نوفيلا ليلة عمري
الجزء الثالث
كان الجميع هادئا على طاولة الطعام ، حتى قال قصي قاطعا هذا ال**ت موجها كلامه لرؤية :
كيف حال هاندا عمتي ، هل ارتاحت في ايطاليا
ابتسمت رؤية وقالت :
اجل بني ، انها خير وسعيدة جدا ، اكثر من مكوثها هنا قالت جملتها الاخير وهي ترمق ألين باستصغار
لم تبالي ألين بنظراتها ، لم تبالي بتجاهل قصي الذي عاد مجددا ، فقالت موجههة كلامها لقصي بثقة :
قصي هل يمكننا ان نتحدث بعد الطعام قليلا
لم يلتفت قصي اليها وانما قال :
سوف اذهب للاسطبل لاحمم هانتر اعتذر
تمام اوزمان ، بعد ان تنتهي من تحميم هانتر
ستأتي سنام وساذهب معها لتناول طعام الغداء
**تت ألين وقد احست بالم في قلبها ، فقالت محاولة التحدث بنفس الثقة :
في المساء لنتحدث في المساء ، على الاغلب لن تنام سنام هنا
التفت اليها قصي مندهشا من سخريتها واصرارها على التحدث معه ، ثم وضع الشوكة والمعلقة ونهض دون ان يقول شيئا
تبادل احمد وامينة النظرات ، حيث برغم حوار قصي وألين الهادىء الهادىء لكنهما احسا ان به شجارا كبيرا حيث بعدما نهض قصي اكملت ألين تناول طعامها دون ان تنظر لا يممت يلتف حول المائدة
اتصل قصي بسنام لتأتي قبل موعد الغداء لتساعده في تحميم هانتر حتى لا تجد ألين فرصة للتحدث معه وعندما كانت ألين خارجة التقت بها وهي تحمل بعض معدات التنظيف ، حيث سلمت عليها بابتسامة لم تستطع ألين ان تتجاهلها ، لقد كانت فتاة طيبة ، يبدو ذلك ظاهرا في طريقة تعاملها ، حيث وبرغم غضب ألين منها لانها سرقت قصي خاصتها ، الا انها لم تستطع الا تتأثر بطريقة حديثها وابتسامتها وطيبة قلبها ، ابتسمت ثم قالت :
هل يمكن ان اطلب منك طلب
ابتسمت ألين ثم قالت :
تفضلي بالطبع
هل يمكنك ان تذهبي بهذه الى قصي قالت سنام وهي تمد اليها المعدات ثم اضافت انا اخاف حقا من الاحصنة لا استطيع الاقتراب منهم
ترددت ألين في البداية ولكنها نظرت اليها في النهاية قائلة بابتسامة :
حسنا
ابتسمت سنام بامتنان وقالت :
انت حقا طيبة وجميلة جدا ، كما كان يخبرني قصي عنك دوما
قصي قالت ألين متفاجئة من تحدث سنام عنها ، وتقبلها تحدث قصي عنها
ايفيت ، لقد اخبرني قصي قبل خطبتنا انه كان متزوج ، اخبرني انه لا يريد ان يكون هناك سر بيننا ، عندما رايتك ذلك اليوم الشركة ، اخبرني حينها انك هي
هل يمكن ان يشعر الانسان انه لا يستطيع التنفس فجأة هذا تماما ما احست به ألين وقتها ، لم تكن تتخيل هذا التفهم الذي لدى سنام اتجاهها ، لم تكن تظن ان قصي قد يكون صريحا معها الى هذا الحد ، لا تعلم لم شعرت للحظة انها الوحيدة السيئة في هذه القصة ، انها حقا تبدو كالمرأة القصيرة البنية ، لكنها لم تتخلى عن العملاق الكبير فحسب ، الا انها ايضا تحاول ان تقف في طريق حياته الاخرى التي بناها كانت قدماها تمشي الى حيث الاسطبل بينما عقلها في مكان اخر ، مكان ليس به سوى الاحزان
كان قصي جالسا مع هانتر داخل حجرته ينتظر سنام ، او بمعنى يفكر في ألين ، في اصرارها على محادثته ، ترى ماذا تريد ان تخبره ، فقد علم كل شىء ، هل يمكن ان يكون قد اساء الظن ، ان يكون هناك شيئا اخر سمع خطوات اقدام قادمة ، لم ينهض ، فلم يكن على استعداد ليقابل سنام الان ، برغم هو من دعاها ، لكنه يشعر بالسوء اتجاه نفسه ، لانه يعلم انه يفعل ذلك ليس لانه يحبها او يشتاق اليها ، بل كي لا يفكر في ألين ، كي لا يلتقي بألين ، وبرغم ذلك يفكر فيها حتى سمع صوتها وهي تسلم على هانتر بصوت حزين قائلة :
مرحبا هانتر ابتسمت بحزن وهي تمسح على رأسه ثم قالت بيأس بعد ان اص*ر هانتر صهيله
انا ايضا اشتقت اليك **تت فقد اخنتقت بالبكاء الذي لم تستطع ان تكتمه اكثر لتترك عيناها تبكي وهي تقول محدثة هانتر :
هل ابدو سيئة الى هذا الحد هانتر ، هل تراني هكذا لقد غادرت لكي لا يتألم ، لقد فكرت به عوضا عن التفكير بنفسي اعلم ان ما فعلته خطأ ،اعلم انه ما كان يجب ان افكر هكذا لكن ربما ان عدنا لهذه النقطة مجددا لفعلت ذلك مجددا شهقت بالبكاء آلم قصي واكملت ليتني لم اعد ، ليتني لم اعد هانتر ليت كل شىء انتهى الى هذا الحد ليته لم يعدني بالانتظار ، وليتني لم اقاوم ثم سقطت على الارض تبكي بشدة تردد ليتني لم اعد
سقطت دموع قصي الحائرة الحزينة لحزنها وبكاءها الذي يسمعه ، والذي كان نساه منذ اخر مرة بكت فيها وصرخ عليها لا تبكي ارجوك حبيبتي
في المساء
كان قصي يجلس على سريره يفكر في ألين وما قالته عند هانتر ، حتى انه بدأ يشعر انه اخطأ في التسرع في الحكم عليها ، فجملتها لقد غادرت لكي لا يتألم تلك كانت تتبادر على ذهنه كل قيقة ، كيف ؟! ولماذا؟! وما الذي حدث كي تفكر ان عدم رحيلها سيألمه حتى قرر اخيرا ان يواجه الامر ويتحدث معها كما ارادت بعد العشاء ، نهض ارتدى ثيابه ونزل لاسفل
على مائدة الطعام وبينما كان الجميع يلتف حولها اتت ايملا بقولها _ ان ألين متعبة ولن تشاركهم وجبة العشاء _ بالشعور بالقلق من جهة قصي ، حيث تناول وجبته وهو يفكر في عدم نزولها لتناول الطعام بعد ان فرغ منها توجه الى الشرفة وانتظرها فيها ، لكنها ايضا لم تأتي ، وكأنها نست انه يجب ان يتحدثوا غادر الشرفة متوجها الى غرفتها ، طرق الباب ليسمع اجابة بالسماح له بالدخول ، خل ليها ليجدها تجلس على السرير بنفس ثيابها خاصة الصباح فتساءل بقلق وهو يتذكر بكاءها عند هانتر :
هل انت بخير
ابتسمت بامتنان نصف ابتسامة وهي تقول :
اجل
لماذا لم تنزلي لاسقل
لاشىء ، فقط لست جائعة
لماذا لم تأتي لنتحدث كما اردتي
نظرت اليه وقد اندهشت من سؤاله لرغبتهم في التحدث برغم رفضه في الصباح ثم قالت :
لا شىء لقد تخليت فقط لم يكن الامر مهما على اية حال اجابت بيأس وهي تنهض متجهة الى الشرفة
**ت برهة ثم قال مستجمعا شجاعته ليعرف الجواب :
لما غادرتي ألين ؟؟؟؟؟؟
تفاجئت مرة اخرى لسؤاله ، التفتت اليه حاولت التحكم بنفسها وهي تجيب :
لم يعد هناك مجال لهذا السؤال قصي
لماذا سأل ببعض الغضب ثم اضاف ما الذي حدث لتغيري رأيك الان ؟
اجابت ببرود مصطنع :
لم يتغير شىء لقد احترمت رغبتك فحسب ، لم تسأل ولم تكن تريد ان تعرف ،لذا قررت ان اترك الامر فحسب ، ليكن كما كونته في رأسك
تذكر قصي كريم ، وضحكاتهما معا ثم اجاب بغضب واضح :
هكذا اذا ، ليس لد*ك ما تقوليه
التفتت ألين مولية ظهرها له باتجاه الشرفة ثم اغمضت عينيها لكي تسطتيع ان تقول من خلف قلبها :
اجل ليس لد*ك ما اقوله
وماهي ثوان حتى سمعت صوت الباب يصفع بقوة ، التفتت لتجده غير موجود ارتمت على السرير واضعة رأسها على وسادتها كي لا يخرج صوت بكاءها ، بكاءها الذي لم تعد تعرف له نهاية بعد دقائق رن هاتفها المحمول ، كان المتصل كريم ، مسحت دموعها واجات لتجده يقول :
انني في الاسفل امام البوابة ، هل يمكنك النزول لحظة
اجابت بصوت ضعيف وهي تمسح بقية دموعها التي على وجنتيها :
تمام
ثم نهضت ، ارتدت شالها وخرجت كان قصي يقف في شرفته يحاول ان يخف من غضبه ، حتى راى كريم يقف امام البوابة ، اندهش في البداية من قدومه وعندما كان على وشك النزول لمحادثه راى ألين تذهب اليه
ابتسم كريم بتفاؤل وهو ينظر لألين بحب ويقول :
لقد حللت امر المعرض
لم تصدق ألين في البداية بين حزنها ودموعها الحبيسة ضحكت كمن راى نورا يشع من مكان ما ثم قالت له وغيمة من الدموع تغطي عينيها :
حقا كريم
ايفيت ألين لقد حللت الامر قال كريم مبتسما وسعيدا بابتسامتها الجميلة
كانت كلمته جاءت لتبثها بعض الامل الذي قد ظنت انه ضاع ، فهي على الاقل ستستطيع ان تمارس حلمها ، ارتمت معانقة اياه وهي تقول بامتنان :
شكرا لك كثيرا كريم ،، شكرا لك حقا
لفد كريم يده حول ظهرها بسعادة لعناقها له فهو لم يطمع ابدا في اكثر من ذلك بينما قصي ينظر اليهما في الشرفة وقد ازداد غضبه ومقته اضعاف ما كان عليه قبل قليل ، فقد علم الان لم تخلت عن تفسيرها له سبب رحيلها ، لانه ليس لديها تفسير لانه لن يصدقها بعد الان وهو يراها امام عينيه تعانق الرجل الذي تأكد الان انها تركته لاجله
في الصباح
كانت ألين في المرسم تستعد ببعض اللوحات لافتتاح معرضها هي وكريم فقد كانت تحاول تشتيت تفكيرها المستمر بقصي بالعمل المكثف واخراج كل ما تشعر به عن طريق لوحاتها كانت قد انتهت من لوحة عملت عليها طيلة الليل حتى انها كانت مرهقة بشدة لعدم نومها وضعت اللوحة جانبا ثم دخلت القصر وعندما كانت في طريقها للصعود الى غرفتها لتنال بعض الراحة استوقفتها امينة قائلة :
ألين
توقفت ألين ثم نظرت اليها مجيبة :
اجل امي
هل يمكننا التحدث لدقائق
اقتربت منها ألين قائلة بفزع :
هل هناك شىء امي
وضعت امينة يدها على كتفها قائلة بنصف ابتسامة :
لا تقلقي فقط تعالي معي للغرفة لنتحدث قليلا
توجهت امينة ومعها ألين الى غرفة المعيشة ثم اغلقت الباب حيث ما ان دخلت حتى اجلست ألين بيدها ثم جلست بجوارها وامسكت يدها ثم قالت :
ألين نظرت اليها ألين بفضول فاكملت امينة ان قصي قرر ان يتزوج الاسبوع القادم
لم تشعر ان الارض تدور من حولها لانها لم تنم او لانها لم تأكل او لان قصيها سوف يكون خاصة اخرى وزوج اخرى بل لان جسدها لم يعد يحتمل الحزن
سقطت امام امينة مغشيا عليها وكأن هذا العالم انتهى عند هذا الحد بالنسبة لها ماهي دقائق من صراخ امينة حتى التف الجميع وفي مقدمتهم قصي الذي كان للتو داخلا القصر والذي لم يتحمل الامر حتى ركض يحملها بين ذراعيه متجها بها نحو غرفتها وهو يطلب من امينة ان تستدعي الطبيب
كيف حالها ايها الطبيب سأل قصي بقلق عند خروج الطبيب
انها بخير لا تقلق لكنها فقط بحاجة الى بعض الراحة لقد كتبت لها بعض الفيتامينات لتستمر عليها فترة قال الطبيب وهو يمد بقائمة الادوية له
مرحبا انا كريم صديق ألين قال كريم وهو يمد يده مصافحا قصي امام غرفة ألين
صافحه قصي على مضض فقال له كريم :
هل يمكنني الدخول اليها
كتم قصي غضبه وغيرته وقال مانعا :
انها تحتاج لبعض الراحة
ابتسم كريم وربت على كتفه وهو يدخل قائلا :
سآراها سريعا ثم دخل امام انظار قصي الغاضبة
دخل كريم على ألين ليجدها جالسة على فراشها تفكر اقترب منها وجلس بجوارها ثم امسك يدها وقال :
ألين
نظرت اليه ألين بعيونها الحزينة فقال :
ما الامر ؟ لم تجب فسأل هل انت بخير ؟؟
هزت ألين رأسها بالنفي وغيمة من الدموع في عينيها فقال متأثرا :
هل تريدين التحدث ؟؟
اجابت ألين بعد ثوان بصوت مختنق بالبكاء :
اريد فقط ان ابكي
لم يتحمل كريم جملتها حتى اقترب منها اكثر معانقا اياها لتبدأ هي البكاء على كتفه بينما هو يربت على كتفها مهدئا وهو يتمنى حقا لو لا يرى دموعها مجددا
بعد مرور اسبوع قضته ألين في غرفتها لا تخرج منها كي لا تلتقي او تصطدم بقصي وكانت ايضا منخرطة في بكاء متواصل حتى احمرت مقلتاها من كثرة البكاء بينما قصي كان يود بشدة ان يراها ويطمئن عليها وفي نفس الوقت وبعد زيارة كريم الاخيرة لها اصبح غاضبا منها اكثر ولا يستطيع مسامحتها
يوم الزفاف كان هذا اليوم بالنسبة للجميع ككابوس يتمنون لو ينتهي امينة التي كانت تتمنى لو تخبر قصي بامر ألين وسبب رحيلها كي يسامحها ويعودا معا مجددا حيث برغم انها ترى سنام فتاة جيدة الا انها لا تحب عائلتها كما انها تعلم ان قلب ابنها لايزال مع ألين لكنه فقط يكابر
احمد ايضا كان ومنذفترة طويلة يعارض قصي على قراره لانه يعلم انه لن يكن سعيد سوى مع ألين
واخيرا ليلى وكريم اللذان كانا يتمنان لو يستطيعا ايقاف هذا الزواج باخبار قصي بكل شىء لكن ألين وبرغم حزنها الشديد الا انها منعتهم من اخباره ظنا منها انها بتلك الطريقة تؤذيه وتفسد سعادته
دخلت شيبنام الخادمة على ليلى بينما كانت مع زهرة وقالت :
ليلى هانم انور بيه في الاسفل ينتظرك
ماذا قالت ليلى ثم نهضت واعطت زهرة لشيبنام واخبرتها ان تطعمها حتى تأتي
دخلت على انور الذي كان ينتظرها في غرفة المعيشة غاضبة ثم قالت :
انور ما الذي تفعله هنا
نهض انور ينظر اليها بشوق ثم قال :
لقد جئت لارى زهرة
اخبرتك من قبل الا تأتي الى هنا ابدا واذا ما اردت رؤيتها في يوم عليك ان تخبرني وانا سأرسلها لك
اقترب انور منها وقال بشوق :
لقد اردت رؤيتك انت ايضا ليلى
**تت ليلى فلم تعلم ما يجب ان تقوله ؛ فاقترب اكتر منها وقال :
هل حقا سنبقى هكذا لا اراك ولا اتحدث معك انني حقا اشتاق ليلى امسك ذراعها وسأل الم تشتاقي الي ابدا
حبست دموعها واجابت ببرود :
كلا لا اشتاق
ليلى نادها بنبرة تحمل كل الشوق والندم
نظرت اليه والدموع في عينيها تقابلت اعينهما للحظات نسوا فيها كل ما مروا به وضع كفه على خدها بكل حنان
قرب وجهه منها حتى الصق جبهته بجبهتها ثم قال بصوت مبحوح :
اشتاق اليك كثيرا ليلى لم اعد استطيع العيش هكذا بعيدا عنك وعن زهرتي ارجوك سامحيني ولنعد معا ارجوك اغفرلي لي اخطائي
لحظة استسلمت فيها ليلى لمشاعرها امامه لكنها سرعان ما تصنعطت البرود مجددا وهي تبعد كفه عنها وتبتعد عنه قائلة :
لن اسامحك انور انت انهيت بفعلتك تلك كل شىء بيننا حطمت كل ذكرى جميلة لك بداخلي لا اتذكرك سوى شخص خائن الان مهما حدث لن نعود مجددا كالسابق لقد انتهى والان غادر لطفا ولا تعد هنا مجددا وانا سأرسل شيبنام وزهرة مع السائق غدا لتراها قالت ليلى كلماتها ثم اولت ظهرها له مغادرة قبل ان تخونها دموعها وتسقط امامه
كانت ألين تجلس على فراشها شاردة وبجوارها صينية الطعام والتي لم تقترب منها حتى اص*ر هاتفها المحمول صوتا فتحته لتجد رسالة من كريم محتواها :
" المرة السابقة كان سيض*بني ابن عمك عندما اتيت لذا خفت ان اتي هذه المرة ايضا فيقتلني انا في الاسفل تعالي انت الي "
وضعت الهاتف ولم تعر الرسالة انتباها فاص*ر صوت رسالة مجددا فتحتها لتجدها ايضا من كريم :
" لا ترميني جانبا اذا سمحت اذا لم تنزلي ساصعد وان التقيت بابن عمك وقتلني فستحملين ذنبي طيلة قصيك لذا انزلي رجاءاا
الامر ضروري "
وضعت ألين الهاتف مجددا لتجد رسالة اخرى :
" هيااا "
نهضت بثقل من الفراش ولفت نفسها بشال خفيف ثم خرجت كان كريم يقف امام البوابة حيث ما ان خرجت حتى اقترب منها مبتسما وقال :
اووه ألين هانم واخيرااا
ماذا تريد كريم
اريدك ان تأتي معي
ألين باستغراب :
الى اين لم تنهي سؤالها حتى سحبها كريم من يدها واجلسها داخل سيارته بثياب البيت والشال التي تلتف به فقالت ألين ببعض الغضب :
ماذا تفعل كريم دعني اذهب
لم يستمع اليها كريم ودخل السيارة سريعا ثم انطلق
اوقف كريم سيارته عند ميناء القوراب ثم خرج وفتح الباب واخرجها تساءلت :
ماذا نفعل هنا ؟؟
لم يجبها كريم ولكنه امسك يدها ومشى نحو احدى القوراب ثم صعد ومد يده لها لتصعد هي ايضا وبعد ان صعدت دخل الى الداخل وبدأ في تشغيل القارب بينما ألين صعدت للجزء العلوي للقارب واخذت تنظر للبحر صعد كريم ووقف بجوارها فقالت :
انه جميل
اجل انه كذلك يستحق المال الذي دفعته
نظرت له ألين بينما هو كان ينظر الى البحر فابتسم واكمل :
لا تنظري الي هكذا انه حقا غالي يجب ان تعوضيني فيما بعد
ابتسمت نصف ابتسامة لااردايا ثم قالت :
ظننت انك تفعل هذا لتسعدني
نظراليها وقال :
انه كذلك فعلا لكن هذا لا يعني انني ساخسر لاجلك
ابتسمت ألين ثم عادت النظر الى البحر مجددا في **ت فابتسم كريم ثم نظر الى البحر وقال :
لن تبقي هكذا طيلة قصيك على الاغلب لم تجب ألين فمسكها من ذراعها ليلفها نحوه وقال بجدية ألين لنفتتح المعرض الاسبوع القادم لترسمي لتعيشي هذه الحياة بالشىء الاخر الذي تحبيه والذي لم يذهب منك بعد
نظرت اليه ألين بعيون لامعة ثم هزت رأسها بالايجاب دون ان تقول شيئا ليمسح كريم على شعرها قائلا بتشجيع :
انا معك لا تقلقي
اوصل كريم ألين الى القصر مجددا بعد ان قاموا بجولة في البحر احبتها ألين دخلت ألين القصر وبينما كان كريم على وشك دخول سيارته وجد قصي امامه ينظر اليه بعين يملؤها الغيرة حيث اقترب منه وقال :
سأقولها لك مباشرة دون اي مقدمات ابتعد عن ألين
ابتسم كريم بسخرية ثم قال :
ومن انت حتى تطلب مني امر كهذا
ازداد قصي غضب وقال :
انا ابن عمها و ثم توقف فابتسم كريم مجددا وقال
انت فقط ابن عمها قصي لم يعد لك عليها اي حق اخر
امسكه قصي من ياقته بغضب فقال كريم :
بدلا ان تفتعل شجار معي الان لانك مكتوف الايدي كان بامكانك سمعاها عندما ارادت اخبارك بسبب رحيلها لكنك حتى كنت جبان كنت خائفا ان تخبرك شيئا لا تحبه
ربما لو كنت سمعتها لما كنت اتخذت هذه القرارت الخاطئة في حياتك لكنك كما قلت جبان ثم رفع يده وانزل يد قصي التي تطوق ياقته فتح الباب سيارته ثم ركب وغادر امام انظار قصي الغاضبة الحائرة والمتسائلة
في صباح اليوم التالي
عادت ألين مجددا لحياتها حيث حتى وان لم تكن سعيدة فهي لازلت حية حيث فضلت عدم رؤيتها لقصي ابدا كي لا تتذكر شيئا اوحتى تستطيع تجاوز الامر ولو قليلا كما تظن فكانت تتعمد دوما البقاء في غرفتها في اليوم الذي يحضر فيه قصي القصر لكنها كانت تضعف و تبكي احيانا و ت**د قليلا وتحاول ادعاء القوة احيانا اخرى
عند دخول ألين الجامعة التقت بانور حيث صافحها بحرارة قائلا :
مرحبا ألين كيف حالك
بخير وانت اجابت ألين بنصف ابتسامة
ابتسم انور ثم قال :
بخير هل ستأتي ليلى اليوم ؟؟؟
اجل لقد اتصلت بها واخبرتني انها ستصل بعد قليل اجابت ألين ثم اضافت هل تود ان تنتظرها معي
ثم توجهت هي وانور لانتظارها في استراحة الجامعة
نظر انور الى ألين التي كانت شاردة تنظر بعيدا جدا وقد بدت نظراتها متألمة حتى وان اظهرت الع** ثم قال قاطعا **تها :
هل انت بخير
نظرت له ألين ثم لاحت ببصرها عنه مجددا وقالت :
كلا انور لست كذلك كلما جاهدت نفسي لاكون صامدة اشعر بان الجميع يراني ع** ذلك ثمة شىء بداخلي تحطم لم يعد كما كان سابقا
اتكأ انور على الطاولة ثم قال :
قصي لايزال يحبك ألين حتى انه لم يتوقف يوما عن ذلك لكن رحيلك حطم قلبهنظرت له ألين فاكمل عندما التقى بسنام كانت محطمة القلب مثله ولكن من ابيها وليس حبيبها كانت على وشك الانتحار حتى اوقفها هو في اللحظة الاخيرة لتقع بين يديه مغشيا عليها اخذها المستشفى وبقي بجوارها بدافع الشفقة طيلة مكوثها في المستشفى حتى استعادت صحتها تماما حيث في تلك الفترة تعلقت سنام بقصي فقد كان يحكي لها دوما عنكما طيلة تلك الفترة ربما احبته لانه احبك كثيرا وربما لانها كانت تفتقد ذلك الحب وبرغم علم قصي بحبها له الا انه انتظرك حتى تمكن اليأس منه يوما فقرر حينها التخلي عن انتظارك وقرر الارتباط بها كان قراره خاطئا من البداية لكن كان عليه ان ينهيه كما رأيتي بتدمير سعادتك و سعادته التي لا يعرفها سوى بجوارك
كانت ألين تستمع اليه والدموع تتساقط من عينها ربما لشكها لحظة بأن قصي لم يعد يحبها وقرر بناء حياته مع اخرى وربما بسبب انها اخطأت للمرة الثانية بعدم قولها له بامر مرضها ظنا منها انها ستفسد سعادته سواء كان ذلك او ذاك فقد انتهى الامر الان انتهى ربما للابد مسحت دموعها التي لا تتوقف بيديها ثم قالت لانور :
شكرا لك كثيرا انور لانك اخبرتني بذلك
ربت انور على يدها بابتسامة فقالت :
ليلى ايضا لازالت تحبك كثيرا لكنها فقط تحتاج بعض الوقت لذا لا تيأس من انتظارها فما حدث كان صعبا ولا ينتسى بسهولة كان انور على وشك الكلام فقاطعته قائلة مهما كان لا اريد ان اتطرق للامر لكن ان عدتما مجددا ارجوك حافظ عليها انور حافظ على سعادتكما فانتما تستحقان الافضل
قالت ألين ذلك ثم نهضت مستأذنة للذهاب الى المحاضرة ودون ان تنتبه اصطدمت بقصي الذي كان ذاهبا اليهما اغمضت عينيها لااردايا وقد وقعت دفاترها من يدها بينما ظل قصي واقفا يمسك ذراعها التي امسكها قبل ان تسقط بقيت هي مغمضة العينين ووجهها ملتصق بص*ره الذي تنبعث منه حرارة اشعرتها بالدفء الذي لا تشعر به سوى بقربه لف يديه هو الاخر تقائيا حول ظهرها واغمض عينيه متمنيا الا ينتهي هذا العناق الذي حدث فجأة والذي ربما دبره لهما القدر لكنها سرعان ما اعادته لوتقعهما الصعب وهي تبتعد عنه ودون ان تنظر الى عينيه التي تخاف الالتقاء بهما انحنت آخذة دفاترها ثم غادرت دون ان تعطيه فرصة للتحدث او حتى النظر اليها
بعد مرور اسبوع
كان قصي في مكتبه ينجز بعض الاعمال دخلت عليه داريا تحمل بيدها ظرف اعطته له فقال مستغربا :
ما هذا ؟؟ ثم اخذه منها وقام بفتحه ليجده دعوة من كريم يدعوه هو وزوجته لحضور افتتاح معرضه هو وألين اشار قصي بيده لتغادر داريا بينما اخذ يقرأ الدعوة ، ربما اكثر من مرة كان مجرد ذكر كريم بجوار ألين يشعره بالغضب الذي لا يستطيع كتمانه ليطبق على الدعوة بين يديه ويرميها في سلة القمامة
في المساء
وبينما كان الجميع حاضرا للافتتاح ومن بينهم قصي وعائلته وسنام وعائلتها
دخلت بثوبها البنفسجي الطويل مطوقة ذراعها بذراع كريم كانت جميلة لذلك الحد الذي يعشقها فيه اي رجل لم تكن عيناه التي تنظران اليها الان حتى كادتا تخرجان من مكانها بل قلبه الذي لم يعد يسيطر على نبضاته هل يغضب ان كريم هو من اتى معها ونال ذلك الشرف لان يدخل معها ام يحسده لانه يستطيع فعل ما لايستطيع فعله هوالان كم يتمنى لو يختطفها الان من العالم ويخرج بها الى حيث لا يوجد غيرهما
لم تستطع هي ايضا الا تسترق النظر اليه بين الحين والاخر تشبع عينيها التي لم تراه فترة تشابكت نظرات اعينهما للحظات شعرا انها للابد ليقولا الكثير والكثير ربما مالا يستطيعان قوله الان
تقدم كريم باتجاهها ساحبا اياها مبتدأ الرقص نظرت اليه بذهول وهي تقول :
كريم ماذا تفعل ؟؟؟
ابتسم كريم وهو ينظر للحضور ويومىء برأسه لهم ثم قال :
ماذا انها حفلة ويجب الا افوت فرصة الرقص مع اميرته
نظرت له ألين وقالت بنبرة جادة :
هل انت من ارسلت دعوة لقصي
اجل
لماذا ؟؟؟
لا اعلم خطر لي ان ادعيه وفعلت قال كريم ثم نظر اليها واضاف هل غضبت ؟
لم اغضب لكنني اندهشت فحسب
لفها كريم ثم اعادها اليه وقال :
لا تفعلي واستمتعي بالحفل ثم لفها مجددا لتقع بين يدي قصي الذي كانت نظراته كالحمم البركانية الثائرة امسك يدها دون اخذ رأيها موجها كلامه لكريم :
اعتذر لكنني ساسرق بقية الرقصة منك
ابتسم كريم باستهتار وهو يبتعد
احاط قصي خصر ألين بين ذراعيه مبتدأ معها الرقصة كان في قمة غضبه بشكل لم تراه ألين سابقا مما جعلها تستجيب للرقص معه رغما عنها وهي ترى انظار الناس وعائلاتهم المتسائلة والمستنكرة لهما لكنه لم يعر اي شخص انتباهه وبدأ الرقصة كان ينظر اليها بنفس الغضب بينما لا تستطيع هي ان تنظر اليه فقال بنبرة حادة :
لما رحلتي ؟؟؟؟
نظرت له ألين بذهول واستنكار قائلة :
ماذا ؟؟؟
اقول لما رحلتي ألين ؟؟ هيا اخبريني السبب
قصي لا تهذي فات الاوان لهذا الامر الان قالت ألين مستنكرة
لم يفت شىء بعد ألين سيبقى كل شىء معلقا وكلما التقينا سنعود لنفس النقطة لذا لن اتركك اليوم حتى اتأكد ان كان ما افكر به صحيحا ام لا اجاب قصي بنبرة صارمة
نظرت ألين لسنام التي كانت تنظر اليهما بحزن ثم قالت لقصي :
قصي دعني اذهب زوجتك تنظر الينا
اجاب قصي بصوت مرتفع :
لن ادعك تذهبي لاي مكان ألين لينظر من ينظر لن ادعك قبل ان تخبريني لم رحلتي لم دمرتي كل شىء بيننا طيلة هذا الوقت وانا افكر ما الذي حدث كان كل شىء جيدا في نهاية الامر لقد كنا معا ألين لقد اتصلت بي وكنا معا ما الذي حدث ا****ة لتغادري فجأة احيانا كنت افكر بان رحيلك بسببي بسبب صراخي عليك تلك الليلة كنت اكره نفسي كنت ابرر لك سبب رحيلك لكنني الان تأكدت انك تركتيني لاجله اليس كذلك
نظرت ألين اليه بالم والدموع في عينيها قائلة :
من تقصد ؟؟
اجاب قصي بصعوبة وعيناه تلمعان :
كريم اليس كذلك
لم تستوعب ألين الكلمة فلاحت ببصرها بعيدا عنه وهي تبعد يداه عنها قائلة :
اتركني لاذهب
صرخ قصي وهو يشد بيده على خصرها مانعا اياها من الذهاب قائلا :
لما رحلتي اذن لما
صرخت ألين ودمعة ساخنة تسقط من عينها :
لانني كنت ساموت
اتسعت عين قصي تفاجئا بينما توقفت الموسيقى والجميع يحملق فيهما فاكملت وهي تبكي :
تركتك لاني كنت ساموت ولم اكن اريدك ان تتألم لم استطع الانجاب لاني لم لاتحمل ان احمل طفلنا داخلي لان المرض كان يأكلني لم استطيع اخبارك ولم استطع ان ابقى معك لتستيقظ يوما وتجدني لا اتنفس بجوارك لم اكن قوية كفاية حينها لاخبرك قلت ستنتظرني وعدتني بذلك لذا قاومت لذا نهضت مجددا لاجلك اعلم انني اخطأت اعلم انني حمقاء لكنني حقا فعلت ذلك حينها لاجلك
رمت ألين كلماتها في وجه قصي وهي تبكي بصوت مرتفع دون تفكير ثم غادرت سريعا تاركة قصي واقفا لا يتحرك تحت وقع الصدمة بينما عيناه فقط من تتحدث دموعا
خرجت ألين تمشي بخطوات سريعة في الشارع وهي تبكي حتى لحقها كريم فاقترب منها وهو يقول :
هل انت بخير
جثت ألين على ركبتيها مرتمية على الارض وقالت وهي تبكي :
لم اعلم ما الذي حدث لي لم يكن يجب ان اخبره كريم انه لا يستحق سنام لا تستحق لقد دمرت كل شىء انا حقا سيئة انا حقا سيئة كريم
جثى كريم على ركبتيه محتضنا اياها بحنان وقال وهو يمسح على شعرها :
انت امرأة رائعة ألين لكن ربما الظروف هي السيئة
بعد مرور اسبوع
قضاه قصي وهو يفكر في ألين كل ثانية يلوم نفسه مرات لانه لم يكن بجوارها بمجرد تخيله لها وهي تتألم بدونه ومرات اخرى يغضب بشدة منها لانها قررت ان تتألم بعيدا عنه منعته من الوقوف بجوارها ومشاركة المها كان يتمنى لو لم يعلم شىء الان كان يتمنى لو يعد كل شىء كما كان سابقا كان يتمنى لو كانت اخبرته وشاركته الامر ان يجعلها تفهم انه سيكون سعيدا ان يتألم لاجلها ما زاد غضبه في بعض الاوقات ايضا ما عرفه ان والده اخفى الامر عنه كان حزينا منه لانه لم يخبره لانه وافقها على ما كانت تفعله مر اسبوع كدهر على قصي وهو يمكث في غرفته كان يشعر بانه لم يعد شيئا مهما في هذه الحياة فقد كان يلوم نفسه كيف شك بها وبحبها له كيف هذا القلب الذي لا يحب غيرها استطاع حتى ان يصدق شيئا كهذا لقد اخطأت واخطأ لقد فعلت ذلك لاجله وهو تزوج سنام لانه شك بها وبحبها لقد دمر كل شىء بزواجه لقد دمر كل شىء بعدم اعطائها فرصة لتخبره فقط انها احبته هكذا حب كيف فعلت ألين كل هذا به ولما اوصلتهما لهذه الحالة التي وصلا اليها
نهض من فراشه وفتح احد ادراج مكتبه واخرج منها ورقة ممزقة من دفتر مذكرات اجل لقد قرأ مذكراتها بل كانت هي الشىء الوحيد التي جعلته يتحمل ولو قليلا فراقها عندما اعطاها ذلك اليوم الدفتر لم يستطع ان يعطيها هذه الورقة بالذات فتح الورقة وقرأها_ ربما للمرة الالف_ والدموع تسيل على خديه :
" اممم لا اعلم من اين ابدأ هذه المرة هل تتذكر ذلك اليوم الذي كنا نلعب فيه في الحديقة حتى اتسخت ملابسنا وبشكل سىء مما جعل جدي يعاقبنا بمنعنا من تناول طعام العشاء عندما اتيتني حينها في الليل وبعد ان نام الجميع لتجدني في غرفتي ابكي من جوعي حينها مسحت دمعتي وامسكت يدي بكل حب واخذتني للمطبخ لقد اتيت تلك الليلة فقط لتواسيني كما لو كنت تعلم اني حزينة حينها حاولت ان تطبخ لي برغم انك لم تكن لتستطيع فعل ذلك لصغر سنك وعدم معرفتك بامور الطبخ ولانه كان خطرا ايضا انذكر عندما امسكنا اسامة ذلك اليوم وقام عمي احمد بمعاقبتك وحرمانك من الذهاب للعب كرة السلة مدة اسبوع نظرت لك وقتها وان تحاول منع دمعتك من السقوط حتى عندما اتيت اليك في الليل لشعوري بالذنب انك عوقبت بسببي بكيت على كتفي لم تبكي امام احد ذلك اليوم قصي وبكيت فقط امامي تذكرت هذا الامر عندما سقطت مغشيا علي ذلك اليوم ودموعك التي رأيتها للمرة الثانية وكأنك لا تخشى على كبرياءك عندما تبكي امامي اتعلم لم اخبرك ذلك حينها لكني احب قصي هذا كثيرا بل واعشقه كثيرا كثيرا لدرجة انني لا يمكن ان اتخى عنه ابدا في حياتي