سحبت غزل نفس عميق بينما وقفت بلا حيله امام بكاء طفلتها لتقول : قولت بابي نايم ياسيلا
عادت لتبكي مجددا لتنحني غزل تحملها وتربت علي ظهرها بحنان وهي لا تريد شئ بتلك اللحظة الا الغرق بالبكاء، مثل طفلتها فهي لم تنام منذ الامس بينما تفكيرها قض مضجعها....!! لماذا لا يستطيع احد فهم تقلبات النساء ولماذا لا يقدر أحد أن تلك التقلبات لا تكون بيدهم...!
مسحت برفق دموع طفلتها وهي تقول بينما تهدهدها... تعالي ياروح مامي ننزل نشوف سليم وبعدين ساعه ونطلع نصحي بابي....
نزلت الدرج وهي تحمل طفلتها لتجد مها جالسه بالبهو الانيق.
قالت بصوت متعب : صباح الخير ياطنط
التفتت لها مها قائلة : صباح الخير ياغزل... نظرت الي صغيرتها التي تعلقت بعنقها قائلة
مالها سيلا.... بتعيط ليه.. ؟
هزت غزل كتفها بقله حيله : ابدا بس م**مه تصحي أدهم وزعلت لما قولت لا وفضلت تعيط فشيلتها عشان تهدي
مدت مها يدها الي حفيدتها قائلة بحنان: تعالي يا لولو لتيته
أنزلت غزل سيلا التي ركضت لحضن جدتها لتضعها مها فوق ساقها وتسأل غزل : وهو أدهم نايم ليه لغايه دلوقتي.. ؟
هزت كتفها قائلة : مش عارفه بس قالي انه مش نازل دلوقتي وعاوز يكمل نوم
اومات مها لتنظر الي سيلا قائلة : كلها شويه صغيرين و هتلاقي بابي حالا صحي ونزل يلعب معانا....
اومات سيلا لتحملها مها قائلة : تعالي نقعد في الجنينه علي ما الفطار يجهز
تلفتت غزل حولها لتسأل ام حسن بقلق : هو سليم فين....؟
قالت المرأه بتعلثم : كان بيلعب هنا من شويه
اتسعت عيون غزل وهي تتلفت حولها ; اوعي يكون دخل مكتب أدهم
اسرعت غزل الي غرفه مكتب أدهم ليصدق حدثها فهاهو ابنها افتعل كارثه....!!
سليم...!
صرخت به وهي تري أوراق ابيه مبعثره بكل مكان لتسرع هي وام حسن التي رددت : يانهار اسود ده البيه هينيل عيشتي
تن*دت غزل بضيق وهي تقول : قولتلك عينك عليه ياام حسن
قالت المرأة بتعلثم ; والله ياغزل هانم انا بس روحت اجيب القهوة لمها هانم لما صحيت
زمت غزل شفتيها قائلة : الله يسامحك ياام حسن..... هعمل ايه انا دلوقتى في الكارثه دي
انحنت تجمع أوراق ادهم ولكن بلا جدوي فهي لا تعرف لها ترتيب لتنظر الي ابنها شرزا وتؤنبه ; انا كام مرة قولتلك كدة غلط..... بكي سليم من انفعالها عليه لتهدر بغضب ; مش عاوزة اسمع عياط ياسليم
دخلت مها بجبين مقطب علي صوت غزل وبكاء سليم لتقول :في ايه مالك مزعله الولد ليه..؟
زفرت غزل بضيق وهي تحاول تجميع الأوراق : عشان ولد قليل الادب بهدل أوراق أدهم
قالت مها بأنتقاد : لو هو قليل الادب يبقي انتي اللي قصرتي في تربيته
غلت الدماء بعروق غزل التي رفعت وجهها باستنكار تجاه تلك المرأه التي لا تتوقف عن انتقادها لتنفجر بانفعال : قصرت في ايه... ؟! هو حضرتك بتدوري علي اي حاجة تتهميني بيها وخلاص
انا بجد تعبت وزهقت من طريقتك دي
ليدخل أدهم بتلك اللحظة وهاهي زوجته وأمه في مشاجرة جديده ...
التفتت غزل للباب ماان دخل أدهم...وسرعان ما احتدت نظراتها بينما وقفت تنظر له بترقب لرد فعله لتري جليا الانزعاج علي وجهه وهو يتطلع الي أوراقه المبعثرة بكل مكان
نظرت مها أيضا اليه بانتظار رد فعله علي انفعال زوجته عليها لتتجاهل غزل ما سيحدث وتقول : ... اسفه ياادهم بس سليم دخل وبهدل اوراقك ومش عارفه ارتبهم ... قاطع حديثها باشاره من يده قائلا بهدوء : ... خلاص ياغزل سيبيهم
خرجت غزل وتجاهلت وقفه مها المتحفزة فهي لاتتحمل ان تتدخل بنقاش او خلاف فأعصابها حقا مستنزفة..... حملت سيلا وامسكت بيد سليم واخذتهم لغرفتها وهي تدرك ان مها لن تتواني عن شحنه عليها خاصه وان دخوله تزامن مع علو صوتها وانفعالها علي امه
نظرت مها بعدم رضي قائلة : شفت ياادهم طريقه مراتك..... كل ده عشان قولتلها انها توجه الولد صح
سحب أدهم نفس مطولا قبل ان يقول بهدوء : سليم شقي وهي عارفه ازاي تتصرف معاه
; يعني تستني لما يعمل الكارثه وبعدين تزعق له
قال بهدوء مصطنع لينهي الجدال مع أمه : ماما غزل هي المسؤله عن تربيه الولاد
وهي عارفه اية الصح ليهم
نظرت له مها بغضب : يعني أخرس مش كدة
هز رأسه قائلا ; لا طبعا.... رأي حضرتك فوق دماغي بس هي امهم
زفرت مها بعصبيه قائلة : ماشي ياادهم خليك انت دافع عنها
زفر أدهم بضيق وقد انفلتت اعصابه ليقول : انا بجد تعبت وزهقت... مش عارف اعمل ايه اكتر من كدة
جذب مفتاح سيارته وهاتفه وانصرف
............
....
قال اسامه لادهم الذي كان يتحرك في مكتبه بعصبيه : معلش ياادهم روق دمك... الحموات دايما كدة وخصوصا وانت عارف انت طنط مها بتحبك اد ايه
تن*د قائلا : جبت اخري يااسامه.... الشغل زي ماانت شايف كل يوم مشكله والبيت غزل وماما مش، بالعين لبعض كلمه
: معلش هتروق ان شاء الله
وضع أدهم يداه علي ص*ره وهو يطلق زفره مطوله ليقول اسامه بقلق : انت تعبان ياادهم
هز أدهم راسه قائلا : لا ابدا بس من وقت للتاني بحس بنغزه
قال اسامه بقلق : طيب يلا نروح للدكتور
هز راسه قائلا : لا مفيش داعي وبعدين انا كدة كدة عندي ميعاد معاه بكرة
قال اسامه : نخلي الميعاد النهارده ويلا انا هاجي معاك
هز أدهم راسه قائلا : لا مفيش داعي... انا كويس جدا
هز اسامه رأسه قائلا بجديه : لا ياادهم
انت اكيد موضوع الشغل مأثر عليك
جلس أدهم الي مقعده الجلدي الوثير قائلا ; هتصدقني لو قولتلك يولع الشغل
نظر له اسامه بعدم تصديق ليكمل أدهم بجديه : عارف ان السوق الفترة دي زي الزفت وعمال اخسر من وقت مااسعار الجمارك زادات بالطريقه دي بس مش فارق معايا.... . الحمد لله عندي ثروة كبيرة تكفيني انا وولادي
قال اسامه : ربنا يباركلك...
اومأ أدهم لينظر له اسامه بتساؤل :
طيب ايه اللي مضايقك ياادهم
شرد وهو يفكر بحال غزل وتلك الشكوك انها تغيرت والتي لم يستطيع طردها بينما يشعر بتغيرها تجاهه
ليهز راسه سريعا وهو يقول : ابدا مفيش
........
.......
داعبت غزل أنف سليم الذي قطب جبينه لتقول بحنان : وعد ياحبيب مامي
نظر لها بشك لتهز راسها : اللعبه اللي انت طلبتها واي حاجة تطلبها هجيبهالك في عيد ميلادك
ابتسم سليم واخيرا لتضمه اليها وتقبل وجنته الممتلئة : يلا تعالي ننزل نلعب سوا
هز راسه قائلا : لا انا عاوز اروح العب مع أدهم
نظرت له بشك : مش عارفه ياسولوم ينفع نروح لعمتو النهارده ولا لا
عاد ليقطب جبينه مجددا لتقول : طيب انا هروح اشوف رأي بابي واقولك
اومأ سليم وركض الي غرفته لتتجه غزل الي غرفتهم... ولكنها لم تجده لتسأل ام حسن ; أدهم فين.. ؟
قالت المراه وهي تتلفت حولها بصوت خافت : خرج بعد مااتخانق مع الست مها
رفعت حاجبيها : اتخانق
اومات واخبرتها بما سمعته بالصدفه بين مها وادهم لتقول : طيب روحي شوفي وراكي ايه
........
.. اذن دافع عنها امام والدته.. حتما مها ستعلن عليها الحرب.... وهاهي ذهبت لأروي لابد لتشتكي لها ولكنها تثق في ان اروي تعرف والدتها
...!
في المساء عاد أدهم للمنزل بعد ان مر علي منزل اخته ليراضي والدته الغاضبه وقد استطاعت اروي تلطيف الأجواء.... اعادها للمنزل وهو يتمني ان تهدأ واحده منهم وتتحمل الاخري فالوضع اصبح لا يحتمل....!
تنفست غزل الصعداء بعد ان جعلت سيلا وسليم ينامون بعد هذا اليوم المرهق لتتجه الي غرفتها .....
خرجت للشرفه حيث كان أدهم يتحدث في الهاتف لتري تغيير ملامح وجهه... : ايه ياادهم مالك في حاجة..؟
هز كتفه قائلا وهو يطرق باصابعه علي السور الرخامي : ابدا مشكله صغيرة في الشغل
نظرت له باهتمام : مشكله ايه..؟
زفر قائلا : المستخلصين مش عارفين يخلصوا إجراءات العربيات الجديده
: طيب ياحبيبي متضايقش نفسك وان شاء الله تتحل
اومأ لها بهدوء اكتسبه خلال تلك السنوات ليحافظ علي صحته بعد ماحدث له بسبب انفعاله : ان شاء الله
اومات له بابتسامه هادئه ليبادلها الابتسام قائلا ; انا كدة الصبح هضطر اروح اسكندريه اتابع الموضوع بنفسي
اومات له قائلة ; ماشي ياحبيبي المهم متضايقش نفسك
ربت علي كتفها قائلا : طيب ياغزل... جهزي نفسك انتي والولاد هنتحرك الصبح
تغيرت ملامح وجهها لتقول باستفهام : هو احنا هنسافر معاك..؟
التفت لها قائلا ; اهه.... اهو اخلص الشغل ونقضي يومين هناك بقالنا كتير مروحناش الساحل
قالت بسرعه : اه ياحبيبي بس... بس يعني انا مش عامله حسابي
هنا بدأ يفقد هدوءه ليقول بامتعاض : حسابك في ايه ياغزل.. ؟
قالت بتعلثم : ابدا ياحبيبي بس يعني فجأه كدة وبعدين انت ناسي حفله عيد ميلاد سليم اخر الاسبوع ولسه ورايا حاجات كتير اجهزها واصلا هو زعلان اني زعقت له النهارده.... وكمان انا عندي شغل متعطل و.... قاطعها وهو لا يحاول إخفاء امتعاضه ليوليها ظهره قائلا: براحتك
امسكت ذراعه قبل ان يغادر : استني ياادهم انا مش قصدي ازعلك
اطلق زفره قصيرة قائلا : خلاص ياغزل... جهزيلي شنطتي
زمت شفتيها ونظرت في اثره وهي تشعر بالضيق لأنها ضايقته ولكن فجأه تسافر برفقته.....انها فقط ارتبكت ولم تعرف ماذا تفعل وتوقعت منه أن يتفهمها ولكنه حقا لم يفهم شئ إلا انها لم تعد تحب البقاء معه كما كانت وكأنها تتذرع الحجج للاببتعاد.... خرج من شروده علي انوار السيارة خلفه والتي انع**ت في مراه سيارته ليخرج هاتفه ويجيب.... : ادهم انت فوتت المدخل
انتبه ما ان قالت ماهيتاب تلك الكلمات والتي أتت برفقته لمساعدته في إنهاء تلك الأعمال بحكم عملها معه... رجع بسيارته للخلف بضع أمتار ليقود مجددا في الطريق الصحيح وهي خلفه حتي توقفوا أسفل مقر شركته بالإسكندرية ليرحب بالعمل الذي سيبعده عن تفكيره المضني بأنها تغيرت....!!
وعلي الجانب الاخر لم يرحم التفكير غزل أيضا والتي اعترفت انها أخطأت ولكن دون ارادتها فهي لم تقصد شئ وإنما فقط ارتبكت خططها والتي تحمل الترتيب لعيد ميلاد ابنها بالاضافه لعملها المتراكم لأنها بقيت بالمنزل لعده ايام ...!!
أجاب علي مكالمتها لياتيه علي الفور صوتها الناعم في محاوله منها لتلطيف الأجواء : وصلت ياحبيبي
اومأ قائلا : اه من نص ساعه
: طيب متصلتش تتطمني عليك ليه..؟
قال ببرود : عادي قولت اكيد مشغوله
قالت بعتاب : أدهم بلاش تحسسني بالذنب وبعدين انا قولتلك اجي معاك وانت قولت لا خلاص
: عشان كنتي هتيجي وانتي مش عاوزة من جواكي
: لا والله انا بس اتلخبطت وورايا حاجات كتير
: ماشي ياغزل خلاص
: مش خلاص الا لما تقولي انك مش زعلان مني
: انتي عارفه اني مش بزعل منك
: طيب هتتأخر
: لا يومين زي ماقولتلك
: طيب ياحبيبي خد بالك من نفسك
...........