نوفيلا ليلة عمري
الجزء الثاني
ازعجت كلماتها بشدة قصي الذي كان في الاساس غاضبا وبشدة ،
كان ينظر اليها وعيناه كالحمم البركانية الثائرة ثم اجاب بصوت عالي :
لا يهمني سبب رحيلك ، لم يعد يهمني أي شىء يتعلق بك ما يهمني الان ، لم عدت ؟؟ لما لقد كنت بخير بدونك ، لما عدت الان ألين وقد غادرت بارداتك اتعلمين ماذا بقدر ما احببتك بقدر ماااااا توقفت كلماته امام دموعها الصارخة ، دموعها المتألمة التي لا يستطيع رؤيتها **ت لا يعلم من الاساس ما الذي قاله ؟ ولم قاله ؟ وكيف كان سترضى شفاهه بنطق الكلمة الاخيرة ، فأنه يرضى الموت ولا يتوقف قلبه هذا عن حبها اراد مسح دمعها اراد ان يعتذر منها ولان ليس هناك شىء في هذه الحياة يحدث بمحض ارادتنا ، غادر دون ان يعتذر ، ودون ان يمسح دموعها
حاولت ألين النوم تلك الليلة ، لكنها لم تستطع ، كانت كلماته تتبادر على ذهنها كل دقيقة ، نهضت بثقل ، نزلت لاسفل متوجهة الى المطبخ كعادتها تاكل الكيك الذي يعده اسامة لها ، لكنها تذكرت انها غابت لفترة طويلة لا تغتقد ان اسامة قد يقوم بفعل كهذا ، لن يتذكره خاصة وانها لم تخبره ان يعده لها توجهت الى غرفة المعيشة ، اخذت تنظر في الافلام المرصوصة على الرف ، ثم اختارت واحدا عشوائيا واشغلته ثم احضرت قنينة شراب وكأس عازمة على الشرب مهما كان هذه الليلة ، حيث لم يكن يسمح لها قصي بذلك حتى بعد زواجهما ودخولها الجامعة منذ ان سقطت منه مرة عندما كانوا يحتفلون بعيد ميلادها ، برغم انها لم تأخذ سوى رشفة واحدة الا انها لم تشعر بنفسها وقتها
عندما عاد قصي وفي وقت متأخر من الليل ، كان الكل نائما ولكنه عند صعوده لغرفته سمع صوت التلفاز دخل ليجدها نائمة على الاريكة ، انهت قنينة الشراب ولم تنهي الفيلم ، اقترب منها بهدوء يشاهدها وهي نائمة ، لكم كان يعشق رؤيتها دوما وهي نائمة كان يتأملها بكل شوق عبرت عنه عيناه ، فهو لم يقترب منها الى هذا الحد منذ عادت ، لم يروي اشتياقه من رؤيتها هكذا منذ عادت لم يخبرها كم يبدو الشعر القصير جميلا عليها ، لم يخبرها كم احبه كثيرا عليها برغم حزنه في نفس الوقت على قصها له ، اقتربت يده لا تلقائيا تريد ان تتحسس وجهها ، ملمسها الناعم لكنها عادت مجددا ، ليس عليه ان يفعل ذلك ، فهي لم تعد دفنته بعد تردد في عدم حبه لايقاظها هزها برقة قائلا :
ألين اصعدي ونامي على سريرك هيا
لكن لم يكن هناك تجاوب من ألين ، انتبه الى قنينة الشراب التي بجوارها ، ابتسم بعفوية وقد علم انها لن تستيقظ اليوم ، ثم قال وهو يغلق التفاز :
اه ألين اه
احاط ذراعيها حول رقبته ثم حملها ببطء وصعد السلم دون اصدار صوت وضعها على السرير ثم وضع الفراش عليها اخذ يتأملها قليلا اقتربت انامله ترفه خصلة من شعرها اقترب لااراديا قليلا منها يشم خصلة شعرها لكنه سرعان ما فاق لنفسه فابتعد عنها وعندما كان خارجا سمعها تقول بصوت مثقل لايزال تحت تأثير الشراب :
لم تفعل ذلك ؟؟؟
اجاب ببردو حاول اصطناعه وهو خائف ان تكون شعرت به :
افعل ماذا
لما حملتني الى هنا ، لماذا لم تتركني اتعذب من النوم على الاريكة ، لقد قلت انك تكرهني ، تتمنى لو لم اعد ، لما لم تتتركني اتعذب ولو قليلا ، لربما يشعر قلبك بالرضا
اوجعت كلماتها قلبه ، برغم انه يعلم انها لاتعي ما تقول ، الا انه لم يستطع سماع المزيد مما تقوله لم يجب واولى ظهره مغادرا فقالت بصوت باكي وكأنه رأى دموعها مجددا :
اجبني لا تغادر واجبني
اغمض قصي عينيه متألما ثم **ت لثوان مجيبا :
كان ثمة عملاق ذو عينين زرقاوين
يحب امرأة صغيرة البنية
هي كانت تحلم ببيت صغير
يحوطه بستان
تزهر فيه زهرة العسل المتلاشية
وكان العملاق يحب مثلما يحب العمالقة
كانت يداه الكبيرتان
لا تصلحان الا للاعمال الضخمة
ولم يكن قادرا بالتأكيد
على بناء منزل صغير الى هذا الحد
ولا ان يطلب استضافته
تحت سقف واطىء كهذا
تزهر عليه زهرة العسل المتلاشية
وضاقت المرأة القصيرة القامة
التي كانت تحلم بحياة هادئة
ذرعا بمرافقة العملاق
على دروبه الوعرة
فودعته ذات يوم
كي تعبر بين ذراعي قزم فاحش الثراء
عتبة البيت الصغير
الذي يحوطه بستان
تزهر فيه زهرة العسل المتلاشية
وفهم العملاق ذو العينين الزوقاوين
لكن بعد فوات الاوان
ان البيت الصغير الذي يحوطه بستان
لم يكن يصلح حتى كمقبرة
لحبه الكبير الكبير هذا
" ناظم حكمت "
كلام عينيه في الغرام أحلى من الأغانيمن كلمتين من سلام ببقى حد ثانيلما يميل قلبي أنا وياه يميلتفديه عيوني وعمري كله مش قليلكلام عينيه في الغرام أحلى من الأغانيمن كلمتين من سلام ببقى حد ثانيلما يميل قلبي أنا وياه يميلتفديه عيوني وعمري كله مش قليلليلي يا ليل يا ليلييا ليل يا ليلي من غرامه ليلي طالحبيب سنيني بينه وبينييا قلبي خطوة واحدة يعني مش خيالليلي يا ليل يا ليلييا ليل يا ليلي من غرامه ليلي طالحبيب سنيني بينه وبينييا قلبي خطوة واحدة يعني مش خياليا روحي، روحي معاه وفي جماله ضيعيطمع في سحر الحياة حسنه مش طبيعيده اللي القمر من عينيه والله غاردي الابتسامة شمس طالعة من النهاريا روحي، روحي معاه وفي جماله ضيعيطمع في سحر الحياة حسنه مش طبيعيده اللي القمر من عينيه والله غاردي الابتسامة شمس طالعة بالنهارليلي يا ليل يا ليلييا ليل يا ليلي من غرامه ليلي طالحبيب سنيني بينه وبينييا قلبي خطوة واحدة يعني مش خيالليلي يا ليل يا ليلييا ليل يا ليلي من غرامه ليلي طالحبيب سنيني بينه وبينييا قلبي خطوة واحدة يعني مش خيالليلي يا ليل يا ليلي(حبيب سنيني بينه وبيني (آه، آه ليليليلي يا ليل يا ليلييا ليل يا ليلي من غرامه ليلي طالحبيب سنيني بينه وبينييا قلبي خطوة واحدة يعني مش خيالليلي يا ليل يا ليلييا ليل يا ليلي من غرامه ليلي طالحبيب سنيني بينه وبينييا قلبي خطوة واحدة يعني مش خيال آه، آه
**ت ثوان اخرى ثم قال بصوت مختنق بالبكاء :
وانا قد احببتك هذا الحب الكبير ، حتى فكرت يوما ، هل انا بقادر على حمل هذا الحب والحفاظ عليه هل استحقك
اجل غاضب ، مجروح لكني قلبي الذي احبك كل هذا الحب ورغما عنه ، لايزال لايستطيع ان يرالك تتالمين حتى وان المته كثيرا
ثم غادر ، تاركا ألين ين دموعها ، همست وهي تبكي بعدما غادر :
لكني لم اتركك انا احبتك كثيرا ايضا ، ربما اكثر من هذا الحب
" رميو وجوليت
قصة عرفت على مر العصور بمعاناة ابطالها في سبيل حبهم ، حبهم الذي كان اقوى من كل شىء اقوى من الظروف ، اقوى من الالام ، واقوى من الصراعات التي كانت بين عائلاتهم ما ميز هذه الفصة بنظري انتظار رميو لجولييت اسفل شرفتها فقط ليراها ، ربما في ذلك الوقت لم يكن هناك طريقة امامه لرؤيتها والتحدث معها سوى هذه الطريقة ، لكن برغم ذلك هذا ما ميز قصتهما رأيته اول مرة عندما اتيت هنا يقف هو ايضا اسفل شرفتي تحت ضوء القمر يرمقني نظرات ثاقبة ثم يغادر ، حينها علمت ان ما سيميز قصتي ليس التقائنا نحن ايضا تحت شرفتي ، وانما لغة العيون ونظراتنا التي تفصح دوما عما بداخلنا ، مهما كان كبرياؤنا ، ومهما كان غضبنا ، وقد رأيت تلك النظرة الحادة في عينيك اليوم قصي ، برغم الحنان الذي تحيطني به دوما ، الا ان نظراتك قد تغيرت نظرات لم اعد افهمها ، لم اعد استطيع فك رموزها هل حقا لم تكن تريد عودتي ، هل حقا تظن ان حبي لك كان قليلا الى هذا الحد ؟؟؟!!"
استيقظت ألين ذلك اليوم مبكرا وقد عزمت امرها ، سوف تخبر قصي بقصة مرضها ، حتى وان رفض ، حتى وان عاند
كان الجميع هادئا على طاولة الطعام ، حتى قال قصي قاطعا هذا ال**ت موجها كلامه لرؤية :
كيف حال هاندا عمتي ، هل ارتاحت في ايطاليا
ابتسمت رؤية وقالت :
اجل بني ، انها خير وسعيدة جدا ، اكثر من مكوثها هنا قالت جملتها الاخير وهي ترمق ألين باستصغار
لم تبالي ألين بنظراتها ، لم تبالي بتجاهل قصي الذي عاد مجددا ، فقالت موجههة كلامها لقصي بثقة :
قصي هل يمكننا ان نتحدث بعد الطعام قليلا
لم يلتفت قصي اليها وانما قال :
سوف اذهب للاسطبل لاحمم هانتر اعتذر
تمام اوزمان ، بعد ان تنتهي من تحميم هانتر
ستأتي سنام وساذهب معها لتناول طعام الغداء
**تت ألين وقد احست بالم في قلبها ، فقالت محاولة التحدث بنفس الثقة :
في المساء لنتحدث في المساء ، على الاغلب لن تنام سنام هنا
التفت اليها قصي مندهشا من سخريتها واصرارها على التحدث معه ، ثم وضع الشوكة والمعلقة ونهض دون ان يقول شيئا
تبادل احمد وامينة النظرات ، حيث برغم حوار قصي وألين الهادىء الهادىء لكنهما احسا ان به شجارا كبيرا حيث بعدما نهض قصي اكملت ألين تناول طعامها دون ان تنظر لا يممت يلتف حول المائدة
اتصل قصي بسنام لتأتي قبل موعد الغداء لتساعده في تحميم هانتر حتى لا تجد ألين فرصة للتحدث معه وعندما كانت ألين خارجة التقت بها وهي تحمل بعض معدات التنظيف ، حيث سلمت عليها بابتسامة لم تستطع ألين ان تتجاهلها ، لقد كانت فتاة طيبة ، يبدو ذلك ظاهرا في طريقة تعاملها ، حيث وبرغم غضب ألين منها لانها سرقت قصي خاصتها ، الا انها لم تستطع الا تتأثر بطريقة حديثها وابتسامتها وطيبة قلبها ، ابتسمت ثم قالت :
هل يمكن ان اطلب منك طلب
ابتسمت ألين ثم قالت :
تفضلي بالطبع
هل يمكنك ان تذهبي بهذه الى قصي قالت سنام وهي تمد اليها المعدات ثم اضافت انا اخاف حقا من الاحصنة لا استطيع الاقتراب منهم
ترددت ألين في البداية ولكنها نظرت اليها في النهاية قائلة بابتسامة :
حسنا
ابتسمت سنام بامتنان وقالت :
انت حقا طيبة وجميلة جدا ، كما كان يخبرني قصي عنك دوما
قصي قالت ألين متفاجئة من تحدث سنام عنها ، وتقبلها تحدث قصي عنها
ايفيت ، لقد اخبرني قصي قبل خطبتنا انه كان متزوج ، اخبرني انه لا يريد ان يكون هناك سر بيننا ، عندما رايتك ذلك اليوم الشركة ، اخبرني حينها انك هي
هل يمكن ان يشعر الانسان انه لا يستطيع التنفس فجأة هذا تماما ما احست به ألين وقتها ، لم تكن تتخيل هذا التفهم الذي لدى سنام اتجاهها ، لم تكن تظن ان قصي قد يكون صريحا معها الى هذا الحد ، لا تعلم لم شعرت للحظة انها الوحيدة السيئة في هذه القصة ، انها حقا تبدو كالمرأة القصيرة البنية ، لكنها لم تتخلى عن العملاق الكبير فحسب ، الا انها ايضا تحاول ان تقف في طريق حياته الاخرى التي بناها كانت قدماها تمشي الى حيث الاسطبل بينما عقلها في مكان اخر ، مكان ليس به سوى الاحزان
كان قصي جالسا مع هانتر داخل حجرته ينتظر سنام ، او بمعنى يفكر في ألين ، في اصرارها على محادثته ، ترى ماذا تريد ان تخبره ، فقد علم كل شىء ، هل يمكن ان يكون قد اساء الظن ، ان يكون هناك شيئا اخر سمع خطوات اقدام قادمة ، لم ينهض ، فلم يكن على استعداد ليقابل سنام الان ، برغم هو من دعاها ، لكنه يشعر بالسوء اتجاه نفسه ، لانه يعلم انه يفعل ذلك ليس لانه يحبها او يشتاق اليها ، بل كي لا يفكر في ألين ، كي لا يلتقي بألين ، وبرغم ذلك يفكر فيها حتى سمع صوتها وهي تسلم على هانتر بصوت حزين قائلة :
مرحبا هانتر ابتسمت بحزن وهي تمسح على رأسه ثم قالت بيأس بعد ان اص*ر هانتر صهيله
انا ايضا اشتقت اليك **تت فقد اخنتقت بالبكاء الذي لم تستطع ان تكتمه اكثر لتترك عيناها تبكي وهي تقول محدثة هانتر :
هل ابدو سيئة الى هذا الحد هانتر ، هل تراني هكذا لقد غادرت لكي لا يتألم ، لقد فكرت به عوضا عن التفكير بنفسي اعلم ان ما فعلته خطأ ،اعلم انه ما كان يجب ان افكر هكذا لكن ربما ان عدنا لهذه النقطة مجددا لفعلت ذلك مجددا شهقت بالبكاء آلم قصي واكملت ليتني لم اعد ، ليتني لم اعد هانتر ليت كل شىء انتهى الى هذا الحد ليته لم يعدني بالانتظار ، وليتني لم اقاوم ثم سقطت على الارض تبكي بشدة تردد ليتني لم اعد
سقطت دموع قصي الحائرة الحزينة لحزنها وبكاءها الذي يسمعه ، والذي كان نساه منذ اخر مرة بكت فيها وصرخ عليها لا تبكي ارجوك حبيبتي
في المساء
كان قصي يجلس على سريره يفكر في ألين وما قالته عند هانتر ، حتى انه بدأ يشعر انه اخطأ في التسرع في الحكم عليها ، فجملتها لقد غادرت لكي لا يتألم تلك كانت تتبادر على ذهنه كل قيقة ، كيف ؟! ولماذا؟! وما الذي حدث كي تفكر ان عدم رحيلها سيألمه حتى قرر اخيرا ان يواجه الامر ويتحدث معها كما ارادت بعد العشاء ، نهض ارتدى ثيابه ونزل لاسفل
على مائدة الطعام وبينما كان الجميع يلتف حولها اتت ايملا بقولها _ ان ألين متعبة ولن تشاركهم وجبة العشاء _ بالشعور بالقلق من جهة قصي ، حيث تناول وجبته وهو يفكر في عدم نزولها لتناول الطعام بعد ان فرغ منها توجه الى الشرفة وانتظرها فيها ، لكنها ايضا لم تأتي ، وكأنها نست انه يجب ان يتحدثوا غادر الشرفة متوجها الى غرفتها ، طرق الباب ليسمع اجابة بالسماح له بالدخول ، خل ليها ليجدها تجلس على السرير بنفس ثيابها خاصة الصباح فتساءل بقلق وهو يتذكر بكاءها عند هانتر :
هل انت بخير
ابتسمت بامتنان نصف ابتسامة وهي تقول :
اجل
لماذا لم تنزلي لاسقل
لاشىء ، فقط لست جائعة
لماذا لم تأتي لنتحدث كما اردتي
نظرت اليه وقد اندهشت من سؤاله لرغبتهم في التحدث برغم رفضه في الصباح ثم قالت :
لا شىء لقد تخليت فقط لم يكن الامر مهما على اية حال اجابت بيأس وهي تنهض متجهة الى الشرفة
**ت برهة ثم قال مستجمعا شجاعته ليعرف الجواب :
لما غادرتي ألين ؟؟؟؟؟؟
تفاجئت مرة اخرى لسؤاله ، التفتت اليه حاولت التحكم بنفسها وهي تجيب :
لم يعد هناك مجال لهذا السؤال قصي
لماذا سأل ببعض الغضب ثم اضاف ما الذي حدث لتغيري رأيك الان ؟
اجابت ببرود مصطنع :
لم يتغير شىء لقد احترمت رغبتك فحسب ، لم تسأل ولم تكن تريد ان تعرف ،لذا قررت ان اترك الامر فحسب ، ليكن كما كونته في رأسك
تذكر قصي كريم ، وضحكاتهما معا ثم اجاب بغضب واضح :
هكذا اذا ، ليس لد*ك ما تقوليه
التفتت ألين مولية ظهرها له باتجاه الشرفة ثم اغمضت عينيها لكي تسطتيع ان تقول من خلف قلبها :
اجل ليس لد*ك ما اقوله
وماهي ثوان حتى سمعت صوت الباب يصفع بقوة ، التفتت لتجده غير موجود ارتمت على السرير واضعة رأسها على وسادتها كي لا يخرج صوت بكاءها ، بكاءها الذي لم تعد تعرف له نهاية بعد دقائق رن هاتفها المحمول ، كان المتصل كريم ، مسحت دموعها واجات لتجده يقول :
انني في الاسفل امام البوابة ، هل يمكنك النزول لحظة
اجابت بصوت ضعيف وهي تمسح بقية دموعها التي على وجنتيها :
تمام
ثم نهضت ، ارتدت شالها وخرجت كان قصي يقف في شرفته يحاول ان يخف من غضبه ، حتى راى كريم يقف امام البوابة ، اندهش في البداية من قدومه وعندما كان على وشك النزول لمحادثه راى ألين تذهب اليه
ابتسم كريم بتفاؤل وهو ينظر لألين بحب ويقول :
لقد حللت امر المعرض
لم تصدق ألين في البداية بين حزنها ودموعها الحبيسة ضحكت كمن راى نورا يشع من مكان ما ثم قالت له وغيمة من الدموع تغطي عينيها :
حقا كريم
ايفيت ألين لقد حللت الامر قال كريم مبتسما وسعيدا بابتسامتها الجميلة
كانت كلمته جاءت لتبثها بعض الامل الذي قد ظنت انه ضاع ، فهي على الاقل ستستطيع ان تمارس حلمها ، ارتمت معانقة اياه وهي تقول بامتنان :
شكرا لك كثيرا كريم ،، شكرا لك حقا
لفد كريم يده حول ظهرها بسعادة لعناقها له فهو لم يطمع ابدا في اكثر من ذلك بينما قصي ينظر اليهما في الشرفة وقد ازداد غضبه ومقته اضعاف ما كان عليه قبل قليل ، فقد علم الان لم تخلت عن تفسيرها له سبب رحيلها ، لانه ليس لديها تفسير لانه لن يصدقها بعد الان وهو يراها امام عينيه تعانق الرجل الذي تأكد الان انها تركته لاجله
في الصباح
كانت ألين في المرسم تستعد ببعض اللوحات لافتتاح معرضها هي وكريم فقد كانت تحاول تشتيت تفكيرها المستمر بقصي بالعمل المكثف واخراج كل ما تشعر به عن طريق لوحاتها كانت قد انتهت من لوحة عملت عليها طيلة الليل حتى انها كانت مرهقة بشدة لعدم نومها وضعت اللوحة جانبا ثم دخلت القصر وعندما كانت في طريقها للصعود الى غرفتها لتنال بعض الراحة استوقفتها امينة قائلة :
ألين
توقفت ألين ثم نظرت اليها مجيبة :
اجل امي
هل يمكننا التحدث لدقائق
اقتربت منها ألين قائلة بفزع :
هل هناك شىء امي
وضعت امينة يدها على كتفها قائلة بنصف ابتسامة :
لا تقلقي فقط تعالي معي للغرفة لنتحدث قليلا
توجهت امينة ومعها ألين الى غرفة المعيشة ثم اغلقت الباب حيث ما ان دخلت حتى اجلست ألين بيدها ثم جلست بجوارها وامسكت يدها ثم قالت :
ألين نظرت اليها ألين بفضول فاكملت امينة ان قصي قرر ان يتزوج الاسبوع القادم
لم تشعر ان الارض تدور من حولها لانها لم تنم او لانها لم تأكل او لان قصيها سوف يكون خاصة اخرى وزوج اخرى بل لان جسدها لم يعد يحتمل الحزن
سقطت امام امينة مغشيا عليها وكأن هذا العالم انتهى عند هذا الحد بالنسبة لها ماهي دقائق من صراخ امينة حتى التف الجميع وفي مقدمتهم قصي الذي كان للتو داخلا القصر والذي لم يتحمل الامر حتى ركض يحملها بين ذراعيه متجها بها نحو غرفتها وهو يطلب من امينة ان تستدعي الطبيب
كيف حالها ايها الطبيب سأل قصي بقلق عند خروج الطبيب
انها بخير لا تقلق لكنها فقط بحاجة الى بعض الراحة لقد كتبت لها بعض الفيتامينات لتستمر عليها فترة قال الطبيب وهو يمد بقائمة الادوية له
مرحبا انا كريم صديق ألين قال كريم وهو يمد يده مصافحا قصي امام غرفة ألين
صافحه قصي على مضض فقال له كريم :
هل يمكنني الدخول اليها
كتم قصي غضبه وغيرته وقال مانعا :
انها تحتاج لبعض الراحة
ابتسم كريم وربت على كتفه وهو يدخل قائلا :
سآراها سريعا ثم دخل امام انظار قصي الغاضبة
دخل كريم على ألين ليجدها جالسة على فراشها تفكر اقترب منها وجلس بجوارها ثم امسك يدها وقال :
ألين
نظرت اليه ألين بعيونها الحزينة فقال :
ما الامر ؟ لم تجب فسأل هل انت بخير ؟؟
هزت ألين رأسها بالنفي وغيمة من الدموع في عينيها فقال متأثرا :
هل تريدين التحدث ؟؟
اجابت ألين بعد ثوان بصوت مختنق بالبكاء :
اريد فقط ان ابكي
لم يتحمل كريم جملتها حتى اقترب منها اكثر معانقا اياها لتبدأ هي البكاء على كتفه بينما هو يربت على كتفها مهدئا وهو يتمنى حقا لو لا يرى دموعها مجددا
بعد مرور اسبوع قضته ألين في غرفتها لا تخرج منها كي لا تلتقي او تصطدم بقصي وكانت ايضا منخرطة في بكاء متواصل حتى احمرت مقلتاها من كثرة البكاء بينما قصي كان يود بشدة ان يراها ويطمئن عليها وفي نفس الوقت وبعد زيارة كريم الاخيرة لها اصبح غاضبا منها اكثر ولا يستطيع مسامحتها
يوم الزفاف كان هذا اليوم بالنسبة للجميع ككابوس يتمنون لو ينتهي امينة التي كانت تتمنى لو تخبر قصي بامر ألين وسبب رحيلها كي يسامحها ويعودا معا مجددا حيث برغم انها ترى سنام فتاة جيدة الا انها لا تحب عائلتها كما انها تعلم ان قلب ابنها لايزال مع ألين لكنه فقط يكابر
احمد ايضا كان ومنذفترة طويلة يعارض قصي على قراره لانه يعلم انه لن يكن سعيد سوى مع ألين
واخيرا ليلى وكريم اللذان كانا يتمنان لو يستطيعا ايقاف هذا الزواج باخبار قصي بكل شىء لكن ألين وبرغم حزنها الشديد الا انها منعتهم من اخباره ظنا منها انها بتلك الطريقة تؤذيه وتفسد سعادته
دخلت شيبنام الخادمة على ليلى بينما كانت مع زهرة وقالت :
ليلى هانم انور بيه في الاسفل ينتظرك
ماذا قالت ليلى ثم نهضت واعطت زهرة لشيبنام واخبرتها ان تطعمها حتى تأتي
دخلت على انور الذي كان ينتظرها في غرفة المعيشة غاضبة ثم قالت :
انور ما الذي تفعله هنا
نهض انور ينظر اليها بشوق ثم قال :
لقد جئت لارى زهرة
اخبرتك من قبل الا تأتي الى هنا ابدا واذا ما اردت رؤيتها في يوم عليك ان تخبرني وانا سأرسلها لك
اقترب انور منها وقال بشوق :
لقد اردت رؤيتك انت ايضا ليلى
**تت ليلى فلم تعلم ما يجب ان تقوله ؛ فاقترب اكتر منها وقال :
هل حقا سنبقى هكذا لا اراك ولا اتحدث معك انني حقا اشتاق ليلى امسك ذراعها وسأل الم تشتاقي الي ابدا
حبست دموعها واجابت ببرود :
كلا لا اشتاق
ليلى نادها بنبرة تحمل كل الشوق والندم
نظرت اليه والدموع في عينيها تقابلت اعينهما للحظات نسوا فيها كل ما مروا به وضع كفه على خدها بكل حنان
قرب وجهه منها حتى الصق جبهته بجبهتها ثم قال بصوت مبحوح :
اشتاق اليك كثيرا ليلى لم اعد استطيع العيش هكذا بعيدا عنك وعن زهرتي ارجوك سامحيني ولنعد معا ارجوك اغفرلي لي اخطائي
لحظة استسلمت فيها ليلى لمشاعرها امامه لكنها سرعان ما تصنعطت البرود مجددا وهي تبعد كفه عنها وتبتعد عنه قائلة :
لن اسامحك انور انت انهيت بفعلتك تلك كل شىء بيننا حطمت كل ذكرى جميلة لك بداخلي لا اتذكرك سوى شخص خائن الان مهما حدث لن نعود مجددا كالسابق لقد انتهى والان غادر لطفا ولا تعد هنا مجددا وانا سأرسل شيبنام وزهرة مع السائق غدا لتراها قالت ليلى كلماتها ثم اولت ظهرها له مغادرة قبل ان تخونها دموعها وتسقط امامه
كانت ألين تجلس على فراشها شاردة وبجوارها صينية الطعام والتي لم تقترب منها حتى اص*ر هاتفها المحمول صوتا فتحته لتجد رسالة من كريم محتواها :
" المرة السابقة كان سيض*بني ابن عمك عندما اتيت لذا خفت ان اتي هذه المرة ايضا فيقتلني انا في الاسفل تعالي انت الي "
وضعت الهاتف ولم تعر الرسالة انتباها فاص*ر صوت رسالة مجددا فتحتها لتجدها ايضا من كريم :
" لا ترميني جانبا اذا سمحت اذا لم تنزلي ساصعد وان التقيت بابن عمك وقتلني فستحملين ذنبي طيلة قصيك لذا انزلي رجاءاا
الامر ضروري "
وضعت ألين الهاتف مجددا لتجد رسالة اخرى :
" هيااا "
نهضت بثقل من الفراش ولفت نفسها بشال خفيف ثم خرجت كان كريم يقف امام البوابة حيث ما ان خرجت حتى اقترب منها مبتسما وقال :
اووه ألين هانم واخيرااا
ماذا تريد كريم
اريدك ان تأتي معي
ألين باستغراب :
الى اين لم تنهي سؤالها حتى سحبها كريم من يدها واجلسها داخل سيارته بثياب البيت والشال التي تلتف به فقالت ألين ببعض الغضب :
ماذا تفعل كريم دعني اذهب
لم يستمع اليها كريم ودخل السيارة سريعا ثم انطلق
اوقف كريم سيارته عند ميناء القوراب ثم خرج وفتح الباب واخرجها تساءلت :
ماذا نفعل هنا ؟؟
لم يجبها كريم ولكنه امسك يدها ومشى نحو احدى القوراب ثم صعد ومد يده لها لتصعد هي ايضا وبعد ان صعدت دخل الى الداخل وبدأ في تشغيل القارب بينما ألين صعدت للجزء العلوي للقارب واخذت تنظر للبحر صعد كريم ووقف بجوارها فقالت :
انه جميل
اجل انه كذلك يستحق المال الذي دفعته
نظرت له ألين بينما هو كان ينظر الى البحر فابتسم واكمل :
لا تنظري الي هكذا انه حقا غالي يجب ان تعوضيني فيما بعد
ابتسمت نصف ابتسامة لااردايا ثم قالت :
ظننت انك تفعل هذا لتسعدني
نظراليها وقال :
انه كذلك فعلا لكن هذا لا يعني انني ساخسر لاجلك
ابتسمت ألين ثم عادت النظر الى البحر مجددا في **ت فابتسم كريم ثم نظر الى البحر وقال :
لن تبقي هكذا طيلة قصيك على الاغلب لم تجب ألين فمسكها من ذراعها ليلفها نحوه وقال بجدية ألين لنفتتح المعرض الاسبوع القادم لترسمي لتعيشي هذه الحياة بالشىء الاخر الذي تحبيه والذي لم يذهب منك بعد
نظرت اليه ألين بعيون لامعة ثم هزت رأسها بالايجاب دون ان تقول شيئا ليمسح كريم على شعرها قائلا بتشجيع :
انا معك لا تقلقي
اوصل كريم ألين الى القصر مجددا بعد ان قاموا بجولة في البحر احبتها ألين دخلت ألين القصر وبينما كان كريم على وشك دخول سيارته وجد قصي امامه ينظر اليه بعين يملؤها الغيرة حيث اقترب منه وقال :
سأقولها لك مباشرة دون اي مقدمات ابتعد عن ألين
ابتسم كريم بسخرية ثم قال :
ومن انت حتى تطلب مني امر كهذا
ازداد قصي غضب وقال :
انا ابن عمها و ثم توقف فابتسم كريم مجددا وقال
انت فقط ابن عمها قصي لم يعد لك عليها اي حق اخر
امسكه قصي من ياقته بغضب فقال كريم :
بدلا ان تفتعل شجار معي الان لانك مكتوف الايدي كان بامكانك سمعاها عندما ارادت اخبارك بسبب رحيلها لكنك حتى كنت جبان كنت خائفا ان تخبرك شيئا لا تحبه
ربما لو كنت سمعتها لما كنت اتخذت هذه القرارت الخاطئة في حياتك لكنك كما قلت جبان ثم رفع يده وانزل يد قصي التي تطوق ياقته فتح الباب سيارته ثم ركب وغادر امام انظار قصي الغاضبة الحائرة والمتسائلة