و عادت تكمل قائلة " حسنا و لكن بالنسبة لها بعيدا عن عمريكما أنت رجل متزوج من قبل و ليس امرأة واحدة و لكن اثنان و هى تري أنها صغيرة و لا تناسبك , لو كنت مكانها سأفكر هكذا . ماذا تفعل لتتقرب منها و تفهمها عن علاقتنا و علاقتك بجانيت " رمقها بانتباه منتظرا جوابها فقالت رتيل تضيف " أولا أعلم أن عمها لم و لن يسمح لك بالجلوس معها هكذا للحديث و أنتم خاطبين فقط .. لذلك أول ما يجب أن تفعله هو أن تقنع عمها بعقد قرانكم الأن حتى يكون لك الحق بالحديث معها بمفردكم بعض الأحيان " تن*د داري بحرارة و استند برأسه على المقعد و قال " للتو قرأنا الفاتحة ماذا تريديني أن أفعل لقد تحدثنا في خطبة فقط للوقت الحالي من أجل دراستها  و حين تنهي عامها سنتزوج " قالت رتيل بتفكير" لم لا تطلب منه أن تتزوجا و تكمل دراستها و هى معك و عندها لن يمانع طالما أنك ستدعها تكمل دراستها"  قال داري بضيق " هذه خطوة كبيرة كيف تظنين أنه سيقبل أن يزوجنا هكذا و نحن لم نتعرف جيدا " قالت رتيل بثقة" سيوافق إذا أخبرته مجدداً عن الحديث الذي يدور من خلف ظهره عن مهيرة في البلدة " زفر داري بضيق" لا أعلم، أنا متعب سأذهب للنوم و غدا نتحدث " قبل أن يذهب سألته رتيل بجدية" داري هل تحبها " التفت إليها بحيرة قائلا" أنا أريد الزواج رتيل، تعبت من البقاء وحيدا.. أريدها لقد أعجبتني " أضاف بحزم  قالت رتيل بحنق" تبا لك أنس أن تقبلك إذن " عقد حاجبيه بضيق سائلاً" لماذا " أجابت بحدة " لا تحبها و متزوج و تريدها أن توافق عليك لم ستتزوجك على ماذا ستحصل بزواجها منك"  قال داري بتكبر" ستكون زوجتي، زوجة داري طاهر صفوان، سيكون لها هذا المنزل و الكثير من المال بزواجها و نسب عائلتنا أليس كافيا " قالت رتيل ساخرة " ألست مغرور قليلاً يا ابن العم"  زم شفتيه بغضب و قال بحدة" تصبحين على خير " تركها و ذهب لغرفته غاضبا.. لا يعرف كم مضي من الوقت و هو يتقلب في الفراش سمع أذان الفجر فنهض و توضئ ليصلي، بعد أن فرغ من الصلاة أرتدي ملابس الرياضة تيشرت بأكمام قصيرة و سروال من القطن الضيق و وضع هاتفه في جيب سرواله و أغلق السحاب واضعا سماعة أذنه و خرج من المنزل ليمارس رياضته الصباحية .. لا يعرف كيف وجد نفسه عند منزل السيد حفيظ ..  كان يقف على الضفة الثانية من البحيرة الصغيرة أمام منزله و التي تروي الأراضي المجاورة لمنزله .. كان سيعود أدراجه عندما لمح الباب يفتح بهدوء و تلك المخفية تخرج و تغلق الباب بهدوء و هى تتلفت حولها.. عاد للركض عائدا ليصل للجسر الذي يصل بين الضفتين ليعرف إلي أين ذاهبة .. جاءه إتصال فعلم هوية المتصل وضع أصبعه على السماعة في أذنه يضغطها و هو يجيب بحدة " لأين ذاهبة"  أنصت قليلاً و أجاب بحدة " أذهب خلفها إياك و تركها تغيب عن عيناك و أعلمني لأين ستذهب و من ستقابل"  أغلق الهاتف و عاد راكضا للمنزل و شعور بالغضب يجتاحه لرفضها الصريح دون أن تعطيه فرصة لتتعرف عليه..  ****************** دلف داري للمنزل و ملامح الغضب مرتسمة على وجهه ، كانت رتيل تجلس على مائدة الفطور بجانب مالك تساعده في تناول الطعام، ما أن رأته قالت باسمة " تحمم و تعال لتناول الفطور قبل أن ينهي الوحش الصغير كل الطعام"  لم يجيب داري و لكنه صعد لغرفته ركضا، نظرت إليه بحيرة قبل أن تعود لتكمل طعامها و مالك .. بعد قليل هبط بعد أن بدل ملابسه و عاد ليخرج من المنزل تحت نظراتها المتعجبة.. قالت هامسة " لقد جن والدك بسبب ابنة النجدية " *************** قال بحدة" أين أنت الأن " قال الرجل بهدوء " في القطار الذاهب إلي (.......)  قال داري بحزم" معها و لا تتركها حتى أطلب منك ذلك " أجاب الرجل مطيعا" حسنا سيدي " أغلق الهاتف و هبط من السيارة أمام منزل حفيظ و طرق الباب بحزم... فتحت حافظة الظاهر على وجهها التوتر فعلم أنها تعلم ما حدث .. قال لها ببرود" أريد رؤية السيد حفيظ"  أفسحت له الطريق ليدخل فدخل داري ليجد حفيظ جالسا على المقعد ممسكا بعصاه بقوة و ظاهر على ملامحه القسوة و التوعد.. قال داري بحزم  " سيد حفيظ علمت ما حدث أليس كذلك"  نظر إليه حفيظ بشك سائلاً " و من أين لك أن تعلم أنت"  قال داري بهدوء " لقد كنت أمارس رياضتي عندما رأيتها " رد حفيظ غاضبا " لم لم تعديها عندما رأيتها"  قال داري بجدية " أهدئ سيد حفيظ، لا تخف عليها لقد أرسلت أحدهم خلفها ليعلم لأين ستذهب لا تخف سيحميها إن لازم الأمر"  سأله حفيظ بغضب مكتوم" هل أتيت لفسخ الخطبة"  قال داري بحزم" بالطبع لا، فقط أردت أن أطمئنك لعلمي أنك ستكون قلقا"  قال حفيظ غاضبا" أنا أعلم لأين ستذهب سأسافر و أعيدها " قال داري بحزم" لا أتركها . إذا كانت تريد أن تبتعد قليلاً لتهدئ فلا بأس، أعلم أن الأمر صعب عليها لتقبله و لكني أعدك أني لن أتركها أو أغصبها على شيء، مهيرة لم تعرفني بعد و مؤكد خائفة من هذه العلاقة لذلك أريد منك أن توافق على عقد قراننا لأستطيع التفاهم معها و حتى لا يعرف أحد و يزيد الحديث عنها يجب أن تخفي أمر ذهابها و لا يعرف أحد سوانا و أخبر خادمتك أن تنتبه لم تتفوه به "  رد حفيظ بشك" و لم تفعل كل ذلك، رجل غيرك كان تركها بعد فعلتها تلك " ابتسم داري بهدوء" سيد حفيظ أنا لست ولدا صغيرا أو شاب غرا حتى أظن سوء بها و أنا أعلم من أنتم و كيف هى أخلاقكم أنا فقط ألتمس لها العذر في خوفها مني و من العلاقة بي فهى مازالت صغيرة و لا تفكر بشكل سليم و عواطفها هى التي تسيرها " قال حفيظ بجدية" و الأن ما الذي تريد فعله"  قال داري باسما" هاتف بسام و أخبره أننا سنتزوج خلال شهر واحد و أني لا أعرف أنها هناك لديه  لنري هل سيعيدها أم لا " و زادت حيرة حفيظ من هذا الرجل و لكنه فعل  *************** كانت مهيرة تجلس في غرفتها التي أدخلتها إليها ملك بعد مجيئها هكذا فجأة كانت تفكر فيما مر عليها منذ جاءت لهنا .. بعد أن فعلت هذه الفعلة الشنعاء بهروبها من المنزل و عمها مازال نائما فهى أنتظرت حتى قام ليصلي الفجر و يعود من المسجد و يكمل نومه للسابعة كما تعود قبل أن ينهض و يتناول الفطور معها.. كانت تبكي بصمت لا تصدق أن عمها فعل بهذا و ألقاها لذلك الرجل الذي لم يحافظ على أي من زوجاته و أخلاقه المشبوهة ربما هو قتل زوجته حقا، و ربما يعذب ابنة عمه المقعدة خاصة بعد وصف حافظة لمظهره المرعب على حد قولها فهى أخبرتها أن ضخم و ملامحه شرسة تجعل من يراه يخشاه فما الذي دهى عمها ليزوجها له.. كان بسام و زوجته يستعدان للسفر له ليستفسران عن ما حدث  هناك محذرا إياها من الذهاب لمكان، و أين يظنها ستذهب ليس لها مكان تذهب إليه و لا مال و لا حتى هوية لقد تركت كل شيء خلفها و أتت سريعاً قبل أن تتورط أكثر و لكن هل سيستطيع بسام أن يقنع عمها بالرجوع عن هذا القرار..  ****************** عاد من شروده على صوت طرق الباب فقال بغضب " ماذا هناك قلت لا أريد رؤية أحد"  جاءه صوت هنية القلق تقول " سيد داري لقد دخل الليل و رتيل تخبرك أن موعد العشاء قد جاء و هى تنتظرك مع السيد الصغير "  زفر بضيق و نهض من على الفراش ليرتدي ملابسه قائلا " حسنا هنية أنا سأتي بعد قليل" فلا ذنب لرتيل و مالك بغضبه من زيارة ذلك الوقح بسام و هو كان يتوقع شيء كهذا منذ علم أنها ذهبت إليه و ظلت في منزله لبعض الوقت.. خرج من الغرفة و اتجه للأسفل، ما أن راه مالك حتى أندفع إليه قائلا بلهفة " بابا  أين كنت كل هذا الوقت  كلما سألت خالتي رتيل تخبرني أنك ستأتي بعد قليل"  ضمه داري بحنان و قبل جبينه قائلا بحنان " ها قد أتيت ماذا هناك أيها الأسد"  قال مالك باسما " أريد الذهاب و اللعب مع  مازن ابن خالتي ريم و أنتظرت أن تأخذني لهناك و لكني لم أرك منذ الصباح " قال داري بصدق" أعدك غدا سنذهب معا  و نرى جدك حسين ما رأيك " قاطعتهم رتيل قائلة بملل " و أنا أريد الذهاب لمنزل أبي فقد مللت الجلوس هنا بدوري " رفع داري حاجبه بمكر" مشتاقة لغلظة العم صالح " مطت شفتيها بضيق" و ما شأنك.. أبي و يفعل ما يريد بي " قال داري بجدية" أتركيه هذه الفترة فهو مازال غاضب منك من زواجي بمهيرة و قبولك  لو ذهبت  يحزنك بحديثه السام " قبلت رتيل على مضض" حسنا معك حق، أردت فقط أن أطيب خاطره"  رد داري بتفهم" أعلم ذلك و لكن لتعطيه بعض الوقت"  قالت رتيل بتذمر مصطنع" حسنا هل لنا أن نتناول الطعام الأن " قال داري و هو ينزل مالك" حسنا أيتها الشرهة  سنأكل أخشى أن تأكلي مالك الصغير لذلك سيجلس بجانبي"  ضحك مالك و قالت رتيل ساخرة،" حسنا  أطعموني و إلا أكلتك و مالك أيضاً " هتف داري بهنية لتحضر الطعام  جلسوا جميعا لتناول الطعام فسألت رتيل داري باهتمام" هل هناك جديد"  أجاب بلامبالاة و غموض " بالطبع  دوما هناك جديد " ****************** مر يوم و الثاني و هى تنتظر عودة بسام ليطمئنها و لا تعرف لم هى قلقة لهذا الحد و تشعر أن كارثة ستحدث و بالفعل عاد بسام و ملك ليخبراها برفض عمها و طلبه عودتها سألته باكية ما أن دخل للمنزل و قبل أن يستريح " ماذا ستفعل بسام، هل ستعيدني لهناك"  أجاب بسام و هو يجلس على المقعد بتهالك من تعب الطريق " لا تخافي مهيرة، لن أعيدك و لو وقفت أمام أبي ليعود عن قراره، الأن يجب أن تذهبي من هنا فهنا أول مكان سيبحث به عنك، يجب أن ن**ب بعض الوقت حتى نفكر ما سيكون عليه الوضع " قالت ملك بجدية" كما اتفقنا بسام سأحادث أمي لتمكث لديها حتى إذا جاء عمي ليأخذها لا يجدها، و علينا فعل ذلك منذ اليوم " قال بسام بضيق" حسنا لنتحدث مع خالتي مديحة و أتمنى أن تكون رائقة المزاج هذه الأيام حتى لا تقيم علينا الحرب نحن أيضاً " و بالفعل في اليوم التالي ذهبت مهيرة لدى مديحة لتظل معها بعيدا عن طريق عمها للوقت الحالي..  ****************** بعد شهر و نصف " لأين داري " سألته رتيل  و هى تراه يستعد للذهاب .. قال داري بهدوء" سأذهب للسيد حفيظ لقد مر وقت طويل و أظن أنه من الأفضل أن أتحرك الأن " سألته بجدية " ماذا ستفعل"  قال داري بحدة " سأطلب منه أن نعقد القران الأن لتكون زوجتي و أعرف أن أهتم بها"  سألته بدهشة متعجبة من ثقته أنه سيتمم الزيجة في غير وجود العروس " و كيف ذلك و هى ليست هنا " رد بنفاذ صبر" سأتصرف حينها فقط ليوافق " قالت رتيل بتوتر" داري أتركها و أبحث عن زوجة أخرى، فيبدوا أنك ستعاني معها فهى تبدوا عنيدة  فعمها لم يستطع أن يعيدها للأن و هو من قام بتربيتها  منذ كانت صغيرة لم  تبال  بخاطره فماذا ستفعل معك أنت و هى لا تتقبلك حتى"  قال داري ببرود" تعرفين لم يعد يهمني أن توافق فهى ستصبح زوجتي و لا أحد غيرها و سترين عندما أجلبها لهنا قريبا " نظرت إليه رتيل بضيق فهو يأخذ الأمر تحدي بينه و بينها.. حسنا أيها الذكي أنت من ستعاني و لا أحد غيرك.. قالت بلامبالاة" أذهب إذن " رمقها داري بقسوة قبل أن يخرج من المنزل متوجها لبيت حفيظ  بعد قليل كان يوقف سيارته أمام المنزل بحزم أغلق الباب بقوة و خطى للباب يطرقه بحزم.. فتحت له حافظة الباب و بدون كلمه أفسحت له الباب ليدلف للمنزل.. توجه لغرفة الجلوس كما أشارت حافظة كان حفيظ يتحدث بغضب على الهاتف  فعلم أنه يحادث ولده بسام أنت له بغضب فهو يعلم أن هذا الأ**ق هو من يجعلها تكابر و تعاند و تفعل ما تريد و هى تعلم أنه خلفها سيقف لوالده..  قال حفيظ بغضب " أين مهيرة بسام، لم لم تجلبها للأن، لقد مر شهر و نصف إن لم تأتي قبل نهاية هذا الأسبوع" وضع داري أصبعه على زر الهاتف يقطع الاتصال بينه و بين بسام لا داعي للحديث الكثير و الوعيد لن يجدي نفعا معه و معها فليتحدثان في الأمر الهام الذي سيوقف  كل هذا العناد من قبلها و سيعزز  و يقوي من موقفه تجاهها..  نظر حفيظ لداري الواقف  بتصلب واضعا أصبعه على زر الهاتف  قاطعا الأتصال " لم فعلت ذلك"  قال دراي بصوت هادئ" أتركها معه  فقط لنعقد القران و أنا سأتصرف"  سأله حفيظ بجمود" ماذا تعني بتتصرف " أجاب بغموض " لا تخف لن أفتعل مشكلة لولدك أو لها فهى ستكون زوجتي ، هذا لتطمئن أنت أني أريدها زوجة لي حقا بعد ما فعلته"  يعلم حفيظ جيدا عاقبة فعلة ابنة شقيقه  و أنها تعد إهانة صريحة لداري  وسط عائلته عندما يعلمون بهروب عروسه قبل زواجهم بقليل ، سأله حفيظ بجمود " و كيف نعقد القران و هى ليست هنا لتوافق " ابتسم داري بشراسة قائلاً بقسوة" سأخبرك " قال حفيظ بجدية أمرا " أجلس " فهو بالفعل يريد أن يتصرف قبل أن يصل الأمر لشقيقه منصور فيزداد الحديث عن مهيرة بين العائلة  جلس داري بهدوء و قال " أولا أريد أن أعلم هل تركت أوراقها الثبوتية هنا أم أخذتها معها " أجاب حفيظ بشك " تركتها بالفعل"  أجاب داري بانتصار " كنت أعلم ذلك فهى كانت متعجلة لتبتعد عن هنا"  قال حفيظ و قد بدأ صبره ينفذ " و بما سيفيدنا هذا و حضورها واجب وقت عقد القران بل لن يتم إلا بحضورها " قال داري بهدوء شارحا خطته لحفيظ" ستكون هنا بالتأكيد  فقط أريد منك شيء واحد فقط " سأله بشك " كيف ستكون هنا، هل تريد أن نسافر لدى بسام لجلبها " أجاب داري بحزم " سيد حفيظ ثق أني يوم أذهب لجلبها ستكون اليوم التالي في منزلي كزوجة " احتدت حفيظ في الحديث فهو لا يتحمل هذا الغموض يكفي ما يشغل عقله منذ ذهبت.." داري قل فقط دون لف ودوران " أجاب داري باسما " حسنا شيء واحد فقط  ما أريده منك و كل شيء سيسير كما تريد و سنعقد القران  و سوف تطمئن على مهيرة صدقني " سأله حفيظ باهتمام " ما هو هذا الشيء  لنستطيع عقد القران دون وجودها " قال داري بحزم " حافظة خادمتك هى من أريد " و لم يعرف حفيظ ما علاقة حافظة بزواج مهيرة به سأله بهدوء مصطنع" قل ما تريد أنا منصت لك " و أخبره داري بما يريد منه أن يفعل و كان ضرب من الجنون و لكنه ليس مستحيلا...   
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD