اول سيجاره له من إقلاع دام شهور طويله كانت تحترق بين شفتيه كما تحترق دماءه وهوو يريد أن يحرق اي شئ امامه بتلك اللحظة إلا هي...... بسبب غيرته التي لاتزال تستعر من عمر....!
يعرف ان اوركيد صديقتها وعلاقتهم قريبه ولا يمانع ولكنه يضع حدود....واول حد وقد تجاوزته هو الذهاب لمنزل عمر السيوفي حتي وان كان السبب زياره صديقتها
دخلت الي الغرفه بخطي متباطأه ليلتفت لها وقد توقعت حرب وحاولت الاستعداد لها ليلقي أدهم بتلك السيكارة من يده ويسحبها أسفل حذاءه ويتجه ناحيتها
ويتحدث بكلمات مقتضبه لينهي الأمر بأقل الخسائر الممكنه فلو ترك العنان لغضبه ونيران غيرته سيحترق كلاهما..... انها امرأته ومن حقه ان يغار عليها وليس عليها ان تاخذ الموضوع لعقده قديمه ولدها لها ودوما ما تذكره بها...
: انا مش بعترض علي علاقتك باوركيد بس انتي عارفه ان وجوك في بيتها هيضايقني.... ومع ذلك روحتي
قالت بصوت ضعيف ; مكنتش،لوحدي.... اروي كانت معايا... مفيش داعي للي انت بتعمله ده ياادهم
حسنا كعادتها لا تبذل ادني مجهود في امتصاص غضبه بل عليه وحده ان يمتصه
ليصيح بها بغضب شديد بعد ان انفلت عقال اعصابه وهي تبرر وجود اروي : اروي مرات اخووووه يعني مش هيبص لها..... إنما انتي لا
نظرت له بعيون متسعه لتقول بعصبيه شديده لاتصدق ان بعد هذا الصراع الذي ولده بداخلها مازال هذا تفكيره : مرات اخوه اييييه.... انت لسه عقلك بيفكر كدة
ارحمني بقي يااخي انا تعبت من غيرتك وجنانك ده
نظر لها وقد اشعلت فتيل الغضب الذي جاهد طويلا لكبحه ليلوح مارد غضبه في الانحناء وهاهو يهب من داخله .... ليمسك ذراعها بقوة ويزمجر بغضب : وبعدين انتي اصلا ازاي تخرجي من غير ماتستاذني مني ولا مش متجوزة راجل له كلمه عليكي .....
احتدت نظراته بينما تتعالي نبرته :
اوعي تنسى للحظة مين هو أدهم زهران ياغزل واوعي تفكري تعدي خطوطك الحمرا معايا عشان دلعتك وسمعت كلامك الفتره دي.....ازدادت قبضته علي ذراعها بينما يكمل بتحذير شرس : الحريه اللي انا اديتهالك في لحظة اسحبها منك لما احس انك بتتجاوزيها
انشق قلبها وانشطر بينما تتجسد اسوء مخاوفها امامها ولكنها لن تستسلم بلا حرب لتحاول نزع ذراعها من يده وهي تقول بعدائيه شديده ; ومين قال اني هسمحلك تعمل معايا كده......انا عملت ايه اصلا عشان تهددني بالطريقه دي
صاح بغضب ; انتي عارفه كويس عملتي ايه
.... احسنلك متستفزنيش اكتر منك كدة ياغزل واسمعي الكلام
نظرت له بتحدي : طيب لا ياادهم مش هسمع كلامك
ترك ذراعها لتترنح للخلف بينما يقول بوعيد :يبقي هتجني علي نفسك ياغزل طالما عانديتي......رفع أصبعه في وجهها وتابع بلهجه شديده : انا لغايه دلوقتي كنت صبور وهادي معاكي بس واضح انك فهمتي صبري وهدوئي غلط ولغيتي وجودي.... من دلوقتي
خروج من البيت من غير اذي ولو خطوة واحده لا
احتدت نظراتها ليتابع : وشغل كمان لا ياغزل
وكأنه فجر للتو البراكين التي كانت تغلي بداخل عقلها بأنتظار الوقت الملائم لتنفث نيرانها الهواء وتغشي رؤيتها وتفكيرها ... فهاهو أدهم زهران الذي كانت تخشاه امامها..!
بتلك اللحظة لم تري انها من استفزته ....! لم تري انها من أخطأت بالأساس..... لم تري انه تحمل وحاول جهده الا يصل معها الي هنا.....!! لم تري حقا شئ إلا انها ستواجهه اسوء كوابيسها التي طالما خافت منها وهي العوده مجددا لسجن سيطرته....!!
..... ذلك السجن الوهمي الذي نسجته في خيالها حتي اضحي اسوء كوابيسها...!
لا تعرف حقا لماذا بقيت تلك الذكريات من بدايه زواجهم محشورة براسها وكأنها تخزنها بداخلها لتخرجها بأي لحظة فتشحذ قوتها بها ضد عودته لفرض سيطرته عليها......!!
ليخرج صوتها متحديا وهي تقول : ومين قال ان هسمحلك تعمل كدة
احتدت نظراته تزامنا مع صدمه ملامحه مما نطقت به وكأنها تقصد القضاء علي اخر ذره تعقل لديه بتحديها الغير محسوب العواقب....
ليقول بنبره مخيفه بالرغم من هدوئها : نعم.. قولتي ايه..؟
رفعت عيناها اليه وهي تتمسك بثباتها قائلة : اللي سمعته ياادهم.... مفيش حاجة اسمها خروح لا وشغل لا..... استحاله اسمحلك تعمل كدة ولا تلغي وجودي تحت أي مسمي بيد*ك الحق ده ..... شغلي وحياتي برضاك او غصب عنك هكملهم
هناااا.... وهنا فقط اشتعلت النيران التي من شأنها القضاء علي حياتهم..... توهجت نظرات الغضب بعيناه وكأن كل ما حدث غير كافي لتزيد سوء الوضع بتلك الكلمات التي نطقت بها والتي لا يستطيع تحت أي مسمي ان ي**ت عنها بينما تتحدي رجولته بتلك الطريقه.....!!
تعلم جيدا ان كان عليها احتواء الوضع ليس زيادته سوء ولكن ماحدث قد حدث...!
كور ادهم قبضته بغضب شديد حارق فلو ترك تلك القبضه لتحولت بلحظة لصفعه قويه تهوي علي وجهها لعلها تفيق وتعرف عواقب تحديها له بتلك الطريقه الغاشمه ليهتف بها بصوت جهوري : انتي بتقولي ايه.... انتي اتجننت و ناسيه بتكلمي مين.... ؟!
اخذت كلامه بمعني اخر لتقول بشراسه ;
بكلم أدهم بيه زهران...!
قاطعها بحنق شديد وهو يمسك ذراعها بقوة ;
جوزك..... جووزك ولا نسيتي
هزها بقليل من القوة وهو يتابع بينما يضغط علي حروفه : كلام مين اللي مش هتسمعيه..... مين اللي بتقوليله مش هسمحلك وغصب عنك..... مين اصلا اللي واقفه قدامي ترد عليا بالطريقه دي.....!!
انفلت ل**نها بعنفوان : ايه كمان هتخرسني..... ؟! قاطعها بغضب شديد :
لازم اخرسك ....... اخرسي خالص ومتنطقيش اي كلمه تانيه عشان هفقد اعصابي اللي انا ماسكها بالعافيه و مستحمل كل اللي بتعمليه من زمان
انتزعت ذراعها من يده وبادرت برد الهجوم ;
وانا كمان استحملتك كتير اوي.... استحملت سجنك ليا وفرض رأيك وسيطرتك علي حركتي سنين...... استحملت غيرتك المجنونه وعصبيتك علي اتفهه الاسباب
احتدت نظراته بينما تندفع تلك التهم من فمها والموجهه اليه ..... : استحملت منك كتير اوي واخرهم كل تصرفات الست والدتك
اهتاجت اعصابه بينما تصوره انه المذنب الوحيد بينما هي ملعقه بيضاء من الحليب لم تخطيء ليهتف بغضب شديد واستهجان :استحملتي ايه تاني سمعيني ... استحملتي حبي اللي هو الوش التاني لغيرتي المجنونه اللي بتتكلمي عليها... استحملتي خوفي اللي هو سجني ليكي..... استحملي عصبيتي اللي بتخرج بعد ما بعدي عشرين موقف ليكي....... استحملي ست اد والدتك طلبت منك بكافه الطرق تتحمليها.... قولتلك الف مرة تعبانه وحالتها النفسيه زي الزفت من ساعه موت ابويا
هز كافه بخزي وتابع : بس ليه تجي علي نفسك عشاني
هتفت باستنكار بينما كل واحد اصبح يميل الاتهامات للآخر :انا ياادهم...!!
كل ده ومش باجي علي نفسي عشانك ومتحمله
هز راسه ورمقها بنظرات عتاب وخزلان وهو يتابع : لا في التحمل تعالي انا أقولك مين متحمل.... انا اللي متحمل كل عمايلك وعمايلها كل واحدة فيكم الف شكوي وانا اطبطب واقول معلش... اصالحك واصالحها اهد*كي واهديها اطلب منك مليون مرة تتحمليها ومفيش فايده..
:دلوقتي انا اللي غلطانه
:لا انا اللي غلطان اني مرمتش امي في الشارع عشان خاطرك
:مقولتش كدة...... كل اللي طلبته يكون لينا بيت مستقل عشان المشاكل
تهكم : اه حاضر وليه لا... ارمي امي لخدامه تراعيها اخر ايامها والا تعاقبيني
: اعاقبك..!!!
اومأ وهو ينظر لعيونها :اه ولا فاكرة اني مش فاهم اللي بتعمليه
امسك ذراعها بعنف وقد فاض الكيل... سنه ياغزل... سنه كامله وانا فاهم وعامل نفسي مش واخد بالي
سنه كامله بتجي في حضني تقضيه واجب كل أسبوع ولا عشر ايام لما تلاقيلي وقت ضمن يومك اللي بتقضيه وانتي بتحاولي تثبتي لأمي انك احسن منها
ولادك واخدين كل وقتك عشان توريها انك ان احسن منها.... اخوكي... شغلك... بيتك كل حاجة اهم مني عشان انا خلاص مبقاش ليا وجود في حياتك اصلا... فاهم وعامل نفسي مش واخد بالي. فاهم وبقول مش قصدها اكيد ...بس دلوقتي كلامك وضح كل حاجة...... طبعا ماهو أدهم وحش...ساجنك ومقيد حريتك
تهكمت بمرارة : أدهم اللي قال آخر نفس، ليا يكون في حضنك
:لما حضنك كان حياتي كلها مش تقضيه واجب....... بلاش نتحاسب احسن عشان انا جبت اخري ولما هطلعك برا حياتي هتندمي ياغزل
اتسعت عيناها بصدمه ; تطلعني برا حياتك
اومأ لها قائلا وهو يتطلع لعيونها : زي مانتي مطلعاني برا حياتك ولا فاكرة اني غ*ي ومش فاهم ..... لا انا فاهم وشايف بس كنت اهبل وبقول لنفسي بتحبك مش قصدها بس ادي انتي هو قولتي بل**نك كل حاجة..... واكتشفت دلوقتي ان بعد كل اللي بينا مش شايفه مني إلا سجن وحبسه وفرض رأي مش شايفه اني بحارب عشان اتغير عشانك مش شايفه اني قبلت حاجات كتير عشانك....
مش شايفه اني بخاف عليكي من الهوا..... بموت من الغيرة ولا قاصد اخنقك ولا اسجنك
كل الي شايفاه ان أدهم وحش..... أدهم اكبر منك.... أدهم مجنون.... غيور.... حابسني.... بيلغي شخصيتي.... هو ده الكلام اللي بتريحي بيه ضميرك وتبرري بيه لنفسك
اهتزت نظرات عيونها لتخفضها من أمام عيناه بينما يواجهها بتلم الحقيقه التي كانت تعترف بها لنفسها.... انه لم يعد أدهم زهران السابق من أجلها ومع ذلك تغاضت عن تغيره وتابعت تلك الحرب والتي لاتعرف انها تحارب نفسها وقلبها الذي انشطر بينما نطق بنبره خاويه : مكنتش اعرف ان دي بس فكرتك عني.... اه ياغزل فيا عيوب الدنيا والاخره بس اللي بيحب مش بيشوف العيوب ولو بيشوفها بيعديها او بيحاول يصلحها.....
ياريتنا ما فتحنا الكلام ده اصلا عشان مسمعش كلامك عن اد ايه انتي شايفاني راجل سيء بالطريقه دي.....
اخترقت كلماته ص*رها لتشق الدموع طريقها عبر حلقها وتلمع سريعا بعيونها التي رفعتها اليه فرأت كم جرحته ليكمل وهو يهز راسه بينما تريها عيناه كم خزلته : مش هقولك عندك عيوب عشان بجد انا فعلا مش بشوف عيونك.... طلع زي مابيقولوا مرايه الحب عاميه
نظر لها و اكمل بسخريه : عشان كدة انتي شايفاني كويس اوي عشان مش بتشوفي بمرايه الحب
امسكت ذراعه سريعا وهي تهز راسها..... فهي تحبه ولكنها أخطأت فقط وركصت خلف انفعالها لتقول برجاء : أدهم... ابعد يدها عن ذراعه بجفاء واتجه الي الخارج بخطوات سريعه لتركض خلفه تحاول اللحاق به وهي تناديه بصوت معذب .. أدهم..!
التفت لها ماان خرجت من الباب خلفه قائلا بحدة : قولت رجلك متخطيش برا الباب