في مساء اليوم التالي
ضغطت غزل علي البوق وهي تهدأ من سرعه سيارتها لتنفتح البوابه الحديديه للمنزل وتدلف بسيارتها الانيقه وتوقفها اسفل الدرج الحجري
اخذت حقيبتها الصغيرة وحقيبه حاسوبها المحمول من جوارها ونزلت من السيارة لتصعد الدرجات الحجريه بخطي مرهقه وتدخل المنزل الذي كان يعمه الهدوء..... التفتت ما ان شعرت بتلك العينان تتجه ناحيتها وهي تغلق الباب لتستمتع الي تلك الخطوات التي اقتربت منها ببطء.... نظرت الي مها وقالت بصوت هاديء : مساء الخير ياطنط
توقفت مها مكانها وتطلعت لغزل لحظة ثم إلى أنزلت عيناها الي ساعتها الذهبيه الانيقه قبل ان تجيب بمغزي : مساء النور ياحبيبه طنط.. الساعه كام.. ؟
ابتسمت غزل ببرود وقد فهمت المغزي من الكلمات والنظرات لتقول ; حضرتك لسه بصه في ساعتك فأكيد عافه الساعه كام لازمته ايه السؤال..؟
التوت شفاه مها بتهكم لتقول : لازمته انتي عارفها كويس ياباشمهندسة
احتقن وجهه غزل لتقول بحدة : لو قصدك اني اتاخرت فأنا كان عندي شغل ولما كلمت ام حسن اطمن علي سيلا وسليم قولتها اني هتأخر
رفعت مها حاجبيها بعدم رضي لتقول باستنكار : بتبلغي تحركاتك لام حسن
قالت غزل باحتدام ; حضرتك عاوزاني ابلغك
هزت مها كتفها ببرود قائلة : مع ان ده ابسط أصول الذوق.... بس اظن الاولي تبلغي جوزك
ازدادت دقات قلب غزل دون ارادتها وناقضت وقفتها بهذا الثبات امام مها وهي تقول
: جوزي عارف اني في شغلي ومعندوش اي مانع
ضحكت مها باستخفاف لتحمر وجنه غزل وتفقد سيطرتها قائلة بانفعال : ممكن اعرف ايه الي بيضحك حضرتك اوي كدة
قالت مها بقصد : كلامك
: ليه قولت نكته
قالت مها بمغزي : اكتر....!
نظرت لها غزل بعدم فهم لتكمل مها : لما تقوليلي أدهم عارف ومش ممانع تتأخري برا لغايه دلوقتي بالنسبالي نكته
ازداد احتقان الدماء بوجهه غزل بينما اجهزت مها عليها وهي تكمل : بس بالنسبالك اكيد دي نكته بايخه
قالت غزل بانفعال ; تقصدي ايه ياطنط لو سمحتي من غير لف ودوران
قالت مها ببرود ; مش بلف ولا ادور... بس انتي زي عادتك مندفعه مش بتفكري وبتهاجمي وخلاص.....
: افكر في ايه..؟
: في اللي بتقوليه..... أدهم اللي كان مش بيسمحلك بخطوة برا البيت من غيره بقي فجأه كدة سايبك داخله خارجه براحتك لا وكمان بتقوليلي عارف انك برا لغايه دلوقتي ومش ممانع يبقي مبقتيش فارقه معاه
زمت غزل شفتيها : علي فكرة ياطنط مالوش لازمه اللي بتعمليه انتي عارفه كويس اني فارقه مع أدهم وبيحبني
; انا معملتش حاجة بس انتي اللي عمايلك مش عجباني....وبعدين قولي لنفسك كدة... بيحبك ولا زهق من الخلاف معاكي
انفعلت غزل لتقول بعصبيه : اغلب خلاف*ني مع أدهم بتكون بسببك
احتدت نظرات مها : بسببي..؟! ولا بسبب تصرفاتك.... راجعه البيت في وقت زي ده وتقولي بسببي
: ايوة بسببك لأنك هتجري تقوليلوا كلمتنين تسخنيه عليا
زمت مها شفتيها بغضب : الزمي حدودك انا مش عيله صغيره هجري اف*ن عليكي.... وطالما واثقه في نفسك اوي كدة وبتقولي انه عارف خايفه من ايه
نظرت لها غزل بحده ولكنها تراجعت عن قول شئ لتصعد الي غرفتها وتترك مها تغلي من الغيظ....
دخلت الي غرفتها لتلقي حقيبتها بغل
تلك المرأه تريد تعكير صفوها ليس إلا.....!
تعبت كثيرا من كل شيء حولها فهي تحارب في أكثر من جبهه..... تحارب في يومها في عملها ومع والده زوجها ومع زوجها وفي تربيه أطفالها..... انها المسؤليه..!
نعم هذا ماجد عليها وجعلها بهذا الضياع..... كانت طفله مدلله لاخيها وزوجها أيضا والان ام مسؤله عن بيت وزوج واطفال وعمل وعائله.... لا تستطيع التوفيق وايضا لا تريد الاعتراف بهذا....! بقيت بالعمل طوال اليوم وقصرت بحق أطفالها وسمحت لمها بتسميها بالكلمات اللاذعه من أجل ان تثبت باعتها بالعمل.... في اليوم الماضي بقيت بالمنزل من أجل أطفالها ولكنها قصرت بحق زوجها حينما تركته يسافر وحده....! انها دوما تشعر بأنها مقصره..... تن*دت بضيق....!!
انها بحاجه اليه لتتحدث معه فهو سيفهم انها ليست اكثر من طفله مشاغبه لاتعرف كيفيه القيام بكل واجباتها دون إهمال أحدهما...!
تناولت هاتفها الذي اخرجها من شرودها :أدهم
قال أدهم : عامله ايه ياحبيتي.... وحشتيني
قالت باشتياق واحتياج له : انت كمان
ابتسم بتعب مريح فبعد عناء يوم طويل ليس هناك اكثر راحه من سماع كلمه حب منها ليقول : طيب تعالي طالما وحشتك
ضحكت قائلة : اجي فين يامجنون
شا**ها قائلا : فيلا حبنا
ضحكت مجددا وهي تقول : حلو الاسم
:مش دي المكان اللي بتحبيه
:طبعا
: طيب يلا خلي السواق يجيبك وانا هستناكي هناك
بعدما خرجوا للحظات من ضغوط الحياه جائت للواقع لتقول بتعلثم : لا ياحبيبي ماانا قولتلك مش هينفع
تن*د بتعب : انتي مش بتقولي وحشتني
قالت بتأكيد : طبعا
: طيب مش عاوزة تجي ليه..؟
قالت برجاء : طبعا عاوزة بس معلش ياحبيبي ورايا حاجات كتير وسليم بيه مش مبطل زن علي حفله عيد ميلاده وبعدين انت راجع بكرة مش كدة
زفر باحباط قائلا ; تمام
.. الولاد كويسين.. ؟
: اه ياحبيبي
عادت تلك الفراشات تتراقص بمعدتها وتؤلمها وهي تفكر بأنها يجب أن تخبره انها تأخرت حتي لا يعرف من مها لتوقفه قبل ان يغلق الهاتف : أدهم
: نعم
قالت بتوتر : انا... انا يعني في خبر حلو
قال بلهفه : ايه ياروحي
: مش مجموعه العيسوي ادت مكتبي ت**يم للكوماوند بتاعتهم
اخفي امتعاض ملامحه ليقول بدون تعبير : مبروك
قالت بتوتر : مالك ياادهم..؟
قال بتلميح : ابدا بس فكرت في خبر تاني
تجاوزت ما نطقه بقصد فهو يريد أطفال وظن الخبر الجيد هو حملها..... لتتابع الحديث مجبره حتي تصل الي هدفها بأقل الخسائر...... يجب أن يعرف انها تأخرت لتلك الساعه ولكن بطريقه غير مباشرة
لتكمل بسعاده مصطنعه : انا مصدقتش نفسي لما سلمي قالتلي انهم عاوزين يتفقوا معانا ...... النهاردة فوق الست ساعات بنتكلم في التفاصيل طبعا اتاخرت شويه بس اتفقنا
**تت بانتظار رد فعله والذي لم يحتاج ذكاء منه ليدرك ان كل حديثها ماهو الا مقدمه لتاخرها
ليقول بهدوء حذر : انتي لسه راجعه البيت..؟
أفلت السؤال من شفتيها لتباغت بالهجوم : وهي طنط مقالتش لك...؟
انفلتت اعصابه ليقول بحده ; وهي تقولي ليه متجوزك ولا متجوزها
قالت بتعلثم وقد شعرت بغباء اندفاعها : مش قصدي انا يعني افتكرت... قاطعها بسخط شديد ولم يعد باستطاعته السيطرة علي غضبه من تصرفاتها الطفوليه :
افتكرتيها جريت قالتلي علشان توقع بينا مثلا
..... ازدادت نبرته حده بينما يزجرها : اعقلي ياغزل وبطلي تفكيرك ده.... وخدي بالك انا لو عاوز اعرف النفس اللي بتتنفسيه مش هستني امي تتجسس عليكي
القي الهاتف بعصبيه شديده بينما يتحرك بالغرفه ذهابا وايابا بغضب شديد.... ماذا يحدث له..... تحول الي رجل لايعرفه
فأين أدهم الذي كان سيهدم العالم ولن يكتفي بمجرد بضع كلمات..... نظر الي نفسه بالمرأه..... انه مازال موجود كما هو بداخله ولكنه يسيطر عليه ..... فهو سيغضب.... ويثور..... وتبتعد عنه وهو لايطيق بعدها ابدا....!
لقد تغير من أجلها هي فقط....
يحاول ان يكون الرجل الذي يسعدها
فكلما حدث بينهم خلاف تخبره انها غير سعيده لذا قرر ان يسعدها لانه يحبها....
يدللها ويفعل ما تريد.... من أجل اساعدها ومن أجلها فقط..!
..........
...
لم يعد باليوم التالي في محاوله منه لتجنب جدال محتدم بينهما... انهمك بالعمل ولم يدرك كم تأخر الا حينما لاحظ كثره نظر ماهيتاب لساعتها ليقول : تمام ياصفوت اتفضل انت وبلغني بأي جديد
خرج صفوت ليقول لماهيتاب : هكلم المعرض يبعت سواق ليكي عشان متسوقيش بليل
نظرت له ماهيتاب باستفهام ; انت مش راجع...؟
هز راسه قائلا : لا لسه عندي شغل
قالت وهي تتطلع له : شغل ايه... احنا خلصنا الحمد لله شغل الجمارك
اومأ قائلا : اه بس في حاجات في المعارض عاوز اخلصها
زمت شفتيها قائلة بتفهم ; تمام... سوري انا بس كنت بسأل
: لا مفيش حاجة.... هكلم المعرض حالا
: مفيش داعي
نظر في ساعته : بس الوقت متأخر
هزت كتفها وهي تأخذ حقيبتها : مش، هيحصل حاجة... حتي الطريق يكون احسن وفاضي
اومأ لها لتنصرف فيرجع أدهم راسه للخلف شاردا بتفكيره
.............
...
قادت ماهيتاب سيارتها بضعه أمتار قبل ان
تعقد حاجبيها بانزعاج لتلك الانوار المنع**ه علي مرأه سيارتها الاماميه....!
نظر أدهم الي ذلك الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين ليجده هاتف ماهيتاب قد نسته علي طرف مكتبه..... جذب سترته من علي ظهر المقعد واتجه للخارج فمؤكد انها لم تبتعد كثيرا...!
...........