7-الفصل السابع

1664 Words
.... صرخت ماهيتاب بفزع ماان توقفت تلك السيارة امامها بعرض الطريق المظلم والذي كان تقريبا خالي من السيارات بمثل هذا الوقت من ليل الشتاء..... ارتجفت دقات قلبها بخوف ماان رأت ذلك الذي ترجل من السيارة بنظرات شرسه..... لتردد بخوف حاولت أن تخفيه : شريف...! ايه اللي بتعمله ده.... انت مجنون...! هتف ذلك الرجل بغضب شديد وهو يقترب منها : اه مجنون.... ولا فاكرة اني هسيبك في حالك بعد اللي عملتيه دفعت يده بعيدا عنها : اوعي ايدك وابعد عني...... انا معملتش حاجة نظر لها بغضب : لا وحياه امك فاكرة هصدق الشويتين بتوعك..... ده انتي بلغتني عني....!!! وكنت هتسجن وابويا غضب عليا ورماني برا البيت من غير ولا مليم بسببك هتفت بشراسه : بسبب عمايلك ياسرنجاتي يامدمن صفعها شريف بقوة لتصرخ وتتعثر قدماها فتقع للخلف بتلك البركة الكبيرة التي خلفتها مياه المطر التي تساقطت بغزاره..... احتدت نظرات أدهم الذي شهد هذا الموقف من خلال زجاج سيارته التي اوقفها سريعا ونزل منها تجاه ذلك الرجل.... بدون مقدمات كان يسدد له عدد لا متناهي من اللكمات بعد ان راه يصفعها ويوقعها بتلك الطريقه..... لم يقاوم شريف الذي ارتخت اطرافه بفعل الم**رات ليكتفي بالصراخ : انت مين وايه دخلك.... ؟ لكمه أدهم بقوة : انا اللي مين ولا انت اللي ازاي تتجرأ وتمد ايدك عليها ياابن ال .... صاح شريف وهو يحاول تخليص نفسه من قبضه أدهم : دي مراتي صرخت ماهيتاب وهو تحاول الوقوف ; كداب.... احنا متطلقين امسكه أدهم من تلابيبه مزمجرا : جوزها طليقها الجن الأزرق.... اوعي تفكر تمد ايدك عليها تاني بدل مااقطعهالك اطلق شريف سيل من الشتائم سددها لادهم الذي انقض عليه مجددا ..... لتعتدل ماهيتاب واقفه وهي تستند الي سيارتها وتقف لتحول بينهما.... سيبه ياادهم...ميستاهلش تضيع نفسك عشانه...! دفعه أدهم بغل ليسقط شريف ببركه المياه بينما يتوعده أدهم الذي قال : لو شفتك جنبها تاني هخلص عليك زمجر شريف مجددا وهو يتوعد أدهم بينما ينطلق بسيارته بسرعه...! قالت ماهيتاب بأسف : انا مش عارفه اشكرك ازاي ياادهم.... لولاك مكنتش عارفه كان ممكن يعمل فيا ايه قال أدهم بضيق : مكنش ينفع اسيبك تمشي لوحدك في وقت زي ده هزت راسها قائلة : لا وانت ذنبك ايه هو اللي حيوان كان اكيد بيراقبني نظر لها أدهم لتندفع الدموع لعيونها بينما تكمل ; اكيد كان عاوز فلوس زي كل مرة يظهر قدامي عشان الم**رات اللي بياخدها ازداد بكاؤها بينما تابعت : انا بجد اسفه انك اتحطيت في موقف زي ده قال أدهم بتأثر وهو يربت علي ذراعها : محصلش حاجة.... اهدي بس أخذها الي سيارته بعد ان أغلق سيارتها المتوقفه علي جانب الطريق ليقول وهو يتطلع الي ملابسها المبتله من أثر سقوطها في المياه.... بيتي قريب من هنا... تعالي وانا هكلم مراد قاد لبضع دقائق ليوقف سيارته بعدها في باحه منزله لينزل ويشير لها أن تتبعه... لا يحب دخول هذا المنزل بالذات بدون غزل ولكنه أقرب مكان لتبقي به ماهيتاب حتي يأتي أخيها.... نظر الي ملابسها المبتله والي يدها المرتعشه ليقول وهو يشير الي الحمام الموجود بالطابق السفلي...... ادخلى اغسلي وشك ونشفي هدومك وانا هكلم مراد اومات له ودخلت الي الحمام الانيق لتنظر الي المرأه فتري وجهها متورم من أثر صفعه ذلك الحقير الذي لاتعرف ماذا كان سيفعل بها ان لم يأتي ادهم بالوقت المناسب..... تذكرت مافعله معها لتري كم هو شهم نبيل.... خلعت ملابسها ووضعتهم بالمجفف لتأخذ احدي أرواب الاستحمام المعلقه وترتديه فوق ملابسها الدخليه التي بقيت بها.... ترددت قبل ان تخرج بتلك الهيئه ولكنها خرجت اخيرا.... رفع أدهم عيناه اليها ما ان استمع لصوت خطواتها تقترب ليبعد عيناه سريعا ما ان رأها بتلك الهيئه.... قالت بارتباك وخجل : انا مش عارفه اشكرك ازاي قال بهدوء دون أن ينظر اليها : عادي معملتش حاجة .... فركت يدها وهي تجلس علي طرف الاريكة ونضم روب الاستحمام حول جسدها قائلة :سوري بس ملقتش حاجة البسها علي مالهدوم تنشف قال بتهذيب : مفيش مشكله... انا هعملك حاجه تشربيها اسرعت تمسك ذراعه دون قصد : لا متتعبش نفسك تركت ذراعه سريعا ماان ابتعد خطوة وهي تقول بتعلثم : كفايه اللي عملته معايا... انا تعبتك ودخلتلك في مشكله مالكش ذنب فيها عاد ليجلس مجددا قائلا : مفيش مشاكل...المهم انك كويسه تن*دت بأسي وهي تقول : كويسه اوي..... كويسه وانا في حياتي كابوس اسمه شريف صفوت نظر أدهم لها لتلمع الدموع بعيونها وهي تقول : انا الغطانه عشان اخترت غلط من الاول..... بني آدم مش مسؤل وعيل تافهه متدلع بفلوس ابوه...... يعرف صفوت البحيري احدي المحامين المشهورين بالبلد وسمع البعض عن طيش ابنه ولكنه لم يكن يعرف بتلك التفاصيل التي بدأت ماهيتاب بقولها.... بعد جوازنا بكام شهر اكتشفت انه مدمن م**رات وطبعا مش محتاج اقولك كان بيعمل ايه لو ملقاش الجرعه... حاولت اعمل نفسي مش واخده بالي لغايه ما الوضع مبقاش محتمل لما بدا يمد ايده عليا كل مااقول يبطل وفي يوم ض*بني جامد اوي..... مراد لما عرف **ر البيت عليه وسلمه للبوليس... طبعا ابوه بعلاقاته قدر يطلعه وعشان الشوشرة خلاه يطلقني وقولت انتهي الكابوس بس لما ابوه طرده برا البيت ومنع عنه الفلوس لما عرف انه مدمن رمي كل حاجة عليا وكل شويه يهرب من المصحه اللي ابوه حطه فيها ويطاردني تن*د أدهم بتاثر ليقول باحتدام :ومراد عارف انه لسه بيطاردك هزت راسها قائلة : لا..... انا خوفت عليه عشان كدة كنت بسكت قال أدهم برفض :سكوتك غلط طبعا.. لازم تاخدي أجراء : اعمل ايه بس وانا لوحدي.... ؟ قال أدهم بحزم ; متقلقيش انا هشوف له صرفه ابتسمت وقالت بينما لمعت عيناها وهي تتطلع لشهامته معها : انا مش عارفه اقولك ايه ياادهم ........... ..... نظر شريف بغل بينما يمسح طرف فمه الذي سألت منه الدماء بيد بينما باليد الاخري كان يصور ذلك المشهد الواضح من خلال ذلك الحائط الزجاجي لمنزل أدهم وقد جلست ماهيتاب بتلك الهيئه...!! ............ .... كور مراد الرماح قبضته بغضب وهو يتوعد شريف ما ان عرف بما حدث لاخته : ابن ال..... ورحمه ابويا ما هرحمه قالت ماهيتاب : لا عشان خاطري يامراد بلاش تدخل نفسك في مشاكل معاه وبعدين أدهم ض*به واحد حقي التفت مراد لادهم قائلا بامتنان: انا مش عارف اشكرك ازاي ياادهم.... : علي ايه بس.... المهم دلوقتي مفيش تعامل بينك وبين الكلب ده.... انا هتكلم مع ابوه : لا يادهم انت كتر خيرك سيب ليا الموضوع ده اومأ أدهم قائلا ; لو احتجت حاجة كلمني اخذ مراد اخته وغادر منزل أدهم الذي مكث به ليومان اخران تعذبت غزل بهما من ابتعاده ومعاقبته لها بهذا الشكل ...! ..... ربتت اوركيد علي يد غزل قائلة : طيب ما تكلميه ياغزل تن*دت غزل بغصه حلق : كلمته كتير مش بيرد عليا..... لمعت الجموع بعيونها لتفيض بسيل مشاعرها المكبوته وهي تقول : انا مش عارفه هو بيعمل معايا كدة ليه..... لييه بيرفعتي سابع سما وبعدها ينزلني سابع ارض.... انا مش عارفه افكر ولا أفهم حاجة.... : اهدي بس ياغزل محصلش حاجة لكل ده..... خناقه بينك وبينه وهتعدي هزت غزل راسها وهي تمسح دموعها : لا مش،مجرد خناقه نظرت لها اوركيد باهتمام : في حاجة حصلت تانيه.. ؟ قالت غزل بحيره : مش عارفه يااوركيد بس حاسه بالذنب في كل حاجة بعملها.... من اول ماقابلته وحبيته وهو واجع قلبي..... راجل بيعمل كل حاجة عشان يرضيني بس كل ده بيكون مربوط بخيط خفي موجود في ايده هو بس.... لو شد الخيط اتخنق ولو سابه بغبائي وتصرفاتي بلفه حوالين رقبتي...! : بس أدهم بيحبك واكيد استحاله يكون تفكيره كده هزت غزل رأسها : مش تفكيره... لا طبعه وشخصيته... متملك مسيطر وانا بالنسباله عروسه بيحركها لغايه مااتعود علي كدة عقدت اوركيد حاجبيها بدفاع : انتي بتظلميه ياغزل... ادهم بيحبك ومش،بيكون قاصد يتحكم فيكي : عارفه بس تحكمه وسيطرته طبع متأصل فيه : بس ماهو سابك تشتغلي وبصراحه بقاله فتره بيحاول يرضيكي والكلام ده بشهادتك انتي هزت راسها : بس الخوف اللي جوايا من ان كل ده الحبل اللي سايبه يلف جوالين رقبتي مخليني انانيه وبحاول بجنون ادافع عن نفسي من اني ارجع تاني تحت سيطرته نظرت لها اوركيد مليا وقد فهمت ان ما تعاني منه ليس إلا مرحله انتقاليه الي النضوج.... مشابهه لفتره المراهقه المليئه بتمرد علي واقع مزيف مليء بالقيود.... مراهقه اغلبنا مر بها في وقت ما ولكنها الان تعيشها ليس امام والديها ولكن امام زوجها....! لا تحتاج لشئ الا لاحد يستمع لتلك المخاوف ويطمئنها وهي متأكدة ان أدهم بكل هذا الحب بها سيفعل ان تحدثت معه لذا قالت وهي تربت علي يدها : غزل حبيتي انتي لازم تتكلمي مع أدهم عن كل اللي حاسه بيه..... كل دي مجرد مشاعر متلخبطة مش اكتر بسبب المسؤليه اللي انتي فجأه لقيتي نفسك فيها.... ادهم راجل كويس وحنين وبيحبك واكتر واحد بيخاف عليكي... اتكلمي معاه وهتلاقي ان كل التفكير والمشاعر السلبيه اللي جواكي مش اكتر من خوف وهمي عشان بس شويه المشاكل اللي عيشتوها مع بعض اول جوازكم....! : تفتكري هيسمعني اومات اوركيد : اكيد.... انتي بس جربي تتكلمي معاه...! : انا تعبتك بمشاكلي وانتي اصلا تعبانه ابتسمت اوركيد بأخويه قائلة : بالع** انا يعتبرك اختي الصغيره وبحبك جدا... وبعدين انتي بس ادعيلي المرة دي الحمل يحصل ابتسمت غزل وتمنت لها : يارب ياحبيتي ........... ... كانت تفكر بكلام اوركيد الذي اراحها كثيرا فلم تلحظ وجود سيارته بالفناء فاصطدمت بوجوده واقفا بوسط الغرفه..... نظرت له لتري غضب شديد متوهج بعيناه بينما يسألها : كنتي فين...؟! ابتلع ريقها بتوتر من وقفته ونظرته لها لتقول :ابدا اوركيد كانت تعبانه وكنت بزورها تزامن القاءها لتلك القنبله مع دخول ابنتها للغرفه والتي ظهرت كنجده لها من ببراثن نظراته لتسرع تنحني ناحيتها.... سيلا حبيتي ايه اللي خلاكي تصحي قالت الفتاه بنعاس : مامي تعالي نامي جنبي ........... ... علي جمر ملتهب كانت خطواته تسير ذهابا وايابا حتي تنتهي من اعاده طفلتها للنوم وغزل كم أرادت الا تنتهي مهمهتا ابدا..... وكأن هناك وحش بانتظار ان يأكلها..... فكم كانت طفله في خوفها منه بتلك اللحظة.... بالفعل تخاف منه..... تخاف من عوده تلك السحابه السواء الي حياتها.... لا تعرف لماذا لاتتوقف عن التذكر.... بينما يقولون انه بمرور السنوات تنتهي الذكريات وتندثر وتتبدل بأخري... وهو كل يوم يهبها ذكريات حلوة ولكنها لا تنسى ابدا الذكريات السيئه دون ارادتها..... ذكريات بدايه حياتها دوما اقض مضجعها..... وكل يوم تزداد مخاوفها وتصبح كالوحش الذي دوما يهدد سعادتها واستقرارها معه..... كلما رأت انها أصبحت تعيش حياه هادئه طبيعيه معه... تخرج وتدرس... وتعمل... تخشي ان تعود مجددا لان تكون محبوسه بهذا المنزل لشهور..... كلمت رأت سليم تتذكر كم الليالي التي اختنقت بها بغرفتها وهو يقيد حركتها تحت مسمي الخوف عليها.....مختلف في حملها بسيلا تغير وكان مراعي اكثر ولكن خوفه وغيرته الزائده بقيت فقيدها بقيود حديديه....... تعترف انه يقاوم مثلها من أجل حبها ولكنها تخاف ودوما ما تتحدث عن هذا الخوف مع نفسها وتفكر بالتحدث معه فهو الوحيد الذي سيفهمها كما قالت اوركيد....!!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD